الخميس، 5 أغسطس 2021

طين بطعم الشفق...! بقلم الكاتبة ناهد الغزالي/تونس

 طين بطعم الشفق...!

و أنا أكنس فناء الذكرى،
انهمرت دموع الدالية!
أوراق جافة تتلاقفها الرياح،
من سحب طاولة الحب منا!
ورمانا في تنور الغربة
حطب شقاء!
فطموني عنك بلادي،
تاركا حماماتي تطير وتحط حول رحى الجوع!
غرفتي الصغيرة،
وكتبي المؤجلة!
قصصنا المعجونة بطين الفرح
لاتزال فتية،
راعي القرية الذي باع الزمن
لحقل القصب
يملأ قٍرب الصباح حبورا!
لم تكن لمنازلنا أسوار رقابة،
كانت الشمس تغني لنا
ويرقص معتوه الحي طربا،
بائعة الصوف شجاعة
ولا تحلم بسيارة
يروق لها إزدحام الحافلات!
زرعت قلبي هناك،
فتيل وفاء لأرض كلما حرثوها ملحا عاندتهم و أزهرت ريحانا!
ها أنا أهجرك كي لا أشهد ذبول الحالمين
على سكك التأجيل!
ونواح الحمام على أنقاض الراحلين،
كي لا أخجل وبائع زجاجات العطر الرخيصة يفرض بضاعته ولا أملك قرشا!
هجرتك حتى لا تتجرأ الريح على صفع
خد صغيرتي وهي نائمة قبالة النافذة المهشمة!
عديني أن تحفظي صورنا،
وتبحثي عنا لاحقا في سجل
بؤساء الوطن...!
ناهد الغزالي/تونس
Peut être une représentation artistique de 1 personne et feu


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق