الخميس، 25 فبراير 2021

ملامح ذات بهجة | ١٩ | بين العلم و الدين بقلم يحيى محمد سمونة

 ملامح ذات بهجة | ١٩ |

بين العلم و الدين
أشكل منشوري الأخير /ملامح ذات بهجة18/ على بعض القراء الذين قالوا بوجود خلل معيب فيه، و أنه ليس بذي قيمة، ولا جديد فيه يضاف إلى ساحة الثقافة، و أن القارئ العربي قد غدا أكثر وعيا و إدراكا لحقائق الأمور ولا حاجة به إلى كلام تعسفي من هذا القبيل.
أيها الأحباب:
خلاصة منشوري | ١٨ | أن صديقي الطبيب الذي لا يزال يبحث في مسألة/ برمجة الخلية الحية و آلية تطويرها / قال في لقاء مباشر بيننا بأن العلم و الدين لا يلتقيان [ أراد بذلك أن الدين لا يفضي إلى علم و أن العلم لا يفضي إلى دين]
و كنت بينت له وجود مغالطات في مقولته تلك، فالدين و العلم مستقلان عن بعضهما من حيث موضوعهما و معمولهما، و من الخطأ إجراء تفاضل بينهما.
فالدين: قرض أقرضه الله تعالى للإنسان و حثه على الوفاء به. و أيما تقاعس للإنسان عن الوفاء بعهوده و مواثيقه و التزاماته يجعله عرضة للإدانة و التعنيف و الثواب و العقاب، و كذا ف عدم الاعتراف بما لصاحب الفضل من فضل يجعل الجاحد في محل إدانة و لوم و زجر و خيبة و خسران.
لكن "العلم" هو إخبار من الله تعالى للإنسان بأن كل حركة في الوجود إنما هي من أمره و شأنه، فالله - سبحانه - يجعل كل حركة في الوجود تسير في صالح امرئ مؤمن، و تسير في معاكسة و زجر امرئ معاند.
كما و أن العلم هو إخبار من الله تعالى بأن الله سخر كل شيء في الوجود لصالح الإنسان و أن على الإنسان أن يبحث عن مواطن التسخير و يستفاد منها و يشكر الله تعالى عليها
بناء على ما سبق:
- موضوع الدين: الإنسان و طريقة تعامله مع القرض الذي أقرضه الله تعالى إياه
- موضوع العلم: الإنسان و كيفية استفادته من الأشياء الكونية التي سخرها الله تعالى بين يديه [قلت: الأشياء الكونية، هي: كل شيء شاءه الله بقوله تعالى ( كن فيكون )]
لقد منح الله تعالى الإنسان عقلا و قدرة و إرادة [ العقل: ذاكرة يستودع الإنسان فيها أمثلة مكتسبة يبرمج بها لحياته. القدرة: إمكانية ترجمة الإرادة الى فعل. الارادة: هي ما يشاء الإنسان لنفسه ]
- وكتب: يحيى محمد سمونة -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق