شعر / محمد الهادي بن عبدالله / تونس
*** صلاة الفراش ***
يتيهُ الفراشُ في ضوْءِ النهارْ..
ويُزْبِدُ موْجٌ
يُراقِصُ غُصْنا غريبًا
يُزاحُ الستارْ ..
وُجوهُ العرائسِ فوْضى
نُباحٌ ، صُراخٌ
خُوَارْ ..
علوْتُ سحابًا وصِحْتُ
ألا تسْتحونْ ؟
ألا تخْرسونْ ؟
كفانا نحيبًا
كفانا نعيبًا
كفانا شجارْ ..
هناك دُخانٌ مُميتٌ
هناك دويٌّ مَهولٌ
هناك آنفجارْ ..
جثوْتُ على الأرْضِ خوْفًا
أطلْتُ الصلاةَ
دعوْتُ الإلَــــهَ
فكُنْتُ وحُلْمي خُرافهْ
سكنْتُ في غيْمهْ
أردْتُ الفرارْ ..
زماني قسوْتَ
زرعْتَ في حلْقي زُجاجًا
نفثْتَ بِرأْسي دُوارْ ..
أظافري صلْبه في جْسْمٍ غريب
نشيدي نشازٌ
غنائي بُكاءٌ
قصيدي يَملُّ الحِوارْ ..
كأنَّ الفراشَ يحُومُ هناك
يُغادِرُ عطْرَ الدِّماءْ
يُريدُ فناءً وموْتًا ..
يُريدُ آنتحارْ ..
هناك فراشٌ مع النورِ يرْقُصْ
يُعانِقُ شمسًا بعيدهْ ..
بِدونِ جناحٍ يرفْرفْ
تحلَّى بِثوْبٍ قديمٍ
بدون آصْفرارٍ
بدونِ أحْمرارٍ
بدونِ آخْضِرارْ ..
فكيْفَ نُعالِجُ سُقْمًا عقيمًا ؟
في جِسْمٍ عليلٍ هزيلْ
وكيْفَ نُراوِدُ نجْمًا خجولْ ؟
تمرَّدَ قهْرًا
تفجَّرَ شهْبًا ونارْ ..
كيْفَ نُطارِدُ نجْمًا ذبيحًا ؟
يُضيءُ حزينًا
علا في سماءٍ وطارْ ..
كيْف يعودُ الفراشُ لِزهْرٍ ؟
كيْف يعودُ الجَمالُ لِمُهْرٍ ؟
كيْفَ نُريدُ عُلُوًّا ؟
وكيْفَ نُريدُ آنْتِصارْ ؟
*** محمد الهادي بن عبدالله /تونس ***