الخميس، 28 أغسطس 2025

ق ق ج " قمة الهاوية " بقلم: فاطمة حرفوش - سوريا

 ق ق ج

" قمة الهاوية "
بقلم: فاطمة حرفوش - سوريا
لسنواتٍ طويلة، جرى التحضير لهذه اللحظة.
ما كان يُحاك في الخفاء، أصبح يُعرض على الملأ، ولحظة الإعلان باتت وشيكة جداً.
التجهيزات اكتملت، والموعد صار أقرب مما يُظن.
أخيراً، اجتمعا: مجرمٌ ماكر وظلّه.
تُظلّلهما عباءةُ الغدر.
تصافحا وتعانقا، طبعت قبلةٌ على وجه الظل، فارتسمت نجمةٌ غريبة على جبينه، تسطع بلونها الأزرق الباهت.
لم يُعرف لأصلها سبيل.
أما الآخر، فاعتلى منصّة سلام، مبتسماً ابتسامة نصر، وأطلق حمامةً تحمل غصن زيتونٍ جاف، سرعان ما تحوّلت إلى غراب.
ثمّ فرد خريطةً لمملكته، صارت تكبر... يوماً بعد يوم.
في وطنِ الشمس، كانت سبعة أبواب عصيّة، ثم بدأت تتهاوى.
وانتشرت ألوف الغربان تنعق في سمائه.
على الأرصفة، تساقطت زهور الياسمين، تئن في صمتٍ موجع، تحت وطأة الأقدام الهمجية.
في صباح اليوم التالي، استفاق الناس،
وطنٌ مسجّى... يلفظ أنفاسه الأخيرة.
لكن صوتاً يهمس من بعيد في أذن الريح،
يتردد صداه في الأفق:
نحن هنا... قادمون.
Peut être une image de 1 personne, sourire et bijoux


الأربعاء، 27 أغسطس 2025

حرب ضروس بقلم الكاتب : ماهر اللطيف

 حرب ضروس

بقلم: ماهر اللطيف
قُرعت طبول الحرب. اصطفّ الجنود استعدادًا للنزال. أُحضرت الآليات، صُفِّر في الطور، أُذِّن في المآذن، وهبّت التكبيرات تخترق هواء البلاد الملوّث. ارتقى الأئمة منابرهم، شحذوا الهمم، خطبوا كما لم يخطبوا من قبل، داعين الشعب للمضي قدمًا نحو نصرة الوطن.
نبضت القلوب بعنف، ارتجفت الأجساد، احمرّت الوجوه، تسارع الدم في العروق، وكثر ذكر الله. رُفعت الرايات، وأُعلن رسميًا عن بداية الحرب.
بسمل القائد الأعلى، تخلّى عن حيائه وخجله، مسح عرقه، أمر جنوده باتباعه بلا تردد ولا خوف. تقدّم بخطى واثقة، اجتاح الحدود، وأسقط كل من اعترض سبيله. معارك طاحنة دارت، تهاوت الأسوار، واحتلت المساحات تباعًا، حتى فتحت له الأبواب دون مقاومة.
وها هو الآن في قلب العاصمة، يحاصرها من كل الجهات، يشلّ حركتها، ويغلق منافذها، يقطع عنها الماء والهواء… ثم ولج القصر الملكي، باسماً، منتشياً، كأن النصر صار ملك يديه. ارتمى في أحضان الجالسة على سدة الحكم وقال:
أخيراً! أخيراً أنتِ لي يا مهجة الروح بعد حرب شعواء.
(والخجل يكسوها، بصوت خافت) من طلب العلا سهر الليالي… ما طاب العيش إلا أن ترى عجباً.
قاتلتُ كثيرًا لأجلك… لأبني قصة حب خالدة يستشهد بها كل عاشق.
(تضحك بدلال، ممسكة بيده) لم تُكمل الفتح بعد أيها الحبيب… ما زالت منطقة العقل عصيّة، صامدة، لم تستسلم لغزاة قبلك، ولن تستسلم بسهولة.
(يحدّق فيها بعزم) لا تخافي… سأنالها، طال الزمان أو قصر. لن تكوني لغيري. لن يفرّقنا إلا الموت، وإن كتب لنا القدر فلقاؤنا في الآخرة.
تبادل العاشقان مشاعر الودّ، خططا لتطويق هذا الحب وحمايته من أي غزو خارجي أو خيانة داخلية. لكن في خضمّ فرحته، تذكّر القائد كيف خان أنثى سبقت، وكيف بدّد حبّها الصادق بالكذب والخداع، حتى قطعت علاقتها به وتركته يلعق الهزيمة.
فهل يكون مخلصًا هذه المرّة؟ هل يحافظ على عهده، ويجعل من هذه الحرب ملحمة حبّ لا تُنسى؟ أم أنّ العقل سيبقى القلعة الأخيرة التي تعجز جيوشه عن اقتحامها؟
Peut être une image de ‎2 personnes et ‎texte qui dit ’‎حرب ضروس بقلم: ماهر اللطيف‎’‎‎

على هامش جدلية العلاقة بين الناقد والمبدع بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش جدلية العلاقة بين الناقد والمبدع

حتى يلتزم الناقد بالمعايير الأكاديمية والمهنية..بمنأى عن المحاباة والمجاملة ..!
مما لا شك فيه أن النقد ثروة للشِّعر والشعراء..ووقود التطوّر والتقدّم،وهو ضرورة مهمة لإبراز جماليات الإبداع،ومعالجة الأخطاء،ودائماً يشغل الشاعر وربما يتألم،ويصاب بالإحباط،ويشعر بالحسرة نتيجة إخفاقه في كتابة بعض النصوص..
لكن النقد الهادف يفتح مدارك الشاعر،ويستطيع من خلاله المضي قدماً في الاتجاه الصحيح، والمحافظة على موهبته.
ووجود الناقد الحقيقي للشِّعر من أهم العوامل التي تساهم في الشعور بقيمة النص الجمالية، وإزالة الضعف،وظهوره بالشكل المطلوب..
ونجد أن البعض من النقاد يكون قاسياً في نقده مما يتسبب في تحطيم بعض المواهب،والآخر منهم لا يملك مقومات الناقد الحقيقي،مجرد تطاولات تطلق في الاتجاه الخاطئ ولا تخدم الإبداع.
حينما نتحدث عن النقد الأدبي فنحن نتحدث عن تاريخ بدأ من العصر اليوناني واستمر إلى يومنا هذا..
فالنقد الصحيح هو أساس النجاح لأي عمل،ويوسع من أفكار الشاعر،والشِّعر والنقد هما خصمان يساعدان بعضهما للصعود إلى قمة النجاح،ويجب أن نفرق بين النقد والانتقاد فالنقد هو مشرط ناعم يحمله أديب له خبرة وأمانة أدبية،من جانب يشّرح القصيدة ويُظِهر جمالياتها ويبرزها بطريقة جذّابة لتكون مفصلة وواضحة المعاني للمتلقي،ومن جانب آخر يظهر العيوب والهفوات والضعف المصاحب لأي مقطوعة أدبية يتم نقدها.
ولكن..
مطالبة الناقد بالكتابة عن هذا المبدع..أو ذاك،في سياق المجاملات،يحول النقد من عملية تحليلية إلى واجب أو "خدمة". فإذا لم يكن الناقد منجذبًا بشكل طبيعي لعمل المبدع،فمن الصعب أن ينتج نصًا نقديًا عميقًا وصادقًا.فالنقد يحتاج إلى شغف وإعجاب أو حتى رفض قائم على فهم حقيقي.
وهذه قضية-في تقديري-مهمة تتعلق بأخلاقيات النقد الأدبي واستقلالية المبدع والناقد على حد سواء.فالالتزام بالمعايير الأكاديمية والمهنية أساس العملية النقدية برمتها،ذلك أن الناقد الجيد يختار مشاريعه بناء على معايير مثل الأهمية الفنية،الجدة،التعقيد،أو سياقها الثقافي والأدبي، وليس بناء على الضغوط الشخصية.والنضج الفني يعني الاعتراف بأن التقدير يجب أن يأتي بشكل عضوي من جودة العمل نفسه،وليس من الدعاية المُدارة.
من هنا،على للمؤسسات الثقافية أن تشجع على النقد الموضوعي والمستقل،وتخلق مساحات للحوار الصادق والبناء بعيدًا عن
المحسوبية،والمجاملة،والمحاباة.
على هذا الأساس،أؤكد أن النهوض بعملية النقد يستدعي من القائمين عليه دقة الملاحظة ومن ثم تليها خطوات أخرى من تفسير النص ومن ثم الحكم على القيمة.
وفي هذا السياق،لا أخفي مخاوفي من ظهور المجاملة والمحاباة والعلاقات الشخصية والمصالح الذاتية على الساحة النقدية..وهذا-في تقديري- يسهم في تضليل وظيفة النقد الحقيقية،في حين يجب أن تسود الثقة بين المبدع والناقد الذي يجب أن يكون أكثر اطلاعا لكي يستطيع الإحاطة بالمنجز الأدبي من خلال سعة معرفته أولا ومن ثم يأتي الذوق تاليا..
قلنا هذا بعد أن لاحظنا في السنوات القليلة الماضية انتشار الكتابات الصحفية السطحية التي تدعي النقد،وهي مقالات سريعة وعارضة،فيها من المحاباة قدر كبير،وفيها من النزوع إلى تصفية حسابات سابقة أو لاحقة ما يجعل الدارس حذرا مما يقف عليه من أحكام،إذ عادة ما يتجاوز التعريف بالأثر وإحلاله موقعه من المنجز الأدبي، إلى التشهير بصاحبه ووصمه بما ليس فيه. (على غرار ما أشار إليه بخصوص إحدى مقارباتي النقدية، “قلم مأجور”متخم برائحة النفط والدولار” من بلد شقيق،في محاولة يائسة،وبائسة لجري إلى مستنقع الرداءة الذي تمرس على غسل “أدرانه الكتابية” فيه..!) أو مدحه بما لا يستحق،لإعتبارات مزاجية ونفعية،وغالبا ما يكون الموقف من الأثر المنقود متسما بالاِنطباعية والاِرتجال.
وهنا،أبدي أسفي لطغيان الناقد الصحفي على الأدبي في الساحة الثقافية لأن الأول ينظر للنص نظرة وصفية بعيدة عن التحليل الحقيقي،فيما على الناقد أن يبحث في النص من دون النظر لصاحبه.
والسؤال الذي ينبت على حواشي الواقع : هل يمكن للإبداع أن يستمر ويرتقي ويصل للناس دونما نقد يقوم على التحليل والموضوعية،نقد له ركائز ودعائم وأدوات تبتعد كليّاً عن المجاملة والمحاباة وتبادل المصالح..وبالتالي يتحول (النقد) إلى أداة ترويج لمنتج رديء تنعكس آثاره على الفرد والمجتمع..!
في العقود الماضية،كنا نشهد حراكاً ثقافياً ممتعاً لا محاباة به ولا مجاملات،وهذا بتنا نفتقده مع انتشار الكتاب الإلكتروني،والنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وملتقيات و منابر تدّعي الاهتمام بالثقافة والأدب والنقد و…بمعنى آخر اختلط الحابل بالنابل،وازدحم المشهد الأدبي-الإبداعي حد التخمة بالغث والسمين..!
ومن خلال تخصصي في النقد الأدبي،ومتابعتي لما ينشر عبر تلك الملتقيات من قراءات وانطباعات نقدية،نجد أنها قراءات سطحيّة بعيدة عن أسلوب الناقد المتخصص،فغالباً ما تشمل هذه الانطباعات نصوصاً رديئة،سطحية يتم كيل المديح والثناء لأصحابها،دون ضوابط ومعايير أكاديمية دقيقة،تستجيب للمنهج النقدي الحديث،وهذه طامة كبرى تسببت في تدحرج -النقد-إلى مهاوي الرداءة والترجرج..
إذاً نحن أمام مشهدية مؤسفة يغيب فيها النقد الحقيقي لصالح المجاملات التي لا تقدم ولا تؤخر في مسيرة الإبداع،بل تسوق للضحالة،وتغلب بالتالي الفتق على الرتق..!
وخلاصة القول:العلاقة بين المبدع والناقد يجب أن تكون قائمة على الاحترام المتبادل لإستقلالية كل منهما.فالنقد الحقيقي هو حوار حر وطوعي بين العمل الإبداعي والقارئ المتخصص (الناقد). وأي محاولة لفرض هذا الحوار أو توجيهه تُفقده قيمته ومصداقيته وتضر بجميع الأطراف والمشهد الثقافي ككل.وإن كانت وظيفة النقد سبر أغوار النص الأدبي وتبيان مواطن الجمال وقوة البيان، أو الضعف في الأسلوب والمعالجة فإن الناقد والكاتب معنيان في هذه المسألة ويسعى كل واحد منهم لإظهار ما بجعبته من ألق،وجمال مع ضرورة أن يتقبل كل منهما وجهة نظر الآخر بعيداً عن التشنج أو الاصطفافات البعيدة عن دروب الأدب والإبداع.
ومن هنا،فإن النقد الأدبي هو الذي يروم الكشف عن مواطن الجمال ومكامن القبح،حيث يسلط الناقد نظرته الفاحصة،وذوقَه المرهفَ على الأثر الأدبي فيسبرَ أغوارَه ويحاول أن ينفُذ إلى عمق نفس الأديب ليستخرج خباياها،بما اكتسبه من ثقافة عميقة،وقوة حاذقة على التحليل والتفسير والموازنة والحكم المبرّأ من شوائب الهوى.
ويظل النقد الأدبي وليد معايشة وجدانية بالعمل الأدبي،وأنه نوع من الإبداع القائم على المعاناة، وأن عدة الناقد تكمن في البصيرة والأدوات المكتسبة،وأن الكتابة النقدية نوع من الاكتشاف الجديد.
محمد المحسن
Peut être une image de 1 personne, téléphone et lunettes

الموسيقى وتأثيرها على فطرة الإنسان: تجديد خطاب حضاري إنساني يحمل رسالة الإسلام بقلم الكاتبة: دنيا صاحب – العراق

 الموسيقى وتأثيرها على فطرة الإنسان: تجديد خطاب حضاري إنساني يحمل رسالة الإسلام

كتبت: دنيا صاحب – العراق


يمكن إعادة الفطرة الإنسانية السليمة للإنسان من خلال سماع الموسيقى، إذ إن لها أثرًا مباشرًا في كيمياء الروح؛ فهي ترمّم صندوق مشاعره، وتنمّي أحاسيسه، وتجمعها نحو الفكرة التي ينطلق منها الملحن والعازف. ومن هنا تبرز أهمية أن يُحسن الإنسان المثقف والواعي اختيار النمط الموسيقي في التأليف والعزف، سواء على الآلات الشرقية أو الغربية شريطة أن تحمل الألحان قيم حضارتنا الإسلامية ومبادئها الأخلاقية الرفيعة.


وحسب مفهومي عن الموسيقى: "المنقوص في الكلام لا يكتمل إلا بالألحان". فهي كيان شامل من ترددات طاقة المشاعر للمؤلف والعازف، تتجسد صورًا لحنية ملهمة للروح، وتؤثر في تفكير الإنسان بحسب ترددات موجاتها، لتصبح لغة رمزية في الوجود، حيث لا تكتمل لوحة الحياة الفنية إلا بعناصر تعزز من قيمة الإنسان في هذا العالم الرمزي.


إن وسائل التعبير لها ارتباط وثيق بمهجة روح الإنسان  خصوصًا ما يتجلى منها في ابتكار الفنون والغناء والعزف وحتى في الدوران الصوفي مع الكون، وتوظَّف في المواجيد والموشحات والإنشاد الديني والمواويل عند المتصوفة لتكون وسيلة لإعادة بناء مجتمع صحي وسليم، بعيدًا عن الأمراض النفسية التي تؤثر في الجسد والروح، والتي تنشأ غالبًا من التلوث بالأيديولوجيات والعقائد الفاسدة التي لا أصل لها في كتاب الله القرآن الكريم، ولم يُنزِل الله بها من سلطان فهو العلم الإلهي الشامل لنظام الكون .

ومن منظور علم الحقيقة والشريعة الإسلامية، يمكن للموسيقى أن تكون وسيلة لبناء المجتمعات بطاقات البشرية الصالحة (وتجسيد الهوية الثقافية للشعوب)، فهي عامل للإحياء الروحي والفكري على حد سواء.»

شرط أن تأتي في قالب نقي وهادئ،

 الكلاسيكي هي نوع من الموسيقى التي تتبع تقاليد فنية ثقافية  معينة للشعوب ومتطورة عبر العصور، وتتميز بالتنظيم الدقيق للألحان والإيقاعات، واهتمامها بالهارموني (تناغم الأصوات)، والمواضيع الموسيقية المعقدة، والبنية الموسيقية المتكاملة.

 ذات طابع روحاني تأملي ملهم خالٍ من الشوائب المفسدة للنفوس  والارواح والنغمات الدخيلة المشوَّهة بثقافات بدائية زائلة لا تمتّ إلى هويتنا الحضارية والثقافية بصلة. «ولهذا يصبح من الضروري الحذر من تصدير الأفكار المنحرفة عبر مختلف وسائل التعبير: الكتابة، وجميع الفنون، والموسيقى، والمسرح، والأفلام، والمسلسلات التي تُعرض على شاشات التلفزيون، إضافةً إلى الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، لأنها تمثل البيئة الأساسية لصناعة الحياة وتشكيل المجتمعات، وهي الرافد الذي تستقي منه الأجيال الناشئة قيمها ومبادئها.»


«نحن اليوم في أمسّ الحاجة إلى نظام حضاري متقدّم يعيد الاعتبار للثقافة الروحية، ويجدد أصول هويتنا الثقافية العربية، ويُرسّخ جذورها في بلداننا التي أنهكتها الحروب وسفك الدماء، حتى تلاشت القيم والأخلاق التي أسسها النبي محمد ﷺ منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا، في حقبة مثّلت نموذجًا مثاليًا لتجديد الخطاب الإنساني والحضاري للعالم آنذاك.»


أما في زمننا الحاضر، فإن تجديد الخطاب الإنساني والحضاري ينبغي أن يتماشى مع معطيات الحداثة، مستلهمًا من يوم بعثة النبي محمد ﷺ، أبا الأحرار الذي بعثه الله رحمةً للعالمين. «وهذا التجديد ينطلق من معاني قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ (الضحى: 11)، أي أن يعيش الإنسان في عصره محافظًا على أصله المتجذّر في هوية الإسلام؛ النظام الذي ينبغي أن يُطبَّق كمنهج ودستور عالمي، إذ إن الإسلام لا يخص أمة أو ديانة واحدة، بل هو نظام شامل يضمّ نوعين من المخلوقات: الإنس والجن، وينسجم مع مبادئ القيم الإنسانية والأخلاقية التي كتبها الله وضمنها في كتابه الكريم القرآن، ساعيًا إلى أن يجعل الإنسان في وعي كامل دائم، بعيدًا عن الغفلة والانقياد وراء زيغ أهواء النفس والشهوات الدنيئة والأفكار المصطنعة. وهذه هي الحقيقة التي غفل عنها الناس.»


«فالموسيقى، والكلمة الطيبة، والرسم، والخط، والهندسة، والنحت، وسائر الفنون والأعمال الفنية والإبداعية التي ينجزها الإنسان، تُعدّ جميعها أعمالًا صالحة تسهم في تحقيق التوازن النفسي والأخلاقي والتكويني في الحياة، لأنها تبث طاقات إيجابية تشع نورًا، بما يضمن استقرار ميزان العدالة الإلهية في تكوين المخلوقات وفق الرؤية الكونية، فلا بد أن يتعلم الإنسان فنون التعبير عن أفكاره ومشاعره، التي تتجسد من خلالها واقع الأحداث والأمور في حياته.»



«وتعاليم دين الإسلام السمحاء في شأن الفنون النافعة تهدف إلى شفاء النفوس من الأمراض النفسية المستعصية، وتليين القلوب القاسية، وتزكية الأرواح لتصبح خلاقة ومبدعة، بحيث تتحول الطاقات السلبية إلى إيجابية. وهذا هو جوهر التربية الإسلامية؛ إذ أن الفنون وكل ما يقوم به الفرد، وأهمها كتابة القصص والروايات والشعر والموسيقى، والرسم، والنحت والحِرَف اليدوية والصناعية، وغيرها من الإبداعات، تُعدّ أدوات للتعبير عن الذات وبناء التوازن النفسي والروحي.


ما يصدر عن الإنسان من أفكار ومشاعر يتجسّد في أقواله وأفعاله، وينعكس على هيئة أحداث وأمور في حياته، ويصنع من خلالها واقعه على هذه الأرض، التي هي من صنع الله سبحانه وتعالى، الملهم للفنانين والمبدعين في أفكارهم وإبداعاتهم باستخدام الطاقات الروحية.


وتنبعث هذه الطاقة من قدرة الله وإرادته، وتصل إلى الجسد بأمره منذ خلقه في رحم أمه فتظل الروح متصلة بخالقها اتصالًا مباشرًا، كما يتغذى الطفل من أمه بواسطة الحبل السري.


"وبتأمل الإنسان للحياة والوجود، تنعكس عليه صور الحياة وما تحمله من تبعات على هيئة أفكار تلهمه للابتكار والإبداع في أعماله، بإيعاز من الخالق سبحانه وتعالى، في صورة خفية، محجوبة بحاجز هلامي شفاف من نور لا يُرى بالعين المجردة، ولا يُرفع إلا بأمر الله، ليتمكن من إدراك حقيقة وجود الخالق وصانع الأكوان من خلال طاقة الاستشعار بالحواس الباطنية. ويبدأ الإنسان بالإحساس بالمدد الإلهي العظيم، الذي يتجلى في حياته بحسب نوعية أفكاره وطبيعة مشاعره، سواء كانت صافية وسليمة أو ملوثة ومريضة.


وتؤكد الآية المباركة من سورة الإسراء، رقم 20، على هذا العطاء الإلهي العام:


﴿كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا﴾


وهذه الأسرار تندرج ضمن علوم التكوين وعلم الغيب في كتاب الله الكريم، كما ورد ذكر الروح وصفاتها وطبيعتها في الآية المباركة:


﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾ (الإسراء: 85)


التأويل العرفاني:

تُظهر الآية أن الروح سرٌّ إلهي لا يختص به العقل البشري إلا قدر يسير، فهي من "أمر ربي"، وتنبع من حكمة الخالق وإرادته المباشرة. وتشير إلى أن الروح جوهر الإنسان الأسمى، المرتبط بالخالق اتصالًا مباشرًا، وأن معرفتها الحقيقية تتجاوز حدود العلم البشري، فلا يُدرك كنهها إلا بالنور الإلهي، والفهم بسعة مدارك العقل، وتطهير القلب وزكاة النفس وطهارة الروح. بذلك تصبح رمزًا للسر المقدس الأعظم في الحياة، ونقطة اللقاء بين الإنسان وربّه، متصلة بطاقة الإلهام الإلهي الذي يعينه ويُلهمه على البحث والتجريب وابتكار  الصنعة والعمل، إذ إن الإنسان لا يعمل منفردًا أو منفصلاً عن المصدر الرئيسي والمُمول للطاقة العظمى والخلاقة في الحياة، وهو الإله الجبار، ونحو ذلك تظل روح الإنسان متصلة بخالقه.


وتقوم التربية الإسلامية على عقيدة سمحاء أساسها العشق الإلهي، فمتى امتلأ قلب الفرد بحب الله أشرق فيه النور، وأخرجه من الظلمات إلى النور فتتحول حياته من الشقاء إلى السعادة الحقيقية الأبدية.»



تقرير مفصل عن التعليمات التطبيقية لعمل هيئات تحرير مؤسسة عرار العربية للإعلام وراديو عرار العرب ولكل العرب

 تقرير مفصل عن التعليمات التطبيقية لعمل هيئات تحرير مؤسسة عرار العربية للإعلام وراديو عرار العرب ولكل العرب

تأتي هذه التعليمات التطبيقية الصادرة والمعدلة بتاريخ 29/3/2020 عن الهيئة التنفيذية ومجلس الأمناء لمؤسسة عرار العربية للإعلام، لتكون إطاراً تنظيمياً وإدارياً ضابطاً لعمل هيئات التحرير التابعة للمؤسسة، ومكملاً للنظام الأساسي. الوثيقة تعكس حرص المؤسسة على ترسيخ المهنية والشفافية في العمل الإعلامي والثقافي، وإرساء قواعد واضحة لإدارة مؤسساتها الإعلامية المنتشرة على امتداد الوطن العربي.
أولاً: نطاق التعليمات ومجالاتها
تشمل هذه التعليمات جميع الأذرع الإعلامية للمؤسسة:
1. وكالة أنباء عرار بوابة الثقافة العربية.
2. بوابة عرار الإخبارية العربية الشاملة.
3. راديو عرار العرب ولكل العرب.
4. مجلة عاشقة الصحراء (قضايا المرأة والأدب والفن).
5. مجلة المبدعون العرب (التربية والتعليم والثقافة).
6. مركز عرار للحفاظ على التراث الشعبي العربي والأعشاب البرية والحوار الثقافي.
7. بوابة مركز عرار للدراسات الأدبية والنقدية والنقد المقارن.
ثانياً: البنية المؤسسية والتنظيمية
- الهيئة التنفيذية: المرجعية العليا وتشرف على عمل هيئات التحرير والراديو.
- مجلس الأمناء: الجهة التي تصادق على التعليمات لضمان انسجامها مع النظام الأساسي.
- هيئات التحرير: تتكون من رئيس التحرير، نواب، مدير تحرير، مستشارين، سكرتير تحرير، مساعدين، كتّاب، مراسلين ومندوبين.
- لجنة الرقابة الإدارية والتنظيمية: تتولى متابعة الأداء ومراقبة الالتزام بالضوابط.
- إدارة راديو عرار: لها خصوصية تنظيمية لكنها تابعة مباشرة للرئيس التنفيذي.
ثالثاً: المهام والصلاحيات
1. رئيس التحرير: المسؤول الأول عن كل ما ينشر، أمام القانون والدولة.
2. نواب رئيس التحرير: يقومون مقام الرئيس عند غيابه ويتابعون تنفيذ المهام.
3. مدير التحرير: يشرف على العمل اليومي، ويقود المراسلين والنواب.
4. مستشار التحرير: يقدم المشورة حول سياسة النشر.
5. سكرتير التحرير: يدير الأخبار اليومية وينسق بين النواب والمراسلين.
6. الكتّاب: يُصنَّفون إلى كتاب يوميين، أسبوعيين، موسميين، ومتخصصين.
7. المراسلون والمندوبون: مسؤولون عن التغطيات الميدانية والتحقيقات.
8. إدارة الراديو: تخطط البرامج وتتابع البث اليومي وتعقد شراكات إعلامية.
رابعاً: الضوابط المهنية والإدارية
- الالتزام بميثاق الشرف الإعلامي الثقافي.
- الابتعاد عن أي انحياز سياسي أو طائفي أو قبلي.
- ضمان المصداقية والسبق الصحفي.
- احترام حقوق المؤلف والملكية الفكرية.
- الالتزام بالموضوعية وتجنب استغلال المؤسسة لتحقيق منافع شخصية.
- حضور الاجتماعات الدورية لتقييم الأداء.
خامساً: الجوانب اللوجستية والإجرائية
- إصدار بطاقات صحفية رسمية لأعضاء هيئات التحرير.
- اعتماد مجموعات وصفحات تواصل اجتماعي خاصة بالمؤسسة.
- آليات لتصحيح الأخطاء فور اكتشافها.
- تمكين الصحفيين من تغطيات رسمية بتكليفات معتمدة.
سادساً: راديو عرار العرب ولكل العرب
راديو عرار يمثل الذراع الصوتي الحيوي لمؤسسة عرار العربية للإعلام، ويُعد منصة مفتوحة للشعر والثقافة والأدب العربي. يتبع مباشرة للرئيس التنفيذي ويُدار عبر هيئة خاصة تضم مدير الراديو ورئيس تحرير البوابة الإخبارية وأعضاء من معدّي البرامج ومقدميها وأصحاب الخبرة.
المهام الأساسية:
1. إعداد الخطة اليومية والشهرية والسنوية للبث.
2. إنتاج وتطوير البرامج الثقافية والإعلامية.
3. تقييم أداء المذيعين والبرامج ورفع تقارير للإدارة التنفيذية.
4. تنفيذ الاتفاقيات الإعلامية مع إذاعات عربية في مجال البث المشترك.
5. إقامة دورات تدريبية متخصصة بالإعلام المسموع.
6. التواصل مع الإذاعات والفضائيات العربية لتبادل الخبرات.
الدور الثقافي والإعلامي:
- يعمل الراديو على توحيد الصوت الثقافي العربي عبر الأثير.
- يبرز قضايا المرأة والشباب والتعليم والتراث.
- يعزز هوية المؤسسة في المشهد الإعلامي العربي والدولي.
سابعاً: الملحق (ميثاق العمل الإعلامي الثقافي)
- يؤكد على الحرية المهنية والعمل التطوعي.
- يرسّخ مبادئ الوحدة العربية وعدم الإساءة لأي جهة.
- يحمي حق الصحفيين في ممارسة عملهم بحرية.
- يضع أسساً للنقد الموضوعي وتجنّب التجريح.
- يشدد على احترام حقوق المؤلف والملكية الفكرية.
الاستنتاجات العامة
1. الوثيقة تشكل دستوراً عملياً ينظم عمل المؤسسة الإعلامية.
2. تمزج بين الطابع التطوعي والاحترافية.
3. توسع نطاق عمل المؤسسة عربياً ودولياً عبر الراديو والمجلات.
4. تؤكد على المهنية والالتزام بالقوانين.
5. تُظهر وعياً بأهمية الإعلام الرقمي والإعلام المسموع في آن واحد.


الثلاثاء، 26 أغسطس 2025

"حين استيقظ الوطن… أم حين استفقنا نحن؟" بقلم الروائية ھدى حجاجي أحمد

 "حين استيقظ الوطن… أم حين استفقنا نحن؟"

الروائية ھدى حجاجي أحمد 


يا وطني، ما عدتُ أعرفك…

أأنت الذي كنتَ تحلم بنا، أم الذي صار يحاكمنا؟

كنتُ أراك قِبلةً للحلم، صرنا نراك قيدًا يطوّق الأعناق.

أيُّ ريحٍ مرّت بك حتى غدوتَ أرضًا مشققة بلا ظل،

وأيُّ يدٍ نزعت من قلبك العدالة؟

تراك أنت من تبدّل، أم نحن الذين أرهقنا جريًا خلف السراب؟

يا وطني، ما عدتُ أرى فيك سوى وجوهٍ تصنع الكذب وتزرع الخوف في عيون الأطفال.

صرنا غرباء فيك، نبحث عن وطنٍ آخر في حقيبة منفى،

فهل كنتَ دائمًا هكذا، أم أن الحقيقة كانت نائمة في عيوننا… حتى استفاقت؟



عزة القبيسي: الفنانة التشكيلية التي أبدعت في صياغة التراث الإماراتي بخطاب الفن المعاصر حاورتها: دنيا صاحب – العراق

 عزة القبيسي: الفنانة التشكيلية التي أبدعت في صياغة التراث الإماراتي بخطاب الفن المعاصر


حاورتها: دنيا صاحب – العراق

تُعد الفنانة والمصممة الإماراتية عزة القبيسي مثالاً حيّاً على قدرة المرأة الإماراتية على الإبداع والابتكار. فمن خلال أعمالها المتنوعة بين الحُلي والمجسمات التفاعلية والنحت استطاعت أن تُبرز جماليات التراث وتقدّمه بروح عصرية تنسجم مع تصاميم الفن الحديث. وقد شكّلت مشاركاتها في معارض دولية كبرى مثل إكسبو ميلانو وإكسبو دبي محطة مهمة عزّزت حضورها الفني وعرفت العالم بالهوية الإماراتية من منظور إبداعي متجدد. برؤية تجمع بين الفنون التشكيلية والحِرف اليدوية رسّخت عزة القبيسي مكانتها المرموقة من أبرز الأسماء الفنية في الإمارات ومنطقة الخليج العربي. فهي تستلهم تفاصيل البيئة المحلية—من البرقع وسعف النخيل إلى الكثبان الرملية—وتحوّلها إلى أعمال تفاعلية تحمل هوية المكان وتُبرز العلاقة بين الإنسان وبيئته. وهكذا، غدت تجربتها جسراً ثقافياً ينقل التراث الإماراتي إلى فضاءات الفن العالمي، بلغة جمالية معاصرة تجذب الإنسان أينما كان.
وجاء اللقاء معها تفاعلياً، إذ لم يقتصر على طرح الأسئلة فحسب، بل انفتح على نقاش ثري حول محطات مسيرتها الفنية والإبداعية، مما أضفى على الحوار طابعاً حيوياً يعكس عمق تجربتها وثراء رؤيتها الفنية.

• من هي عزة القبيسي الإنسانة قبل أن تكون فنانة ومصممة مجوهرات ومنحوتات معاصرة؟

- قبل أن أكون فنانة، كنتُ طفلةً ترى الجمال في التفاصيل الصغيرة، تجمع الأشياء من الصحراء والبحر، وتحب أن تُحوّلها إلى شيء يحمل معنى الإنسانة في داخلي كانت دائمًا باحثة عن التعبير، عن طريقة لأقول من أنا دون كلمات، ولهذا كان الفن هو الجسر بيني وبين العالم.

• ما أبرز المحطات في مسيرتك الفنية التي تألقتِ من خلالها فنانة تشكيلية ومصمّمة مجوهرات ونحّاتة بفرادة وتميّز؟

- منحني تعليمي في لندن عام 1997 الانطلاقة الأولى، ومن هناك بدأتُ أصوغ رؤية فنية تحمل بصمتي. مشاركتي في معارض دولية، وتصميمي لجوائز وطنية مثل "كأس مبادلة"، وتمثيلي لدولتي في محافل فنية عالمية كانت محطات فاصلة في ترسيخ هويتي الفنية، حيث استطعت الدمج بين إرثي الإماراتي وصوتي الشخصي كفنانة.

• غالبًا ما تمزجين في أعمالك الفنية بين التراث الإماراتي الأصيل والرؤية المعاصرة؛ كيف تفسّرين هذه الثنائية في فلسفتك الفنية؟

- أنا مؤمنة أن الفن الحقيقي لا يلغي الماضي ولا يتقوقع فيه بل يبني عليه. أستلهم من التراث الإماراتي عناصر تشكّل جزءًا من ذاكرتنا الجمعية وأعيد صياغتها برؤية معاصرة تعبّر عن حاضرنا وتفتح نوافذ نحو المستقبل. هذه الثنائية بالنسبة لي ليست تَناقضًا بل تَكامُلًا.

• كثيرًا ما تتسم أعمالكِ بالجمع بين الصلابة والليونة، والمواد الطبيعية؛ ماذا تعكس رؤيتكِ من خلال هذا المزيج؟ وما تأثيرها على الأجيال الناشئة؟

- أعمالي تمزج بين المتناقضات: صلابة المعدن وليونة الخط roughness الطبيعة وتفاصيل التصميم. هذا التوازن يعكس نظرتي للحياة كأنثى إماراتية قوية ومُرهفة. أؤمن أن هذه الرمزية تُلهم الأجيال الجديدة لتقدير الجمال في التباين، وأن الهوية يمكن التعبير عنها بأشكال متعددة.

• أطلقتِ مبادرة "لمسة إبداع" لدعم المواهب الشابة؛ ما أهمية هذه المبادرة، وما أبرز نتائجها حتى الآن؟

- "لمسة إبداع" وُلدت من إيماني العميق بضرورة فتح الأبواب للأجيال القادمة المبادرة أعطت فرصة للشباب لاكتشاف قدراتهم الإبداعية وصناعة قطع تعبّر عنهم. ما يفرحني أن بعضهم استمر في هذا المسار وأصبح لهم مشاريعهم الخاصة إنها مساهمة صغيرة لكنها مؤثرة في بناء جيل مبدع.


• كيف تبتكرين فكرة التصميم؟ هل تنبع من لحظة إلهام أم من تخطيط؟

- الفكرة أحيانًا تأتي كوميض لحظة وأحيانًا كرحلة تأمل طويلة. أنا أراقب أستمع وأشعر أحيانًا قطعة من سعف النخيل أو ظل على الرمل يفتح لي باب تصميم جديد. ولكن بعد اللحظة الأولى، هناك بحث، تخطيط وتجريب حتى تصل القطعة إلى الشكل النهائي المتوازن بين الفكرة والشكل.

• ما طموحاتك المستقبلية وهل هناك مشاريع قادمة تسعين من خلالها إلى ترك بصمة جديدة؟

- أطمح إلى التوسع أكثر في مشاريع النحت في الفضاءات العامة، وأن أقدّم أعمالاً تتفاعل مع المجتمع وتُثري الفضاء البصري للمدن. لديّ مشاريع قادمة على مستوى محلي وإقليمي ودولي، وأتمنى أن تكون كل تجربة منها جسراً جديدًا بيني وبين الناس.

• كيف تصفين رسالتك الفنية؟

- رسالتي الفنية هي حوار مستمر بين الماضي والحاضر هي مرآة تعكس هويتي إماراتية، مسلمة، امرأة، وإنسانة. أؤمن أن الفن ليس فقط وسيلة للتعبير بل وسيلة للتغيير للتقريب بين الثقافات، ولزرع الاحترام والتقدير تجاه الآخر.
 
Azza Al Qubaisi: The Visual Artist Who Reimagined Emirati Heritage Through Contemporary Art

Interview by: Donia Sahib – Iraq

The Emirati artist and designer Azza Al Qubaisi stands as a living example of the creative power and innovation of Emirati women. Through her diverse works—ranging from jewelry and interactive sculptures to large-scale installations—she has highlighted the aesthetics of Emirati heritage while presenting it in a contemporary spirit that harmonizes with modern art design.

Her participation in major international exhibitions such as Expo Milano and Expo Dubai marked pivotal milestones, reinforcing her artistic presence and introducing the world to the Emirati identity through a renewed creative lens. With a vision that fuses fine arts and traditional crafts, Al Qubaisi has secured a distinguished place among the leading artistic names in the UAE and the Gulf region.

Drawing inspiration from the local environment—from the burqa and palm fronds to desert dunes—she transforms these elements into interactive works that carry the identity of place and highlight the relationship between human beings and their environment. Her journey thus became a cultural bridge, transporting Emirati heritage into the realm of global art, expressed in a contemporary visual language that resonates universally.

The conversation with her unfolded interactively, going beyond mere questions to an engaging dialogue about the milestones of her artistic and creative journey. This gave the interview a vibrant spirit reflecting both the depth of her experience and the richness of her vision.


---

• Who is Azza Al Qubaisi as a person, before being an artist, jewelry designer, and sculptor?

Before I became an artist, I was a child who saw beauty in small details, collecting things from the desert and the sea, and loving to transform them into something meaningful. Deep inside, I was always searching for expression—a way to say who I am without words. Art became the bridge between me and the world.



---

• What are the most significant milestones in your artistic journey that shaped your distinct identity as a visual artist, jewelry designer, and sculptor?

My education in London in 1997 gave me my first true beginning, and from there I started to shape an artistic vision that bore my own fingerprint. Participating in international exhibitions, designing national awards such as the “Mubadala Cup,” and representing my country in global artistic forums were defining moments that solidified my artistic identity, where I was able to merge my Emirati heritage with my personal voice as an artist.



---

• Your works often merge authentic Emirati heritage with contemporary vision. How do you interpret this duality in your artistic philosophy?

I believe that true art neither erases the past nor remains confined within it—it builds upon it. I draw inspiration from Emirati heritage, which forms part of our collective memory, and reframe it through a contemporary vision that speaks to our present and opens windows toward the future. For me, this duality is not a contradiction but a harmony.



---

• Many of your works combine solidity with softness, and natural materials with refined design. What does this blend express in your vision, and how does it impact younger generations?

My works balance contrasts: the solidity of metal with the softness of form, the roughness of nature with the delicacy of design. This equilibrium reflects my perspective on life as an Emirati woman—both strong and sensitive. I believe this symbolism inspires younger generations to appreciate beauty in contrasts, and to understand that identity can be expressed in many different forms.



---

• You launched the “Touch of Creativity” initiative to support young talents. What is the importance of this initiative, and what have been its key outcomes so far?

“Touch of Creativity” was born from my deep belief in the need to open doors for future generations. The initiative gave young people the chance to discover their creative abilities and produce works that reflect who they are. What makes me happiest is that some of them continued on this path and established their own projects. It may be a small contribution, but it has a lasting impact in nurturing a creative generation.



---

• How do you usually develop a design idea? Does it stem from a moment of inspiration, or from deliberate planning?

Sometimes the idea comes like a sudden spark, and sometimes as the result of a long journey of reflection. I observe, listen, and feel—sometimes a piece of palm frond or a shadow on the sand opens the door to a new design. But after that initial moment, there is research, planning, and experimentation until the piece reaches its final form, balanced between concept and execution.



---

• What are your future ambitions? Do you have upcoming projects through which you aim to leave a new mark?
Donia
I aspire to expand further into public-space sculptures, to create works that interact with communities and enrich the visual landscape of cities. I have upcoming projects on local, regional, and international levels, and I hope each of them becomes a new bridge between me and people.



---

• How would you define your artistic message?

My artistic message is a continuous dialogue between past and present. It is a mirror that reflects my identity as an Emirati, a Muslim, a woman, and a human being. I believe that art is not only a means of expression but also a means of transformation—of bringing cultures closer together, and

of planting seeds of respect and appreciation for the other.