الجمعة، 21 مارس 2025

قراءة في مقطوعات ديوان المنير الوسلاتي "أكبر من ذاكرة الجداول". بقلم الشاعر عمرالشهباني - تونس -

 قراءة في مقطوعات ديوان المنير الوسلاتي "أكبر من ذاكرة الجداول". بقلم الشاعر عمرالشهباني - تونس -

 

مقدمة: 

              أصدر الشّاعر التونسي المنير الوسلاتي المتميز بغزارة انتاجه وبكر معانيه ديوانا شعريا في طبعته الأولى سنة 2021 عن مجمع تونس الدولي للفنون والآداب، جعل عنوانه "أكبرُ من مخيلة الجداول" في مائتين وأربع عشرة صفحة من الحجم المتوسط موزع على فصول ثلاثة وبه سبعة وثمانون(87) قصيدة نثرية تتألف من مطولات ومتوسطات ومقطوعات أقل من سبعة أسطر بلغ عددها إحدى عشرة مقطوعة رأينا أن نتفحص هذه الأخيرة للوقوف على وجيز أسطرها ووسيع معانيها وكثافة رسائلها. 

الأشكال المنهجي والتسمية.

            وإن كانت قصيدة النثر لا تهتم بعدد الأسطر التي تعبر فيها عن مضامين معينة باعتبار ها تقوم على تشكّل حسّيّ ونفسي في وحدة معنوية ودفقة شعورية واحدة فإن المنهج البحثي في قراءة هذه القصائد يفرض علينا التفريق بين طوال القصائد النثرية وقصارها خاصة أن القصار منها تكون ذات دلالات أكثر كثافة ومساحات زمنية ولغوية وورقية أقل لذلك فإنه من المجدي على الأقل منهجيا أو نظريا الخضوع للتفريق بين ما طال منها وما قصر كما نفعل مع قصيدة العمودي حيث يعتبر النقاد منذ القديم في تقسيمها إلى قصيد إذا كان عدد أبياتها بداية من سبعة(07) أبيات فما أكثر ومقطوعة لذوات الأبيات ما دون السبعة(07).

           ورغم الإحراج الذي توقعنا فيه قصيدة النثر من ناحية تعداد الأسطر فيها، إذا ما قمنا بمقارنتها بقصيدة العمودي بعيدا عن القافية والتفعيلة الملتزَمَة، فإن هذه الأخيرة لكون أبياتها عادة تتكون من مجموعة من الجمل والكلمات الطويلة نسبيا اعتبرها نقاد المؤلفات الشعرية العمودية إذا بقيت تحت سقف السبعة أبيات فيصطلح عليها بالمقطوعة فإن زادت تصبح موسومة باسم القصيدة أو القصيد حتى نبلغ المعلقات فالمطولات فالملاحم. أما في قصيدة النثر فإننا، أمام احتواء الأسطر فيها أحيانا على كلمات قليلة أو ربما كلمة واحدة قد تكون مشكّلة من حرفين أو ثلاثة أحرف متبوعة بنقاط أو غير متبوعة، فإننا نجد أنفسنا أمام إحراج اعتبار السطر المكون من حرفين أحيانا سطرا أم لا.  

            وعليه فسنسلم أولا بكونه سطرا مهما طال تعداد كلماته أو صقر وثانيا سنستعير المسميات المطلقة على القصيدة العمودية ونطلق المقطوعة على ما دون السبعة (07) أسطر والقصيدة على ما زاد على ذلك.

إحصاء المقطوعات في ديوان المنير الوسلاتي "أكبر من ذاكرة الجداول"

            بعد أن سلمنا بالمقدمات المنهجية فيما تحتويه المقطوعة من عدد أسطر دون سقف السبعة منها فإننا قد أحصينا بالديوان إحدى عشرة (11) مقطوعة يتراوح عدد أسطرها بين السّطرين (02) في مقطوعة 'لأنّ صَرخَتِي لا تَكْفي...' (صفحة138) والستة (06) أسطر في ثلاثة مقطوعات وهي بالتوالي 'لَــــــــــــوْ...' (رقم 31صفحة78) و'أشْــحَــذُ الـخَـوَافـِي...' (رقم 48 صفحة104) و'ضفدع ونسر...' (رقم51صفحة109) وبينهما بثلاثة (03) أسطر مقطوعة واحدة عنوانها 'عينان عـَمْـيَــاوَانِ...' (رقم57صفحة 116) واثنتان (02) بأربعة (04) أسطر مثل 'سـَـردِيـِـن...' (رقم 43 صفحة98) و 'هل يَـجُــــــــــــــوزُ؟'(رقم 58 صفحة117) وأربعة (04) بخمسة (05) أسطر وهي  'يَـا ابْنَ أُمِــــّــــــــــــــــي' (رقم  25 صفحة  70) و 'مسمار...' (رقم  52 صفحة 110 ) و  'النحل والدبابير' (رقم  54 صفحة 112 ) و  المدن التي لا تذكرنا (رقم 67  صفحة 133 ).

          إن أول ملاحظة تتبادر إلى ذهن القارئ، بعد قِصر متون المقطوعات، أن هذه الأخيرة في غالبيتها تعتمد أسلوبا حجاجيا ظاهرا لا يمكن للعين أن تخطئه وهو أسلوب يعتمده المناطقة في الاستدلال على أطروحاتهم التي تكون في شكل نتائج لتلكمُ المقدمات التي يضعها المحاور في شكل مسلمات تسهل عليه الاقناع والوصول إلى غاياته بسهولة. فالشّاعر يضع مقدمة أو مجموعة من المقدمات كأنه يطلب من متلقيها أن يسلم بها وبالتالي بنتائجها، وعادة ما تكون نتائجها صادمة لما تحمله من اعتزز الشّاعر وافتخاره بنفسه من خلال امتلاء ذاته المتعالية في جزء، وفي جزء أخر، يقوم الشّاعر يتقمص أسلوب الحكمة ومقام الحكيم الناصح المرشد إلى مآلات الأمور وعواقب التمادي في التجاهل.

- الأسلوب الحجاجي في مقطوعات ديوان "أكبر من ذاكرة الجداول".

           رغم أن عدد المقطوعات في الديوان يساوي 11/87 ويتجاوز بذلك 12.5 % من مجموع العناوين فإن عدد الأسطر يساوي 52/2264 سطرا بمعدل 52/11 أي خمسة (05) أسطر لكل منها ولا يتجاوز تمثيله النسبي 2.3% من جملة الأسطر فإن المقطوعات التي تقوم على الحجاج تعادل 07/11 من المقطوعات وهي تمثل أكثر من 63.5% من المقطوعات ونرى ذلك جليّا في مقطوعة ' ضفدع ونسر...' رقم 51 صفحة 109 حيث جاء فيها كمقدّمة منطقيّة التّالي:

"منْطِقِيٌّ جدّا أنْ تُعَلّمَكَ الضِّفْدَعَةُ...

كيفَ تُـحَرِّكُ لِسَانَـهَــا.

وتَلـتَقِطَ في مُسْتَنْقَعهَا ذُكُـــوُرَ النَّـــامُوسِ..."

ثم يستدرك الشّاعر ليؤسس معادلة جديدة من خلال طرح الاستدراك الذي يشي بالعاصفة بعده حيث يقول:

"...أمَّا حَديِثُ الأعَـــالـِي والشَّوَاهِقِ..."

ليصل في النهاية إلى النتيجة المفحمة للمحاور الذي يسمعه ولا يحدثه والذي يضعه إلى مقام الضفدع اللاقط للناموس في المستنقعات ليعلن بكل الاستعلاء الممكن أمام محاوره وليدعوه لأنْ يكون نسرا ليس ليضاهيه في المكانة بل ليتسنى لجناح الشّاعر أن ينصت إليه حيث يعبر عن ذلك فيقول:  

"فَـــكُنْ نَــسْرًا أوَّلًا ...حَتَّىّ يُنْصِتَ اليْكَ جَــنَـــاحِــي..."

       كما جاء في مقطوعة ' أشْــحَــذُ الـخَـــوَافـِي...' (رقم 48 صفحة 104) حيث جاء فيها كمقدمة منطقية أيضا التالي:

                                        "يملأ طريقي هَرَجُ الأقزام...        (مقدمة أولى)

الضّوضاء تأكُلُ الإسفلتَ تحت أقدامي... (مقدمة ثانية)

      الغَوغَاء تَستَدرجُني إلى الهاوية..."     (مقدمة ثالثة)

         بعد هذه المقدمات الوصفية الثلاث للفوضى المحيطة بالشّاعر المكتظة بهرج الاقزام والضوضاء واستدراج الغوغاء له نحو الهاوية يشيح بالمعنى عن المشهد بالكلية ليُظهر التّعالي عمّا يحيط به فيعلن قائلا:

"وأنا كأنّي لا أسمعُ، لا أرى..."

        لا يسمع ! ...؟ لا يرى! ... ؟ لا يسمع الضوضاء لا يسمع الغوغاء ولا يرى هرج الأقزام ولا يرى الهاوية قربه بل هو منشغل بزينته بتلميع أطرافه وهو النسر المحلق أو الواقف على 'القمة الشماء' لا يعبأ بما في " الهوة السوداء' يستعدّ إلى رحلته الجديدة القادمة ولعله 'يرنو إلى الشمس المضيئة هازئا' حيث يقول بكل العنفوان إلى حد الصلف:

"مشغولٌ بتلميع أجنحتي...

أشحذُ الخوافي لرحلتي القادمة للأعالي..."

        لا علو ولا تجاهل ولا امتلاء بالذات أكثر وأعلى وأبلغ من هذا التعالي المنشغل بتلميع ريشه ليشحذ خوافيه للرحيل القادم للأعالي...

       بل إن الحجاج يتجاوز المُحاور المتخيل الاعتيادي إلى محاججة المدن تمهيدا للاستغناء عنها وإقامة مدن خاصة في اللغة مادتها من القلوب يسكنها الحرف حيث يقول في مقطوعة " المدن التي لا تذكرنا" مقيما عليها حجة عدم الاهتمام به بل لا تذكره حيث يعلن موقفا صارما ضد كل المدن لا مدينة واحدة بل كل المدن حيث يقول ما يلي:

"المدن التي لا تذكرنا لا شأن لنا بها..."

             وهنا يتخلى الشّاعر عنها ويكتفي بالاستعاضة عنها بالحرف الوهاج لينكفئ لداخله ليجد الضوء لديه مستغنيا عن كل المدن التي لا تذكره/تذكرنا ليحسم أمر البديل عنها قائلا: 

                                    "يكفينا الحرف وهيج الضوء الذي يسكننا..."

         ثم يبحث فيجد سببا آخر للقطيعة مع المدن الناسية فخرها ومجدها الذي لعل الشّاعر يرى نفسه إحدى أيقوناتها ولكن المدينة لا تراه ولا تسلم عليه حتى في أطار إفشاء السلام ولو كان ضمن غيره، هذه المدن التي لا تعبأ بالشّاعر ولا تسلم عليه ولا توَدُّه في قوله:

                                          "تلك المدن التي لا تفشي علينا سلامها

                                            ولا تمدُّ لنا حبل ودّها وسؤددها..."

               في النهاية يكتفي الشّاعر بالحرف سكنا / مدينة متجاوزا إهمال المدن له ونسيانها إيّاه ما دامت لا تتودد له ولا تفشي سلاما عليه وهو شأن كثير من الشعراء والأدباء من نكران المدن لهم فيقول:

                                                       "حسبنا الحرف الذي يصنع من قلوبنا مُدُنَا..."

             ويبلغ هذا الأسلوب الحجاجي قمّة في مقطوعة "النحل والدبابير" حيث يكون هذا الأسلوب أكثر جلاء ووضوحا مستجيبا لكل الشروط من مقدمات ومسلمات وبديهيات ومن المقارنات ليخلص إلى النتائج النهائية غير القابلة للشك ولا للنقاش. حيث يورد الشّاعر المثل السّاري لإثبات أن الموجودات تتجمّع فيما بينها على الأشباه وعلى أشكالها فيورده في شكل سطر أول فيقول:

                                    "الطُّيُورُ علَى أشْكَالِهَا تَقَعُ..."

ثم يردف ملاحظات من الطبيعة من خلال التجربة المعاشية وهي أكثر ترميزا هذه المرة في هذا السطر من السطر السابق الذي ساق فيه قانونا صارما إذ يقول:

                                 "والزُّهُورُ عَلَى أمْثَالِهَا تَحْنُو وَتَتّكِئُ...

                                والظِّلاَلُ إلى أَشْجَارِهَا تَتَوَدَّدُ وَفِيِهَا تَتَّحِدُ..."

ثم يورد التشابه باستعمال التناظر بين المخلوقات رغم المقدمتين السابقتين التين جعلهما سندا استدلاليا لبناء نتيجته ولكن هنا يورد التناظر بين كائنين إلى حد التطابق بينهما لونا وصوتا وحياة حيث يقول:

                            "والنَّحْلُ والدَّبَابِيِـرُ شَبِيِهَانِ في اللًّوْنِ والصَّخَبِ..."

           وبعد كل هذا الاستدلال الحجاجي المتدرج تصاعديا كأنه 'الجدل الصاعد' عند أفلاطون في محاوراته السّقراطية من المثل إلى الرمزي إلى التجريدي يشق الشّاعر وعره للبلوغ إلى الغاية التّقعيديّة النهائية التي تصفع المتلقي بالوهم مرة واحدة لتعيد الأمور إلى نصابها والمتشبه إلى عنصره الأصلي والمتصنع إلى طبعه الغالب عليه والواهم إلى الحقيقة الصارخة التي لا يقف عليه الا المجربون ويرميها في وجه أهل التّصنّع فيقول:

                               "لَكِنْ لَيسَ كُلُّ طَنِينٍ فِي طَيّْه يَنْضُحُ العَسَلُ...!!"

                وأماّ الخيط الناظم بين هذه المقطوعات في هذا الأسلوب هو إشباع المعاني التي تُظهر جليا امتلاء الشّاعر بذاته تصل به أحيانا إلى حال التضخم أو لنقل النرجسية التي لا تترك للمحيط من حولها مجالا للتفاعل كأنّ الشّاعر يبكت محاوريه بالكلمة القاضية والحجة البالغة ليطمئن ذاته المتلبسة بالنرجسية بل بمصاف النبوة الذي سيظهر في الأسلوب الثاني الذي اعتمده الشّاعر في مقطوعات ديوانه الموسوم "أكبر من مخيلة الجداول" فما هو هذا الأسلاب الثاني المعتمد من قبل الشّاعر؟

- أسلوب الحكمة في مقطوعات الديوان.

              يتراءى هذا الأسلوب الذي يعتمد طريق صناعة الحكمة ومنهج النصح وافراغ خلاصات التجارب التي تشبعت بها ذات الشّاعر المهوس بالتفوق وتوجيه "الريح جنوبا أو شمالا" في 04/11 من المقطوعات الواردة في الديوان التي تكاد تمثل 36.5 % من جملة المقطوعات وعدد الأسطر فيها 14 سطرا. فالملاحظة الأولى هي أن الشّاعر لا يضيع وقته في نصح الآخرين وإسداء الحكمة لهم فهو 'مشغول بتلميع جناحه' عنهم غير أنه لا يرى بأسا في أن يجود على بعض المتطاولين أحيانا فيفيض عليهم من بحره بل محيط حكمته بالإرشاد والنصح فمثالا على ذلك نجده في مقطوعة" سـَـــردِيـِـن..."من أربعة (04) أسطر  رقمها 43 وصفحتها 98 وهي في الحقيقة نموذج للإبداع واستعمال السّهل الممتنع على غير الشّاعر الذي يلتقط هذه الصور ليجعلها من البسيطة المتاحة فيحولها إلى درس إبداعي طريف وعميق فرغم بساطة الكلمات وإتاحة الصورة إلى الجميع إلاّ أنّ الشّاعر يحبك منها بمجاز منقطع النظير حكمةً يمكن أن تسير مثلا في الناس للتدبر وفهم مآلات الأمور ونموذجا تعليميا فهو يقول:

"تَنَامُ سَمَـــكةُ سَردِينٍ في الـمَلحِ والزَّيتِ...

تَسْتَسْلِمُ لظَلامِ العُلْبَة...

من يفْتحُ علبةَ السَّردِينِ...

لنْ يَكونَ الـمُخَلّصَ منَ الظَّلام...!!!"

                رغم هذه الإطلاقية في الحكم الذي كان على الشّاعر، إن جاز لنا أن نوجهه فنقول كان على الشّاعر أن ...!؟، أن ينسّب وإلاّ ما جدوى المقاومة وإرادة التّحرّر عند الأفراد والجماعات والأمم فهذا الدّرس/الحكمة الذي أورده الشّاعر مخترعا لمعناه لإظهار معني طريف وخفي عادة ما يتغافل عنه المطالِبون بالخلاص السّريع من حال يرونه، دون تفكير في عاقبة التحولات ومن يقوم بها ومن يحرك الأمور، حيث يصدق أحيانا قول المثل الدارج لدى التونسيين "ما أبركك يا رجل أمي الأول" أو "شدَّ مشؤومك وإلا جاءك الأشأم منه"

                السّجين والمسّتبّد به والغارق والحرّان قد يستبدل في لحظة اليأس الرّمضاءَ بالنّار أو "يهرب من القطرة فيقع تحت المزراب" وهو شأن مراحل كثيرة لدى شعوب عاشت آمالا واسعة من خلال تغيرات جيوسياسية كبرى ولكنّها في النهاية تجد نفسها ومستقبلها قد تلاعب به بعض المغامرين والعملاء والقوادين و"بائعي الطّرح الوطني والقومي والدّيني..." ويمكن في هذا الصّدد التّطرق للكثير من الأمثلة التي تكون هذه المقطوعة من أحسن ما يعبّر به عنها في إطار خيبة الآمال والاقتداء بالأرمد.

              وأيضا في درس الصّبر والمكابرة أحيانا يورد الشّاعر مثالا طريفا أيضا من المشاهد اليومية للعامة ولكنّ الشّاعر يلبسها لبوسا آخر غير المعروف فعند العامة يرمز مشهد المطرقة تضرب المسمار الدّاخل في الأخشاب إلى القبول بالضرورات المبررة لبعض التجاوز فتقول العامة حول هذا ملخصة مشهد المطرقة والمسمار والخشب بحوار مقتضب "قال الخشب للمسمار "يا سيدي المسمار أراك داخلا فيّا" فيلتمس المسمار العذر بقوله "والله ما هو مني ولكنّه من المطرقة التي خلفي"'. ولكنّ الشّاعر المرهف الذّكي اللّمّاح يخلّق من المشهد قولا بكرا رغم الألم في مقطوعة "مسمار..." وهي من خمسة أسطر رقم 52 صفحة 110 حيث يقول:

                     

"مثلَ مِسمـَارٍ لاَ تُشْفِقُ عَلَى رَأسِهِ مِطْرَقَةٌ...

رَأْسِي يُـؤْلِـمُهُ الطَّرْقُ...

لكنَّ قَدَمِي مع الطَّرْقِ تَــزْدَاد رُسُوُخًـــا..."

                فهذا المعنى الجديد أو الانزياح الذي يحدثه الشّاعر بتحويل الألم جرّاء عدم اشفاق المطرقة على المسمار، فإن القدم تزداد رسوخا على الطريق وبالتالي تحويل الآلام إلى قنية يمكن الاستفادة منها. هذا وان كان دارجا في الادبيات عامة مثل قولنا "الضربات التي لا تقصم ظهرك تقوّيه" هنا المعني يصبح أكثر ديناميكية وحركية حيث ان ما يراد به التعذيب أو الافناء يتحول لدي مجازية الشّاعر ترسيخا للذات وفاعلية للتواجد الواعي.

                 ويلحق الشّاعر مقتطفا قصيرا من سطرين ليجعل الابتسام أداة من أدوات الاخفاء أو السّتر للظهور بوجه مبتسم كي لا يرى غيرنا الأحزان التي يجعل لها عورة كأنّ الاحزان لا تليق بالشعراء بل عليهم ان يخفوها بمساحيق الابتسام ليقدروا فيما بعد أن يضحكوا لإخفاء الفشل فالحزن تلزمه ابتسامة والفشل يستدعي الضحك وفي هذا يقول مصنفا،

"نَبْتَسِمُ...لِنَسْتـُرَ عَوْرَةَ الأَحْزَانِ...!

ونَضْحَكُ كَـــيْ نُخْــفِي وَجْهَ الفَشَلِ..."

              في الأخير نورد هذه الملاحظة التالية وهي أن العناوين لدى الشّاعر رامزة جدا حتى أنّه يمكنك الاستغناء بها أحيانا عن متن المقطوعة لتفهم مباشرة من العنوان إرادة الشّاعر منه، رغم المراوغات المنتظرة دائما في أسلوبه المعتمد على الانزياحات والمفاجئات، فمثلا من خلال العناوين التالية يمكن لنا أن نستشرف ما يرنو الشّاعر إليه فحين يضع عنوانا كعنوان مقطوعة "النّحل والدّبابير" ومقطوعة "ضفدع ونسر..." فإنّ المتلقي مباشرة يحال على المقارنة بينهما فهذه أرضية مائية وذاك فضائي هوائي وتلك تتقافز في الماء و"أعلاها في الماء وأسفلها في الطين" وذاك يطير لا يقع الاّ على الشّاهق من القمم وتلك تنقنق وذاك يصمت لا يطلق صوتا للمهابة التي يضفيها على ذاته وسيطرته على المجال المحيط به.

             وكذلك في عنوان "المدن التي لا تذكرنا" يدعوك الشّاعر لاتخاذ موقف منها بالتجاهل والتجاوز لنكوّن مدنا لنا لا تتنكّر لنا ولا تهملنا مدن من الحروف ومن الشّعر المخطّط له في إطاره الدّرامي المسبق وحبكة السّيناريو المشوّق المدهش. 

خاتمة:

                بالنسبة للشاعر المنير الوسلاتي في هذه المقطوعات كما في المطولات من القصائد تجده يعتمد أسلوب السائر على خيط رقيق من الكَلام المشبع بالمعنى فهو يقول كلّ شيء فيما يبثّك من معنى بلا تحفّظ ولا يوردك مورد القناعة أنّه يريد منك أن تفهم الذي فهمت فإن فهمت فذاك هو شأنك وإن لم تفهم "لأنّ صرختـ(ـه) لا تكفي..." فذلك شأن آخر لا يهمّه لأنّه متفرّغ للإعداد للأجيال القادمة فقد قام تجاه من حوله بواجبه لأنّه مستعد في حال ما "قد تذبلُ في حضرة الأسماعِ المتصدّعة...ليوزع حنجرتــ(ــه) بالمجّان على البراعم القادمة..."

..............الملاحق...........

جدول إحصائي ملخِص للمقطوعات الواردة ف ديوان المنير الوسلاتي 

عدد الأسطر عدد القصائد عنوان المقطوعة رقم المقطوعة الصفحة الموضوع

2 1 لانّ صَرخَتِي لا تَكْفي... bis71 138 التضحية للبراعم القادمة

3 1 عيْــنَــانِ عـَمْـيَــاوَانِ... 57 116 حسران التضحية من أجل اللئام

4 2 سـَـــردِيـِـن... 43 98 ليس المنقذ دائما مخَلّصا

هل يَـجُوزُ؟ 58 117 امتلاءه الذات

5 4 يَـا ابْنَ أُمِــّي 25 70 عرش إله من دماء واخر يسبح للماء

مسمار... 52 110 الصبر والرسوخ وسترة الفشل

النحل والدبابير 54 112 ليس كل طنين ينضح بالعسل

المدن التي لا تذكرنا 67 133 الاستعاضة بالحرف عن المدن

6 3 لــَــــــــوْ... 31 78 تمنيا امتلاء تجاه الحبيب

أشْــحَــذُ الـخَـــوَافـِي... 48 104 مشغول بتلميع أجنحته امتلاء الذات

ضفدع ونسر... 51 109 كن نسرا ليراك جناحي

جملة (11) من المقطوعات في ديوان "أكبر من مخيلة الجداول" لمنيـر الوسلاتي      

يَـا ابْنَ أُمِــّي (قصيد عدد25 صفحة70 خمسة(05) أسطر)

يا ابْنَ أمّي...

أمَا عَافَتْ سِكِّينُكَ نَـحْــرِي...

أيُّ إلَـــــهٍ تَسْتَرْضِيهِ...بِــــــدَمِـي؟

إلَهُكَ يَـجْــعَلُ عَرْشَهُ عَلَى الدِّمَاءِ...

وَإلَهِـــــي كَونٌ يُسَبِّحُ للمَاء...

لــَـوْ... (قصيد عدد 31 صفحة 78 ستة (06) أسطر)

لوْ ذَاقَتْ مَاء مُهْجَتِي وانْتَشَتْ بِأعْنَابـِي...

لـَمَا لَاذَتْ بِصَمِتِهَا العَلِيِلِ... الـمُرْتَابِ...

ولا ارْتَـخَى لَهـَا جَفْنٌ على شُرفَةِ الضَّبَابِ ... 

لوْ ذَاقَتْ مَاءَ مُهْجَتِي 

لو ارْتَشَفَت كَأسَ رِضَابِـي... 

لـمَا صَعَّرَتْ خَدَّهَا الغَرٍيِـرَ نَحْوَ الغِـيَـابِ...

سـَـــردِيـِـن... (قصيد عدد 43 صفحة98 أربعة (04) أسطر)

تَنَامُ سَمَـــكةُ سَردِينٍ في الـمَلحِ والزَّيتِ...

تَسْتَسْلِمُ لظَلامِ العُلْبَة...

من يفْتحُ علبةَ السَّردِينِ...

لنْ يَكونَ الـمُخَلّصَ منَ الظَّلام...!!!

أشْــحَــذُ الـخَـــوَافـِي... (قصيد عدد 48 صفحة104 ستة (06) أسطر)

يملأ طريقي هَرَجُ الأقزام...

الضّوضاء تأكُلُ الإسفلتَ تحت أقدامي...

الغَوغَاء تَستَدرجُني إلى الهاوية...

وأنا كأني لا اسمعُ، لا أرى...

مشغولٌ بتلميع أجنحتي...

أشحذُ الخوافي لرحلتي القادمة للأعالي...

ضفدع ونسر... (قصيد عدد 51 صفحة 109 ستة (06) أسطر)

منْطِقِيٌّ جدا أنْ تُعَلّمَكَ الضِّفْدَعَةُ...

كيفَ تُـحَرِّكُ لِسَانَـهَــا.

وتَلـتَقِطَ في مُسْتَنْقَعهَا ذُكُوُرَ النَّامُوسِ...

...أمَّا حَديِثُ الأعَـــالـِي والشَّوَاهِقِ...

فَـــكُنْ نَــسْرًا أوَّلًا ...

حَتَّىّ يُنْصِتَ اليْكَ جَــنَـــاحِــي...                              مسمار... (قصيد عدد 52 صفحة 110 خمسة (05) أسطر)

مثلَ مِسمـَارٍ لاَ تُشْفِقُ عَلَى رَأسِهِ مِطْرَقَةٌ...

رَأْسِي يُـؤْلِـمُهُ الطَّرْقُ...

لكنَّ قَدَمِي مع الطَّرْقِ تَــزْدَاد رُسُوُخًـــا...

               ***

نَبْتَسِمُ...لِنَسْتـُرَ عَوْرَةَ الأَحْزَانِ...!

ونَضْحَكُ كَـــيْ نُخْــفِي وَجْهَ الفَشَلِ...

النحل والدبابير (قصيد عدد 54 صفحة 112 خمسة (05) أسطر)

الطُّيُورُ علَى أشْكَالِهَا تَقَعُ... 

والزُّهُورُ عَلَى أمْثَالِهَا تَحْنُو وَتَتّكِئُ...

والظِّلاَلُ إلى أَشْجَارِهَا تَتَوَدَّدُ وَفِيِهَا تَتَّحِدُ...

والنَّحْلُ والدَّبَابِيِـرُ شَبِيِهَانِ في اللًّوْنِ والصَّخَبِ...

لَكِنْ لَيسَ كُلُّ طَنِينٍ فِي طَيّْه يَنْضُحُ العَسَلُ...!!

عيْــنَــانِ عـَمْـيَــاوَانِ... (قصيد عدد 57 صفحة 116 ثلاثة (03) أسطر)

في مَحْفَلِ اللِّئَـــامِ...

تَطْلُبُ منَ الشَّمعَةِ أنْ تَـحْـتَرِقَ بِالـمَجَّانِ

فيِ وَلِـيِـمَة منْ دُخَـــانٍ...

هل يَـجُوزُ؟ (قصيد عدد 58 صفحة 117 أربعة (04) أسطر)

لكَ أنْ تَتُوقَ للْمَجْدِ أيُّهَـا الظِلُّ...

لكنْ هَلْ يَـجُوزُ للظلِّ أن يَتَطَاوَلَ عَلى شُـجَيْـرَة؟؟...

للَيْلِ النَّيَــازك أنّ يُـــجَــــنَّ...

لكِنْ هَلْ يَـجُوزُ لنَجْمٍ أنْ يَتَــمرّد على قُميرة؟؟

المدن التي لا تذكرنا (قصيد عدد 67 صفحة 133 خمسة (05) أسطر)

المدن التي لا تذكرنا لا شأن لنا بها...

يكفينا الحرف وهيج الضوء الذي يسكننا...

تلك المدن التي لا تفشي علينا سلامها

ولا تمدُّ لنا حبل ودّها وسؤددها...

حسبنا الحرف الذي يصنع من قلوبنا مُدُنَا...

لانّ صَرخَتِي لا تَكْفي... (قصيد عدد'71 صفحة138)

وقد تَذبُلُ في حَضرَة الأسْمَاعِ الُمُتَصدّعَة...

أوزّعُ حُنجُرَتي بالمجّان على البَراعِــمِ القَــادِمَة...

***

الخميس، 20 مارس 2025

أنا آتٍ إليكِ ترجمة"نسرين محمد غلام كتبتها الشاعرة (کژاڵ إبراھیم)،

 أنا آتٍ إليكِ


ترجمة"نسرين محمد غلام


هذه القصيدة كتبتها الشاعرة (کژاڵ إبراھیم)،


لإحدى زميلاتها؛ لفقدان خطيبها


كونَكِ صديقَتي


كي أمسحَ دموعَكِ بأطرافِ أناملي


بطوقٍ من العشبِ الأخضرِ


كجدولٍ أروي زهراتِ خدَّيك الورديَّينِ


بنسيمِ الصباحِ


أنتِ، يا وردةَ البستانِ،


مليئةٌ بضوءِ القمرِ


وقوسَ قزحٍ وقتَ الربيعِ


انظري إلى الأمامِ


لا تُعيدي النظرَ إلى تساقطِ زهورِ الماضي


لكيلا تذبلَ براعمُ شجرةِ لبلابِ قلبِكِ


يا وردةَ نرجسِ الربيعِ


من شباكِ قلبي


اُسكنُ روحَكِ الملائكيةِ


أصنعُ  لهمومِكِ مظلَّةً


تحميكِ من زخاتِ المطر


و حرارةِ الشمسِ المُحرقة


أنتِ يا فتاةَ بلدِ الثلجِ والدمِ


عندَ سكبِ الدماءِ


تمتلئُ عيناكِ بدموعٍ حمراءَ


وعندَ تساقطِ الثلوجِ


خداكِ يفقدان لونَهما الوردي


ويرتديانِ لوناً أبيضَ


يا زهرةَ الحبِّ في البستانِ


موتُ الحبيبِ


جعلَ من عينَيكِ غيمةً سوداءَ


تتساقط زخاتُ مطرٍ


على ملامحِ وجهِكِ الحزين


هذا كانَ ماضيكِ،


لا تفكري فيهِ بأسى


كان زمناً  ذكورياً فماتَ


يا ملاكي


لا تقفِي  أمامَ أبوابِ المحاكمِ


تنتظرينَ العقابَ


انظري إلى المستقبلِ


بعينِ أحبائِكِ  الأقرباءِ


يُنشدونَ  لكِ اغاني الحبِّ


والطيورُ ترقصُ لكِ بلا مللٍ


على أنغامِ رقصات الأطفال


يتبادلون الضحكاتِ مع جمالِكِ


لا تسألي عمّا يُخفيهِ عنكِ القدرُ


افتراقٌ وعذابٌ


لقاءٌ وأمل


هذا هو معنى الحياةِ


قمةُ الحبِّ في حضنِ الحبيب



موطني_أنتِ بقلم الكاتبة عائشة ساكري تونس

 موطني_أنتِ


بلادي العزيزة، يا عشقي الأبدي 

حبيبتي الخضراء ويا غنوة أكبر الشعراءْ 

يا ساكنة الأعماق ويا نبضي العميق.


مهمى كتبت عنكِ،

وجودكِ في كياني قيدني و بعثر دفاتري.

تمهلي واتركيني أرسمكِ وشم بديع 

على جبيني وأصلي لأجلكِ 

يا أيتها الساكنة في مرفئي


هيامي، هو حبكِ الذي في العمق يملأني

ليتكِ تدركين ما في داخلي لما أكون 

في حضن حضرة الوطن

 أحببتكِ ورسمتكِ مرتين

مرةً لأنكِ هويّتي وموطني

وأخرى لأنكِ حضن أمي....


سوف أبني لكِ جنان من وهج الحنينْ

مطوق وروداً وأكاليلْ

سأحلق فوق سمائكِ كنسرٍ 

لأحرسكِ من الغربانْ

أنثر قصائدي فوق الجبالْ 

صداه بليغ  يهز الكيانْ.


فأنت يا سيدتي ترابكِ مرقدي

روابيكِ عطري..وعشقي منذ الأزلِ

 كروم الزيتون ظلالي وظلي.

 

دعني ألملم جراح السنينْ

يا ربيع الفردوس 

يا عبق النرجس والياسمينْ.


أرويني من شهدكِ عسلاً

أدون به حروفاً وأشعاراَ

حباً لكِ يا أمّ البنين 

ليشهد به لك يوم ما

ذاك الزمن البعيدْ....  

                            

 عائشة ساكري تونس 🇹🇳

26 فيفري  2021



صرخة أطفال غزة. بقلم د رنيم خالد رجب سورية

 بقلمي د رنيم خالد رجب سورية 

صرخة أطفال غزة



يا غَزّةُ العِزّ.. عُذْرًا.. بقلم الشاعرة فاطمة بنعمار

 يا غَزّةُ العِزّ.. عُذْرًا.. 

                   عُذْرًا إذا خذَلوكِ.. إنَّهُم قَومٌ

باعو الدَّمّ الحُرَّ في سوق الأَمَانيكَا

                 عذرًا إذا لم أذُدْ، فالسّيفُ أغمَدَهُ

خَوفُ الجُبَناءِ.. وخانَ العزَّ من ملكا

         يا زهرةَ المَجدِ في سَحِ الفدَاءِ.. أمَا زالَ

الصّمودُ يزكَّي جذعِك الحًرِّ الحَرِكَا؟

                           أمَا تزَالينَ نارًا لا إنطفاءَ لهَا

أمَايزالُ دَمُ الأحْرَارِ مُندَفِكََا

                    يا غَزًّةُ يا حٍرقةَ الأًيامِ في كَبِدِي

ياجُرحَ أمَّتِنَا، يا نزفًهَا الأبَكًا

                         كَأنَّنًا ميتُوُنَ.. لا عَينً تُحَرّكُنَا

ولا نَخَافُ عَلًى أعرَاضِنَا الهَلَكًا.

                صَرَخَاتُ غَزَّةَ، يا أحرَارَ، هل وقَعَتْ

في قَلبِ أمَّةٍ خًيرِ النَّاسِ مختَرَقَا؟

                   مًالِي أرى الجُبْنَ قدْ طَافَ البلاَدً

 ومًا عًادَتْ سُيوفٍ بَنِ الأسلاَمِ مُنطَنقَا؟

              إن كَانَ سَيفِي قَد أرهِقتُ عن حِملِهِ

فًحَرفُ شِعرِي لا يبقي ولاَ يذَرُ

              سَأكْتَبُ النَّارَ في أكْتَافِ مَنْ وهَنُوا

سَأَكتُبُ العَارُ في الجُدُّرانِ يشتًعِلُ

                 سَأرثِي العُرْبُ إذ خَانُوا مواجِعَنَا.

 وذَابَ مِنْ صَمْتِهِمُ في الجُرْحِ مُنخَذِلُ

                 لَكِن، وإن خَذَلُوك، القُدسُ مُنتَصِرٌ 

والنٍّورُ يسرَقُ مِن جُرحِ بِهِ الأمَلُ

            وإن خذًلُوكِ.. فصَبرُ الأرض مُنْصَبِبُ

وإن أضَاعوكِ.. فَالتّاريخُ يَحْتَسِبُ

                لاًتَحزَنِي يا عرُوُسَ الأرضِ يا وطَنًا

أراكِ في كلَّ قلبٍ نَابضِ غَضِبٌوا

                          تَطَوَّقِينً جِرًاحَ المَجدِ صًابِرةً

وتُشعِلِينَ قَنادِيلَ الرّدى لَهِبُوا

                   أمًا رأيتِي دمًاءَ القُدسِ مُنفَجِرًا؟

أمَا سًمِعتِي ندًاءً الحقَّ مٍنتَصِبوا؟

                             هُم خَانِعُونَ، ولَكِن غَزَّةُ لها 

مِيعَادُ نَصرٍ، به الأمَلُ تَنتَسِبُ

                   سَيرجِعُ العَربُ يومًا.. لو تبقَى لَهم

في الصّدرِ نَخوَةً من بالشّمسِ يلْتَهِبُ

                     وسَوفَ يأتِي صلاحُ الدِّينِ متأزّرًا

بالحَقَّ يمضِي لهُ الأرواحُ تَبتَهِلُ

                       فَإنتَظِرِي يا غَزَّةَ، فالنّصرُ مَوعِدُهُ

وإن تطًاولَ لَيلُ الجُرْحِ وًحتًجِبُوا

               فَأبكُوا عَلَى العُرَبِ، يا أحجًارُ وأنتَحِبِي

قًدّ ضَيَّعُوا المَجدَ بَينَ اللَّهوِي واللّعِبِ

                                يا وَيحَ أمَّتِنَا قَدْ نَامَى  قَادَتُهَا

كَأنَّهُم جُثَثٌ في ظُلمَةِ الشُّهَبِ

                                  بَاعُوا فِلَسطِنَ عَلَى عَجّلٍ

ومَهَّدُوا لِخُطَى الطُّوغيَانِ والسَّلَبِ

                      أينَ السُّيوفُ الّتي كَانتْ مَهِيبَةَ مَن

يدنُوا لَهَا؟ أينَ أبطَالُ الفِدَا الغُضُبِ؟

                       أينَ الرّمَاحُ الّتِي لًمّ تُلقَى مِن يَدِنَا

عًلَى جُثَثِ الطُّغيَانِ والذَّنَّبِ؟

                         قد بَدَّلُوُا دِرعَهُمْ دِرعًا مِنَ الوَهَنِ

وصَارَ سَيفُهُمٍ فِي ظُلمَتةِ الرُّتَبِ

                                 لَم يَبقَى إلَّا الشِّعرِ  يحِرَقُهم

وَيَلعَنُ  الذُّلَّ فِي صَمتِ وفي غَضَبٍ

                              فَيَا غًزَّةُ ، لاَتحزَّنِي،...سَيَبعَثُنَا

يَومًا حنِنُ الدِّمَاءُالطَّهِرُ العَطِبِ ! 


فاطمة بنعمار



لــــــيــــــلـــــة الـــــــــقــــــــدر بقلم الشاعر عـــبـــدالـــمـــلــك الـــــعـــــبَّــــادي.

 ((لــــــيــــــلـــــة      الـــــــــقــــــــدر))


أيــا  خـاطـبًا  ريـمَ الأواخـرِ فـي الـعَشر

ومـجـتـهدًا  فــي نَـيْـلِهَا سـائـرَ الـشّـهر!


تـفـانـيتَ  فــي تَـحْـصِيْلِهَا كــلَ سـاعـةٍ

وفـي  لـيلِهَا يَـسري الـسّلامُ إلـى الـفَجر


سـعـيـتَ  لــهَـا  سـعـيًـا حـثـيـثًا بـهـمّـةٍ

وغـيـرُكَ  مـحـجوبٌ تـعاظمَ فـي الـوزر


عـــروسٌ  عــلـى  أعـتَـابِهَا كــلُ سَـاجِـدٍ

لـهَـا  مِــنْ  مـرايـا وجـهِـهَا طـلـعَةُ الـبَدر


تــخـفّـت  عــــن  الأنــظــارِ  إلّا لِأهـلِـهَـا

وحُـــــقَ  لـــهَــا  ألّا  تُــجَــاهِـرَ بــالـسّـر


هـــيَ  الـمِـنْحَةُ الـعُـظمى لـكـلِ مُـوَحِّـدٍ

هــيَ  الـنِّـعْمَةُ الـكبرى لـمن فـازَ بـالأجر


حــوت  كــلَ مـعنىً فـي الـجمَالِ وإنـهَا

عـروسَـةُ  عـشـرٍ  واسـمُـهَا لـيـلةُ الـقَـدر


فــإن  كـنـتَ  مـمـن هـيّجَ الـشّوقُ قـلبَهُ

وأضــرمَ  فــي أحـشَائهِ الـوَجْدُ بـالجَمر


فــبـادرْ  إلـيـهَا،  واعـتـكفْ فــي قِـبَـابِهَا

ولا  تـنـشـغـلْ  عــنـهَـا بــزيـدٍ ولا بــكـر


وقــمْ  لـيـلَهَا، واقـطِـفْ عـنـاقيدَ كـرمِهَا

وذبْ في حلاهَا وارتشفْ مِنْ لُمَى الثغر


وسـرْ فـي طـريقِ الـخيرِ وانـهلْ معينَهَا

فـمَنْ  سـارَ فـي دربِ الـعُلا جـادَ بـالمَهر


عـــروسٌ  تـحـلّت واسـتـباحت قـلـوبنَا

بـمـا  جـاءَنَـا  فـيهَا مِـنْ الـفضلِ والـذّكر


أهــيـمُ  بــهَـا  وجـــدًا، وأفـنَـى صـبَـابَةً

ويـجـهَلُهَا  غـيـري  وقـلـبي بـهَـا يَــدري


ســقـت  كــلَ مـشـتَاقٍ بـشـهدِ رِضَـابِـهَا

وفـي ظـلمةِ الأسحَارِ كم لذ لي سُكري!


وقـد  جـاءَ فـيمَا صـحَّ عـن سـيّدِ الورى

أحـاديـثُ  تُــروى  أنّـهَا فـي مـسا الـوِتر


فــيــا  أيــهَـا  الـمُـشـتَاقُ شــمّـرْ فـإنّـهَـا

سـحـائبُ  سُـحٍ أجـرُهَا جـلَّ عـن حـصر


بـهَـا  خـصّـنَا  الـمَـولى، وأجــزلَ قُـسْمَنَا

وألـبـسـنَا  تـــاجَ  الـكـرامةِ فــي الـعَـشر


فـيـاربـنَـا  وادفــــعْ  بــهَـا  كـــلَ كــربـةٍ

عــن  الأُمّــةِ  الـثكلى، ويـسرْ بـهَا أمـري


وأيـقـظْ  بـهَا  فـي سـاحَةِ الـحربِ هِـمّةً

تـذودُ  عـن الأقـصى عـن الـنّهي والأمـر


وصــلِّ  عـلـى الـمُختَارِ فـي كـلِ لـحظةٍ

صــلاةً  بـهَـا يَـرقـى، ويـعلو بـهَا قـدري


وآلٍ  وأصــــحَـــابٍ  كـــــــرامٍ  أئـــمـــةٍ

وكـــلِ  تــقـيٍّ  فـــازَ بـالـحَـمْدِ والـشّـكر


عـــبـــدالـــمـــلــك     الـــــعـــــبَّــــادي.


الكتابة مسؤولية ضميرية..أو لا تكون.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 الكتابة مسؤولية ضميرية..أو لا تكون..


حين أكتب،لا أقتفي أثر كتاباتي،ولا أسأل ما إذا كانت قد وصلت إلى المتلقي أو حادث عن الطريق..الكتابة ليست هواية..الكتابة كما يقول الراحل حنا منا " مهنة الأشقياء"..! 

لا أذكر يوما سألت هيئة التحرير عن مقالاتي،وهل "صنصرت" أو أسقطت من غربال المحاباة..ورغم أني كنت رئيس تحرير أول لإحدى الصحف الشرق وسطية الرائدة في تسعينات القرن المنصرم،إلا أني كنت دوما أصغي لنداء الضمير،وأتعاطى مع النص الإبداعي بمسؤولية ضميرية دون الإصغاء-لوشوشات-حفاة الضمير وكل راكبي سروج الإبداع..ممن يلهثون خلف الأنوار والنجومية الزائفة..

من أهم أسس الكتابة ذلك الإحساس بأن الكتابة ليس ممارسة استرخائية،أو سهلة المنال،أو النظر لها على أنها ذات طابع تطهيري فحسب،على الرغم من عدم إنكار دورها تبعاً لآراء أرسطو.

أيها القارىء الكريم :الكتابة تُعطيك فرصةً لاكتشاف نفسك حتّى وأنتَ في قمّة ألمك،تُساعدك على تفسير الأمور والحياة،بطريقة لم تكن لتدركها لولا أنّك خطَطْتَ أحاسيسك على الورق،ليست وصفة علاجيّة بالتأكيد،ولا يُمكن لها أنْ تمسح آلامك أو تنهيَها،ولكنّها تجعل لألمك معنًى وتضعه في مكانه الصحيح كامتحان قاسٍ من امتحانات الحياة الذي قد لا تخرج منه على قيد الحياة لكن تبقى على قيد ذاكرتها.

معظم الكتّاب نجَحُوا في استخلاص مادّة جيّدة للكتابة مِن حياتهم البائسة،كنوع مِن التصالح بين الكاتب والحياة،على شكل نصوص خالدة تحفظ اسم كاتبها للأبد،لم يكُن الألم وحده مَن صنَعَها لكنّه مَن صقل الموهبة وكمّلها.فأفضل الأعمال العالميّة كتبَها مُتألِّمون كفعل مقاومة،وأحيانًا كفعل ثورة.وأحيانا أخرى..كفعل تمرّد..

الكتابة لا تقتصرُ على محدوديّات،نضعُها في إطار فوائد،أو نقاطٍ في كتابٍ مدرسيّ. (الكتابةُ الإنسان. الكتابةُ التاريخ. الكتابةُ الحياة)، أو كما يقول هرمان هيسه*: “دون كلماتٍ أو كتابةٍ أو كتب لم يكن ليوجد شيءٌ اسمه تاريخ،ولم يكن ليوجد مبدأ الإنسانيّة”.

ما بين تجاذب الأكاديمي والإبداعي-أراني أتموقع-حسب المقاوم وشروطه.ذلك أنّ الكتابة الأكاديمية تحيل على صرامة شروطها ومحدداتها،فالسسيولوجيا علم له ضوابطه الصارمة التي قد تقدّم نصا أكثر ميلا للموضوعية،لكن النص الإبداعي هو تعبير عن الإنفلات من برودة”العلمي” نحو دفء الأدب وانزياحاته الفنية الرائعة.هو محاولة للتحليق في سماوات الرموز بكل حرية وتمرد أحيانا.ومما لا شك فيه أن التلاقح يحضر بهذه الدرجة أو تلك علما أن الكتابة هي نوع من الرحيق الروحي الذي هو بمثابة عصارة شاملة للذات الكاتبة فكرا ووجدانا وتكوينا ومزاجا حتى.. الكتابة بمعنى آخر..بلسم للرّوح حين تتشظى..

إن اللغة الجيدة من الأدوات الأساسية للكِتاب الجيد،وإتقانُ اللغة من اشتراطات التأليف،وضعفُها أو عدم اتقانها يحول دون تمكّن الكاتب من التعبير عن أفكاره.وللأسف،يوجد مِن الكُتّاب مَن لا يؤمن بهذا الحتمية،بل يُعوّل على المُصَحِح اللغوي،بينما هو يكتب بلهجة عامية أو عربية مُكسّرة.ومثل هؤلاء لن يكونوا في صفِّ الكُتّاب الجيدين مهما أعانتهُ وسائلُ التواصل أو وسائلُ الإعلام.وقد أضرب أمثلة كثيرة في قادم المقالات..!

عدم الإلمام بتصنيف مادةِ الكِتاب،نظرًا للتهافت على الشُهرة التي تُضاف إلى الوجود الاجتماعي أو المالي! ولقد شهِدنا إصداراتٍ يصعبُ تصنيفُها! فبعض الكُتّاب لا يدرك ما يطبعه،هل هو قصة،أم رواية،أم خواطر،أم مقالات سبق نشرُها،أو سيرة ذاتية للترويج عن الذات،أم وثائق رسمية كان قريباً منها..!

الكتابة-شقاء-ومعاناة..ولكنها أولا وأخيرا..مسؤولية ضميرية أو لا تكون..

وأرجو أن تستساغ-مقاصدي-جيدا،وأن لا يقع إخراجها عن سياقها الموضوعي..!


محمد المحسن


*هيرمان هسه (بالألمانية: Hermann Hesse) ولد في كالف في ألمانيا في 2 يوليو/جويلية 1877 وتوفي في مونتانيولا تيسن عام 9 أغسطس/أوت 1962،وهو كاتب سويسري من أصل ألماني.



بعد الشوق بقلم الكاتب نصيف علي وهيب

 بعد الشوق

أتحسسُ جذوة صدري وأعاكسُ اتجاه الزمن، لعَّلي أمسكُ باللحظة البادئة، حيثُ الحب لم يضرم نار الشوق العائد منهُ الآن، كان ربيعا، يمتدُ إلى الصِبا، صار شوقاً من رحيلٍ لأمي، احترقتُ بهِ على درب النور، أولدُ من ركام اللحظة عاشقاً، أُناجي معشوقَ عشقٍ يحتويني. 

نصيف علي وهيب

العراق 

2025/3/20



تونسية و أفتخر... بقلم الكاتبة حياة المخينيني

 تونسية  و أفتخر...

بمناسبة عيد الاستقلال...

تونسية أنا

لي جذور بربرية

و أصول فينيقية 

و ملامح  رومانية

لكني عربية اللغة

مغاربية المنشأ

تونسية أنا

إمرأة ذات كبرياء

يعانق السماء

و هامة شامخة

لا تنحني 

إلا لرب السماء

تونسية أنا

مجاهدة

في عالم كله رياء

بين زيف المشاعر

 و خبث الطبائع

تونسية أنا

أطمح إلى أعلى القمم

لبناء مجد بلد

يضرب به المثل 

في عراقة الحضارة

و عمق التاريخ

تونسية أنا

لي في كل ركن،حكاية

ارويها لأولادي

بل و لأحفادي

تصور عراقة شعب

و أصالة أمة

تونسية أنا

حياة المخينيني

04/05/2022



خواطر : رمضان مهلاً بقلم الشاعر ابو بكر الصيعري⁦

 ((خواطر : رمضان مهلاً )) 

😢____النص👇____😢 


رمضان مهلاً لاتسرع خُطاك 

هون من السُرعةنرجوا بقاك 


القلب محزوون على فُرقاك 

والعين تبكي  لا تريد سِواك 


الصائم القائم  عاشِق هَواك  

رمضان مهلاً لاتسرع خُطاك 


اليد مرفوعةتدعي وتتوسل 

ترجوا الإلَه  أن  يطيلُ بقاك 


رمضان عَساك لاتغادِر عَساك 

وعسانا بخير وسلامة نلقَاك 


ياالله  ياالله  نرجوا  رِضاك 

ارضَ علينا  واهدينا  بِهُداك 


اغفرلنا وارحم في ليلةِالقدر 

اعتق رِقابناورِقاب من دعاك 


وصلىَ  الله . عليك  يانبينا  

وعلى من تبعك  ومن والاك 

____________________ 

بقلم ابو بكر الصيعري⁦✍️⁩ 

20\3\2025م



ظلال بقلم الكاتب السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر

 ( ظلال )

خيالي يتمرد ٠٠

و ظلي لم يعد يتمدد 

و صورتي بين لوحات العالم تتبدد

كأني هنا صدى متجرد

مع ليل الأحلام لا يغرد

و الدنيا من حوله تصمت 

و يغيب فيها المتفرد

يبث لوعة أشجانه مع نبض القلب المتجمد ! ٠

( السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر )


ديوان قصائد مُهْدَاةٌ إِلَى العالم الجليل الأستاذ الفاضل / عادل مبروك النحراوي وابنتيه رحمة وندى بقلم أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

 ديوان قصائد مُهْدَاةٌ إِلَى العالم الجليل الأستاذ الفاضل / عادل مبروك النحراوي وابنتيه رحمة وندى

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

{1} وَدَامَ الْعَطَاءُ لَكُمْ كَوْكَبَا

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

مهداة إلى العالم الجليل الأستاذ الفاضل / عادل مبروك النحراوي {1}كلية الآداب قسم الإعلام أخصائي المكتبات الخبير المساعيد – العريش بمنطقة شمال سيناء الأزهرية مع أَطيب التمنيات بدوام التقدم والتوفيق وَإلى الأمام دائما إن شاء الله تعالى .

أَ عَادِلُ يَا فَرْعَنَا الطَّيِّبَا = رَوَيْتَ الْجَدِيبَ غَدَا الْأَخْصَبَا

وَوَشْوَشْتَ بَحْرَ الْعَرِيشِ بِحُبٍّ = فَهَامَ اشْتِيَاقاً بِقَلْبٍ صَبَا

وَقَالَ لِعَادِلَ : ” قَدْ ذُبْتُ شَوْقاً = إِلَيْكَ وَشَوْقِي لَكُمْ كَهْرَبَا

فَإِمَّا تَهِلَّنَّ بَيْنَ مِيَاهِي = فَأَنْتَ الزَّعِيمُ وَلَنْ تُغْلَبَا

***

فَسَلِّمْ .. حَبِيبِي عَلَى مَنْ أَطَاعَ = وَسَلِّمْ .. حَبِيبِي عَلَى مَنْ أَبَى

وَسَلِّمْ .. حَبِيبِي عَلَى مَنْ الْمَكْتَبَاتِ = كِتَابِ النَّجَاحِ لِكَيْ تُنْسَبَا

أَ يَا عَادِلَ الْحُبِّ دُمْتَ بِخَيْرٍ = وَدَامَ الْعَطَاءُ لَكُمْ كَوْكَبَا ”

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

{1} العالم الجليل الأستاذ الفاضل / عادل مبروك النحراوي كلية الآداب قسم الإعلام أخصائي المكتبات الخبير المساعيد – العريش بمنطقة شمال سيناء الأزهرية .

اسم الفيس : عادل مبروك النحراوي

تليفون : 01551260325

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com

{2} مَلِكُ الْوَرْدِ فِي الْمَسَاعِيدْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

مهداة إلى العالم الجليل الأستاذ الفاضل / عادل مبروك النحراوي {1}كلية الآداب قسم الإعلام أخصائي المكتبات الخبير المساعيد – العريش بمنطقة شمال سيناء الأزهرية مع أَطيب التمنيات بدوام التقدم والتوفيق وَإلى الأمام دائما إن شاء الله تعالى .

مَلِيكَ الْوَرْدِ يَا عَلَماً = يُتَوَّجُ فِي الْمَسَاعِيدِ

وَيَا عِطْراً نَهِيمُ بِهِ = وَنُصْبِحُ فِي الصَّنَادِيدِ

تُصَبِّحُنَا تُمَسِّينَا = بِإِنْشَادٍ وَتَغْرِيدِ

مَعَ الْحَمْرَاءِ وَالْبَيْضَاءِ نَنْسَى كُلَّ مَجْهَودِ

سَلَامُ الْوَرْدِ يُتْحِفُنَا = بِرَائِحَةٍ مِنَ الْغِيدِ

مَعَ النَّحْرَاوِي عِشْ وَاهْدَأْ = وَبَشِّرْ كُلَّ مَوْلُودِ

بِسِتِّ الْحُسُنِ قَدْ كَمُلَتْ = وَعَاشَتْ فِي الْأَجَاوِيدِ

بِعَادِلَ تَسْعَدُ الْأَوْزَانُ فِي صَحْوٍ وَتَسْهِيدِ

وَتُنْشِدُ فِي مَحَبَّتِهَا = بِإِطْرَابٍ وَتَمْجِيدِ

مَلِيكَ الْوَرْدِ يَا عَلَماً = يُتَوَّجُ فِي الْمَسَاعِيدِ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

{1} العالم الجليل الأستاذ الفاضل / عادل مبروك النحراوي كلية الآداب قسم الإعلام أخصائي المكتبات الخبير المساعيد – العريش بمنطقة شمال سيناء الأزهرية .

اسم الفيس : عادل مبروك النحراوي

تليفون : 01551260325

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com

{3} سَيِّدُ الْمَكْتَبَاتِ وَبَنَاتُ الْمَسَاعِيدِ النَّابِغَاتْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

مهداة إلى العالم الجليل الأستاذ الفاضل / عادل مبروك النحراوي {1}كلية الآداب قسم الإعلام أخصائي المكتبات الخبير المساعيد – العريش بمنطقة شمال سيناء الأزهرية مع أَطيب التمنيات بدوام التقدم والتوفيق وَإلى الأمام دائما إن شاء الله تعالى .

أَعَادِلُ يَا سَيِّدَ الْمَكْتَبَاتْ = وَيَا مَنْ تَحَلَّى بِزَيْنِ الصِّفَاتْ

بِإِعْلَامِكَ الْفَذِّ قَدْ حُزْتَ سَبْقاً = فَمَا أَجْمَلَ السَّبْقَ فِي خُذْ وَهَاتْ !!!

بَنَاتُ الْمَسَاعِيدِ حُزْنَ رُقِيّاً = تَعَلَّمْنَ مِنْكَ بِهَذِي الْحَيَاةْ

تَعَلَّمْنَ أَخْلَاقَ طَهَ حَبِيبِي = حَفِظْنَ مَبَادِئَهُ فِي ثَبَاتْ

أَلِفْنَ الْعَلَاءَ كَنَجْمَاتِ لَيْلٍ = طَوِيلٍ وَلَمْ يَرْكَنُوا لِلسُّبَاتْ

فَبُورِكْتَ عَادِلُ لِلنَّابِغَاتِ= حَمَلْنَ الْمَشَاعِلَ فِي النَّائِبَاتْ

وَبُورِكْتَ عَادِلُ فِي كُلِّ خَيْرٍ = كَثِيرٍ عَمِيمٍ يَلُمُّ الشَّتَاتْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

{1} العالم الجليل الأستاذ الفاضل / عادل مبروك النحراوي كلية الآداب قسم الإعلام أخصائي المكتبات الخبير المساعيد – العريش بمنطقة شمال سيناء الأزهرية .

اسم الفيس : عادل مبروك النحراوي

تليفون : 01551260325

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com

{4}أَشْكُو إِلَى الْبَحْرِ الْكَبِيرِ مَرَارَةَ الْأَيَّامِ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

مهداة إلى العالم الجليل الأستاذ الفاضل / عادل مبروك النحراوي {1}كلية الآداب قسم الإعلام أخصائي المكتبات الخبير المساعيد – العريش بمنطقة شمال سيناء الأزهرية مع أَطيب التمنيات بدوام التقدم والتوفيق وَإلى الأمام دائما إن شاء الله تعالى .

أَشْكُو إِلَى الْبَحْرِ الْكَبِيرِ مَرَارَةَ الْأَيَّامِ

وَأَعِيشُ مُتَّكِئاً وَمُسْتَنِداً عَلَى الْأَحْلَامِ

يَا أَيُّهَا الْكُرْسِيُّ هَلْ أَحْسَسْتَ بِالْآلَامِ ؟!!!

يَا غُرْبَةَ الْأَيَّامِ وَالْأَمْوَاجُ فِي أَقْلَامِي

مَاذَا تُخَبِّئُ بَحْرَنَا فِي أَلْطَفِ الْأَنْسَامِ ؟!!!

جُدْ لِي بِخَيْرِكِ إِنَّنِي =أَبْصَرْتُهُ قُدَّامِي

وَالشَّمْسُ تَغْرُبُ يَا أَمِيرُ فَهَلْ فَهِمْتَ كَلَامِي ؟!!!

أَنَا عَادِلٌ يَا بَحْرَنَا = وَالْمَكْتَبَاتُ صِمَامِي

فِيهَا مِنَ الْعِلْمِ الْكَثِيرُ وَدِقَّةُ الْإِعْلَامِ

هَلَّا عَرَفْتَ مَكَانَتِي = بِفُؤَادِكَ الْبَسَّامِ ؟!!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

{1} العالم الجليل الأستاذ الفاضل / عادل مبروك النحراوي كلية الآداب قسم الإعلام أخصائي المكتبات الخبير المساعيد – العريش بمنطقة شمال سيناء الأزهرية .

اسم الفيس : عادل مبروك النحراوي

تليفون : 01551260325

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com

{5}بِالْقَلْبِ تَسْكُنُ يَا حَبِيبْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

مهداة إلى العالم الجليل الأستاذ الفاضل / عادل مبروك النحراوي {1}كلية الآداب قسم الإعلام أخصائي المكتبات الخبير والعالم الجليل الأستاذ الفاضل / السيد علي حسن موجه المكتبات المساعيد – العريش بمنطقة شمال سيناء الأزهرية مع أَطيب التمنيات بدوام التقدم والتوفيق وَإلى الأمام دائما إن شاء الله تعالى يَقُولُ العالم الجليل الأستاذ الفاضل / عادل مبروك النحراوي :" التقيت اليوم بأستاذي الغالي الاستاذ /السيد علي حسن موجه المكتبات والذي تعلمت منه الكثير وما زلنا نتعلم منه.... أعطاكم الله الصحة والعافية أستاذي وبارك فيكم وجعلكم عنوانا لكل خير" .

أَهْلاً مُوَجِّهَنَا النَّجِيبْ = بِالْقَلْبِ تَسْكُنُ يَا حَبِيبْ

أَهْلاً مُوَجِّهَ مَكْتَبَاتِ شَمَالِ سَيْنَاءَ الْعَجِيبْ

وَهَلَلْتَ بِالْخَيْرَاتِ تَغْمُرُنَا بِوَاحَاتِ الْقُلُوبْ

يَا مَنْ تَرَبَّعَ فَوْقَ عَرْشِ الْمَكْتَبَاتِ كَمَا الْأَدِيبْ

أَهْلاً وَسَهْلاً شَيْخَانَا = قَدْ طَابَ مَمْشَاكَ الْأَرِيبْ

خُطُوَاتُكَ الْبَرَكَاتُ فِيهَا وَالْعِنَايَةُ تَسْتَجِيبْ

السَّيِّدُ الْمِعْطَاءُ فِي جُودٍ تُشِيدُ بِهِ الدُّرُوبْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

{1} العالم الجليل الأستاذ الفاضل / عادل مبروك النحراوي كلية الآداب قسم الإعلام أخصائي المكتبات الخبير المساعيد – العريش بمنطقة شمال سيناء الأزهرية .

اسم الفيس : عادل مبروك النحراوي

تليفون : 01551260325

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com

{6} فَلَمْ أَرَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ مِثْلَكْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

مهداة إلى العالم الجليل الأستاذ الفاضل / عادل مبروك النحراوي {1}كلية الآداب قسم الإعلام أخصائي المكتبات الخبير المساعيد – العريش بمنطقة شمال سيناء الأزهرية مع أَطيب التمنيات بدوام التقدم والتوفيق وَإلى الأمام دائما إن شاء الله تعالى .

أَيَا عَادِلَ الْخَيْرِ أَشْكُرُ فَضْلَكْ = فَلَمْ أَرَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ مِثْلَكْ

لِأَنَّكَ أَفْرَحْتَ قَلْبَ الْكَلِيمِ = فَلَمْ يَرَ فِي الْجُودِ وَالنُّبْلِ قَبْلَكْ

وَحَلَّقْتُ فَوْقَ سَمَاءِ الْعُلُومِ = لِأُبْصِرَ فِيهَا عَلَى الْمَدَّ شْكْلَكْ

سَعِدْتُ بِأَخْلَاقِكَ النَّيِّرَاتِ = وَأَبْحَرْتُ فِيهَا فَأَبْصَرْتُ نُبْلَكْ

مُحِبٌّ لِذِكْرِ النَّبِيِّ الْكَرِيمِ = فَصَلِّ عَلَيْهِ لِأَمْدَحَ أَصْلَكْ

بِأَرْضِ الْمَسَاعِيدِ عِشْتَ كَرِيماً = تُحِبُّ الْجَمِيعَ وَتَعْشَقُ فَصْلَكْ

وَهَا هُوَ ذَا الشِّعْرُ يَفْخَرُ دَوْماً = بِعَادِلَ صَارَ يُخَلِّدُ قَوْلَكْ

وَأَصْبَحَ يَرْمُقُكُمْ فِي الْكِرَامِ = بِعَيْنِ الْمَحَبَّةِ يَعْشَقُ فِعْلَكْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

{1} العالم الجليل الأستاذ الفاضل / عادل مبروك النحراوي كلية الآداب قسم الإعلام أخصائي المكتبات الخبير المساعيد – العريش بمنطقة شمال سيناء الأزهرية .

اسم الفيس : عادل مبروك النحراوي

تليفون : 01551260325

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com

{7} أَيَا رَحْمَةَ الْأَكْوَانِ عِيشِي مَعَ الْهُدَى بِحُبِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

مهداة إلى العالم الجليل الأستاذ الفاضل / عادل مبروك النحراوي {1}كلية الآداب قسم الإعلام أخصائي المكتبات الخبير المساعيد – العريش بمنطقة شمال سيناء الأزهرية وابنته رحمة عادل مبروك النحراوي التي انتخبت أمين لجنة الأسر العليا علي مستوي جامعة العريش.. ألف مبروك حبيب بابا وبالتوفيق والنجاح مع أَطيب التمنيات بدوام التقدم والتوفيق وَإلى الأمام دائما إن شاء الله تعالى .

لِرَحْمَةَ تَشْتَاقُ الْمَدَائِنُ وَالْقُرَى = فَصَلِّ عَلَى الْمَبْعُوثِ فِينَا بِرَحْمَةِ

وَصَلِّي عَلَى الْمُخْتَارِ أُخْتَاهُ وَانْظُرِي = تَفَوُّقَهَا الْمَشْهُودُ شُكْرًا بُنَيَّتِي

سَلَامًا لِأَهْلِ الْبَيْتِ بَارِكْ مُهَنِّئًا = وَتَابِعْ مَعَ الْأَفْذَاذِ بِنْتًا تَخَطَّتِ

مَعَ الْأُسَرِ الْعُلْيَا تَجَلَّتْ أَمِينَةً = مَعَ الْأُسَرِ الْعُلْيَا انْتِخَابًا بِلَجْنَةِ

أَيَا رَحْمَةَ الْأَكْوَانِ دَامَ تَفَوُّقٌ =وَضَمَّتْ لَكِ الْأَقْدَارُ أَعْظَمَ رُتْبَةِ

بِجَامِعَةِ الْعَرِيشِ كَانَ تَفَوُّقٌ = يُسَطِّرُ لِلطُّلَّابِ أَعْظَمَ قُدْوَةِ

أَيَا رَحْمَةَ الْأَكْوَانِ عِيشِي مَعَ الْهُدَى = بِحُبِّ رَسُولِ اللَّهِ أَعْظَمِ أُسْوَةِ

وَسِيرِي بِفَضْلِ اللَّهِ أَهْدِي تَفَوُّقًا = لِمَامَا وَبَابَا عَادِلٍ بِرَوِيَّةِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

{1} العالم الجليل الأستاذ الفاضل / عادل مبروك النحراوي كلية الآداب قسم الإعلام أخصائي المكتبات الخبير المساعيد – العريش بمنطقة شمال سيناء الأزهرية .

اسم الفيس : عادل مبروك النحراوي

تليفون : 01551260325

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

mohsinabdraboh@ymail.com  mohsinabdrabo@yahoo.com

{8}نَجَاحُ الْحَبِيبَةِ بِنْتِي نَدَى

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

مهداة إلى العالم الجليل الأستاذ الفاضل / عادل مبروك النحراوي وابنته ندى بمناسبة نجاحها في الشهادة الإعدادية الأزهرية ألف مليون مبروك يا ندى ألف مليون مبروك يا أستاذ عادل ألف مليون مبروك للأسرة الكريمة مع أَطيب التمنيات بدوام التقدم والتوفيق وَإلى الأمام دائما إن شاء الله تعالى .

سِبَاقُ التَّفَوُُّقِ لَمَّا ابْتَدَى = يِتِيهُ فَخَاراً بِبِنْتِي نَدَى

وَأَزْهَرُنَا كَمْ يُشِيدُ بِهَا = وَيَبْنِي لَهَا فِي الْعُلَا مَسْجِدَا

يَقُولُ : " اذْكُرُونِي وَبِنْتَ الْكِرَامِ = وَزُفُّوا فَخَارِي لِأَقْصَى مَدَى "

بِإِعْدَادِهَا لِتَقُودَ الصُّفُوفَ = كَرَحْمَةَ رَدَّ عَلَيْهَا الصَّدَى

أَلَا يَا ابْنَتِي أَقْبِلِي قُدْوَةً = تُحِبُّ رَسُولَ الْهُدَى أَحْمَدَا

وَسِيرِي بِحُبِّكِ فِي الْخَالدِينَ = وَقُودِي بِحُبِّكِ رَكْبَ الْهُدَى

وَصَلِّي عَلى الْمُصْطَفَى تَسْعَدِي = بِحُبِّ النَّبِيِّ ارْسِمِي الْمَشْهَدَا

حَبِيبَةَ بَابَا وَمَامَا نَدَى = يَهِلُّ النَّجَاحُ وَقَدْ عَيَّدَا

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة



مهرجان المدينة بالقيروان في دورته التاسعة بقلم الإعلامي الكاتب محمد علي حسين العباسي

 مهرجان المدينة بالقيروان في دورته التاسعة

سهرات فنية وعروض مسرحية وسلامية

تعيش هذه الأيام مدينة الابداع والامتاع والاقناع القيروان عاصمة الاغالبة على وقع الدورة التاسعة لمهرجان المدينة اين سيكون الجمهور القيرواني على موعد مع فسيفساء من السهرات الفنية مع الفنانين اية دغبوج وعادل سلطان والزين حداد الى جانب العروض المسرحية لكل من وجيهة الجندوبي، ورياض النهدي الى جانب الاحتفالية بخمسينية المركب الثقافي الأسد بن فرأت كما سيكون جمهور المهرجان على موعد مع عروض السلامية الى جانب تكريم ثلة من الفنانين والممثلين .ولقد انطلقت فعاليات المهرجان يوم الأربعاء 19 مارس التواصل الى يوم الجمعة القادم28 مارس الجاري.

حيث كان الافتتاح مع عرض الفنانة أية دغبوج وتباعا سيكون البرنامج على النحو التالي

الخميس 20 /3: عرض الفنان عادل سلطان

- عرض سلامية الشيخ محمد حمودة

 الجمعة3/21: عرض مسرحية الفنانة وجيهة الجندوبي

عرض سلامية مع ماهر السبري

السبت 3/22: عرض الزيارة لسامي اللجمي

عرض مجموعة سيدي علي النوري

الاحد3/23: عرض موسيقي لمجموعة حنين

عرض سلامية الشيخ وليد القهواجي

الاثنين3/24: احتفالية بخمسينية المركب الثقافي الأسد بن فرأت وسهرة فنية بمشاركة كل من سلاف،منى نورالدين،جلول جلاصي،بشير سالمي،فاتحة المهدوي

الثلاثاء 3/25: عرض موسيقي المنشد احمد جلمام

عرض موسيقي" سحر الطبوع" لحمعية الراشيدية بسوسة

الاربعاء3/26: عرض" فاح السر" الهادي عينينو

عرض سلامية لزهير الحداد

الخميس3/27: احتفالية خاصة باليوم العالمي المسرح

عرض مسرحية ترمينوس

تكريم المسرحيين علي خميري،لزهاري سباعي،محمد ساسي،ريم عبروق،سلوى رابحي،توفيق عيساوي،الصادق قيزاني،

الجمعة3/28: عرض الفنان الزين حداد

عرض مسرحية الاطفال" عبودة شو" لرياض النهدي

هكذا سيعيش جمهور مهرجان المدينة بالقيروان على وقع الدورة التاسعة التي اتسمت بتنوع العروض وتميزها 

 محمد علي حسين العباسي





بَعضي هنا... بعضي هناك بقلم الشاعر قليعي بوخاري

 بَعضي هنا... بعضي هناك و إنّني

مُذْ سِرتُ خلف القلبِ زاد رحيلي


حَلَّقتُ في ملكوت ربي مسافرا

و القلبُ كان مُوَجّهي و دليلي


أنا قد رَضِيتُ بأنْ أظَلَّ مُسافرا

و رضيتُ من هذي الحيا بقليلي


أتزوّدُ   التقوى  لأطولِ  رحلةٍ

إنّي أُهَيِئُ  حفلةً    لوصُولي


يا عاتق الرقبات من نيرانك

بَشِّر  فؤادي بعفوك، بقبولي


إنّي لأَشهدُ أنك الأحدُ الصّمدْ

و بأنّ أحمدَ سَيِّدِي و رسولي


قليعي بوخاري


التقوى تدعو إلى الكرم؛ بقلم الإستاذ فراس ريسان سلمان العلي

 التقوى تدعو إلى الكرم؛

إن التقوى وسيلة عظيمة تدعو إلى الكرم والبذل والعطاء، فإذا عمل بهآ الملوك والحكام والسلاطين والأمراء وفق الشرع والدين، كانت خير رادع من الإنحراف إلى الطمع والجشع  فالحآكم المؤمن الغني المتقي يكون باراَ برعيته، حيث يراعي الحقوق لأفقر الرعية في المجتمع الإنساني، لان المال هو مال الله سبحانه وتعالى، فالأغنياء وما يملكون من المال فيه حقوق للفقراء والمساكين، وفضلة أموال الأغنياء المتقين هي من حقوق الفقراء والمحتاجين، والمتقون أكثر كرماَ من غيرهم للفقراء، قال الأمام علي عليه السلام؛ ((إن الله فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء)) وقال أيضاَ؛ ((فما جاع فقير إلا بتخمة غني)).

فأكثر ما ينتج من تقوى الأغنياء هو الكرم، وقد جاء ت التقوى بمعنى الكرم في الكثير من أحاديث الرسول محمد ص الشريفة؛ عن الحجال قال؛ قلت لجميل؛ قال رسول الله محمد ص؛ ((إذآ أتاكم شريف قوم فأكرموه))

قال؛ نعم

قلت له؛ وما الشريف؟

قال؛ سألت ابو عبد الله الصادق عليه السلام عن ذلك فقال؛ الشريف من كان له مال (تفسير الحديث)

فقلت؛ ما الحسيب؟

قال عليه السلام؛ الذي يفعل الأفعال الحسنه بماله وغير ماله، قلت وما الكرم؟

قال؛ التقوى

الكافي الجزء ٨ الصفحة ٢١٩

تعتبر التقوى رأس كل الفضائل، لأنها تحث على عمل الخير واكرام الغير، والتنزه عن الطمع، واقرب ما تكون للرحمة، فهي تحث على البذل والعطاء، لان العمل بالتقوى، هو جزء من  العمل بطاعة الله وطلب مغفرته ورضوانه، روى الديلمي في الباب (٢١) من كتابه (أرشاد القلوب) عن الأمام علي بن الحسين عليه السلام قال؛ ((إن بين الليل والنهار روضة يرتعُ في كورها الأبرار، ويتنعم في حدائقها المتقون)) المنجد الصفحة ٨٤٥ الطبعة ٢٦

فالاحسان والكرم من أفضل صفات المتقين، قال الله سبحانه وتعالى؛ ((إن الله مع الذين أتقوا والذين هم محسنون)) فأهل الفضائل هم المتقون، منطقهم الصواب، وملبسهم الأقتصاد، ومهمآ كانوا أغنياء، يكرهون التفاخر على الفقراء، وبسطاء في حياتهم، كثيروا العطاء، باذلين أنفسهم في مشاريع الخير للفقراء، فالتقوى تدفعهم لتبرأة ما في ذممهم للناس الفقراء، وتنقية ضمائرهم بدفع ما فضل من أموالهم للفقراء والمحتاجين من الناس، ويكون خالصا لوجه الله سبحانه وتعالى وإيماناَ منهم أن التقوى مسؤولية تدعوهم إلى العمل الصالح وأكرام الفقراء والمحتاجين ومساعدة العباد في قضاء حوائجهم ورعايتهم،

والحمد لله رب العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الإستاذ

فراس ريسان سلمان العلي

                 العراق



على شفا الجرف بقلم الكاتبة زبيدة كريم - تونس

 على شفا الجرف


المكان برده صفيق يدفئه فانوس عتيق يؤنس برد وحدها.

ترتعش الرسالة بين اناملها الزجاج مفعمة بالسؤال، تلوح بسنارة تقاوم قانون الجدب... تعيد قراءتها مرات 

ماذا لو قال الأمور ببساطة؟ ماذا لو اتخذت السنارة وضعها الصحيح لتعلق الحقائق جلية؟!

تدس الرسالة في صدريتها جهة القلب لعل  شيئا منه يدفئها..

لكن الخواء هنا و البرد فاغر...

تنكفىء على حزنها ترف  ثوبها و الدمع سكيب

حرقة الشوق لاذعة ...أخذ الشمس و غاب 

أخذ ملامحها و ذاب ..أذاب الوجود في العدم.

                       

يهتف الغريب من بعيد جاء يركب الغيم  يزف لها البشرى 

ستينع  ورود في المبسم فلا تجزعي ... الراحلون اختلت سننهم  اقدامهم حافية بلا ظل و لا افق

سيعودون انه قادم إليك

ترفع ناظرها و الجفن مثقل بالشجن

الدرب عسير و الله عليم  بصير

رأيت في المنام أنني احضن قدري

 فيورق ريحانا و ياسمينا

يفلت مني فجأة

ثم اراني أمسك بيدين مخضبتين بالحناء

رأسي خابية نصفها ملح و نصفها اوراق غار

امسكها بقوة اخاف ان تقع فيتهشم

واخاف الملح يأكل الخصب

كل الخصب..

هل يعودون حقا؟ هل يعود ؟

الراحلون إن عادوا عادوا اغرابا...


ليته يعود...  حتما سيعود

سيزهر النهار من جديد ...

يلسعها البرد يخرجها من غفوتها

تتحسس الرسالة 

البرد هنا موجع يسمر الأنامل

و هذا الثوب يتمدد... يتمدد... لا ينتهي...


زبيدة كريم - تونس

العشر وما فيها بقلم الشاعر سليمـــــــان كاااامل

 العشر وما فيها

بقلم

سليمـــــــان كاااامل

************************

وبالأمس كنا.........للشهر ننتظر

مالنا تباطأنا.....إذ تهللنا بالعشر


كل الخير في.....العشر لو تدري

ليلة القدر خير.....من ألف شهر


ليتنا بالعشر كما....في العشرين

مضاعفات....ويكفينا ليلة القدر


شمر ساعداك.......أخي لا تكسل

لا يجديك نفعاً التسويف بالعمر


أعمارنا أوقاتنا...جهدنا وصحتنا

هيا لنملأها صنوف الذكر والشكر


اليوم أنفاسنا تروح وتأتي منعمة

غدا لاتدري أعلى الأرض أم بالقبر


عشر قيامها من.....أجلِّ العبادات

ونهارها قربى......بالصوم والفطر


يتنافس المتنافسون...فيها بهمة

والكل يشتاق...........جزالة الأجر


فباب الريان...مفتح أبوابه مازال

وعتق الرقاب وإكرام الله بالبشر


هيا وصحبة....الملائكة الكرام لنا

تتنزل كرامة...لأهل التقى بالأمر

**************************

سليمـــــــان كاااامل..... الأربعااااء

19 رمضان

2025/3/19



غزة تحت نيران… نهيق اللا مبالاة بقلم الشاعر بوعلام حمدوني

 غزة تحت نيران…

نهيق اللا مبالاة


صهيل القدائف يمزق

اشلاء صراخ الاطفال

يستبيح قوانين الغاب

ظلم الغالب

تبكي السماء رصاصا

ظلما و عدوانا

صهيون... 

بعدائه يتدلل 

يحتقر الكرامة

يغزو الاوطان

يحطم الحضارة

يشرد الآلاف

يقتل الاطفال و النساء

يحاصر العجزة

يصادر تطلعات امة

يشرد شعبا 

تحت مظلة الشيطان

و انحناء المذلة 

و نهيق المواقف

في ظلام الصمت

يمزق العروبة 

و الخذلان

يا عرب... 

ارفعوا الرأس

انفضوا غبار التاريخ

يا امة المفاخر 

غزة ... 

لا تنزف دما 

بل تضحي بدمائها

نبل الوجود 

من اجل الكرامة

كرامة الامة 

كل الامة 

الا تعلمون 

ام تستهزئون .. ؟

اشلاء الكرامة ترنو

بركان غضب

تسري ثورة 

تثور دما ..

في شرايين الشعوب

تسقيها دموع الامهات 

الصابرات 

المكافحات 

النبيلات 

انشودة الامل

غضب و ثورة

كفاح

ترضعها لبرائة الاطفال

لكل حبة رمل

لكل باقة تراب 

او لهدير الماء 

لانتفاضة المبادئ

لثورة اخلاق الانسانية 

للتضحية من اجل الكرامة 

و الوجود 

من اجل الحق

في العيش ..


بوعلام حمدوني



العشر الأواخر من رمضان بقلم الكاتب طه دخل الله عبد الرحمن

 العشر الأواخر من رمضان

تأملْ أيها المسلم في ساعتك، وانظر إلى عقرب الساعة وهو يأكل الثواني أكلاً،   لا يتوقف ولا ينثني، بل لا يزال يجري ويلتهم الساعات والثواني، سواء كنت قائماً   أو نائماً، عاملاً أو عاطلاً، وتذكّرْ أن كل لحظة تمضي، وثانية تنقضي فإنما هي جزء   من عمرك، وأنها مرصودة في سجلك ودفترك، ومكتوب في صحيفة حسناتك أو سيئاتك، فاتّق الله   في نفسك، واحرص على شغل أوقاتك فيما يقربك إلى ربك، ويكون سبباً لسعادتك وحسن   عاقبتك، في دنياك وآخرتك. 

 وإذا كان قد ذهب من هذا الشهر أكثره، فقد   بقي فيه أجلّه وأخيره، لقد بقي فيه العشر الأواخر التي هي زبدته وثمرته، وموضع الذؤابة   منه.

 ولقد كان صلى الله عليه وسلم يعظّم هذه العشر، ويجتهد فيها اجتهاداً حتى لا   يكاد يقدر عليه، يفعل ذلك – صلى الله عليه وسلم- وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما   تأخّر، فما أحرانا نحن المذنبين المفرّطين أن نقتدي به – صلى الله عليه وسلم-   فنعرف لهذه الأيام فضلها، ونجتهد فيها، لعل الله أن يدركنا برحمته، ويسعفنا   بنفحة من نفحاته، تكون سبباً لسعادتنا في عاجل أمرنا وآجله.

 روى الإمام مسلم عن عائشة – رضي الله عنها-   قالت: "كان رسول الله – صلى   الله عليه وسلم- يجتهد في العشر الأواخر، ما لا يجتهد في غيره". 

 وفي الصحيحين عنها قالت: "كان النبي –   صلى الله عليه وسلم- يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر شمَّر وشدّ المئزر".

 فقد دلت هذه الأحاديث على فضيلة العشر الأواخر من رمضان، وشدة حرص النبي – صلى الله   عليه وسلم- على اغتنامها والاجتهاد فيها بأنواع القربات والطاعات، فينبغي لك   أيها المسلم أن تفرغ نفسك في هذه الأيام، وتخفّف من الاشتغال بالدنيا، وتجتهد فيها   بأنواع العبادة من صلاة وقراءة، وذكر وصدقة، وصلة للرحم وإحسان إلى الناس.   فإنها –والله- أيام معدودة، ما أسرع أن تنقضي، وتُطوى صحائفها، ويُختم على عملك فيها،   وأنت –والله- لا تدري هل تدرك هذه العشر مرة أخرى، أم يحول بينك وبينها الموت،   بل لا تدري هل تكمل هذه العشر، وتُوفّق لإتمام هذا الشهر، فالله الله   بالاجتهاد فيها والحرص على اغتنام أيامها وليالها، وينبغي لك أيها المسلم أن تحرص على   إيقاظ أهلك، وحثهم على اغتنام هذه الليالي المباركة، ومشاركة المسلمين في تعظيمها   والاجتهاد فيها بأنواع الطاعة والعبادة. 

 ولنا في رسول الله – صلى الله عليه وسلم –   أسوة حسنة فقد كان إذا دخل العشر شدَّ مئزره، وأحيا ليله وأيقظ أهله. 

 وإيقاظه لأهله ليس خاصاً في هذه العشر، بل كان يوقظهم في سائر السنة، ولكن إيقاظهم لهم   في هذه العشر كان أكثر وأوكد. قال سفيان الثوري: أحب إليّ إذا دخل العشر   الأواخر أن يتهجد بالليل، ويجتهد فيه، ويُنهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك. 

 وإن لمن الحرمان العظيم، والخسارة الفادحة، أن نجد كثيراً من المسلمين، تمر بهم   هذه الليالي المباركة، وهم عنها في غفلة معرضون، فيمضون هذه الأوقات الثمينة فيما   لا ينفعهم، فيسهرون الليل كله أو معظمه في لهو ولعب، وفيما لا فائدة فيه، أو فيه   فائدة محدودة يمكن تحصيلها في وقت آخر، ليست له هذه الفضيلة والمزية. 

 وتجد بعضهم إذا جاء وقت القيام، انطرح على فراشه، وغطّ في نوم عميق، وفوّت على نفسه   خيراً كثيراً، لعله لا يدركه في عام آخر.

 

 ومن خصائص هذه العشر: ما ذكرته عائشة من أن   النبي – صلى الله عليه وسلم- كان يحيي ليله، ويشدّ مئزره، أي يعتزل   نساءه ليتفرغ للصلاة والعبادة. وكان النبي – صلى الله عليه وسلم- يحيي هذه العشر   اغتناماً لفضلها وطلباً لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. 

 وقد جاء في صحيح مسلم عن عائشة – رضي الله   عنها- قالت: ما أعلم – صلى   الله عليه وسلم- قام ليلة حتى الصباح" ولا تنافي بين هذين الحديثين، لأن إحياء الليل الثابت في العشر يكون   بالصلاة والقراءة والذكر والسحور ونحو ذلك من أنواع العبادة، والذي نفته، هو إحياء   الليل بالقيام فقط.

 ومن خصائص هذه العشر أن فيها ليلة القدر، التي قال الله عنها:   (ليلة القدر خير من ألف شهر، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام   هي حتى مطلع الفجر). وقال فيها: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين،   فيها يفرق كل أمر حكيم) أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الملائكة الكاتبين كل ما هو كائن   في تلك السنة من الأرزاق والآجال والخير والشر، وغير ذلك من أوامر الله المحكمة   العادلة. 

 يقول النبي – صلى الله عليه وسلم- "وفيه ليلة خير من ألف شهر   من حُرمها فقد حُرم الخير كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم" حديث صحيح رواه النسائي   وابن ماجه. 

 قال الإمام النحعي: "العمل فيها خير من العمل في ألف شهر سواها".

 وقد حسب بعض العلماء "ألف شهر" فوجدوها ثلاثاً وثمانين سنة وأربعة أشهر، فمن وُفّق   لقيام هذه الليلة وأحياها بأنواع العبادة، فكأنه يظل يفعل ذلك أكثر من ثمانين   سنة، فياله من عطاء جزيل، وأجر وافر جليل، من حُرمه فقد حُرم الخير كله. 

 وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: "من قام ليلة القدر   إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه" وهذه الليلة في العشر الأواخر من رمضان   لقول النبي – صلى الله عليه وسلم- "تحرّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان"   متفق عليه.

 وهي في الأوتار منها أحرى وأرجى، وفي الصحيحين أن النبي – صلى الله عليه وسلم-   قال: التمسوها في العشر الأواخر في الوتر" أي في ليلة إحدى وعشرين، وثلاث   وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين. وقد ذهب كثير من العلماء إلى   أنها لا تثبت في ليلة واحدة، بل تنتقل في هذه الليالي، فتكون مرة في ليلة سبع وعشرين   ومرة في إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو تسع وعشرين. 

 وقد أخفى الله سبحانه علمها على العباد رحمة بهم، ليجتهدوا في جميع ليالي العشر، وتكثر   أعمالهم الصالحة فتزداد حسناتهم، وترتفع عند الله درجاتهم (ولكل درجات مما عملوا وما   ربك بغافل عما يعملون)، وأخفاها سبحانه حتى يتبين الجادّ في طلب الخير الحريص على   إدراك هذا الفضل، من الكسلان المتهاون، فإن من حرص على شيء جدَّ في طلبه، وسهل عليه   التعب في سبيل بلوغه والظفر به، فأروا الله من أنفسكم خيراً واجتهدوا في هذه   الليالي المباركات، وتعرّضوا فيها للرحمات والنفحات، فإن المحروم من حُرم خير رمضان، وإن   الشقي من فاته فيه المغفرة والرضوان، يقول النبي – صلى الله عليه وسلم- "رغم   أنف من أدرك رمضان ثم خرج ولم يُغفر له" رواه ابن حبان والحاكم وصححه الألباني.

 إن الجنة حُفّت بالمكاره، وأنها غالية نفيسة، لا تُنال بالنوم والكسل، والإخلاد   إلى الأرض، واتباع هوى النفس. يقول النبي – صلى الله عليه وسلم- "من خاف أدلج -   يعني من أول الليل- ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله   الجنة". وقد مثل النبي – صلى الله عليه وسلم- المسافر إلى الدار الآخرة -وكلنا كذلك   – بمن يسافر إلى بلد آخر لقضاء حاجة أو تحقيق مصلحة، فإن كان جاداً في سفره،   تاركاً للنوم والكسل، متحملاً لمشاق السفر، فإنه يصل إلى غايته، ويحمد عاقبة سفره   وتعبه، وعند الصباح يحمد القوم السري. 

 وأما من كان نوّاماً كسلان متبعاً لأهواء   النفس وشهواتها، فإنه تنقطع به السبل، ويفوته الركب، ويسبقه الجادّون المشمّرون،   والراحة لا تُنال بالراحة، ومعالي الأمور لا تُنال إلا على جسر من التعب والمشقات (يَا   أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ   لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [سورة آل عمران:200]. ومن خصائص هذه العشر المباركة   استحباب الاعتكاف فيها، والاعتكاف هو: لزوم المسجد للتفرغ لطاعة الله عز وجل – وهو من   السنة الثابتة بكتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم- قال الله تعالى: (ولا   تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد) [سورة البقرة: آية 187‏] وكان النبي – صلى الله عليه وسلم- يعتكف العشر   الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل، واعتكف أزواجه وأصحابه معه وبعده. 

 وفي صحيح البخاري عن عائشة – رضي الله عنها- قالت: كان النبي – صلى الله عليه وسلم-   يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين   يوماً.

 والمقصود بالاعتكاف: انقطاع الإنسان عن الناس ليتفرغ لطاعة الله، ويجتهد في   تحصيل الثواب والأجر وإدراك ليلة القدر، ولذلك ينبغي للمعتكف أن يشتغل بالذكر   والعبادة، ويتجنب ما لا يعنيه من حديث الدنيا، ولا بأس أن يتحدث قليلا بحديث مباح مع   أهله أو غيرهم. 

 ويحرم على المعتكف الجماع ومقدماته لقوله تعالى: (ولا تباشروهن   وأنتم عاكفون في المساجد).

أسأل الله تعالى أن يتولانا بعفوه، وأن يرحمنا برحمته، وأن يستعملنا في   طاعته، وأن يجعل مثوانا جنته، وأن يتقبلنا في عباده الصالحين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله   وسلم على نبينا محمد   وآله وصحبه أجمعين.

طه دخل الله عبد   الرحمن


مقالات في رمضان الزكاة في الاسلام . بقلم الأديب عبد الكريم احمد الزيدي

 مقالات في رمضان


الزكاة في الاسلام ..

..............................


الزكاة بمعناها هي التصدق بالمال ، وهي حصة من المال ونحوه يوجب الشرع ادائها للفقراء ونحوهم بشروط خاصة ، والزكاة لغةً ، هي مصدر ( زكّا ) الشيء اذا نما وزاد بمعنى البركة والنماء والطهارة والصلاح ، وهي الحصة المقدرة من المال التي فرضها الله للمستحقين ومعناها قد يفهم بالصدقة كما جاء في قوله تعالى " خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ، وصلّ عليهم ان صلاتك سكن لهم " وقال الصادق المصدوق في الحديث الشريف " الصدقة برهان " .


لقد جاءت الزكاة في اول البعثة النبوية الشريفة تطوعا وبصورتها الخيرية ولم ترد بفعل الامر الدال على الفرض والوجوب باعتبارها جزءا من عقيدة الاسلام والايمان وهي الصفة الملازمة للمؤمنين والمتقين والمحسنين وان تركها لهي صفة من الشرك بقوله تعالى " الذين لا يؤتون الزكاة " الا ان الامر تغير بعد الهجرة النبوية فنزلت آيات كريمات بينات اكدت وجوب الزكاة وبعض احكامها بقوله تعالى " وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة " ، والزكاة واجبة على المسلم ولا يطالب بها سواه او تكون دينا في ذمته وهي واجبة في مال الصبي والمجنون باعتبارها حق يتعلق بالمال فلا يسقط بالصغر او الجنون .


والزكاة تجب على الذهب والفضة ، بقوله تعالى " والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم " وتجب ايضا على الزروع والثمار ، بقوله تعالى " كلوا من ثمره اذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده " ، كذلك الكسب من تجارة وغيرها بقوله تعالى " يا ايها الذين امنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم " كذلك الخارج من الارض من معدن وغيره ، بقوله تعالى " ومما اخرجنا لكم من الارض " ، والمال عند العرب لا يشمل النقود كما في وقتنا وانما كل ما يقتنيه الانسان ويمتلكه نحو الابل والبقر والغنم والضياع والنخيل ، كذلك الذهب والفضة والمال الذي يمكن حيازته والانتفاع به على وجه محدود .


ويشترط في المال الذي توجب زكاته ان يكون المال مال الله وهو صاحب المال الحقيقي ومالكه بقوله تعالى " وآتوهم من مال الله الذي آتاكم " والمعنى هنا ان العبد انما الحيازة والتصرف في مال الله ، كذلك المال النامي الذي يتضاعف فهو وعاء للزكاة بخلاف المال الذي نماؤه محدودا وضعيفا فقد عفي عنه تحقيقا وتشجيعا لاصحابه  ، وان يبلغ النصاب اي مقدارا محددا يوجب زكاته ، فقد جاء في الحديث الشريف عن رسول الله صل الله عليه وسلم باعفاء مادون الخمس من الابل والاربعين من الغنم ، فليس فيهما زكاة وما دون مئتي درهم من النقود الفضية ( الورق) وما دون خمسة اوسق من الحبوب والثمار والحاصلات الزراعية  ، والنصاب من الاموال ما يعادل (86) غراما من الذهب ولا تجب الزكاة في حلي الزينة للمرأة او سكن المسلم ولو كان قصرا ولا وسيلة مواصلات وتعفى الالات في المصانع ومعدات الورش ، فقد جعل الله سبحانه وتعالى في حكمته وعاء الانفاق ما زاد عن الكفاف وما زاد عن الحاجة ولا يختلف في الحول الذي معناه ان يمر على المال في ملك المالك اثنا عشر شهرا عربيا وهو مشروط للنقود والانعام .


اما الزروع والثمار والعسل والمستخرج من معادن وكنوز فلا يشترط لها حول وهو ما يمكن ان يدخل تحت اسم زكاة الدخل ، ولتدبر قول الله تعالى " خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها " فان الزكاة تحقق التكافل بين الناس باعتبارهم متفاوتون في المقدرة وتحصيل الرزق بقول الله سبحانه وتعالى " والله فضل بعضكم على بعض في الرزق " فهي تبين صفة الرحمة والمودة للضعيف والشعور بِهِ وتعطي السعادة والرضى للمعطي والآخذ فيحس بعطاء الاخرين ويشعر بسعادة الزكاة التي تسد خلته .


والزكاة الركن الثالث من اركان الاسلام بعد الشهادتين والصلاة ،  والتي ثبت وجوبها في الكتاب والسنة وقد فرضت لثمانية اصناف ، هم الفقراء والمساكين ، والعاملون عليها الذين يقومون باستحصال وحفظ وتوزيع اموال الزكاة الذين ليس لديهم راتب من الدولة ، والمؤلفة قلوبهم وهم السادة المطاعون في اقوامهم ، وفي الرقاب وهم الرقيق والعبيد فيعطون لفك رقابهم ، والغارمون وهم اصحاب الديون ( المدينون ) ، وفي سبيل الله وهم المقاتلون والمجاهدون ، وابن السبيل وهو المسافر الذي انقطع عن بلده وليس لديه مال يكفي لايصاله وعودته .


وما يهمنا في هذا المقال ونحن في شهر الطاعة والغفران والعمل الصالح هي زكاة الفطر ، وهي زكاة للابدان ، صدقة معلومة بمقدار معلوم وتجب بالفطر من رمضان ، طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين ، وقيل ان زكاة الفطر هي زكاة مرتبطة بالابدان اي بالشخص وليس المال كما جاء في الحديث الشريف " زكاة الفطر من رمضان على الحر والعبد والذكر والانثى والصغير والكبير  " وهي مفروضة على كل من شهد رمضان حتى وان لم يكن مكلف بالصيام ، ومن امتلك ما يزيد عن حاجته وحاجة من يعوله في يوم العيد ، وقد فرضها رسول الله صل الله عليه وسلم في رمضان صاعا من تمر او صاعا من شعير على المسلمين ، ولا تعطى الا للفقراء والمساكين والذين لا يملكون كفايتهم في يوم العيد وهي من غالب قوت او طعام البلد ، ويستحب اخراجها يوم العيد قبل صلاة العيد وله ان يعطيها للساعي قبل ذلك بيوم او يومين ، وهي شعيرة من شعائر يوم العيد تصبح صدقة من الصدقات لو تم ادائها بعد صلاة العيد .


وانّا ان نخاف الاجتهاد في ما شرع في زكاة الفطر هذه ، نجد بان اخراجها مالاً بما يسع المسلم في ادائه عن نفسه ومن يعيلهم لهي افضل من القوت والطعام الذي قد يختلف فيه الكثيرين نوعا وكما ولربما يستطيع الفقير او المسكين ان يؤمن بهذا المال ما يدخل السرور والبهجة الى اهله فيشتري بهذا المال ما يحسبه خيرا من طعام او ملبس او حاجة يفرح بها في العيد ، ولربما تم اداء المال لهذه الزكاة حسب مقدرة المسلم فيزيد ويقدر على حسب ما يملك مستشهدا بقول الله تعالى ( لا يكلف الله نفسا الا وسعها " ، اما توقيت زكاة الفطر فالافضل على قول الكثيرين من العلماء ان تكون بوقت كاف قبل صلاة العيد توفر للفقير والمسكين ما يؤمن من وقت في شراء او اقتناء ما يحتاجه من طعام او ملبس .


نفعنا الله بما علمنا وهو اعلم بالقول ، وتقبل منا ومنكم شهر رمضان الكريم ووفقنا فيه لطاعته وابتغاء مرضاته ، واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .


..................................................................


عبد الكريم احمد الزيدي

العراق / بَغداد



دُرّةُ_المَغرِبِ بقلم الشاعرة سعیدة_باش_طبجي_تونس

 إليك ياتونس الأنس في عيد استقلالك  

       ♡《دُرّةُ_المَغرِبِ 》♡


حَنانَيْكِ يا دُرَّةَ المَغْرِبِ

               أيَا بُهْرَةَ الشَّمْسِ لَا تغْرُبي

أيَا تُونسَ الأنْسِ ضُخِّي هُطُولًا

             مِنَ المُزْنِ فِينا و لا تَنْضبِي♡


♡أيَا قُبْلَةَ الفَجْرِ فَوْقَ جَبِيني

              أيَا شَهْقةَ النُّورِ في كَوْكَبِي

أيَا رَفّةَ العِطْرِ فوْقَ خُدُودِي

              أيَاجَذْوةَ البَحرِ في مَرْكبِي

أيَا  مَنْجَمَ العِشْق...مِلْءَالشِّغافِ

          ويَا قِبْلةَ الشِّعْرِ... هيَّا اَسْكُبِي

رَحِيقَ القَوافِي بِنَسْغِ وَرِيدِي

              كنَبْعٍ مِنَ الطّيبِ لم يُنْهَبِ

وَإنْ قصَّرَ الحَرْفُ فِيكِ مَديحًا

             و عِشْقًا وَشَوْقا فَلَا تَعْتَبِي♡


                  ☆♡◇♡☆      


♡أتَيْتُكِ أسْحَبُ ذَيْلَ القَوافِي

              أَصُوغُ كَلامِي بِصِدْقِ نَبِي

و أبْنِي البَيَانَ بِسَيْفِ نِضَالِي

               وأشْوَاقِ أمِّي و حُلْمِ أبِي

ولَهْفَةِ حُبِّي و رَحْمَةِ ربِّي

             و قِنْديلِ نُورٍ بقلْبِي الصَّبِي

أهُزُّ إلَيَّ  بِجِذْعِ الكلامِ

            فَيهْمِي شَهِيُّ الجَنَى الطَّيِّبِ

وأرْسُمُ وشْمًا بزِنْدِ القَوافي

          وَوَرْدًا بِروْضِ الهَوَى المُجْدِبِ

و أرْسُمُ تاءً وَ وَاوًا وَ نُونًا

            و سِينًا بخَدِّ الثّرَى المُعْشِبِ

و حَاءً و بَاءً... و شِينًا و عَيْنًا 

          و رَاءً... على الشَّفَقِ المُذْهَبِ

لأفْتحَ للحُبِّ و الشّعْرِِ دَرْبًا

                بِمَربْعِ ضَادٍ.. أصِيلٍ.. أبِي


               ♡☆♡☆♡


♡عَشِقتُكِ قِيثارةً للسَّلامِ

            و نَبْعًا مِن الخَيْر لمْ ينْضبِ

فكَيْفَ رَسَفْتِ بِجُبِّ الرَّزايا

        وَخُضْتِ شِعَابَ الأذَى المُرْعِبِ


♡عَشِقْتُكِ مَرْجًا يَمِيهُ عَبيرًا

             و يَنْثَالُ نُورًا و يَخْتَالُ بِي

فلَا تتْرُكِيني بِقَبْوِ السَّقامِ ..

             وفِي بُؤْرةِ الذُلِّ لَا تَرْسُبِي


♡عَشقْتُك أهْزوجَةً للنِّضَالِ

          فثُورِي و مُورِي و لا تَرْهَبِي

و لا تسْمَحِي لخَفَافيشِ لَيْلٍ

      بِزَرْعِ الرَّدَى في المَدَى الأرْحَبِ


♡عَرَفْتُكِ تِرْيَاقةً للسَّقامِ

             وأيْقُونةَ الشّرْقِ و المَغْربِ

فعُودِي كَما كُنْتِ إكْسِيرَ نُورٍ

       و مِنْ شهْد نَهْرِ السَّلامِ اشْرَبي

و هَاتِي ثِمارَ الرَّخاءِ..  مُنَضّدةً 

           في سِلالِ النَّدَى المُخْصِبِ 

و هِلّي ضِيَاءً و رِفِّي عَبيرًا

       ومِيسِي شَذًا.. غَرِّدِي واؔطْرَبي 

و كُوُني لأيْتَامكِ الزُّغْبِ بُرْدًا

              دِثارًا مِنَ العِزِّ لم يُكْسَبِ

و كُونِي لِنَبْضِ القوافي زُلالًا

                ومَنْجَمَ إلْهامِهِ الأعْذَبِ


                ☆♡☆♡☆


♡ويَا أحْرُفي الزُّهْرِ يا بَدْرَ لَيْلِي

           وَ يَاشَمْسَ فَجْريَ.. لا تَغْرُبي

و لَا تَرْسُفِي في غِلالاتِ صَمْتٍ

            وأغْلالِ مَوْتٍ..  و لا تَهْربِي

تَعَاليْ لنَصْدَحَ عِشْقا و شِعرًا

           قَصيدًا مِنَ الخُلْدِ لمْ يُكْتَبِ

عَلَى نَخْبِ تُونسَ نْشرَبُ كأْسًا 

              سُلافًا  دِهَاقًا.. ولَا تَنْحَبِي

فَرَغْمَ فُلُولِ الأذَى و الرَّزَايا

         سَيَنْجابُ ليْلُ الأسَى المُرْعِبِ

ويَهْفُو صَبَاحٌ و يَزْهُو مَراحٌ

            وتَخْتَالُ عَشْتارُ فِي مَلْعَبي

بِنَعْلٍ مُضِيءٍ و سَلّةِ زَهْرٍ

             و قُبْلةِ ثَغْرِ الهَوَی الأطْیَبِ

فيَصْحُو رَبيعٌ بِصَدْرِ الرّوَابِي

             و يَغْفُو جَديلٌ بِنَحرٍ صَبِي

    

            ☆☆♡☆☆


♡أیا تُونِسَ الحُبِّ یا وَشْمَ عُمرِي

           و یا أحْرُفِي الزُّهْرِ یا مَرْکَبي

حَنانیُکُما أنتُما شَهدُ شِعْرِي

              وذَلِکَ حُلمِي و ذَا مَطلَبِي

فَلَا تَذَرَانِي بِفَکِّ الزَّمَانِ

             یَلُوکُ الأمَانِي..وَ یَهْزَأُ بِي♡☆♡


                         《سعیدة_باش_طبجي_تونس》



يا أمي.. بقلم الأديب سامي ناصف

 في عيد الأم أرسل دعوات لأمي ،كي يشملها الله برحمته،وهذه القصيدة 

يا أمي..

......

حُرمتُ رضاك يا أمي بعمري.. 

... وجـاء المــوت غــوَّالا لفجـري.. 


فكنتِ أنيستي وسميرَ لَيِّلِي..  

...وكنت الدفءَ في عُسري ويسري.. 


وكنتِ الأمن يا أمي بخوفي.. 

وكنتِ العون في عُدْمي وخُسْري.. 


ولم يك لامرئٍ ليسد فقدي.. 

... ولم يزل الحنان هجيرَ بدري.. 


أفتِّشُ في الجدار وكل ركن.. 

... لأرشف من عيونك نبع شعري.. 


رحلت وفي رحابك كل  حُلمي.. 

... وصـار الحـزن عقّـارًا لصـبري..

 

ورُحْتُ أشمُّ أنفاسا لعطرِكْ.. 

... تجــلى بـين أنفـاسي لطــهري.. 


ترطبُ كل أوجاعي الليالي.. 

... ويُلْبِسـني الهــنا ويشــدُ أزري.. 


متى أبكي، أراكِ سنيدَ ضعفي.. 

... وتُجْـرِين الحـنان بنهر دهــري.. 


خذيني في ملامحك اللواتي.. 

... أهيم بهــن في عــزّي وقهــري.. 


ومُدِّي كفك المخضوب دفئًا.. 

... فإن البرد في أوصـالي يسـري.. 


خذي رأسي  لِودك يحتويني. 

... وغنِّي كي- أنامَ فـذاك خمــري-.. 


وفي  نومي  أراكِ سنًا وغيثا

 تضميني  وتنتظــرين أمــري.. 

.

وتُجرين الحياة بكل يسرٍ.. 

... بلا كــللٍ بلا مـللٍ- ببشــرِ.. 


عزائي، من ضلوعك صرت نجما 

... وروحك  في كياني كل فخـري  

سامي ناصف


تونس عشق لن ينتهي بقلم الشاعر بدرالدين احمد

 تونس عشق لن ينتهي

في حبك اقسم لن انثني 


انت الملاذ وانت الوطن 

رعاك الله من كل المحن 

يا عز البلاد واغلى المدن 

عظيم شعبك لن ينحني 


تونس عشق لن ينتهي

في حبك اقسم لن انثني 


بلاد العزة عرين الأسود 

رجالك شم اقروا الصمود 

فلا عاش فيك قط جحود 

ولا من بحبك لا يقتدي 


تونس عشق لن ينتهي المزاد

في حبك اقسم لن انثني 


1. حبك ساكن مجرى الدماء 

في أعلى اماكن تعلى اللواء 

شبابك حصن يصد العداء 

واسمك نقش لن ينمحي 


تونس عشق لن ينتهي 

في حبك اقسم لن انثني 


بدرالدين احمد ٢٧/ ٠٦/ ٢٠١٩


ما عُمري لأخسره؟ بقلم الشاعر قليعي بوخاري

 قال الشّابي: عش بالشعور و للشعور فإنّما دنياك كون عواطف و شعورِ

شِيدَت على العطف العميق و إنها لَتَجِفُّ لو شِيدَت على التفكيرِ...


أقولُ:


        ما عُمري لأخسره؟


كم قُلتَ لي: " لا تُصدِّق رأيَ قائلهمْ....!

و ابحَثْ عَنِ الحقّ. ذاك العدلُ يا وَلدي."


مُذْ ذلك الوقت، صار الحقُّ يَشغَلُني

و العَقلُ شَرعي و رأي العقل مُعتقدي


في رحلة البحث، خُضتُ ألفَ تجربةٍ

لا شيء أمسكتُهُ رغم العنا(ءْ) بيدي


ها أَنِّي لم  يُلقَ  لي  نورٌ  فأتبعهُ...!

كيف السبيلُ إذا ما خانني رَشَدِي؟


أَلْفَيْتُني في جحيمِ الشَّكِّ يُحرقني

و الشكُّ يَأكُلُ أعصابي و من جسدي


أعياني بحثي و رأيُ العقلِ دَوَّخَني

عَفْوًا أبي! خانني مَن خِلتُه سندي


فالعَقلُ يعجزُ أحيانا... ، يُضَلِّلُني...

حتى ظننته من خَذْلٍ أضاع يدي


هذي حياتي غدت جرداءَ يابسةً

و العيشُ كان بالشُّعورِ  نَدِي...


قد جَفَّ من حِسِّهِ قلبي فوا أسفي!

ما قيمةُ العيش إن كان الفؤادُ صَدي؟


عفوا أبي!  ، رُبما ما كنتُ أفهمك...

لمّا أخذتُ برأي العقلِ مُعتمدي


ما كان ذَنبُكَ... لا ! لا! لَسْتُ أَعذُلُكَ

إسرافي في الفكرِ، إهمالُ الشُّعورِ... ردي


قد ضاع من عمري ما يكفي لينضجني

إنّ التجاربَ زادُ المرءِ نحو غدِ...


قد عَلَّمتني دروسُ العُمرِ حِكمتها

مَن عاش بالحسِّ في هذي الحياةِ هُدِي


نَيْلُ الحقيقةِ، أَمْرٌ لسنا نبلُغُهُ...

إنّي نَضَيتُ حِجَابَ السِّترِ عن عُقَدي


أدركتُ أنّ الذي بالأمسِ أمْدَحُهُ

ما كان إلاّ عَدُوّي، خائني، نكدي...


"عِشْ بالشعورِ", نعم قد قال شاعرنا

كم حَرّرتني خُطاكَ هذي مِن صَفدي


يا أيُّها النّاسُ.  !!!  ما عُمري لأخسره؟

بحثا عن المعنى في اللامعنى في بلدي!


قليعي بوخاري


الأربعاء، 19 مارس 2025

اضواء على أصداء بقلم الاعلامي الشاعر محمد علي حسين العباسي

 اضواء على أصداء

وفي أصداءالمنتهى

تذوب شموعا

وتعدو...

بعيدا...بعيدا

الى مهجتي

اضواء ترنو

حينما تغدو

تعاقر الدموع

الى المنتهى...

سل هذه الأضواء؟؟

لم القنوع...

لم الخشوع...

في الأفق

الصدى يحاور صداه

يعاقر الردى

بلا رجوع

بلا خنوع...

الاعلامي والشاعر محمد علي حسين العباسي



مناجاة الصدق والإخلاص نص الأديبة : دنيا صاحب - العراق

 ✨ مناجاة الصدق والإخلاص ✨


نص الأديبة :  دنيا صاحب - العراق 


لا أبتغي الخلقَ في مرادي *** بل أبتغي اللهَ في سدادِي

أدعوهُ، تُشرقُ روحي نورًا *** ويهتزُّ في القلبِ مُستزادِي


يا واهبَ الفيضِ بلا حدٍّ *** يا مُنزلَ الخيرِ للعبادِ

أنتَ الغنيُّ الذي تجلَّى *** فأسكنَ الأرواحَ في الرشادِ


كم سائلٍ في الدُّجى دعاكَ *** فلم تخِبْ يدُهُ بالمدادِ؟

وكم من قلبٍ إليكَ انجذبَ *** فغذَّيتَهُ بالنورِ في ارتيادِ؟


إذا أطبقتْ ظُلمةُ الليالي *** فأنتَ إشراقي واتِّقادِي

وإن زلزلَ الحزنُ خاطري *** فبحرُ عطياكَ لي مِدادِي


رَبِّي، طرقتُ بابَ رحمتِكَ *** فتجلَّى مَدَدُكَ فيضَ ودادِ

إن كان لي في الحياةِ سَعْيٌ *** فاجعلْهُ طُهرًا بلا فسادِ


إني رضيتُ بحكمِكَ قدرًا *** فبشِّرْ فؤادي بسرِّ المُرادِ

فامنحْ فؤادي سكينةَ وصلٍ *** تفيضُ عليَّ بنورِ الرشادِ



ابتهال العشق الإلهي نص الكاتبة دنيا صاحب

✨ ابتهال العشق الإلهي ✨


نص : دنيا صاحب 


يا من تجلَّى في قلبي نورُك توهُّجًا

وسَرى كنورِ الفجرِ في روحي منهلا


يا سرَّ وجودي ، يا عشقي، يا نورالهدى 

أنتَ الحقيقةُ ما رأتْ عيني سِوَى


زرعتَ في قلبي لهيبَ محبَّتك شوقا 

وجعلت طريق رحلتي إليك مجلسا


ناديتُكَ بالعشقِ المُطهَّرِ فانتشَتْ

روحي، وأزهَرَ في حناياها رضا


كشفَت الحِجابُ فكنتَ نفخة الروحِ

قد أسفرَ وجهي منها صبحًا مُبْهَجًا


يا من خلَقتَ الحبَّ سرًّا خالدًا

قسَّمتَ به الأرواحَ منذ الازل لتَشْرِقَا


أنا لا أُريدُ سوى هواكَ، سكبته علما 

فإنَّهُ وَصْلِي ومُبتَدَئي مَجْراهُ بحرًا


إن جئتُ سكرى فحُبُّكَ  خَمْرَتي

وإذا صَحَوتُ فمنكَ قد كانَتِ النَّشْوَى


فتقبَّل حنينَ عاشقةِ وُداً وقربانًا


اصطفيتني من أهلِ المحبَّةِ والتقوى


فيا نورَ العشقِ الذي تجلَّى في كلِّ كياني


وفي سِرِّي أنتَ المعلم الموحي المُلهمَا



قراءة فنية-متعجلة-في قصيدة الشاعرة الفلسطينية المغتربة أ-عزيزة بشير بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 قراءة فنية-متعجلة-في قصيدة الشاعرة الفلسطينية المغتربة أ-عزيزة بشير


                        (تجليات الصدق والتشكيل الفني)


"في ذِمّةِ اللهِ أختي الحبيبةِ الحاجّة ( أم رامي)ظُهرَ الجُمعةِ وفي رَمضان!"


سكتَ الكلامُ وفاضتِ الأقلامُ

والرّوحُ طارتْ للجِنانِ………مَرامُ


والرّوحُ عادتْ للإلهِ …....بِلَهفَةٍ

كلٌّ يُصلّي والجَميعُ ………….ِصيامُ


فاليومُ (جُمعةُ)والصّيامُ بِشَهْرِهِ

والموْتُ يحْلو  ……فالجِنانُ  مُقامُ


فلْتهنَئي أختاهُ عُدْتِ لِجَمعَةٍ

 زَوْجٍ  وأُمٍّ …..،…….. للجميعِ سلامُ


وتَرَكْتِنا ، كلٌّ  يُكابِدُ  غُصّةً 

والقلبُ يُحْرَقُُ،……والوِئامُ خِصامُ


يا (أُمَّ رامي) فالبَنونَ حبيبتي

كلٌّ أتَوْكِ بِبِرِّهِمْ …………يَتَساموا


وأنا (عزيزةُ)  مَعْ بنِيَّ وَعِزْوَتي 

نُهديكِ (ياسيناً) إليكِ ………وِئامُ


رَحَماتُ ربّي قد أتَتْكِ (بِجُمعَةٍ)

وَبِجَمعَةِ الأحبابِ …….كانَ حِمامُ


ماذا أقولُ أُخيّتي وحبيبتي؟

   نَفذَ القضاءُ ………وغابتِ الأحلامُ


والقلبُ يخفُقُ والدّموعُ غزيرةٌ

هلْ ذا حقيقةُ أم تُرى… …أوْهام ُ؟


مَنْذا يشُدُّنِي مِنْ نَوايَ. …بِغُربَةٍ

يا توْأماً للرّوحِ………… كيفَ أُلامُ ؟


آلُ البشيرِ مَعَ الشّواهنِ كلِّهمْ

ينْعونَ أفضلَ مَنْ خُلِقْنَ……، كِرامُ!


            عزيزة بشير


مقدمة : 

عودنا الشعر العربي منذ قرون طويلة على كتابة قصائد المراثي ، الامر الذي تمكنت قصائد الرثاء بشتى انواعها من تخليد شخصيات مختلفة جراء تلك المراثي التي بقيت في ذهن الانسان العربي من المحيط الى الخليج ، ولعل قصائد الخنساء في رثاء اخويها صخر ومعاوية قبل اكثر من اربعة عشر قرناً مازالت خالدة في الاذهان،ناهيك عن فعل وديمومة الشعر في الرثاء الذي يجسد حالات هي غالباً ما تصلح للكثير من الازمان والاوقات،ان ترثي الخنساء صخر فهذا نابع من حرقة قلب اخت لاخيها،أو ان يرثي شاعر حديث مثل البياتي صديقه الشاعر بلند الحيدري فهذا ايضاً بالامر الطبيعي بالنسبة للشعرية العربية وبمختلف مدارسها واتجاهاتها الشعرية،وكذلك ينطبق الحال على الشعر الفرنسي والانكليزي والامريكي والروسي،فلطالما قرأنا الكثير من المراثي التي لا تختلف كثيراً عن مراثينا في الشعرية العربية والتي تبدو للدارس انها تمتاز بطابع الرثاء اكثر من غيرها من المدارس الاوروبية،ولهذا فالرثاء داخل الجسد الشعري يشكل حلقة مهمة من الهيمنة النوعية للتفرد بأحاسيس ووجدان الانسان المتلقي الذي بالتأكيد قد عاش مأساة فقدان عزيز ما،الامر الذي سيعيد في ذلك ذكريات وجراحات قديمة وعميقة لم تتمكن سنوات الماضي من نسيانها مهما طال الزمن .

إن مهمة الشاعر الذي يكتب في هذا الغرض (الرثاء) اليوم كما في غيره من الأغراض صعبةً بالنظر إلى حجم المدوّنة الشعرية العربية،ممّا يجعل الشاعر مطالبا بتحقيق الإضافة

والاختلاف،خاصّة ونحن في زمن الحداثة الشعريّة ومتطلباتها.

كتبت الشاعرة الفلسطينية المغتربة  الأستاذة عزيزة بشير مرثية فأبدعت،وتجلت لنا من خلالها  الفجائعية ودهشة الفقد غير المتوقعة،وليست هذه المرثية إلا بكائية ولدت من هول الحدث وشدة الخطب،وما موت إنسان عزيز إلا فاجعة،فكانت هذه المرثية تخليداً للراحلة شقيقتها..الحاجة ( أم رامي)

والوجود لا يخلو من المنغصات التي تثير الحزن والألم في نفوس الشعراء،فتنطلق كلماتهم معبرة عما تجيش به صدورهم من لواعج الألم وطوافح الحزن.

وهذه المرثية التي رثت بها الشاعرة الأستاذة عزيزة بشير: أختها وصديقة عمرها من المراثي التي تستجيش العاطفة،ويستدر عند قراءتها الدموع فهي قصيدة تذوب رقة وحزناً ولوعة ووجداً.

فكانت الثيمة الشعرية التي استندت عليها الشاعرة في هذه المرثية هي عبارة عن سلسلة من الآهات والجراحات المتواصلة، والفجائعية الممزوجة بالأسى والحسرة والتألم.

لقد شدت المأساة مشاعر الشاعرة واعتصر الألم قلبها إلا أن إيمانها بقضاء الله وقدره لا زال حياً في نفسها فكانت زفراتها تنطلق تهليلاً لعظمة الله وشأنه في خلقه،فعند الإيمان بهيمنة الموت وحتمية وقوعه فلابد من الإحساس بأنه قضاء من الله وقدر مكتوب لا محيص عنه ولا انفلات منه،والشاعرة هنا بحكم انتمائها وتكوينها تؤمن بذلك،وتعلم أنه من لوازم الإيمان بالقضاء والقدر،الذي هو أحد أركان الإيمان،فلابد من التسليم لله بذلك:

سكتَ الكلامُ وفاضتِ الأقلامُ

والرّوحُ طارتْ للجِنانِ………مَرامُ

والرّوحُ عادتْ للإلهِ …....بِلَهفَةٍ

كلٌّ يُصلّي والحميعُ ………..ِصيامُ

فاليومُ (جُمعةُ)والصّيامُ بِشَهْرِهِ

والموْتُ يحْلو  ……فالجِنانُ  مُقامُ

وإذا ما سلطنا الضوء على قصيدة الشاعرة الطافحة-بالدمع المكتوم-وجدناها تعمد إلى تصوير الصدمة تصويراً يثير الحزن والأسى في القلوب،ونحن نجد في هذا الشعر قوة التعبير،وتماسك العاطفة،وصدق التجربة،والتفاعل الحي مع معطيات الأحداث ومواصفات الواقع الذي أثقل كاهل الشاعرة.

لقد حرصت الشاعرة ( الأستاذة عزيزة بشير ) على استخدام وسائل مختلفة للتأثير في المتلقي،وذلك لأن شعورها بفداحة المأساة جعلتها لا تطيق حملها وحدها فأرادت أن تشرك معها المتلقي،ولذلك لجأت إلى مخاطبة العقول ومخاطبة الوجدان باستخدام مؤثرات فنية مختلفة،وأما مخاطبتها للعقل فتتجلى في استفتاح قصيدتها بالحكمة،أما مخاطبتها للعاطفة فتبرز من خلال محاولتها إثارة حزن المتلقي على ما أصابها من فاجعة الفقد.

إن الشاعرة لم تكن بحاجة إلى المبالغة باستخدام محسنات بيانية إضافية لتوضيح الصورة،لأن الصورة في حد ذاتها تمثل المأساة في أدق تصويرها وأوضحها،لذلك اكتفت باستخدام شكل بسيط وقليل من المحسنات البيانية وبعض الاستعارات..

وللتكرار وظيفة مهمة في القصيدة إذ يعمل التكرار على الإيقاع الحزين المنسجم مع أجواء القصيدة وموضوعها،وذلك عندما كررت مفردة " جمعة" أربع مرات،لتخفف من ألمها ووجعها عند ذكر  وتذكر شقيقتها الراحلة ( أم رامي) بما يوحي بأن الحياة بأيامها ولياليها مكمن كل حزن وألم.

لقد ابتعدت الشاعرة عن الرتابة،لذا سارت عاطفتها بين ثنايا القصيد هبوطاً وارتفاعاً،وهذه عاطفة شاعرة منكوبة في أقرب الناس إليها وأحبهم إلى قلبها-المعطوب أصلا-ومن الطبيعي أن تنخفض وتيرة عاطفتها وترتفع تبعاً لزفرات قلبها الحزين وفؤادها المفجوع،وكأننا نصغي إلى موسيقى الروح وأنينها لا إلى موسيقى القصيدة.

وقد أحسنت الشاعرة في التنويع بين الأساليب الخبرية والإنشائية،ووظفتها توظيفاً رائعاً بحيث يشعر القارئ بأنه يقرأ قصة تتجدد بتجدد أحداثها،فيندمج فيها بكل أحاسيسه ومشاعره.

ومما لاشك فيه أن الراحلة لها مكانة كبرى في قلب الشاعرة  لذلك  نعتتها بـ "توأم الروح" وقد عكست هذه المفردة قوة ارتباط الشاعرة  بالفقيدة في الحياة وبعد الموت على السواء،وأنها ساكنة في قلبها وخيالها وعقلها.

قصيدة في شكل لوحة فنية رسمتها أنامل شاعرة تفيض عاطفتها وتقطر شجناً وألماً وحزناً من خلال المفردات التي اكتظت في النص الأدبي،والتي تضمنت معاني الحزن والمرارة والحديث عن الألم الذي يكمن في صدر الشاعرة.

ختاما أقول : إن المحبة الخالصة للآخرين لشيء عظيم و"عزيزة" هي أستاذة الأدب..وأستاذة المحبة،فقد أتقنت بمهارة وأجادت في حبها بنقاء قلبها،وصفاء وخفة روحها،لترسم البسمة على شفاه من حولها،فهي الباسمة دوما رغم المحن و الشدائد،وقد سارت في الحياة سيرة المؤمنين الصادقين في إيمانهم،فلم تكن يوما متجهمة مستاءة غير راضية بما كتب الله لها،ولم يظهر الحزن على وجهها،ولم تكن ساخطة يائسة،وقد زهدت فيما تبدع عن الشهرة الزائفة،ولذا ينطبق عليها  قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "كن في الدنيا كغريب أو عابر سبيل"

صبرا جميلا..يا عزيزنا..عزيزة.


محمد المحسن