الخميس، 20 مارس 2025

ما عُمري لأخسره؟ بقلم الشاعر قليعي بوخاري

 قال الشّابي: عش بالشعور و للشعور فإنّما دنياك كون عواطف و شعورِ

شِيدَت على العطف العميق و إنها لَتَجِفُّ لو شِيدَت على التفكيرِ...


أقولُ:


        ما عُمري لأخسره؟


كم قُلتَ لي: " لا تُصدِّق رأيَ قائلهمْ....!

و ابحَثْ عَنِ الحقّ. ذاك العدلُ يا وَلدي."


مُذْ ذلك الوقت، صار الحقُّ يَشغَلُني

و العَقلُ شَرعي و رأي العقل مُعتقدي


في رحلة البحث، خُضتُ ألفَ تجربةٍ

لا شيء أمسكتُهُ رغم العنا(ءْ) بيدي


ها أَنِّي لم  يُلقَ  لي  نورٌ  فأتبعهُ...!

كيف السبيلُ إذا ما خانني رَشَدِي؟


أَلْفَيْتُني في جحيمِ الشَّكِّ يُحرقني

و الشكُّ يَأكُلُ أعصابي و من جسدي


أعياني بحثي و رأيُ العقلِ دَوَّخَني

عَفْوًا أبي! خانني مَن خِلتُه سندي


فالعَقلُ يعجزُ أحيانا... ، يُضَلِّلُني...

حتى ظننته من خَذْلٍ أضاع يدي


هذي حياتي غدت جرداءَ يابسةً

و العيشُ كان بالشُّعورِ  نَدِي...


قد جَفَّ من حِسِّهِ قلبي فوا أسفي!

ما قيمةُ العيش إن كان الفؤادُ صَدي؟


عفوا أبي!  ، رُبما ما كنتُ أفهمك...

لمّا أخذتُ برأي العقلِ مُعتمدي


ما كان ذَنبُكَ... لا ! لا! لَسْتُ أَعذُلُكَ

إسرافي في الفكرِ، إهمالُ الشُّعورِ... ردي


قد ضاع من عمري ما يكفي لينضجني

إنّ التجاربَ زادُ المرءِ نحو غدِ...


قد عَلَّمتني دروسُ العُمرِ حِكمتها

مَن عاش بالحسِّ في هذي الحياةِ هُدِي


نَيْلُ الحقيقةِ، أَمْرٌ لسنا نبلُغُهُ...

إنّي نَضَيتُ حِجَابَ السِّترِ عن عُقَدي


أدركتُ أنّ الذي بالأمسِ أمْدَحُهُ

ما كان إلاّ عَدُوّي، خائني، نكدي...


"عِشْ بالشعورِ", نعم قد قال شاعرنا

كم حَرّرتني خُطاكَ هذي مِن صَفدي


يا أيُّها النّاسُ.  !!!  ما عُمري لأخسره؟

بحثا عن المعنى في اللامعنى في بلدي!


قليعي بوخاري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق