الثلاثاء، 14 مايو 2024

على هامش اليوم العالمي لحرية الصحافة* هل نحن قادرون على بناء إعلام وطني نزيه؟ بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش اليوم العالمي لحرية الصحافة*


هل نحن قادرون على  بناء إعلام وطني نزيه؟


تصدير: 

“أن تكون صحافيا أمر “لا يحميك من الاغتيال”.الرئيس الفليبيني رودريغو ديتورتي 

-“كراهية الصحافة تهدّد الديمقراطيات” 


..هل بإمكاننا الإرتقاء بالخطاب الإعلامي العربي إلى مستوى التحديات التي أفرزها الراهن الإعلامي الكوني، والسموّ به إلى مرتبة الوعي والمسؤولية؟أم إنّنا مازلنا نتمترس خلف خطوط الإنكسار ويخضع تبعا لذلك-واقعنا الإعلامي-لضغوط سياسية وإقتصادية تمارس للتضييق على الصحافة وللحد من مقدار الحرية التي تتنفّس من خلالها؟..

سؤال حارق…

هل بوسعنا الآن..وهنا،ونحن نلج ألفية ثالثة ونصافح قرنا جديدا تفعيل وسائل الإعلام وتحريرها بما من شأنه أن يخدم الإحتياجات الفعلية للمجتمعات العربية ويبلور دورها الإيجابي في خدمة الأهداف القومية والوطنية والإنمائية؟..أم أنّنا لم نستسغ بعد الدّور الحقيقي للإعلام الهادف ونتجاهل أهميته في معالجة مشاكلنا وقضايانا !؟

..إنّ أمريكا ومن ورائها إسرائيل تحاربنا بجيش إعلامي يستهدف إقتلاع جذور الهوية القومية العربية من أعمق نفوسنا، بل ويستهدف إرباك العقل العربي وتركيعه خارج-تخومنا-بما يعني أنّ الولايات المتحدة والغرب كلّه في صفها يحاربنا بجيوش إعلامية تتماهى بأشكال مختلفة مع تداعيات الراهن العربي،وتصوغه في الأخير حسب أهدافها ووفقا لما يجسّد-حضورها-الدائم داخل البيت العربي..

ومن هنا فالإعلام المحلي وفي ظل هذه-الإختراقات-الغربية،ومهما تناغم مع الحس القومي لا يحقّق في جوهره الوعي المراد،وهذا يعني أنّنا على الصعيد العربي وعلى صعيد جامعة الدول العربية نحتاج إلى ثورة إعلامية هادفة،تؤسّس لإشراقات عربية،وتدرك جسامة المرحلة التاريخية التي يجتازها الفكر العربي بحسّه القومي الآخذ في الإنحسار والتراجع،وذلك بما من شأنه أن يرقى بالإعلام إلى درجة قصوى من الأهمية،لا بإعتباره جزءا تقليديا من مهام الدّولة،أي دولة،بل بإعتباره جيشا حقيقيا يقاتل بجسارة في أعتى معارك الغدر ضراوة،وعليه فقد بات واضحا أنّ سلطة الإعلام ووسائل الترفيه على العقل لا تحتاج إلى إثبات وبالتالي فالرسائل العنصرية التّي تبثّها بعض القنوات أخطر بكثير من الهجوم المباشر لأنّه لا يتمّ الإنتباه لها،وترسّخ بالتكرار،مما يزيد من صعوبة تغييرها.فكيف نواجهها؟..

خدمة اسرائيل؟

وهل ينبغي أن نقف أمام سؤال : هل تقصد هذه القنوات الإساءة إلى العرب وخدمة إسرائيل؟

أم علينا تطويره إلى ما الذي يجب أن نفعله لتطوير المنتج الثقافي المنافس لما تقدّمه؟ولذا،فمواجهة الإختراق الإعلامي الكوني لا تتم عن طريق المقاطعة،لكن عن طريق تطوّر عناصر-الثقافة-الخاصة بنا وبالتخلّص التدريجي من الحيز الذي تملأه الشركات الغربية في إعلامنا..

إنّ الغزو الإعلامي الغربي لا هدف له غير اكتساح العقل العربي،وتربية الوجدان العربي،وبالتالي،تطويع الفكر والشعور العربي وفقا لما تحتاجه الإستراتيجية السياسية المرتبطة بتخطيط قادم من واشنطن أو غيرها من العواصم الغربية التي مازالت تحنّ لإستعمار من نوع جديد،وعليه فإعلامنا العربي،وفي حربه المضادة،مطالب باليقظة والدرجة القصوى من الإستعداد للحرب بما يجعله يلتفّ حول القضايا العربية الكبرى،ويدرك أنّ الإعلام الغربي ليس″بريئا”في مخططاته بإعتباره يؤسّس للإستعمار ولتهميش صورة العنصر العربي الفلسطيني وإبتداع صورة لنا وفقا لما يريده حتى ننتهي بالإعتقاد أنّها صورتنا،وهذا يعني أنّه يحمل في طيّاته أفكارا ايديولوجية تهدف بالأساس إلى مضاعفة غربتنا وتكريس استلابنا الحضاري،ولمَ لا،تبرئة الجلاّد وإدانة الضحية!فالصحف مثلا،التي تصدر في الولايات المتحدة لا تشير في إفتتاحياتها ولو بقدر ضئيل إلى مأساة الشعب الفلسطيني في ظل الإستعمار الإسرائيلي الغادر،بقدر ما تنحاز بتواطؤ سافر للعدوّ الصهيوني،كما أنّ التقارير الغربية التي تصاغ في عواصم الدول الكبرى ما فتئت تلفت الإنتباه إلى عبارات مثل ( إسرائيل..مرّة أخرى تشعر بالعزلة والوقوع تحت الحصار)!!( الجنود الإسرائيليون الذين يتعرّضون لهجمات-إرهابية-)!!..(إسرائيل-تتنازل عن الأرض أمام تصاعد حدّة العنف الفلسطيني)!!

وهذه كلّها صياغات متحيّزة بشكل-عار-لإسرائيل بإعتبارها تطمس حقائق الإحتلال وعدم التوازن العسكري..

رؤية من منظور واحد

هذا بالإضافة إلى ما يبثّه-التلفزيون الأمريكي-من برامج تطمس بدورها حقيقة ما يجري داخل الأراضي المحتلة : ”ففي 12 نوفمبر من العام2000 عرض واحد من أشهر البرامج في التلفزيون الأمريكي..سلسلة من الحلقات التي يبدو أنّها أُعدّت خصيصا لكي تسمح للجيش الإسرائيلي بالبرهنة على أنّ إغتيال الشهيد محمد جمال الدرّة”12سنة”أيقونة المعاناة الفلسطينية،إنّما تمّ على مسرح الأحداث بيد السلطة الفلسطينية”(1)!!..

هذا يعني وحسب مزاعم-البرنامج-أنّ السلطة الفلسطينية قد تعمّدت أن تضع والد الطفل في مواجهة نيران المدافع الإسرائيلية”التّي هي في حالة مواجهة ودفاع″!!

وإذن؟

إذا كان لا بد من تزويد العقل العربي بالمعلومات الدقيقة بإعتبارها تمثّل العدوّ الأكبر للقهر والظلم،سواء فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية أو بغيرها من القضايا وذلك بإعتماد إعلام وطني نزيه يؤسّس للذات العربية وينبّه لما حدث ولما يحدث بالقدر الذي يجعلنا بمنأى عن التنميط الثقافي-والإعلامي-المعولم..

ومن هنا فإنّ الحاجة تدعونا إلى وضع تخطيط إعلامي على المستوى العربي يتوافق مع إرادة الأقطار العربية ويكون نابعا من التخطيط الإقتصادي والإجتماعي والسياسي على مستوى الجامعة العربية ومنظماتها،وهو أمر يبدو في ظل المستجدات الإقليمية والدولية من أوكد المسائل،لما له من أهمية في قضية الصراع العربي-الإسرائيلي التي ظلّت حتى اليوم مفتقرة إلى تخطيط إعلامي بعيد المدى على المستوى العربي..

على سبيل الخاتمة  

تبين نسخة 2018 من التصنيف العالمي لحرية الصحافة،الذي أنجزته مراسلون بلا حدود، تصاعد الكراهية ضدّ الصحافيين. ويُمثل العداء المُعلن تجاه وسائل الإعلام الذي يشجعه المسؤولون السياسيون وسعي الأنظمة المستبدة لفرض رؤيتها للصحافة تهديدا للديمقراطيات.

يكشف التصنيف العالمي لحرية الصحافة،الذي يقيّم كل سنة وضع الصحافة في 180 بلدا،مناخا للكراهية متصاعدا.

ولم يعد عداء المسؤولين السياسيين للإعلام خاصا بالدول المستبدة مثل تركيا (157، -2) أو مصر (161) التين سقطتا في “رُهاب الإعلام” إلى درجة تعميم الاتهامات بالإرهاب ضدّ الصحافيين وسجن غير الموالين منهم اعتباطيا.

وقد ارتفعت نسبة رؤساء الدول المُنتخبون ديمقراطيا الذين لا يعتبرون الصحافة ركيزة أساسية للديمقراطية وإنما خصم تعلن نحوه البغضاء.وعلى رأس هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية، وقد احتلت المرتبة 45 بتراجع بنقطتين.واعتمد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خطابا بغيضا بشكل صريح حيث اعتبر المراسلين “أعداء الشعب” مستعملا عبارة سبق أن استعملها جوزيف ستالين.

وفي عدد من البلدان فإن الحاجز بين الاعتداءات اللفظية والعنف الجسدي يتضاءل يوما بعد يوم،ففي الفلبين (المرتبة 133، -6)اعتاد الرئيس رودريغو ديتورتي على شتم وتهديد وسائل الإعلام الإخبارية وحذّر بالقول : أن تكون صحافيا أمر “لا يحميك من الاغتيال”.

وتزايد خطاب الكراهية ضدّ الصحافيين في الهند على شبكات التواصل الاجتماعي. ويصدر ذلك عادة عن الجيوش الالكترونية للوزير الأول نارندا مودي. وفي غضون سنة واحدة أغتيل أربع صحافيين، على الأقل، بدم بارد في كلّ واحدة من هذه الدول الأربعة.

ختاما سجل مؤشر حرية الصحافة لعام 2019 وفق التصنيف السنوي لمنظمة “مراسلون بلا حدود” – تراجعا في عدة دول،منها بعض الدول الإفريقية.

عربياً حققت تونس قفزة ملحوظة في حرية الصحافة واحتلت المرتبة الأولى في العالم العربي.

فقد حققت (تونس) منذ عام 2010 قفزة كبيرة عالمياً في حرية الصحافة،فهي الدولة الوحيدة التي قفز فيها المؤشر 37 نقطة،وهذا أفضل من التقدم الذي حققته جميع الدول العربية مجتمعةً في السنوات العشر الماضية.

 لكن تونس ما تزال مصنفة على أنها حرة جزئياً وليست حرة.


محمدالمحسن


الهوامش :

*أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي لحرية الصحافة في  ديسمبر 1993،بناء على توصية من المؤتمر العام لليونسكو. ومنذ ذلك الحين يُحتفل بالذكرى السنوية لإعلان ويندهوك في جميع أنحاء العالم في 3 ماي باعتباره اليوم العالمي لحرية الصحافة.

ويعود تاريخ اليوم العالمي لحرية الصحافة إلى مؤتمر عقدته اليونسكو في ويندهوك في عام 1991.وكان المؤتمر قد عُقد في الثالث من ماي باعتماد إعلان ويندهوك التاريخي لتطوير صحافة حرّة ومستقلّة وتعدديّة.

وبعد مرور ثلاثين سنة على اعتماد هذا الإعلان،لا تزال العلاقة التاريخية بين حريّة التقصّي عن المعلومات ونقلها وتلقيها من جهة،وبين المنفعة العامة،من جهة أخرى،تحظى بذات القدر من الأهمية.وسوف تقام سلسلة من الاحتفالات لإحياء الذكرى الثلاثين لاعتماد الإعلان خلال المؤتمر الدولي لليوم العالمي لحرية الصحافة.

ان يوم 3 ماي بمثابة تذكير للحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة،وكما أنه يوم للتأمل بين الإعلاميين حول قضايا حرية الصحافة وأخلاقيات المهنة.

1-)عن الدكتور الراحل-إدوارد سعيد-صحيفة-أخبار الأدب




من القلب.. حتى لاننسى الشهيدة شيرين أبو عاقلة* بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 من القلب..

حتى لاننسى الشهيدة شيرين أبو عاقلة*


لطالما اعتقدتُ أنها مُغامِرة..لكنها بطلة !.

يتدرب الصحفيون عادةً على عدم التفاعل مع الخبر مثلما يتدرب الأطباء على عدم التعاطف مع حالات مرضاهم..

لا لشيء..إلا ليستمروا..

لكني كنت ألاحظ الحزن على وجهها،والدمع في عينيها والحشرجة في صوتها خصوصا عندما تنعى شهيدا أو تغطي هدم منزل..

كل شيء في فلسطين هو..استثناء !.

وتأبى ابنة القدس إلا أن تستشهد في جنين.

لها الرحمة والجنة بإذن الله.


محمد المحسن


*شيرين أبو عاقلة

صحفية وشهيدة فلسطينية (51 عام) من سكان (بيت حنينا)، قتلتها قوات الاحتلال الاسرائيلي ظلما بتاريخ (2022-05-11) مكان الاستشهاد (مخيم جنين).




في ذكرى النكبة: ستة وسبعون نكبة..وصمود..؟! بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 في ذكرى النكبة:

ستة وسبعون نكبة..وصمود..؟!


تصدير:  «العودة إلى فلسطين حقي وقراري».

-

- أن تكون فلسطينيا..يعني أن تصاب بأمل لا شفاء منه ( محمود درويش)


“فلسطين.. أبحرتُ مبتعدا عن متاهات روحي فيك..فإنّي من أمّة تنفجر في ليلها الصحراء.. وما غرابة لا أرى في عيونك غير المواجع.. ما بهذا إنتقاء..فأنتِ تنامين على أرض مجزأة..والتجزؤ فيها جزاء..لكنّك في الفكر والرّوح أصل..ومن معجز الملتقى..توحّد فيك الثرى والفضاء..” (مظفر النواب-بتصرف).

-

-إن إستراتيجية عربية مقاومة تصبح اليوم أكثر إلحاحا من أي وقت مضى في ظل مواجهة بات العدوّ فيها أمام مرحلته الأخيرة لحسم مصيره في كيان مرتسم الحدود ترعبه فكرة المستقبل عن وجوده وخوفه من إجتياح الديمغرافيا العربية لطبيعته العنصرية العمياء..(الكاتب)


مقدمة : “الفردوس المفقود”

تمسّك الفلسطينيون بذكرياتهم لأرضهم ومدنهم وأريافهم ومعيشتهم الماضية..وهذا يدلّ على أنّ هذا النوع من الذاكرة هو الذاكرة الأبدية التي لا يمكن نسيانها مما يساهم في استمرار هويتهم الجماعية.

ولعل ذلك «الفردوس المفقود» في الذاكرة الجماعية الفلسطينية يمكنه تعزيز انتماء الفلسطينيين إلى الهوية الفلسطينية،ويجعلهم يبنون ماضيهم بما يتوافق مع هويتهم ومصالحهم كجماعة. فاختيار محتويات الذاكرة في عملية بناء الذاكرة الجماعية،وبناء الهوية على ذكريات الفلسطينيين عمليتان يتفاعل الواحد منهما مع الأخرى.وهذا ما فعله الفلسطينيون، فقد ساعدت ذكرياتهم عن أرضهم ووطنهم ومعيشتهم السعيدة قبل النكبة وتمسكّهم العنيد بهذه الذاكرة الجريحة،على بناء ماضيهم وتحميله في ذاكرتهم الجماعية وهويتهم.وهكذا عُدت النكبة الفلسطينية من مصادر هويتهم وصنعت منهم شعبًا مؤمنًا بشعار «العودة إلى فلسطين حقي وقراري».

واليوم..

ستة وسبعون عاما مضت على النكبة الفلسطينية الأليمة عام 1948،وطوى التاريخ صفحاتها دون أن تطويها مرارة الواقع الأليم.

فالنكبة لا تزال نكبة والجرح يستمر بالنزف،والدّم يراق بدون شفقة،ونتنياهو كأسلافه متمسك بما أباحه التشريع التلمودي: يقتل بنهم شديد-دون حساب ولا عقاب.. هذا في الوقت الذي ننام فيه ملء جفوننا من غير أن نعي بما يجري تحت أقدامنا من مياه هادرة..!!

* أليس من المعيب؟؟

والسؤال الذي ينبت على حواشي الواقع: أليس من المعيب على العرب أنظمة وشعوبا الإستمرار باجترار مقولة المؤامرة الصهيونية على حقهم بأرضهم وفي ثرواتهم في فلسطين وخارج فلسطين لتغطية عجز بل بالأحرى تواطؤ مراكز قوى هامة بينهم في مواجهة تلك المؤامرة طيلة ثمانية وستين عاما منذ نكبة فلسطين إلى اليوم..؟!

وبسؤال مغاير أقول :

طالما أنّ الأنظمة العربية بمجملها قد اكتسبت شرعية وجودها منذ حصول الدول العربية على استقلالها من خلال تبنيها لشعار تحرير فلسطين،وبعد مرور كل هذا الزمن ولا تزال فلسطين سليبة وأبناؤها يواجهون بصدورهم العارية عسف الاحتلال وقمعه الوحشي..

*لماذا لا تستقيل هذه الأنظمة من دورها..!؟

فالشرعية أسقطها عنها واقع استمرار الاحتلال لفلسطين ولأراض عربية أخرى في الجولان ولبنان وإستمرار تخريب العراق والتآمر على تفتيت السودان..؟

ولعلّ السؤال الأكثر وجاهة هو أين الشعب العربي (شعب الملايين؟!) أمام هذه الصورة التاريخية الدراماتيكية،الذي لم يعد يبرّر انكفاءه كلام تافه عن قمع من هذا النظام العربي أو ذاك؟!

فحرية أي مواطن عربي ودمه ليست أثمن ولا أغلى من حرية أي فلسطيني ولا أقدس من دم أي طفل فلسطيني يتعرّض يوميا للقهر والقتل والاعتقال والتشريد على يد قوّات العدوّ الصهيوني..

فالشعب العربي الذي عانى طويلا هول الفواجع والمواجع،مدعوّ إلى إيقاظ الشارع من غفوته لتشكّل صحوته القومية تعرية لهذا الواقع العربي المترجرج،لا سيما وأنّ العدوّ لا يتجسّد فقط بالكيان الصهيوني بل هو يتمثّل أيضا بالحاضنة الأمريكية لهذا العدوّ وسلوكه وممارساته المنافية لكل ما تنص عليه شرعة حقوق الإنسان.

هذا الحاضنة التي لا تزال تحظى بولاء العديد من الأنظمة العربية وبأموال المستهلك على إمتداد الوطن العربي،تلك الأموال التي ترتدّ بمعرفة الجميع قنابل حارقة على فلسطين..بغداد، بيروت ودمشق..

ما أريد أن أقول؟

أردت القول أنّ إستراتيجية المقاومة للمشروع الصهيوني التي شكلّت الساحة اللبنانية ميدانها الأساسي منذ حرب النكسة في حزيران 1967 وكانت خيارا لبعض القوى العربية الرسمية والشعبية رغم ما واجهته من كرّ وفرّ ورغم ما حملته من شوائب قد أنتجت إنتصارا تاريخيا مشرقا يعدّ مفخرة لكل عربي أصيل بغض النظر عن قربه أو بعده عن خطر المواجهة مع العدوّ الصهيوني.

فالإندحار المذل لقوّات العدوّ الإسرائيلي في الخامس والعشرين من آيار عام 2000 من جنوب لبنان حوّل أسطورة الجيش الذي لا يقهَر التي أرادوا ترسيخها في وعي الأجيال العربية المتعاقبة إلى مهزلة ترتجف من نسيم حجر تطلقه يد طفل فلسطيني جُبِل على الرفض والتحدي..

قلت..إنّ إستراتيجية عربية مقاومة تصبح اليوم أكثر إلحاحا من أي وقت مضى في ظل مواجهة بات العدوّ فيها أمام مرحلته الأخيرة لحسم مصيره في كيان مرتسم الحدود ترعبه فكرة المستقبل عن وجوده وخوفه من إجتياح الديمغرافيا العربية لطبيعته العنصرية العمياء،ولأنّه يعيش هذه اللحظة فهو يزداد شراسة ودموية (أنظر وحشية العدوّ بغزة خلال هذه الأيام العصيبة ) ويتجه لخلق وقائع جديدة من خلال توسيع عدوانه داخل فلسطين وخارجها تبقي له حدود الصراع مفتوحة على كل الإحتمالات،وبخاصة إحتمال تكريس الشرذمة داخل الجسم العربي وتغذية الصراعات العربية العربية.

سأصارح :

إنّ الإستراتيجية العربية المقاومة المفقودة حتى الآن والتي يجب أن تنهض بها وتتصدى لها القوى الحية في المجتمع العربي تقوم على الأهداف التالية:

أوّلا: تجنيد كل الإمكانات والطاقات في سبيل دعم المقاومة الفلسطينية وإدارة الصراع مع العدو وفق آليات تضمن تحرير الأرض العربية وإستعادة الحقوق العربية المتمثلة في الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتحرير الجولان ومزارع شبعا.

ثانيا: الخروج من مأزق التبعية وإنقاذ الوطن العربي من محاولة إحتوائه وإخضاعه والسيطرة على موارده وأمنه الغذائي وبرامج تنميته إقتصاديا وسياسيا وثقافيا وتفريغ إستقلاله الوطني من معناه الحقيقي.

ثالثا : عملية تحديث شاملة ونقلة حضارية نوعية جديدة ودخول عصر”ما بعد ثورة الإتصالات”عصر الروبوت والآلية المتناهية والهندسة الوراثية وخلق الإنسان العربي الذي يرتفع إلى مستوى المرحلة.

قلت هذا،لأننا أشرفنا جميعا على هوة العدم وغدونا منها على الشفير بعد أن أصبحنا في مواجهة الحقيقة العارية التي ستصرخ في وجوهنا للمرة الواحدة بعد الألف:الوجود أو الإنقراض..ولا بديل آخر..إما أن نكون عربا أو لا نكون على الإطلاق..

فهل نبرهن للتاريخ مرّة واحدة أننا أصحاب مجد وحضارة،وأننا مازلنا قادرين على أن نعيد لتاريخنا مجده الوهّاج ونتجاوز رد الفعل إلى مختلف مجالات الفعل الهادف،الخلاق والمفتوح على كامل المفاجآت..؟!

..أرجو.


محمد المحسن


هوامش :

*يستذكر الفلسطينيون في الخامس عشر من ماي/أيار من كل عام “نكبتهم” التي يحتفل بها الإسرائيليون عيدا لقيام “دولتهم “عام 1948.

ويجمع بين النكبة وإعلان تأسيس إسرائيل وعد بلفور البريطاني الذي يعتبر أساسا للاثنين.

خلال الحرب العالمية الأولى طرد البريطانيون العثمانيين من فلسطين بمشاركة العرب الذين وعدوا حينها بالحكم الذاتي.

لكن في عام 1916 قسم اتفاق “سايكس بيكو” الأراضي التي كانت خاضعة للسيطرة العثمانية بين بريطانيا وفرنسا، فسيطرت بريطانيا على فلسطين.

وذكرى النكبة (15 ماي) هو يوم إحياء الذكرى السنوية لنكبة الشعب الفلسطيني،حيث يتذكر الفلسطينيون ما حل بهم من مأساة إنسانية وتهجير. اتُّفِق على أن يكون يوم الذكرى هو اليوم التالي لذكرى إعلان قيام “دولة” إسرائيل وذلك في إشارة إلى أن كل ما قامت به المجموعات المسلحة الصهيونية في حق الشعب الفلسطيني كان من أجل التمهيد لقيام هذه الدولة التي أريد منها أن تكون دولة لليهود فقط..




على هامش صدور الديوان الشعري الجديد " بعض..ما قال لي " للشاعر التونسي السامق محمد الهادي الجزيري بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش صدور الديوان الشعري الجديد " بعض..ما قال لي " للشاعر التونسي السامق محمد الهادي الجزيري


قصائد تسافر عبر الغيوم الحزينة..والأسئلة التائهة..


صدر عن دار الكتاب للشاعر التونسي الألمعي محمد الهادي الجزيري ديوان شعري جديد بعنوان " بعض..ما قال لي "

الشاعر محمد الهادي الجزيري قامة شعرية شاهقة..شاعر يبحث عن منارة في متاهات الضياع العبثي المبعثر على صفحات الحياة..

شاعرٌ قلقٌ يبوح بما يكتمن في قلبه في لوحات شعرية،في قصائد مشحونة بالألم والحزن،تتكأ على الحب،الإغتراب،الشوق،التناص وغيرها من الأساليب الفنية،وتعكس اوجاع الحياة،وألوان الاغتراب.

شاعرٌ لا ينفصل عن الواقع ولا يهرب الى مدارج الاحلام،في عينيه تسافر ألف قضية وألف لوحة حائرة،وفي قصائده تسافر غيوم حزينة وأسئلة تائهةٌ..حيث تتشابك همومه الذاتية وهواجسه واوجاعه مع المرأة والمكان والإنسان فوق كل ارض.

وهو يجذبنا بعزف انامله،إذ يبدع بحروفه المتناغمة على الورق صورًا يرسمها بدقة في السبك وجمال في الايقاع، ناثرًا كلماته كحبات اللؤلؤ مجتمعة في نصوص مسبوكة بمهارة واتقان.

وهنا أضيف : قصائد هذا الشاعر التونسي السامق ( محمد الهادي الجزيري) تتنكر للتقليد والنمطية،وتحتفي بالفرادة  والخصوصية.وتؤكد بالتالي على حقيقة أن السمو بالشعر،ليس في تلك الأوصاف المادية المباشرة الصرفة.وإنما هي في السمو به روحيا،و جعله لا يفقد جوهر معناه الحقيقي في ديوان الشعر العربي..أعني الصفاء،البهاء والتجلي..

وانتهينا إلى أن قصائده تنفتح على عدة قراءات اجتماعية ووجدانية وفنية،وحقق لغته الجمالية خاصة بحكم ما يمتلك من كفايات إبداعية وقدرات مكنته من تشكيل رؤياه الشعرية الخاصة التي تتوحد فيها جهوده، ويلتحم الذاتي بالموضوعي.

وبدا أن عمله الإبداعي (وهذا الرأي يخصني) ميزته كثير من الخصوصيات الفنية والمقومات الجمالية،وخاصة اللغة التي تمظهرت جماليتها من خلال تناغم الحقول الدلالية وتنوع الرموز الشعرية المفعَمة بالطاقة الإيحائية والتعبيرية واعتماد الانزياح في أبعاده المختلفة.

ومن هذا المنطلق يمكن القول: إن الشعرية قيمة تفاعلية مؤثرة في خلق المؤثرات الجمالية التي تباغت القارئ بمستوى المكتشفات النصية التي تحقق غايتها وقيمتها الإبداعية.

تهنئة من القلب لهذا الانجاز الشعري الجديد ،لشاعر متمكن من الحرف الشعري يحلق بجناحي الشعر بشكل متألق ومبدع..

وهنا أختم : تعد الشعرية قيمة جمالية متغيرة بإيحاءاتها وتشكيلاتها النصية،والقارئ الجمالي هو الذي يباغت المتلقي بأسلوبه الشعري،من خلال التشكيلات النصية المراوغة،وحراك الدلالات الشعرية التي تباغت المتلقي بأسلوبها التشكيلي الانزياحي الخلاق بمؤثرات الدلالة ومثيراتها النصية،وهذا يعني إن أي ارتقاء جمالي في قصيدة من القصائد يظهر من خلال بناها النصية المفتوحة ورؤاها العميقة.

وفي تقديري : إن الوعي الجمالي في اختيار النسق الشعري المؤثر والكلمة المؤثرة في بنية القصيدة هي التي تحدد الإمكانية الجمالية التي يمتلكها المبدع في خلق الجمالية النصية،وما من شاعر موهوب إلا ويملك الخصوصية الإبداعية،تبعاً لمحفزاته الشعرية،وطريقة الاختيار، وبراعته في اختيار النسق المناسب جمالياً..

ومن هنا تختلف شعرية المحفزات النصية من قصيدة لقصيدة،ومن سياق شعري إلى آخر،تبعاً لحساسية المبدع الجمالية ودرجة شعرية النسق..

ولهذا نلحظ اختلاف درجة شعرية المحفزات في قصائد الشاعر التونسي الألمعي أ- محمد الهادي الجزيري  تبعاً لحساسية الشاعر وبراعته في الانتقال من نسق تصويري إلى آخر،ومدى الوعي في الاختيار النسق الجمالي المؤثر في إيقاعه الشعري؛ومن هنا يختلف الشاعر المبدع عما سواه وفقاً لحساسيته الرؤيوية،وبراعته النسقية في التشكيل والخبرة المعرفية في الانتقال من نسق شعري إلى آخر،وهذا دليل الحنكة الجمالية في التشكيل والوعي الجمالي في تفعيل المحفزات الجمالية تبعاً لحساسية الرؤية وفنية اللغة في التعبير عن الفكرة الشعرية.

وبتصورنا : إن الفكر النقدي الإبداعي يقف على المثيرات النصية المؤثرة التي تجعل القارئ يتلذذ بمتعة المكاشفة والاكتشاف الجمالي،فالقارئ الجمالي هو الذي يكتشف ما خفي من النص، ويكتشف الرؤى البؤرية العميقة التي ينطوي عليها..

ومن هنا فمن يبحث في مثيرات الشعرية ومتحولاتها النصية في قصيدة من القصائد عليه أن يقف على المتغيرات الجمالية التي تنطوي عليها القصيدة في تجلياتها النصية الشعرية المفتوحة برؤاها ودلالاتها النصية.

ومن يطلع على قصائد الديوان ( (بعض..ما قال لي)،يلحظ-دون عناء-أن البناء الجمالي الذي تؤسس عليها حركة القصائد يرتكز على المقومات والبؤر النصية التي تحقق قيمة جمالية عالية،من حيث الاستثارة والفاعلية واللذة في التلقي الجمالي..

إن حنكة الشاعر محمد الهادي الجزيري التشكيلية وراء التوهجات الإبداعية في جل قصائده،وهذا يؤكد أن الشعرية قيمة تفاعلية تحقق استعلائها الجمالي من تشكيلها النصي المثير،وحراكها الشعوري المفتوح،وهذا دليل احتفاء قصائدها بكل مظاهر الاستثارة واللذة في تلقيها الجمالي الآسر.

إن الروح الجمالية هي التي تحكم سيرورة قصائد محمد الهادي الجزيري من حيث الفاعلية والدهشة والتأثير،وهذا يؤكد أن الشعرية تشكل الرحم الجمالي لقصائد -الجزيري-في توثباتها الإبداعية الخلاقة بالمعاني والدلالات الجديدة،وهذا ما يحسب له على المستوى الإبداعي

إن احتفاء الشاعر بالصور هو احتفاء في تأسيس اللغة الشعرية على مثيرات درامية مفتوحة في تشكيل القصيدة،وهذا ما يجعل الرؤيا الشعرية متغيرة في تجلياتها الإبداعية تبعاً لفاعلية الصورة الشعرية عند- شاعرنا محمد الهادي الجزيري-وغناها بالمؤثرات التشكيلية التي تحقق إيقاعها الجمالي بأقصر الألفاظ وأرقى الصور الشعرية في الإحاطة بالموقف والحدث الشعري في آن معاً.

ومن هذا المنطلق-أولا..وأخيرا- تغتني الشعرية في قصائده بدلالات شتى لأنها نابعة من روح شاعرية مفعمة بالرؤى والدلالات الشعرية الجديدة.

أتمنى أن يحظى ديوانه "بعض..ما قال لي " بالقراءة والاهتمام وبالقراءات النقدية لمن يبحث عن الشعر الأصيل.

وتمنياتي له بالمزيد من العطاء والابداع والتألق الدائم..


محمد المحسن




أنتِ الحزن المبلّل بالندى..أنتِ الهديل.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 أنتِ الحزن المبلّل بالندى..أنتِ الهديل.. 


الإهداء:إلى تلك القادمة من خلف الضباب..ومن أساطير الحكايا 


ها قد تعبت من الجري واللّهو 


في حدقات السنين


هأ أنا الآن وحدي :أصرخ من صمت البراري:


سلام على سوسنات


                                    رمت عطرها في الحنايا


وعادت إلى أمّها الأرض.


ألف سلام على زهرة لوز تناستها الفصول


                          ظ. سلام على نرجس القلب..


حين يعيد البهاء

                     لوجه فلسطين..


السلام على الراحلين إلى موطن السنبلة.


                 السلام على باقة الشهداء النّدية


وهي تُزفّ إلى غرغرات التراب


            والسلام على آخرين حاصرهم السيل 


..في منعطفات الذهول


* * *


هوذا الرصاص في نشوة الدّم والدمع..


                 يبحث عن قسمات قتيل..


يطارد على ضفة الجرح أبهى الصبايا


يطارد على شفرة النّاي 

طفلا شريدا..


يجرجر نجما يضيء 

                                  في عتمات الدجى..


إلى كدر في الأفول..


ويعوي..

                           ثم يمزّق تلو القتيل القتيل..


* * *


هي ذي بغداد تتحسّس كلّ المواجع..


تخبئ شوقها.. 

                            في تضاعيف السيول..


وترنو بصمت إلى نقطة في المدى..


حيث الهدى والتجلي..


               هي ذي عروس المدائن


تلمّ الريش من أقصى الأماني..


                 تنسلّ من حلم الفرات..


يكسّرها الحنينُ وتطرّزها المرايا..


هو ذا دجلة 

         يسرّح شعرها عند المساء..


يسلّمها لبياض الرّيح..


                              فيغمرها العويل..


* * *.


بغداد:سمعت بإسمك في أقاويل الرياح..


وظللتُ أبحث عنكِ

 في كتب العواصف..

في المصاحف..

في احتدام الموج..

                    وانهمارات الفصول..


أنتِ تاج العارفين..

                  وأنتٍ معجزة اليقين..


أنتِ الحمام يرتحل عبر ثنايا المدى..


                 أنتِ الحزن المبلّل بالندى..


أنتِ الهديل.. 


* * *


دمشق أيتها القادمة.. 

                من خلف الضَباب


من أساطير الحكايا..


أحتاج ذاكرة النوافذ المطلة على الخراب..


أحتاج خياما تدر ّصهيل الخيول..


أحتاج وجْدا ينبت على شجن القلب


ويغمره السحاب..


أحتاج حماما يحطّ على الرّمل

                                   

.يحرِس حزني ..


ويؤثثُ مدائنَ ترشح بالموت..


تنام في غيمة الرّوح..


                 ويبعثرها الصهيل..


محمد المحسن



على هامش ذكرى رحيل أيقونة فلسطين- شيرين أبوعاقلة-* بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش ذكرى رحيل أيقونة فلسطين- شيرين أبوعاقلة-*


نامي هانئة..فأنت خلف شغاف قلب فلسطين


قد لا أجانب الصواب إذا قلت أن شيرين أبو عاقلة “قاتلت”ببسالة على مدى عقدين ونيف في جبهة تشكيل الوعي وإبراز معاناة الشعب الفلسطيني الشامخ؛وقطعت مسيرتها الإعلامية المحفوقة بالمصاعب،المتاعب والمخاطر بعزيمة فذة وإرادة لا تلين،وعاشت في “الميدان”،وهي تدافع عن فلسطين والقدس،وأغتيلت برصاص منفلت من العقال..رصاص عديم الرحم..أطلقه قاتل من حفاة الضمير..

أيقونة فلسطين (شيرين) دفعت ثمن رسالة عظيمة وجليلة حملتها بأمانة واقتدار،وبمهنية عالية. ولذلك،حُقَّ لكل حرّ وعزيز وذي وفاء أن يغضب ويحزن ويثور على زمن تغتال فيه الكلمة الحرة على مرآى ومسمع من العالم..

هكذا كان-موتها-فرجويا متوحّشا بدائيا ساديّا ضاريا عاتيا فاجعا..

هو ذا القتل على مرأى من الدنيا والعرب..

فلسطين..لم تصب بقشعريرة ولا بإندهاش.إنّها ”تبكي” بصمت بنيها.

جرح مفتوح،وعدالة شائخة،وضمير إنسانيّ كسول وضرير..لا يفعل غير أن يعدّ حصيلة الخراب ويتأفّف من وفرة دماء الموتى!..وأيضا : ينتظر.

شيرين..يا..أبوعاقلة..ضجرت ذاكرة التاريخ.ضجر الشهود.ضجرت الأسلحة والقوانين والمذاهب والسماوات،وضجرت أرواح الموتى..لكن-وحدها-شهوة القاتل إلى مزيد من الدم..لم تضجر!

الدّم يشحذ شهية الدّم …

أنت الآن في رحاب الله حيث نهر الأبدية ودموع بني البشر أجمعين..أما أبناء فلسطين الأشاوس فهم في عراء الخليقة الدّامي،تتقاذفهم الرّياح الكونية من زنزانة..إلى معتقل..إلى هواء يتهدّم..إلى أرض تنتفض..إلى عدالة عمياء..إلى قاض أخرس..إلى ضمير أعزل وكفيف..وإلى أمل يضيق ولا يتهدّم..

وعلى شاشة الملأ الكوني،تترقرق الدّمعة الأكثر إيلاما وسطوعا في تاريخ صناعة العذاب،وتعلو صيحة الضمير الأعزل المعطوب،دون أن تُسمَع..!

ودائما : ثمة شهداء يسقطون..ودائما خلف القاتل،ثمة حلفاء وقضاة وجيوش..وخلف الضحية..العماء والصّمت..وخلف العماء والصّمت..شعب يقيم أعراسه على حواف المقابر: أعراس مجلّلة بالسواد ومبلّلة بالنحيب..أعراس دم.

لكن..ثمة أمل…

ثمة أمل ينبثق من دفقات الدّم ووضوح الموت..أمل يتمطى عبر نباح الرشاشات وعويل المدافع..

وحده الفلسطيني اليوم..-يا شيرين-بإمكانه أن يحمل بين ضلوعه أملا وضّاء ينير عتمات الدروب أمامه..

ووحده بإمكانه أن يقايض سخط الجلاّد الحاقد بكلمة الأمل الغاضب..فقد علّمنا التاريخ-يا شيرين-أنّه في أحيان كثيرة يمكن للأمل الأعزل أن ينتصر على جنون القوّة المدرّعة..

كما علّمنا كذلك،أنّ السفّاح-بما يريقه من دم-يحدّد الثمن النهائي لدمه.

لهذا سيذهب-الفلسطيني-نيابة عنك-بأحلامه من حافة الموت إلى حافة الحياة حيث سيرى خلف دخان الجنون وجلبة القوّة : علمَ فلسطين وشمسها ونخيلها وبساتينها وسماءها..

وتحت سمائها تلألأ الرنّة السخيّة لفرح الإنسان..

هناك،وعلى التخوم الفاصلة بين البسمة والدّمعة،سيعثر على-فلسطين الصامدة-وقد هيّأت له مقعدا مريحا ونافذة مفتوحة وسماء صافية وظلا ظليلا..ورغيفا لذيذا..وأنشودة نصر يرقص على ايقاعها أبطال ينشدون الحرية بجسارة من لا يهاب الموت..

لينزل ضيفا جليلا على مائدتها..مائدة الشهداء..والشهداء الأحياء: مائدة التاريخ.

ونحن..يا شيرين..!

نحن الذين نخبئ في عيوننا عتمات الأحزان..نحن من المحيط إلى الخليج أمام البحر المتوسط،تنتصب أمامنا حاجبات الوميض،نقرأ أوجاعنا ونردّد كلمات لم نعد نعرف أن نكتبها..!

موتك-يا شيرين-سيظلّ وصمة عار على جباه-لا تعرق خجلا-..لعنة أبدية تلاحق بسخطها حفاة الضمير..

ولكن..

سينتصب الحقّ شامخا،يخرّ الباطل صريعا..وينبلج الصبح على فلسطين.

لست أحلم..لكنه الإيمان الأكثر دقة في لحظات التاريخ السوداء من حسابات الآفاقين..وعراة الضمير..

وداعا..شيرين أبو عاقلة..


محمد المحسن


*شيرين نصري أنطون أبو عاقلة (وُلدت في 3 أفريل 1971 في القدس– أستشهدت في 11 ماي2022 في جنين)،صحافيّة فلسطينيّة،عملت مراسلةً إخباريّة لشبكة الجزيرة الإعلاميّة بين عامي 1997 و2022. كانت شيرين أبو عاقلة من أبرز الصحفيين في العالم العربي، وهي مراسلة مخضرمة، حيثُ وُصفت بعد وفاتها بأنها من «أبرز الشخصيات في وسائل الإعلام العربية». تضمنت حياتها المهنية تغطية الأحداث الفلسطينية الكبرى بما في ذلك الانتفاضة الثانية بالإضافة إلى تحليل السياسة الإسرائيلية. وكانت تقاريرها الحية على التلفزيون والإشارات المميزة معروفة جيدًا، وقد ألهمت العديد من الفلسطينيين والعرب الآخرين لمتابعة حياتهم المهنية في الصحافة، منحها الزعيم الراحل معمر القذافي في 8 مارس 2003 وسام الشجاعة تقديرًا لشجاعتها في نقل وقائع مجازر قوات الاحتلال الإسرائيلي.




لا هويّة لنا خارج فضائك يا فلسطين..أنت مقامنا أنّى حللنا..وأنت السّفر.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 لا هويّة لنا خارج فضائك يا فلسطين..أنت مقامنا أنّى حللنا..وأنت السّفر..


"ليس بين الدّم والدمع مسافة..هذه غزة التي تتحدى..وهذا الوعي نقيض الخرافة" (مظفر النواب-بتصرف)


"الغاضبون هم الذين يصنعون أسس عمارة الملحمة التي ستنتصب في مسيرة التاريخ شاهدا على أنّ الكتابة فعل يوازي عظمة الغضب." (الكاتب)

-سلام هي فلسطين..إذ تقول وجودنا تقول وجودها الخاص حصرا..فلا هويّة لنا خارج فضائها..وهي مقامنا أنّى حللنا..وهي السّفر..( الكاتب)


نخجل من الكتابة عن المقاومة العربية الجاسرة في فلسطين في زحمة الكلام.

نخجل لأنّ الكلمات،ما زالت تحوم في الفلك المحيط بجوهر المقاومة،ولأنّها تصبح فعلا مجسّدا خارجا من شرايين جسدها الغاضب وأوردتها.وستكون الكتابة عن المقاومة المدهشة فعلا مفعما بالصدق إذ تصبح عملا معادلا لعظمة اليأس الذي تجلى فيها دون مساومة.

وهكذا تحوّل الإنتظار الذي طال إلى ثورة ترسم المستقبل،تلك الثورة التي هي ليست ردا على اعتداء الغرور الصهيوني وحسب،بل ثورة على الماضي المدعوم بالظلم العالمي وبالدور الظالم للسلاح المتقدّم وهو يواجه الصدور العارية والأمعاء الخاوية.

هل نخجل من الكتابة لأننا بإنتظار"هومير" عربي كي يسجّل ملحمة التحرّر الحديثة وهي تتخبّط في بحر التآمر الدولي،أو لأنّ الملحمة التي ستكتب بالكلمات ستكون المعادل الحقيقي لعظمة هذه المقاومة..؟

المقهورون وحدهم يمهدون الأرض أمام من سيكتب تلك الملحمة لتدخل في سجل التاريخ كعمل عظيم يوازي عظمة الغضب.

الغاضبون هم الذين يصنعون أسس عمارة الملحمة التي ستنتصب في مسيرة التاريخ شاهدا على أنّ الكتابة فعل يوازي عظمة الغضب.

لذا فنحن نخجل من الكتابة عن المقاومة التي تخترق سجوف الصمت والرداءة و-تبرّر- هزيمة قدراتنا على الدوران خارج النبل التاريخي المتمثّل في جسارتها..

قدر الفلسطيني المعاصر أن يحمل وطنه معه في هجراته،وقدر الفلسطيني أيضا أن يحمل لوعة الإنتماء إلى التراب الذي أنبته،وقدر الفلسطيني كذلك أن يقايض رصاص الأعداء الغادر بحجارة الألم الغاضب،وقدر الفلسطيني أن يساند (بضم الياء وفتح النون) بالنحيب العربي ويمطر بوابل الخطب المتعاطفة وباللغة المنسوجة على نول البلاغة.

وقدر الأطفال في فلسطين ألا يبلغوا الحلم ،بينما قدر النساء أن يصبن بلوعة الحزن على الأحباب،وقدر العائلة هناك أن تمزّق أطرافها المتماسكة جوارح التعسّف الظالم.

ألا نخجل من تسطير الحروف وحسب،بينما يخجل الفلسطيني من الإستسلام فيحوّل مسيرة الحياة إلى نقمة لا يملك فيها سوى الرفض والحجارة؟

لهذا ولذلك نتطلّع إلى ملحمة البطولة التي تمثّلت على الأرض بالمقاومة،والتي ستتجلّى في تصحيح التاريخ بأمثولة تكتب لكل الشعوب ملحمة خالدة تقاوم الموت المتعسّف وتكشف زيف قوّة الذراع والسلاح،لتمجّد

ألق الرّوح الشعبية التي تكتب الشعر بإيقاع الإنفتاح على الخلود.

لا أقول إنّ الرأس تطأطأ أمام الموت من أجل الوطن،بل أنّ الرأس لتظل مرفوعة فخرا بشعب أعزل يؤمن بأنّ الشجرة إذا ما اقتلعت تفجرّت جذورها حياة جديدة،وتلك هي ملحمة الإنبعاث من رماد القهر وهي بإنتظار من يدخلها ذاكرة التاريخ عملا عظيما يشع منارة في المسيرة الظالمة التي تنشر ظلمتها قوى الشر في هذا العالم.

سلام هي فلسطين..إذ تقول وجودنا تقول وجودها الخاص حصرا..فلا هويّة لنا خارج فضائها..وهي مقامنا أنّى حللنا..وهي السّفر..

سلام هي فلسطين..


محمد المحسن




تمظهرات التناص..روعة البناء الفني وتمثلات الوجع الإنساني في قصيدة ( تبّت يد الغدر) للشاعرة التونسية القديرة فائزة بنمسعود بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 تمظهرات التناص..روعة البناء الفني وتمثلات الوجع الإنساني في قصيدة ( تبّت يد الغدر) للشاعرة التونسية القديرة فائزة بنمسعود


تصدير :

“نحنُ نجدّد في الشعر،لا لأنّنا قرّرنا أن نجدّد،نحنُ نجدّد لأنَّ الحياةَ بدأت تتجدّد فينا،أو قُل تجدّدنا”(الشاعر اللبناني الراحل يوسف الخال)

-الشعر وفقا لتعريف جيهان «هو أن تتفجر بداخلك القصيدة»


-لك الله يا درعنا المنيع يا غزة الأبية،فقد صدق محمود درويش حين قال: لا أَحَدْ…في انتفاضة فلسطين الأولى التي سميت بانتفاضة الحجارة علمنا أطفال غزة معنى أن يرضع الوليد من ثدي المقاومة، أن يسري في عروقه معنى الشهادة، وأن ينشأ في حضن القضية، ليشبّ شهيدا جميلا يسير على أحلامنا، وترفرف له قلوبنا أن يا للشهيد.


-أيّها العابرون على جسدى لن تمرّوا..محمود درويش دفاعًا عن فلسطين


مقدمة : إنّ البحث عن الرؤيا الأساسية لشعريّة النص من بنياته الأساسية المشكّلة له أمر مهم للتعرف إلى طبيعته الفكرية،ودلالاته العميقة،وهكذا تظهر قيمة الشعر باعتباره نصوصاً تضيء ما غادر داخل التجربة،واكتنه فيها،وتظهر قدرته في اختزان دلالات عديدة ترمز إلى هذا المنحى أو ذاك من مناحي الحياة،بمعنى أن الشعر يقوم على اختزال التجربة الشعريّة في كلمات مصوغة بدقة وتركيز في الوقت الذي يقوم فيه على تحقيق رغبة الشاعر في التعبير عن هذه التجربة.

*تنويه : هذه القصيدة ( تبّت يد الغدر) تهديها الشاعرة التونسية القديرة د-فائزة من مسعود لكل فلسطيني جسور قال للمحتل الغاشم ..لا..بملء الفم والعقل والقلب والدم..وارتقى بقراره إلى منصة الإستشهاد..كما أنها وسام شرف على صدر أيقونة فلسطين الصحفية-شيرين أبوعاقلة-التي نال منها رصاص الغدر المنفلت من العقال..

تبّت يد الغدر

عهدا علينا

وعلى العهد باقون

تبت يد الغدر

والف تب

وويل والف ويل

لإخوان الشياطين

حفدة أبي لهب

من أوقدوا نار الحرب

واتخذوا من كل مناضل لها حطب

أين  نحن وأين انتم يا عرب؟

أحرقوا غض السنابل في الحقول

اجتثوا  أشجار الليمون

اقتلعوا ببرودة أعصاب شجر الزيتون

تفننوا في التقتيل أيما فنون

والصبر بلغ منتهاه

فماذا نحن فاعلون؟

أفكلما نبت وردة بريه

 في حقول  الحرية

انتم لها قاطفون

أنتم لها مدمرون ناسفون؟

وفرصة للدعاة السلم تمنحون

ليؤثثوا المنابر

ويملأون الدنيا

ضجيجا بلا جدوى

وتحت الطاولة وفي الزوايا ووراء الستائر 

ثمن قتلكم وتهجيركم

بكل وقاحة يقبضون

أيها المناضلون

يامن على جبهات القتال صامدون

يامن لـطريق  الحرية  سالكون

أخبريهم 

وقولوا لهم بأعلى الصوت

....قتلتم شيرين

وما خطر ببالكم

أنّـا منها استنسخنا الملايين

شيرين وكل مناضل مشروع

شهادة هكذا يولدون

الويل ثم الويل

يا بني صهيون

ما قتلتموها وما صلبتموها

بل شبهت لكم

وحملتها الملائكة

حيث يحيا  الخالدون

ستبعث شيرين

على هيئة زلزال

يطحن الظالمين

ستبعث شيرين

حمامة سلام  

ونُواحها يوقظ الغافلين.....

ياللغباء..أوتظنون 

أن القضية تدفن مع الميتين؟

القضية تولد مع  كل شهيد

وتكبر وتعظم في السجون

أمام أعينكم

برعاية من سجنتم من المساجين..

ويوما ما ستكون 

لكم كما موسى لفرعون

وبالصمود   فردا فردا

في بحر جوركم تغرقون....

-فائزه بنمسعود-

تمثل هذه القراءة المتعجلة افي قصيدة (تبّت يد الغدر) للشاعرة التونسية المتميزة فائزة بنمسعود التي عمدت فيها الذات الشاعرة إلى الكشف عن الخوف والحزن اللذين يجتاحان النفس الإنسانية حينما تنتظر فعل القهر والدمار المنبعث من أدوات الموت التي يصنعها عراة الضميرمن أجل استلاب الإنسانية..إنسانية وروح فلسطين..

ذلك الخوف الذي يتشظى ليشمل كل ما هو حي أو غير حي،وليتمخض بعد ذلك عن فعل مقاومة يتحقق النصر بعدها لصدق القضية وحتمية انتصار الإنسان على العدوان..

ألم يقل ألفريد إدوارد هوسمان  مهمة الشعر ( هي تنسيق أحزان العالم )

وقد ركّـــزت القراءة-المتعجّلة-على دراسة تقنيات عديدة وظفت في النص منها التناص والتوازي واللعب باللغة. 

تراكمت في النص تناصات متتالية عمقت الرؤيا الشعرية وتواشجت مع الاستعارة فانتجا دلالة تهدف الى بيان بشاعة العدوان الذي يشنه-حفاة الضمير والآفاقون-مما أدى الى إثراء النص وجعله اكثر عمّقاً .

 والتناص ترحال للنصوص وتداخل وامتصاص ففي فضاء نص معين تتقاطع وتتنافى ملفوظات عديدة مقتطعة من نصوص أخرى ما يحرك دينامية القراءة والكتابة،ويؤكد وجود ترابط نص مع نص آخر،ويكشف عن خاصية كانت مطمورة فيه ويعد بالنسبة للشاعرة تلويناً وتنويعاً ولعباً فنياً محكماً بالأزمنة "

  تناصا داخليا وكوّن لأزمة قبلية تكررت في ثناياه لتضفي إيحاءات إيقاعية ودلالية عليه، ولتوحي بالإنذار،وتعبر عن حالة التوتر التي يعيشها الإنسان زمن انتظار الخراب..ولكن متى تُخرج الأرض مكوناتها ؟ويخرّ الباطل صريعا..؟!

 ألا يعد هذا النص تناصاً مع الآية القرآنية الكريمة،{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ }النساء157

" إذا زلزلت الأرض زلزالها .واخرجت الأرض أثقالها ،وقال الإنسان ما لها "إنه مشهد من مشاهد يوم القيامة فالأرض تخرج ما فيها من معادن ومياه وصخر وذلك بسبب تكرر الانفجارات الناشئة عن اضطراب داخل طبقاتها وانقلاب أعاليها أسافل وأسافلها أعال.

لكن ارض النص تعاني من اعتداءات تؤثر فيها حدّ النزف..فماذا تنزف الأرض ؟ 

إنها تنزف..

هذه القصيدة -الموجعة-صاغتها الشاعرة التونسية الفذة د-فائزة بنمسعود بحس عال،ولغة شائقة،وأسلوب سلس،يعكس مدى شاعريتها وإحساسها المرهف بالتعامل مع الجملة الشعرية،والتحليق في المعاني بشكل مدهش..

فالشاعرة تنشد زمنها,و تمسك بجذوة الشعر المقدسة في اللحظة التي ستنمو وتغدو قصيدة كما لو كانت تخفق بجناحي الخيال،فالروح الشاعرة لم تكن سوى همسة أو نسمة تتسلل بين الكلمات لتستقر على شجرة القصيدة،و هي في شبه حلم يفيض عنها،فيصل الى إحساسنا شعورها الواثق باليقين في قدراتها وفي معرفتها وتجربتها،أن هناك جزء أصيل فينا ينشد الخلاص أيضاً في زمن ضللنا فيه الطريق إلى الحكمة وتسلّل من فجواته عدو لئيم يكشّر عن نابه الأزرق المتوحّش ليقطف بنهم شديد..ووحشية قروسطية رأس أيقونة فلسطين..شيرين أبو عاقلة..

الشاعرة د-فائزة بنمسعود تحمل فكرا راقيا يبني ولا يهدم،ويعلو بالروح ولا ينزل بالنفس، قصيدة مؤثرة صادرة عن نفس امتلأت عاطفة فياضة بالأمل والتفاؤل،واليقين بالنصر المبين..قصيدة ثائرة،رافضة ومتمردة على خنوع عربي مخجل قرّبنا من هوة العدم حيث غدونا منها على الشفير..قصيدة تجمع بين جدلية الألم وجمالية الأمل،لا تقف عند الواقع بل تتجاوزه للمستقبل،المشرق بنور فلسطين الشامخة شموخ الرواسي أمام العواصف،حيث تمزج بين الجلال والجمال،جلال فلسطين،وجمال النص الشعري.ولا ريب أن تجربة فائزة الشعرية،تميزت بجُملة من السمات التي تجعلها في الريادة،وتسمح لها أن تكون نموذجا يُقتدى به في الأدب العربي..

هذه هي فلسطين غدا التي تفوح عطرا من دماء الشهداء الذين طهروها من أدران المغتصبين والمحتلين،وهكذا تنتقل شاعرتنا-فائزة-من واقع مرير إلى غد مشرق،ولا تقع فريسة للتشاؤم الرومنسية،أو سلبية الواقعية،وهي بهذا تسهم في ترسيخ الأدب العربي الذي يزخر بالتفاؤل والأمل،والذي يتخذ من الواقعية انطلاقة لبناء واقع أسمى وأرقى.

قصيدة الشاعرة هنا لا تحمل جوانب فلسفية أو فكرية غائمة، وانما تحمل الشفافية على مستوياتها كافة،كي تعبر عن مشاعر وأحاسيس صادقة،اذ مثل هذه المشاعر تؤثر على مستويات عدة من ابناء فلسطين وأبطالها،لذا نرى عشقها للقضية ( القضية الفلسطينية بكل تداعياتها) يتفاعل تفاعلا واسعا،حيث تسير المشاعر والافكار مع من يبنون اسس قوية للشخص ومن بعدها الشعوب،كي تنقشع الغيوم،ويصير الموت حياة فاعلة من اجل الوطن.لأن ارض الشعوب الثائرة تبني وتشيد صروح المجد،وتديم الاريج المنبعث من الجراح، فالشهداء حروف شاهدة من أبجديات الوطن للزمن وهو يلتحف صورة الخنادق من اجل ان يبني الآخرون ابراج الحياة.

لم يعد لدي ما أضيف..سوى تحية أسوقها بمحبة ورقي لهذه الشاعرة التونسية الفذة د-فائزة بنمسعود.


محمد المحسن





الاثنين، 13 مايو 2024

يا ايها الناس جائتكم من ربكم بيِّنه بقلم د. مروان عبدالملك بن نويصر الصلوي

 يا ايها الناس جائتكم من ربكم بيِّنه

ايات من الله وبلاغ مبين

من اتق الله وخافه بصدق رضى عنَّه

ماهو رياء ومجامله للاخرين

يجزيه في الدنيا وفي الاخره الجَنَّه

والا في الاخره من النادمين 


الدين يسر من الله وفي الكتاب سَنَّه

قد نص ذالك في كتاب مبين

قال اتقونِ ياعبادي واتركوا  الفتنه

لاتكون كمن قبلُ مجادلين

ولاتسألوا عن شيء قد تستاؤن مِنُّه

والعمل به تكونوا عاجزين 


ياعبادي اقرأو القرأن او ماتيسر مِنُّه

واعملوا الخير تكونوا امنين

قد اهديتكم رسول الحق و الرحمه

جعلة الختم خيرالمرسلين

يهديكم الحق ويبين الايات في السنه

نهج واحد لاتكونوا متفرقين 


الدين من قبل مايخرج ادم من الجنه

وبعد ما انزلنا على المرسلين

الدين عندي هو الاسلام و لا دُونَه

فياعبادي كنوا مسلمين

والاسلام ماهو وصف لطائفه بعينه

الدين واحد لكل المخلوقين 


فالحمد والشكرلله ذو الفضل والمِنَّه

من هدنا وجعلنا مسلمين

نطلب منه الغفران والتثبيت والرحمه

فيما جنينا ويمتنا مسلمين

ويوم الحساب نحشر مع من بعث منه

محمد الشفيع خير المرسلين

صلى عليه الله وآله خير شباب الجنه

من ودهم فرض من الدين والسنه

بقلمي

د. مروان عبدالملك بن نويصر الصلوي

 26/7/2021



فن الإستغناء.. بقلم الكاتبة إيمان بن حمادي

 فن الإستغناء..

فن الإستغناء...هو أن تستغني عن كل ما يؤذيك كل ما يجرح مشاعرك أو يعكر صفو حياتك كل ما يجعلك عاجزا عن التمتع بجمال الحياة و روعة الطبيعة و رائحة العبير  الفواحة و عطر السوسن و خضرة النباتات و الأشجار المعطاءة...استغن عن كل ما يحجبك عن كنه الكون و زرقة السماء و ورد الحب الحقيقي و الأمان و الحنان...استغن عن شخص لم و لن يعرف قيمتك عن حب دمرك عوض أن يرفعك و يرتقي بك إلى السماء السابعة حيث يوجد الله...استغن عن أكل دسم يدخلك في حلقة المرض المفرغة...استغن عن نوم صباحي عميق يمنعك من مراقبة شروق الشمس: رمز الحياة و البعث و الولادة الجديدة...استغن حتى عن عائلة حرمتك أن تأخذ هامشا من الحرية أو عن دراسة لا تشعر أنها مجدية أو عن عمل تهان فيه بدل أن تكرم...استغن عن كل سواد في حياتك...بكل بساطة اعتزل ما يؤذيك


إيمان بن حمادي



متقلبة المزاج بقلم د رنيم خالد رجب سورية

 أتوجه بالشكر لجميع من قدم واجب العزاء لي ولعائلتي شكرا لكم


متقلبة المزاج 

يأتيني شعور 

اللحظة 

ذكريات بدت نائمة كئيبة 

على شرفات القلوب 

احضنوها 

ابتسموا لها 

وإن عبثت في وجوهكم 

حتى لوكانت متقلبة المزاج 

بذورها ثقيلة ألوانها ثقيلة 

عفنة مذاقها رديئا 

لملموا أوراقها المتناثرة

من باحات الايام العاثرة

 مطر أسود رقص على أفنان أيامنا 

سجائر الإنتظار أحرقت مدائننا 

على يد عقارب الروح 

التي أعلنت إنشقاقها 

طالبت بالإنعتاق 

وإنهاء صراع الذات

 فقد اشتعل رأس الزمان شيبا 

التجاعيد استوطنت في محياها 

بعدأن توقفت ناعورتها عن العمل 

أصبحت تحتاج لدفعة للامام

هاأنا ذا أراها حائرة 

تتلفت نحو يمينها 

تتحدث بصوت خافت 

حان الوقت لأطوي صفحات دفتري

وأرقع ثوبي البالي 

الذي عصفت به رياح التفرقة 

حتى لاأبقى شريدة أعاني

أسلك طرقات وعرة وحلة 

 في موطن أشواك الماضي و الوحدة

د رنيم خالد  رجب سورية


إلى المرحومةِ رفيقةِ دربي التي وافتها المنيّةُ صباحَ السبتِ 2024/4/27 ذِكراكِ تطغَىٰ بقلم زوجها الشاعر محمود بشير

 إلى المرحومةِ رفيقةِ دربي

التي وافتها المنيّةُ صباحَ السإلىٰبتِ 2024/4/27.


              ذِكراكِ تطغَىٰ


قلبي يئنُّ ونارُ البُعْدِ تتَّقِدُ 

  والشّوْقُ يَصْلِي إذِ المحبوبُ يبتعدُ


شُلَّ اقْتِدارِي وكِدْتُ الوعْيَ أفقدُهُ

      واشْتَدَّ حُزْنِي أريدُ الصَّفْوَ لا أجِدُ


قد فارَقَتْنِي فلا حَيَّتْ ولا انْتَظَرَتْ

             حتَّىٰ أُوَدِّعَ بل غابَتْ ولا تَعِدُ


يا تَوْأَمَ الرُّوحِ كيفَ الوصْلُ نعدَمُهُ

        هلْ خانَنَا العهدُ أمْ خُنَّاهُ يُفْتَقَدُ


كُنَّا رِفاقاً وكانَ الحبُّ يجمعُنَا

     والخُلْفُ يُخْفَىٰ وفي إخْفائهِ رَشَدُ


واليومَ أخلُدُ للذِّكْرَىٰ فتاْخُذُنِي

     صوْبَ المُكَرَّسِ للمحْبُوبِ إذْ يَرِدُ


ذكراكِ تطْغَىٰ ولا ذكرَىٰ بلا ألَمٍ

    كيفَ الفؤادُ سيَغْشاهُ الأسَىٰ النَّكِدُ 


يا أجْمَلَ العُمْرِ يا من جِئْتِ حامِلَةً

      كلَّ الأمانِي وفيكِ العونُ والسّنَدُ

 

كيفَ افْتَرَقْنَا وكيفَ الموتُ باعَدَنَا

              أما عَلِمتِ بأنِّي واجِدٌ وَجِدُ


قّرِّي بلحْدِكِ قدألْقَىَ المَصيرَ غداً

    فأكونُ قُرْبَكِ يرَعَىٰ لَحْدَنَا الصَّمَدُ


محمود بشير

2024/5/12



لقاء برقي مع الكاتبة الناشئة :الأستاذة/ سوار جواني ■ مهووسة بشغف الكتابة تقتفي أثر الفراشة ■ ☜ أجرى اللقاء:الأديب جلال باباي (*)

 ☆ لقاء برقي مع الكاتبة الناشئة :الأستاذة/ سوار جواني

 

                  ■ مهووسة بشغف الكتابة تقتفي أثر الفراشة ■


 ☜ أجرى اللقاء: جلال باباي (*)


  ● على سبيل التمهيد:

      التقيناها عند ضفاف "سيدي البحري" في قليبية بمناسبة انتظام الدورة العربية للمهرجان الوطني للأدباء الشبان صيف 2023 ، وقد برهنت على أحقية حضورها المتميز في ورشة الشعر وبالتالي علوٌ كعب نصوصها ولغتها الباذخة بقاموس عاطفي ونبرة عربية تؤكد التصاق تجربتها القصيرة بالنص الحداثي المفتوح وتاثرها بمدرسة محمود درويش وقائمة من شعراء قصيدة النثر ، والمتأمّل في قصائدها أنها من طينة السهل الممتنع ، متأمّلة في الواقع الراهن ، متألمة من مٌا يحدث في قطاع غزة ، آملة أن تنحت لها موقعا في المشهد الثقافي والإبداعي الشبابي و الإنخراط كأبهى ما يكون في قائمة الشعراء القادمين على مهل. أجرينا معها هذا الحوار البرقي والقينا عليها بعض الأسئلة لاقتناص ما تيسٌر من إجابات شافية وضافية.

● 1  : لو تبرقين إلى القراء بما تيسٌر من عطر الكلام؟

أخيّر الذات عند أوّل اللقاء وأدغدغ دواخلها بعد كتمان قصير فأردّد عبر تغريدة " في داخلي منفى" :

" مطر على قلبي.. وزخّات / ربّما أبعث من جديد /وأحتفل ما بعد الحياة / وأشعل داخلي بلّورا 

يضيء كلّ المتاهات..."

هذا شتات من ثمار الشعر الذي أرمّم به شجني وفرحي ليبقى البلسم والأفق الرحب لتأثيث موقعي في المشهد الثقافي الوطني والكوني.

● 2 : هل من تعريف مقتضب لماهية الشعر في زمن التقلبات وعصر العولمة؟ 

يعكس الشعر تغيرات العصر، كالتقلبات السياسية والثقافية والاقتصادية، ويترجم مشاعر الناس وآمالهم ومخاوفهم. فقد أصبح منبرا للحوار والتواصل كما يجمع الشعر بين الثقافات والحضارات، ويُشكل منصة للتعبير عن الآراء والأفكار المتنوعة. بإعتباره أداة للمقاومة والتغيير حيث يقاوم بالحرف والكلمة الظلم والاضطهاد، ويدعو إلى التغيير الإيجابي في المجتمع. ومن جهة أخرى يعتبر الشعر مصدر للجمال والإلهام يُغذي الروح ويُلهم الأفكار، ويبقى مصدرًا للجمال والمتعة في زمن الفوضى والاضطراب ومن ابرز خصائص الشعر في زمن التقلبات وعصر العولمة نجد التنوع والتجديد واتساع نطاق المواضيع والأفكار، وتنوع الأساليب الشعرية. كذلك التركيز على المشاعر الإنسانية والتعبير عن مشاعر الفرد والمجتمع في زمن التغيرات السريعة. من هنا نتبين إن استخدام اللغة بشكل مبتكر و توظيف اللغة لخلق صور شعرية جديدة تعكس واقع العصر. التفاعل مع التكنولوجيا ودمج أدوات حديثة في كتابة الشعر ونشره. ونذكر على سبيل المثال ثلة من الشعراء زمن التقلبات وعصر العولمة محمود درويش: شاعر فلسطيني نال شهرة عالمية، تميز شعره بالرمزية والتعبير عن قضايا التحرير والوطن،كذلك نجد أدونيس شاعر سوري، اتسم شعره بالحداثة والتجديد، وركز على مواضيع فلسفية وإنسانية ثم نزار قباني شاعر سوري، تميز شعره بالرومانسية والجرأة في التعبير عن مشاعر الحب والمرأة و أخيرا وليس آخرا نذكر آمل دنقل شاعر مصري، عُرف بشعره المقاوم ضد الظلم والاضطهاد. إذن يمكن القول إن الشعر يشكل في زمن التقلبات وعصر العولمة ظاهرة ثقافية بارزة، تُعكس واقع العصر وتُعبّر عن مشاعر الناس وآمالهم. كما يُشكل منصة للحوار والتواصل بين الثقافات والحضارات، وأداة للمقاومة والتغيير، وملهما للجمال والإبداع.

 ● 3 : لو تقيٌمين التجربة الأدبية الشبابية في القرن الواحد والعشرين ، وهل تؤمنين بالأجيال الشعرية ( جيل التسعينات...) وغيره؟

  من المؤكد أن هنالك تنوع فريد في جيل التسعينات وهذا مفرح للغاية كما يشهد القرن الواحد والعشرون تنوعًا فريدًا في التجارب الأدبية الشبابية، حيث يمزج الكتاب الشباب بين مختلف التأثيرات من ثقافات العالم، مستخدمين تقنيات سردية جديدة ووسائط إبداعية متنوعة. إضافة إلى انتشار الأدب الرقمي أيضا يلعب دورًا هامًا في التجربة الأدبية الشبابية، حيث يُتيح للكتاب الشباب نشر أعمالهم على نطاق واسع، والتفاعل مع جمهورهم بشكل مباشر. في حين يُركز العديد من الكتاب الشباب على قضايا اجتماعية مهمة مثل الهوية والنوع و الوجود و الفلسفة و المعنى والأسطورة و الرمز والعدالة الاجتماعية والواقع...مما يعكس وعيهم وتفاعلهم مع العالم من حولهم. لا نجانب الصواب إن قلنا أن وسائل التواصل الاجتماعي مصدرا هامًا وأساسيا في نشر الأدب الشبابي والترويج له، حيث تُوفر للكتاب الشباب منصات للتعبير عن أنفسهم والتواصل مع جمهورهم. كما أعرج أيضا على أن الكتاب الشباب يواجهون بعض التحديات مثل صعوبة النشر في المجلات الأدبية التقليدية، وغياب الدعم المالي، والمنافسة الشديدة على المنصات الرقمية. مع إيماني الكبير بالأجيال الشعرية القادمة بأن تحلق بين السحاب بإبداعات متجددة لترنو إلى ما هو شعري إحساسي إبداعي حقيقة كما أؤمن إيمانًا راسخًا بإبداع الأجيال الشعرية، حيث أرى فيهم طاقة إبداعية متجددة ورؤية جديدة للعالم و ذلك بتنوع أصواتهم الشعرية وتجاربهم المتميزة مما يُثري المشهد الأدبي ويُقدم للقراء تجارب ثرية ومتنوعة مع إثبات ذواتهم في الساحة الأدبية و في المجتمع من خلال مسابقات شعرية ناجحة و ملتقيات متنوعة لاكتساب أكثر تجربة في الكتابة والإلقاء و ذلك يكون من قبل لجان مختصة و أساتذة أكاديمية . فالشعراء الشباب لهم مكانتهم في المجتمع، حيث يُعبّرون عن هموم الناس وتطلعاتهم، ويُساهمون في نشر الوعي بالقضايا الإجتماعية و غيرها ... صفوة القول ،أؤمن إيمانًا جديرا بمستقبل الأدب العربي مع وجود أجيال شعرية إبداعية ومُلهمة

.  ● 4 : هل تبقى الساحة الإبداعية قادرة على ولادة أمثال أبو القاسم الشابي او محمود درويش وأمثالهم الذين غادرونا في العصر الراهن ..أم يبقون أشبه بالشجرة التي تغطي الغابة؟ 

إنّ الإجابة على هذا السؤال ليست سهلة، فالإبداع ظاهرة معقدة تتأثر بعوامل متعددة، منها: المواهب الفردية و لا شكّ أنّ بعض الأشخاص يملكون مواهب فطرية استثنائية تُمكنهم من الإبداع في مختلف المجالات. و البيئة المُحفّزة تلعب دورًا هامًا في تنمية الإبداع، حيث تُساعد على صقل المواهب وتوفير فرص التعبير عن الذات. إضافة إلى التجارب الحياتية التي تُثري المعرفة وتُوسّع آفاق التفكير، ممّا يُمكن أن يُلهم الإبداع. في ضوء هذه العوامل، و لا يمكننا الجزم بوجود إبداعات جديدة على مستوى أبو القاسم الشابي أو محمود درويش، لكنّ ذلك أمر ممكن. يعتمد على توافر عوامل مثل المواهب الفردية والبيئة المُحفّزة والتجارب الحياتية. هناك مسؤولية على المجتمع لتوفير بيئة مُلائمة للإبداع ودعم المواهب الفذّة. بالإضافة إلى ذلك لا ننسى أنّ الإبداع ظاهرة نسبية، فما يُعدّ إبداعًا بالنسبة لشخص ما قد لا يُعدّ كذلك بالنسبة لشخص آخر. كما أنّ معايير الإبداع تتغير مع مرور الوقت ، لذلك من المهمّ أن نُشجّع الإبداع بجميع أشكاله وأن نُقدّر المبدعين في مختلف المجالات. كما يجب أن نُدرك أنّ الإبداع ليس مُقتصرًا على الشعر والأدب، بل يمكن أن يكون في أيّ مجال من مجالات الحياة 

في الختام ،إنّ الإجابة على هذا السؤال مفتوحة، فالإبداع ظاهرة مستمرة تتطور مع مرور الوقت. لكنّنا نأمل أن تُلهمنا إبداعات الأجيال السابقة وأن نُواصل السعي نحو خلق إبداعات جديدة تُثري حياتنا وتُساهم في تقدّم المجتمع.


  ●5 أي الفنون الإبداعية الإنسانية الأقرب  لهزم الظلم وتحرير الانسانية من الاستعمار الثقافي؟

بعض الأمثلة على الفنون الإبداعية التي تلعب دورًا في مقاومة الظلم و تحرير البشرية من الإستعمار الثقافي حسب رأيي هو الأدب: يُمكن للأدب أن يُلهم التغيير من خلال القصص التي تُسلط الضوء على الظلم و تُعزز التعاطف مع المُضطهدين. كما يُمكنه أن يُقدم نقدًا لاذعًا للمجتمع و يُحفز على التفكير النقدي الموسيقى: تُمكن الموسيقى من التعبير عن المشاعر الإنسانية العميقة و ربط الناس يبعضهم البعض، وتكون مصدر فعال في الاحتجاجات و الحركات الاجتماعية لرفع الوعي و حشد التأييد. الفنون المرئية: كذلك تُمكننا من نقل رسائل قوية من خلال الصور و الرموز التي ترسم لتوثيق الظلم و نشر الوعي حول القضايا الاجتماعية. المسرح: يُمكن أن يُقدم تجربة تفاعلية قوية للجمهور و يُحفزهم على التفكير في القضايا من منظور مختلف. كما يكون وسيلة لفضح الظلم و تعزيز التغيير الاجتماعي وعلى هذا الضوء لا يُمكن حصر الفنون الإبداعية التي تلعب دورًا في مقاومة الظلم و تحرير البشرية من الإستعمار الثقافي في نوع واحد فكل فن إبداعي يملك خصائص فريدة تمكنه من التأثير على النفس البشرية بطرق مختلفة. الأهم هو أن تُستخدم الفنون الإبداعية بشكل فعال لنشر الوعي حول القضايا الاجتماعية و منع الاستبداد والظلم للتغيير والارتقاء بالمجتمعات إلى أعلى  مراتب الرقي الثقافي الفكري منها  والحضاري.

----‐---------------------

(*) : شاعر وناقد من تونس

--------------------------

•الكاتبة : سوار جواني

《 طالبة ماجستير بحث اختصاص أدب بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة》.




الأحد، 12 مايو 2024

متي الوصال بقلم د: أميره البشيهي

 بقلم د: أميره البشيهي

هو ..وهي " بقلم د .صالح وهبة

 "هو ..وهي "

بقلم د .صالح وهبة 


الاحترام المتبادل بين هو وهي غاية في الأهمية 


فهو شريط يسير عليه مونوريل الحياة الزوجية 


والحب ..طاقة كهربية تعطي للقاطرة قوة دفعية


فتكسبها انطلاقة قوية للأمام بسرعات جنونية


الاحتواء ..مادة حافظة لسلامة القطار الحركية


ليعدو بسلام من العواصف والمطبات الحياتية 


والاحتمال ..غذاء روحي وعلاج للنفس الاندفاعية


أيضا  مضاد حيوي ومخدر للتقلبات المزاجية 


هذه أرجل أربعة لمائدة تتغذى عليها أسرة مثالية


ما إن اختل توزانها، اهتز ما عليها بحركة تصادمية


ليسقط رأسيا فينكسر تحتها بتأثير قوة الجاذبية 


الوردة الفواحة في شرفتك على بعد شبر بالزهرية 


فكن قانعا بها ولا تبحث عنها في الحدائق الخلفية

بقلم دكتور صالح وهبة رومان



السعي وراء أحلامي بقلم الكاتب. إبراهيم العمر

 السعي وراء أحلامي.

إبراهيم العمر 

- ٤٠ -


إذا كان من الممكن أن أخترع الحلم، مثلما أكتب القصيدة !

وعلى كل زهرة يجعلني أنتشي وأرتعش من الغواية والمكيدة!

سيكون من دواعي سروري، أن أدعوك،

لعيدي، لكي تكوني سعيدة!

فتبتهجي وتتذوقي مشروباتي، وتشعري بمتعة أكيدة.


من كل ينابيع شبابي الذي رحل أثناء الدوام،

ذقت رحيق النشوة على شفاه، عَيَشّتُها في الأحلام ،

رسمت ندوب الزمن وتعابير الكآبة، لكي أرويها بالحكمة، وأسقي بها المجانين.

رسمت لوحاتي في الوقت الذي يموت فيه الفنانين،

وتاجرت بالشموع والقناديل في زمن العميان.


إذا كانت الشمس من الممكن لها ان تنسلخ وتزيح، 

فسوف أرميها بالسهام، وأنتظر حتى تستريح،

وسأعلقها في سمائك الرمادية، وأمتطي الغيوم في الأحزان،

وأجعلها تهرب وهي خائفة من الوهج والربيع في الألوان.


إذا كانت النجوم من الممكن لها أن تهبط ،

وتسقط على الأرض دون أن تنشطر  وتخبط،

فسوف ألتقطها نجمة نجمة ، مثل زهور الزينة،

وسوف أنشرها على أغصان أشجارك الحزينة،

وذلك لكي أغازلها وأحكيها، وأستمع الى أسرار الوهج الذي يجعلها تتلألأ في عتمة الليل، وقت السكينة.


إذا كانت حياتي من الممكن لها أن تَتَغَّيَر، 

فسأكتب لها قائمة برغباتك، كي لا تَتَحَيَّر،

أود أن أكون معك، في كل الأماكن التي عشقتها في السفر،

وأعيد صياغة قصائدي بالكلمات التي تولد عند السحر،

أكون فيها وحدي، في حالة وعي، في وقت ينام فيه كل البشر.


إبراهيم العمر


غِبْتُمْ .. بقلم الشاعرة رفا (الأشعل (تونس)

 غِبْتُمْ .. 


شوقٌ إليكم مع الأيّام غلّابُ

لِمَ ابتعدتُمْ وما للبعدِ أسبابُ ؟


مولاي في القرب منكم غربتي وطنٌ

وإنْ رحلتمْ ..كأنّ الكلّ قد غابوا


يا من عزفتمْ على أوتارِ قافيتي

عذب الحُروفِ وفيها اللّحْنُ إِطْرَابُ


مثلَ النّسيم إذا (رقّتْ أصائلهُ)

ورقّةُ الماء فيها حينَ ينْسَابُ 


أصبحتُ بعدكَ لا ألحانَ تطربُني 

نارٌ بقلبي ودمع العينِ تِسْكَابُ


غبتمْ فغابت نجوم الليلِ من أفقي

وفُتِّحَتْ لليالي السّهدِ أبوابُ


في الشّعر أسكبُ أوجَاعًا تؤرّقُني

فالحرفُ يؤنِسُ إنْ جافتكَ أحبابُ


                رفا (الأشعل (تونس)

                     على البسيط


حتى لا تفقد الثقافة هويتها عند كل انفتاح..ولا تسقط في تمركز عند كل انغلاق.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حتى لا تفقد الثقافة هويتها عند كل انفتاح..ولا تسقط في تمركز عند كل انغلاق..


*إن الاستعمار الثقافي حريص على إنشاء أجيال فارغة لاتنطلق من مبدأ ولا تنتهي لغاية يكفي أن تحركها الغرائز التي تحرك الحيوان مع قليل أو كثير من المعارف النظرية التي لا تعلو بها همّة ولا يتنضّر بها جبين .. و أغلب شعوب العالم الثالث من هذا الصنف الهابط (محمد الغزالي)


*الثقافة هي ما يبقى بعد أن تنسى كل ما تعلمته في المدرسة ( البرت أينشتاين)


إنّنا الآن..وهنا غدونا نعيش تحوّلات عاصفة يشهدها العالم بأسره في جميع المجالات..فالإنفجار المعرفي المتواصل منذ عدة عقود وما رافقه من ثورة تقنية في وسائل الإتصال والتأثير،كان سببا رئيسيا في بلورة الثقافة الكونية ذات القدرة الهائلة على الإختراق والتأثير في جميع أرجاء الدنيا،الأمر الذي جعل الثقافة القومية العربية تتموقع في سياق محفوف بأسئلة متعددة الجوانب من الصعب تجاهلها أو الهروب منها،ذلك أنّ الثقافة العربية غدت مرغمة على مجابهة تحولات دولية راهنة،ومجبرة على التعامل معها من موقع القادر على الأخذ والعطاء،لا من موقع الرفض السلبي أو التمترس خلف السلطة والتقليد.

انطلاقا من هذه الرؤية للثقافة العربية في ظل تحديات الراهن لاحت تساؤلات محرجة بدأت تطرح نفسها بإلحاح:

إلى أي مدى يمكن بناء ثقافة ذاتية تتصالح مع الواقع وتستجيب لمتطلبات الأحوال العربية،دون أن نغض الطرف عن مكتسبات المعاصرة في مجال المعرفة أو نتناسى في الوقت ذاته المقومات الذاتية القادرة على الإبداع والتجاوز في أفق ثقافي إنساني لا تخوم لها..؟

ما هي ايجابيات،وما هي سلبيات المثاقفة؟

ألا يمكن إعتبار استراتيجية مناهضة التبعية الثقافية نوعا من الإنفصال عن ثقافة العصر ونوعا من الإنغلاق أو النكوص إلى الماضي؟

ثم كيف يمكن للثقافة العربية والحال هذا،أن تميّز بين كل الوظائف والأدوار المختلفة للثقافة الكونية دون أن يسقط الموروث الثقافي في موقف تبسيطي رافض واستتباعي تجاه الثقافة الغربية؟

إنّ هذه الأسئلة المقلقة زجّت بالنخب الثقافية والسياسية في بوتقة التشابك والتصادم من أجل الإجابة عليها،فمن رافض لقيم ولثقافة الغرب بإعتبارها ثقافة مادية غازية ومستلبة،إلى متقبّل لها كليا بإعتبارها السبيل الوحيد إلى بوابة الحداثة والعصر.ومهما كان موقفنا من كلا الفريقين،فإنّ التفكير في صوغ استراتيجية تنشيط وتنمية ثقافية شاملة ومشتركة غدا أمرا ملحا،إذ أنّ الحل لا يكمن في غلق الباب أمام الأفكار،ولكنّه لا يتمثّل أيضا في تجاهل علاقات السيطرة التي تميّز التبادل الثقافي،ومن ثم الإستسلام إلى فكرة العالمية الثقافية التي كثيرا ما تخفي تخلي الدولة عن مسؤولياتها الأساسية في حماية الثقافة القومية ودعم الإنتاج المحلي،كما لا يعني هذا كذلك أنّ الموروث الثقافي العربي هو مجرّد كم مهمل على هامش الريف الحضاري،بقدر ما هو مجهود و عطاء إنساني ساهم في بناء الحضارة العالمية نفسها،ولعلّ النموذج الياباني خير مقياس لقدرة الشعوب على التوافق والتصالح مع الكائن والممكن من خلال الحفاظ على روح الثقافة المحلية الأصلية من ناحية،والتفتّح على معطيات الفكر الحديث التي تمثّلها الثقافة الغربية من ناحية أخرى،إذ من العسير تجاهل العلوم الإنسانية المزدهرة في الغرب أو رفض روحه العلمية وفلسفته بدعوى خصوصيتها ومركزيتها وروح الهيمنة المباطنة لها،لأنّ النتيجة الحتمية لذلك هي السقوط في أحضان الفكر التقليدي الذي يقتضي الكثير من التكييف والإجتهاد والنقد.ومن نستشف مدى تشعّب مسألة التبعية الثقافية التي تتطلّب نظرة تركيبية أعمق لمسألة الصراع بين ثقافتين ونموذجين حضاريين،ترتقي بالخطاب الثقافي العربي إلى مستوى التمييز بين دور الثقافة كمخزن ومورد للهوية،وبين الوظائف الإدارية والمعرفية والعلمية لهذه الثقافة ومراعاة هذا التوازن بين الوظائف التاريخية للثقافة،وبين وظائفها المعرفية،بما يلازمه من احتياطات وشروط منهجية،وهذا يعني أنّ التلاقح بين الثقافات أمر لا يمكن رفضه أو إنكاره،كما لا يمكن أن يقف أمام إنتقال الأفكار والقيم والمكتسبات الإنسانية أي حاجز سياسي أو استراتيجي، ذلك أنّ الإنتقال هو الذي يسمح بتعميم التطوّر العلمي والفكري وإخصاب الوعي البشري لدى جميع الشعوب ومن ثم دفع الحضارة والتقدّم.لكن ليس من الجائز نكران حقيقة أنّ التبادل حتى في ميدان القيم الثقافية لا يخضع كله للعقل،فقد بات من الواضح أنّ إنتشار القيم الفكرية والإجتماعية غدا في علاقة جدلية مع تطوّر ميزان القوى السياسي والإقتصادي، والقيم الأمريكية التي تجتاح اليوم العالم لا تبرهن على نقاء هذه القيم أو تألقها الأخلاقي والمعنوي والفني،بقدر ما تعبّر عن القدرة الأمريكية في المجال الإقتصادي،السياسي والمالي التي تمنحها القوّة الفائقة للسيطرة على أغلب وسائل الإعلام والقرارات السياسية والإستراتيجية العالمية،مما يعني أنّ اختراق القيم الثقافية لثقافة أخرى لا يعبّر بالضرورة على صحتها أو نبلها،إضافة إلى هذا،فإنّ إنتقال هذه القيم يكون في العادة مصحوبا بأنماط إستهلاك لا تعكس التقدّم الإنساني والحضاري،بقدر ما تترجم في مضمونها عادات الدولة الأعظم الأمر الذي يحول دون صوغ استراتيجية ناجحة..

ما العمل إذن؟!

إذا كان الإنفتاح يهدّد بالإستلاب،فإنّ الإنغلاق على الذات يهدّد بدوره بالإفقار والإغتراب والتقهقر الحضاري،كما أنّ استهلاك الحلول بفرض الرقابة الثقافية من قبل-ذوي القرار السياسي-لا يحل المشكلة،بالإضافة إلى هذا وذاك فإنّ التأكيد على عدم جدوى التقوقع ومخاطره والدعوة إلى اتباع نظام التبادل الفكري والثقافي الحر،قد لا يعطي نتائجه الإيجابية في العالم النامي إذا ظللنا غير مدركين لمخاطر الإنفتاح وسلبياته.ومن هنا غدت الساحة الثقافية عرضة للعديد من التحديات سيما وأنّ خريطة الإنقسام الثقافي في الوطن العربي،مازالت أسيرة الموروث السلفي لعصور الإنحاط مقرونا بالموروث التغريبي للمرحلة الإستعمارية الطويلة،كما أنّ التبدلات البنيوية الجارية على إمتداد الساحة العربية من حيث نمط وعلاقات الإنتاج،لم تفعل فعلها الإيجابي في خلق إتجاهات ثقافية قومية وشمولية من شأنها انتزاع الحريات المنشودة للمواطن العربي وفك قيود العمل الديمقراطي..لذلك -وحتى لا نظل على هامش التاريخ العالمي-بات من الضروري الإفلات من دوائر التخلّف والتبعية والإستلاب الثقافي والتغريب،من خلال تصحيح الخلل القائم،على كافة المستويات،بين الإنتاج والإبداع من جهة،والإستهلاك والتبعية من جهة أخرى،طالما أنّ نقل ثقافة الغير يقود إلى التبعية،كما أنّ التعبّد في محراب ثقافة الماضي يفضي إلى السلفية والتقليد،لذلك وحتى يستحق نظامنا الثقافي صفة الجديد في عالم ما فتئ يتغيّر بسرعة مذهلة،علينا التفكير في صوغ خطط التنمية الثقافية عامة،وتشجيع الإبداع المحلي وتحرير المجال الثقافي الداخلي،وتوسيع أفق التبادل بين الأقطار النامية نفسها،ولا يتم هذا إلا من خلال الإنخراط في مواجهة مكشوفة مع النموذج الثقافي المفروض من الخارج على الأقطار العربية خاصة،بما يحتاج إلى مخطّط علمي مدروس يبدأ بنقد الموروث الثقافي نقدا إيجابيا،والإستفادة منه في توليد ثقافة أصيلة تتلاءم مع متطلبات المرحلة المعاصرة،وينتهي إلى إبتداع أشكال من العمل الثقافي تمتاز بالأصالة والتمايز والهوية الوطنية والقومية..

على سبيل الخاتمة:

إن الثقافة تتميز بالطابع المزدوج فهي خصوصية ومغلقة من ناحية ولكنها كونية ومفتوحة من ناحية أخرى وتعمل على إنتاج عالم روحاني مليء بالأساطير والرمزيات ولكنها تساهم في تشكل الابتكارات التقنية وتمنح الشكل والمعيار إلى الأفراد لكي يندمجوا في وجود اجتماعي يتمتع بالتنظيم الذاتي والتجدد. لكن حينما يتم تأهيل المجتمع ثقافيا فإنه يكتسب هوية مميزة ويبدأ في التفتح والنماء والازدهار وتشتغل فيه آليات الحوارية بين أفراده والتكاملية بين اندفاعاته وآماله من جهة وقدراته وتصوراته ومنجزاته من جهة أخرى وتتشكل مقاومة تآزرية تعمل على درء المخاطر وصون تماسكه واستمراره والتأقلم مع العصر.

والسؤال الذي ينبت على حواشي الواقع وبه أختم مقالي:

ماهي المحصنات التي يجب أن تتوفر حتى لا تفقد الثقافة هويتها عند كل انفتاح ولا تسقط في تمركز عند كل انغلاق؟ وهل من تعارض بين حركة الابداع عن طريق التوليد الذاتي والنواة السردية المنظمة؟..


محمد المحسن



قصيدة بعنوان .. وألوذ بحرفي. شعر /سامي ناصف

 قصيدة بعنوان ..

وألوذ بحرفي.

من ديوان (حروف من سنا إبريقي)

.............

الليْلُ غُولٌ طَالِبٌ تَطْوِيِقِي

      وَقَصِيدَتِي حُبْلىٰ تَضِلُّ طَرِيقِي.


أَرْنُو إِليْهَا بِالفُـؤَادِ لَعَـلَّهَا

      تَأْتِي فَـتَنْزَعُ شَهْـقَةً مِـنْ رِيِقِي. 


وَتَصُدُّ أَمْواجَ الدِّمُوعِ بِعَزْمَةٍ

       فِيِهَا الدَّوَاءُ ومَا يَصُونُ بَرِيِقِي.


وَتَشُقُّ ظَلْمَاءَ الليَالِي فِي الدُجَىٰ

        وَتُرِيقُ نُورًا مِن سَنا إِبْرِيقِي.


فَأَقُومُ مِنْ وَجْدِي وَعِلَّةِ أَحْرُفِي

        وَيَمُوتُ خَوْفِي إِذْ بَدَا تَحْلِيقِي


عَبْرَ اصْطِفَافِ قَصَائِدي فَوْقَ النُهَا 

        وَظَلَلْتُ أَرْفُلُ كَي تَكُونَ لَصِيقِي


ظِلّّي عَنِيدٌ  لَا أَرَاهُ مُرَفِقًا 

      يَبْدُو عَلىٰ رَأْسِي كَشَمْسِ حَريقِي


ضَعْفِي يُرَاقِبُهُ رَوِيُّ قَصِيدَتِي

      وَيَشُدُّ مِنْ عَضُدِي بِلَيْلِ الضِّيقِ.


إِنِّي أُقَاوِمُ رَاجِمَاتِ مَشَاعِرِي 

        وَأَلُوذُ بِالحَرْفِ المُنيِرِ مَضِيقِي.


يَا شِعْرُ رَطْبْ لَوْعَتِي وَتَوَجُّعِي

         فَالليْلُ ضِدِّي يَرْتَئِي تَمْزِيقِي.


فَقَصِيدَتِي كَوْنِي وَبَوْحةُ لَوْعَتِي

        وَتَشُقُّ نَهرًا كَي يَكُونَ رَفِيقِي


صُدُّي هُمُومَ القَهْرِ عِنْدَ هُبُوبِهِ

        وَتَبَوَّئِي مِشْكَاةَ زَيْتِ بُرُوقِي


هِلِّي عَليَّ بِنَبعِ أَشْعَارِ الدُّنَا

      طُوُفِي بِحَرْفِي حَوْلَ كُلِّ مَشُوقِ.


وَاسْتَخْرِجِي كُلَّ المَوَاجِعِ مِنْ دَمِيِ

         وَتَعَطَّـرِي بِغَـرَامِ كُلِّ عَـشِيقِ


لُفِّي فُؤَادِي عِنْدَمَا  يَسٔطُو الرَدَىٰ

      وَاسْقِي وَرِيِدِي عَزْمَـةَ التَحْـلِيقِ

شعر /سامي ناصف



أنقذوا أسرى فلسطين بقلم الشاعرة عزيزة بشير

 أنقذوا أسرى فلسطين،لَقَدِاختطفَهُم الصّهاينة،هُمْ مدنيّون يسومونهم سوءَ العذاب،يُجرّفونهم بدبّاباتهم  أحياء ،  أنقذوهم قبل أن يُقَتّلوا كما الشهيد الدكتور  عدنان البُرش أمهر الجرّاحين رحمهم الله!


أللهُ أكبَرُ والصّرخاتُ والألمُ

أسرى تُعذَّبُ حتّى الموْتِ ……..يا أمَمُ


مرضى تُعذَّبُ مَعْ جَرحى يُطاحُ بِهِمْ 

أحياءَ، ويْلي!  بِجرّافاتِهِمْ ………عَدَموا


لمْ ينجُ طفلٌ ولاشيْخٌ  ولا  امرَأةٌ

حتّى الأطبّاءَ بالتّعذيبِ…..   قد لَجَموا


ويلي على(البُرشِ)دُكتُرْ طبِّ قد قتَلوا

في الأسْرِ ويْلي!وكم مرضى لهُ حَرَموا!


أمهرْ طبيبٍ وجرّاحٍ  أطاحُوا بهِ

معْهُ الكثيرُ ، فمَنْ……. لِلكلِّ ينتَقِمُ ؟


أللهُ يرحَمُكُمْ ، يُصبِّرُ أهلَكُم

جنّاتُ عدْنٍ  بِها تَعلونَ،……تُرتَحَموا


تبّاً لِصُهيونَ لا أخلاقَ تأسرُهُم

إنسانُ مِنّا لدَيْهِم، حقُّهُ ………العدَمُ


كلُّ  الشّعوبِ لِحُرِّ العيشِ تَنشُدُنا

هبّتْ تنادي بِوقفِ الحربِ ……يا أُمَمُ


إلاّ الكِبارُ ( بِنِتنِ )الأرضِ قد شُغِفوا

باعوا الشّعوبَ لِيُعطَى…. النّارُ والحِمَمُ 


يا كلَّ أهلِ الأرضِ أينَ ضميرُكم

( غزّا) تُبادُ وأسرى في العَرا ……رُجِموا؟

           عزيزة بشير





السبت، 11 مايو 2024

المهرجان الجهوي لمسرح الطفل بحمام الأغزاز أيام 12/11/10 ماي 2024. تصوير وتوثيق مراسل مؤسّسة الوجدان الثّقافيّة ومجلّة حوريّة الأدب الأستاذ فاروق بن حوريّة

 المهرجان الجهوي لمسرح الطفل بحمام الأغزاز أيام 12/11/10 ماي 2024


افتتح يوم أمس الجمعة 10 ماي 2024 بمركّب الطّفولة بحمّام الأغزاز المهرجان الجهوي لمسرح الطّفل بحمّام الأغزاز الدّورة2 تحت شعار "يكبر وما ينساش" بمشاركة المؤسّسات العموميّة والخاصّة دائرة نابل 1 و3

يحتوي المهرجان في برنامجه على عدّة عروض متنوّعة موجّهة للطّفل:

-ماجورات

- فروسية

- معرض فنّي

- عروض الرياض العمومية والخاصة

- عروض جمعيات المختصة بذوي الاحتياجات الخصوصية

- عروض مسرحية للنوادي العمومية (نابل1)

- عروض مسرحية لمركبات الطفولة

- تنشيط جماهيري

- كرنفال

- ورشات حيّة


تصوير وتوثيق مراسل مؤسّسة الوجدان الثّقافيّة ومجلّة حوريّة الأدب الأستاذ  فاروق بن حوريّة