الاثنين، 4 مارس 2024

في الحَيٌ زيتونةُُ ثائرة بقلم الشاعر معمر الماجري ( تونس )

 من وحي المعارك الدائرة في " حيٌ الزيتون " بغزٌة

[ في الحَيٌ زيتونةُُ ثائرة ]
و زيتونةُُ في مَداها
حكايةُ شعبٍ أبِيٌٍ
تُحَدٌثُ أوراقُها
كَمْ سَقَتها دِمَاءُ صَبَيٌٍ
و أمٌُُ طَواها الرٌكَامْ
و أختُُ قَضَت في الزٌحامْ
و أشلاءُ أهلٍ هنا
و أشلاءُ أهلٍ هناكَ
دماءُُ هنا
دماءُهناكَ
و بعضُ الدقيقِ هنا
و بعضُ الدٌقيقِ هناكَ
و جورُ الصٌديقِ
و غدر الشقيقِ
و أحلامُ بنتٍ
عَلَت في السماءِ :
أيا مطرًا لا يَخِيبُ
أ يا بسمةً لا تَغِيبُ
و يَنزلُ عزٌُُ بِماءِ
و رَبٌِ السٌماءِ
و زيتونةُُ لا تُبالي
بِهَولِ التٌَتَارِ
و حبٌاتُها مِن " يسينَا "
بِزَيْتٍ و نارِ
و حبٌاتها من " شُواظٍ "
برغم الحصَارِ
تَدُكٌُ عُلوجًا تَفِرٌُ
تُعرٌِي رُموزَ الصٌَغارِ
و زيتونةُُ أثمرتْ
بِحَيٌٍ حَماها
أيا أيٌها الحيٌُ ؛ يا حَيٌُ
مُتنا
يا أيٌها الحَيٌُ ؛ يا حَيٌُ
ها قد سقطنا
و ها قد رمتنا العُيوبُ
و ها قد غدَونا حَيارَى
و لكن ...
أَ يا أيٌُها الحَيٌُ
زيتونَةُُ في رُباكَ
كَمصباحِ نورٍ ؛ هَدانا
و في آخر ِ الجرحِ ضَوءُُ
و آخرِ الموتِ بَعثُُ
و في آخرِ الحربِ نَصرُُ
يزيدُ عُلاكَ
يزيدُ عُلاكَ
..............................................................................
* معمر الماجري ( تونس )
* - " يسينا " سلاح فلسطيني ( يس 105 )
-" شُواظ " : سلاح فلسطيني

Selfishness Amb Dr. Abdul Bari PhD Bangladesh

 Selfishness

Amb Dr. Abdul Bari PhD
Bangladesh
""""""""""""""""""""""
O Lord, suffering is suffering
No sorrow;
Don't want harshness
make friends.
including transportation
On self-liberation;
Like inclusion
Full of luck.
Let danger come
I want help;
Member Endurance Power
I don't want to beg.
want power
cyber cooperation;
want to do
Hypocritical business.
I want an invincible being
danger;
Action
Day and night in prostration
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
March, 2024
আত্মত্যাগ
ড. আব্দুল বারী
""""""""""""""""""""""
হে প্রভু কষ্ট দাও
নেই দুঃখ ;
চাইনা রূঢ়ভাব
গড়ো সখ্য।
যাতনা সহি
আত্মমুক্তির তরে;
দাও নিয়ামত
তকদির ভরে।
বিপদ আসুক
চাই গায়েবি মদদ ;
দাও ধৈর্যশক্তি
চাইনা কারো দরদ।
শক্তি চাই
আঘাত সহিবার ;
করতে চাইনা
মুনাফেকি কারবার।
অদম্য সাহস চাই
বিপদ আপদে ;
কর্মফল ধন্য হোক
দিবানিশি সিজদাতে।
"""""""""""""""""""""""""""""
বাংলাদেশ
০১/০৩/২০২৪

عبق الشعر..وعطر الكلمة في قصائد الشاعرة التونسية د-فائزة بنمسعود (كم من الوقت مضى..؟ نموذجا ) بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 عبق الشعر..وعطر الكلمة في قصائد الشاعرة التونسية د-فائزة بنمسعود (كم من الوقت مضى..؟ نموذجا )

(شاعرة تنزف شوقا..إلى تخوم القصيدة)
هذه الشاعرة (د-فائزة بنمسعود) تؤسس لمشهد شعري متميز،عبر استمرارية وصيرورة ذات قيمة انتمائية فذة،حيث تبيح لقلمها،لرؤاها ورؤياها،متعة التحليق في الآقاصي..(لكاتب)
في القصائد وحدها نعيد بناء العالم..(ألن غسنبرغ)
هذا هو الهدف الأسمى للشعر عموما،أن يبني عالما آخر،عالما مختلفا عن العالم الذي نشغل فيه حيزا من المكان وبرهة من الزمن.ولا شك أننا اليوم وبفعل تطور مختلف العلوم،أصبحنا مقتنعين أن هناك عوالم أخرى يمكن أن يطمئن اليها الانسان خارج عالم الواقع المباشر.هذه الحقيقة العلمية توصل اليها الشعراء وكبار الفلاسفة منذ أمد بعيد.لكن للأسف قليلون من يستطيعون معايشة هذه الحقيقة الثابتة .
وقصيدة د-فائزة بنمسعود هذه الشاعرة التونسية-المنبجسة من ضلوع المرايا-"كم من الوقت..مضى؟" تمتلك من مقومات القصائد العليا فنيا ما يؤهلها لأكثر من دراسة نقدية وعلى مستويات عديدة،فقد استطاعت من خلالها الشاعرة بحس شعري راق،وبذوق فني رفيع أن تنقلنا الى عالم آخر.وكأنها تعيد بناء عالم خاص بها،عالم تستجمع فيه الشاعرة كل طاقاتها المدفونة في لغة عذبة تداعب الذائقة الفنية للمتلقي.
"كم من الوقت..مضى ؟"
قصيدة غنية بايحاءاتها،ومتفردة في محاولتها تأسيس لغة شعرية جديدة،وكأنها تجسد مقولة الناقد العربي،حمادي صمود حين يقول عن الشاعر وهو يكتب نصه /قصيدته وهو ينتقل الى " نص واع بكيانه عارف بما يبني من حداثته ويرسمه في دائرة كتابة حلمها الأبدي أن تقترب من مطلق لا يفتأ ينفلت كلما اقتربت منه،ومدارات بكر تكاشف فيها لحظة البدايات فيسكنها طموح النصوص المؤسسة التي تعيد صياغة النشأة والتكوين برد اللغة الى زمن ما قبل الذاكرة "-1-فكتابة قصيدة تنفتح على مجموعة كبيرة من أسس النقد ومناهجه انجاز يعتبر في حد ذاته ابداعا هاما.ولعل من شأن القصيدة التي تراهن على تفجير مكنونات الإبداع أن تستوعب التقاسيم الزمنية وتضيف اليها تقسيما جديدا يجمع صورة الماضي بالحاضر بالمستقبل لتتأسس سيرورة الابداع الشعري كنص خارج التأطير الزمني التقليدي،تقول الشاعرة :
كــم من الوقـت مـضى…؟
كم من الوقت مضى
وكم من الوقت سيمضي
ونحن صنم مجمّد على
رصيف الانتظار
حقائبنا مشحونة صبرا
ينذر بالانفجار
وكم من مناديل
ودّعت مناديل
بلّلها ندى صباحات العابرين
على جسر الحياة
كم من الوقت مضى
ونحن بأيادي مرتعشة
ننبش قبر الأحلام
علّ حلمنا اليتيم
يعلو صهوة براق
كعصفور هدّه سجن قفص الأرض
فتاق للحرية ولرحب السماء
كم من الوقت مضى
وكم من الوقت سيمضي
ونحن نمزق ورق السيلوفان الباهت
لنفتح علب هدايا القدر
المحشوة بالأحزان
كم من الوقت مضى..
وسيرنا حثيث
صوب سدرة المشتهى
ضاع المشتهى
وعلقنا بشباك المنتهى
والروح أدمتها أشواك القضاء
كم من الوقت مضى
ونحن نلهث وراء فرح
استعصى
والحضورَ إلينا أبى
كم من الوقت سيمضي
وكم من الوقت مضى
والهجر نقض حبنا
من بعد وصل ٍ أنكاثا
وموعد اللقاء ولّى وانقضى…
(فائزه بنمسعود)
تضعنا الشاعرة ببراعة واقتدارأمام التجربة المعاصرة التي تفصح عن وعي جدلي بطبيعة البناء الدرامي،ومنطقيته داخل القصيدة لإحتوائه على مستويات متعددة من التجليات والرؤى أعطت القصيدة جرعة من التطور والنمو والتصاعد من ناحية،وتعميق بنية النص وتركيبه وتشابكه من ناحية أخرى،لكنها جميعا تؤدي إلى نوع من التناقض والتغيير المستمرالذي يشكل موجات من التعرف واليقين الذي يعتمد على نوع من التتابع غير المنطقي وعلاقات التماثل والتضاد والجدل المستمر الذي يشكل أساس بنية الفعل في هذه القصيدة،فكأن كل كلمة تخفي قناعا،أو قل كل كلمة تختفي وراء قناع.فالكلمات أقنعة،والأقنعة كلمات،تتبادلان الشوق والقبلات.الأقنعة بالمعنى الشعري السامي لا يمكن أن يتيسر لها أمرها في الوجود،ولامكانتها في الثبوت إلا من خلال السمات الشعرية،كما نلحظ في الأبيات التالية:
"ونحن نمزق ورق السيلوفان الباهت/لنفتح علب هدايا القدر/المحشوة بالأحزان/كم من الوقت مضى../وسيرنا حثيث/صوب سدرة المشتهى/ضاع المشتهى/وعلقنا بشباك المنتهى/والروح أدمتها أشواك القضاء.."
لقد أفلحت الشاعرة-د-فائزة بنمسعود-في صنع بنية قصيدتها التي تنحى منحى موضوعيا وتقترب في تركيبها وتشكيلها وحركاتها من معطيات الفنون النثرية المجاورة (كالقص والرواية والمسرح والدراما والسرد) أو الفنون الجميلة (كالرسم والتشكيل والقطع والتنقيط..) في العديد من نماذجها الشعرية التي تعمقت فيها رؤيتها ورؤاها وتجاربها،وأخذت القصيدة عندها تنهل من البنيات التعبيرية والأسلوبية والصياغية وحتى المضمونية لهذه الفنون فضلا عن أبعاد الشـعر وشفافيته،فأكتسبتب بذلك قصيدتها أبعادا موضوعية قربتها كثيرا من هذه الأنواع ووصلت عندها في بعض النماذج إلى(مسرحية القصيدة)،كما تمكنت الشاعرة فيها من خلق أقنعتها ورموزها التاريخية والأسطورية والمعاصرة التي نمت وتطورت عبر خطابها الشعري لتصير عندها منهجا شعريا مميزا لها،وكان لإبتعاد الشاعرة عن الغنائية والذاتية التي تطغى فيها (أنا الشاعر) طغيانا واضحا أثره الواضح لإثراء قصيدتها وغنائها وتعددها بمعطيات هذه الفنون،وأهمها تعدد الشخصيات والأصوات و نمو الأحداث و الفعل والصراع والحركة والتضاد والتراكب والتوتر والإحتدام الدائم،وتوظيف الحوار الداخلي(المونولوج) أو الخارجي(الديالوج) بشكل نموذجي ومكثف حيث يعد جزءا مهما من بنية القصيدة ونسيجها الشعري،ومحاولة الشاعرة خلق لغة شعرية مكثفة ومكتنزة ملائمة لهذه التجربة،وهي لغة متدفقة مفعمة بالحرارة والخصب والشفافية التي تلتحم بالحدث وتعبر عنه،لأن الإهتمام بعناصر القص والسرد والدراما قاد-الشاعرة- د-فائزة-إلى الإفادة من طبيعة اللغة وتجلياتها ودلالاتها التي تتصاعد داخل نسيج التجربة الشعرية وتضج بها القصيدة.
ومن هنا فإن القصائد ذات البناء الدرامي الطويل التي توظف عنصر الدراما يلمس الباحث شيئا من أثر البناء الشعري في لغة القصيدة،ولأن القصيدة الدرامية هي في الأصل قصيدة مواقف متضادة متصارعة،فإن هذا التضاد سوف يترك بعض أثره على لغة الأشخاص،أو على الأداء اللغوي لكل من الجانبين،ولتكون بالتالي ذات سمات دلالية وإيمائية خاصة بها تميزها عن لغة القصائد الأخرى،في محاولة لخلق أداء لغوي متأثرا بالحدث الدرامي ومعطياته والتي أفصحت عن قدرة الشاعرة وإمكاناتها البنائية والتشكيلية والتعبيرية في تجسيد موضوعها وإبرازه ناصعا ومعبرا عن روح العصر وذائقته الشعرية،ولم تكتفي بهذا بل أبدعت في اعتصار الكنوز التراثية،فتحولت تحت أناملها إلى رموز مضيئة تكشف وتكتشف جوانب قضايا معاصرة،وضعتها بالتالي في صف شاعرات الحداثة الشعرية العربية المتميزات..
على سبيل الخاتمة :
قلت مرارا،أنّي لست من الذين يتناولون القصائد الشعرية بأنامل الرّحمة ويفتحون أقلامهم أبواقا لمناصرة كلّ من ادّعى كتابة الشعر،إلاّ أنّي وجدت نفسي في تناغم خلاّق مع جل قصائد الشاعرة التونسية القديرة-د-فائزة بنمسعود-التي فيها-كما أشرت سابقا-كثير من التعبيرية وقليل من المباشرة والتجريد تغري متلقيها بجسور التواصل معها،مما يشجع على المزيد من التفاعل،ومعاودة القراءة والقول..
وإذ أسجّل إعجابي الكبير-بالإبداعات الشعرية-للشاعرة التونسية الفذة (د-فايزة بنمسعود) التي تطمح دوما عبر كتاباتها الإبداعية إلى التطوّر والتجاوز،فإنّي أؤكّد على أنّ النص الإبداعي لن يخترق الحدود إلا بقوته الذاتية،كما أنّ حضور القارئ،بل حلوله،في الماهية الإبداعية الملغزة،هو وضع طبيعي يعكس انفتاح المبدع كإنسان على أخيه الإنسان،ويعكس انفتاح الكتابة الإبداعية الجديدة على العالم الحسي المشترك،والوقائع والعلاقات المتبادلة،وأيضًا على الأحلام والهواجس والافتراضات والفضاء التخيّلي غير المقتصر على فئة نخبوية من البشر دون سواها..
ختاما أقول : د-فائزة بنمسعود شاعرة تبث الأمل وهي تلتقط الحكمة من أبسط الأشياء بمحيطها بأسلوب شاعري رقيق يشد القارئ ويحمله كمنصت مرهف الإحساس إلى عوالمها الخفية، وبذلك جعلت الشعر كيمياء الحياة المنشودة.
ونحن في انتظار مولودها الإبداعي القادم على مهل (ديوان شعري) كي نرقص على ايقاعه-رقصة زوربا اليوناني-دون أن ينال الإرهاق منا..!
محمد المحسن
-1 -في مقروئية الشعر الحديث،حمادي صمود،مجلة علامات في النقد.الجزء 22 المجلد السادس : ديسمبر 1996 النادي الأدبي الثقافي بجدة . ص :25
*اخترت بعض الأبيات فقط من القصيدة العذبة "كم من الوقت..مضى ؟ تماهيا مع مسارالدراسة.

الإنصات عبر الهزيمة حرائق وورود نحتٌ في عنوان المجموعة القصصية ( شيطان وحجاب ) للقاصة الرائدة حبيبة المحرزي. بقلم الكاتب محمد مجيد حسين كردي - سوري

 الإنصات عبر الهزيمة

حرائق وورود نحتٌ في عنوان المجموعة القصصية ( شيطان وحجاب ) للقاصة الرائدة حبيبة المحرزي.
عادةً ما أحرقُ الربيع فتؤيدني الآلهة،
نبحثُ معاً عن ملامح مغايرة لربيع منفرد وربطه بالربيع الأول للغة في عالم حبيبة المحرزي وقد يخترق صدى مطرقة رؤايا معظم مساحات الإنصات المتوثبة للظفر بشهد رصد جوهر أسئلة المستقبل.
الشيطان كرمز للشر عبر سياقات التاريخ
والحجاب كعرف أكثر مما هو عبادة.
الشيطان عٌرف كرمز للخطئية في السياق التاريخي،وأتى ذكره في الديانة اليهودية كتجسيد للشر وعلى ذات المعنى تم تداوله في جميع الأديان التوحيدية.
والحجاب كما ذكرنا أنفاً
هو عادة مكتسبة أكثر منه قناعة.
والمتابع عن كثب قد يدرك صعوبة مخاصمة الشيطان من خلال الحجاب.
وإذا أردنا الغوص في أهمية أظهار شعر المرأة كي تكتمل الدائرة الجمالية ولتأخذ الأنوثة أبعاده في فضاء المشاهدة والتخيل ففي ظل الحداثة وطوفان الموضة أعتقد بأن ليس لحجاب موطئ قدم في المشهد الجمالي.
ويمكننا ترويض الشر في ذواتنا عبر إعادة بناء المنظومة الأخلاقية وزرع القيم الإنسانية التي من شأنها تفعيل الرادع الأخلاقي مما قد يخلق أجواء من الحصانة للمرأة في مواجهة المجتمع الذكوري.
هنا و بالعودة إلى عنوان المجموعة القصصية ( شيطان وحجاب)
للمبدعة حبيبة المحرزي
فالثنائية هنا غير منسجمة تناسبا مع أضواء الحداثة
فالمتمترسات خلف الحجاب هنَّ بمثابة صيد في المُتناول للخطيئة.
الحصانة الحقيقية تُبنى من خلال التربية السليمة والتي على ضوئها تنشأ الشخصية الوازنة والواثقة.
محمد مجيد حسين كردي - سوري
Peut être une image de 2 personnes et texte

القنبلة رواية / رضا الحسيني ( 37 )

 القنبلة رواية / رضا الحسيني ( 37 )

صاصا حفيدتي بأمانتك ياابني هي وشاهي ، اوعدني تخلي بالك منهم ولاتتركهم أبدا

اندهش عماد مما سمع ، وسمعته أنا والطبيب والممرضة ، وكأنها وصيته لعماد ونحن شهود عليها ، ولم يستطع أحد منا إخباره بوفاة ابنته شاهي ، لم يكن من الطبيعي ولا المنطقي ولا المناسب أن يخبره أحد بهذا الخبر الصعب ، فهز عماد رأسه موافقا على ماسمعه من والد شاهي وهو يمسك بيده التي مالبثت أن سقطت من يده مع خروج أنفاسه الأخيرة وظلت عيناه تنظر لعماد في لحظة وداع مريرة، وكأن قنبلة جديدة قد انفجرت بالغرفة ، ولم يستطع الضابط عماد من منع انفجارها ، ففي الحياة كثير من القنابل ليس بيدنا شيء لمنع انفجارها ، فهي تنفجر فينا أو حولنا ، ولايوجد إنسان لم تنفجر فيه قنبلة يوما ما ، والقنابل تبدو وكأنها تنفجر بشكل مفاجيء، وهي في الحقيقة قنابل موقوتة لها وقت ومكان للانفجار ، ولايملك أحد أن يحمي نفسه مهما بلغت قوته أو قدرته على الإفلات منها ، كل هذا دار في تفكيري وأنا اعيش هذه اللحظة التي لم يخطر ببالي أبدا أنني سأغيشها منذ ذهبت للإبلاغ عن صديقي وقنبلته مساء الأمس

وساد الغرفة كلها سكات لايطاق أعقبه انهيار غريب لعماد ولي ، وأصابنا الذهول ، وبدأت أشعر أن هذا اليوم يساوي كل حياتي السابقة والقادمة ، ما كل هذه الأحداث التي أعيشها منذ ليلة الأمس ،واستمرت التساؤلات الغريبة تتوالى على تفكيري ، فلا أعرف لماذا قابلت أسرة شاهي ؟ لماذا أنا بالذات من بين ملايين البشر الذي اختارني القدر لأعيش كل ماعشته اليوم ، حتى أن علاقتي بالضابط عماد تطورت بشكل سريع ومتلاحق ، وأدركت أني منذ ولدت مكتوب في سجل حياتي هذه اللحظة ، سأكون بلا ترتيب الوحيد بجوار عماد في هذه اللحظة ، وأن عماد التقى فقط بشاهي ووالدها سيادة اللواء ليكون المسؤل عن إنهاء كل إجراءات دفنهما وإبلاغ بقية الأسرة ، وتعجبت من الحياة ، فعماد ربما لم ينجب ولم يتزوج من أخرى بعد انفصال زوجته عنه لأن صاصا ستكون هدية السماء له ، فعلا لانعلم أين سيكون الخير لنا ، حتى أنا كنت طيلة اليوم أتعجب مما أعيشه ، وكنت أراه شيئا ليس فيه أي خير لي ، وهاأنا أعيش مع عماد كل هذه الأحداث

وهنا رن هاتفي الذي شعر بما أنا فيه فاراد أن يخرجني من كل هذا الشرود ن وربما من كل هذا الحزن أيضا ، اضطررت للخروج من الغرفة لأتمكن من الرد بدون أن أتسبب في أي شيء جرح نفسي لعماد :

_ بابا ، وحشتني أوي ، هترجع ليا امتى ؟

_ حبيبة قلب بابا ، إزيك ياقلب بابا ، انت كمان وحشتيني

_ لو كنت وحشتك ياسي بابا كنت رجعتلي ومتتاخرش كده

_ حاضر هرجعلك ومعايا كل اللي بتحبيه

_ وأنا هتجيبلي معاك إيه ؟

_ أنتِ الحب كله والخير كله ياعمري

_ اضحك عليَّ زي كل مرة تتأخر فيها

_ تحبي أجيبلك إيه معايا ؟

_ المهم تجيبلي حبيبي معاك وبسرعة

كان الاتصال الذي لم يخطر ببالي هو أكتر شيء كنت أحتاجه في هذه اللحظات الصعبة، وكأنهم يشعرون بما أعيشه وأني أحتاجهم كثيرا

عدت وبداخلي الكثير من الأحاسيس المختلطة ، وكأن الأقدار تريد أن تقول لي كما تهوِّن على غيرك وتقف بجوارهم فأيضا القدر يقف بجانبك ويهوِّن عليك

عُدنا لصاصا الغالية التي صارت في لحظات بلا أحد ، بلا كل شيء ، ليس لديها سوى عماد بقلبه الحنون وابتسامته التي تحاول اختراق جليد الحزن الذي بداخله من أجل صاصا حبيبه قلبه ،وحبيبة قلبي ايضا ،فقد عشت معها الكثير من الوقت والأحداث اليوم ، ولا أدري ماالمصير الذي كُتب لنا ثلاثتنا بعد كل هذه الأحداث التي عشناه خلال هذا اليوم الطويل أو الأطول ، وبعد أن وصلنا لهذه النقطة

ونحن في غرفتها جاء صوت من جهاز الضابط عماد :

_ عمليات المعرض للضابط عماد ، حوِّل

_ أسمعك بوضوح ، حوِّل

_ تم القبض على الكاتب المتهم بمحاولة تفجير المعرض ، وصدرت الأوامر بضرورة حضور سيادتك ومعك الشاهد معتز ، حوِّل

_ عُلِم وجاري التنفيذ ، حوِّل ......

وإلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية هذا الجزء من الحكاية 

وافوني بتوقعاتكم للقادم من الحكاية .. وأفيدوني بآرائكم

مع تحياتي / رضا الحسيني ... 4مارس2024

Peut être une image de ‎1 personne et ‎texte qui dit ’‎(37) رواية القنبلة رضا الحسيني‎’‎‎

قالوا بقلم الناقد حمدي البوقي

 قالوا

____
أصعب ما يلقاه
الغصن المورق
أن تتساقط منه الأوراق
في غير خريف
أن يورق شوكا
أن يزهر خوفا
أن يثمر جوعا
أن يتنصل منه الجزع الراكد
في أعماق الغفلة والطين
أن يتنحى منه جميع العشاق
وهو الوارق أمسا
وهو النازف يأسا
من يمنح أعضائي بعضك
شربوا من أوصالي
كل بقايا الصبر
ثم سقوني الدمع
الدم
قالوا ....
من لا يصبر كفر
ثم تمادوا في العصيان
فلتحمل عني يازمني
بعض خطاياك
فلتحمل عني أوزارك
فلتحمل ريحك أعصارك
وأنين خطاك..
بقلمي
الناقد
حمدي البوقي