الشاعرة والكاتبة التونسية السامقة د-آمال بوحرب* : نبراس يضيء عتمات الزمن..ينير درب الإبداع..ويؤسس للون شعري وهّاج..
- الشعر يولد،من الروح والأرواح متشابهة،واذا كانت الروح نقية وشفافة ومعطاء،جاء الشعر على هيئتها وجوهرها والعكس كذلك." (د-آمال بوحرب )
يا قمرا..!
وَبينَ ضُلوعي مِن هَواهُ جحيمُ
إلىَ كَم أقاسّي مِنكَ روعاً وقسوةً
وَشوقا وَسقماً إن ذا لعَظيمُ
وَ إني لأنهي النَفسَ عنكَ تجلُداً
وأزعمَ أني بالسلوِ معك زعيمُ
فإن حظرت بالقَلبِ ذكَراكَ خطرةً
طابت النفس واستنشقت النعيم
فإني كالهائم في خطوطك َشغفا
وإني إن هممتُ لأستقي وردنا
ظللِتُ بلا لُبٍ إليكَ أهيمُ
(د-آمال بوحرب)
إذا كانت الشفافية الايحائية تطل من سنام الشاعرة والكاتبة التونسية المنبجسة من ضلوع الإبداع (د-آمال بوحرب) كما النوق في رقصاتها،فتترنح وتتبختر السنام فيها من على هودج البوح : بوحا وتجسيدا خلاقا للدلالة في أبهى تجلياتها وتداعياتها..
فإن الشاعرة والكاتبة القديرة-د-آمال بوحرب-تراقص إبداعها الشعري وكذا القصصي وتغازله بتشكيل تدويري،تنويري حسب كل حالة شعورية أو حس بنائي هندسي لديها وفق مجريات شخوصها ووثبتهم وتحركاتهم بوعي شاعرة وقاصة في ذات الآن تتحكم أيما تحكم في أدوات المد والمدد اللغوين .
متانة اللغة لديها ولولبتها تكتسح أيضا بوعي بناءها الهندسي،المعماري من نص لأخر حسب الحالة الإجرائية لكل نص وحسب كل نمط بنائي.
وإذن..؟
المبدعة التونسية د-آمال بوحرب-إذا،تطرّز-نصوصها الإبداعية-في مختلف تجلياتها الخلاقة- وفق مقتضيات ومتطلبات كل مرحلة زمكانية،حيث ” ترسكل “ شخوصها لتطعيم أدواتها الشعرية سيما في القصة القصيرة بمتانة لغة وتشكيل لفظي آخاذ،يختزن مرتكزا جديرا بالإحترام على صعيد ” تشبيب”كل حالة ضمن مفصليات وسياقات لغوية من وتبة شعورية لأخرى،حتى لو أقتضى الحال حالات هولامية،هستيرية أحيانا لتطعم مبناها العام،لكنها مؤثثة دوما بوعي إداركي منها لتحريك شخوصها وفق مبتغاها اللفظي،الدلالي والتنويري .
ضمن هذين السياقين والأروقة تستجيب ملكتها طوعا وانسياقا وانصياعا لهذين اللونين : شكلانية عالم الادب عند الروس ومن يتبعهم في في البنيوية..
والاغتراف من معين الرومانطيقة وأهواء ودلالات وهولاميات تهدف بالأساس إلى توطيد أواصر بنائها الشعري الرومانسي الشفاف..
ضمن هذا المنحنى-أيضا-ترقد ملائكية وتجليات الكاتبة والشاعرة التونسية د-آمال بوحرب-..
سألتها -مؤخرا-ما الشعر..وما الفائدة منه في زمن ضللنا فيه الطريق إلى الحكمة..؟!
فأجابتني بهدوئها المعتاد : الشعر يولد،من الروح والأرواح متشابهة،واذا كانت الروح نقية وشفافة ومعطاء،جاء الشعر على هيئتها وجوهرها والعكس كذلك."
ثم أضافت :"هنا أشير إلى أنّ الحركة الشعرية النسائية التي انطلقت منذ عقود ساهمت،كحافز وكمحرض،في قيام انطلاقة شعرية جديدة كانت تجمع شعر الجمالية الحديثة والتراثية ضمن تعبير غنائي موزون شبيه بالشعر الفرنسي في القرن التاسع عشر،ولقد قامت على سبيل المثال رشا عمران من سوريا وفاطمة ناعوت من مصر وجمانة حداد من لبنان ومليكة العاصمي من المغرب من الشاعرات بنفح الأدب العربي النسائي بسيريالية مدجنة ورؤيا شجاعة مميزة وحديثة.
ولعل العلامة الأكثر بروزاً في هذا الشعر كانت نوعاً من الرمزية الجامحة والإستحضار اللازمني اللذين جعلا هذا الشعر صعب المنال بالنسبة الى الجمهور الواسع..
ومع مرور الوقت أصبح هذا الشعر اكثر صفاء واكتسب عمقاً وبساطة وتميزاً في المضمون وفي التعبير..
ثم تختم :" خلاصة القول أقول : "كلّ قصيدة هي أسطورة عشق..يضعها شاعر أو تضعها شاعرة لخلق العالم من جديد..وإن لم تكن كذلك فهي لا شيء..والشاعر/الشاعرة لا يستعيد أسطورة أو يستلهمها فقط،بل يكتب أسطورته،ليضع نفسه ويضعنا أبدا أمام ذواتنا في بداياتها..بداياتها المتجدّدة التي لا تنتهي..وأعظم تصوّر لهذه البدايات أن نكون..أن يكون وجودنا أسطورة خلق..أسطورة عشق،في ترابط عضوي بين الحبّ والخلق،علّة وغاية،فعلا وقصدا.."
هي ذي الشاعرة والكاتبة التونسية د-آمال بوحرب-وهي تشق طريقها ومسارها بكل تؤدة..
لا يسعني في الاخير-كناقد-إلا أن أشد أزرها،مع تمنياتي لها بوافرالسداد في مسارها الإبداعي الذي يبشر بخير..بل بيشّر بمشروع شاعرة تونسية وكاتبة من العيار الثقيل.
و أترك الباقي..لإختمار عشب الكلام..
محمد المحسن
*د.آمال بوحـــــرب كاتبة وشاعرة تونسية الجنسية مقيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة.تكتب بحبر الروح..ودم القصيدة.