الأربعاء، 2 نوفمبر 2022

الفعل الإرادي البشري بقلم الأستاذ : شكري بن محمد السلطاني

 الفعل الإرادي البشري

إنّ الفعل الإرادي يمارسه عامة النّاس في حيّز مجال نشاطهم وسلوكهم وحريّتهم الفرديّة المتاحة ، وقد لا يعي الكثير منهم ويُدركون مدلولاته وخاصياته ونتائجه على حاضرهم ومستقبلهم ومصيرهم ليفقد جدواه وفاعليته ومردوديته مغيبين عن السبب والغاية من فعله.
فالفعل الإرادي يستوجب النيّة التّفكير وإتخاذ القرار ، يُسْتَخدم فيه وجوبا الذّكاء والذاكرة وخبرة الشّخص ونضجه ومستواه الثقافي ومهاراته .
تتعدّد أفعال البشر وتختلف ويمكن قيسها وتقييمها والحكم عليها بالسلبيّة والإيجابيّة ، كما تتفاوت مستويات البشر في إدراك الحقائق حيث تختلف وتتنوّع ردود الأفعال حسب درجة الإدراك والوعي والخبرة والنضج وسلامة التّفكير وسداده.
ولذلك يمكن تصنيف الأفعال الإراديّة من خلال صفاتها خصائصها ونتائجها ومدى تحقيقها للفعل الموجب للسعيّ والمتعلّق بإرادة الشّخص إلى :
1_ فعل خاطئ :
لا يصيب حقيقة ولا يُعالج موضوع ولا يحلّ إشكال ، يُجانب الصواب ويقع في الخطأ بسبب سوء التّفكير وهزالته وسُقمه ولسذاجة صاحبه وبساطته التّي يغشاه الجهل ويحيط به الوهم فقد تمكّن منه الوهن ليسلب نباهته وفطنته وذكائه لتراخيه وتكاسله وإنبساطه وغروره ونرجسيته ، فتراه قابعا خانعا راضيّا لا يبذل جهدا للتمييّز وإدراك الحقائق وقراءة الواقع كما هو لا كما يعتقد واهما جاهلا ، يُسارع متهافتا للفعل دون دراية ووعي بالعواقب وجاهلا بالأسباب ليرتدّ خائبا فاشلاً يلعن القدر ويتسبّب بالظروف وسوء حظّه .
2_ فعل نسبيّ بظروفه وشروطه :
كنسبيّة الذّات البشريّة والظروف والشّروط الموضوعيّة المحيطة به ، حيث يتارجح الإنسان بفعله الإرادي بين الخطأ والصواب ، يوفّق في سعيه وسلوكه أحيانا ويخيب في مرّات أخرى .
فعل بشري بإمتياز يمتزج فيه الهوى والنّفس والجهل والحكمة والمعرفة والذاكرة والنّسيان ، فصاحبه على طرفي نقيض من النباهة والحماقة حسب ظروفه وضغط زمانه وإحاطة المكان .
فعل لا يفلت منه إنسان وهو واقع به لتعلّق كينونته وصيرورته وتاريخه بظروف وشروط ذاتيّة و موضوعيّة نسبيّة غير مطلقة بالمرّة ، فليس الإنسان كله حقّ ولا جلّه باطل.
لا يُمكن أن يكون الإنسان يقظا صاح في كل الأوقات إذ الخطرات تجتاحه والشّهوات تُنهكه والمثيرات والمنبهات تغشاه لتسلب أحيانا نباهته.
3_ فعل مثالي فريد :
يتميّز بمثاليّة المنحى والأداء حيث سداد الفكر وسلامة السّلوك ورشاده ، يزيّنه تفكير سليم قويم مطابق للواقع معدوم الوهم مسلوب الجهل وخطأ التقييم والتقويم تتجلى فيه مواهب وعلم الشّخص وفقهه بواقعه حيث وعيه المطابق .
قليل من البشر يهتدي ويوفّق لمثالية فعله وذلك لنسبيّة الذّات العارفة المُدركة وتحوّل وتغيّر الظروف حين بعد حين .
إنّ من دعائم السّلوك وركائزه النّفس والهوى، العقليّة والعاطفة وهمّة الشّخص ، حيث يلعب تاريخ الفرد ونضجه وخبرته دورا هامّا في تحديد نوعيّة سلوكه ونجاحه وفشله.
وإنّ في إدراك وفهم مميّزات كل فعل إرادي تبيّن درجة الإخفاق والتّوفيق للإنجاز والتّحقيق .
وليعي كل فاعل لفعل عن قيمة فعله وفاعليته وسبب فعله والغاية منه ، لعلّه يكون ذلك السّابح المحمود في بحر مترامي الأطراف تجتاحه أمواج ردود الأفعال البشريّة بمختلف أصنافها وأنواعها فلا تزيده إلا صلابة في الفهم والإدراك والوعي ومرونة في التّعامل والتكيّف والتّجاوز بأقل الأضرار وبكثرة النجاحات .
واخيرا هل يُمكن أن نُقِيم لكل فعل وزنا وحسابا ، عقابا أو جزاءً ؟ أو نترك ذلك للقدر يُدين الشّخص بفعله المُشِين أو يُجازيه بفعله القويم !
الأستاذ : شكري بن محمد السلطاني
Peut être une image de 1 personne, barbe, arbre et ciel

سؤال لجوج يقضّ مضجعي : أيهما أنجز الآخر؟..أيهما سينجز الآخر..تونس أم ثورتها.؟! بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمدد المحسن

 سؤال لجوج يقضّ مضجعي : أيهما أنجز الآخر؟..أيهما سينجز الآخر..تونس أم ثورتها.؟!

"لكم أن تقطفوا كل الأزهار..وتبيدوا جميع الورود..لكنكم لا تستطيعون إيقاف الربيع"(الشاعر التشيلي بابلو نيرودا)
"..وما زال لم يفهم الأغبياء..بأنّ النضال طريق الخلاص..كلا يا تونس..فأنت المحال الذي لايباع..وأنت التراب الذي لا يباع..وأنت السماء والبهاء..وأنت القصاص.."(عن مظفر النواب-بتصرف طفيف)
كيف يمكن للغة أن تنجو من لغوها،وهي يحك بعضها بعضا،في محاولة -بائسة-للتعبير عما انطبع وينطبع في الذات من مشاعر وخواطر،يثيره ويركض أمامها حدث الرّوح التونسي الأعظم: الثورة المجيدة؟
وبعيدا عن التجريد المشخصن الذي آلت إليه كلمة”الثورة”وعن تصدرها قائمة أسهم الخطاب في بورصة المزايدات السياسية،بل بعيد عما تفجره من تداعيات معنوية وحلمية،أجدني أميل إلى العودة إلى التجسيد،إلى القبض على الشيء والمعنى بالحواس المتأتئة،قبل أن تقنصهما التسمية،وتحبسهما في أقفاصها الرنانة.
ما كنت لأجرؤ على مجازفة كهذه،لولا أنني كنت هنا،على الأرض التونسية التي انتفض لحمها البشري ذات شتاء عاصف من شهر ديسمبر2010،فشاهدت وشهدت،وإن كانت مشاهدة لم تخرج من حيز الشهود-آسفا-إلى فضاء الإستشهاد.. !
ثمة سؤال آبله يدور في خلدي،قد يصلح ليكون بداية،وإن كانت فجة،للملامسة المقصودة هنا:لماذا يجب على الشعراء أن يكتبوا شعرا أو نثرا،عن الإشراقات الخلابة للثورة التونسية المجيدة؟ !
هو سؤال آبله كما ترون،ولكنه،ككل آبله،يلح في طلب إجابة شافية،وككل أبله لن ترضيه الإجابات المخاتلة،أو تلك المبنية على الركون إلى البدهيات والأعراف.
والوجوب المفترض من الشعراء(أو المفروض عليهم !)-وأزعم أنّي واحد منهم-هو إما نابع من ضمير الشاعر نفسه،من ضيقه بما احتشد في وجدانه من مشاعر وانفعالات صاخبة،لن تهدأ حتى يخرجها كلمات على الورق،أو أنه نابع من إحساس الشاعر بواجبه في التعبير عن مشاعر وانفعالات الآخرين ممن حرموا القدرة على الكتابة،وفي كلتا الحالتين يراد منه أن يكون اسهاما في الفعل الذي جرى على الأرض التونسية-الثورة.
وكأني بالشاعر ما يزال يعتبر نفسه،ويعتبره الآخرون،صوت أمته،وضميرها الحي،الحامل لهمومها وأفراحها وآلامها،المعدد لمناقبها،الممجد لإنتصاراتها،الرائي لقتلاها،الشاتم لأعدائها..وربما هو كذلك،أو كان كذلك،في جاهلية انقضت(أو هكذا حسبناها !)،قبل أن تخرج الأمور عن مجرد نزاعات قبلية بالسيف والرمح على مرعى وكلأ،وقبل أن تتعقد العلوم والإختصاصات،فيتولى آخرون فيما بينهم تلك المهام التي كانت منوطة بلسان الشاعر وفصاحته،وأعني بهم علماء الإجتماع وعلماء السياسة وعلماء الإقتصاد وعلماء التاريخ وعلماء الحرب وعلماء النفس وعلماء الإعلام..حتى علماء الكلام ممن تزدحم بهم –الحوارات-بتلفزاتنا التونسية !
لكن النّاس ينتظرون من الشاعر مثلا،أن يقول ويكتب! وهو في داخله يحس أنّ مهمته هو،دون غيره! وكأنّه راسخ في وهمه أنّ حركة التاريخ،وسيرورة الواقع،ورياح التغيير مرهونة بما سيسيل به قلمه على لوح الأقدار المكشوف،هذه المرة،لا المحفوظ ! وكأننا ما نزال ننظر إلى صراع وجودنا نظرة شاعرية،تستبدل الحركة والفعل الناتجين عن الدرس والتحليل والرصد الموضوعي،بإنثيالات عاطفية،وتهويمات مدغدغة،وبلاغات
لفظية،لا تعمل على تحويل الدّم إلى حبر فحسب،بل أيضا على تحويل الشهادة إلى رمز،والألم البشري إلى مجاز !
والسؤال الأبله السابق يلد أسئلة أخرى ليست أقل بلاهة: هل تعدّ قصائد الشعراء وكتابات الكتّاب وخطابات الخطباء مشاركة في
الثورة التي أشعلها البوعزيزي واشتعل بها،أم أنّها ليست سوى تعويض مرض عن العجز عن المشاركة الحقيقية فيها ؟
وبسؤال مغاير أقول:هل من شأن هذه الكتابات أن تسهم في تحقيق الديموقراطية وإنقاذ المناطق المهمشة من عقال الفقر وتوفير شروط الأمن والآمان..،أم أنّ جدواها تقتصر على تحرير ضمير كاتبها من وطأة الإحساس باللانفع،وإراحة ضمائر متلقيه من الرهق الذين يرين عليها،بسبب ما تعانيه من شلل شامل..؟!
وحين يستعمل أحدهم لغته لتصوير رمية حجر أو نظرة غضب أو مصرع طفل بتالة..وآخر بتطاوين.. أو نواح أم…هل يكون في روعه أنّ
صوره أصدق وأبلغ وأبعد أثرا من صورة الحقيقة التي رآها عيانا،أو عبر ما بثته أجهزة الإعلام صبح مساء ؟!
وحين تعلو أصواتهم بالحمد والتمجيد آنا،والحزن والتفجّع تارة،والوعيد تارة أخرى،هل يحسبونها تبلغ علو أصوات الدم الذي أريق على الإسفلت وحول الحواجز وفي المستشفيات؟
بل هي حين تهدأ أسيانة،هل يرونها تداني الهدوء والأسى اللذين غلفا وجوه الشهداء المرفوعة أمام سماء متخمة بالدموع..؟ !
وهل في ظن أحدهم أنّ أؤلئك البسطاء الواقعيين،ولا أقول الأسطوريين الذين انتفضوا على القهر والظلم والإستبداد،كما ينتفض الجسد الحي تحت وخز الإبر،يقرؤون قصائده أو يفهمونها،أو يتخذون من تكاثرها وتراكمها ذخيرة لهم في مواصلة نضالهم،وهم الذين ما انتظروها حين أشعلوا تلك الثورة الخالدة واشتعلوا بها..؟ !
بسؤال آخر: إذا كان يراد من هذه القصائد والكتابات أن تكون أعمالا فنية جمالية،تسعى،بأدوات دقيقة ومحترفة،إلى استلهام الحدث(الثورة التونسية المجيدة) لتخليده،وجعله عبرة وراقة وجدانية أصيلة،تنفعل بها وتتعلّم منها الأجيال القادمة،فلعمري ألا تكفي قصيدة واحدة،أو بضع قصائد لتلبية هذا المطمح؟.
أجل،إنها أسئلة بلهاء،لا أظنها ترد على خاطر كثير من الشعراء وغيرهم من ممتهني الحرف،وهم ينتظرون هبوب الحدث فعلا،لكي يندفعوا في هبوبه..قولا !
وإذن..؟
أعترف إذا-أنا الكاتب التونسي محمد المحسن المقيم بالشمال الإفريقي والملتحف بمخمل الليل العربي الحالك والمؤمن بأنّ الكتابة صرخة في وجه الظلم والطغيان -،بأنّ الثورة التونسية الخالدة،جردتني من أدواتي اللغوية والبلاغية جميعها،ومسحت بممحاة واقعيتها كل ما حفظته من كلمات وتعابير،وما خزنته من أسماء وتشبيهات،وأوقفتني هكذا مذهولا مبهوتا،أما حقائقها العارية!
ومن هنا غدت (الثورة التونسية) مبثوثة في الأنساغ كلّها،وعلى من يبحث عن موقع بجوارها،أو في مدى توهّجها أن يعثر على ثورته،لغة ورؤى،وأن يستغيث بها للتحرّر من المديح الذي تورّطت به الثورات العربية كلّها خلال نصف قرن !
وسيبقى السؤال مفتوحا على آفاق لا آخر لها،تنبعث فيها الثورة كالعنقاء وهو..أيهما أنجز الآخر؟ أيهما سينجز الآخر،تونس أم ثورتها.؟..أم كلا الإثنين،سينجزان-تونسيا-حرّا خطوته الأولى على هذه الأرض..تونسية..؟؟
سلام هي تونس..تونس التي تمايزت فيها الألوان ولم تكتفي بالأسود والأبيض..
تونس التي من خلالها سيتاح للديمقراطيين في بقية البلدان العربية أن يتعلموا منها الكثير..
لست أحلم..لكنه الإيمان الأكثر دقة في لحظات التاريخ السوداء..من حسابات حفاة الضمير..
محمدد المحسن
Peut être une image de 1 personne

للمرايا وجوهٌ مِنْ حَجَر بقلم كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي

 للمرايا وجوهٌ مِنْ حَجَر

في حقيبتي المنسيّةِ ادّخَرْتُ صحائفَ من بياضِ أيّامي وشمعةً سوداءَ ملتهبةَ الأطرافِ مساراتٌ من نورٍ ونارٍ ، في هذا الدربِ الموحشِ ألقيتُ خُطايَ هوَ صوتٌ مختنقٌ يحيا في أعماقي ثمّةَ قبرٌ طويلٌ يحلمُ بالشمسِ أحرفٌ صامتةٌ أطلقُها للريحِ لتهدأَ أطلقُها كي لا تصدأ أرمّمُ بها شَظايا من وجهي الحجري مَنْ دفعَ هذا الصريمَ ليسافرَ مع الصَبا !؟ مَنْ أطلقَ ذراته روحاً ونداءً !؟ مَنْ فَجّرَ أعماقَ الصمتِ الحاملِ سرّ الإيحاء !؟
هلْ هذا وعاءٌ أبهمُ أم شُرُفاتٌ صلّى في محرابها ألفُ صباحٍ ومساءٍ !؟
للجبال القصيّةِ وُكُناتٌ لا تعشّشُ بها الكلماتُ الباردةُ للدفءِ حناجرُ خافتةٌ تلتقطُها الأمواجُ الصوتيّةُ وللمرايا وجوهٌ من حجرٍ وحشٌ خاملٌ تجذبُهُ طرائدُ الصقيعِ عصفورٌ نائمٌ يوقظُهُ خيطُ الشمسِ قدْ يَتَمطّى ليلٌ مأسورٌ ويكبرُ جرحٌ مغمورٌ لكنّي أعلمُ أنّي لا أبقى مأخوذاً بلُهابي أو مقطوعَ الجذرِ عن نبعِ أيامي الصَدِيّات .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ
Peut être de l’art


منتهية بقلم/ يحي محمد بقش

 منتهية

بقلم/ يحي محمد بقش
منتهية سيدة الأحلام النرجسية
لم يعد للحب نكهته الاولية
تاهت الاشواق بك
حتى جهلتِ حروفك الابجدية
قد كبرتِ طال عمرك
وتلاشت معانيكِ المَخملية
منتهية لملمي ما تبقى من هواك
إرحلِ فحياتكِ ليست سرمدية
هذا عام نغلق الخمسين فيه
قد تقاسمنا الشقاء فيه سوية
لاتلوميني أنتِ أدرى
إنتهى الشعر والشاعرية
كل شبر في أرض الله
يشكوا قسوة الجاني وبكي الضحية
نحن نحيى ولكن مثل موتى
فأفيقي يا أمانينا المنتهية
إرحلِ فأنا قد رحلت
ولكن أحمل إليكِ هدية
سوف ألقاكِ هُناكَ حتما
فكِلانا يحملُ نفس الهوية
يحي محمد بقش
اليمن
Peut être une image de 1 personne

* للأساطير حكم وسحر بقلم الشاعرة روضة بوسليمي

 * للأساطير حكم وسحر

كأنّ النّوارس خلقت من مناديل
طالما لوّحنا بها للرّاحلين
مناديل أكتب عليها أساطير
تٌروَى لجنّيات المساء
كأسطورة عصفور
يحمل رسائل شوق
حطّ مرّة على شرفتي
فنسيَ كيف يطير
قيل ...
للاساطير حكم
قلت ...
للأساطير سحر
يرفع عنّي حرج البوح
إذ ما حاجتي للحديث !؟
وأنت دمع تكتبني
بستانا اخضر حينا
ووميض نجم يضيء الكون احيانا
او تكتبني
لقاء منتظرا تحت شجرة الغد
•••••••••○•••••• (( روضة بوسليمي ))
Peut être une image de 1 personne

ايه ياساعي البريد بقلم المقداد الجمني القصرين تونس الجميلة

 ايه ياساعي البريد

اجعل الطرق شديد
بلغ القصد سريع
اطرق الباب الحديد
قله عني الكثير
قله خل شهيد
ارسل الورد اليك
كله حلم سعيد
ايه ياساعي البريد
سوف اعطي ماتريد
ولك مني البشاره
بعض الف ويزيد
انت يا ساعي البريد
الامضاء المقداد الجمني القصرين تونس الجميلة

اللّيلُ يُخفي ما تَخثّرَ من دَمي بقلم الأديبة سنيا مدوري/تونس

 اللّيلُ يُخفي ما تَخثّرَ من دَمي

لا وقت يهدرهُ
المسافر في الوداعْ..
صُغ من ضلوعي مِشعلاً
واذهبْ إلى حيث
انتفاء الوجه في كَلَف القناعْ..
مُتداخلان أنا وحزني..
والقصيدةُ موجةٌ
تقفو الشّراعْ ..
في الدّرب شوكُ المفرداتِ وذي أنا..
ذئبُ المسافةِ، بارز الأنيابِ
جاعْ...
سنيا مدوري/تونس
Peut être une image de 1 personne

حين لا أغرق من رأسي إلى رجليَّ في غم الكتابهْ بقلم الأديب الصادق شرف أبو وجدان

 حين لا أغرق من رأسي إلى رجليَّ في غم الكتابهْ

يعتريني الضيق من أسئلة حارقة دون إجابهْ
هل أنا حيّ كمَـيْـتٍ ؟ ولماذا انتقمت مني الرتابهْ ؟
لفني غـيم حزين .. ورزين .. وأنا نفسي سحابهْ
أثقلتها موجة من مطر مرت بأشجاري لغابهْ
بعضها ما انكبَّ إلا قطرات .. قطرات من كآبهْ
بعضها من عطشي انصبَّ فجففتُ انصبابهْ
إذ سقى أعشاب عمري ، يا لعمر ما تذوقت شبابهْ!
مرّ بي مثل سراب ، ليس ماء ,, هل تعشقت سرابهْ؟
مثل من كان بييتٍ يتلهى بسرير وصبابهْ
فجأة يسمع طرْقَ الليل .. والليل غريبٌ دق بابهْ ؟
وتشجعت لفتح الباب لكنْ .. لم تفاجئني الغرابهْ
لم يك الطارق إلاّ امرأة آنسة كانتْ مصابهْ
تطلب النجدة مني .. لكن النجدة ليستْ مستجابهْ
فأنا كنت جهولا بجراح .. بمهارات الطبابهْ
ليس عندي مبضع .. مهلا أنا لي قلم إن يتشابَهْ ؟
قلم الشاعر بالمبضع ما أشبه ضيقي بالرحابهْ !
ضيِّقٌ حرفي .. ويا ما كنت أرجو أن أداوي بالكتابهْ !
ضحكت مني التي داويتها .. فاغتصبت مني الرقابهْ
ورقي اغتال لساني وشفاهي ويراعي والربابهْ
عندما نازعت قطن الجرح عني وتلافيت تلافيف العصابَهْ
لم تصدق أنني بالإغتيالات أنا قاسيت من عمق الإصابهْ
لكنِ السطح به جرح بدا لي أرخبيلا من خرابهْ
سألتني وهي تبكي : أنت ما رأيك في جرح القرابهْ ؟
لم أجبها .. علها ما انتظرت مني الإجابهْ
حين قالت : ــ ذاك ما قد فعلتْ بي أختي النقابهْ
نـقَّـبــتْ عـيـنـيَّ لما داهمتني باعتصامات بدت لي مسترابهْ
خمجت جرحي وفيه الدود أحسست انسيابَــهْ
فهل الجرح إذا انسابت به الحية تجديه الطبابَهْ ؟؟
بينها نحن وبين الجرح ألغينا تراتيب الحجابهْ ..
لم نعد نطلب كشف الوجه كلا .. بل عليه نحن أبقينا نقابَهْ
.. يستر اللحية ، فهي اليوم من يكشف عن وجه الرقابهْ
لم تكن للجرح كالنحلة بل كانت لجراحي كالذبابهْ!
الصادق شرف أبو وجدان
ـ قليبيه 25/6/2018