الأربعاء، 13 أبريل 2022

ذِكرى ميلادِ الإبنة ريم مع هلالِ رمضان بقلم الأم الشاعرة عزيزة بشير

 ذِكرى ميلادِابنتي ريم مع هلالِ رمضان

رمضانَ المُبارك والإفراج عن أحمد مناصرة إن شاء الله!
ميلادُ بِنتي بشهْرِ الخيْرِ قدعَبَرَ
شهرُ الفضيلةِ شهرُ الخيْرِ والبَرَرَهْ
شهْرٌ يَهُلُّ وَ نورُ اللهِ يسبِقُهُ
ضاءَ الوُجودَ وغطّى الشّمسَ والقمَرَ
سُبحانَ ربّي فكلّ مِنّا مُنتَظِرٌ
شهرَ الأمانِ والاطِئنانِ، فيهِ نَرى
ميلادُ بِنتي وكلُّ الكَوْنِ يرقُبُهُ
يهفو لِقيْدِكَ يا (أحمدْ) وقَدْ كُسِرَ
(ريمٌ )تُناشِدُ : يا ربّي لِتُفرِجَها
هَنِّ الجميعَ وهنِّ الطّفلَ قد صبَرَ
أبْعِدْ كُورونا وشافِ الجُرْح خالِقَنا
أنتَ الرّحيمُ وَمَنْ للذّنبِ قدْ غَفَر
أفرجْهَا ربّي على(أحمدْ)وهَنِّ بِهِ
كلَّ الخلائقِ……هنِّ الإخوَةَ الأُسَرا
كلٌّ يُناجيكَ يا رَبّي ؛ لِتُفرِجَها
طالَ الإسارُ وغابَ الفَرْحُ واندَثَرَ
طلّ الصّباحُ يُمَنِّي الكَوْنَ يوقِظُهُ
يستَحلِفُ اللهَ عَوْدَ الفرْحِ والسّمَرَ
يستَحلِفُ اللهَ كسْرَ القيْدِ يُفرِحُنا
أحمد يعودُ لِحِضنِ الأُمِّ قد نُصِرَ
صهيونُ زَجّ بِهِ طفلاً وعذّبهُ
ألهِمهُ ربّي يُعيدُ اليوْمَ …مَن أسَرَ
لنْ أُطفِي شمعِيَ إلاّ بعدَ رؤيتِهِ
يمشي لأهلِهِ مسروراً….. بِلا عبَرهْ!
-عيدٌ سعيدٌ أيا بِكْري وغاليَِتي
عُمرٌ مديدٌ تهانِي القلبِ مِن شُعَرا
ألخيْرُ فيكِ ومَن دوّى ليُفرِجها
شعبٌ أصيلٌ لِعَوْد الأرضِ قد نذرَ
روحاً وَعمراً وأبناءً لِنُصرَتِها
عاشت فلسطينُ معهاشعبُها الأُمَرا
كلُّ يُهَنّيكِ عنْ بُعْدٍ وَيَرجُو لَكُم
زَوْجاً وبنتاً معاكِ السّعْدُ قد حُشِرَ
شَهُرٌ مُبارَكُ والأفراحُ تجمَعُنا
(للقَدْرِ )تُبْلِغُنا……. عِتْقاً بِها قُدِرَ
واللهُ يُسعِدُنا بالنّصرِ يوعِدُنا
للقُدسِ)يُرْجِعُنا(للأقصَى)والأُسَرا!
ماما / عزيزة بشير

الثلاثاء، 12 أبريل 2022

وفاة الشاعر العراقي الكبير حسب الشيخ جعفر… بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

  وفاة الشاعر العراقي الكبير حسب الشيخ جعفر…


توفي يوم أمس الإثنين الشاعر العراقي الكبير حسب الشيخ جعفر الذي يعتبر من أهم شعراء العربية في النصف الثاني من القرن العشرين ..
وقد ولد حسب الشيخ جعفر في العمارة سنة(1942) و درس الابتدائي والثانوي في مسقط رأسه والتحق بموسكو عاصمة الاتحاد السوفياتي حيث تخرّج في معهد غوركي للآداب عام 1966 وحصل على ماجيستر آداب.
وقد عين رئيساً للقسم الثقافي في إذاعة بغداد حيث عمل من 1970 – 1974،ثم اشتغل محرراً في جريدة “الثورة” وهو عضو في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق.
منذ الستينياتو ساهم في الصحافة العراقية وحضر المؤتمرات الأدبية والشعرية في العراق والدول العربية والاتحاد السوفيتي. من دواوينه الشعرية‌ نذكر” نخلة الله والطائر الخشبي”و”زيارة السيدة السومرية “و”عبر الحائط في‌ المرآة”و”في مثل حنو الزوبعة”.
وله عدة مؤلفات سرد فيها سيرته التي تحدث عنها العديد من النقاد والباحثينوقد ترجم عن شعراء الروس للتعريف بالأدب السوفياتي وحصل على الجائزة التقديرية الكبرى في بغداد لأعماله الشعرية الكاملة كما نال جائزة السلام السوفياتية في سنه 1983 وجائزة مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية للشعر الـدورة الثامنة عام 2002وللعلم له أصدقاء من الشعراء والاعلاميين التونسيين منذ عشرية السبعينيات التي كانت زاخرة بالعطاءات الأدبية والشعرية في البلاد العربية رحمه الله رحمة واسعة وصبرا جميلا لعائلته ..

محمد المحسن


القصة القصيرة جداً..رؤية تأصيلية كتاب نقدي جديد للكاتب والناقد السوري د. محمد ياسين صبيح متابعة الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 القصة القصيرة جداً..رؤية تأصيلية كتاب نقدي جديد للكاتب والناقد السوري د. محمد ياسين صبيح

صدر للكاتب السوري د. محمد ياسين صبيح عن دار خطوط وظلال في الأردن الكتاب النقدي الجديد الذي يهتم بالقصة القصيرة جدً، هذا الجنس الأدبي الجديد نسبياً والذي يحتاج إلى المزيد من الدراسات النقدية التي تفتح أفاق الكتابة الإبداعية.
يحتوي الكتاب على الكثير من الفصول التي تناقش وتدرس الكثير من المواضيع مثل (التناص والشعرية والتجريب والخطاب السردي الخاص بها، وإلى علاقتها الحساسة بالشعر النثري وتداخلاتها معه، والذي يعتبر إشكالية كبيرة ترافق الشعراء وكتاب القصة القصيرة جداً، والى الغوص في تعالقاتها مع الثنائيات اللغوية والضدية وغيرها من المواضيع)، والتي ستساهم في خلق رؤية إبداعية جديدة لها، وتعزز الفهم الأفضل لماهيتها السردية ولتقنياتها المتعددة.
يقدم الكتاب دراسة شاملة عن كل ما يتعلق بالقصة القصيرة جداً مدعّم بالكثير من الدراسات التطبيقية للعديد من الكتاب العرب،وتأتي أهمية الكتاب من خلال محاولته تقديم رؤية تنظيرية ونقدية للكثير من المواضيع الخاصة بالقصة القصيرة جداً، فهي لا زالت تحاول أن تجد لها مكاناً راسخاً على الساحة الأدبية، من خلال ترسيخ أحقيتها الأجناسية وتقنياتها السردية وتأصيل الحالة النقدية والتنظيرية لها، من هنا تأتي أهمية هذه الدراسة في دراسة ومناقشة هذه المواضيع، حيث الأجناس الأدبية السردية الأخرى (الرواية والقصة القصيرة)، حظيت بدراسات تنظيرية ونقدية كثيرة جداً.
تحاول هذه الدراسة، تقديم رؤية تأصيلية ممكنة للقصة القصيرة جداً،ومدعّمة بدراسات تطبيقية واسعة وللعديد من الكتّاب العرب الذين نشروا مجموعاتهم عبر الوطن العربي.
متابعة محمد المحسن
Peut être une image de 1 personne

الاثنين، 11 أبريل 2022

قراءة في نص " مرهم الروح " للشاعرة " إيمان بن حمادي" ... بقلم الناقدة و الشاعرة السورية المبدعة "باسمة العوام"

 هكذا كانت القراءة النقدية التي خطتها أنامل الناقدة و الشاعرة السورية المبدعة "باسمة العوام" لقصيدتي "مرهم الروح":

قراءتي في نص " مرهم الروح " للشاعرة " إيمان بن حمادي" ... Imen Ben Hamadi
ا☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆ا
هل قرأت حروفاً فرقص على وقعها النبض وحلّقت الروح بين السطور ؟!
هل تكدّس على شفتيك صوت العصافير، فنطقت في أعماقك القصيدة ؟! ، وأزهر الحبّ المعتّق من قلب الرماد ؟! ..
الحبّ الصادق الذي يداوي الجروح ويبدد مرارة الزمن ، يعبر الألم ويمزق الأحزان ... كما تقول شاعرتنا " إيمان بن حمادي " في هذا النص ؟!
" مرهم الروح:
ظل يغمر كلماتي
يملك عرش قلبي
يبدّد مرارة الزمن
يحيك روحي...يتلاشى بجسدي
يرقص في نبضي...يسكن ازمنتي
ظل يغمر مخيلتي
يعبر ألمي
يمزق احزاني ...يمدد فرحي
ظل يلاعب افكاري...يحضن شعري
ظل من الوله يجدد ذاكرتي
يبذر شذرات الحنين اليه؟
صوته انفجارات الرجولة و الوله
جسده مناخات العشق ومرافئ الضوء
فانا القتيلة و الاسيرة في ازمنة العشق. "
__/☆☆ شاعرة تهادن الحروف من خلف المسافات ، كالطير تحلّق فوقها ، تنقر على طاولة الاعتراف . وعلى ضفاف البوح ، تتلو العشق ياسميناً وفرحاً ، ترشفه عقاقيرَ حبٍّ وطهرٍ وشفاء ، ثم في كوخه تغفو .
بحر من المشاعر والأحاسيس اختزلته الشاعرة في سطور حمّلتها صورا مكثفة فيها التخييل والاستعارة والتشبيه وبعض من تقنيات الشعر ، لتعبّر عمّا يجول في فؤادها ، وتعكس صورة حبيبها عندما تقول :
" صوته انفجارات الرجولة والوله
جسده مناخات العشق ومرافئ الضوء "
__/☆☆ أسلوب من أساليب التجديد في الشعر أو في كتابة قصيدة النثر . كلمات سهلة واضحة وتراكيب بسيطة معبرة مُستَخدَمَة للتعبير عن عاطفة جيّاشة وأحاسيس وانفعالات تحاكي مايجول في أعماقها .
ومن أقدر من الشاعر على عكس مايعتمل بداخله بكلمات وسطور تتراقص على متنها القلوب وظلال تجدد الذاكرة وتحفظها بعيدا عن النسيان ؟! كما ورد بين سطور هذه القصيدة في قول الشاعرة :
" ظل من الوله يجدد ذاكرتي "
__ صورة أخرى تأخذك في عالم السحر والخيال :
" يبذر شذرات الحنين إليه "
__/☆☆ شاعرة متجددة استطاعت بكثير من المهارة والإتقان تقديم نصها الشعري مستخدمة لغة تصوير مكثفة لها وقعها لا تخلو من الموسيقى والخيال ، وعاطفة صادقة من صميم واقع الفؤاد وأزمنته وعهوده التي فيها هي القتيلة الأسيرة المكبّلة بقيود عشقه .

الأحد، 10 أبريل 2022

قراءة نقدية في نص (عمالقة الهذيان) للكاتبة التونسية القديرة جميلة بلطي عطوي بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 قراءة نقدية في نص (عمالقة الهذيان) للكاتبة التونسية القديرة جميلة بلطي عطوي

تقديم محمد المحسن
إن أهم ما يلفت الانتباه،في قصة. القاصة التونسية القديرة ـ ـجميلة بلطي عطوي- المعنونة ب ـ -عمالقة الهذيان ـ.أنها لا تشتمل على ذروة،وأنها مجرد عرض صو،ولا تربطها إلا فكرة عامة، وتتلخص في التعبير عن خواطر النفس.إ ضافة الى الاسراف في الذاتية.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل نجيز لأنفسنا إعتبار نصها القصصي بعيدا عن مواصفات القصة؟.
الجواب في كلتا الحالتين يحتاج الى تبرير؟. والى نقد مؤسس على ضوء التجارب المعمول بها في جنس القصة.لأنه من الظلم إصدار أحكام تفتقر الى أدلة في فن من فنون الأدب بدون سابق معرفة؟.
وبعبارة أدق وأوضح.أن عملية النقد في القصة تحديدا تعتبر جد حساسة.بحكم تعدد مدارسها. وتنوع قواعدها الفنية.لذلك يتطلب منا دراسة عميقة لكل مدرسة من المدارس القصصية على حدة،حتى يتسنى لنا تصنيف النص أولا المراد قراءته لإ ستحضار مفاتيح القراءة.
لقد تطرقت إلى ما تطرقت اليه للفت إ نتباه بعض الأقلام التي تحاول الخروج ببعض الانطباعات النقدية،في غير محلها عبر الملاحق الثقافية لكثير من الجرائد.وهذه بعض العينات : فبمجرد عدم احتواء النص على ذروة،أو إستعمال القاص لذاتيته في نصه،أو التعبير عن خواطره النفسية فإن ردود أفعالهم.أما رفض النص،أو تصنيفه ضمن الخاطرة.
وهذا غير مقبول في عرف جنس القصة؟.بل يعد تفتيت للبنية التحتية لحركيتنا الابداعية المشكلة من الأقلام الشابة.لذلك فان اختياري لنص ـ عمالقة الهذيان ـ كان عن قصد،ولسببين اثنين: لأنه عمل مميز،وظفت به القاصة تجربتها الفنية الراقية.ولأثبت أن نص ـ عمالقة الهذيان ـ به جميع مواصفات القصة الحديثة.
النص هو عبارة عن لوحة فنية أصبغتها القاصة بالمذهب السريالي،بحيث كل لفظ منها يحوي إشارات على شكل مستقيم وكل فقرة منها ترغب القارئ على تلذذ متعتها.بتعطش لتثير فيه لاحقا حيرة التساؤل عن واقعه بدهشة لا نظير لها؟.
ففي مستهل النص القصصي :القاصة تستغني عن العقل الواعي وتلجأ الى العقل الباطن.نتيجة الشعور بتجفيف الأوهام وبخيبة الآمال،في العالم الخارجي المقرف والمتخم بالهذيان.لتفريغ ما ترسب بداخلها،وفي مستهل النص،أيضا القاصة تبدو في حالة ذهول،وهو ما يفصح عن المقطع التالي ـ" في زمن الهذبان يختلط الخيط الأبيض بالأسود ،تحتار الشمس وقد أردتها المتاهة فلا تدري شروقها من غروبها-.ما يستشف من هذا المقطع أن القاصة تمهد للتعبير عن خواطر النفس في مجراها الحقيقي يعيدا عن كل رقابة يفرضها العقل الواعي ودون أي حساب لأي اعتبارات..؟."
وفي الهامش الفاصل بين العقل الباطن والعقل الواعي تتقلص المسافات بنص القصة محاولة من القاصة للمزج بينها.بدون أن تخضعنا القاصة لأصول المنطق والتفكير المعقد السليم،وهذا لا يعد مساسا بمواصافات القصة أوإخلالا باجراءاتها.بل بالعكس.فبالرجوع الى تجربة الكتاب السرياليين فيما يتعلق بالتوظيف السليم لتقنياتهم نجد أن أهم قواعدهم أن تتغلب سمات العقل الباطن وصبغته على سمات العقل الواعي وصبغته في عملية المزج بين تجارب كل منهما.
المبدعة التونسية جميلة بلطي عطوي في قصتها القصيرة جدا هذه-عمالقة الهذيان-انسجمت مع ذاتها لتعبّر عما يمور داخلها من أفكار في زمن"الجنون"على حد توصيفها،فهي لم تنصب نفسها قاضية لهذا الزمن الذي يتربّع عليها دون خجل أو وجل"عمالقة الهذيان" ولا وعدتنا بباقات من ورد،أو عبارات المديح،هي نأت بنفسها عن كل ذلك،وأبقت للقارئ تلك المساحة من التخييل لربما هي دعوة للقارئ،أن يكون شريكا معها في العمل الإبداعي الذي أصبح القارئ به مكونا رئيسا،وتحديدا في هذا الجنس الأدبي ( القصة القصيرة جدا) بصفته لا يحمل أو غير متاح له اللغة كثيرا،لذلك عمدت -جميلة-وبأقل أقل الكلمات أن تذهب إلى الترميز الحقيقي والحداثة باعتبارها انقلابا على الثابت.
هنا في هذه القصة القصيرة جدا،تذهب القاصة إلى أبعد حدود المفارقة الحقيقية التي ساهمت بشكل فعال في إحداث تلك الدهشة التي ينتظرها القارئ،وأرى أنها بهذه القصة عملت على تعرية المجتمع المنافق والذي يظهر ما لا يبطن.
ولأن لا عمل سردي كامل،لجأت الكاتبة إلى الرمز الذي يشوبه شيء من الضبابية من خلال رؤيتها الخاصة،فظهر جزء من القصة وكأنه مغطى بالكامل وبحاجة إلى إعادة تفكيك من قبل القارئ.
هذه القصة الني نسجت خيوطها ببراعة واقتدار الكاتبة التونسية القديرة جميلة بلطي عطوي من وحي الواقع المعيش هنا / الآن..وهي ليست محاكاة للواقع كالصور الفوتوغرافية،لأننا أمام عمل أدبي..و ليست في ذات الآن مجرد تقارير وصفية لحكايات حدثت فعلا وعاينتها الكاتبة كشاهدة مباشرة،وإلا جردنا العمل الأدبي من بعده الجمالي المرتبط به عضويا و وظيفة وامتدادا..و يفسر النقاد واقعية هذا النوع من الكتابة القصصية بظاهرة المشابهة la vraisemblance أي تخيل قصة شبيهة بالواقع إلى حد التماهي،و ظاهرة التماثل la représentation أي كيف يتم تقريب الحدث من القارئ على أنه واقع،لكن من وجهة نظر الكاتب..
فلسفيا النص يثير قضية الصراع الجدلي الدائم بين المتناقضات في زمن ضللنا فيه الطريق إلى الحكمة..زمن متخم بالزيف في"زحمة الجعجعة."زمن موسوم في جزء منه بالزور والبهتان،حيث ستذهب الأوهام والأراجيف زبدا وطواحين ريح.
نحن نتاج هذا الديالكتيك..
نحن التركيب في دورة نفي و نفي نفي لا تنتهي..
لكن الخلاص و الإمساك بالحقيقة لن يكون إلا بالتعالي حدسا و إشراقا لمعانقة الجوهر خارج التناقض و الحيرة و التشظي الذي يحيل عليه الوعي و هو يحاول الإمساك بالأنا..
و ما زال النص يوحي بالكثير .
لك مني سيدتي القاصة-جميلة بلطي عطوي-باقة من التحايا المفعمة بعطر الإبداع..
عمالقة الهذيان
في زمن الجنون يبيع الهذيان اللغة للضّجيج،تشهق المفردات وهي كأوراق الخريف تتلاعب بها أوتار الفحيح المجروح .
في زمن الهذبان يختلط الخيط الأبيض بالأسود ،تحتار الشمس وقد أردتها المتاهة فلا تدري شروقها من غروبها .
أما الحكماء،أدعياء اللّغة والبيان فيرفعون راية مخاتلة تقهر البصر فلا يدرك أسوداء هي أم بيضاء لأنّها ببساطة كالحرباء على قدر المكان وغاية القول تصنع لونها.
في دائرة الهذبان تتشكّل،تتحوّل إلى طواحين ريح ،بل عواصف وما اكثر العواصف الكاذبة في زمن البهتان.جعجعة قول ينتفض لها البوح.تجثو اللغة القرفصاء استعدادا للركض،بحثا عن منافذ الخلاص من العيّ الموبوء.هروبا من عمالقة الزيف،من الحيتان،يرفعون شعار النصر ولا طعان،كأبطال الورق في حكايات جدتي الخيالية يمرحون ليلا وحين الضوء يتيهون في الدّوّمات العصيّة،لا عصا بها يهشّون،لا لغة بها بقنعون.،يتحوّلون مجرّد خفافيش لا حول ولا قوة لهم ولا حكمة تنجي من الانهيار.
لك الله ايّها العقل،لك الله أيّها البيان،ضعتما في زحمة الجعجعة.
في زحمة ادعاء الفروسية ولا فرسان.
تونس...7/ 4 / 2022
بقلم جميلة بلطي عطوي

قراءة سريعة في خاطرة الكاتب التونسي القدير طاهر مشي (شهقة العشق..والغياب ) بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حين تتحوّل الكلمات..إلى لوحة فنية بأنامل شاعر كبير بحجم هذا الوطن..

قراءة سريعة في خاطرة الكاتب التونسي القدير طاهر مشي (شهقة العشق..والغياب )
إنّ الخاطرة الشعرية توغل شفيف فى مسارات الذات الخبيئة،أو هي مونولوج رائق يماثل التتابع النغمي في درجاته الرهيفة العلا،فإن للغة أهميتها القصوى في ملء كل هذه المسارات والدروب بألوان الانتباه الناعم الذي يحدثه الشعر التأملي الجاد.
وعندما يكون موضوع الخاطرة من الخطورة بحيث ترتجف النفس لمجرد قراءة عنوان النص (شهقة العشق..والغياب)، فلابد أن يساير المتن هذا الاهتزاز الوجداني ويعضده تأكيدًا ودعمًا لإحداث الأثر الكلي من جماليات الدهشة والتلقي الفائق.
تأملت هذه اللوحة كثيـرا،وفي كل مرة كانت تشدني اليها أكثر وتدفعني الحيرة للتأمل في مضمونها ومساحات الصمت والتجريد فيها.
ولكن..
قد تحمل اللوحة معان كثيرة،وكل واحد منا قد يرى شيئا مختلفا عن الآخر-هذا ما يعطي الفن سموا وقوة في الحضور-
وكما يقال في علم النفس،إن تأويلاتنا للمعاني هي مجرد انعكاس لافكارنا واسقاط لما يشغل بالنا على الاشياء من حولنا..
لغة الكاتب القدير/ والشاعر الفذ طاهر مشي في هذه -اللوحة القصصية-التي هي أشبه بالخاطرة أو "القصيدة"(شهقة العشق..والغياب) والتي جاءت-كما أشرت-في شكل خاطرة تنزف عشقا،لغة فنية وإبداعية ودالة،وهي ما نستطيع ان نطلق عليه السهل الممتنع أو السهل الى حد الصعوبة،حيث البساطة في الأسلوب، وعمق في المشاعر الداخلية التي تتأرجح حينا بين الغياب تارة، وبين العشق-تارة أخرى،تحلق قامات هلامية بين عالمين: الواقع وما يحمله من وَجد واشتياق للحبيبة تارة، والتحليق في مدارات الحلم والهيام،تارة أخرى،مستخدما البعد النفسي والرمزية بألفاظ. قليلة وجمل مختصرة ولم نلمح عبر لوحته المذهلة هذه، أي لغة مباشرة أو مسطحة سواء على مستوى المفردة او التركيب مما يؤكد قدرة الكاتب على امتلاكه لأدوات الكتابة في مختلف تجلياتها الخلاقة بحرفية ومهارة تضيف الى رصيده الإبداعي ميزة خاصة ونكهة ابداعية فريدة.
وكما تقوم نزعة التشخيص، ولغة الصور بدورها البنائي في تأكيد الأساس النفسي لكتابات الشاعر والكاتب التونسي القدير طاهر مشي،، فإن الاعتماد على تداعي الصور والمشاعر والأفكار يأخذ مداه الواسع،بدرجة جعلت من-خاطرته-(شهقة العشق..والغياب) سلسلة تداعيات ومشاعر متقاطعة،أما الالتماعات الذهنية والشعورية في-هذه اللوحة الإبداعية-فإنها منتشرة بكثرة. غير أننا نشير إلى نوع من التداعي، وطريقة خاصة في استخدامه، تميزت به هذه "اللوحة الفنية"،ويمكن أن نطلق عليه: "التداعي اللغوي"، فالكلمة تأتي متخمة بالإشتياق،بعدها فاصل، لتبدأ محنة الشوق من جديد، تتصدرها تلك الكلمة ذاتها،مثقلة بمعناها العشقي، أو مكتسبة لمعنى مختلف.
إنها حالات من الجنون الفني،الجنون العاقل -إن صح اجتماع النقيضين -الذي دبره كاتب -هذه الخاطرة-عن عمد وإصرار ولكأني به يريد استدعاء الحبيبة إلى مربع الشوق والإشتياق-ولا أقول اللوم والعتاب-بسبب البعد وما خلفه من ذكريات تحزّ شغاف القلب، هذا نوع من الجنون الخاص أو المحدود باللحظة،أو الموقف،يعرفه النقد الأدبي -في بعض أوجهه - بمصطلح "الرومانسية"،لقد اختارالكاتب/الشاعر طاهر مشي -حبيبة عادية في مواقف غير عادية، وهذا أقدم شروط فن القصة القصيرة جدا منذ تشيكوف وموباسان،غير أنه لا يستوفي نسيج -لوحته-الإبداعية بأن يرى الحياة وهي تعمل،فيعيش معها متعة الحب،الشوق والحنين، وإنما يتجاوز هذه الجوانب المحكومة بقوانين الواقع،والقدرة الإنسانية،ليضعَ تحت المجهر الانفعالات الوجدانية، وردود الأفعال المتوترة، والمشاعر الصاخبة أو المذعورة، لتثمرَ في النهاية عملا حادا،متجاوزا.فاختزال الشخصية الإنسانية في شعور واحد، والبلوغ بهذا الشعور مستوى التضحية بأي شيء، والاستهانة بكل ما عداه،هو ضرب من المرض النفسي، وهو - من الوجهة الفنية -أحد مسالك الرومانسية للغوص في باطن الشخصية،وتمييز الذات الفردية،وتأكيد المشاركة الوجدانية من جانب المتلقي،بتضخيم الانفعالات، وتراجع هيمنة التفكير وقوانين "ضبط النفس" وأعرافها على الشخصية-العاشقة-، التي تبدو متألمة ومكتواة في ذات الآن بنيران الحب في حلته النبيلة.
واسمحوا لي أن أدعوكم إلى قراءة -هذه الخاطرة-المفعمة بعطر الحب والإشتياق إلى-حبيبة-حاضرة بالغياب..!!
شهقة العشق..والغياب
"""""""""""""
وتغيرت ملامحك
كم من ندوب رسمتها الأيام
وكم زاد اشتياقي لتفاصيلك المبهمة
علني أجدني مرسوما بين حناياها
اعذريني سيدتي
قد تعثرت خطاي
وتهت طويلا
فقدت ذاكرة الربيع
وما عاد عطر الياسمين
يخضب أنفاسي
تغير كل شيء
فقط نبضي متمسك بالبقاء
يضج الضلوع مذ عهدتك
وبين الحلم واليقين
أجدني متسولا
أستجدي طيفك أن يعود
وأنهر سنوات الضياع
حيث فارقني الحلم
والبعض من ذاكرتي تصدع
فما أقسى الأيام
تمر مسرعتا
دون عودة
وتلك الأمواج تغرقني
تسحبني بعيدا
لأسافر بدونك
(د-طاهر مشي)
لقد تفنن الكاتب والشاعر التونسي القدير طاهر مشي في إيجاد الهدف وفي تحريك الإسلوب على مستويات مختلفة مفعمة بعطره الشعري الفواح .
وللقارئ -لهذه اللوحة الفنية-أختم وأقول: أحيانًا لا تحتاج إلى مساحة كبيرة من الوصف لتضع يدك على الجرح، يكفي أن يصل إليك كومضة تقف طويلًا على نافذة إدراكك دون أن تغادر! وهذا مافعله د-طاهر مشي..ببراعة واقتدار.
وتمنياتنا له بالتوفيق والسداد بالقادم من أعمال.
محمد المحسن


السبت، 9 أبريل 2022

لا شيء ينقصني في غيابك بقلم الشاعرة بلقيس قاسمي

 يقول الشاعر الكبير محمود درويش

"لا شيء ينقصني في غيابك... سوى الكون"
و أنا أقول :
لا شيء ينقصني في غيابك... لا شيء
سوى شهقة رسائل على شفا إنتحار
و لهفة محب على أعتاب الإنتظار
و ليل إمرأة مطرز بالخبايا و الأسرار
لا شيئ ينقصني في غيابك... لاشيء
سوى أني تعافيت من نزق أشواقي
و لم تعد تعنيني حكايا العشاق
حين كنت أذرف الأدمع مع النهايات
و لم تعد تعنيني ورودي
التي سقيتها ذات ليلة أعلنتها للغياب
أو معطفك الأسود المعلق على مشاجب الصمت
يحيك لي مآمرة مع عطرك الفرنسي
الذي لا زال شذاه يسكن سراديب الذاكرة...
فيقتات ما تبقى من فتات حنيني
لم يعد ذلك يعنيني...
فلا شيء ينقصني في غيابك... لا شيئ.
لأني رتقت ما تبقى من فتوق جراحاتي
و أقفلت متاريسا
أحكمت بها غلق قلبي ضد عصف أشواقي...
و بنيت من حطام روحي
أسوارا منيعة هربا من أسر عينيك...
لأنك بكل بساطة... لم تعد تعنيني
فلا شيء ينقصني في غيابك... لا شيء البتة...
بقلمي بلقيس قاسمي
Peut être une image de 1 personne et texte qui dit ’Sweet Selfie’