الأربعاء، 9 فبراير 2022

شاخت سنونك//جريدة الوجدان الثقافية/جريدة الوجدان الثقافية


 شاخت سنونك ،،لا إلف و لا سندُ

و الغبط عنك ،،كذاك النجم يبتعدُ
لا حلم يكسر عتم الليل ،،لا أمل
يأتيك بعد ضياع الجهد ،،يجتهدُ
العين منك ،سرابا أبصرت فبكت
و الصدر يشهق و الأوصال ترتعدُ
أهدرت عمرك في سعي بلا كلل
تهدي الأنام سرورا ،،حين تتّقدُ
شعرا تقول ،،و نار أحرقت كبدا
و الحزن يعصر قلبا شابَهُ الكَبَدُ
سامية بوطابية
شاخت سنونك

شرف العائلة / قصة لـــ مصطفى الحاج حسين/جريدة الوجدان الثقافية


 /// مصطفى الحاج حسين ..

قصة : شرف العائلة .
طُرِقَ علينا الباب ، دقّات عنيفة ، سريعة ، ومتتالية بعثت الرّعبَ في أوصالنا ،وجعلتنا ننكمش على أنفسنا
حتّى أنَّ أخوتي الصّغار ، الّذينَ لا ينقطع ضجيجهم ، لاذوا بالصمتِ وهرعوا نحو أمّي ، ملتصقينَ بها بحثاً عن الحمايةِ والأمان .
اعتقدنا أنّ القادم هو «الحاج منير» صاحب
المنزل ، الذي يريد إخراجنا منه ، قبل انقضاء المدّة المتّفق عليها .
وبنظراتٍ مليئةٍ بالحيرةِ والأسى ، حدّقَ أبي
بوجهِ أمّي الشّاحب، وهمس :
- قولوا غير موجود ... لن أقابل هذا السّاقط .
انتفضت أمّي ، وأعلنت بصوتٍ مثقَلٍ بالقهرِ :
- هذا النّذل يجب وضع حدٍّ له .
وبتلعثمٍ يشي بالعجزِ ، نطقَ أبي :
- وماذا بإمكاني أن أفعل َ، وكلّ أقربائهِ يحاصرونني في سكنة هذه الحارة؟!.
واستجابةً لأمرٍ صدرَ من والدتي ،نهضتُ بتوجّس
واضطرابٍ لأفتحَ الباب .
خاطبني أبي :
- كما أوصيتكم... أنا لستُ هنا .
عندما عبرتُ من جانبِ بابِ المطبخ ، خطرَ لي أن أدخلهُ وآخذ سكّيناً ، أطعن بها «الحاج منير» ، وأريح والدي منهُ ،ومن زعيقهِ العالي، لكنّني سرعان ماجبنت
ُ وطردتُ فكرتي ، لأتقدّمَ وأفتح الباب ،الّذي كانَ برتج
ّ بفعلِ قوى الدّق المتواصل .
اندلقت المفاجأة فوقَ رأسي ، تبخّر غضبي
المستعر في شراييني ، وتلبّستني الدّهشة ، فجّرت في ثنايا أعماقي المنقبضة شلالات فرحٍ صاخبة ، فرحٍ يرغمُ حامله على البكاء ، لكنّني كظمتُ عاصفة النّحيب ، وزايلني وحلُ الخوف . ما حدثَ كانَ أكبر ممّا أتصوّر ، نعم ، نعم ، إنّهم أعمامي ، أعمامي الكُثُر رجال عائلتنا ، جاؤوا إلى زيارتنا دفعة واحدة ، لا بدَّ أنّهم سمعوا بمضايقاتِ «الحاج منير» لأبي ، أتوا ليضعوا له حدّا ً، شعرتُ بولادةِ القوّةِ ونموّها في داخلي ، نحنُ أقوياء إذن ْ، فَلِمَ يجتاحنا الهلع كلّما
قُرعَ علينا بابنا؟!
ارتبكتُ لمرآهم ،وكأنَّ لساني أوثق بحبالِ الصّدمة
في حين كانت جوارحي تهتف ُ:
- أهلاً وسهلاً... أهلاً... أهلاً .
زعقَ عمّي «الحاج قدّور» كبير عائلتنا :
- هل أبوكَ موجود يا ولد؟
صُدمتُ! واعتبرت طريقته في مخاطبتي إهانة
ًفأنا أرفض أن يقول عنّي أحد ولداً، ولو كان القائل كبير عائلتنا .
رددتُ وأنا أبذل جهداً في كظمِ غيظي، بعدأن
غادرتني ابتسامتي، التي لم تكد تستقرّ فوقَ شفتيَّ بعد، كانت كعصفورٍ حطَّ فوقَ شجرةٍ مثمرةٍ، لكنّهُ لمحَ بندقيّة الصّياد مسدّدة نحوهُ، ففزعَ ورفرفَ بجناحيهِ الصّغيرينِ، وطار :
- نعم... أبي هنا .
صاحَ عمّي «الحاج رحمو» :
- نادِ عليهِ بسرعةٍ ...
ثمّ أردفَ ضاحكاً :
- اللعنة على ذقنهِ .
تهاوى فرحي من عليائهِ، تهشّمت مرايا غبطتي على صخرةِ ضحكاتهم المقزّزة . هم نادراً ما يقومون
َ بزيارتنا، لا سيّما بهذا الجمع .
استقبلهم أبي، وعند العتبة تكدّست أحذيتهم الملمّعة، هرعتُ إلى أمي :
- أمّي... هؤلاء أعمامي .
وبفتورٍ أدهشني ، قالت :
- تشرّفنا .
رفضتُ تناول الطعام، أريد مجالستهم ، والاستماع
إلى أحاديثهم، علّهم يقرّرونَ ضربَ «الحاج منير» ، ومنعه من إزعاجنا .
احتلّوا أماكنهم فوق السّجّادة ، أحضرتُ لهم التّكايا، وبسرعةٍ حملتُ من المطبخ عدداً من منافضِ السّجائر، وكم كنتُ أتمنّى على والدي أن ينتهي من طلباتهِ .
طفتُ على الجّميع وأنا أقدّم لهم الماء ، شاعراً بالحرجِ الشّديد ، فالماء غير مثلّج ، نحنُ لا نملك ثلاجة ً، والطّقس حار . وقبل أن أتّخذَ مكاني قرب عتبة الغرفة ،أمرني أبي أن أوصي على إبريق الشّاي
... ولحظة أن أردتُ مغادرة المجلس ،خاطبني عمّي «الحاج كرمو» :
- نحن نريد قبل الشّاي، أن نتعشّى .
هتف أبي بحماسة :
- أهلاً وسهلاً... العشاء جاهز .
سمّرني ضحكهم المباغت، ضحكات ماكرة ،
ساخرة ، لئيمة ، ومن خلال ضحكته ، هتفَ عمّي «الحاج ممدوح» مخاطباً عمّي «الحاج كرمو» :
- يا رجل، أتركهُ بحاله... الجّوع قاتله وقاتل أولاده .
صاح أبي بحّدة وحرجٍ، ممّا زاد من تعرّقه :
- خسئتَ أنتَ والجّوع... الحمد لله مستورة .
تعالت ضحكاتهم المقيتة من جديد ، دون أن نشاركهم أنا وأبي بها . لكنّ «الحاج قدّور» أوقفني قبل أن أردّ الباب :
- عمّك « الحاج كرمو » يمازح أباك ... أوصِ على الشّاي .. كم كرهتهم في هذه اللحظة ، ولولا مخافة
إغضاب أبي لكنت طردتهم من منزلنا ، الآن أدركت سبب احتقار أمّي لأعمامي، فهم أغنياء متعجرفون وأبي مجرد معمارٍ لا أكثر .
رويتُ لأمّي ما حدث داخل الغرفة الخانقة ،
فقالت بغضبٍ :
- يحقُّ لهُ... أبو شدق...شدقه أكبر من فردة الصّرماية
وكانت تقصد عمّي «الحاج ممدوح» صاحب النّكتة السّمجة .
الضّحكات والإبتسامات غادرت الأوجه ، وحلّت مكانها ملامح جامدة وقاسية .
جلستُ أراقب الوجوه العابسة، فتحدّث كبير عائلتنا :
- الكلبة فضحتنا ، وجلبت لنا العار ، كلّ يوم نسمع عنها أخباراً جديدة .
هتف «الحاج صالح»، وكان العرق بتصبّب منه بغزارة :
- ذبحها صار حلالاً .
سأل أبي :
- هل أخوها «الحاج حمدو» يعرف حكايتها؟!.
تعالت الأصوات من أماكن عدّةٍ :
- إنّهُ قوّاد ، تدفع له ثمن مشروبه ، وتتكفّل بكلّ مصاريفه .
- منذ فترة اجتمعنا ، وأرسلنا في طلبه ، ولمّا جاء ، طالبناه بقتل أخته .
- قلنا له لا تخفْ، نحن لن نتخلى عنك .
- لكنّ القوّاد رفض .
- بل راح يبرّر، ويدافع عنها .
صاح عمّي «الحاج كرمو» :
- والله ذبحه حلال ، يجب ذبحه قبل ذبح أخته الفاجرة .
تبعه عمّي «الحاج ممدوح» :
- فكّرنا بطريقة لقتلها ، ولهذا جئنا إليك .
أدرك والدي أنّ الكلام موجّه إليه ، قال حائراً :
- وماذا بمقدوري أن أفعل أنا ؟!.. أنتم كما تقولون تحدّثتم مع «الحاج حمدو» ورفض قتلها. فهل سيستمع إليَّ؟! ..
أشعل «الحاج قدّور» سيكارته ، عبَّ نفثاً عميقاً ، قال :
- نحن لم نأتِ لنطلب منكَ أن تتحدّث مع أخيها.
ولأوّل مرّة يتدخّل عمي «الحاج محيو» :
- جئنا لنعرض عليك فكرة، كنّا قد توصّلنا إليها.
سأل أبي بدهشة :
- تعرضون عليَّ فكرة؟!
سعل عمّي «الحاج وضّاح» صاحب أطول أنفٍ في عائلتنا، ودمدم :
- ما رأيكَ أن يقتلها ابنك «حسين».
قفز قلبي من سُباتهِ، أحسستُ بحبلِ المشنقة يلتفّ حول عنقي ، داهمني رعب وبرد ، هل أنا من سيقوم بقتلها ؟! ولكن من هي؟ وما اسمها؟ أنا لا أعرفها ، ولا أعرف أخاها!! ثمّ ما صلة القربى بيني
وبينها؟!.
وتنبّهتُ على صوت والدي :
- ولماذا اخترتم ابني؟ وكلّكم عندكم أبناء ، وصلة القربى بينكم وبينها أكثر .
ابتسم عمّي «الحاج سلّوم» ، وهتف :
- يا ابن العم ، ابنك ترك المدرسة ، أمّا أولادنا فهم يتابعون دراستهم ، ونحن لا نريد تدمير مستقبلهم.
غلى الدّم في عروقي، أوشكت أن أعلن :
- أنا لست مستعدّاً لدخول السّجن .
لكنّ أبي وفّر عليَّ الكلام :
- ابني غالٍ علي ّ، كما أولادكم غالون عليكم . وأنا لا أفرّط به ، لكن عندي فكرة إن وافقتم عليها فأنا
جاهز .
عدد من الجالسين، تساءلوا :
- ما هي فكرتك؟! أخبرنا .
تابع أبي :
- نكتب أسماء أولادنا،كلّ من لم يتحاوزالسّن القانوني
نسجّل اسمه ، ثمّ ، نقوم بإجراء «قرعة» ، ومن تقع عليه «القرعة» يقوم بقتلها .
كان الرّفض شديداً من الجميع ، هم يدّعون
أنّ أولادهم يريدون متابعة دراستهم ، وأنا تركتُ المدرسة .
الكلّ راح يهتف ، ويصرخ ، ويزعق ، ويصيح :
- لن نتخلّى عنه .
- سنوكل له أكبر محام ..
- سنقدّم له كلّ ما يحتاجه في السّجن .
قاطعهم أبي :
- لكنّني أخرجته من المدرسة ليساعدني في حمل مسؤولية البيت .
- نحن سنساعدك .
- نشتري لك منزلاً، ونريحك من مشكلة الإيجار .
- سندفع لك راتباً شهرياً .
- ونزوج ابنك واحدة من بناتنا ، بعد أن يخرج من السجن .
وثَبَ قلبي من جديد ، أُعجبتُ بفكرتهم ، فأنا
أحبّ «انتصار» ابنة «الحاج أحمد» ، لكن لا أمل لدي
والدها غنيّ ، وأنا لم أؤدِّ خدمة العسكريّة بعد، وأمي تقول :
- «انتصار» ستتزوّج قبلك ، فهي أصغر منك بسبعة أشهر فقط ، وستنجب عدّةأطفال ، قبل أن نفكّر بزواجك .
نعم ، سأقبل بعرضهم ، أجل سأوافق. هم يقولون
أنّي لن أسجن طويلا ً، المهم أن أحقّق حلمي،وأحوز
على حبيبتي ،ثمّ أنّي سأنقذ أهلي من مشكلةالإيجار.
لكنَّ الباب فُتحَ علينا ، أطلّت أمّي بوجهٍ متجهّمٍ ، رمقت الجميع بنظرةٍ قاسيةٍ ، قالت وهي ما تزال واقفة عند الباب :
- ابنك يا «حاج محيو»، أيضاً ترك المدرسة، فلماذا لا يقتل ابنة عمّه السّاقطة؟!
احمرّ وجه «الحاج محيو»، وبعد أن تطلّع بوجوه
الجّميع، أجاب بتلعثم :
- ابني «محمد» لا يقدر أن يقتل عصفوراً .ابني لا يستطيع .
وقبل أن تردّ أمّي وهي محمرّة الوجه ، يقدح الشّرر من عينيها ، ارتفع صوت طرقٍ على الباب ، وتعالى صوت « الحاج منير » ، وهو يشتم أسرتنا وعائلتنا ، منادياً رجولة أبي للخروج إليه ، ووقف الرّجال ، تأهّبوا ، ثمّ خرجوا من الباب، غير آبهين لشتائم « الحاج منير » ، وسباب والدتي ، الذي كان
يطاردهم في الحارة .
مصطفى الحاج حسين .
حلب .

تقديم "نسيل الرّؤى" لمحمّد الجدي يوم 08 فيفري 2022 بدار الثقافة السليمانية تغطية الفنان الفوتوغرافي الأستاذ فاروق بن حورية مراسل الوجدان الثقافية

 تقديم "نسيل الرّؤى" لمحمّد الجدي

- المكان: دار الثّقافة السّليمانيّة - التّاريخ: 08 فيفري 2022 - الإطار: تقديم النّصوص النّثريّة (خواطر) للأستاذ محمّد الجدي - تقديم: الشّاعرة كوثر بولعابي - تنشيط: الشّاعرة سونيا عبد اللّطيف - تغطية الفنان الفوتوغرافي الأستاذ فاروق بن حورية مراسل الوجدان الثقافية









هذا السؤال/أبورأفت إبراهيم الشعراني/جريدة الوجدان الثقافية


 ............(هذا السؤال)...........

ما زالت الظروف تمتحن صبري
والأيام تزيدني فوق الشده شده
حتى صرت انادي حروف عذري
تسعفني في جواب سؤالي ورده
ليه الشقاء والتعاسه حظي وقدري
وغيري في نعيم العيش والموده
ليه أنا بين الناس أتعذب بفقري
وابكي من حسراتي وأطلق النهده
هذا السؤال اللي أمضيت عمري
أسال فيه نفسي و احاول أفنده
هذا هو السؤال اللي سجن فكري
وصابني بالأنطواء والعزله والوحده
فيا الله يامن بيدك انت كل أمري
يسر لي أقداري ويسر لي كل شده
انت القوي المهيمن العالم بسري
وكلتك أمري بأمرك فك كل عقده
أبورأفت إبراهيم الشعراني✍️

تلك المظاهر لم تعد تغريني / الشاعر إبراهيم العمر/جريدة الوجدان الثقافية


 تلك المظاهر لم تعد تغريني ..

بقلم الشاعر إبراهيم العمر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جسدي لم يعد يطيق الملابس الصناعية الفاخرة
التي لا تشتريها أفكاري
ولا تنسجها أحاسيسي
ولا تحيك خيوطها أحلامي
ولا تذوب في ثناياها تهيؤاتي وأوهامي .
أنا تلبسني العفوية والإنفعالية والحرية ,
أنا يلبسني التمرّد والعصيان ,
أنا يسكنني الحب والإحساس ,
ويسلخني الشوق
ويعصرني الحنان
ويذيبني العشق
وتهزهزني الهمسات
وتزلزل كياني اللمسات
ويتخللني العطر والشذا
وأطير مع نسمات الهوا .
ــــــــــــــــــــــ
إبراهيم العمر.

عناقيد اللهفة/زينة شريف/جريدة الوجدان الثقافية


 عناقيد اللهفة

....
....
....
....
....
....
....
اسكب لك شوق
شريان عشقي
ليزهر بين أغصانك
نسائم عطري
فأغمرني
بحنينك الذي يقتلك
وذاك الشوق
الذي يذيب صمتك
وعانق أنفاسي
وأقم شعائر عشق
لا ينتهي
فليت للشوق عينان
حتى أغمضهما
ربما نام قليلا
ليهدأ فؤاد عاص
أحكمت أنت قبضته
بقلمي :
زينة شريف

عين القلب /محمد صلاح حمزة/جريدة الوجدان الثقافية


 عين القلب ...!***

أرى نفسي وحيداً...!
في زمان ودع العشاقُ فيه
عهدَ الوصال...!
هائمُ وفي خلوةِ النفسِ انعزال
ووجهي ليس وجهي...!!
يكسوه بؤسِ
وتجاعيد غضبِ وانفعال
وذاكَ الضوء بعيني
كيف صار غيماً ...؟؟
وبقايا نضارة في وجهي
يأكُلها الهزال .....!
وأطلال أماني كانت
لي شغفاً ؛؛
وصدمة بعد فواق
من نشوةِ حُلم لا يطال
تطاير الوقت مني كسحابات
وأحمال الشوقِ ناءت
بحملها الجبال ....
امني الروح بساعة لقياه
وتهفو عيني لرؤياه
حتى لو كان طيفاً أو خيال ...!
ضاقت بالهجرِ نفسي
واشتاقت اليه رحلي
وما لغير لُقياه يكون الترحال
طال الطريق وما في رحلي زاد
وكل صعب إليه هينُ
ولي به إحتمال ؛؛
وما لي بنقص الزاد وانتَ ....
زادُ قلبي ...*
فما نفذ زاد من راحلِ ...
يؤنسهُ الخيال
ما اشتاقت لغير هواكَ روحي
ولا طابت خُطاي حتى يؤل
إليكَ المآل ...*
وإن شُغلت عينُ رأسي بأمرِ عنكَ
فلكَ وحدكَ بعينِ القلب
الفُ انشغال **
محمد صلاح حمزة
من ديوان " متى يستريح جوادي "

يا عاشقا عيش السّلام/جميلة بلطي عطوي/جريدة الوجدان الثقافية


 .........يا عاشقا عيش السّلام..........

أسرجْ خافقك
يا عاشقا عيش السّلام
أسرجْ الحلم فالأرض ظمأى
لحفنة دفء
هي مثلك تهوى الهديل
يروقها امتداد الرّبيع بين الحنايا
يمطرها الزّهر أكماما وألوانا
تهيم مثلك بالفراشات تقبّل خدود الورود
بالأطيار على الخمائل تبني اعشاشا
اوكارا تشي بالولادة
هي الأرض طينك يكدّرها الموت
يشغلها وجع المعذّبين
تمنّي النّفس بغيمة ماطرة
تزخّ الرّواء في عمق الأخاديد
تبلّل ريق الحيارى
شُقّ صدار الجدب أيّها الهطل
فالخصب هناك
على امتداد النظر
ينتظر
وانت أيّها العاشق
أيها المؤمن بالجهد
تكابد الصّخرة منذ الأزل
عن شفتيك البسمة لا تغيب
وإن ذبلت تسقيها بدمع المقل
اِدفع الصّخرة لا تتوان
ادفعها ونضّد من وريدك جدار صدّ
لا تدع للإنحدار وجودا
علّق حلمك الأخضر على ناصية الفجر
على هامة سنديانة
واسرح بينهما ، بهما تصمد في وجه الحلكة
في وجه الموت
تشرّعها ابواب الفال
مواكب جهد
وأعراس ودّ
ذي الأرض ، أمّك كم بك تسعد
يا بطلا عانق الهمّة
اعلنها الحرب على السّواد
على القعود
على التجّار في كلّ مرصد
على من يقطعون شجر الأمن
على من يستلبون اللقمة من فم المكدود
أسرجْ خيولك المشتهاة
فارس انت
الأرض سرجك
أمّا السّابح فروح آبقة من قمقم الجحود
تركض ولهى
إلى محاريب الأمن
إلى ابتهالات السّلام.
تونس ....7/ 2/ 2022
بقلمي .... جميلة بلطي عطوي