الأحد، 23 يناير 2022

إلى روح أمي بقلم حياة الطويل

 إلى روح أمي

------------
يسألونني
كيف تخطيت الحزن الدفين؟
كلما انفردت بذاتي المغتربة
تذكرت الروح الذي غادر حياتي
تذكرت أمي وأمي وأمي ثم أبي
فالجنة تحت أقدامها
وأبي ليس له بديل
تذكرت دعواتها التي ترن
في مسمعي
كل يوم
كلما لامست تراب قبرها
كلما لامست صورتها
حنين واشتياق
وصدى صوتها
في كل أرجاء حياتي
لمساتها ورحيق عطرها
ضحكاتها دعواتها
كم أشتاق همسها ومداعبتها
أن أتأمل جسمها النحيف
أعباء الشقاء الطويل
آلمني تعبها
كسرني حزنها
أتوسل لله الرحيم
أن يجعلها نورا في جنة الخلد
أن تسامحني وتغفر هفواتي
أن تعذر طفولتي وتمردي
فعندما أصبحت أما
علمت معاناة أمي
كم أحبك يا أمي
كم أحبك يا أبي
---------
حياة الطويل
Peut être une image en noir et blanc de personne, enfant et rose

الشجرة والإعصار بقلم الكاتب جلال باباي( تونس )

 الشجرة والإعصار

جلال باباي( تونس )
إليه...انسي الحاج -الأنقى بينهم- كما قال أدونيس
تصدير:
" ماذا صنعت بالذهب
ماذا فعلت بالوردة "
أنسي الحاج
رأيته كما لم ار أحدا
لذلك لا أزال أعمى
أتلمٌس كمنجات لغته
تسري فرحا على الأرض
يطير بتيهه إلى السماء
يقايضها أن تعيد إليه أمٌه
قد حفر فقدها ثقبا في الروح
وبات جامحا نزيف الرحيل
في الصدر العليل
لم اعد أخشى الذئاب ليلا
بكى شوقي .. ربع قرن
أغلقوا الباب دوني
وظل نصف الكلام
يتأرجح بين الجرح واللسان
لن افاتح النهار
عن إعصار الجسد
وشجرة الأنامل الميتة
يقسم الفتى
أن ينسى قصائده
ويحفظها رفٌة الفراشة
يعترف بفشلها تلك المرأة
في امتحان العشق
يشيٌد إقامته الأخيرة
ولفرط وحدته
مشى حافيا
لم تكترث خطاه
بصوت النجوم.

...موسيقى الحياة... بقلم توفيق النهدي

 ...موسيقى الحياة...

تلذّذتْ
موسيقى الحياة
ردهات
على أوتار البرد
تَلتَهِمُ سمفونية
خالدة
تحتوي المدفأ
والمرفأ
تحتسي جرعاتها
تحت نواقيس النجاة
تسامر المزهرية
وكرسيها الهزاز
تعانق ملحمة الغزاة
تأخذ رُكنها
وفكرها
وروايات
الرعاة
تاريخ النجوم
والعلوم
تإنُّ منها
تُربك سَهَرها
وسَمرها
إكليلُ عُنفوانها
يتداعى للسبات
لم يكن عشقا
فالموسيقى حياة..
توفيق النهدي
أبو أديب
تونس

أشواق تائهة بقلم بلقيس قاسمي

 أشواق تائهة

دعوتك بقلبي و الأشواق مني نواهل
ألا اسمع نبضا خفق في هواك و لم يكتفي
أيا رجلا أحيا مهجة الفؤاد
و بعد جمر عشقك لم ينطفي
لبّي النداء
إن نداء الأحبّة و لو طال الزمان لن ينقضي
أسميتك الروح
و الروح من بعدك لم تشفى
من جراجات الحب... أنت بلسمها
أسميتك شمس عمري
و العمر من بعدك لم يشرق
من ظلمات تيهي... أنت نورها
أسميتك قصيدي
و القصيد من بعدك لم ينهل
من بنات أفكاري...أنت كل الفكر
فخذ كل تيهي... و أشواقي... و ظلمات نفسي
و أعدني ربيعا يزهي دروب حياتك
أو إن شئت وردة تجمّل مزهرية على خوانك
أو حتى كتابا ينعم بدفء يديك
فما حياتي من بعدك إن لم تكن فيها
و قد خلقت في الوريد نبضا
و في الروح عصفا
و في المقلتين دمعا
و قد خلق لك الحسن فردا
فلا أرى الحسن من بعدك تفرقا
يا من حويت بعينيك كل الرياض و بساتينه سحرا
و بكفيك أنبتت كل بيادر الوجد سنابلها حنانا و دفئا
أما تكفيك نبضات قلبي تضرعا
أما حنت حنايا أضلعك لضمّي ترفقا
و أماتت أدمع عيني فيك التكبر توقدا
فسافر في ليل سهدي
و امشي على نزف جرحي
لكن ابقى شمسا تنير عتمي
و عزفا يطرب سمعي
و حرفا يورق بفكري
يا من جمعت كل المعاني...
ليس لك في قلبي من شريك و لا ثاني...
بقلم بلقيس قاسمي

على قارعة الغياب بقلم الشاعرة دنياس عليلة / تونس

 على قارعة الغياب

في ساعة من ساعات الشجن الليلي
أنّى يستحيل كل شيء في الوجود
أنينا مطلقا
تتربص بي على قارعة الغياب
رياح أشواق عاتيات
تداهمني ...تقتحم مسامي
تصهل بآفاق الروح غازية
تعاريج الذات الحالكات
تنفخ في فتيلة الحنين بداخلي
حتى تغدو نارا و جمرات
يلفح حرّها تلافيف ذاكرتي
فأغرق دون إرادتي
في أغوار الخيال
و أتون الذكريات ..
أتناثر رمادا و دخانا و ألما
حتى يختنق صدر الأفق من لهيب الزفرات...
فتيل حنين واحد كفيل
بإحراق المسافات
إغتزال الأزمنة
وإضاءة
دروب مقفرة
في سماء عوالم غريبة بلا خرائط
لا شيء فيها غير صور من الماضي
المترف بالمسرات المحتشد بالأمنيات
تتساقط من الأثير الواحدة تلو الاخرى
على أديم سنوات عجاف...
الفراغ ممتد بلا حدود
و أنا أحث الخطى نحو الدرب القديم
أبحث عن وجه يعرفني
و عن يقين أحمق غائر بين غياهب المتاهات...
بحقيبتي زاد من الذكريات يكفي للسفر الطويل
و البصر يلهث
مع الريح مراوغا تجاويف الوحشة
و أطياف الضجر التي تتناسل كالأشباح
بين الأزقة الخاليات....
******
هائمة في احتراقي
أراوغ نزيف توجعي
أذيب آلامي في كأس من أدمعي
أحاول إطفاء فورتي و ترميم تصدعي
نداءات ، همهمات
نغمات حنين، تراتيل حب تدغدغ مسمعي
طقطقة أقدام قادمة من زمن بعيد
تركض بين أضلعي
كلمات مترعة باللهفة تحيطني
أضفرها طودا
يقلني الى أقبية المنى
تعيدني من منفى الظلام
وتمد لي جسرا الى أفق شديد البهاء...
أفق مرصع بقناديل متوهجة
تلوح من مشاكي الإنتظار
متلألأة كالدر المكنون
تزفّ البشرى
و تعيد مسالك النور لطريق أمنيات
غائمة تتعشق الضياء
أفتح نوافذ الخيال لأرمق حلما
لطالما انتظرته لنرتشف معا شهد اللقاء
أقبل في غفلة من أوجاع الليل
ينثر الضياء شعاعا شعاعا
يدحرج لي النور
موقدا فيّ لهفة الحياة
أمد يدي نحوه أغترف
حفنة من سناه
لكنه على عتبة الأفق يسدل الستار
محولا نبراسي لظلماء
يجردني من خيالي الحالم
ممعنا في استفزازي...
حلم خائن انبجس
من سواد أحزاني كنور الفجر
ثم عانق ألوان الغروب و غار
أقبل في موكب احتفاء باذخ
تحفه الأنوار
ثم نشر الغبش بالأفق و لحق بقوافل الغبار ..
كالطير حين يكسر هوج الرياح
جناحيه و يهدّه السفر
كسر الغياب جناحاي
كالفراشة احترقت ببصيص ضوء
حين رفت على النور جفناي
الفوانيس في الأفق تحترق
و الدنيا رماد و قرّ و ظلام
و أنا وحدي
عند بوابة الأوهام
أحمل خيبتي بين يداي
و أستعد لدور المهزوم المكسور
البائس المنسي
لأقف على الأطلال
ملتحفة وشاح الأنين
لا أملك شيئا غير أمل منهك حزين
يتكئ على صدى النسيان
و يسندني محاولا طمس خيبتي
بين سحائب دخان تتقفى خطاي
صهيل الريح يعبث بأوراق النوستالجيا
المتناثرة هنا و هناك
و الصقيع يجمدها على حافة
نهر أخضر فياض
لطالما تمنيت توسد ضفافه لأطفئ
ظمـأ ملامح عطشى و أغسل روحا أرهقها الطين...
الماضي يمضي فلا يمضي
و انا متماهية في جنوني
أسير شاردة مثقلة بالأمنيات
أحاول اجتياز الطريق الممتد في المستقبل
بإيقاع الفلاسفة و هواجس الشعراء
تقرع الأسئلة أبواب الحقيقة
فأتوه في التفسير
و تتسع بداخلي رقعة الضياع...
تتخاصم الخطى في منتصف الطريق
فأجثم على ربوة العتمة
ألملم بقايا التيه
و أنسج الدهشة من لحظات
سعادة هاربة تسابق السراب
دنياس عليلة / تونس
Peut être une image de une personne ou plus

مالك رقي ضابط نبضي بقلم عيسى حموتي

 مالك رقي ضابط نبضي

****
يا مالك رقي
كلما أغريت قلبي بأويقات الوصل
جذلى، ترتمي الجوارح في أحضان الأمل
يا ضابط نبضي،
أدر عجلات الوصال فوق سبل الحب
ودع الاشواق تستلقي على أذرع القبل.
يا ضابط نبضي
سخر متراسا يعترض طريق الهجر
وجند له عسكر النحس، واحقنه بجرعات الشلل
يا مالك رقي،
جراء البعد، في الفؤاد تشب لوعة رغم صقيع الصمت
يبوء مجهود الدمع - إن شاء إخمادها- بالفشل
يا ضابط نبضي
لما من بين يدي ينسحب دفء الوصل
يبوح بأسراري أساي بريق يطل من أحداق المقل
حينها يثمل قلمي
تنتابه ثرثرة، يهذي راكبا اجرأ أساليب العشق
لا تمييز بين ما يعيب وما يبعث على الخجل
**
عيسى حموتي

منك احيا بقلم الشاعرة منى اليعقوبي بلحاج

 منك احيا

تخونني الذاكرة احيانا
بل ربما تخونني
كل الوقت
وعند انصهارك
بالذاكرة
يجتاحني طيفك
يخونني الشوق
انسكب انسكابا
في رضاب حلم
لا يعرف البياض.
منى اليعقوبي بلحاج
Peut être une image de 1 personne, position debout et plein air

إنتظار الخيال بقلم الشاعر محمد الزيتوني

 《 إنتظار الخيال 》

~~~~~~
هَا- هَا، هُنا .!
ملتقى الخيال أنتظره
جالستُه على ضياء الصباح نقاء ••
الليل يغدو
من عيون الوشاة ساهرا
منظار غفوتي يحوم به الخفاء ••
هَا- هَا، هُنَا .!
بريقي أدعوه بداخلي
كلّ إنتظاري يطول فيه الرجاء ••
وحيدا على قدم الطريق أرسم
صمت الخيال وصمت الروح يسكنُ
في صراع الزمن فناء••
هَا- هَا، هُنَا .!
طفلٌ يجوب الليالي معذّبا
كيف أقول النفس صوتٌ في الخلاءِ؟••
مرايانا دخيلةٌ لا تنتهي
ومرايا الشوق تحدثُ عنوانها
على الفؤاد أضمُّ مكان الصفاء ••
هَا- هَا، هُنَا .!
لوحتي من الألوان أُشبهها
بعطر الحنين يجمعنا اللقاء••
على أرض النور يراودني الخيال بنظرة
جالسني القصيد حملتُه قدمي
رحالي في نظر اللقاء بقاء••
هَا- هَا، هُنَا .!
الآتي يمرُّ كغيمة
بين مدى الأوراق أعذبها عناء••
// بقلمي: محمد الزيتوني
/ تونس : 23/01/2022