الأحد، 9 يناير 2022

لا شيء لي الآن..سوى أحرف العشـب بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 لا شيء لي الآن..سوى أحرف العشـب

الإهداء:إلى تلك التي أضرمت أحزانها في جرحي..أرخت جدائلها في سكوني..وغمرتني بغيم صمتها ورذاذ عشقها السريّ..
كنتِ مرايا الغياب..
وكنتِ
والكلمات التي أورثتني عشق الرؤى
عشب الرّوح في
رئتيًّ..
غير أنّي حزين
كأنّي عظيم بحزني..
وقد كنت أنأى وأرنو إلى..
ومضة في المدى
وكنتِ تلامسين نرجسَ القلب
فيلج الشّوق ثوبـي
ويستقرّ على شفَتيَّ
وكنتُ في غفوتي ألامس أعناق المساء
عسى أن أستعيدَ حروفي،وصوتـــي
وذاك الزمان البعيد..
وأن أستضيءبما خلّفته الطفولة
كأن تزهر كل النجوم..
فيستريح البدر على ركبتــيَّ
لكنني كنتُ وحدي..
ووحدَه الوَجْد يرنو
إلى مستحيل التلاقي
وكدتُ أخــون
ومـا خنـــتُ وعــدي
وما وعدته الـــــرؤى
وما إستدلّ به الغرباء..عليَّ
لا شيء لي الآن..
سوى أحرف العشـب
غير أنّي كثير بعشقي
ولا أمّ لي تحتفي بمرايا القصيد
وتدرك سرَّ حزنــي
كأن يضيع العمــرُ
سدى في الدروب
لكنّ طيفُكِ ظلّ يتداعى بقربي
ويهفو إلى نشوة الحلم..فــيَّ
ويبرق وجهُكِ..
في عتمات الدجى
فتهرع نحوي النجوم..
وتحطُّ
متعبةً..على راحتيَّ
محمد المحسن
Peut être une image de 1 personne

الروائي التونسي القدير محسن بن هنية يتحدّث عن تجليات الإبداع الأدبي في الرواية بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 الروائي التونسي القدير محسن بن هنية يتحدّث عن تجليات الإبداع الأدبي في الرواية

(“لا سبيل -للروائي-إلا بتفجير الطاقة الإبداعية للنص الأدبي التي تمنحه سموا جماليا لا تخطئه ذائقة القارئ الفطن..”)
أبرز الروائي التونسي القدير – محسن بن هنيةو- في حديث مقتَضَب معي (نهنئه بصدور مولوده الإبداعي المتميز: إشراقات الإبداع.. وتجليات السرد القصصي والروائي لدى المحسن بن هنية – تأليف الناقد التونسي محمد المحسن) أن ذات الروائي واعية ومدركة تتأثر وتؤثر في محيطها الاجتماعي، وهو بالتالي حامل ومعبر عن مشاعره أو مشاعر المجتمع الذي يعيش داخله،سواء أكانت مشاعر الحب أو الألم أم اللذة أو الوجع أو غيرها من المشاعر الحاملة لهموم الفضاء المعبر عنه.
ويضيف في سياق حديثه معي أنّ “الرواية لا يمكن أن تقدم موضوعها إلا بواسطة الإمتاع، لكن مع القدرة على توظيف كل مكونات الخطاب السردي لتجعل القارئ تحت وطأة المتابعة إلى نهاية عملية الحكي..”
ومن هنا-والحديث للروائي الألمعي بن هنية-فإن الروائي”يهدف من خلال إبداعاته إلى إمتاع المتلقي في المقام الأول،لكنه يفعل ذلك عبر توظيف أساليب التراجيديا أحيانا أو السرد السلس لأحداث الرواية أحيانا أخرى، لينسجم القارئ مع أحداثها وأحاسيس شخصياتها ويتفاعل معها. وللقدرة على شد القارئ إلى نهاية الرواية واستمتاعه بها دور بارز في إبداعية أي رواية.”،لذا يبرز – الروائي محسن بن هنية- أن” تسويغ الموضوعات للقارئ لأن تكون في صوغ سردي ملائم ومثير لجمالية التلقي، يسمى التشويق،وهو الوجه الضروري للإمتاع في الكتابة الروائية وإن كانت الرواية تحمل أحداثا مؤلمة.”
ويضيف أن “مع هذا التشويق الذي يعتبر حيلة من الحيل السردية للإمساك بالقارئ، يتم تمرير كل الموضوعات الأخرى التي لا تكون في الغالب إلا موضوعات حزينة،بما أن الرواية منخرطة في الالتزام بقضايا المجتمع وهموم الإنسان..”
ثم يخلص إلى أن “خيال الكاتب هو مصدر ملكته وقدرته على الإبداع، ولا يمكن لكاتب لا خيال له أن يخلق الدهشة والإمتاع لدى القارئ،إذ لا سبيل له إلى ذلك إلا بتفجير الطاقة الإبداعية للنص الأدبي التي تمنحه سموا جماليا لا تخطئه ذائقة القارئ الفطن.”
كما يرى -محدثي الروائي والقاص محسن بن هنية-أنه “بالإمكان إمتاع القارئ بالحديث-أحيانا-عن الألم نفسه، فالإبداع فضاء رحب يحتمل كل ما فيه من انزياح أو عدول، حتى لو تعلق الأمر بالألم ذاته، فروايات فيكتور هوغو – وخاصة “البؤساء” – ما تزال تمتع القارئ رغم سوداويتها ومأساويتها.
ويضيف – بن هنية – أن “الروائي الأميركي المشهور ستيفن كينغ-1- ألف أروع روايات الرعب وأوقعت المتعة لدى القارئ بالرغم من أنها مؤلمة ومخيفة، وكل من قرأ رواياته لن ينساها أبدا، بل إنها تغري بإعادة قراءتها مرات ومرات، ذلك أن روايته “صمت الحملان” خير دليل على إمتاع ملايين القراء، وبعدهم ملايين المشاهدين عقب تحويلها إلى فيلم رعب.
والشيء نفسه ينطبق على روايات دان براون-2- مثل “شفرة دافنشي”، و”الحصان الرقمي”، و”ملائكة وشياطين”، و”الرمز المفقود”، و”الجحيم” وغيرها، لذا فالكاتب الحذق هو الذي يحول الواقع المؤلم إلى أعمال روائية تخيلية تجعل فعل القراءة مدخلا ممتعا لخلق الدهشة والغرابة لدى المتلقي.”
أما بخصوص التجريب بمنظور-بن هنية-“هو ممارسة لصيقة بالإبداع، والرواية مجال رحب للتجريب، وفي تقاطعهما معا أخذت تتجلى مظاهر نهضة ثقافية واعدة، تتبدى في هذا الكم الوافر من النتاج الروائي، الذي استحوذ أو كاد-على الساحة المحلية، ولفت انتباه العالم إلى هذه البقعة المنسية..”
والتجريب على مستوى الشكل الروائي-يقول محدثي بن هنية-: “هو مجال رحب لا يمكن حصره، فهو قائم على التمرد على الحصر،وقد تأملت (و- هنا – الحديث لي) عددا من أشكال التجريب في الرواية المحلية فوجدت أوسعها انتشارا ما ينتمي إلى ممارسة أسلوب ما وراء السرد، وهو أسلوب يتقاطع من جهة ما مع مظاهر سلطة القاريء وحضوره في النص، فهو يعتمد بشكل أساس على إشراك القاريء في لعبة الكتابة، سواءً من خلال الخطاب المباشر (القاريء الممسرح كمخاطب) أو الضمني (القاريء الضمني)، وسواء من خلال مساءلة قضايا الكتابة أو من خلال مضاعفة وسائل التأويل.”
وفي هذه الرؤية للمحسن بن هنية لم يكن التركيز على تحليل الروايات النماذج وفق هذا الأسلوب، بل إن المراد هو توضيح النقاط التي تدعم بها هذه التقنية تيار التجريب في الرواية، كما تَمثَّل ذلك في الرواية المحلية..
ختاما أشير (أزعم أني من النقاد الذين عكفوا على دراسة -بن هنية-، إلى بعض خواص الكتابة الأدبية لدى هذا الروائي التونسي القدير: “لا يسترعي اهتمامه موضوع بعينه يلح عليه بصفة غالبة، وإنما هو يتخير قطاعا إنسانيا يتجاذب ما فيه من خيوط معقدة متشابكة، يحاول أن يستشرف لكيانها المعقد معنى ودلالة. يضطره ذلك لأن يعبأ بكثير من التفاصيل الدقيقة وأن يطرق من الموضوعات المتشبعة ما يصل به إلى مفهوم عام للمجتمع أو الإنسان..
والمحسن بن هنية يتوافق كثيرا في تقديري-مع الكالتب المصري العملاق الراحل نجيب محفوظ-الذي قال ردا على سؤال طرحه عليه الناقد ألفريد فرج-3-:“ لا يوجد في التاريخ تفكير مجرد.
إن التشابه بين نظرية علمية ونظرية فلسفية وتيار أدبي أو فني برزت كلها في عصر واحد وبيئة واحدة.
هذا التشابه هو أكبر دليل على وحدة الأصل. على أن التفكير ينبثق من الأرض،جذوره ضاربة في التربة والبيئة الاجتماعية ولا يحلق بجناحيه في السماء”
محمدالمحسن
هوامش :
1-ستيفن كينج (بالإنجليزية: Stephen King)‏ ولد 21 سبتمبر 1947 كاتب ومؤلف أمريكي ومعيار من معايير أدب الرعب عرف برواياته التي تندرج ضمن آداب الرعب.وهو حائز على ميدالية مؤسسة الكتاب القومية لإسهاماته البارزة في الأدب الأمريكي،تم بيع أكثر من 350 مليون نسخه من كتبه حول العالم.
2-دان براون (Dan Brown) (مواليد 22 يونيو 1964 في ايكسيتير، نيوهامشير، الولايات المتحدة الأمريكية). مؤلف أمريكي لقصص الخيال والإثارة الممزوجة بطابع علمي وفلسفي حديث بأسلوب مشوق مكّنه من تحقيق أفضل المبيعات.حققت رواياته رواجاً كبيراً بين الأجيال الشابة في أمريكا وأوروبا،أشهر رواياته رواية شيفرة دا فينشي The Da Vinci Code التي نشرت عام 2003،وتم تصويرها كفيلم سينمائي من بطولة توم هانكس.-
3-ألفريد مرقس فرج- كاتب مصري،ومن رواد كتاب المسرحيات.


“فلسفة امرأة شرقستانية” إصدار شعري جديد لآمال قزل بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 “فلسفة امرأة شرقستانية” إصدار شعري جديد لآمال قزل

عن دار الحديث للإعلام والطباعة والنشر في عسفيا، لصاحبها الشاعر والكاتب والناشر فهيم أبو ركن، صدرت هذه الأيام المجموعة الشعرية الثالثة للشاعرة والكاتبة آمال قزل، وتحمل عنوان “فلسفة امرأة شرقستانية”، صمم غلافها أمل أنيس أبو ركن، وقدم لها الأستاذ طه دخل اللـه من البعنة.
وتضم المجموعة باقة من قصائد وأشعار الشاعرة الاجتماعية والوجدانية والإنسانية.
يشار إلى أن آمال قزل هي شاعرة وكاتبة وناشطة اجتماعية من مدينة المغار في الجليل، تحمل فكرًا تقدميًا وعقلانيًا،وحاصلة على شهادة دبلوم لاهوت وفلسفة الديانات، من كلية العلوم بالقدس، وثلاث شهادات في الطفولة المبكرة، وشهادة القيادة النسائية من جامعة حيفا، وشهادة في التغيير المجتمعي، وموجهة مجموعات من كلية اورانيم.
وهي تنشر كتاباتها في العديد من المواقع الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي وفي الصحف المحلية، وصدر لها “خلجات في وجدان شاعرة” و”عشتار”. وجلّ كتاباتها تتمحور حول المرأة وهمومها وحقوقها والقضايا الإنسانية والقومية.
نهنئ الشاعرة والكاتبة آمال قزل بصدور كتابها الجديد، ونرجو لها مواصلة المشوار الأدبي، ومزيدًا من النجاح والعطاء.
محمد المحسن


جلال باباي الشاعر التونسي العظيم..الذي بعثرته الفصول..ولم ينهزم.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 جلال باباي الشاعر التونسي العظيم..الذي بعثرته الفصول..ولم ينهزم..

الإهداء: إلى كافة المبدعين الذين يمارسون فعل الإبداع..بجسارة من لا يهاب سطوة-الرقيب-
تصدير: ليس للكتابة من جدوى بلا همّ إنسانيّ كبير،ومن غير معاناة مخيلة حية للتعبير عن هذا الهم..هي انغمار متواصل للتنقيب عن كل ما ينفع منظومة البث على أداء دورها بكفاءة عالية، تغري منظومة التلقي على القراءة المنتجة للتأويل.وبوصفها إجابة لأسئلة وجودية كبيرة،تستدعي مخيلة ذات دربة اشتغال تمنحها القدرة على إنتاج نصوص تنم عن جهد معرفي بيّن.(الكاتب)
*الإبداع قادر على خلخلة الذاكرة واكتناه صيرورة الواقع..أما سطوة المستبد فلن تفلح في ضعضعة انثيالات الرّوح..والحد من وميضها الشفيف (الشاعر التونسي المتألق-جلال باباي- )
هناك في البرزخ القائم بين حياة يحياها وأخرى يحلم بها،يقيم المبدع/الشاعرالتونسي جلال باباي-على تخوم الردهة المضاءة المسماة كتابة،مستمتعا بجحيم هذا الإنحدار الروحاني،يبحث عن لسعة نار ولو أحرقته،يعانق الشمس فقط كي يزرع حقول الأمل والبهجة والإنعتاق..
يرفض الإنحناء أمام الليالي العاصفات مهما أوغلت في الدياجير،يحاور روحه المتوهجة،الخفاقة،المحلقة،المتمردة و الموغلة في عوالم الصفاء والإشراق والتجلي..
يرفض التدثر بعباءة المؤسسة..يحلم بالإنفلات من عقال الوهم والخديعة ويؤسس للتوحد مع ذاته والكون..
ينخر الإغتراب و -المرض- شفيف روحه أحيانا،فيلجأ إلى أبي القاسم الشابي حين يقول:”إنني طائر غريب بين قوم لا يفهمون كلمة واحدة من لغة نفسي الجميلة”..
وأنا أضيف: هذا المبدع الخلاق (جلال باباي-الإبن البار لمدينة أكودة الساحلية-سوسة-تونس ) الملتحف بمخمل الليل الجريح..هذا المبدع المتورّط بوجوده في زمن ملتهب..إنما هو-صقر-غريب حطّ على غير سربه..
تنال منه أحيانا الحزن حد الوجع..وتنبجس الكلمات من ضلوعه رمادية كي تحلّق في الآقاصي وتخترق سجوف الصمت والرداءة..
هوذا المبدع/الإنسان كما أراه في مثل زمن بائس كهذا..وها أني أسمع نشيجه في هدأة الليل وهو يبكي زمانا تحوّل فيه المبدع إلى -حلاّج عصره-محترقا بنار التجاهل واللامبالاة واللإعتراف..
وها أني أسمع بين الحين والآخر صراخه وقد بلغ به الآسى حدا لا يتاق:أنا الجمال..أنا العمق..وأنا الصفاء حد الإنبهار والتجلي..
ولكن هذه العزلة التي وضعته الأقدار فيها إستحالت -بقدرة قادر-فنا وبرجا أزتيكيا منتجا وخلاّقا..وانخراطا طفوليا لنداء يأتي من بعيد موحشا و عذبا..
هو ذا المبدع الحقيقي/الشاعرالتونسي-جلال باباي- ( بدون مجاملة ولا محاباة)-كما أراه-يرقص رقصة”زوربا اليوناني”..تلك الرقصة التي تعانق برمزيتها سماوات المجد والخلود..
ولا أظن أنّه سينزعج إذا أحسّ بأيد ملائكية ناعمة وهادئة تطرق باب عزلته بهدوء ورقة ووضوح..لتنخرط معه في رقصها الطفولي وتتقاسم معه لذة الصمود والتحدي..ومن ثم يلجان معا عوالم الماوراء بحثا عن نبتة الخلود،ورفضا لمتاهات الفراغ العدمي وتأسيسا لحياة موشاة ببهاء الكلمة،جسارة السؤال وجمال الحيرة ليخلدا معا خلودا جلجامشيا في أحضان التاريخ..
سألته ذات مرة سؤالا ينخر شفيف الرّوح:
هل يزدهر الإبداع في أرض يباب جرداء؟!..
فأجابني (بشاعريته المعهودة..والعذبة..):
"طبعا..لا..ذلك أنّ الإبداع لا ينهض ولا يزدهر إلا في مناخ مناسب ومشجّع،وثمة الكثير من ضروب الإبداع تتقلّص وتندثر حين يكفّ المجتمع عن العناية بها ولا يبدي حاجته لها.."
وإذن يا -جلال-يا من احترقت بلهيب الكلمة الجاسرة المخترقة سجوف الصمت والرداءة ؟!
فقال:"هناك دائما جدل خلاّق بين الإبداع في تجلياته المشرقة،وحاجة المجتمع إلى ذلك الإبداع،هو جدل الإثارة والإستجابة الذي يربط بين طرفي العملية الإبداعية:المجتمع والمبدع..وبإنفصام عرى هذه العلاقة..يتدحرج الإثنان صوب مهاوي الضياع،حيث لا شيء غير الندم..وصرير الأسنان.."
ويظل في الأخير المبدع الحقيقي..شامخا شموخ الرواسي أمام أعتى العواصف.."على غرار الشاعر التونسي العظيم المتألق-تونسيا،إقليميا وعربيا-جلال باباي-
قبعتي-شاعرنا الفاضل- جلال باباي-فما-هادنتا-الدهرَ..يوما..رغم مواجعك وآلامك..التي الا تقلّ عنّي ألما يخرّب ضلوعي..ويدعفني-قسر الإرادة- بإتجاه شفير الهاوية..حيث لا شيء غير وجه الله..ورفقة الأنبياء والرسل والصدقين..
ساحة الكلمة مازالت تحتاج إلى شدوك وصداحك
لست أنا القائل-بل مبدع مثلك تماما،وهو الأستاذ رياض خليف الكاتب التونسي القدير (صحيفة القدس العربي)
ختاما أستمسح من -القراء الكرام-التفاعل مع هذه -الشذرات الإبداعية- لقصيدة بإمضاء الشاعر التونسي جلال باباي،تترجم عمق معاناته وصبره الجليل على مواجعه،محمّلا-في ذات الآن-مسؤولية وزارة الشؤون الثقافية التونسية-الوقوف إلى جانب هذا الشاعر الفذ الذي أثّث الساحة الشعرية التونسية بقصائدعذبة ،سيظلّ يرددها القادمون في موكب الآتي الجليل:
«الآن وهنا أتكئ على وتدين» و«خانتني صيف المسير يسراي» و«أنا طريح الرصيف كسير»
صارخا ضد الألم ومعبرا عن الملل:
«أعيدوني مترجلا إلى دفء منفاي
مللت دثار الفراش»
-وهو يكتب فراش المرض والعزلة-:
«أنا ماكث فوق ربوة الفراش يتيما
يلازمني نزر من وريقات عذراء»
ليس لديّ ما أضيف..فالدموع تلألأ في المأقي الهرمة..وأنا ملتاع مثله تماما..
محمد المحسن

ضبع / قصة لـــ ليلى المراني/جريدة الوجدان الثقافية


 ضبع / قصة قصيرة جدًا ..

بقلم: ليلى المراني
الليل بطوله ساهرةً عند رأسه تمسح عرقاً ساخناً يتصبّب من جبهته ويغرق وجهه.. تنظر ابنته الصغيرة إليه باكية.." هل سيموت يا ماما؟.. "، بلوعةٍ تجيبها ،" لا حبيبتي، والدك أسد، لن يترك الضباع تأكله.."
تمسك يده، تقربها من فمها وتقبلها بشغف.. " حبيبتي.."، صوته ضعيفاً يهمس.. تنتشي.. تحتضنه.." ألا تزالين تنتظريني في مقهانا الجميل ؟.. آسف هدى.. تأخرت عليك ح..ب..ي..ب..ت..ي.."
تنتفض ملسوعةً، تحتضن ابنتها وتبتعد...

وَ الدَّمْعِ ... إِذَا هَوَى /مُـعِـز الـشَّـعـبـونـي – تونس/جريدة الوجدان الثقافية


 " وَ الدَّمْعِ ... إِذَا هَوَى"

مُـعِـز الـشَّـعـبـونـي – تونس
**********************
أَخَـالُـنِـي ...
لاَ أَعْرِفُـنِـي ...
أَخَـالُـنِـي ...
لاَ أَذْكُـرُنِـي ...
أَخَـالُـنِـي ...
مِـنْ حَـبْـلِـكِ الـسِـرِّيِّ
لَـمْ أَتَـحَـرَّرْ
أَخَـالُـنِـي ...
فِـي رَحِـمِ الـوُجُـودِ
لَمْ أَتَــكَـوَّنْ
لَمْ أَتَــكَــوَّرْ
أَخَـالُـنِـي ...
لَمْ تَـلْـفَـظْـنِــــي الـحَـيَـاةُ
لِـخَـرَائِـــبِ زَيْـفِـهَـــا
أَخَـالُـنِـي ...
لَمْ تَـــطْـــرُدْنِــــي الـدُّنْـــيَــــــا
لِــغَــرَائِــــبِ دَهْــرِهَــــا
******
كَــلِــمَــــاتٌ انْــهَــمَـــرَتْ
مِـنْ غَـــمَـــامَـــةِ فِـــكْــــرٍ
تَـــــــائِــــــهَــــــــــــةٍ
فِــي ذَاكِـــــرَةِ الـــنِّــــسْــــيَـــــــانِ،
أَحَـــاسِـــيـــسٌ تَــشَــظَّــــتْ
بَـــيْـــنَ بَـــقَــــايَــــا
زُجَـــاجِ مَــــرَايَـــــــــا
زَمَــــنٍ هَــــارِبٍ
مِــنْ رَحَـــى الــتَّـــارِيــــخِ
*****
عَـــبَـــرَاتٌ هَـــوَتْ
مِـنْ عَــلْـــيَـــــائِــــــهَــــــــا
وَ مَــــا هَــــوَتْ ...
كَـــشِـــهَــــــابٍ هَـــــائِــــمٍ
فِـــي أُفُــقِ عِــشْــــقِ
أُوغِـــيــــسْــــتْ كُونْــــطْ
كَـــسَـــرَابٍ مَــــائِـــــعٍ
بَـــيْــــنَ عُــذْرِيَّـــــةٍ غَــاصَــــتْ
بَـيْـــنَ خِــشْـــيَـــةٍ وَ رَجَـــاءٍ
وَ مُـــجُـــونٍ طَــافَ
بِــقَــــلْـــــبٍ حَـــنَّ
مِـنْ بَعْدِما أَنَـــابَـــــا
****
دَمْـــعَـــاتٌ دَافِــئَــــاتٌ
تَـسَـلَّـلَــتْ تَـحْـتَ جَــنَــاحِ
حُــزْنِ خَــنْـــسَـــــاءِ
بَــنِـــي سَـــلـــيــــمٍ
قَـــطَـــــرَاتٌ ثَـــائِـــرَاتٌ
تَــــدَافَـــعَــــتْ كَــأَمْـــوَاجِ
مَــــأْسَـــــاةٍ بِــوِجْــــدَانِ
أَسِــيـــرِ الــعَــامِـــريَّــــةِ
بَــيْـــنَ كُــثْـــبَــــانِ هَـــوًى
بِـــلاَ عُـــنْـــوانِ ...
***
فِـــيــــنِـــيــــــسُ
تَــحَــلَّـــتْ بِـــجَـــبَــرُوتِ
الــسِّـــحْـــرِ وَ الــجَــمَـــالِ
مُــزَعْــزِعَـــةً أَرْكـــــانَ
قَــــلْـــبٍ هَـــــائِـــــــمٍ
بِـــــزَهْــــــرَةٍ مَــــخْـــفِـــيَّـــــةٍ
بَـــــيْــــنَ جَــــفْــــنٍ مُـــتَـــهَــــجِّـــــدٍ
وَ أَهْـــــدَابٍ نَــــاعِــمَـــاتٍ نَـــاعِـــسَـــــاتٍ
لِــوَغَــى جُنُونِ الوُجُودِ مُــرْسِــلاَتٍ
**
عِــطْــــرٌ بــــارِيــــسِـــــيٌّ
تَــــزَاوَجَ بِـــشَــذى عُــودٍ عَـرَبِـيٍّ
مُـضَـمَّـخٌ بِـعَـنْـبَـرٍ أَشْــهَــبَ
تَــنَــاثَــرَ بَـيْـنَ مَـجْــرى
سَــوَاقِـي عَـبَــراتِ عَــشْــتَــارْ
وَ خَــدِّ قِــيــثَــارَةِ حُــلْــمٍ
مُــسْــتَــتِــرٍ بَـيْـن جَـنَــاحَــيْ
كْــيُــوبِــــيــدْ وَ سَـهْــمِ قَـوْسِـهِ ...
*
لِلَّهِ دَمْــعٌ بَــعْــدَ انْــحِـــبَـــاسٍ
هَــــــــوَى وَ هَــــــــمَـــــــى
وَ بَـــيْــنَ أَسَــى سَـــيَــــلاَنٍ
وَ كَـــرْبٍ وَ مَـــــــاءْ
اِنْــــبَــعَـــثَ بَــــــارِقُ أَمَــــلٍ
رَبَـــى، عَـــــلاَ وَ سَـــــمَــــــا،
لِلَّهِ دَمْــعٌ يَــــسَّــــــاقَــــطُ دُرَرًا
فَـــيُــــزْهِــــــرُ خَــــــــــدٌّ
وَ تُـــــوقَـــدُ مَــصَــــابِـــيــحُ الــحَــيَـــــاهْ

أنا هو أنا /محمد الزيتوني/جريدة الوجدان الثقافية


 《 أنا هو أنا 》

ها أنا...
منذ كنت أطرق باب اللقاء
وظلّي حياة يبادلني السلام••
وها أنا...ونفسي تُراضي عطر الروح.
وتُعلنُ العشق الأصدق
فيضئ القلب بين الأوطان غرام••
لمحتُ التراب يسرقني
حيث يسكن الشفق
وتمضي الأقدام وخيمة النور ظلام••
وها أنا...
أجمع الأيّام وأتأمّل
مرايا الغروب والغريب مُلام••
ها هنا..
وبعضي الصّمت موعده آت
بين الحاضر وفي العيون ربيع الأحلام••
وها أنا أقول
لحن التيه مضى
وأكتبُ بين طرب الشعر كلام••
وأنا...دوما أنا...
أحضن عمقي شوقا
وإن هرم مقام السؤال فأنا المقام••
ملامحي تثير خطاها القادمة
والعيون ولياليها القمرية..
أزهرت لون الصباح وئام••
قد يحطّ الرّحال يوما.
وذاك الزمان حين أنا...
أهمس الغياب عاما بعد عام••
__ بقلمي: محمد الزيتوني
/ تونس 09/01/2022