الأربعاء، 1 سبتمبر 2021

دوار يصيبني بقلم د. ميسا مدراتي

 /دوار يصيبني /

وقت الغروب
ألوح بيدي
أراها بين ظلال
حرفي والسطور
تتراقص هيفاء فارعة
يكللها الياسمين
وبريق اللجين
على صفاء تلك المرآة
تتجلى صورتها
تتشابك الأيادي
تحت شجرة الزيزفون
نحتسي لهفة العيون
بكؤوس فضية
تعيد تكويني
بين سهوة شوق
وحنين قوافي
شالات زمردية ملقاة
على كتفها لوحة
من.نقش حناء
غزلتها برقة الهدبات
عقدت علي عقدة
هي نقطة البداية
هي تلك الرسالة
التي أقرأها
في نفس الميعاد
هي بداية روايتي
تزجني في سجن روحها
أتسمر بمكاني
ماأظنها بأحلامي
صدى صوتها
همس يداعبني يقظة
بأيامي
دوار يصيبني
بتوقيت سهوتي
فاغرق بتفسير.
المعاني
ولازالت صورتها بين
الظلال
تفتك بروحي
تلاعج شرياني
تغازلني بهمسها ولو ثوان
تذوبني كقطعة سكر
كنشوان يعتلي صهوة الروح
أعانق مبسمها الدنان
اسكر من رضابها
سكران خمر ي رباني
ياويلتي من أنا
ولمتى حال شرودي
ودواري
أتفقدها جانبي وأحتار
بوصالها الذي أغشاتي
رباه قوة ...
..........قوة لأطلبها
حلالي
د. ميسا مدراتي
Peut être une image de 1 personne et position debout

*ذاك الحوراني*/بقلم /أيمن_حسين_السعيد

 *ذاك الحوراني*/بقلمي/أيمن_حسين_السعيد

محمبل_السورية
ذَاكَ الحُورانِي
عَلى السِلاح يَعُضُّ بِنواجِذه
ذَاكَ الثَائِرُ الحُر
لا يفلتُ الرشَاشُ مِنْ يَدْهْ
ولا يُغيبهُ عن مَدى البَصَر
فَبِهِ يَتسّلقُ جِبالَ الثَباتِ ليَنتصِر
فَيُورقُ فِي أَرضهِ شَجر الغَار
فَالديكتاتورُ ما تركَ لَهٌ الخَيَار
مابَينَ مَقتولٍ وقَاتل
ما بين مَقتولٍ أو مَقتولْ
فبعزةٍ وكَرامةٍ فليمُتْ إذنْ
في ساح الوغَى
وليُلاقي وَجهَ ربِه شَهيداً إذن
ذاكَ الحُوراني الثَائِر
مُنذ عقدٍ من الزمنِ ونَيفْ
لا رِزقَ له إلا العَذابات والإصطَبار
مُراً بطعمِ الذُلِ والخيانَة
وتآمرِ العَالم أجمع عليه
فالمٌفاوضات شاهقاتُُ الجِبالُ بذُلها لهُ
ولأنها فِي صخورِها قاسيةُ الوُعورة
فقَدقتلت إخوتُه وشرَّدت أهلهُ وجِيرانه
فما يَجدُ فيها إلا الكمَائِن
فيترَّصدون وقُوعه فِيها
بينا نِفاقُ الضَمائر الإنسانية
وخيانتِها لشريعةِ الله
تنشرُ ملائتها تَحتَ سَمتِ الشَّمسْ
فتَصطادُ المُفاوضات مِنَ الخونَةِزبائِنها
فعبثاً الوُصول إلى نهاياتٍ سَعيدة
فَينادي سِلاحَهْ
يا سِلاحي ...وسَّيدي
أنت أرضي ..وامتدادِي
أنت شَرفي... وصونُُ لعِرضي
وبكَ أحمي نفسي وأهلي وجيراني
سَتعضُّ أخمصكَ نواجذُ أكتافي
بكل شرفٍ حتى آخر قطرةٍ من دِمائي
فبكَ بقائي
وبك يقترنُ النصر بِشهادتي
سأظلُ مُحافظاً على ديني وإيماني
وأواجِهُ برصاصكَ أعدائي
فأنا أسيرُ حبِكَ ياسِلاحي
رغم تَجرُّعِي للخِذلان والمَرارَات
فالمستحيلُ أن أعيش
بلا أرضِ حورانِ
مُفارقاً الشَّامَ أرضُ أجدادي
من صَحابة رسولِ اللهِ الكِرامِ
فيَا وِحشَةَ من ترك نفسهُ للغُربةِ
تنهشُ به كلابُ العَصر وذئابُ الزمانِ
فيا سِلاحي... وياسيدي
أنت تاج عزٍ على رأسي
ومصدر عزي وفخاري
وبوابَتي للنصر شَاء من شَاء
وأبَى من أبَى
رُغماً عن أُنوفهم
سأنالُ الحُرية والكرامَة مُرادي
بقلمي/أيمن حسين السعيد...أريحا ..سورية
١/٩/٢٠٢١
Peut être une image de 1 personne et texte

قراءة ثرية لنص الشاعرة جميلة القلعي تحدي السنين بقلم الأديبة جميلة بلطي عطوي

قراءة ثرية

لنصي تحدي السنين
من الاستاذة الناقدة والشاعرة القديرة جميلة بلطي عطوي
" تحدي السنين "
عتبة جاذبة في نص الشاعرة جميلة القلعي لأنه من المتعارف أن الزمن هو عدو الإنسان فالإنسان يفنى ومن أسباب ذلك تأثير الزمان فيه بينما يبقى الزمن أبدا سرمدا غير أن لفظة التحدي تقلب الموازين وتفتح أفقا يفلت بواسطته الإنسان من قبضة الزمن .
من أجل ذلك تختزل الشاعرة المراحل وتستدعي مرحلة العمر الأولى (طفلة مازالت). هي الديمومة تلوذ بها الشاعرة لتمرح في عالملها المفضل
تشرع للنور نوافذها
تطعم العصافير
فيكفها
تطارد الفراشات
تخضب من رحيق الزهور
أجنحتها
ترتشف نبيذ الوردة
لتلقي بها في مهب الرياح
مقطع مشبع بافعال المضارعة دليلا على الحركة والنشاط ، مفعم بقاموس الطبيعة تماهيا مع مكوناتها بل استلهاما لما في الطبيعة من سمات الصمود في وجه الزمن
والشاعرة الطفلة تمتلك مفاتيح البقاء و" الخلود"
فحركتها ،رؤاها وألوانها وليدة السرمدي في تكوين الكون لذا نجدها ترتسف " نبيذ الوردة" وتسكر في عالمها النوراني وفضائها الخاص، تتفتح للحياة " للحب" وتكون الولادة قصيدة حروفها " كالدرر" تزهر فيها الأحلام .
إنها نشوة التجاوز والتحدي تعاضدها الطبيعة أرضا ، بحرا وسماء . رحلة في عالم الضياء لا تحدها الحدود ولاتكسر خطوها القيود
فيسري في قلبها الضياء
ويغمرها الارتياح
تركب الغيم هازئة بالسنين
ترتوي من رضابه
فتشرق شمس الشباب
ويعبق شذى الأمنيات.
هي إذن شاعرتنا جميلة القلعي تركب براق الحرف فتمتلك الزمام ، لها الحرف أنيس ومعبر به تلون السنين ، تشكل الزمن على هواها بل نراه أسير رؤاها وقد أثملته بصورها الشعرية وقواميسها وبلاغتها فبات طوع بنانها .
هي الشاعرة والشعراء بالخيال يتحدون ويفوزون فيقثطعون من الزمن فسحة ويسجلون أحلامهم بحروف من نور.
النص
الشاعرة جميلة القلغي
تحدي السنين
طفلة مازالت
تشرع للنور نوافذها
تطعم العصافير
في كفها
تطارد الفراشات
تخضب من رحيق الزهور
اجنحتها
ترتشف نبيذ الوردة
لتلقي بها في مهب الرياح
مازالت تفتح للحب قصائدها
فتنساب الحروف
كالدرر
كنسائم الصباح
تلقي في البحر اشرعتها
تلتحف زرقة سمائه
تحملها امواجه الساحرة
فيسري في قلبها الضياء
ويغمرها الارتياح
تركب الغيم هازئة بالسنين
ترتوي من رضابه
فتشرق شمس الشباب
و يعبق شذى الأمنيات
جميلة القلعي


أيلول وأنت؛؛؛؛ بقلم خديجة شما

 أيلول وأنت؛؛؛؛

تهمس في أذن الحنين
شدو تساقط حبات مطرك
كتساقط ورق عمر
الأعوام
تساقط بنغمات ورقة
ورقة
يحسبها الناس جمال
وهي تسقط من عمرهم
أنات وأنين تنقص
مع كل هبة ريح
وسقوط ورقة !!!!
أيا أيلول تمهل أوراقك
الصفراء شعاع ويضيء
لمَ لمَ تجعله حزن
يطير!!!!
مع هبوب الريح!!!
لمن تغني أيلول !!!
لهمس الشجر!!
أم لجمال النغم!!!
ورذاذ المطر
دقات رذاذك على
نافذة العمر
تبعث هدوء وسكينة
للروح المتعبة
كم أحب هطل
ماءك وكم أحب
المشي تحت رذاذك
بقلمي / خديجة شما
Peut être une image de 2 personnes

الإعلامي الصغير الكاتب الصغير الفيديو التوعوي. مسابقة الوداد للطفل المبدع في طبعتها الخامسة بالجزائر الشقيق.⁦

 مساؤكم سلاسب محبة وسلام

الإعلامي الصغير الكاتب الصغير الفيديو التوعوي.
مسابقة الوداد للطفل المبدع في طبعتها الخامسة بالجزائر الشقيق.⁦⁩ وهي مسابقة موجهة للأطفال من مرحلة الابتدائي إلى مرحلة الثانوي. وتتمثل المشاركة بفيديو توعوي بمجالات مختلفة حيث يختار كل طفل المجال الذي يتسابق فيه كما باستطاعته المشاركة في كل المجالات لكن ليس من حقه الفوز الا في مجال واحد.
وهذه قائمة الفائزين بالمركز الأول نظرا لتقارب المستوى.
ملاك مدني
ابراهيم الخليل مدني
قاسمي جميل
قادري ريتاج مرام بوقرة يوسف غاي إسراء
منصري عنتر
صواب ميار
تقوى دريدي
يغلى عياشي بهاء الدين
ريمة عابد
أروى عيساوي
رحمة بوساحة
بوستة رحمة
وهذه قائمة المشاركين الآخرين
قادري واعظ لقمان
غريب أريج
محمد الطاهر مبارك
بن عرابي رزان
بوناصري دعاء
عابد عبد الرحيم
عابد ريمة
عمارة اسيل
عيساوي يونس
قادري صبر أيوب
وإذ تهنئ مؤسسة الوجدان الثقافية كل الأطفال المشاركين والفائزين، تتقدم للجهة المنظمة للمسابقة بأسمى عبارات الشكر والتقدير لما بذلته من الجهود من أجل طفل مبدع ومعطاء وفعّال.
وتباعا سيقع نشر الفيدوهات التي شارك بها الأطفال المتسابقون. وستكرم الوجدان الثقافية كل الفائزين والمشاركين بشهادات.


مركبي جانح بقلم الشاعر منصور تيس - تونس .

مركبي جانح
وأنا اليتيمة
والشريدة والوحيدة
أنهكني الانتظار
تهت من أثر الدوار
الأرض قصية
السماء بعيدة
والنجاة فكرة غائمة
كالغرق .
"منصور تيس - تونس . "
Aucune description de photo disponible.

قصيدة : دائما قلبي معك للشاعر منير صخيري

 .....................................دائما قلبي معك ........

ايها المسافر ايها المغترب
ايها البلبل الطائر فى سماء الافق
ايها الحبيب الساكن بالفؤاد
يا قرة عيني ولؤلؤة قلبي
دائما قلبي معك
ليتك تعلم حس ونبض قلبي
ليتك تشعر بلهفتي اليك
فأنت الروح أنت كل شيء
كل قصائد العشق عشقتها
حفظتها على ظهر قلب
لم أجد فيها حلاوة النثر
ووجدتها فى رقة كلامك
كان كل حرف من بين شفاك عسل
كانت احدايثك سحر
تجيد المدح والغزل
يا غزالي ماذا عساني اقول
انت العشق انت كل الحب
دائما قلبي معك
سافر اغترب لكن قلبي معك
انت يا من علمتني اصول معنى الهوى
كيف لي ان انساك حبيب العمر
فى الغدو والاصال ولليل السحر
كل الاماكن كل الاوقات
طيفك يرافقني يا قرة عيني
فمالي سواك حبيب يا ربيع العمر
قصيدة : دائما قلبي معك
لشاعر منير صخيري
31/08/2021
Peut être une image de une personne ou plus et texte

قصة قصيرة . الشارع , وأنا .... بقلم / على حزين طهطا ــ سوهاج ــ مصر

 قصة قصيرة ...

الشارع , وأنا ....
بقلم / على حزين
المشاجرات, في شارعنا الطويل الضيق المزدحم بالسكان, لا تنفض, والاشتباكات, لا تنتهي , والمعارك لا تنقطع أبداً على مدار اليوم ...
البارحة لم أستطع النوم من أصواتهم المزعجة المنكرة, قمت مسرعاً أغلقت النوافذ والشبابيك وأطفئت كل مصابيح المنزل كي أنام , وذلك بعد يوم عمل شاق طويل ومضني ...
وبرغم الجو الحار, والرطوبة العالية القاتلة , والتعب , والارهاق كاد يقتلني , حاولت أن أنام لكنني لم أُفلح فأصواتهم المزعجة تخترق الجدران والبيبان والحيطان والشبابيك, لا بل تخترق أيضاً الزجاج المصقول لتدخل إلى غرفتي لتفسد عليَّ حياتي , وتُطيِّر النوم من عيني, وتقلع أم رأسي من مكانها لتلقي بها إلى الجحيم ... شارعنا ظاهرة تحتاج إلي دراسة ...
شارعنا الضيق الطويل جداً نشأ وأُنشئ وبدأ في الظهور منذ ما يقارب من سبعين عاماً تقريباً وذلك مع بداية القرن الماضي, وذلك قبل ما يعرف الناس التخطيط العمراني للمباني الحديثة,
أذكر في الماضي كانت البيوت قليلة جداً, وكانت عبارة عن أكواخ صغيرة بدائية الصنع , مصنوعة من الطين وأعواد البوص والطوب اللبن, ...
وما زلت أذكر أيضاً مخمرة العجين , والمخمرة هي عبارة عن " خليط من خرط مخلوط بماء وتبن وأحياناً مع الحمرة وهي بقايا الطوب الأحمر المحروق في الأمينة, ثم يُترك كل هذا يومان أو ثلاثة أيام حتى يصير آسن له رائحة كريهة, ثم يغطس فيه اثنان أو ثلاثة نفر يدعكون هذا الخليط بأرجلهم وأيديهم حتى يصير عجينة طرية, ثم يُصنع منه كتلٌ صغيرة توضع بعضها فوق بعض لتكوِّن ما يسمى بالطوف " ...
وكانت الأبواب مصنوعة من جريد النخيل , والمغلاق خشبة أو عصا غليظة توضع خلف الباب .. وكانت السعادة تملأ البيوت , وكان الحب يملأ القلوب ...
أما " الأمينة " لمن لم يعرفها فهي كانت عبارة عن " مربع من الطوب اللبن النيّ المصنوع من عجين الأرض والرماد والتبن وأشياء أخرى , يوضع في قوالب خشبية , ثم تُترك تحت الشمس حتى تنشف ثم تُرص بارتفاع أربعة أمتار في عرض أربعة مثلهم تقريباً , وبين كل طبقة وأخرى من الطوب المرصوص يوضع القار أو المزيُتْ الأسود وبعض الأخشاب , ويُجعل فيها فتحات صغيرة للتهوية ثم يُشعلون فيها النار ثم يتركونها بضعة أيام وقد تصل إلى خمسة عشر يوماً أحياناً , ثم يتركونها حتى تَصفى وتنطفئ مع نفسها, ثم يبيعون منها الطوب الأحمر "....
وكل ذلك كان قبل أن تصبح القرية مدينة عصرية حديثة مبانيها على أحدث طراز معماري وقبل أن تصبح مركز تجاري كبير, ومزار سياحي ..
وكانت الناس زمان في الماضي قليلة جداً.. وكانت العائلات معروفة, ومتألفة فيما بينها , يحترم ويوقر ويقدر بعضهم بعضاً , ويحب بعضهم بعضاً , وكانوا كالجسد الواحد, إذا اشتكى منه عضو تداعى عليه سائر الأعضاء في الفرح والكره وفي الحزن وكان الكل في الشدائد وفي الأفراح والأتراح يداً واحدة مجتمعين ... كانت أياماً جميلة ....
ولم تكن هناك عربات , ولا شوارع مسفلته .. وكانت الأرض عبارة عن قطعة قماش كبيرة خضراء, وكانت الدنيا واسعة جداً , والخلاء فسيح , وكان الهدوء , وكان الدفء الأسري, والحب , وكنت لا تسمع إلا أصوات الطيور, والعصافير, والهواء ...
وكانت وسائل المواصلات بدائية وبسيطة, وسائل النقل وقتئذ ــ أعزَّكم الله وعافاكم ــ الخيل والبغال والحمير والجمال, وعربات " الكرو" والحنطور فقط لا غير ...
أذكر وأنا طفل صغير كنت أعي كل هذا, وأعرف وأفهم كل شيء , ...
أما اليوم الوضع اختلف تماماً , انفجار سكاني رهيب , قنبلة بشرية موقوتة , موجودة في كل مكان حتى في شارعنا الطويل, الناس فيه كثيرة جداً جداً , بحيث لو فُكت بيوته أعني السكان التي تسكن البيوت, سكان الشارع لو أُفرغوا من بيوتهم لملأوا مدينة كبيرة حديثة ..
وقطعة الأرض التي كانت واسعة ومزركشة وجميلة بألوانها البهية المبهجة للعيون السندس الأخضر على الـ طوبي على الترابي, أصبحت اليوم ليست موجودة , اختفت تماماً وحل محلها عمارات شاهقة وأبراج خرسانية عملاقة , وأصبح الهدوء, وصوت العصافير وحفيف الأشجار والسنابل حين يداعبه الريح انقلب كل ذلك إلى ضجيج ودوشة لا تطاق ...
الأصوات عالية جداً ومرتفعة ومزعجة ولا تنقطع, ولا تخفت , وأنا أريد أن أنام, والمعركة ما زالت قائمة, ومنصوبة وحامية الوطيس في الشارع, والصراخ والعويل يملأ الأرجاء , وهرج ومرج, وألفاظ نابية تنطلق بين الفينة والفينة, وأنا أريد أن أنام ولم أستطع .. تباً لكم جميعاً ..
وضعت كل الوسائد فوق رأسي في محاولة بائسة يائسة للنوم, ورحت أتقلبت على فراشي
وصرفت ذهني بعيداً في أمور سعيدة لعل وعسى وحتى أنام فلم أفلح , استدعيت ذكرياتي القديمة من زمنٍ فات, وذكرياتي مع الشارع وأنا صغير, وتذكرت أبي وأمي , رحمهما الله , فقرأت لهما الفاتحة , وترحمت عليهما, واستدعيت النوم من جديد, لكني لم أستطع من شدة الدوشة , والأصوات العالية المزعجة , والألفاظ النابية .. تباً لكم وألف تب .. سحقاً لكم جميعاً
لو حسبنا مع بعض حسبة بسيطة , شارع مائة وخمسون متراً تقريباً, به مائة بيت وفي كل بيت ثلاثة أو أربعة أسر , والأسرة الواحدة عددها في المتوسط خمسة أفراد تقريباً , اضرب ثلاثة في خمسة والناتج اضربه في مئة ضعف , اضرب هذا في ذاك , يطلع الناتج ألف وخمسمائة تقريباً ...
اضرب .. (( 3 × 5 = 15 )) ثم اضرب (( 15 × 100 = 1500 )) تصور كل هذا الكم من البشر يسكنون في شارع واحد ضيق طوله مائة وخمسون متراً وعرضه متر ونصف تقريباً..
الساعة الأن الثانية بعد منتصف الليل , والشارع ما زال مليء بالناس , والمعركة ما زالت منصوبة قائمة وحامية بين الجيران والسبب الأطفال الذين تشاجروا وهم يلعبون .....
"هم هكذا دائماً ما يتشاجرون على أتفه الأسباب فما أن تنفض مشاجرة حتى تنعقد أخرى, ولا تنتهي معركة إلا وتبدأ غيرها, ويتم الاشتباك من جديد , وأحياناً كثيرة تتشعب المشاجرة الواحدة لتصبح معركة متفرعة الأطراف وتكون طاحنة بالأيدي وبالعصي وبالطوب, وربما بالسِنَجْ أحياناً, وقد تمتد المشاجرة لأيام كثيرة , وقد تنفض المعركة بعد ساعات قليلة , على حسب , وقد تصل أحياناً إلى مغفر الشرطة, وقد يصطلحوا في النهاية , وقد لا يتم الصلح, وهكذا دواليك على أتفه الأسباب , كلمة تقال , أطفال تلعب , وأحياناً من غير سبب أصلاً .. "
المهم .. والقصد .. والمقصد .. قمت فزعاً من نومي, قمت من فوق سريري, نظرتُ في الساعة, كانت تشير إلى الثانية ونصف صباحاً, فتحتُ النافذة التي تطل على الشارع, طلبت من الأولاد الذين يلعبون ويصيحون تحت الشباك أن يتزحزحوا حبة ويذهبوا بعيداً من تحت الشباك حتى أستطيع أن أنام فأنا ورائي عمل شاق في الصباح ويتحتم عليَّ النوم ولو بضع ساعات قليلة حتى أتمكن من الصحيان مبكراً وإلا لن أستطيع أن أقاوم النهار .....
كثيراً فكرتُ أن أترك لهم الشارع وأهج , وأسكن في مكان بعيد هادئ لكني فشلتُ لعدة أسباب أهمها سببين الأول هو ارتفاع أسعار المباني والعقارات في المدينة التي أسكن فيها, ولا تقل لي اسكن في الريف فأنا لا أستطيع البعاد عن المدينة والمدنية برغم أني أعشق الريف والهدوء الذي فيه وكذلك أهله الطيبين لكن الإنسان ابن بيئته كما يقال, وثاني سبب هو أن في بيتنا الذي أسكن فيه كل ذكرياتي, تربيت فيه, نشأت فيه, وفرحت, وفيه حزنتُ , وفيه ذكرياتي ورائحة أبي وأمي و, و, و, و .. وفيه كل شيءٍ جميل ,
كثيراً حاولتْ زوجتي إخراجي منه لكني رفضتُ وقاومتُ بقوة فأنا كالسمك الذي إذا أُخرج من الماء يموت , وكالشجرة العجوز التي إذا نزعوها من مكانها أو أخرجوها من أرضها تموت .. لذا لن أسمح لهم ولا ولم ولن أخرج من بيتي الذي عشتُ فيه كل حياتي حتى الموت فبيتنا هو كل حياتي , مسقط رأسي , وسر حياتي فيه ....
نسيتُ أن أذكر لكم وأخبركم بأن بعض الشباب المراهق وبعض الكبار منهم يتعاطوا البانجو, والمخدرات بكل أنواعها, يسهرون إلى الفجر في الشارع حتى يصعد الدخان وينتشر وتصل الرائحة الكريهة داخل البيوت, فما أن يأتي الليل إلا ويصاب كل من في الشارع بحالة هيجان شديدة, وصرع من نوع ما وحالة غريبة وعجيبة تتلبثـ هم , أصوات مترفعة, هياج شديد , وهرج ومرج , ينادون على بعضهم البعض من بعيد يرقصون يغنون ويسهرون حتى الصباح وكل ذلك في الصيف والشتاء, ويفعلون ذلك كل يوم ,.....
الأطفال يلعبون تحت الشباك ويتصايحون, وأنا كل يومٍ أطلب منهم الهدوء ولو قليلاً حتى أنام أو ينصرفوا من أمام البيت, ومن عدم اللعب تحت الشباك كذلك, وقليلاً منهم ما يستجيب بل نادراً ما يفعلون ذلك وينصرفوا , وكثيراً ما أشتبكُ مع ذويهم تارة بالسباب والتنابذ بالألقاب وتارة أخرى بالاشتباك يكون بالأيدي .. المهم ..
ذهبت الاطفال بعيداً عن البيت قليلاً وذلك بعد أن نظر لي بعضهم شزراً , والبعض الآخر راح يرفع صوته أكثر في تحدٍ صارخ لي ومنهم من رماني ببعض الألفاظ النابية.. ثم غابوا عن المكان لكن أصواتهم لم تغب .. حتى الأطفال يقلدون ذويهم في كل شيء, أربعة وعشرون ساعة كل يوم صيفاً وشتاءً يملئون الشارع كالنمل .. يلعبون , ويصيحون .
أغلقتُ النافذة مرة أخرى, وعدت إلى مكاني, حاولتُ استدعاء النوم من جديد فلم أفلح, أخذتُ أتقلبُ على فراشي كالكرة وأنا أتحايل على النوم أن يجيئ ولكنه عصاني هو أيضاً, وأبى واستعصى فقمتُ من مكاني ذهبت إلى المطبخ لأصنع لنفسي كوباً من ينسون كمهدئ لأعصابي المتوترة من قلة وعدم النوم وليساعدني على الهدوء والاسترخاء والراحة والنوم أيضاً فلم أجد في المطبخ ينسوناً ولا كركرتيه فعدلْتُ عن الفكرة وصنعتُ كوباً من الشاي على البوتاجاز .. وعدتُ إلى فراشي , يأتيني من بعيد صوت الأذان , قمتُ , نهضتُ , ضغطتُ مكبس النور أضئتُ الغرفة , فتحتُ النافذة , توضئتُ , وصليتُ الفجر حاضر, وهم لا يزالون يملئون الشارع الطويل الضيق, ويعتركون , ثم جلستُ أشرب الشاي , شعرتُ برغبة للكتابة أخرجت من مكتبي ورقةً وقلم , مسكتُ رأسي بيدي , ورحتُ أكتبُ عن شارعنا الضيق الطويل
جداً والذي أنا أسكن وأعيش فيه, والذي أحكي لكم عنه, فيه ناس عادية جداً, وبسيطة جداً , من الطبقة الكادحة وفيه أناسٌ أعوذ بالله منهم شياطينُ الجن تستعيذ بالله منهم ,..
شقشق نور الصباح , نظرتُ في ساعة معصمي , فإذا هي تشير للسابعة صباحاً , تركتُ ما في يدي, نهضتُ مسرعاً, ارتديت ثياب الخروج , ثم ألقيتُ بنفسي في الشارع بعدما أخذتُ كل أغراضي, ثم وقفت أنتظر على ناصية الشارع أي وسيلة مواصلات تقلُّني وتوصلني للعمل, وأنا يبدو عليَّ الارهاق, والسهر, وعدم النوم .. سامحهم الله .
*********************************
تمت الأربعاء 1/ 9 / 2021
على السيد محمد حزين ــ طهطا ــ سوهاج ــ مصر
Peut être une image de 1 personne et intérieur