الثلاثاء، 4 مايو 2021

نشيج.. في هدأة الليل بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 نشيج.. في هدأة الليل

الإهداء:إلى روح إبني الطاهرة..ذاك الذي إلتهم الحياة..قبل أن يلتهمه الموت ذات زمن دامع..بعد أن إسترددت برحيله حقي في البكاء..
ليل موغل..
في الدجى
يتابعني في عواء السنين
ألوذ بقرنفلة تعبق بالذكريات
يخاتلني عطرها عند المساء...
وكان المسير..
وسايرت حزن البلاد التي أرهقتني خطاها
ومرّت قوافلهم دون أن تردّ عليّ
السلام
فعانقت حزني حد البكاء
وقد أورق الجدب في القلـــــب
وطوّقت غيمتي
في سماء الحنين
ومضيت وحيدا
في ثنايا الجراح
ضاربا..
في وهاد المساء الكليل
علّني أعبر نهرا
يطهّر أدران روحـــي
ويفضي بليلي الطويل
إلى جهة في البـــلاد..
تترفّق بي.
تستردّ صيفا
يحطّ على راحتيه.. اليمام
تمسح على مقلتيّ عناء الرحيل
تعطيني منديلها المخمليّ
وعطر الأمان البريء
وباقة ورد تركتها الحبيبة..
إرثا اليّ..
يردّ شبابي..
وينأى بجرحي عن القيظ
والغادرين...
ها هنا هدأة الليل
أرتّب أفكار نفسي
أهدهد الحزن
بهدوء اليتامـــــى
وأطلّ من فوق،من فوق سطح الحياة
على ما مضى من غبار السنين
وقد صرتُ وحيدا تماما...
ولا أحد أشكو اليه
رسول الظلام الذي صرته
ربّما كان ينقصني -إبني-كي يرى وجعَ القلب
لكنه لا يرى
كل هذا الذي يفضي الى وجع القلب
آه -مهجة روحي-غسان..
سرقتني الحياة..
فما عدت زرتك إبني
مرة بعد أشهر عجاف..
وقد هرمت
تذكّرتك..
فحننتُ اليك أيّها -الوسيم-.
.حننت الى عطف يديك
وابتسامتك العذبة..
ونبل فؤادك..
إذ يضيء عتمات روحي
في مثل ليل كهذا..
آه إبني..
ها هي الريح تغسل
أوجَاعها بالصهيل
فمن ذا الذي سيحثّ الخطى
ويستحمّ معــــي
في دمي
كي يعرف كيف أكفكف دمعي...
ألملم جرحي
ويعرف قومي..
كيف إليّ السبيل...
محمد المحسن

أنا منك وفيك بقلم الشاعرة منيرة الحاج يوسف / تونس

 أنا منك وفيك

منيرة الحاج يوسف / تونس
لا أحدَ يتجرَّأُ
على اقتحامِك واحتلالِك
مثلما أَفعلُ
لا أحدَ يقدِرُ أنْ يعرِضَ عليكَ
أوجاعَ الوجدِ
فتنمو في عروقك أزهارُ اليقينِ
وتُؤمن أنّ الحبَّ أقدسُ وعدٍ
ما من قصيدٍ غيرُ حرفِي يستفزُّك
أنفخُ فيه من روحِي وحسّي
ينثالُ كما الورد الجنيّ
وأحيانا يُعانقكَ
ببَوْحٍ من أنينٍ
ما من سيِّدةٍ سوايَ
بعْثَرت دَفاتِرَكَ
لمَّا هبَّت عليكَ رياحُ عشقِها
بِكَ عصفتْ
غيمةُ حُبِّها
فتَبلَّلتَ
وهلَّلْتَ
وأنتً تَستقبِلُ
أحزانَ هواكَ
تقبّل شآبيبَ دمعِك
يُؤَرْجحُك الحنينُ
كنجمةٍ تُؤدِّي
رِقصتَها الأخيرةَ قبلَ السُّقوطِ
تَلثمُ خدَّ القمرِ
تخلعُ سوادَ اللَّيلِ
تتَّحدُ في صلاةٍ مقدَّسةٍ مع الماءِ و الطَّينِ
مَا مِنْ أُنثَى غيرِي تَصفعُ غُرورَك
ثم تَضُمُّك إلى قلبِها
كأنّك طفلٌ
مِسكينٌ
تهمسُ في أذْنِك تعويذةَ الحبِّ المتينِ
تُشعلُ في روحِك قبسًا من شوقٍ
وفورةَ عشقٍ لا تخفٍُ و لا تلينُ
لماذا أيّها الشّرقيُّ تبدُو
مكابرًا...
تحبُّني حتَّى النُخاعِ
وتُقصيني كأنِّي دربٌ للضَّياعِ
تتحاشى في النّهارِ أفكاري...
وعند النوم
تقطفني
كأنَّني سَلَّةُ ثمارٍ شَهيةٍ
أنا ارتعاشةُ نبْضكَ
أنا الوتينُ
أنا الحياةُ كلُّها
حُلوُهَا ومُرُّها
متَى تعرفُ أنّني سِرُّها...
ما من أخرى ستوقظُ
غفوَة النَّهارِ فيكَ
وما سوى خفق شغافي يُروِيكَ
فلا تُهملْ عقلي
وتكترث ببعضي الذي يغريك.
أنا منك وفيك .
Peut être une image de pigeon et plein air

أحلم ! بقلم الضرس مصطفى المغرب.

 أحلم !

بجنة أرضية
يسود فيها السلام
تسود فيها السيادة للأحرار ،
أحلم !
بمكان يمكن فيه
إطلاق سراح الحمقى ،
حتى الغيوم لن تحزن أبدا
حيث هذا العالم
لا يتوقف عن جعلي أحلم.
أحلم !
بزاوية صغيرة
من الخلود عبر الطبيعة ،
بجزيرة جميلة
تشرق فيها الشمس ،
بعالم مليء بالعديد من المغامرات ،
حيث جمال
هذا المكان البعيد يذهلني.
أحلم !
بهذا المكان مخفي جيدا
في قلب الغابة ،
في الطرف الآخر من الأرض ،
وراء البحار ،
محفوظ به أعظم الأسرار ،
فقط الأشخاص ذوو القلوب النقية
يتقاسموك هذا العالم.
الضرس مصطفى المغرب.
اللوحة من إبداع دعاء الضرس.

جلستْ أمام النافذة بقلم صالح مادو

 جلستْ أمام النافذة

تنظرُ الى الأفق
بعيدا عن الكرونا
الهواء يداعب ُ
شعرهاالفضي
تفكر ُ ....
ماذا حدثَ لها؟
تكتب قليلاً
تغادرُ بسرعة
بين أصابعها
سيجارتها المفضلة
تفكرُ بعقلها
وتارةً بقلبها
وتقولُ مع نفسها..
من هذا القادم؟
من وراء البحر
بعدَ هذه السنين
بعد المعاناة
.....
إنها محتارة
ماذا تفعل؟
...... ..
صالح مادو
3-5-2020

الشهر الفضيل بقلم الأستاذة : شباح نورة

 الشهر الفضيل

شهر نسمات الخير والبركة
شهر المكرمات وموائد الرحمن
فيه تفتح الأيادي البيض
وتكثر فيه الصدقات والاحسان
شهر الرحمة والترتيل
وختم القرآن الكريم ونيل التيجان
شهر التسامح والتصالح
مع الذات والأهل والأقارب
فيه يحس بجوع الفقير
والمسكين واليتيم
تفرش الموائد للغني والفقير
تعلو البسمات والكلمات الطيبات
وترفرف طيور الحب بأجنحة الرحمة
وترغب النفوس للمغفرة
والعتق من النيران
وتفوز بالجوائز العظيمات
سأنثر حروفي وردا وعطرا
تسابيح للقلب والوتين
وسأعصر عطرا وأريجا
يلون الفضاء و بألوان الربيع
ويمسح الدمع عن كل حزين
وينشد الرضا من الله المجيب
لابتهالاتي وصلواتي
ودعائي في الشهر الفضيل
الأستاذة : شباح نورة
الجزائر

Aucune description de photo disponible.

٢٢-يامسحراتي بقلم/وافي إسماعيل الشلبي

 ٢٢-يامسحراتي

____________
يا مسحراتي
يا فارساً لصباحِ
يهيم من عذب الكلام
صياحا
تُطرب ألباب الرجال
عند سماعِه
وكذا يفيض الحب
في الأرجاء
ويسود صمتاً
يقشعر له النوى
ويعيش قلباً
نيراً وضاءا
وتغازل الشمس
في صباحٍ شعاعه
فيفيض من فرط
الحنان بهاءا
ويبحر في
أرض المعروف كسفينة
يتعلق بها
الرأس والأحشاء
إلي بر النجاة
فيحيا متيما
من عاش لصوت
النداء ملبيا
ثم الصلاة
علي من رفع لواءا
لواء الحمد
فيسعد كل
من أتبع
ويعيش في ظلهِ
دون عناءا
بقلم/وافي إسماعيل الشلبي

شجون الزمن الضائع قصة قصيرة للأديب سلمان يوسف فراج

 شجون الزمن الضائع

قصة قصيرة
للأديب سلمان يوسف فراج
منذ عشرات السنين لم ير كفيه على هذه الحال المزريه. لطالما اجتهد أن تبقيا آيه في النظافه والليونه. حتى أظافره التي تعهدها بحرص تعلن عودتها لأيام الشقاوه. منذ وصل قبل شهر وضع خطه تكفل إقامه لائقه في دار أهله كلما عاد، وأخيراً أمضى مساء أمس في تلميع "معاميل" القهوه السادا المهجوره منذ سنين ثم صفها في "المنقل" وجعلها في موضعها من المضافه حيث كانت منذ وعى على الدنيا. راح يتأملها من كل جانب، وصارت تتقافز في ذاكرته وجوه كثيره ، وراح يمتلئ شوقاً إليها. أراد أن يعرك عينيه فانتبه الى اصطباغ يديه بالسناج وكلف النحاس فقرر أن يتحمم ويخلد للفراش. من جديد تناوبت قلقه أفكار وأحاسيس صارت تحاصره بإحساس خفي يسائله عن جدوى ما يقوم به. مراراً دفع هذا الإحساس بعناد، لكن سرعان ما كانت تأخذه نوبه أخرى وأخرى الى أن غيبه النوم. فتح كفيه وقلبهما أمام عينيه وابتسم. أحس برغبه في اقتعاد جذع الزيتونه الروميه القائمه الى جواره. اقترب من الجذع. تلمس خشونته وهبط. نظر الى القبر وتمتم: - إيه كم أحببتَ أن أتعلم!... أعرف اليوم كم قاسيتَ لذلك يا أبي، ثم غمر وجهه واستسلم لهواجس متداخله لا تثبت فيه الأمان. تقاعد ففكر في العوده إلى الوطن، له فيه اهل طيبون وسمعه حسنه. كان موظفاً مرموقاً بين شباب القريه وتزوج من فتاه جميله ومثقفه، ثم حمله طموحه للهجره والعلم فباع أبوه نصف أرضه ويسر له ولعائلته الصغيره عيشاً معقولاً في الغربه الى أن حصل على وظيفه مغريه واقتنى بيتاً يحسده عليه كل معارفه من المغتربين. امتدت به السنون ولم يزر موطنه إلا في أعراس أخواته الثلاث ومأتم والدته ثم والده. وكبر الأولاد وتعلموا ولم ترق لهم فكره العوده. كذلك زوجته لم توافقه. قالت : - أربعون سنه هنا ... صرنا من هذه البلاد... الأولاد تعودوا على هذه الحياه... لن يتأقلموا هناك. تذكر عندما ذهبنا لعرس نسرين كيف ظلوا غرباء ولم يعجبهم شيء... كانوا صغاراَ بعد ... في الابتدائيه! وظلوا يتندرون بما شاهدوه لسنوات بعد عودتنا. - ارمم الدار وأهيؤها لزياراتنا اذن. قال لنفسه يوماً. وافقه الجميع على الفكره ، وها هو منذ شهر يرمم دار الأهل ريرجع معالمها القديمه وينغمس في لذه استرجاع الأيام الخوالي ويعلن أنه من اليوم فصاعداً سيمكث نصف سنه هنا ونصفاً في بيته هناك. اليوم عند منتصف الليل سوف تقلع به الطائره، كم مشتاق الآن للزوجه والأولاد، سيقص عليهم كم شيء ...! سوف يفرحون، ستفرح سعاد كثيراً لأنها سترى أمها وإخوتها كل سنه... سيتعرف الأولاد على أقاربهم متى شاءوا... سيتعرفون كلهم على الأقارب وسيدرك الجميع هنا أن غربته لم تكن سدى. رفع وجهه ونظر الى القبر وعدل مجلسه وقال في نفسه: - بل سيعرفون أين يرقد جدهم وجدتهم... في المره القادمه أزرع زهوراً ونباتاً أخضر كما يفعلون عندنا. سأوصيهم بأن يدفنوني هنا... ستكون هنا زهور وخضره وروائح الأحباب!... فاضت مشاعره ودمعت عيناه فأرخى لهما العنان. شعر بعدها براحه لم يألفها في يوم من الأيام. آلمه الجذع فتململ وأخرج منديلاً ورقياً من جيب قميصه، مسح دموعه وأسند ظهره للساق وجعل كفيه تحته وضغط ليتقي الخشونه. استنشق هواء ملء رئتيه، نفخه وقرر أن يعود إلى نفسه... - سأعود، هنا أفضل. انا لن أقضي باقي العمر هناك. سيجنني ألبقاء في البيت بلا عمل. الأيام تمر ممله. على الأقل أعود كلما ضايقني الملل. الأولاد لن يعودوا.. أنا عارف أعمالهم جيده ولا تهمهم الزياره حتى... وسعاد لن تتركهم. ولن تبقى معي هنا لأكثر من أسبوعين أو ثلاثه كما تهددني مازحه كلما ناقشتها بالموضوع. هي عنيده وأنا متأكد من أنها تعني ما تقول.. والأولاد معها وهي تحتج بموقفهم في ذلك. إيه... وأنا وحدي هنا؟ لا لا يمكن ... لا بد من الاتفاق على شيء ما معقول. ثم إن أربعين سنه في الغربه غيرت كل شيء هنا. البيوت، الشوارع، الوجوه... حتى اللباس والطعام والكلام... كل شيء تغير. إيه... أربعون سنه مضت كلمح البصر قلبت الدنيا هنا. الكل يركض ولا وقت عند أحد. في الأسبوع الأول لوصولي تخيلت أن كل شيء على ما يرام... غمروني بفرحهم وحسبت أن ما تغير هو الوجوه والمشاهد فقط، لكن سرعان ما تبين لي أنهم مشغولون عني وأحسست من نظرات من ظل يطلطل من الأقارب والجيران استخفافاً لا أفهم مغزاه بما أحذّث وما أفعل. هل صدقت زوجتي إذن؟ تقول لما تضيق مني: - تظن أن الناس ملهوفين عليك لتعود؟ أكثرهم سمع عنك ولم يرك إنها أربعون سنه! أيه من هذا الإحساس الذي ينتابني في الأيام الأخيره... جئت مليئا بالحماس لما عزمت عليه... أهو إحباط هذا الذي أحس به في عودتي؟ هب واقفاً. بحلق في كفيه المصبوغتين بسناج النحاس ولحظ أثر الجذع الخشن فيهما. فركهما ببعض وتقدم نحو القبر مررهما على الرخام الدافئ الذي تم تركيبه منذ أيام وانتقل إلى الآخر ومررهما بحنان وبطء... تذكر كفي أمه في مواسم قطف الزيتون فعاوده الاختناق ودمعت عيناه فأرخى لهما العنان.

** حالات ** بقلم الطاهر خشانة

 ** حالات **

1)
إذا ما الربيع بورد أتاك
وخلت الزمان يحب رباك
فكن حامدا للذي قد حباك
ليبقى الربيع رفيق خطاك
2)
هو الله يستر كل العيوب
فلا تتجاهر بها في الدروب
وكن مستعدا ليوم عصيب
فليس الصباح بغير غروب
3)
هو الحرف يظهر ما في الفؤاد
فإما بياض وإما سواد
وأنت المسافر بين العباد
فكن في الظهور نظيف المداد
4)
هو الليل مأوى جميع الأنام
به يتوارى قليل الحطام
عن العابرين بغير سلام
وينسى كلاما يدك العظام
5)
أيا من كسبت فتات الأمير
فصرت تهاجم كل فقير
غدا يتوارى بقبر حقير
وتبقى وحيدا أمام القدير
___________________
الطاهر خشانة