الأحد، 28 فبراير 2021

جرس الهمس بقلم حورية درقاع.

 جرس الهمس

هذا الربيع يناديني من الجهات الأربع
وهذا البحر امامي ضيفته المبجلة
مرآته سماء شمسها تسطع
على نخلاتي العصافير تغني صباحا
وفي الأماسي تسبح وتركع
حطت فراشة فوق زهر الياس قلت في اسف:" أزهر ...وذبل ولم افطن...!"
رفرفت. انتقلت نحو الورد والنرجس.همست:"
:
لا يذبل زهر الا وآخر يزهر".
رن في وجداني جرس
يال رهفي!. يال حسي...!
ما بين زهر وزهر احساس الجمال ُيخنق و يُغص
طوبى طبيعة تعطي البديل وتغدق في كل الفصول.....
حورية درقاع.

موت الغرام بقلم علي مباركي

 موت الغرام بقلم علي مباركي

تموت الأشواق ويغفو الحنين
وتطفو الآهات فيصحو الأنين
فما سر قلب علاه الجنون
ولا فاء من ترهات الظنون
فأضحي اللقاء سجين السنين
وأمسى طريدا بعيد العيون
و صرنا ثكالى بوحي القرون
فما مر يوم ووجدي سجين
ولا ضيء ليل طويل مهين
و لا طل بدر بنور القرين
ظللنا بعادا بحب دفين
نوارى الغرام برمل وطين
فما حن قلب لأ ب ضغين
ولا استضاء لأم حنين
تلاشى الشعور بغمد دفين
تعاز تقبل بجهد ظنين
ودمع القلوب نحيب متين
28/02/2021

قراءة في نص الشاعر الدكتور فارس الخفاجي تساؤلات بقلم الأديب حميد شغيدل الشمري

 قراءة في نص الشاعر الدكتور فارس الخفاجي تساؤلات

.......
اسم النص..تساؤلات
نوع النظم ..عمودي من البحر البسيط
ثيمة النص ..غزلي .وجداني
اسلوب النص السهل الممتنع
عدد الابيات اربعة عشر بيتا
......
في ظل جائحة كورونا اللعين وتحت سياط الحظر لابد من ان نجد متنفسا يفتح شرايين اللهفة وينسينا آلام التوحد فكل يبدع فيما وهبه الله لينسى ويُنسي المتلقي معاناته لاسيما في عراقنا عراق المعاناة من هنا كان لابد لي ان اتجول بين العشرات من القصائد علني اجد نصا فيه تلك الامال ويشفي بعض ما في الصدور.
اجد ان الاغلب الاعم من القصائد هي عبارة عن لوحات فنية متشابهة في المعنى ومختلفة بالالوان.
وانا بين هذا وذاك وقع بصري على نص جميل عبارة عن تساؤلات عاشق وفعلا اسماه تساؤلات هو نص الشاعر( د فارس الخفاجي)..
ان السبب في التساؤل يرجع الى ما اختزنه العقل البشري ولكني ارى ان الشاعر واي شاعر تنطوي تساؤلاته على مقدار عاطفته التي تحركه فالشاعر لديه العاطفة المتوهجة ولا يستخدم عقله الا بالشيء المحدد في الحفاظ على رزانة شخصيته من هنا كانت القصيدة التي بين أيدينا معبرة تعبيرا عن طبيعة المسار الجمالي للشاعر مع الحفاظ على اتزانه من خلال اتزان القصيدة.القصيدة من القصائد السهلة الممتنعه لم يدخل التعقيد في مفرداتها وعندما تدخل في طياتها ترتسم امامك لوحات فنية وتشعر انك قراتها من قبل وتتحدث عنك وهنا يكمن الجمال الشعري.
لقد خلدت مثل هذه القصائد شعراء كثر لكون البساطة في النص توصله الى عقل المتلقي بيسر وتحاكي عواطفه ..ان هذا الاسلوب الشعري ليس سهلا بل هو من الاساليب الصعبة التي لايمكن ان يبحر فيها اي شاعر انه اسلوب جميل وهذا ما لمسته باسلوب الشاعر الدكتور فارس الخفاجي ليس في قصيدته التي بين يدينا بل مجمل نتاجاته.
استوقفني البيت الثاني كثيرا حيث يقول:-
(وسارَ بي لبِقاعٍ كُنتُ أجهَلُها
لا الأرضُ أرضي ولا المَيدانُ مَيداني)
الصورة واضحة للمتلقي الرحلة الغريبة الى عالم مجهول يثير الشجن والخوف ولكني اعتقد ان عجز البيت هو تضمين لم يضع الشاعر عليه الاقواس لانه تصرف في قافيته رغم ذلك انه استطاع ان يجعل من صدر البيت مدخلا جميلا مبهرا وكانه قد قيد بيسر الى عالم الخوف من المجهول وهذا ما يجعل الشاعر العاشق كثير الانتقال والقلق وكما قلنا لا يستطيع الموازنة بين عاطفته وعقله لانه يرى الامور ليس كما يراها الاخرون.تمعن معي عن الانتقالات الجميلة والصور الرائعة وسلاسة المعنى
(وصارَ صوتُكَ عِندَ الصُبحِ أُغنيتي
وصارَ هَمسُكَ عندَ الليلِ إدماني
وصارَ عِشقُكَ عنواناً ألوذُ بِهِ
لا يَملكُ الناسُ عُنواناً كَعُنواني
الوَردُ منكَ على غُصني يُزَّينُهُ
لو غادَرَ الوَردُ ما نفعي بأغصاني ؟
كيفَ السبيلُ لقلبي حينَ تَهجُرُهُ ؟
وأنتَ نَبضٌ تَهادى وَسطَ شِرياني)
هذه الانتقالات الجميلة الخالية من التكلف والتي يشعر بها اي عاشق زادت من جمال النص بحيث انها تدفع القارئ الى اكمال قراءة القصيدة لان عامل الجذب موجود بقوة في النص ولا سيما جاءت على اجمل بحر شعري عالي الموسيقى البحر البسيط.
وبعد ان رسم لنا الصورة الواضحة عما يريد واتضحت المعالم عاد الى العتبة الرئيسية وهي التساؤلات ليسير في ختم القصيدة من عتبتها..
(هلْ يُنصِفُ الحُبُّ خِلاً في صبابتِهِ ؟
وهَلْ يَعودُ الهَنا من بَعدِ هِجرانِ ؟
وهلْ تَعودُ لتِلكَ الروحِ بَهجَتُها ؟
من بَعدِ ما نابَها من طولِ حِرمانِ
كيفَ السبيلُ لقلبي حينَ تَهجُرُهُ ؟
وأنتَ نَبضٌ تَهادى وَسطَ شِرياني
الذنبُ ذنبُكَ إنْ حاقَ السَقامُ بنا
يا مَنْ تَعَّمَدَ بعدَ الوَصلِ نسياني
تَركتَني لرِياحِ البَحرِ تَعصِفُ بي
سَفينَةً أَبحَرَتْ من غَيرِ رُبّانِ)
القصيدة بمجملها كانت عبارة عن محاورة عشقية جميلة تذكرنا بعشق سنين الشباب والتساؤلات جاءت على وتر حزين اغلبها في نهايةالنص وامتاز النص بحسن النظم ولطافة المفردة ومغازلة المشاعر.
اختم واقول نحن بحاجة الى مثل هذه النصوص ليعيد لنا ذكرياتنا الشبابية وصفاء المشاعر والابتعاد عن الاسى والقلق .
تحيةدكتور فارس مع الاعتذارللاختصار
النص
......
تساؤلات
شيئاً فشيئاً أتى مَنْ كنتُ أرقَبُهُ
لِيَزرعَ الحبَّ في روحي و وجداني
......................
وسارَ بي لبِقاعٍ كُنتُ أجهَلُها
لا الأرضُ أرضي ولا المَيدانُ مَيداني
...................
أما اكتَفَيتَ بعَزلي دونَما سببٍ
عن كُلِّ أهلي و أصحابي و خِلاني ؟
...................
وصارَ صوتُكَ عِندَ الصُبحِ أُغنيتي
وصارَ هَمسُكَ عندَ الليلِ إدماني
.................
وصارَ عِشقُكَ عنواناً ألوذُ بِهِ
لا يَملكُ الناسُ عُنواناً كَعُنواني
....................
الوَردُ منكَ على غُصني يُزَّينُهُ
لو غادَرَ الوَردُ ما نفعي بأغصاني ؟
....................
كيفَ السبيلُ لقلبي حينَ تَهجُرُهُ ؟
وأنتَ نَبضٌ تَهادى وَسطَ شِرياني
...................
الذنبُ ذنبُكَ إنْ حاقَ السَقامُ بنا
يا مَنْ تَعَّمَدَ بعدَ الوَصلِ نسياني
...................
تَركتَني لرِياحِ البَحرِ تَعصِفُ بي
سَفينَةً أَبحَرَتْ من غَيرِ رُبّانِ
...................
لمْ أبكِ يوماً على كَربٍ بُليتُ بِهِ
لكنَّ هَجرَكَ يا مَحبوبُ أبكاني
.................
لا تندُبِ الدَهرَ إنْ صاحَتْ صَوائحُهُ
لأنهُ قَدرَ ما أضناكَ أضناني
..................
يا سِرَّ هذا الجَوى مَهلاً فَرِحلَتُنا
طَويلةٌ و طَريقُ الشوكِ أَدماني
.................
هلْ يُنصِفُ الحُبُّ خِلاً في صبابتِهِ ؟
وهَلْ يَعودُ الهَنا من بَعدِ هِجرانِ ؟
..................
وهلْ تَعودُ لتِلكَ الروحِ بَهجَتُها ؟
من بَعدِ ما نابَها من طولِ حِرمانِ
..................
شعر د. فارس الخفاجي
بابل
Peut être une image de ‎‎حميد شغيدل الشمري‎‎

الشعر يستطيع كل شيء.. حتى عندما لا يستطيع شيئاً.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 الشعر يستطيع كل شيء.. حتى عندما لا يستطيع شيئاً..

"أبدا لن يموت شيء مني..وسأبقى ممجدا على الأرض ما ظلّ يتنفّس فيها شاعر واحد" (ألكسندر بوشكين)
"ليس الشعر أن تقولَ كل شيء،بل أن تحلمَ النفس بكل شيء.."(سانت بوف)
الفعل الثوري العربي الذي تحقق في السنوات الأخيرة إبان إشراقات ما يسمى ب”الربيع العربي” لم يكن معزولا عن خطاب الشعر،مثلما لم يكن معزولا عن الخطاب الذي تنتجه وسائل الإعلام.لقد كانت القصيدة كامنة في وجدانات هؤلاء الشباب فعلى سبيل المثال كان الشباب يرددون أثناء الثورة قصائد محمود درويش وأحمد فؤاد نجم وغيرهم، كما استعادت الثورة التونسية وبعدها الثورات العربية الأخرى قصائد شاعر عظيم بقيمة أبي القاسم الشابي،حيث صدحت الحناجر في ساحات وشوارع وميادين مدن عربية عدة “إذا الشعب يوما أراد الحياة..فلابد أن يستجيب للقدر”.
فما هو دور الشعر في ثورات الربيع العربي؟
وهل ساهم في تأجيج مشاعر الثوار،أم أن الثورات قد شكلت مصدر إلهام للشعراء ولو على حساب القيمة الشعرية؟
وبسؤال مغاير أقول: لماذا يجب على الشعراء (وأزعم أني واحد منهم) أن يكتبوا شعرا أو نثرا، عن الثورة؟ !
هو سؤال أبله كما ترون،ولكنه،ككل أبله،يلح في طلب إجابة شافية، وككل أبله لن ترضيه الإجابات المخاتلة، أو تلك المبنية على الركون إلى البدهيات والأعراف.
والوجوب المفترض عن الشعراء-أو المفروض عليهم !-هو إما نابع من ضمير الشاعر نفسه، من ضيقه بما احتشد في وجدانه من مشاعر وانفعالات صاخبة، لن تهدأ حتى يخرجها كلمات على الورق، أو أنه نابع من إحساس الشاعر بواجبه في التعبير عن مشاعر وانفعالات الآخرين ممن حرموا القدرة على الكتابة، وفي كلتا الحالتين يراد منه أن يكون اسهاما في الفعل الذي جرى على الأرض-الثورة.
وكأني بالشاعر ما يزال يعتبر نفسه، ويعتبره الأخرون، صوت أمته، وضميرها الحي، الحامل لهمومها وأفراحها وآلامها، المعدّد لمناقبها، الممجّد لإنتصاراتها، الرائي لقتلاها، الشاتم لأعدائها…وربما هو كذلك، أو كان كذلك، في جاهلية انقضت (أو هكذا حسبناها !)، قبل أن تخرج الأمور عن مجرد نزاعات قبلية بالسيف والرمح عن مرعى وكلأ، وقبل أن تتعقّد العلوم والإختصاصات، فيتولى آخرون فيما بينهم تلك المهام التي كانت منوطة بلسان الشاعر وفصاحته، وأعني بهم علماء الإجتماع وعلماء السياسة وعلماء الإقتصاد وعلماء التاريخ وعلماء الحرب وعلماء النفس وعلماء الإعلام..حتى علماء الكلام !.
حضور الشعر في الثورات العربية:
يقول الشاعر المصري جرجس شكري عن حضور الشعر في الثورات العربية:”الشعر بصورته المباشرة كشعر وكقصائد، ربما لم يكن حاضرا بشكل مباشر. الأقوى من وجهة نظري هو حضور الشعرية في التجمع أو في ممارسات الثوار. الأفعال التي كان يمارسها هؤلاء، هي الشعر من وجهة نظري”. غير أن الشاعرة اليمنية ابتسام متوكل، رصدت حضورا شعريا قويا خلال الثورة اليمنية سواء أكان الشعر فصيحا أو عاميا أو شعر تفعيلة أو شعرا عموديا.
ويبدو أن قصيدة النثر لم تكن حاضرة بنفس شكل القصيدة الإيقاعية، وتقول الشاعرة اليمنية:” المجتمع اليمني مازال مجتمعا سماعيا ولهذا السبب، الإيقاع والعبارات الحماسية تحرك فيه الكثير، لذلك كانت الثورة اليمنية حافلة بالإنتاجات الشعرية، على مستوى الأغاني والقصائد والإصدارات أيضا”. وتضيف:” في تاريخ الثورات العربية كان الشعراء دائما في طليعة من قادوا الفعل الثوري التوعوي، ومازال هذا الفعل حاضرا في اليمن إلى اليوم ومنذ ثورتي 1962 و 1963″.
على سبيل الخاتمة:
أثارت الثورات العربية وخاصة السورية الكثير من الأسئلة حول دور الشعر والشاعر، وكيف يمكن لشاعر أن يصطف مع قاتل أو يتغاضى عن صرخات الضحايا ويغوص في كتابته إلى عالم الأحلام بعيدا عن الواقع؟ كما يثار سؤال آخر عن وسائل الإعلام التي صدّرت إلى الواجهة شعراء بعينهم لمجرد الموقف بعيدا عن السوية الشعرية.
ويشكك البعض في مستوى كثير من القصائد التي كتبت في لحظة الانفعال، ويبدي موقفه إزاء ضحالتها الفكرية وافتقادها للشاعرية، ويذكر أن القصيدة المنددة بالقتل لا توجب السباب أو الشعاراتية المباشرة.
وفي هذا السياق،هل يمكن للشعر أن ينهض بأي دور في زمن الثورة،وفي أزمنة الغمة؟ أي دور ذاك الذي يتأمّله المرء من الشعر في زمن الرغبة عن القراءة وتهميش الثقافة؟ هل للشعراء أي تأثير يذكر في العالم العربي؟ وهل ما زال الشاعر يمثل ضمير قومه ولسان حال شعبه،أم أن هناك مستجدات تفترض آليّات التعامل معها؟
تحية للنص المدهش الذي يعكس وجه الحياة المتجدّد،تحية للقصيدة المتشبثة بهويتها كقصيدة،فمكانها ومكانتها بقامة أبجديتها،وليس بمهارتها في استرضاء السلطة وتملقها،وإن كانت سلطة شعبية..
إن التطلعات كلها مشروعة أمام”ثورة الشعر” لتحلّق القصيدة في فضاء الحرية بأجنحتها وأسلحتها وجمالياتها الخاصة كظاهرة فنية أصيلة..
ختاما،لا ينبغي أن نظلم الشعر،إذ من المؤكّد أن الأبيات الشهيرة لأبي القاسم الشابي وجدت سياقها الطبيعي في الشعب الذي أراد الحياة، فاستجاب القدر،وفي القيود التي انكسرت بمجرد الانتصار على الخوف،وإجبار طاغية على الفرار خوفاً من الشعب،لكننا سنظلم الشعر كثيراً إذا اعتبرناه مجرد حطب للثورة..
إن الشعر يستطيع كل شيء حتى عندما لا يستطيع شيئاً..
محمد المحسن
Peut être une image de 1 personne

أوراق مبعثرة بقلم د. انعام احمد رشيد

 أوراق مبعثرة

مسكت أوراقي
أحضرت ريشتي وملئت محبرتي
كتبت عن أشواقي ولهفتي
كتبت الكثير الكثير
وبعثرتُ كل كتاباتي
بدأتُ بالعتاب وقلت ياملاكي
لاتنحر مهجتي ولا تقتل مفرداتي
لملم أشلائي فأنا أحبك
ودعني بين أضلاعك أتنفسك
وأسمعُ ضربات قلبك وأهديها آهاتي
كتبتُ وقطعتُ ورميتُ كل كتاباتي
تحسرتُ على أيام مضت
لم ألتقيك بها وتساؤلات بفكري
كيف ولماذا ومن أين أنت آت؟
هل أنت ملاك
نَزَلَ من السماوات
أم أنت أمنيتي في حياتي؟
ودعائي في صلاتي
أم أنت جوهرة التقطتُها؟
من بحورِ العشقِ
ووافقت صفاتي
يازهرةَ عمري
ياحبــــاً تمنيته
لاتقتل مهجتي لاتعذبني
لاتنحر الفؤادَ
لاتزيد سيولَ الدمعاتِ
بعثرتُ أوراقي من حولي
وتحسرتُ على ماضٍ وآتِ
د. انعام احمد رشيد
Peut être une image de 1 personne

وهداني انا بقلم فيلسوف الأدب المعاصر عيسى نجيب حداد

 وهداني انا

عمان زهرها
الاردن طيبها
عجلون عطرها
منذ عانقت سنابلها
وبايام عشقت طيونها
عندما غرست بارضها زيتونها
هناك اختمرت جرار معتقة من نبيذها
هناك زينت بالعمائم الرحيبة الوان جنة كرمها
على صخور احراشها تعاشقت منذ صغري نرجسها
وعلى شرابش العليق نقشت الحروف المعطرة لياسمينها
على جبالها وسهولها ويبن كل وديانها انا الغريب كتب اسمها
وهدانيتي ليست حكر على المدونين وان تناسوني ايام ذكرها
منجلي الحصاد لا زال يذاكرني حورتي ومحراثي ناما بحوزها
هذه الاسفار مدونة على السجلات من شموخ العالمية بذكرها
حقول الزعتر تمطرني كلما عبقتها التذكار يوم ان بحت بسرها
عصفورها وقنبورها وحجلها الفريد بالوجود عصية لمن ينكرها
يا صانع للتاريخ لا تزورني سجل نكرانك بتجاهل انا من دونها
هذه الساحات للتتويج منقوشة على جداريات العالمية بفنونها
ان مررت تنتشق ريح حاراتي امانة عليك ان لا تنساني بحرثها
ارضي الصامتة كلمات لن يطالك ايها الجاحد من فك ابجديتها
لي فيها ميراثي المجيد رغم غربة السنين لكني لم انسى انسها
حبيبتي خليلتي اسكرتني على ترابها الطهور بغوصلانة عشقها
تذكروا شهادة ميلادي ايها الراحلين بغد بانني من ابناء جنسها
عروستي جميلة الحسن هي لونتني بيوم زفافي البهي بحسنها
لفحتني شمس ظهيرتها ايام الطفولة وشبابي وكهولتي بجمرها
اسال تلالها فتجببك انني بايام خوالي كنت من حماتها ورعاتها
ها انا اليوم راعي لحرف مذهب بجمالية الالماس على ساحاتها
فيلسوف الأدب المعاصر
عيسى نجيب حداد
رحلة العمر
Peut être une image de plein air

*كنت أرجو أن تعلمي :*بقلم وألوان خالد سليمان

 من كتابي (كتاب سلوى رحمها الله)

إلى الراحلة التي لم ترحل والغائبة التي لا تغيب ، إلى حبيبة عمري وجنّتي ، إلى زوجتي سلوى - رحمها الله - أهديها تلك الكلمات ، حين كنّا معا في آخر زيارة للطبيب ،وهو يخبرني بعدم ارتياحه للفحوصات الطبيّة التي أجراها :
*كنت أرجو أن تعلمي :*بقلم وألوان خالد سليمان
*********************************************************************
حبيبتي ،
آلاف المواقف كنت أرجو لو عرفت حقيقتها ،
فقد كنت أحتمل أشواك سوء ظنّك بي ، حتى لا أجرح إحساسك ،
وأصدمك بما لا يسعدك ، وأخفي الحقيقة المرّة التي تنتظرك ،
ليلتها كانت الأمطار تغرق الأماكن كلّها ، وضباب السماء يسافر منها إلى داخلي إلى قلبي ،
صار قلبي ينافس لندن عاصمة الضباب من كآبتي وحزني عليك .
ليلتها كنّا على موعد مع الطبيب ، وحين طلب بعض التحاليل الغريبة ؛ تعجّبت ،
ولم أسأله أمامك ، وتركتك تخرجين مع مساعدته لإجراء أشعّة معينة ،
وهنا اقتربت منه في شغف ، أيّها الطبيب صارحني ، لماذا طلبت هذا التحليل ؟
فقال : أخشى أن يكون الروماتيزم قد وصل إلى القلب ،
وفي هذه الحالة سنكون فقدنا كلّ وسيلة لعلاجها ، لكن رحمة الله واسعة ،
وبدأت أمطار قلبي تعصف بأوراق حياتي وأيّامي ،
ولولا كلمات أذان المغرب ؛ لرحت في نوبة بكاء عاتية ،
وبدأت أبحث عن مسجد صغير على بوّابة الدخول ،
توضّأت سريعا لأدرك آيات القرآن التي أدفأتني واحتوتني بحب ،
ساعتها أدركت أنني لست وحدي ، فتقويّت .
ولما صعدتُ إلى الطابق الثالث استندت إلى أقرب نافذة ؛
لأرى السماء تبكي معي ، ودموعها تسافر في كلّ اتّجاه ،
وعندها تذكّرت كلمات الطبيب ؛ فانفجرت باكيا ؛ لتنافس دموعي دموع السماء ،
وخشيت ساعتها أن تخرجي ، وتلاحظي دموعي ،
وهنا حاولت أن أهدّئ من نفسي ، وأنا أدعو الله : اللهم لا تفجعني فيها يا رب ،
اللهم الطف بها ،
اللهمّ خفّف عنها .
وكان هذا الدعاء سجّادة طويلة يحبو عليها قلبي ، كلما خطوت خطوة ؛
هدأت نفسي ، لا أنسى وقتها ، أنامل رحيمة حانية من شيخ وقور ربتت على كتفي هامسا :
ربّنا أرحم الراحمين يا بنيّ ، والشفاء من عنده وحده ؛ فلا تيأس .
هدأت روحي قليلا ؛ لتخرجي أنت ، وبدأت أواري وجهي عنك ،
وبدأت أبحث عن آلاف المبررات لبكائي ودموعي ،
ويبدو أنني وجدت عذرا مناسبا ، وأنت تسألينني بشغف عجيب : ما بك ؟
فقلت : أبدا ، انظري إلى هذه السيّدة التي تجلس أمامنا ، ألا تراها تشبه والدتي - رحمها الله - ؟؟
ولما نظرتِ ؛ كان ردّك صادما حين قلتِ :
لا شبه بينها وبين والدتك في شيء.
وصدمتني كلماتك وأنت تقولين : يا أخي نحن في ماذا وأنت في ماذا ، بدلا من التفكير الحزين فيمن غاب ، اهتمّ بي أنا ، مشكلتك معي دائما أنك تتعامل معي أنني لست مريضة ، فقلت لها معقّبا : طبعا أنت لست مريضة .
كنت أرجو ساعتها أن تعلمي أنني كنت أبكي عليك ،
وأنّ هذه الدموع لك وحدك
وقلبي الممزّق بسكين الحزن في سجن ضلوعي يبكي عليك وحدك
كنت أرجو ساعتها لو أستطيع أن أقتل الألم المسافر في قلبك
لو أنّ الألم يستعار لحملته عنك ،
كنت أرجو أن تعلمي أن الرجل الواقف أمامك يحمل همّ الدنيا من أجلك
كنت أرجو ساعتها أن تربتي على كتفي وتهمسي في أذني بكلمة حانية
ساعتها تحمّلت أشواك حروف كلماتك في قلبي ، وأنا أتأمّلك ،
هل يمكنني أن أفقدك في أيّ لحظة ؟
كان الموت بالنسبة لي محطتي أولا ، لا محطتك
وأتخيّل أنّ كلمات الطبيب مجرّد كلمات واحتمالات لا قيمة لها ،
ساعتها تهدّجت حروفي ، وحاولت أن أتوارى عنك ، وبسرعة ،
بدأت أردد : اللهم ارحم أمي وأمهات المسلمين يارب ،
كرّرت هذا عدة مرّات ، وأنا أختلس النظر إلى عينيك ،
وبدأت تقولين : يا أخي ادع الله لي ، فمن مات قد استراح ، لا تبكي عليها ادع الله لها ،
وبدأت سيول المطر تلطم وجوهنا عندما خرجنا ،
فقد بكت الأضواء وسال دمعها ، وسواد المكان ضيف ثقيل على كلّ شيء أمامي ،
كأنّ الليل قد سكب محبرته على الأفق فاسودّ كلّ شيء .
الآن ، فقط كنت أرجو ساعتها أن تعلمي أنني كنت أبكي عليك ،
وأنني أعلم أنّك ترفضين تماما ملح الشفقة ، فقد كنت دائما قوية عنيدة ،
تؤلمك حروف المجاملات ،
اللهم ارفق بقلبي
اللهم ارفق بروحي
اللهم ارزقني الصبر على فراقها يارب
اللهم بدّل سيئاتها حسنات يارب
واجزها عنّي كل خير وبرّ
اللهم ارفق بها وارحمها رحمة تليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات
اللهم اغفر لأبي وأمي وزوجتي ، اللهم آمين
Aucune description de photo disponible.

الوعي الجماعي بقلم.عبد الفتاح العربي من تونس

 الوعي الجماعي

هل نحن واعون أننا في ورطة،نحن نعم نحن ،كلنا، امة كاملة غارقة في الظلمات،العالم يتقدم ،كل يوم انجاز جديد،اختراع هنا و هناك، نظريات ،و صناعات و برمجيات و بناء و تعليم و أصلاح و حريات و دراسات و حب ووءام و لا تجد الكوارث ألا عندنا ، لا بنبلج يوم ألا و نسمع اخبار غير سارة، لا ادري هل ربان السفينة نام أم تاه أم ماذا ،هل الأمة واعية أننا في سبات عميق مثل أهل الكهف، تناحر من اجل قضايا خلافية من كل شي ،لا نتفق علي شي، و كاننا كتب علينا ان نعيش تحت الوصاية،و كان صاحب حذاء الكوبوي أو غيره اذكي منا ،او له حضارة اعرق من حضارتنا ،نحن لنا كل مقومات النهظة،لكننا تاءهين لأننا فقدنا القدوة و خاصة الايمان ،لقد ابتعدنا عن كل قيمنا و لا نعلم متي نستفيق من سباتنا ثم هل فعلا واعون أننا في ورطة و العالم يتقدم بسرعة رهيبة و أصبحنا بلغة العصر متخلفين و لسنا مؤهلين للمساهة في تقدم العالم لأنه في السنوات القادمة ستكون الفجوة بين امم انخرطت في الانفتاح و الحرية و الاقتصاد المفتوح و التقدم و بين امم انغلقت علي نفسها و قمعت شعبها و خنقت حريته و أصبح اقتصادها ريعي و هنا أقول هل نحن واعون ان الاجيال القادمة لن ترضي بنظام عيش الماضي لجيل الماضي جيل الزمن الجميل أما الان فلا مجال في عصر التكنولجيا و النانو و الروبوتات و الذكاء الاصطناعي و الجيل الخامس في التكنولوجيا نجد انفسنا غير واعين للحظة الزمن،لعلنا نستفيق.
بقلم.عبد الفتاح العربي من تونس