الثلاثاء، 23 فبراير 2021

قراءة في قصيدة : مــَن..يطهّرني من دنس الركض؟ للناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 قراءة في قصيدة : مــَن..يطهّرني من دنس الركض؟

إنّ الكلامَ على الكلام صعب (التوحيدي)
و..هذا..ما قيل عني..
شعرية التشظي
____________
قراءة أولية في قصيدة :
_______________
«مــَن..يطهّرني من دنس الركض؟» بقلم ناقد من المغرب الشقيق
كنتُ كما كان جدّي نبضا..يخاف السقوط
بفوهة المستحيل
ويخشى سهاما تصيب من الخلف..من ألف خلف
تخدش الرّوح
تطيح بأضلعنا...
في منعطف للثنايا
وترسلنا إلى الموت في موعد غامض..
وكان أبي مثل جدّي تماما..
أصفى من قمرين معا
يحبّ الرحيل..
إلى أيّ شيء
يحبّ بلادا ويرحل عنها
لكنّي أراه يكفكف دمعا
كلّما رأى برعما غضّا يتهاوى
أو كوكبا مستفيضا..يتشظى
ثم يستحيل في هدأة الفجر
شظايا..منثورة في الفضاء
..ههنا الآن وحدي على مقعد لست فيه
أهذي لأسمع نفسي
أتحسّس درب اليمام على سطح قلبي
أستعيد ولادة عمري
أدافع عن زهرة لوز
تضوّع عطرها بين الثنايا
ههنا جالس حيث يعرفني الغرباء
أرنو إلى وطن..كلّما قلت أنسلّ من عشقه
أفرد للنوايا بساطا..
وحمّلني وجعا مبهما
لا..
ما عدت أستطيع التحمّل
كأنّ عطر الفتوّة قد تلاشى
كأنّي جئت من زمن آخر كي أكون هنا
لحظة أو أقلّ
كأنّ وشم أمّي لم يزل يطاردني في المرايا..
كأنّ الرفاق الذين عاشوا في ضوئهم..قد مضَوا
أو تواروا في الغبش وراء الغيوم
ماتوا من ضوئهم..
وأنا..ها أنا أجلس خلف جدار العمر أراقب طيفهم
غدا ربّما أسعى إليهم
وأحمل حنيني على كتفي
أقول غدا ربّما…
ربّما أمضي في الغيم بين ثنايا المدى
علّني أستردّ ما نهشته الجوارح من مضغة القلب
وأصيخ السّمع مع الرّيح،إلى جهة المستحيل
فقد- كفّت-الكأس-عن فعلها فيّ مما تداويت
واستبدّت بأوردة القلب مملكة للمواجع-
تنهش الرّوح
توغل في التشظي
وتؤجج خلف الشغاف
جمر العشايا..
وما ظلّ في خاطري الآن إلاّ حنين
يتذاكى،ويحملني دون إذن،على مركب اللّيل
كأنّي مع النوارس على موعد للرحيل
-لا مركب للغريب سوى شوقه-
لا رفيق له غيره
أو نجمة بين الضلوع،تضيء وتخبو ويرتفع الشوق
من فوق أضلاعها إلى..
تُرى؟
هل يبرق الصّبح شفرته عبر هذا الظلام الكثيف
فأنا في فيض العواصف،دون كفّ
لأدفع عنّي الأذى..
أراني أركض بين تهليلة الطين والماء
وما زلت أعدو
طليقا ومرتهنا بما
خلّفته الوصايا..
فمن،يطهّر الرّوح من دنس الركض
بين النفايات
ويعيد-لشغاف القلب-
ألق الصّبح..وأريجه
المشتهى..؟!
(محمد المحسن)
هي قصيدة تشبه تجربة حياتي ،ومهما كانت الأسباب التي دفعت صديقي الناقد والقاص التونسي "صالح مورو " ،لتقديمها لي،فإني أجد وراء هذه الصدفة الفنية الرائعة أسبابا غامضة،ربما كان هناك شيئ لايعلمه أحدنا عن وصول هذه القصيدة الي،وانا من المؤمنين بالخوارق والغوامض وما وراء الطبيعة،خاصة وأنا لم أكن أعرف قبلا الصديق محمد المحسن الشاعر التوننسي الكبير،وحين أطلق وصف الكبير فأنا لا أطلقه جزافا،بل ان صراحتي في النقد وعزوفي عن نقد الكثير مما يعرض علي تسبب لي في جفاء كثير من الأصدقاء،وهذا شأنهم طبعا ،لايمكن أبدا بناء صداقة ما على أسس زائفة .
فحين تجتمع في القصيدة شروط أربعة تصبح قصيدة قابلة لأن تسكن مملكة الشعر،وحين يختل شرط واحد يمنع عليها ولوج مملكة الروح/الشعر،و أظن أن قصيدة محمد المحسن جمعت بين حواشيها تلك الشروط وأوفتها حقها وزيادة .
فقد كان التركيب سلسا والصياغة انسيابية والخيال وثابا وخصبا،والموسيقى تستقي من موضوعها ألحانها ومقاماتها،فكانت قصيدة مفتوحة نوافذها على مساحات جمالية باذخة ، عمدت الى تناول موضوعها بفنية عالية،ليس أدل عليها أن الشاعر استطاع أن يجمع بين ثلاثة أجيال في تعبير مقتضب ومكثف،ليمنح قصيدته احدى شروط الحداثة الشعرية بإعتبارها تضعيفا للمعنى وتكثيفا للرؤية،في كلمات قليلة ،يقول الشاعر:
كنتُ كما كان جدّي نبضا..يخاف السقوط
بفوهة المستحيل
هكذا يجمع الشاعر بينه وبين جده في موضوعة الخوف من السقوط،وهي موضوعة تتعلق بنوع من الرهاب الاجتماعي والسياسي،التي باتت المجتمعات العربية مسكونة به الى درجة الامتثال لكل رموز الخوف في العالم العربي بدءا من الحاكم الجائر،وليس انتهاء بالمشي في الشارع،لكن الشاعر يقرن خوفه بفوهة المستحيل،وحين نفكر أو نتأمل في علاقة الإسناد التي تجمع بين الفوهة والمستحيل نجد أن الشاعر استطاع بحدسه الفني أن يختزل المستحيل رغم طبيعته اللاتوقعية والمنفتحة بفوهة،وهي ذات شكل معلوم ومحدد،كأنه تصوير دقيق لحالة الشعب العربي المنفتح على كل احتمالات التوهج والابداع والازدهار،لكنه مرهون في فوهة الأنظمة الديكتاتورية العربية،فالفوهة سواء كانت فوهة مدفع أو فوهة بركان فهي لا ترسل غير الدمار والخراب،وهذا قدر من ارتهن لفوهة الأنظمة العربية التي لاتزال شظايا بارودها تمزق أجساد الأبرياء،وحمم براكينها تشوي الجلد البشري .
هكذا تحمل الذات الشاعرة عبئا فوق عبء،عبء الذات،وعبء المجتمع،خاصة والشاعر يقف عند فترة جده وهي فترة يمكن قراءة وجودها بلحظات النضال ضد المستعمر ونيل الاستقلال ، حيث ابتدأت طقوس توزيع الغنائم وسد الطرق والتسلط على الشعوب العربية،وهو ما عبر عنه الشاعر بلغة شعرية تروم انزياحها الفني كشكل تعبيري راقي اذ يقول:
ويخشى سهاما تصيب من الخلف..من ألف خلف
تخدش الرّوح
تطيح بأضلعنا... في منعطف للثنايا
وترسلنا إلى الموت في موعد غامض..
ليس الجد وحده من يخشى سهام الغدر،هذا الغدر الذي تعددت مصادره وأصبح شبيها بعادة تبناها العربي كقاعدة لمختلف تعاملاته ومعاملاته مع أخيه،وقديما قال الشاعر العربي،وظلم ذوي القربى أشد مضاضة من وقع الحسام المهند.فالسهام لم تكتف بالجسد،بل وصلت الى عمق الروح،وكم كان تعبير الشاعر رائعا وهو يكني حالة التوجس والقلق التي تنتابنا في انتظار الضربة القاضية التي تقضي علينا تماما في وطن كنا نتوق ونحلم أن يمنحنا الأمن والطمأنينة بالموعد الغامض ،بيد أنه أصبح كغابة مأهولة بالكواسر والوحوش المتعطشة للدم العربي . فعبارة موعد غامض تحمل شاعريتها في انفتاحها على حياة تطبعها انتظارية عدمية لموت عبثي قد يصيبنا في أي لحظة .
لنصل بتخلص شعري رائع الى الجيل الثاني من السحق العربي،جيل الآباء الذي كابد تجربته غربة،سواء كانت الغربة داخلية او خارجية ،قسرية أو طوعية،فرغم صفاء البسطاء وطهرهم الا أن هذا الصفاء والطهر يكاد يكون السبب الرئيس لبؤسهم ومأساتهم ،وهو ما عبر عنه بجلاء أحد الحكماء الغربيين،مما فرض على الأب رحلة الاغتراب والرحيل الأبدي ،وإن كان رحيلا الى العدم الذي عبر عنه الشاعر باقتدار ب"الى أي شيء" كناية عن مدى فداحة الهرب من العبث والخواء الذي ملأ مساحات الوطن العربي من الماء الى الماء .
هكذا يصبح الشعر مع محمد المحسن شعر رسالة الانسان العربي،دون أن يغفل الأبعاد الفنية ، فالفن هو توليف الانساني بالفني في صورة متكاملة،كأن الشاعر يمتثل لمقولة تولستوي:"لا يجب أن تكتب إلا في اللحظة التي تشعر فيها أنك عندما تغطس ريشتك في المحبرة تترك طرفا من لحمك داخلها"،ولا يكتب الا حين تملي عليه الكتابة الشعرية رؤيتها وقد امتلأت بلغة تتأسس على الجمالي وعلى الفني دون أن تنسى رسالتها الانسانية السامية .
"لا يجب أن تكتب إلا في اللحظة التي تشعر فيها أنك عندما تغطس ريشتك في المحبرة تترك طرفا من لحمك داخلها" تولستوي ،وهو ما يصنعه محمد المحسن،فالقصيدة ترفل بنسغ الشعرية ذات الأبعاد المختلفة،اذ تحتفظ بجمالية الشعر وهي تؤدي رسالتها الاجتماعية والسياسية،وتحتفظ بسلاسة التعبير رغم اغراقها الرمزي والاحالي الى متون المعيش واليومي والتاريخي،أن تكتب الشعر،يعني أن تذوب في الكون،أن تصبح أنت كل شيئ،وهذا ما يعجز عنه أغلب الكتاب والشعراء الا قلة قليلة .
ان بنية المقطع الأول من القصيدة تبرز لنا أن الشعر حين يكتب بعشق فانه يمنحك من عنده كل مفاتيحه،فالشاعر لم يغفل بنية واحدة من بنيات القصيدة الحداثية،كالموسيقى مثلا،فتجاور الحروف في :
كنت كما كان جدي نبضا ..يخاف السقوط
بفوهة المستحيل
فقراءة بسيطة للمقطع تجعلنا نلاحظ تجاور حروف الكاف ثلاث مرات والنون أيضا،وحرف الفاء مرتين والسين ايضا مرتين،مما يعطي للشذرية أو للسطر،حسب الإختيار النقدي ، موسيقاه الداخلية النابضة بالحيوية،لتأخذ الموسيقى حظها الجمالي ووظيفتها الدلالية،التي ترسخ المعنى في وجدان القارئ .
وبذلك يكون الشاعر قد اعتمد بذكاء فني على كل المكونات التي تمنح القصيدة بعدها المتكامل، حيث يجعل القارئ يعلن بافتخار أن الشعر العربي ما زال بخير .
واذا كانت هيمنة التيمة النواة،تجبر الشاعر على العودة الى سردية تجربة الأجيال الثلاثة ، فانه يعود اليها وقد حمل معه كل أدوات الفن الشعري الذي أصبح يتقاطع فيه الشعر مع النثر ليمتح شعريته من كل ممكنات اللغة والكتابة والإحساس الدقيق بنوعية وجنس الكلمة واللفظة ، وليس استدعاء الجد والأب في تعاطيهما مع تجربتهما استدعاء اعتباطيا ،بقدر ما هو نمط من تكثيف الواحد في المتعدد واعطاء تنوع الوحدة ووحدة التنوع تجسيدها الفني والجمالي في قصيدة لا تؤمن الا بفسحة الجمالية التي تتجاوز التقييد والحد :
وكان أبي مثل جدّي تماما..أصفى من قمرين معا
يحبّ الرحيل..إلى أيّ شيء
يحبّ بلادا ويرحل عنها
لكنّي أراه يكفكف دمعا
كلّما رأى برعما غضّا يتهاوى
أو كوكبا مستفيضا..يتشظى
ثم يستحيل في هدأة الفجر
شظايا..منثورة في الفضاء
لم يعد القمر مثال الاكتمال والجمال في عرف شاعرنا،وان كان يعني بهما ما بقي من ثلاثية الأجيال ،أنا النصية وجدها،فالأب الذي قد يختزل الابن والجد ،أصفى من قمرين،لأن منطق التطور العقلاني والانساني الطموح يفترض دائما التجاوز والارتقاء،،ثم لا ننسى أنه واسطة العقد هذه المكانة التي طالما تغنى بها التراث العربي ،انه الجسر الذي يربط بين جيلين ،فهو أمل الجيل الأول ونموذج الجيل الثالث ،لذا كان همه الرحيل وان نحو المستحيل ،وهو رغم حبه للبلاد الا أنه يهجرها،لكن الفراغ الذي يتركه الشاعر تاركا للقارئ مهمة ملئه ،هو لماذا يهجر الانسان بلادا يحبها ؟ ألم يقل الشاعر العربي بيته الشهير ؟
بلادي وان جارت علي عزيزة ،،،،وأهلي وان ضنوا علي كرام
لكن شاعرنا عمل بحكمة الشنفرى حين أنشد :
وفي الارض منأى للكريم عن الأذى ،،،،وفيها لمن خاف القلى متعزل
فمن تدمع عيناه لذبول برعم ،وكم كانت الصورة معبرة حين أسند التهاوي للبرعم،فالبرعم هو النبتة الأولى للزهرة،وهو لم يلحق بعد مرحلة التهاوي،لكن التفاتة الشاعر لخصيصة الشاعر الذي يعتبر نفسه دائما كائنا برعميا لم يتفتح بعد في انتظار قصيدة لن تأتي تعلن تفتحه وشاعريته،كانت التفاتة غنية بالاشارات الاستعارية ،خاصة وأن مقابلة البرعم بالكوكب المتفيض وهو يتشظى تعطينا رؤية بل لوحة غاية في الجمالية ،سواء نظرنا اليها من زاوية تمثل الشاعر لذاته،أو من زاوية آلة الأنظمة العربية التي لا تفرق بين صغير وكبير،بين مكتمل ومن في طور التكوين .
ليعيدنا الشاعر بلغته الانزياحية العالية الى الى صورة" أي شيئ"،حين يستحيل الى شظايا منثورة في الفضاء،هذه هي رحلة الشاعر،رحلة التشظي في متاهة الفضاء المفتوح المتمدد .
لا يلتزم الشاعر بأي قيد عروضي أو شكلي ،فشاعرية الانفتاح على الشعرية التي ترفل بها اللغة العربية هي بوصلته الى تحقيق موسيقى شعره ،وهي عملية تتطلب دربة وعشقا للغة العربية وشعرها ،فلو قطعنا السطر الأول مثلا نجده يتفكك الى التفعيلات التالية :
مفاعلتن / فاعلاتن / فعولن/مستفعل/فعلن /فعلن
وهي تفعيلات قد تتواجد في أكثر من بحر،بعد ادخال الزحافات والعلل ،إلا تفعيلة الوافر، مفاعلتن،التي يختص به فقط بحر الوافر،فان باقي التفعيلات يمكن أن تتضمن في أكثر من بحر، مما يجعل البحور الشعرية مفتوحة على بعض ،ويوفر للقصيدة العربية موسيقى خارجة سياق الشكل المتحجر والنمطي.
نخلص من كل هذا أن الشعرية قد تتوفر بالإنصات الى الذات،والإنصات الى الذات مقام الواصلين الى الكون عبر التأمل الوجداني ،وقد أخذتهم اللغة في كونها الممتلئ بأسرار الكون والحياة .
ولنا عودة الى القصيدة ككل .
(ناقد من المغرب الشقيق)
تنويه: المقاربة أعلاه خصني بها صديق/ناقد مغربي،وهي تتعلّق بقصيدتي المعنونة ب:" من يطهرني..من دنس الركض"
محمد المحسن
Peut être une image de 1 personne

حتى لا تفقد الثقافة هويتها عند كل انفتاح..ولا تسقط في تمركز عند كل انغلاق بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حتى لا تفقد الثقافة هويتها عند كل انفتاح..ولا تسقط في تمركز عند كل انغلاق

إنّنا الآن..وهنا غدونا نعيش تحوّلات عاصفة يشهدها العالم بأسره في جميع المجالات..فالإنفجار المعرفي المتواصل منذ عدة عقود وما رافقه من ثورة تقنية في وسائل الإتصال والتأثير،كان سببا رئيسيا في بلورة الثقافة الكونية ذات القدرة الهائلة على الإختراق والتأثير في جميع أرجاء الدنيا،الأمر الذي جعل الثقافة القومية العربية تتموقع في سياق محفوف بأسئلة متعددة الجوانب من الصعب تجاهلها أو الهروب منها،ذلك أنّ الثقافة العربية غدت مرغمة على مجابهة تحولات دولية راهنة،ومجبرة على التعامل معها من موقع القادر على الأخذ والعطاء،لا من موقع الرفض السلبي أو التمترس خلف السلطة والتقليد.
انطلاقا من هذه الرؤية للثقافة العربية في ظل تحديات الراهن لاحت تساؤلات محرجة بدأت تطرح نفسها بإلحاح:
إلى أي مدى يمكن بناء ثقافة ذاتية تتصالح مع الواقع وتستجيب لمتطلبات الأحوال العربية،دون أن نغض الطرف عن مكتسبات المعاصرة في مجال المعرفة أو نتناسى في الوقت ذاته المقومات الذاتية القادرة على الإبداع والتجاوز في أفق ثقافي إنساني لا تخوم لها..؟
ما هي ايجابيات،وما هي سلبيات المثاقفة؟
ألا يمكن إعتبار استراتيجية مناهضة التبعية الثقافية نوعا من الإنفصال عن ثقافة العصر ونوعا من الإنغلاق أو النكوص إلى الماضي؟
ثم كيف يمكن للثقافة العربية والحال هذا،أن تميّز بين كل الوظائف والأدوار المختلفة للثقافة الكونية دون أن يسقط الموروث الثقافي في موقف تبسيطي رافض واستتباعي تجاه الثقافة الغربية؟
إنّ هذه الأسئلة المقلقة زجّت بالنخب الثقافية والسياسية في بوتقة التشابك والتصادم من أجل الإجابة عليها،فمن رافض لقيم ولثقافة الغرب بإعتبارها ثقافة مادية غازية ومستلبة،إلى متقبّل لها كليا بإعتبارها السبيل الوحيد إلى بوابة الحداثة والعصر.ومهما كان موقفنا من كلا الفريقين،فإنّ التفكير في صوغ استراتيجية تنشيط وتنمية ثقافية شاملة ومشتركة غدا أمرا ملحا،إذ أنّ الحل لا يكمن في غلق الباب أمام الأفكار،ولكنّه لا يتمثّل أيضا في تجاهل علاقات السيطرة التي تميّز التبادل الثقافي،ومن ثم الإستسلام إلى فكرة العالمية الثقافية التي كثيرا ما تخفي تخلي الدولة عن مسؤولياتها الأساسية في حماية الثقافة القومية ودعم الإنتاج المحلي،كما لا يعني هذا كذلك أنّ الموروث الثقافي العربي هو مجرّد كم مهمل على هامش الريف الحضاري،بقدر ما هو مجهود و عطاء إنساني ساهم في بناء الحضارة العالمية نفسها،ولعلّ النموذج الياباني خير مقياس لقدرة الشعوب على التوافق والتصالح مع الكائن والممكن من خلال الحفاظ على روح الثقافة المحلية الأصلية من ناحية،والتفتّح على معطيات الفكر الحديث التي تمثّلها الثقافة الغربية من ناحية أخرى،إذ من العسير تجاهل العلوم الإنسانية المزدهرة في الغرب أو رفض روحه العلمية وفلسفته بدعوى خصوصيتها ومركزيتها وروح الهيمنة المباطنة لها،لأنّ النتيجة الحتمية لذلك هي السقوط في أحضان الفكر التقليدي الذي يقتضي الكثير من التكييف والإجتهاد والنقد.ومن نستشف مدى تشعّب مسألة التبعية الثقافية التي تتطلّب نظرة تركيبية أعمق لمسألة الصراع بين ثقافتين ونموذجين حضاريين،ترتقي بالخطاب الثقافي العربي إلى مستوى التمييز بين دور الثقافة كمخزن ومورد للهوية،وبين الوظائف الإدارية والمعرفية والعلمية لهذه الثقافة ومراعاة هذا التوازن بين الوظائف التاريخية للثقافة،وبين وظائفها المعرفية،بما يلازمه من احتياطات وشروط منهجية،وهذا يعني أنّ التلاقح بين الثقافات أمر لا يمكن رفضه أو إنكاره،كما لا يمكن أن يقف أمام إنتقال الأفكار والقيم والمكتسبات الإنسانية أي حاجز سياسي أو استراتيجي،ذلك أنّ الإنتقال هو الذي يسمح بتعميم التطوّر العلمي والفكري وإخصاب الوعي البشري لدى جميع الشعوب ومن ثم دفع الحضارة والتقدّم.لكن ليس من الجائز نكران حقيقة أنّ التبادل حتى في ميدان القيم الثقافية لا يخضع كله للعقل،فقد بات من الواضح أنّ إنتشار القيم الفكرية والإجتماعية غدا في علاقة جدلية مع تطوّر ميزان القوى السياسي والإقتصادي، والقيم الأمريكية التي تجتاح اليوم العالم لا تبرهن على نقاء هذه القيم أو تألقها الأخلاقي والمعنوي والفني،بقدر ما تعبّر عن القدرة الأمريكية في المجال الإقتصادي،السياسي والمالي التي تمنحها القوّة الفائقة للسيطرة على أغلب وسائل الإعلام والقرارات السياسية والإستراتيجية العالمية،مما يعني أنّ اختراق القيم الثقافية لثقافة أخرى لا يعبّر بالضرورة على صحتها أو نبلها،إضافة إلى هذا،فإنّ إنتقال هذه القيم يكون في العادة مصحوبا بأنماط إستهلاك لا تعكس التقدّم الإنساني والحضاري،بقدر ما تترجم في مضمونها عادات الدولة الأعظم الأمر الذي يحول دون صوغ استراتيجية ناجحة..
ما العمل إذن؟!
إذا كان الإنفتاح يهدّد بالإستلاب،فإنّ الإنغلاق على الذات يهدّد بدوره بالإفقار والإغتراب والتقهقر الحضاري،كما أنّ استهلاك الحلول بفرض الرقابة الثقافية من قبل-ذوي القرار السياسي-لا يحل المشكلة،بالإضافة إلى هذا وذاك فإنّ التأكيد على عدم جدوى التقوقع ومخاطره والدعوة إلى اتباع نظام التبادل الفكري والثقافي الحر،قد لا يعطي نتائجه الإيجابية في العالم النامي إذا ظللنا غير مدركين لمخاطر الإنفتاح وسلبياته.ومن هنا غدت الساحة الثقافية عرضة للعديد من التحديات سيما وأنّ خريطة الإنقسام الثقافي في الوطن العربي،مازالت أسيرة الموروث السلفي لعصور الإنحاط مقرونا بالموروث التغريبي للمرحلة الإستعمارية الطويلة،كما أنّ التبدلات البنيوية الجارية على إمتداد الساحة العربية من حيث نمط وعلاقات الإنتاج،لم تفعل فعلها الإيجابي في خلق إتجاهات ثقافية قومية وشمولية من شأنها انتزاع الحريات المنشودة للمواطن العربي وفك قيود العمل الديمقراطي..لذلك -وحتى لا نظل على هامش التاريخ العالمي-بات من الضروري الإفلات من دوائر التخلّف والتبعية والإستلاب الثقافي والتغريب،من خلال تصحيح الخلل القائم،على كافة المستويات،بين الإنتاج والإبداع من جهة،والإستهلاك والتبعية من جهة أخرى،طالما أنّ نقل ثقافة الغير يقود إلى التبعية،كما أنّ التعبّد في محراب ثقافة الماضي يفضي إلى السلفية والتقليد،لذلك وحتى يستحق نظامنا الثقافي صفة الجديد في عالم ما فتئ يتغيّر بسرعة مذهلة،علينا التفكير في صوغ خطط التنمية الثقافية عامة،وتشجيع الإبداع المحلي وتحرير المجال الثقافي الداخلي،وتوسيع أفق التبادل بين الأقطار النامية نفسها،ولا يتم هذا إلا من خلال الإنخراط في مواجهة مكشوفة مع النموذج الثقافي المفروض من الخارج على الأقطار العربية خاصة،بما يحتاج إلى مخطّط علمي مدروس يبدأ بنقد الموروث الثقافي نقدا إيجابيا،والإستفادة منه في توليد ثقافة أصيلة تتلاءم مع متطلبات المرحلة المعاصرة،وينتهي إلى إبتداع أشكال من العمل الثقافي تمتاز بالأصالة والتمايز والهوية الوطنية والقومية..
على سبيل الخاتمة:
إن الثقافة تتميز بالطابع المزدوج فهي خصوصية ومغلقة من ناحية ولكنها كونية ومفتوحة من ناحية أخرى وتعمل على إنتاج عالم روحاني مليء بالأساطير والرمزيات ولكنها تساهم في تشكل الابتكارات التقنية وتمنح الشكل والمعيار إلى الأفراد لكي يندمجوا في وجود اجتماعي يتمتع بالتنظيم الذاتي والتجدد. لكن حينما يتم تأهيل المجتمع ثقافيا فإنه يكتسب هوية مميزة ويبدأ في التفتح والنماء والازدهار وتشتغل فيه آليات الحوارية بين أفراده والتكاملية بين اندفاعاته وآماله من جهة وقدراته وتصوراته ومنجزاته من جهة أخرى وتتشكل مقاومة تآزرية تعمل على درء المخاطر وصون تماسكه واستمراره والتأقلم مع العصر.
والسؤال الذي ينبت على حواشي الواقع وبه أختم مقالي:
ماهي المحصنات التي يجب أن تتوفر حتى لا تفقد الثقافة هويتها عند كل انفتاح ولا تسقط في تمركز عند كل انغلاق؟
وهل من تعارض بين حركة الابداع عن طريق التوليد الذاتي والنواة السردية المنظمة؟
أرجو جوابا شافيا..كافيا..
محمد المحسن
Peut être une image de 1 personne

رِثاءُ ضِرْسي ... (من ذكرياتي أثناء إعارة في بلد عربيّ) بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف ...( تونس).

 رِثاءُ ضِرْسي ... (من ذكرياتي أثناء إعارة في بلد عربيّ)

رَفِيـقَ الثَّغْرِ مُنْـذُ بدَا شَـبَـابِي
وشَـاهِــدَ فَـرْحَـةِ الـدُّنْيَـا بِبَـابِي
وعَالِـمَ مَا أُذِيعَ علـى لِسَـانِي
وصَـوْلَة خَاطِـري وشَجَا عَذَابِي
تُغَـادِرُنِي وقَدْ بَـرَقَتْ بِرَاسِي
سَـوَاطِعُ لِلْمَشِيبِ علـى الشَّبَـابِ
تَرَكْتَ فَـمًـا أظَلَّك أرْبَعِيـنًا
وزِدْتَ ثَـلاثَةً فَـوْقَ الحِـسَـــابِ
أتَتْـرُكُنِي بِأرْضٍ كُـنْتُ فيـها
غَـرِيبَ الـدَّارِ مُنْعَدِمَ الصِّحَـــابِ
وتُـدْفَنُ في تُـرابٍ لسْتَ مِنْـهُ
وتَـذْكُرُ فيـه أيَّـامَ الـعَــــذَابِ
أَضِرْسَ "العَقْلِ"، أيْنَ حِجَاك لمَّا
تَـرَكْتَ فَمِـي بِـدَارِ الاِغْتِـــرَابِ؟
أَضَرَّك أَنَّنِـي أُلـْجِمْتُ حتّـى
تَـخَفَّى القَوْلُ مِنِّـي عـن نِخَــابِي؟
وأنِّي لسْتُ نَـاطِقَ قَوْلَ حَـقٍّ؟
لقَـد لُبِسَ الظَّلامُ على الصَّــوَابِ
لقَـدْ ظُلِـمَ الكَـلَامُ وصَارَ مِثْلِي
سَلِيـبَ الضِّـرْسِ مُــتَّهَمًا بِـنَــابِ
ومَن يَقُلِ الحَقِيـقَةَ في زَمَانِي
سَيُـرْمَى بالـجَهَـالةِ والـسِّبَــــابِ
ويُتَّـهَمُ الغَـدَاةَ بكُلِّ سُـوءٍ
وللقَانُـونِ فيـهِ أَلْفُ بَـــــابِ
فَحَسْبِي غُرْبَتِي والشِّعْـرُ أُنْسِي
وحَـسْبِـي أَنَّنِـي أَشْـكُوكَ مَـا بِـي.
حمدان حمّودة الوصيّف ...( تونس).
خواطر : ديوان الجدّ والهزل


يا حلوتي بقلم الشاعرة حميدة بن ساسي

 يا حلوتي

أرجعتني تلك الطّفلة إلى البدءُ...إلى
الظّلمة.. إلى غياهب الضّياع...
هذا السّبات يهزّني ...
يحملني بسرعة
إلى عينيك...إلى ضيق الأكمام...
من ينطق عنك يا طفلتي
عربدة الأيّام....
وخربشات الأشواك على أغصان
الأزهار...
زهرة البنفسج أبكت عيوني
والنّهر في دفقه
جداول رقراقة ...
ما زال في النّبض غرام
ليستِ الأحلام إلاّ هتاف الصّبايا
لا تحزني...
مازال وجهك الجميل مرايا
من سماء العشق ...نبضك...
يا حلوتي...يخفق في قلبي
أنّاته...
عشت في الخيام ...والبرد يزمجر...
منذ أن رأيتك تحدّقين
وهم نيام...على فراش وثير...
مزدان بقوس من عدَمٍ...
كي تعلموا
في صمتها ألم...في قلبها الصّغير
نور جليّ...
من أرواح العالم...
المدافع دمّرت بيتها الجميل
واستمعت إلى طقطقة العظام
وطار الرّصاص فوق رأسها
كالغربان...
شوقها إلى دميتها التي تركتها
بركنٍ من بيتها...
وإلى مدرستها التي رحلت عنها...
وإلى مدينتها ...التي صارت
مكانا للأشباح...
القدر ...وعربدة ...وسفر إلى المجهول...
كلّ شتاء ترتعش أوصالها
والماء يحمل أعباءها...
ثوبها الزّهري تلوّن بوحل الطّين
والطّين صار كالمسك معطّر...
يا حلوتي لا تبك
فالزّهر يبعث سلامه لك
والشّمس في دفئها
انعتاق ...حرارة شوق ...يا حلوتي...
ما زال الهتاف داخلي...
وتلك الصّرخة المدوّية
بقصائدي...
لم يعد يحلو لي الغرام
ولا قطائف الحبور
ولا اللؤلؤ المنثور....
ولا رسائل الحكّام ...ولا عوالمي...
شغلني شقاؤك ...
وجدائل شعرك الصّفراء
التي خاصرتها
الرّياح العاتية...
وأرنبة أنفك الحمراء...
الغضب مزّق ثوبك المُخمليّ
والنّور تسربل إلى
جسمك النّحيل ...والضّباب أعمى
عيونهم...
ما زال الصّمت مطبقا...
والصّقيع جمّد قلوبهم...
درجة الإحساس تحت الصّفر
تُسجّل...
يا حلوتي لا تبكي...
ستمتطي يوما الرّيح
لتعصفي بتلك القيود
وتدمّري كلّ آلات الحروب...
وستحملك السّيول
لتغمري مدينتك بالاخضرار
وتُنبتي الحبّ في قلوب
الأبرياء...
وستُخاصرك النّسائم اللّطيفة
كما كنت تخاصرين والدتك
بتلك المحبّة....
يا حلوتي ...لا تبكي ...
وامنحي الأزهار عطرها
والشّمس دفأها
والقمر جماله...
من عين السّماء أمطري...
حمّلي العالم
أعباء أطفال ...عاشوا
تحت الخيام ...ولم يرأفوا
بحالهم....
ضاع الحبّ بوازع الأطماع...
والمدافع كالعفاريت
ترعب الأطفال...
كانوا ينظرون إليها
بلا حراك...الأرض عجفاء
وشظايا الرّصاص مارقة
كالسّهام....
لا تخافي يا حلوتي
سينبت الزّهر وستشرق الشّمس
في كل بقاع الأرض ...
حميدة بن ساسي
Peut être une image de enfant et plein air

من المتعارف عليه بقلم هلال الحاج عبد

من المتعارف عليه

 من المتعارف عليه ، عند العرب الاوائل ان الذي يتصدر قومه يكون اعلمهم واكثرهم شجاعة وافضلهم كرما"، الى اخره من الصفاة التي يجب ان يتحلى بها من يكون هو المسؤول في اي مجال من مجالات الحياة ، نستعرض هنا بعض وصايا اعلام العرب الاوائل ومنها وصية عمرو بن كلثوم لبنيه اذا حدثتم ..بضم الحاء.. فعوا ، واذا حدثتم..بفتح الحاء..فأوجزوا ، فأن مع الاكثار يكون الاهذار ، واعلموا ان اشجع القوم العطوف ، وخير الموت تحت ظلال السيوف ، ولاخير فيمن لاروية له عند الغضب ولا فيمن اذا عوتب لايعتب ..بضم الياء..واعلموا ان الحكيم سليم ، ومن وصية الحرث بن كعب لبنيه ، الاسراف في النصيحة هو الفضيحة ، والحقد يمنع الرفد ، ولزوم الخطيئة يعقب البلية ، والضغائن تدعو الى التباين ، ومن وصية اكثم بن صيفي لبنيه ورهطه ان في صدري لكلاما"لا اجد له مواقع إلا اسماعكم ولامقار إلا قلوبكم ، فتلقوه بأسماع مصغية، وقلوب واعية ، الهوى يقظان والعقل راقد ، والشهوات مطلقة ، والحزم معقول ، والنفس مهملة ، والروية مقيدة ، ومن جهة التواني وترك الروية يتلف الحزم ، ولن يعدم المشاور مرشدا" ، والمستبد برأيه موقوف على مداحض الزلل ، ومصارع الرجال تحت بروق الطمع ، ولو اعتبرت مواقع المحن ماوجدت إلا في مقاتل الكرام ، وعلى الاعتبار طريق الرشاد .

هلال الحاج عبد

كيف امتهنك غفوة صباح بقلم محمد محجوبي / الجزائر

 كيف امتهنك غفوة صباح

.. .. .
حين تهزين جذع الأشواق على صولات الضلوع .حين العميق يتسربل خفقانا على جزر الهتاف نلوك المسافات حلاوة عش ليصطبغ الشهد محياك المدلل يستوفي رحلة الذوبان ،حين غيمات الشعر تلهو مدارنا الحريري فنستبق الصباح شهقاتنا الماطرة أوصالا متساكنة اللحظة الآسرة . موئلنا غدير الهمس وأغنية الوشوشات التي عتقتها فراشات اللليل ، ليتها صباحاتي خرجت من يقظات العبير فأبزغ في طيفك شمس الصدى المحموم . تتأتى عيناك السهد بريق الهبوب فيغنينا عصفور التجلي تفاح موسمه المحتدم التغريد .
محمد محجوبي / الجزائر


أقول احبك ...بقلم علي كمال

 أقول احبك ...بقلم علي كمال

ماذا ..لو اني
كسرتُ جدار صمتي
ماذا ..لو اني
خرجتُ من شرنقة خوفي
تحررتُ من قيدي
أنتفضتُ من قوقعتي
وكتبتُ فيكِ شعراً
ونثراً
و قلتُ احبك ...
ماذا ..لو اني
تجرأتُ علي قلبي
تمردتُ علي عقلي
ثرتُ علي نفسي
وقلت احبك
كنت
عاهدت قلبي أن اخفيكِ سراً
ولعهدي خنت
وعدت العصافير ألا اخبرك امري
ولوعدي خلفت
كم قلت أني لا اهواكِ
وأن الحب تاه عن دربي
لكني كذبت
و أمام كل الناس
علي رنين الأجراس
بحبك اعترفت
ما كان حبي دعوى أدعيها
ولا قصائد شعر
أرسمك بالكلمات فيها
حبي لك طوفان
فانسي كل اكاذيبي انسيها
كتاباتي
أفكاري
وعودي
لم تكن شيئا إلا لحظات من شرودي
فقبلك
أعيش بهزيان لا اعرف اتجاهي
لا أعرف حدودي
فأنت تبحرين في وريدي
وأنت ضوء الحقيقه
في وجودي
كيف لا احبك
وانت ضحكة الشمس
علي ثغر الأولاد
فرحة الناس باجراس الأعياد
يا حمامة تحمل الفرح
في ريشتها
لترسم الحناء علي أزرع العرائس
تضيئ الشموع في الكنائس
أغنية ينشدها اطفال المدارس
اني احبك جدا
يا ربيعي و احلامي الورديه
يا من جعلت احزاني
صفحات دفاتر منسيه
بقلم علي كمال
Peut être un gros plan de 1 personne, position debout et bijoux