الجمعة، 19 فبراير 2021

من أنا بقلم ‏سالي محمود

 من أنا

*****
في داخلي إمرأة عجوز
حفر الحنين تجاعيده على ملامحها
سكنها الألم وتغلغل في تجاويف روحها
في داخلي طفلة
شقراء تطير جدائلها
تطل البراءة من عينيها
في داخلي رجل
يبحث عن نفسه في عيوني
ولايجد سوى دمعات حائرة
أبكاني ورحل
في داخلي شاعرة تفر منها الكلمات
وتعجز عن نظم القصيدة
في داخلي مدينة سكانها أنتم
أشعر بكم واتألم معكم
أسعد بكم
في داخلي أنت
يا من ملكت مشاعري
وكتبت لك رسائلي
في داخلي وطن يضمكم
في داخلي حنين إليكم
لكني لا أجدني
فوطني بلا عنوان
ابحث عني داخلك
ربما أجد وطناً يحتويني
‏****
‏سالي محمود
Peut être une image de ciel, crépuscule et texte

رفقا ببغدادَ بقلم الأديب حميد شغيدل الشمري

 رفقا ببغدادَ

........
رفقاً ببغدادَ يا مَن قَلبُهُ حَجَرُ
كُلُ الحَكايا عَلى الشطآنِ تنتظرُ
إن ّالخَمائلَ والأفنانَ طَوّقَها
شَوقُ ألصَبابةِ يُسقيها فَتزدَهرُ
وَرسُ ألشُروقِ عَلى خَدُيكِ يُلهمُها
بَرقُ النَضارِ ووجهُ الماءِ يَنبهرُ
سَعفُ يُظللنا بالحبِ مُرتجفٌ
تلكَ السُعيفاتِ فوق الماءِِ تَنحَدرُ
طَيفٌ أتاني ببابِ الشَرقي هَيجني
من الرشيدِ الى السَعدونِ يَنهدرُ*
عَزفٌ من ألشَوقِ يُطربني فَيؤلمني
لحنُ به عادياتُ الدّهرِ تَستعرُ
أبكيكِ بغدادَ من همٍ يُؤرقني
حَتى صَبِنتُ فَماتَ ألوردُ والزهرُ
رفقاً ببغدادَ أضناني بماحَملَتْ
همٌ يُقرِحُ خَدَيها فتَحتضِرُ
للذكرِ فيها زوايا كلمٌا حَضرتْ
تَستنشِقُ ألريحَ كالبركانِ تَنفجرُ
بغدادُ أرسى حَنينُ الدَهرِ مَركبهُ
حُباً وفيكِ بهاءُ الدَهرِ يَفتخرُ
يا صاحبيٌ أما للكأسِ من خبرٍ
زدني مُعتقهُ فالقَلب يعتَصَرُ
عَلي أرى مِن زَوايا الخَمر قاتِلتي
وأرتوي ثمِلاً يَلهو به السُكرٌ
قيلَ التبغددَ في الالحانِ روعتُهُ
إن التبغددَ فينا كلهُ نَظرُ
حميد شغيدل الشمري

صهيل...! بقلم الكاتبة ناهد الغزالي/تونس

 صهيل...!

حصان الشوق المزروع في أحداقي
يصهل كلما هب النبض متلفا محاصيل الصبر،
ويعوج عنق المنجل وهو يجتث ذكراك من قلبي،
يا مسافة زرعت فيها كبريت لهفتي
فنما ظلك على حواف روحي!
يا قلبا من طين زهري حط عليه طلع نظراتك فأزهرت حدائق الحب
واشتد ضوعك فيّ!
أرتشف أنهار الصمت فيتعلم قلبي الهدير،
أنا طفلة وضعت جمر الحرب في كفة وهمسك في كفة أخرى
فانهار خراب الحرب
وطأطأت الجنرالات رؤوس الغرور
لتنظم لأشجار القصور المهجورة!
هديل الحمام المعلق في أعشاش بعيدة
يغزوه حزن هزمه صوتك!
ودفاتري العذراء توردت خدودها برياحين همسك!
ناهد الغزالي/تونس

ذكرَاكَ مولدِي بقلم سهى عبد الستار

 ذكرَاكَ مولدِي

.........
أجيءُ على موعدٍ من هواكَ
وأمضِي
وذكراكَ .. في .. الموعدِ
كماءٍ زلالٍ
يطهرُ جرحِي
ويغرسُ .. في .. الروحِ
معنى الجمالِ
وطعمَ الدلالِ
كأني وبعدَ ذبولِ الإيابِ
أجددُ ..
يومِي ..
ويعلنُ .. تأريخَهُ .. مولدِي
.............
سهى عبد الستار
Peut être une image en noir et blanc de 1 personne


رواية "صهيل مدينة" في مركز ينابيع الأدب الثقافي للكاتب والباحث/ ناهـض زقـوت

 رواية "صهيل مدينة" في مركز ينابيع الأدب الثقافي

الكاتب والباحث/ ناهـض زقـوت
شاركنا الصديق الكاتب المبدع مصطفى النبيه الاحتفال بقراءة روايته "صهيل مدينة" الصادرة عن دار خطى للنشر عام 2018، في مركز ينابيع الأدب الثقافي. وهي الرواية الثالثة له بعد خريف رجل ميت (عام 1998)، ونبوءات (عام 2012). وقد قرأ الرواية كل من: الباحثة أسيا الكيلاني، والكاتب محمد جلال عيسى، والكاتب كامل وافي، والكاتب أحمد البسيوني.
****
وقد كتبنا فور صدور الرواية، حيث كان لي شرف قراءتها قبل صدورها، وكرمني الكاتب الصديق بأن اهداء الرواية كان لي إلى جانب رفيقة دربه.
قراءة أولية في رواية "صهيل مدينة" للكاتب مصطفى النبيه
يكتب من قلب الواقع مجسدا أدق التفاصيل لحياة شعب في غزة، من خلال نموذج حي يعبر عن كل نبضات الحياة الواقعية في قطاع غزة. إن رواية "صهيل مدينة" للكاتب والمخرج مصطفى النبيه هي رواية واقعية تسبر أغوار الواقع الفلسطيني بكل تفاصيله الاجتماعية والسياسية من خلال مجموعة من الشخصيات يرسم ملامحها وتفاصيل حياتها البطل شكري بصفته العليم بكل شيء، فهو الذي يعيد تشكيل الواقع وفق رؤية تعبر عن حالة التناقض التي يعيشها الإنسان في واقع قطاع غزة، هذا الواقع الذي يحمل الكثير من الأحداث والوقائع التي أثرت على قيمة الإنسان، وأخلت بالقيم والسلم الاجتماعي.
يحاول البطل شكري قراءة الواقع وفق ما حدث في الماضي برؤية الحاضر، لكي يصل إلى السؤال الوجودي أين وصلنا؟، ولماذا وصلنا إلى ما وصلنا إليه؟، وماذا حققنا من انجازات طوال سنوات من النضال؟.
يأتي العنوان (صهيل مدينة) متوافقا مع دلالات السرد، فالصهيل هو للحصان الجامح المتمرد على العبودية والقيد، ومدينة غير معرفة بال التعريف تعبر عن المكان النكرة أو الذي أصبح نكرة، فهذا المكان الذي خاض النضال سنوات طويلة، أصبح اليوم يحتاج إلى إعادة تعريف بعد أن وصل به المتسلقون إلى حافة الانهيار والإنكار لدوره التاريخي. إذا ربطنا العنوان بأحداث السرد نجد أن الحصان الجامح المتمرد على الواقع هو البطل شكري الذي يحاول الانعتاق من العبودية بالوعي والمعرفة، لأن الجهل في نظره هو ما أوصلنا لتصبح غزة مدينة نكرة.
البطل شكري شخصية مهزوزة في واقع مليء بالمتناقضات، فهو ابن أسرة تعيش لاجئة في المخيم، والده ترك المخيم والتحق في الخارج مع الفدائيين، أمه تعمل خادمة في البيوت، وأخيه الكبير غسان معتقل لأنه قتل أخيه عدنان بتهمة العمالة، وأخته شمس منطوية على نفسها تخاف من نظرات الناس إليها، استسلمت للواقع، وتتزوج قادم من خارج الوطن وترحل للمنفى معه. حياته كانت مجرد قفزات متتالية لم تمر بمراحل نمو طبيعية. عمل في مهن كثيرة ليسد جوع أمه وأخته، يرفض الواقع ويتمرد عليه، ولكنه لا يملك لا حول ولا قوة، حلم أن يكون محاميا أو صحفيا، لكي يدافع عن المقهورين، إلا أنه حرم من الدراسة، فجعل من جدران البيوت في الانتفاضة صوته لكل المقهورين، حاول أن يثقف نفسه من خلال مكتبة الهلال الأحمر متحديا الاحتلال الذي يريد أن يكون الكل عبيدا يفتقرون للمعرفة.
في المخيم يصادق يوسف الكفيف ابن مدينة يافا الذي أنقذ من الاحتراق بعد إحراق منزلهم من عصابات الهاجاناه عام 1948، وموت والديه، عاش طفولته مشردا حيث ربته أسرة مسيحية هاجرت إلى اللد، وفي مسجد دهمش تقتل هذه العائلة، فيهرب إلى غزة ليعيش عند العجوز أم صابر المجدلاوي إلى أن رحلت وبقي وحيدا، يحمل إرث الماضي ولم يتنازل عنه، روحه تحرس يافا وجسده ينام في غزة.
ينطلق شكري عبر شوارع مدينة غزة وأزقتها ومعالمها لكي يروي وقائع ما حدث من تغيرات في المدينة وناسها، وكيف تبدلت علاقاتهم الاجتماعية، فإذا كان مكان الانطلاق غزة إلا انه يغوص في أماكن أخرى لكي يسبر أحداث ما مرت به، فنجد يافا المدينة التي هجر أهلها بقوة السلاح عام 1948، وارتكاب اليهود المذابح في مسجد دهمش في مدينة اللد.
أما الفضاء الزماني الممتد عبر سرد الأحداث الروائية فانه يتجاوز النصف قرن، رغم أنه يبدأ من قيام السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994 كنقطة انطلاق، إلا انه يغوص في الماضي لسنوات طويلة، ويجعل من الأحداث التاريخية والوقائع الاجتماعية خلفية يبنى عليها البطل رؤيته للواقع وحال الإنسان في هذا الواقع، فنقرأ عن حصار الفالوجة عام 1948، واتفاقية رودس عام 1949، وقصف الطائرات الإسرائيلية لمخيمات اللاجئين في قطاع غزة عام 1948، والمذابح التي ارتكبت عام 1956، ومشروع سيناء عام 1955، وأحداث جامعة بير زيت عام 1986 وسقوط شهداء من قطاع غزة، وكيفية تهريب الجثث إلى ذويهم، وعن الانتفاضة الكبرى عام 1987 وما خلقته من سلبيات وأخطاء ارتكبت باسم الدفاع عن الوطن حتى وصل الأمر إلى أن الأخ يقتل أخيه بتهمة العمالة، والحفلات الماجنة في غزة زمن الاحتلال، ومحاولات الاحتلال غرس ثقافته في المجتمع الفلسطيني ومنع الطلاب من استكمال دراستهم.
الرواية مليئة بالتفاصيل والأحداث، فالبطل شطري لم يترك شاردة أو واردة في واقع قطاع غزة الاجتماعي والسياسي إلا وتحدث عنه، في محاولة للبحث عن بصيص أمل في واقع مليء بالشعارات.
وكل حدث من الأحداث التاريخية أو الاجتماعية يرتبط بوقائع يمر بها السارد ويحاول أن يربط الحاضر بالماضي، ليحكي عن مأساة عزة وناسها، فقد كانت غزة في زمن الاحتلال "شقة مفروشة، أنثى سريرها عفن، رائحتها قذرة، ملامحها كئيبة، شوارعها رملية، باستثناء بعض الشوارع المرصوفة التي تسكنها الحفر". أما في الواقع الحاضر فقد تغيرت الوجوه ولكن تبقى ملامح الشر تتشكل بصور مختلفة، منذ الأزل يلهث الإنسان وراء المال والسلطة، تستعبده نزواته، يسكنه ذئب جائع.
إن بناء النص الروائي في "صهيل مدينة" لا يسير في خط مستقيم، بل خط متعرج، لأن السرد قائم على الاسترجاع (الفلاش باك)، فنجد شكري يتحدث عن موضوع، فيتذكر موضوع أخر حدث قبل سنوات فيأخذ في سرده، ثم يعود إلى موضوعه الأصلي، وهذا السرد المتعرج لا يشعر القارئ بالملل بل يواصل القراءة بعيون مفتوحة وذهن متقد، غارقا في تفاصيل السارد الذي يعود بها إلى ذكريات عاشها القارئ أو لم يعشها.
إن البناء السردي قائم على تداعيات الذاكرة، حين يتوحد شكري مع صديقه يوسف في كفن واحد، ويذهب بهم المشيعون إلى البحر لإلقاء الجثة والتخلص منها، فقد كان موته مع دخول قوات السلطة الفلسطينية، ومشاهدة شكري فرحة الناس واستقبالهم لاتفاق أوسلو وعودة القوات الفلسطينية، ومنح جنود الاحتلال أغصان الزيتون، فيستنكر هذا الفعل ويعترض على الاتفاق لأنه شوه النضال الفلسطيني والحلم بالتغيير للأفضل، ويقف شكري نفسه في الموقف المتناقض ما بين المؤيد للاتفاق والمعارض للاتفاق، وتأثيراته على الواقع الاجتماعي.
يستقبل شكري السلطة عاريا، فتنهال عليه الجماهير ضربا، فتدافع عنه سوزان المسيحية التي أحبها وسعى للزواج منها، إلا أن الدين يقف حائلا بينهما حيث ترفض أسرتها الارتباط بمسلم، فيقف متحديا الطائفية والعنصرية، التي أصبحت تسكن غزة.
وإذا كان بحث شكري عن الوعي والمعرفة لأنهما أساس بناء المجتمع، فالقوة في المعرفة، لأن الضعفاء لا يصنعون وطنا، وصراعنا للبقاء هو صراع الأقوى المتسلح بالمعرفة، وليس عبدا للمتسلقين.


حُبّكِ قِلادَة عِشقي بقلم الشاعر اسيد حضير

 .... حُبّكِ قِلادَة عِشقي

.
سوف تبقى بضمائرنا ذكريات الصّبا
ما دامَ النَّبض بقلوبنا ذِهاباً وإِيَّاب
و سأبقىٰ بمَنابر الشُّعراء إليكِ أشدو
شَدو العندليب أتَغَزَّلُ بكِ بإِسهاب
.
فأنا الذي عاهدتكِ على الوفاء
فوقَ الأرض وأَنتِ تحت التُّراب
.
وسأبقى اَبَد الدَّهر أصدَحُ بحُبّكِ
بغَزَلِ القصيد لا أخافُ ولا أَرتاب
.
فهذا دَيدَن السَّاهرين ببطون الليالي
يَبتَهلونَ بالسَّحَر أحقاباً تَتلوها أحقاب
.
يا حبيبتي، مَشَيْنا دَرب الحُبّ طَوعا
فَفَرَّقَتْنا الأَقدار وجَعَلَتْنا بديارنا أَغراب
.
وشُموعُ نوادينا أطفَأَتها دُموع ساقينا
والصَّبرُ نَديمُنا ومَرارَتهُ مُدامَ الأَكواب
.
إسْتَكثَرَ عَلَيْنا الزَّمان أَنْ يُلاقينا
فلا رَسائل بيننا ولا أَسباب
.
فأنا بالدُّنيا أُقاسي فِراقكِ وأنتِ
هُناكَ يَحتَضِنكِ اللحد تحت التُّراب
.
سوىٰ طَيفُكِ يَرِدُ دَمع عيوني
حتىٰ يَرتوي فَتُظِلّهُ بِظِلالِها الأهداب
.
فيُداعِبُ خيالكِ خيالي فَتَهيجُ شُجوني
والآهات والكُلُّ بين ضلوعي أَوَّاب
.
ولواعِجُ الإشتياق كُلَّما خَبَتْ بقلبي
تُذكيها سَواهِجُ هواكِ وضلوعي الأَحطاب
.
بيتُ قصيدي أَنتِ بَلْ نَبضَة قلبي
وحُبُّكِ قِلادةُ عِشقي تُزَيِّنُ الرِّقاب
.
وسلامٌ عليكِ يومَ تَعارَفنا ويوم
تعاهَدنا الوفاءَ للحُبّ ويوم الحِساب
............................................. بقلمي/ اسيد حضير.. الجمعة 19 شباط 2021 الساعة 11:10 مساءً
Peut être une image de une personne ou plus et texte

محطة من حياة شاعر و ثائر حركة العشرين فبراير بقلم الشاعر حامد الشاعر

 محطة من حياة شاعر و ثائر

حركة العشرين فبراير
إبان الربيع العربي الذي بدأ بإحراق البوعزيزي جسده بالنار احتجاجا على الظلم ظهرت حركة العشرين فبراير بشكل عفوي و سلمي بالمغرب كحركة مطالبة بالإصلاح و التغيير و باعتباري شاعرا و إنسانا مضطهدا و محروما و مظلوما من عامة الشعب المقهور شاركت في فعالياتها و ساهمت في إشعاعها و كنت فاعلا رئيسيا في ساحة التحرير بمدينة العرائش و أحمل بشكل دائم راية الحركة السوداء بكل شجاعة و قناعة
خرجت للشارع كشاعر و ثائر عندما أتت الفرصة المناسبة لأقول لا فعلا و كفى عبثا في كل التظاهرات و المسيرات و لو عاد بي الزمان لفعلت أكثر
ضياع الحقوق و قمع الحريات و غياب العدالة الاجتماعية و المس بالكرامة الإنسانية أجج الوضع و كنا على حافة الهاوية و الانفجار حدث و الزلزال السياسي و المجتمعي ضرب بقوة
ثارت تساؤلات مشروعة هل الحركة أنشأت من المخزن و المخابرات و هل كانت مخترقة و بالتأكيد هناك نسبة ما في الأمر و ليست كل الحقيقة الحركة آمن بها كل شريف و عفيف و للأسف ثم توظيفها لأغراض مشبوهة و ركب الموجة بعدها التيار الإسلاموي و قطف الثمار بشكل مخزي حزب العدالة و التنمية المدعي الفضيلة و الذي باع كل مبادئه و نام بعدها في فراش الرذيلة و باع وعوده و عهوده و هناك أيضا من باع ضميره من كل الأطياف و التوجهات السياسية و الحقوقية و المدنية و حتى من الشباب الثائر من أجل المال و الوظائف و هناك من كان ضحية إجرامية و دخل السجن بعد الغوغاء و الفوضى و أحداث العنف
انعدام التجانس و الانسجام بين أعضاء الحركة جعلها بأكثر من رأس و ربان مما سهل على النظام التخلص منها و شهدنا بعدها الردة في كل شيء
كما قال الإمام علي رب يوم بكيت فيه فلما صرت في غيره بكيت عليه
وللأسف صرنا نمضي للمجهول ونتألم و ما يبكي القلوب نهج سياسات لاشعبية و اللاوطنية وقتل الأحلام و بيع الأوهام من طرف السلطة
و أثبت الزمان الحقائق كلها و عرفنا الرجال و أشباه الرجال
و الفساد السياسي متوارث للأسف الشديد و حتى قطاع عريض من المجتمع انخرط فيه عن علم أو جهل
على الدولة الإنصات لما يقوله الشعب و ما يعبر عنه النخبة من المثقفين فلا محيد عن الإصلاح و لابد منه
ما يجري يندى له الجبين و لن تجدي سياسة تكميم الأفواه و القمع و الواقع الآن يرثى له فلماذا نحارب الفكر و الشعر و نسجن الكتاب و الصحفيين و الحقوقيين و اليوتبر و أصحاب الرأي و نشطاء الفيس بوك و وسائل التواصل الاجتماعي و التضييق عليهم فلماذا هذا النكوص الدامي بهذا الفعل الأعمى للوراء و لماذا بعد هذا كله النظام يمارس نفس السياسات و الحماقات و نخشى أن نجر جميعا للفوضى و ما جرى في منطقة الريف و بعض المناطق ينذر بالسوء و هو عبارة عن صفارات إنذار
و بعد عشر سنوات لم نتقدم و ما يجري لشعبي يجري لي أيضا فأنا أعاني في بلادي التي أحبها من الفقر و البطالة و أنا خريج جامعة الحقوق و مريض نفسي و بلا مستقبل و أتعرض للمضايقات بسبب نشاطي و أفكاري و معتقداتي و بعد جائحة كورونا ساء حالي كثيرا فمجرد مقال نقدي جرني للقضاء و أتعرض للملاحقة و المطاردة و ما خفي أعظم و هذا إن دل فإنما يدل على ما نعيشه من قهر و طغيان و رغم كوني ملكيا و لست جمهوريا فما بالكم إن كنت في غير ما أنا عليه و أدعو لإسقاط النظام
أصبحت أفكر و أحلم بالهجرة لبلاد الغرب لأكتب بحرية و أدافع عن كل أفكاري بأشعاري
و أنا متأكد أنه بعد حركة العشرين فبراير ستظهر حركات أخرى لأن هذه الأمة ولادة و فيها الخير و علينا أن نحلم بالتغيير فالحلم الشرط الأول للتغيير
أنا أحب النظام الملكي قلبا و قالبا و أفضله على النظام العسكري الجمهوري و النظام الديني الشمولي و لكني لست راضيا عن الأداء و أطالب بديناميكية أفضل و أجمل له و ما الذي يمنع من وجود نظام ملكي كما هو متعارف عليه في الأمة المتقدمة بشكل ديمقراطي نزيه و شفاف
و إن لم يعتدل يعتزل
و ما زلت وفيا له و رغم ما أعيشه من صعوبات و السؤال هل يظل الوفي وفيا للأبد و هل الخيانة مشروعة بعد السنوات الضياع و الحرمان
الإنسان أهم شيء و الله حرم الظلم على نفسه و جعله محرما و الإنصاف قبل كل شيء
علينا قبول الآخر و المختلف و تبني الفكر و الاهتمام به و جعل حرية الانتقاد و الاعتقاد مكفولة و ترسيخ الديمقراطية بشكل صحيح كما هي متعارف عليها و تثبت مفاهيم حقوق الإنسان بشكل سوي و لابد من توسيع نطاق الحقوق و الحريات و إرساء العدل و صياغة دستور آخر نموذجي و إقامة دولة مدنية على مبدأ سيادة القانون و جعل الأحزاب أحزابا حقيقية و أيضا النقابات و الجمعيات و تخليق الحياة العامة
الدولة المغربية عريقة و نظامها الملكي له الشرعية و المشروعية و من الذكاء و الحكمة النظر بعين الصواب لما نقوله
كل ما جرى كان لحظة و بقيت الذكريات ستبقى هذه الحركة نقطة مضيئة في تاريخ المغرب و تاريخي أيضا و أمجادي
هذه اللحظة صارت من أجمل اللحظات
بقلم الشاعر حامد الشاعر

(( وطن يئن )) بقلم الشاعر خلف الملحم

 (( وطن يئن ))

وطنٌ يئنُّ وبالسلاسلِ
يرزحُ
والجوعُ ذئبٌ نابهُ
كم يجرحُ
وبكاءُ طفلٍ
فوقَ أرصفةٍ خوَتْ
رثَّ الثيابِ
حافياً يترنَّحُ
رسمتْ خُطا الأيام
فوقَ جبينهِ
متتالياتُ سواقٍ
بالنوائبِ تطفحُ
"ميدوزا" قامتْ
من تلالِ خرائبٍ
تمشي الهوينا
و على الرَّوابي
تسرحُ
وكأنَّ هذا الغيمَ
شيطانٌ سكنَ بهِ
وغرابٌ من فوقِ المنابرِ
يمرحُ
تحدو على بساطهِ
أنشودةً
من ذات لونٍ واللصوصُ
تسبِّحُ
خلف الملحم
سوريا ٢٠٢١/٢/١٨