♡《اُوصِيكَ بِي خَيْرا》♡
إنْ رَامَ نَبْضِي للذُّرَى أنْ يَحمِلَكْْ
أو تَاقَ ثَغْرِي يَرْتَوِي مِنْ نَبْعِكَ الرَّيَّانِ
يَرْشُفُ سَلْسَلَكْ ☆
أوْ رَامَتْ الأشْواقُ في غَسَقِ الجَوَى
والسُّهْدُ يَأْكُلُ جَذْوَتِي..أنْ تَسْألَكْْ
سَأقُولُ والأشْعَارُ تَقْدَحُ صَبْوَتِي
والرَّغْبَةُ الرَّعنَاءُ تَشْحَذُ دَهْشَتِي:
" بِاللَّهِ قُلْ لِي یَا مَلَکْ !
هلْ لِي عَنِ الإلْهَامِ والنَّبْضِ المُعمَّدِ بالشَّذَا ..أنْ أَسْأَلَکْ ؟
هلْ یَا تُرَی هَذا القَریضُ وکلُّ هَذا الحُسْنِ لَکْ؟
کَیْفَ الجَمالُ طَرِیقَ حَرْفِکَ قَدْ سَلَکْ ؟
مِنْ أیْن جَاءَتْکَ المَعانِي والمَغَانِي
کَیْفَ ألهَمَتْ المَجَازاتُ اللّذِیذَةُ بُلْبُلَکْ ؟
أوْ کَیْفَ عَرَّشَتْ التَّصَاوِیرُ الشَّذِیَّةُ فِي جِدَارِکَ
أثّثَتْ بالوَرْدِ والنِّسْرِينِ و الرَّيْحَانِ
والفُلِّ المُضَمَّخِ بالنَّسَائمِ مَنْزِلَکْ؟
مَنْ أرْسَلَکْ ؟
مِنْ أیْنَ جِئْتَ؟ ومَنْ رَمَاکَ عَلَی دُرُوبِي؟
فاسْتَحَالَ العَلْقَمُ المَسْمُومُ شَهْدًا
والشَّذَى أضْحَی شَذًا
فَاضَتْ نَسائمُهُ تُضَمِّخُ مَحفَلَكْ
هَل جِئْتَ مِنْ حَبَّاتِ دَالِيَةٍ
تَمِيهُ زُلَالَ شَهْدٍ ذائِبٍ
يَسرِي..فَيَسْقي باللَّذَائذِ جَدْوَلَك؟
أَم فِضْتَ مِن كَرَمِ العَطَايَا..والسَّجَايَا والنَّدَى
والحُبُّ يَمْلَأُ بِالوَلائمِ مِرجَلَك؟
هَل أنْتَ مِنْ مُدُنِ القَوافِي
مِنْ شَذَا بَغْدَادَ..مِنْ یَمَنِ الجُمَانِ
ومِنْ عَبيرِ القَیْرَوانِ
ومِنْ ثَرَی مِصرَ الجَمالِ
ومِنْ حَدَائقِ بَابِلَ الغَنَّاءَ
مِنْ هَارُوتَ أو مَارُوتَ
يَنْفُثُ نَفْحَةَ الشِّعرِ الحَلالِ
عَلَى ضِفافٍ مِنْ سنَا..تَسْقِي بِسِحْرٍ مِقْوَلَك؟
هَلْ جِئْتَ مِنْ جُزُرِ الخُرَافَةِ والأسَاطِیرِ العَجِیبةِ يا تُرَى؟
مِنْ ألفِ لَيْلٍ.. مِنْ حَكايَا شَهْرزادٍ
أوْ بِحَارِ السِّندِبادِ
ومِنْ مَعاريجِ المَدَى..
أمْ مِنْ ثُرَیَّاتِ الفَلَکْ ؟
مَنْ کَلَّلَکْ؟
بالغَارِ والنّسْرِینِ تاجًا مِنْ نُضَارٍ
مَنْ حَبَا فِي بَيْدَرِ الإبْدَاعِ
بِالبُرِّ المُعَمَّدِ بالذّخائِرِ سُنْبُلَكْ ؟
مَنْ دَلَّلَکْ؟
مَنْ بالخَمائلِ فِي رُبُوعِ الضَّادِ
فِي فَيْءِ الأهَازيجِ البَدِيعةِ ظَلَّلَكْ؟
مَنْ حَاكَ مِنْ خزّ الحُبَيْباتِ الشَّفِيفَةِ
مِنْ مَسَامَاتِ النّسائمِ...مِخْمَلَكْ؟
مَا أجْمَلَکْ!
وحُرُوفُکَ الفَیْحَاءُ تَسْبَحُ في الفَلَکْ
وتَدُکُّ أعْمِدَةَ الضَّبۭابِ
وتَنْثُرُ الأنْوارَ في قَلْبِ الحَلَکْ
ومَدَارُک الرَّیّانُ زاهٍ
رَغْمَ أعْتَامِ التَّهاوِي فِي مَتَاهَاتِ الهَلَکْ
فَلِمَ الجَفاءُ وكُلُّ هَذَا الصََمْتِ يَعْرُونا
إذَا رَفّتْ ضُلوعِي...ذَاتَ وَجْدٍ
تَبْتَغِي أنْ تَسْأَلَكْ:
"كَيْفَ الغَرامُ طَريقَ قلبكَ مَا سَلَكْ؟
"أفَلَمْ تعَلِّمْكَ الكِنايَاتُ الّتِي نَمَّقْتها
"ْأنْ تَسْتَجِيبَ لعِشْقِ مَنْ..للنُّور فِي هَامِ المَحَبَّةِ..
قَد دَعَاكَ و جَلَّلَكْ؟
ورُضَابَ شَهْدٍ فِي لَمَى الأشْعَارِ..
فِي ثَغْرِ القَوافِي...
قَدْ سَقَاكَ وَ جَمّلَكْ ؟
ونُبُوءَةَ الشِّعرِ النَبِيلِ...
بِمَربَعِ العِشْقِ الأصِيلِ
هَدَاكهَا..وحَباكَها...
وجَلالَها وجَمالَها قَدْ حَمَّلَكْ ؟
لَا لَا تَخَفْ...لَنْ أخْذُلَكْ
لا تخْشَنِي...لنْ أسْتَبيحَ الجَذْوةَ الغَرّاءَ في نَبْضِ الهَوَى...
لنْ أُذْبِلكْْ...
الحُبُّ عِنْدي بُهْرةٌ قُدسِيّةٌ
لنْ تَسْتبيحَ صَفاءَ حَرْفكَ والرُّؤَى
لنْ تُخْجِلكْ
والشِّعرُ عِندي بَوْحُ صَبٍّ عاشِقٍ
ورَحِيقُ وَرْدٍ عابِقٍ
بشِغافِ طِفْلٍ خَافقٍ
ورُؤى رَسُولٍ سَامقٍ
لَنْ يَسْتَبيحَ جَمالَ حَرْفكَ
لا تَخَفْ... لَنْ يُهْزِلَكْ
والحُزْنُ في قلبِي وحَرْفِي
نفْحَةٌ رُوحِيَّةٌ ...وكَاَبةٌ صُوفِيّةٌ
للحُبِّ والنُّورِ الشَّفيفِِ
سَتَصطَفيكَ لتُرْسِلَكْ
اُوصِيكَ بِي خَيْرا
فلا تَصْلُبْ لَهِيبي
في عَمُودِ برُودكِ المشْحُونِ بالأشْواكِ والقُثّاءِ
والضّوْءِ المُلَغَّمِ بالحَلَكْ
عَلِّمْ حُرُوفِي کَیْفَ تَجْتازُ الظّمَا
حتّی تعُبَّ ..شَذًا زُلالًا.. سَلْسَلَکْ
عَلّمْ حُرُوفي كيْفَ تَرْتادُ النُّجُومَ السّامِقاتِ
وتَمْتَطِي ظَهْرَ الفَلكْ
عَلِّمْ يَديَّ الدّفْءَ..يَشْحَذُ جَمْرتِي
عَلّمْ جَبِيني النُّورَ..يُوقِدُ بُهْرتِي
حتّى عُيُوني لَا تُجَافِيها الرُّؤى
ويَجِفُّ نبْعٌ كانَ يوْمًا مُنْتدَايَ ومَنْهَلكْْ
وبِجَذْوتي تخْبُو نُجُومٌ
والسُّهَا تَهْوي بأحْلَامِ المَدَى
والنّبضُ لا يَرْتادُ إلّا مَعْقلَكْْ "
▪☆▪
يانبْضَ صَبْوتِيَ العَمِيدَةَ...والعَنِيدَةَ
مَنْ تُرَى قَدْ ضَلَّلَكْ؟
مَنْ يا تُرَى بالوَصْلِ يوْمًا..أمَّلَكْ؟
وبعَتْمةِ الحُلْمِ المُخَضَّبِ بِالجَوَى
واليَأْسِ والدَّمْعِ الهتُونِ و بالدُّجَى
قدْ زَمَّلَكْ
وبصَخْرةِ الإفْلاسِ والعَجْزِ المُدُمّرِ للذُّرَى..قَدْ أثْقلَكْ
ذَبُلَتْ سَنَابِلُكَ الثَّقيلةُ بالأسَى
وتَسَاقَطتْ هَامَاتُها
مِزَقًا عَلَى رُصُفِ النَّوَى..وهُوَى الهَلَكْ
لا تَحْصِدْ السِّيقَانَ مِنْها..يا جَوَى الأوْجَاعِ..
اِرْفَعْ مِنْجَلَكْ
یا خَيْبةَ الآفاق فِي قلْبِ المَدَى
مَنْ حَلّلَكْ ؟
يا صَبْوتِي الرَّعْناءَ ...يا أرجُوحَةً
ألْقَتْ بأحْلامِي شَظَايَا..في سَرادِيبِ الحَلَكْ
لَمْ يبْقَ لي..في مِحْنَتي..أفْقٌ سِوَى..
أنْ أقتُلَكْ ☆☆
☆{سعيدة باش طبجي☆تونس}☆