قصيدة ( ذَبِيحُ الْجَوَى إِلَّا بِدَمِهِ نَاقِع )
بقلم/ جمال أسكندر
أَسْقامُ وَلَهِي أَيْسَرُهُنَّ نَوازِعُ
وَأَشْرِيْهِ دَمـاً وَهْوَ بِالْبُخْسِ بائِعُ
لا تَعْجَبُوا مِمَّنْ هانَ لِلَّوْعَةِ
فَلَيْسَ مَنْ أَذَلَّتْهُ الْهُمُومُ خانِعُ
شَكَتْ غابِرَ الْأَحْداقِ كَمْدًا وِصالَهُ
وَأَنْتِ عَلى دَمِي الْمَسْفُوحِ طامِعُ
حَسْبِي إِن سَلَّتْ هَواها هالِكٌ
فَمَنْ كابَدَ الْأَشْواقَ فَالْصَدِّ فاجِعُ
كُنْتُ أَحْسَبُ الْعِشْقَ شَهْدًا رَواءَهُ
غِرٌّ فَما مُرَّ الْعَفاءِ مَراتِعُ
فَيا خالِقَ الْأَكْوانِ أَدْرِكْ مَرادَها
فَوَصْلُها إِغْواءٌ وَمُجِيْبُها باخِعُ
أَساقِيَتِي مَرَّ الْعَذابِ قَريِرَةٌ
فَلا الْحُزْنُ يُرْضِيْكِ وَلا السُّهْدُ شافِعُ
وَما حُرَقَةُ الْآهاتِ إِلاَّ نَوازِلُ
فَكَيْفَ تُجازِيْنِي وَأَنْتَ لِذَنْبِي قانِعُ
غَرامُكَ في كَنَفِ الصَّبابَةِ آسِرُ
أُسَمِّيْهِ وُدًّا وَهْوَ لِلرُّوحِ نازِعُ
وَلَسْتُ لِثَلْبِ الْعَذُولِ بِمُؤَنَّبٍ
فَما الْمُحِبُّ إِلاَّ لِلسَّماحَةِ دافِعُ
أُداري عَمى عَيْنِي وَأُخْفِي تَوَجُّعِي
وَيَحْسَبُنِي مَنْ لا يُحِبُّ هاجِعُ
إِلهِي رَجَوْتُ الْغَوْثَ لِلْعِشْقِ عائِذًا
لِواعِجِها في كُلِّ لَحْظٍ تُوابِعُ
ما عُدْتُ مُذْ سَلَكْتُ الدَّرْبَ ناجِيًا
وَها أَنا مِنْ أَسَى النَّدامَةِ قابِعُ
أَطْوِي عَلى لُجَجِ الْهَيامِ تَضَرُّمِي
فَلا الصَّبْرُ يُثْنِيْها وَلا الدَّمْعُ نافِعُ
بُلِيتُ وَأَوْصَالِي بِحَشْرٍ كُوِّرَتْ
وَإِنْ هِيَ ناحَتْ في لِقاكَ أَضْلُعُ
حَتَّامَ لِذِي الْهَوى أَنْ يُذاقَ الْأَسى
وَما هائِمَ الْجَوى إِلاَّ وَغَدْرُهُ ضارِعُ

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق