الأحد، 23 مارس 2025

ديوان يَا غَزَّةُ وَالنَّصْرُ تَجَلَّى بقلم أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

 ديوان يَا غَزَّةُ وَالنَّصْرُ تَجَلَّى

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

{1} يَا غَزَّةُ وَالنَّصْرُ تَجَلَّى

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

مُهْدَاةٌ إِلَى صَدِيقَتِي الراقية الشاعرة اللبنانية القديرة / سلمى رمضان تَقْدِيراً وَاعْتِزَازاً وَحُبًّا وَعِرْفَاناً مَعَ أَطْيَبِ التَّمَنِيَاتِ بِدَوَامِ التَّقَدُّمِ وَالتَّوْفِيقِ وَإِلَى الْأَمَامِ دَائِماً إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالـَى .

أَجْيَالُكِ غَزَّةُ لِلنَّصْرِ = تَخْطُو فِي ظُلُمَاتِ الْعَصْرِ

أَجْيَالُكِ خَاضَتْ تَجْربَةً = فِي جَمْحِ الْمُحْتَلِّ الْقَسْرِي

أَجْيَالُكِ ثُوَّارٌ تَحَدٍّ = قَدْ عَبَرُوا أَدْغَالَ الْعُسْرِ

مِنْ أَجْلِ الْعَوْدَةِ لِدِيَارٍ = أَجْيَالُكِ نَحَتُوا فِي الصَّخْرِ

وَغُرُورُ الْمُحْتَلِّ تَوَارَى = سَلَّمَ لِكِفَاحِكُمُ الْحَصْرِي

يَا غَزَّةُ وَالنَّصْرُ تَجَلَّى = وَالْعُسْرُ تَحَوَّلَ لِلْيُسْرِ

وَبِفَضْلِ اللَّهِ سَيَحْصُدُهُ = أَبْطَالُكِ بِلِوَاءِ النَّصْرِ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com

{2} اَلْأَقْصَى يُنَادِيكُمْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

اِتَّحِدُوا يَا عَرَبُ اتَّحِدُوا=مِنْ أَجْلِ رُجُوعِ فِلِسْطِينْ

اِتَّحِدُوا تَجِدُوا صَفْحَتَكُمْ=نَاصِعَةً فِي يَوْمِ الدِّينْ

***

اِتَّحِدُوا كُونُوا بُنْيَانَا=مَرْصُوصاً كُونُوا فُرْسَانَا

كُونُوا لِلْإِسْلَامِ رِجَالاً=تَفْدِي بِالنَّفْسِ الْقُرْآنَا

***

اِتَّحِدُوا بِالْقَلْبِ وَسِيرُوا=مَعَ كُلِّ شُعُوبِ الْإِسْلَامْ

وَانْتَفِضُوا كُونُوا بُرْكَاناً=يَبْتَلِعُ فُلُولَ الْأَقْزَامْ

***

اَلْأَقْصَى نَادَى جَمْعَكُمُ=بِالْحُبِّ أَضِيئُوا شَمْعَكُمُ

أَنَا أَهْوَى رُؤْيَةَ وَحْدَتِكُمْ=تَمْسَحُ بِالْقُوَّةِ دَمْعَكُمُ

***

إِنِّي- يَا أَحْبَابِي- صَابِرْ=أَتَشَوَّقُ لِلْفَجْرِ الظَّافِرْ

مَنْ مِنْكُمْ بِالْحُبِّ يُبَادِرْ؟!!!=وَيُؤَذِّنُ لِلنَّصْرِ الْبَاهِرْ؟!!!

***

مَنْ مِنْكُمْ سَيُزِيلُ قُيُودِي؟!!!=وَيُعِيدُ الْبَسْمَةَ لِحُدُودِي؟!!!

مَنْ مِنْكُمْ سَيَفِي بِعُهُودِي؟!!!=يَرْفَعُ فِي الْآفَاقِ بُنُودِي؟!!!

وَيُتَوِّجُ أَيَّامَ صُمُودِي؟!!!=بِجَمَالِ النَّصْرِ الْمَنْشُودِ؟!!!

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com

{3} اَلْاِكْتِئَابْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

يَا صَاحِبِي فِي الِاكْتِئَابْ = قَتْلٌ لِأَزْهَارِ الشَّبَابْ

اَلْمَوْتُ يَقْتَنِصُ الشَّبَا = بَ لِيَأْسِهِ بَيْنَ الصِّعَابْ

فِي الْحُزْنِ أَكْبَرُ آفَةٍ = تَجْتَثُّ تَفْكِيرَ اللُّبَابْ

وَالْهَمُّ يَفْتِكُ بِالْفَتَى = يَكْوِيهِ أَثْنَاءَ الشَّرَابْ

يَحْوِيهِ عَبْداً يَائِساً = مِنْ شَأْنِهِ شُرْبُ الْهِبَابْ

يَا لَائِمِي فِي غَفْوَتِي = أَنْسَى الْهُمُومَ مَعَ الذِّهَابْ

وَأُضَيِّعُ الْأَحْزَانَ وَالْ = أَوْهَامَ أَثْنَاءَ الْإِيَابْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com

{4} اَلْأُمُّ أَصْدَقُ مَنْ وَفَى

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

يَا أُمُّ حَيَّاكِ الْإِلَهُ فَأَنْتِ أَصْدَقُ مَنْ وَفَى

إِنْ كَانَ يَمْدَحُكِ الْإِلَهُ فَمَدْحُهُ الْوَافِي كَفَى

عَهْدِي بِقَلْبِكِ هَائِمٌ = فِي حُبِّ طَهَ الْمُصْطَفَي

عَلَّمْتِنِي أَخْلَاقَهُ = تَهْدِي حُشَاشَةَ مَنْ جَفَى

فَهَّمْتِنِي نَفْسَ الْحَبِيبِ هِيَ الْمَنَارَةُ لِلصَّفَا

أُمِّي وَأَنْتِ أَصَالَتِي = كَيْفَ الْغِيَابُ لِمَنْ شَفَا

وَاللَّهُ أَعْطَانَا الْكَثِيرَ وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ عَفَا

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com

{5} اَلْأُمُّ مَدْرَسَةُ الْأَوَائِلْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

إِلَيْكَ يَا أُمِّي إِلَى رُوحِكِ الطَّاهِرَةِ أُهْدِي هَذِهِ الْقَصِيدَةْ مُهْدَاةً إِلَى أُمِّي الْفَاضِلَةِ الْحَاجَّةِ / صباح شحاتة علام إِلَى نَفْسِهَا الْمُطْمَئِنَّةِ الرَّاضِيَةِ الْمَرْضِيَّةِ عِنْدَ رَبِّهَا الَّتِي تُرَفْرِفُ فِي قٌلُوبِنَا وَتُحَلِّقُ فِي سَمَاءِ دُنْيَانَا

اَلْأُمُّ مَدْرَسَةُ الْأَوَائِلْ=حَظِيَتْ بِأَلْوَانِ الْفَضَائِلْ

قَدْ عَلَّمَتْ أَبْنَاءَهَا=أَنْ يَحْفَظُوا أَحْلَى الشَّمَائِلْ

وَاَلْحُبُّ فِيهَا قَائِدٌ=أَعْلَى.. وَفِيهِ مِنَ الدَّلَائِلْ

***

اَلصِّدْقُ فِيهَا مُرْشِدٌ=فَطِنٌ إِلَى دَارِ النَّعِيمْ

وَالْحَقُّ يَبْدُو مُشْرِقاً=يَهْدِيكَ فِي اللَّيْلِ الْبَهِيمْ

مَرْحَى لَهَا مَرْحَى لَهَا=أَوْصَى بِهَا اللَّهُ الْحَكِيمْ

***

طُوبَى لِمَنْ أَعْطَى لَهَا=كُلَّ الْحُقُوقِ بِلَا عُقُوقْ

فَهِيَ الضِّيَاءُ وَنُورُهَا=يُنْجِيكَ مِنْ هَوْلِ الطِّرِيقْ

***

مَنْ عَقَّهَا هُوَ خَارِجٌ=عَنْ شَرْعِ رَبِّ الْعَالَمِينْ

فَاحْذَرْ.. صَدِيقِي دَائِماً=عِصْيَانَهَا أَوْ أَنْ تَهُونْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com

{6} اَلْأَمِيرَةُ دُعَاءْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

أَشْرَقْتِ فِينَا بِالصَّفَاءْ=مِنْ عِنْدِ رَبِّي يَا دُعَاءْ{1}

فِي مَطْلَعِ الْعَامِ الَّذِي=بَعَثَ السَّلَامَةَ وَالْهَنَاءْ

وَطَلَعْتِ فِي يَوْمٍ جَمِي=لٍ يَا أَمِيرَةُ بِالضِّيَاءْ

***

أَنْتِ الْجَمَالُ بِنُورِهِ= أَنْتِ الْأَصَالَةُ وَالْوَفَاءْ

هِلِّي عَلَيْنَا بِالْبَشَا=شَةِ وَالسَّمَاحَةِ وَالْعَطَاءْ

***

بُشْرَاكِ يَا أُخْتَاهُ قَدْ=سَمِعَ الْإِلَهُ صَدَى{2}النِّدَاءْ

قَدِمَتْ{3}حَبِيبَتُكِ الَّتِي=أَهْدَتْكِ إِيَّاهَا السَّمَاءْ

***

{1}اَلْأَمِيرَةُ..دُعَاءْ:اِبْنَةُ أُخْتِ شَاعِرُ..الْعَالَمْ الذي بنوره اكتنف الألباب الشاعر والروائي/محسن عبد المعطي محمد عبد ربه.. كَتَبْتُ لَهَا هَذِهِ الْقَصِيدَةَ عِنْدَ وِلَادَتِهَا وَهِيَ الْآنَ طَبِيبَةٌ بَشَرِيَّةٌ بِالْمَمْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةْ..وَكُنْيَتُهَا أُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنْ ..كَمَا أُهْدِي هَذِهِ الْقَصِيدَةَ إِلَى أُخْتِي الْحَاجَّةْ:الصلاة على النبي عبد المعطي محمد عبد ربه تَهْنِئَةً لَهَا بِوِلَادَةِ ابْنَتِهَا الدُّكْتُورَةْ:دعَاء عبد الحي عبد العزيز معروف تقديرا واعتزازا وحبا وعرفانا مع أطيب التمنيات بدوام التقدم والتوفيق ,وإلى الأمام دائما إن شاء الله تعالـَى .

{2}صَدَى النِّدَاءْ:اَلصَّدَى:رَجْعُ الصَّوْتِ يَرُدُّهُ الْجَبَلُ وَنَحْوُهُ{اَلْجَمْعُ}أَصْدَاءْ .

{3}قَدِمَتْ حَبِيبَتُكِ :وُلِدَتْ .

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com

{7} اَلْأَوْتَارْ تَعْزِفُ الْأَخْطَارْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

شَاءَتِ الْأَقْدَارْ=حَامَتِ الْأَخْطَارْ

شُدَّتِ الْأَنْظَارْ=وَاخْتَلَى السُّمَّارْ

وَازْدَهَى الزَّمَّارْ=فِي رُبُوعِ الدَّارْ

يَوْمُنَا الْمُخْتَارْ=صَرْحُنَا الْمُنْهَارْ

عَادَتِ الْأَوْتَارْ=تَعْزِفُ الْأَخْطَارْ

تَشْجُبُ الثُّوَّارْ=يَا رُؤُوسَ الْعَارْ

بَلِّغُوا الْأَمْصَارْ=يَا رُعَاةَ النَّارْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com

{8} اَلْأَوَّلْ فِي نُجُومِ الشِّعْرِ الْعَرَبِي

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

{بَاقَةُ وَرْدٍ عَطِرَةْ مُهْدَاةٌ إِلَى الْفَنَّانِ الْمُبْدِعْ الْأُسْتَاذِ الْفَاضِلْ اَلشَّاعِرْ/ فاروق إبراهيم النجار..صَدِيقِي عَلَى الْفِيسْ بُوكْ ..تَقْدِيراً وَاعْتِزَازاً وَحُبًّا وَعِرْفَاناً مَعَ أَطْيَبِ التَّمَنِيَاتِ بِدَوَامِ التَّقَدُّمِ وَالتَّوْفِيقِ وَإِلَى الْأَمَامِ دَائِماً إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالـَى}.

شُكْراً فَارُوقُ الْمِغْوَارْ=بِنْ إِبْرَاهِيمَ الْنَّجَّارْ

يَا رَائِدَ إِبْدَاعٍ سَامٍ=تَسْهَرُ فِيهِ لَيْلَ نَهَارْ

وَمُرُورُكَ كَمْ أَسْعَدَ قَلْبِي=أَهْدَانِي حَقْلَ اسْتِبْشَارْ

سَلَّمَكَ اللَّهُ مَدَى عُمْرٍ=بَارَكَهُ اللَّهُ الْقَهَّارْ

وَرَعَاكَ بِحِكْمَتِهِ الْعُلْيَا=وَوَقَاكَ اللَّهُ مِنَ النَّارْ

يَا شَاعِرَ جِيلٍ مَوعٌودٍ=بِالْجَنَّةِ فِي خَيْرِ مَزَارٍ

اَلْأَوَّلُ فِي الشِّعْرِ{1}بِفَيْضٍ=يَنْبُعُ مِنْ عَذْبِ الْأَنْهَارْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

{1} اَلْأَوَّلُ فِي الشِّعْرْ:مَنَحَتْهُ مَجَلَّةُ نُجُومِ الشِّعْرِ الْعَرَبِي الْاِلِكْتُرُونِيَّةْ شَهَادَةَ تَقْدِيرْ..لِفَوْزِهِ بِالْمَرْكَزِ الْأَوَّلْ فِي شِعْرِ الْعَامِيَّةْ بِالْمُسَابَقَةِ الرَّمَضَانِيَّةْ..وَيُمْكِنُ الِاطِّلَاعُ عَلَى هَذِهِ الشَّهَادَةْ..فِي صَفْحَةِ اَلشَّاعِرْ/ فاروق إبراهيم النجار..عَلَى الْفِيسْ بُوكْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com

{9} اَلْبَيْتُ يَهْتَزْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

اَلْبَيْتُ يَهْتَزْ

مِثْلَ دُودَةِ الْقَزْ

وَالشَّرْنَقَةُ تُحِيطْ

بِهِ كَالْمُحِيطْ

وَخُيُوطُ الْغَزْلْ

تُؤْذِنُ بِالْعَزْلْ

***

سَبِّحْ مَوْلَاكْ

وَاصْعَدْ لِعُلَاكْ

وَتَأَنَّ بِخُطُوَاتِكْ

تَنْجَحْ بِحَيَاتِكْ

تَسْبَحْ لِهَنَاكْ

تَسْعَدْ فِي الْآخِرَةِ هُنَاكْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com

{10} اَلتَّأَمُّلْ فِي الْجَمَالْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

فِي كُلِّ صَبَاحٍ أَحْبَابِي= نَتَأَمَّلُ فِي كُلِّ جَمِيلِ

نَتَأَمَّلُ فِيهِ بِإِدْرَاكٍ = لِلْمَغْزَى فَوْقَ التَّحْلِيلِ

يَا رَبِّ خَلَقْتَ لَنَا الْمَنْجَى = بِتَدَبُّرِ إِعْجَازَ جَلِيلِ

آمَنَّا بِجَلَالِكَ رَبِّي = فَاسْمَحْ لِلْقَلْبِ بِتَحْمِيلِ

فَاحْفَظْنَا مِنْ كَيْدِ عَدُوِّ = يَبْغِي تَلْفَذَةَ التَّضْلِيلِ

جَمِّلْنَا بِنَدَاكَ حَبِيبِي = وَارْزُقْنَا فَنَّ التَّحْصِيلِ

لِيُحَصِّلَ قُرْآنَكَ قَلْبِي = وَأُفَسِّرَ آيَ التَّنْزِيلِ

{11} أَلْتَمِسُ غِنَاءَكِ لِلْفَجْرِ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

سَأَكُونُ حَبِيبَكِ يَا عُمْرِي=أَلْتَمِسُ غِنَاءَكِ لِلْفَجْرِ

وَسَأَحْضُنُ حُبَّكِ يَا أَمَلِي=بِالشَّفْعِ وَأَيْضاً بِالْوِتْرِ

حَانَ لِقَاءُ عِنَاقٍ جَارٍ=بَعْدَ الشَّوْقِ الْجَارِفِ يَسْرِي

وَأَحَاسِيسُ تَمُدُّ كَمَوْجٍ=لِلْبَحْرِ وَتَخْتَالُ بِجَذْرِ

طٌوفَانُ مَشَاعِرِنَا نَجْمٌ=وَقْتَ الْعُسْرِ وَوَقْتَ الْعُسْرِ

***

يَحْمِينَا مِنْ بُعْدٍ قَاسٍ=وَيُتَوِّجُ أَيَّامَ الْعُمْرِ

مَا يَعْبَأُ يَوْماً بِصِرَاعٍ=بَلْ شَفَّافٌ مِثْلَ النَّهْرِ

يَا طُوفَانُ اهْدَأْ فَإِلَهِي=يَتَكَفَّلُ بِزِمَامِ الْأَمْرِ

يُعْطِي الْأَوَّابِينَ وَيُهْدِي=مَنْ لَاذُوا يَوْماً بِالصَّبْرِ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com

{12} اَلثَّوْرَةُ فِي عُيُونِي

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

تَبَدَّتِ الثَّوْرَةُ فِي عُيُونِي=يَا قَلْبُ لاَ تَحْفِلْ بِمَنْ ظَلَمُونِي

قَدْ أَخَذُوا جَزَاءَهُمْ مُجَدَّداً=اِضْرِبْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ وَذَرُونِي

أَفْرَحْ لِأَنِّي مَا فَرِحْتُ سَابِقاً=وَأَرْقُبُ الْيَوْمَ نِدَا الْمَحْزُونِ

وَسَارِعُوا بِالثَّأْرِ مِمَّنْ رَاعَنِي=وَسَرَقَ الثَّرْوَاتِ كَالْمَجْنُونِ

فَيَا بَنِي مِصْرَ الْكِرَامَ أَسْرِعُوا=وَشَارِكُوا بِرَوْعَةِ الْمَضْمُـونِ

عَهْداً تَبَدَّى رَائِعاً مُحَرِّراً=أَنْفُسَنَا مِنْ لَوْعَةٍ وَظُنُونِ

عَلَّمَنَا أَنْ نَرْتَجِي مَا نَـبْتَغِي=بِهِمَّــةٍ مَحْــمُودَةٍ فَدَعُونِي

أَضْرِبْ بِكَفِّي مَنْ جَنَى عَلَى الْوَرَى={بِالْمِلْيَرَاتِ}وَالْفِعَالِ الدُّونِ

وَأَخْبِرُوهُ أَنَّنِي مُـسْتَبْشِرٌ=بَعْدَ انْتِهَاءِ عَهْدِهِ الْمَلْعُونِ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com

{13 اَلْحَاجَّةْ صَبَاحْ وَالْقُدْسُ عَاصِمَةُ فِلِسْطِينَ الْأَبَدِيَّةْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

انتقلت إلى رحمة الله تعالى الحاجة صباح رجا شريم اغبارية

حرم المرحوم الحاج حمزة زطام جبارين

وأمام هذا الحدث الجل نتقدم إلى آل شريم في الوطن والمهجر والى إخوة وأخوات المرحومة وأولادهم بخالص العزاء

رحمها الله إنّا لله وإنا إليه راجعون

وَدَّعْتِينَا يَا حَاجَّةْ صَبَاحْ ؟!!!=كُنْتِ بْتِمْلِي الدَّارْ أَفْرَاحْ

اُغْبَارِيَّة بْيِبْكِي عَلِيكِي=دَمْعَة بْخَدُّه مِسَا وِصَبَاحْ

أُمُّ الْفَحْمِ حَزِينَةْ عَلِيكِي=طِيفِكْ قُدَّامِ النَّوَّاحْ

اِلنَّاسْ تِتْغَسِّلْ بِدْمُوعْهَا=جَلَبَة كْتِيرْ وَأَنِينْ وِصْيَاحْ

شَايْلِينْ صُورْتِكْ جَايْبِينْ سِيرْتِكْ=مَعَ صُورْةِ الزَّهْرِ الْفَوَّاحْ

وَدَّعْتِينَا يَا حَاجَّةْ صَبَاحْ ؟!!!=كُنْتِ بْتِمْلِي الدَّارْ أَفْرَاحْ

وِفْلِسْطِينْ بِتْئِنِّ أَنِينْ=وِالْقُدْسِ يْعِيشْ فِي الْأَتْرَاحْ

عَارْفِكْ حَاسَّة يَا حَاجَّة صَبَاحْ=بِدْمُوعِ الْقُدْسِ الْكَدَّاحْ

يِبْكِي عَلِيكْ يِبْكِي عَلَى حَالُهْ= مِنُّه لِلَّهِ السَّفَّاحْ

اِطَّمِّنِي يَا حَبِيبِةْ أَهْلِكْ=اِلْقُدْسِ ضَمِيرُه هَيِرْتَاحْ

بَعْدِ التَّحْرِيرْ هَنْزَغْرَدْ لُهْ=وِهَيِحْكِيلِكْ كُلِّ نَجَاحْ

عَارْفِكْ يَا حَاجَّة بْتِدْعِيلُهْ=وِبْتِفْرَحِي مَعَ كُلِّ كْفَاحْ

اِلْقُدْسِ هَيِرْجَعْ وِيْغَنِّي=قُومِي بَارْكِي لُه يَا حَاجَّةْ صَبَاحْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com

{14} أُطَالِعُ فِي حُبِّكِ الْمُصْطَفَى

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

أُطَالِعُ فِي حُبِّكِ الْمُصْطَفَى = يَقُولُ لِقَلْبِي الْهَيُومِ : "كفَى"

أَمَا قَدْ كَفَتْكَ اللَّيَالِي الطِّوَالُ = تُتَوَّجُ فِي بَرْدِهَا بِالدَّفَا ؟!!!

وَفِي صَيْفِهَا يَا مَلِيكَ الْفُؤَادِ = تُتَوَّجُ فِي صَيْفِهَا بِالصَّفَا ؟!!! "

فَقُلْتُ : " أُحِبُّكِ وَالْحُبُّ نَارٌ = وَحُبُّكِ يَا غَادَتِي مَا انْطَفَا

إِلَهِي اصْطَفَانِي بِحُبِّكِ أَنْتِ = فَمَا عُدْتُ أَعْرِفُ مَعْنَى الْجَفَا

فَأَنْتِ مَلِيكَةُ قَلْبِي الشَّغُوفِ = بِعَرْشِكِ قَلْبِي عَلَا مَا انْكَفَا

سَمِعْتُ لِقَلْبِكِ لِحْناً جَمِيلاً = أَعَادَ لِقَلْبِيَ مَعْنَى الْوَفَا "

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com

{15} أَلْحَانُ السَّرَابْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

مَهْمَا طَالَ الْبُعْدُ=قَدْ وَافَاكِ الْخُلْدُ

لَكِ رُوحِي أَنَا عَبْدُ=قَدْ أَضْنَانِي السُّهْدُ

***

يَا شَبِيهَ الْكَرَوَانْ=يَا حَبِيبَ الْأُرْجُوَانْ

يَا دُعَاءَ الْمَهْرَجَانْ=يَا بَهَاءَ الصَّوْلَجَانْ

عِشْتَ دَوْماً فِي أَمَانْ=وَسُكُونٍ وَاتِّزَانْ

***

لَكِ حُبِّي وَحَنَانِي=لَكِ شَهْدِي وَجِنَانِي

لَكِ مَرْدُودُ الْمَعَانِي=لَكِ أَنْغَامُ الْكَمَانِ

لَكِ عَزْفٌ فِي الْمَكَانِ=لَكِ أَلْحَانُ الزَّمَانِ

***

لَكِ حُبٌّ عَبْقَرِيُّ=لَكِ نَايٌ سَمْهَرِيُّ

لَكِ تَعْبِيرٌ خَفِيُّ=لَكِ تَلْمِيحٌ ذَكِيُّ

***

وَأَنَا فِيكِ أُعَبِّرْ=وَأَنَا فِيكِ أُفَكِّرْ

بِيَرَاعِي الْحُلْوِ أَقْدِرْ=شَهْدَ أَفْكَارِي أُسَطِّرْ

***

أَيُّ نِسْيَانٍ كَئِيبْ=لِتَبَارِيحِ الْحَبِيبْ؟!!!

عَادَنِي الدَّمْعُ الصَّبِيبْ=زَارَنِي طَيْفُ النَّحِيبْ

إِنَّ قَلْبِي يَسْتَجِيبْ=لَكِ يَا لَحْنَ الْغُرُوبْ

***

رَغْمَ آهَاتِ الْعَذَابْ=رَغْمَ أَلْحَانِ السَّرَابْ

رَغْمَ أَجْوَاءِ الْخَرَابْ=فَنِدَاكِ مُسْتَجَابْ

وَنَدَاكِ لَا يُعَابْ=وَفُؤَادِي فِي الشَّبَابْ

بَيْنَ أَلْحَانٍ عِذَابْ=فَابْدَئِينِي بِالْجَوَابْ

***

اِرْسِمِينِي يَا حَيَاتِي=فِي مَسَاءٍ أَوْ غَدَاةِ

مِثْلَ أَمْوَاجِ الْفُرَاتِ=شَامِخاً رَغْمَ الْعُدَاةِ

***

أَوْتَارُ قَلْبِكْ ؟!!!=أَنْغَامُ حُبِّكْ ؟!!!

تَغْرِيدُ حُبِّكْ ؟!!!=تَنْهِيدُ قُرْبِكْ ؟!!!

***

عَشِّمِينِي بِالْوِصَالْ=أَتْحِفِينِي بِالدَّلَالْ

لَكِ حُبِّي يَا غَزَالْ=بَيْنَ أَصْنَافِ الْجَمَالْ

***

لَكِ تَغْرِيدٌ جَمِيلْ=مِثْلَ بَحْرٍ مِثْلَ نِيلْ

فُوكِ عَذْبٌ سَلْسَبِيلْ=أَرْتَوي مِنْهُ أَمِيلْ

***

لَا تَهْرَبِي=بَلِ اطْلُبِي

تَدَلَّلِي=يَا كَوْكَبِ

وَمَتِّعِي=قَلْبِي الْأَبِي

***

أَنَا فِي هَوَاكِ مُتَيَّمُ=أَنَا عَاشِقٌ أَنَا مُغْرَمُ

أَنَا مُسْتَجِيرٌ طَامِحٌ=بِكِ أَنْتِ- حُبِّي- الْبَلْسَمْ

***

إِنِّي أُحِبُّكِ مِنْ زَمَنْ=أَنْتِ الْحِمَى أَنْتِ الْوَطَنْ

أَنْتِ الدِّيَارُ مَعَ السَّكَنْ=بِحِمَاكِ قَلْبِي مُرْتَهَنْ

***

وَإِذَا ظَمِئْتُ إِلَى الشَّفَةْ=حَسْبِي أَرَاكِ مُجَدِّفَةْ

لِأُذَيْنِ قَلْبِي مُسْعِفَةْ= لِبُطَيْنِ قَلْبِي مُنْصِفَةْ

***

أَيَا مَلَاكَ الْعَاشِقِينْ=كَالْبَدْرِ بَيْنَ السَّاهِرِينْ

فِي الْحُسْنِ فُقْتِ الْعَالَمِينْ=فِي الدِّلِّ فُقْتِ الْغَانِجِينْ

مِنْ قُبْلَةٍ فَوْقَ الْجَبِينْ=قَدْ ذُبْتِ وَاشْتَاقَ الْحَنِينْ

***

إِنِّي أُحِبُّكِ يَا امْرَأَةْ=مُتَعَكِّزاً=بِالْمِنْسَأَةْ

مُتَلَهِّفاً فِي الْمَقْرَأَةْ=لِلُمَاكِ رَغْمَ الْمَرْزَأَةْ

***

اِشْتَقْتُ وَالْأَشْوَاقُ زَادَتْ=أَبْحَرْتُ وَالْأَمْوَاجُ فَاضَتْ

نَادَيْتُ وَالْأَيَّامُ عَادَتْ=أَبْدَعْتُ وَالْأَبْيَاتُ جَادَتْ

***

اِطْمَئِنِّي يَا حَبِيبَةْ=سَاعَةُ الْوَصْلِ قَرِيبَةْ

لِنِدَانَا مُسْتَجِيبَةْ=بَيْنَ أَحْضَانٍ عَجِيبَةْ

***

شَاعِرَةَ الشَّمَالْ=...كَالْبَدْرِ فِي السِّجَالْ

تُطِلُّ فِي جَلَالْ=بِالشَّوْقِ وَالْآمَالْ

فَأَفْسِحُوا الْمَجَالْ=لِلنُّورِ وَالْكَمَالْ

***

اِشْتَقْتُ إِلَيْكِ بِتَجْرِبَتِي=عِيشِي فِي اللَّحْظَةِ.. مُلْهِمَتِي

وَتَمَادَيْ فِي الدِّلِّ وَسِيرِي=نَحْوِي تَحْضُنْكِ مُخَيِّلَتِي

وَتَعَالَيْ نَتَوَحَّدْ قَلْباً=بَيْنَ الْأَشْوَاقِ.. مُعَذِّبَتِي

***

أَرَاكِ بِحَرْفِي=وَظُرْفِي وَلُطْفِي

أَرَاكِ بِكَيْفِي= أَرَاكِ بِحَيْفِي

***

سَيِّدَةَ الْكَلِمَاتِ عُيُونِي=تَتَغَنَّى فِي مَنْ ظَلَمُونِي

وَأَتَيْتُ اللَّحْظَةَ سَاحَتَهُمْ=أَتَغَزَّلُ فِيهِمْ عَشِقُونِي

***

اَلْوَرْدُ إِلَيْكِ مَدَى الْعُمْرِ=يَتَبَخْتَرُ فَرِحاً بِالزَّهْرِ

تَأْتِينَ إِلَى قَلْبِي حُلُماً=يَأْسِرُنِي يَا مَطْلَعَ فَجْرِي

***

اُرْقُصِي مِنْ دُونِ لَحْنِ=وَارْمُقِي فِي الْبَحْرِ سُفْنِي

تَجِدِينِي بَيْنَ مَوْجٍ=فِي دُجَى الشَّوْقِ أُغَنِّي

***

غِيَابِي-حَيَاتِي-بَشِيرُ اللِّقَاءْ=أَعِدِّي لِسَهْرَتِنَا فِي الْمَسَاءْ

فَمَا مِنْ رَقِيبٍ وَلَا مِنْ عَذُولٍ=وَأَحْضَانُنَا بَعْدَ هَذَا الْعَنَاءْ

***

أَتَيْتُ إِلَيْكِ فَلَا تَجْزَعِي=وَعِيشِي بِحِضْنِي أَنَا وَاهْجَعِي

وَشِدِّي اللِّحَافَ وَعَافِي الْجَفَافَ=وَعُودِي لِقَلْبِي أَنَا وَاهْرَعِي

***

مَوَائِدُنَا تُطْعِمُ الْعَاشِقِينْ=وَسَهْرَتُنَا أَمَلُ الْحَائِرِينْ

وَهَذَا الدُّجَى فَارِشٌ لِلْهُنَا=وَأَنْتِ مَلَاكِي بِدُنْيَا وَدِينْ

عَشِقْتُكِ يَا بَلْسَماً لِلْجِرَاحِ=أُلَبِّي نِدَاكِ كَمَا تَطْلُبِينْ

***

فَرَاشَتِي يَا طِفْلَتِي=حَبِيبَتِي مَعْشُوقَتِي

لَا تقْنُطِي لَا تَيْأَسِي=تَاقَتْ إِلَيْكِ صَبْوَتِي

***

أَلَا حِنِّي مِنَ الْأَعْمَاقْ=تَعَالَيْ لِي أَنَا أَشْتَاقْ

وَغَنِّي لِي مِنَ الْأَحْدَاقْ=وَدَاوِينِي أَنَا بِعِنَاقْ

***

ذَاكِرَتُكِ حُبِّي وَحَنَانِي=أَحْضُنُهَا فَيَطِيبُ زَمَانِي

وَتَعِيشِينَ عَلَى أَلْحَانِي=وَتَنَامِينَ عَلَى تَحْنَانِي

***

لَا أَمْلِكُ إِلَّا إِعْجَابِي=بِجَمَالِكِ فَيَعُودُ شَبَابِي

وَيَهِلُّ الْفَرْحُ عَلَى قَلْبِي=وَتَسُودُ الْبَهْجَةُ أَعْتَابِي

***

عُودِي بِالْفَرْحَةِ يَا عُمْرِي=عُودِي نَهْراً عَذْباً يَجْرِي

أَشْرَقَتْ الْأَنْوَارُ وَعَادَتْ=مِنْ قُبُلَاتِكِ بَدْراً يَسْرِي

***

أَنَا قَادِمٌ يَا مَلَاكَ الْعُمُرْ=أُهَنِّيكِ حَالاً بِأَحْلَى الْجُزُرْ

أَنَا هَانِئٌ بِنَعِيمِ الصِّبَا=أَتَيْتُ أُوَفِّيكِ شَهْدَ النُّذُرْ

***

لَا تَبْكِي يَا أَحْلَى النَّاسْ=رَمْزُ الرِّقَّةِ وَالْإِحْسَاسْ

وَانْتَظِرِي فَجْراً مُرْتَقَباً=يَأْتِي وَيَرُدُّ الْأَنْفَاسْ

***

إِنْ يَخِبِ الظَّنُّ فَلَا تَخِبِي=وَانْتَظِرِي الْأَحْلَى وَارْتَقِبِي

وَتَعَالَيْ فِي الْفَجْرِ تَعَالَيْ=نَحْتَضِنِ الشَّوْقَ مَنَ الذّهَبِ

وَنُسَطِّرْ حُبًّا مَاسِيًّا=سَوْفَ يُخَلِّدُنَا فِي الْكُتُبِ

***

قَلْبُكِ فِي بَحْرِي يَهْوَانِي=أَبَداً أَبَداً لَا يِنْسَانِي

وَيَطِيرُ لِقَلْبِي بِحَنَانٍ=بِالشَّوْقِ هُمَا يَحْتَضِنَانِ

***

دَمْعَتُكِ الْغَالِيَةُ عَلَيَّا=بَكَّتْ-يَا رُوحِي-عَيْنَيَّا

لَمْ تَتْرُكْ فُرْصَةَ تَفْكِيرٍ=أَسَرَتْنِي لَمْ تَتْرُكْ شَيَّا

***

رَاقِصِينِي وَخُذِينِي=بَيْنَ أَحْضَانِ الْعُيُونِ

وَامْكُثِي فِي قَصْرِ حُبِّي=قُبُلَاتٍ مِنْ حَنِينِ

حَاجِبٌ يُرْفَعُ طَوْعاً=مُقْلَةٌ تَهْوَى فُتُونِي

***

أَنَا أَهْوَاكِ وَحِيدَةْ=بَيْنَ أَمْوَاجِي فَرِيدَةْ

أَنَا أَهْوَاكِ وَقَلْبِي=عَاشَ أَحْلَاماً سَعِيدَةْ

***

أَنَا فَيْضٌ مِنْ جَمَالِكْ =أَنَا بَدْرٌ مِنْ هِلَالِكْ

كَلِمَاتِي وَخَيَالِي=وَقَصِيدِي فِي وِصَالِكْ

***

أُحِبُّكِ هَيَّا نَفُكُّ الْقُيُودْ=وَنُوفِي-حَيَاتِي-بِأَحْلَى الْوُعُودْ

أُزَلْزِلُ مِنْكِ جَمِيعَ الْحُدُودْ=فَيَحْيَا فُؤَادُكِ بَيْنَ الرُّعُودْ

لِأَنِّي أُحِبُّكِ مِثْلَ حَيَاتِي=وَأَهْوَى الْوِصَالَ الْجَمِيلَ الْأَكِيدْ

***

حِضْنُكِ وَطَنِي قَلْبُكِ سَكَنِي=رَغْمَ الشِّدَّةِ رَغْمَ الْمِحَنِ

أَنْفَاسُكِ تَعْشَقُ أَنْفَاسِي=تُخْرِجُنِي مِنْ دُنْيَا الشَّجَنِ

***

آمَالُكِ تَنْبُعُ مِنْ حُبِّي=أَحْلَامُكِ تُزْهِرُ فِي قُرْبِي

وَأُخَضِّرُ جَدْبَكِ مِنْ خِصْبِي=أَنْتِ-حَيَاتِي-نَهْرُ الْقَلْبِ

***

اِعْشَقِينِي بِجُنُونْ=بِمُحَيَّاكِ الْحُنُونْ

وَاقْطُفِي زَهْرَةَ حُبٍّ=بَيْنَ وَصْلٍ وَجُنُونْ

لَا تُفِيقِي مِنْ غَرَامِي=عَابِراً بَحْرَ الفُتُونْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com

{16} اِلْحُبِّ دَا مْعَايَا شعر بالعامية المصرية

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

أَنَا اللِّي طُولْ عُمْرِي

بَقَاوِمِ الْأَحْزَانْ

وَانَا اللِّي طُولْ عُمْرِي

بَصَارِعِ الثِّيرَانْ

اِلْأُسْدِ فِي الْغَابَاتْ

بَاتِتْ تِخَافْ مِنِّي

وِالْكُلِّ فِي الْحِكَايَاتْ

قَالُوا وْرَوَوْا عَنِّي

غَنُّوا لِي فِي الْوِدْيَانْ

وِمْعَاهُمُ الْكَرَوَانْ

أَنَا اللِّي طُولْ عُمْرِي

بَقَاوِمِ الْأَحْزَانْ

وَانَا اللِّي طُولْ عُمْرِي

بَصَارِعِ الثِّيرَانْ

مَدَدْ يَا أَهْلِ الْحُبْ

مَدَدْ بَرِيدِ الْقُرْبْ

حَبِّيتْكُو وِكْفَايَا

اِلْحُبِّ دَا مْعَايَا

وِرُحْتُو مِنْشَقِّينْ

وِرُحْتُو مِتْخَاصْمِينْ

يَا هَلْ تَرَى هَجْرِينْ ؟!!!

يَا هَلْ تَرَى بَيْعِينْ

قَلْبِي فِي سُوقِ النِّسْيَانْ

أَنَا اللِّي طُولْ عُمْرِي

بَقَاوِمِ الْأَحْزَانْ

وَانَا اللِّي طُولْ عُمْرِي

بَصَارِعِ الثِّيرَانْ

لِيهْ بِعْتِي قَلْبِي

وَلَّا حَنّيتِي عَلِيهْ

فَاكْرَة انِّ قَلْبِي ضَعِيفْ

فَاكْرَة انِّ قَلْبِي خَفِيفْ

فَاكْرَاهْ نِسِي التَّجْدِيفْ

فِي الْبَحْرِ وِالْخِلْجَانْ

أَنَا اللِّي طُولْ عُمْرِي

بَقَاوِمِ الْأَحْزَانْ

وَانَا اللِّي طُولْ عُمْرِي

بَصَارِعِ الثِّيرَانْ

يَا هَلْ تَرَى يَا سْنِينْ

رَحْ تِرْجَعِي تَانِي ؟!!!

وِتْجِينِي بِالْأَحْضَانْ

وِتْعِيشِي فِي حَنَانِي ؟!!!

وَلَّا نْسِتِينِي خَلَاصْ

شَطَّبْتِ فِي الْأَلْحَانْ ؟!!!

أَنَا اللِّي طُولْ عُمْرِي

بَقَاوِمِ الْأَحْزَانْ

وَانَا اللِّي طُولْ عُمْرِي

بَصَارِعِ الثِّيرَانْ

حَبِّيتْ لَكِنْ قَلْبِي

كَانْ حَاضِنِ الْأَوْهَامْ

حَبِّيتْ لَكِنْ قَلْبِي

عَايِشْ مَعَ الْأَحْلَامْ

وِتْعِبْتِ يَا خِلَّانْ

أَنَا اللِّي طُولْ عُمْرِي

بَقَاوِمِ الْأَحْزَانْ

وَانَا اللِّي طُولْ عُمْرِي

بَصَارِعِ الثِّيرَانْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com

{17} اِِلْحُبِّ أَحْلَى وَسِيلَةْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

حَرَامْ عَلِيكْ يَا سُهَى= حَرَامْ عَلِيكِ كْتِيرْ

تِوَقَّعِي بِينَّا دَايْماً=وِهُوَّّ أَمْرِ خَطِيرْ

***

بَحَذَّرِكْ مِ النَّمِيمَةْ=لَتِبْقِي زَيِّ الْبِهِيمَةْ

وِتِوْقَعِي فِي جْرِيمَةْ=عَايْزَة كِتَابْ تَفْسِيرْ

***

حَرَامْ عَلِيكْ يَا سُهَى= حَرَامْ عَلِيكِ كْتِيرْ

تِوَقَّعِي بِينَّا دَايْماً=وِهُوَّّ أَمْرِ خَطِيرْ

***

اِِلْحُبِّ..أَحْلَى وَسِيلَةْ=لِلْعِيشَةْ وَيَّا الْحَلِيلَةْ

مَتضَّيَّعِيشْ حَلَاوِتْهَا=وِتدَّبَّرِي كُلِّ حِيلَةْ

عَشَانْ تِوَقَّعِي بِينَّا=وِتْبَوَّظِي التَّشْعِيرْ

***

حَرَامْ عَلِيكْ يَا سُهَى= حَرَامْ عَلِيكِ كْتِيرْ

تِوَقَّعِي بِينَّا دَايْماً=وِهُوَّّ أَمْرِ خَطِيرْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com

{18} الْحُبُّ الْعَظِيمْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

صَبَاحٌ جَدِيدٌ أَتَى فِي حَيَاتِي=فَجَدَّدَ عَهْدِي مَعَ الذِّكْرَيَاتِ

شَهِدْتُ الْحَبِيبَةَ تَرْنُو اشْتِيَاقاً=وَحُبِّي يَزِيدُ مَعَ الْأُمْسِيَاتِ

وَعَلْيَاءُ قَدْ أَثْلَجَتْ خَاطِرِي=بِحُبٍّ عَظِيمٍ غَدَا أُمْنِيَاتِي

***

أَيَا حُبَّنَا عِشْ سَعِيداً طَلِيقاً=كَطَيْرٍ يُدَنْدِنُ بِالْأُغْنِيَاتِ

دَوَاماً يُرَدِّدُ أَحْلَى نَشِيدٍ=بِقَلْب يُحَلِّقُ كَالطَّائِرَاتِ

***

وَلاَ تَخْشَ شَيْئاً فَكُلُّ الْهَنَا=حَلِيفٌ لَنَا بَيْنَ مَاضٍ وَآتِ

سَلاَماً لِحُبٍّ سَمَوْنَا بِهِ=يُعِينُ كِلَيْنَا عَلَى النَّائِبَاتِ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com

{19} اِلْحِلْوَة تِضْحَكْ لِقَلْبِي شعر بالعامية المصرية

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

اِلْقِصَّة لَمَّا ابْتَدِتْ=أَنَا كُنْتِ وَادْ شَاطِرْ

وِحْكَايْتِي كَانِتْ جَمِيلَةْ=عَ الْبَالْ وَعَ الْخَاطِرْ

نِمْشِي سَوَا فِي الْخَمِيلَة=عَ الشُّوكْ وِبِنْخَاطِرْ

وِحُبِّنَا بْيِبْتِدِي=وِيْسَطَّرُه السَّاطِرْ

***

حَبِّينَا مِنْ قَلْبِنَا=وَالْحُبِّ كَانْ مَاطِرْ

يِرْوِي بِدَمْعُه الصَّحَارِي=وِالْقَلْبِ مُو بَاطِرْ

شَاكِرْ إِلَهِ الْخَلَايِقْ=وِالْجَوِّ كَانْ عَاطِرْ

وِالْحِلْوَة تِضْحَكْ لِقَلْبِي=وِتْرَوَّقِ الْخَاطِرْ

وِالسِّكَّة وَاعْرَة يَا بُويَا=لَكِنْ أَنَا شَاطِرْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com

{20} اِلْحِلْوَة تِضْحَكْ وِتْغَنِّي شعر بالعامية المصرية

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

اِلنَّاسْ خِيبِتْهَا سَبْتِ وْحَدْ

وِاحْنَا خِيبِتْنَا مُشْ عَلَى حَدْ

آهِينْ يَا دُنْيَا وْبِنْآسِي

وِمَا لَاقِينَا اللِّي يْوَاسِي

وِفْضِلْتِ أَشْرَبْ مِنْ كَاسِي

كَاسِ الْمَرَارَة وِالْأَحْزَانْ

***

وِفْضِلْتِ يَا دُنْيَا أَغَنِّي

وَاعَلِّمِ النَّاسْ مِنْ فَنِّي

وِالْحِلْوَة..تِضْحَكْ وِتْغَنِّي

اِلنَّاسْ خِيبِتْهَا سَبْتِ وْحَدْ

وِاحْنَا خِيبِتْنَا مُشْ عَلَى حَدْ

***

مَتِبْكِي يَا دُنْيَا عَلَيَّا

وِعِيشِي فِي الْحُزْنِ شْوَيَّا

دَا انَا مَا عَادْ فَاضِلْ لِيَّا

غِيرِ الْمَآسِي وِالْحِرْمَانْ

***

مَتِبْكِي يَا دُنْيَا وْقُولِي

وِغَنِّي وِاحْكِي لِي فْصُولِي

مَتْغَنِّي وَيَّا النَّاسْ دُولِي

اِلنَّاسْ خِيبِتْهَا سَبْتِ وْحَدْ

وِاحْنَا خِيبِتْنَا مُشْ عَلَى حَدْ

***

يَا دُنْيَا غَدَّارَة وْأَسْيَا

عَمْلَالِي غَلْبَانَة وْنَاسْيَا

إِنِّ خِيبِتْنَا خِيبِتْنَا

مَا وَرَدِتْ أَبَداً عَلَى حَدْ

اِلنَّاسْ خِيبِتْهَا سَبْتِ وْحَدْ

وِاحْنَا خِيبِتْنَا مُشْ عَلَى حَدْ

***

مَتْلِمِّي نَفْسِكْ وِتْعِيشِي

دَا انْتِ مَا تِقْدَرِي عَلَى طِيشِي

دَا انَا اللِّي قَابِلْتِ الْوِيشِي

مِنْ خُوفُه قَالْ لِي مَا تِدْرِيشِي؟!!!

اِلنَّاسْ خِيبِتْهَا سَبْتِ وْحَدْ

وِاحْنَا خِيبِتْنَا مُشْ عَلَى حَدْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة



مقاربة نقدية تموجات الغياب: سيميائية الحنين في نص 'إلى صديقي عارف'" للشاعر محمد مجيد حسين. بقلم الناقدة فاطمة عبدالله.

 مقاربة نقدية 

تموجات الغياب: 

سيميائية الحنين في نص  'إلى صديقي عارف'" للشاعر محمد مجيد حسين 

يعد النص رسالة وجدانية موجهة إلى صديق غائب تتسم بطابعها التأملي والشاعري، وتعكس تجربة ذاتية تتقاطع مع ثنائية الحضور والغياب، الانتظار والحنين. 

 البنية الدلالية والمضمون

يعتمد النص على ثيمة الحنين والانتظار، حيث يخاطب الشاعر صديقه عارف مستفسراً عن عودته، وهو ما يتجلى منذ الجملة الافتتاحية:

"هل ستعود من سفرك الطويل؟!"

السؤال الاستفهامي هنا ليس مجرد استفسار، بل يحمل في طياته نبرة التوجس والرجاء ما يخلق جواً  وجدانياً عميقاً .

كما يتجلى مفهوم الزمن بوضوح في قوله:

"وهل في جعبة العمر ما يكفي لأنتظرك؟"

هنا يظهر إدراك الشاعر للفناء والحدود الزمنية التي قد تحول دون اللقاء، مما يعزز الطابع الدرامي للنص.

أما الصديق عارف، فيتم تصويره ببساطة الماء:

"عارف أيها البسيط مثل الماء"

الماء هنا ليس مجرد تشبيه، بل رمز للنقاء والعفوية ما يجعل الغائب يحتل مكانة روحية خاصة في وجدان الشاعر.

ثم ينتقل النص إلى التأكيد على الذكريات كعنصر تعويضي عن الفقد:

"ذاكرتي مزدحمة بندى الذكريات.."

حيث توظف "الندى" كاستعارة تعكس رقة الذكريات ودفئها ما يمنحها بعداً حسياً  أكثر تأثيراً .

البنية الأسلوبية والبلاغية

يعتمد الكاتب على عدة تقنيات بلاغية تعزز البعد العاطفي في النص، أبرزها الاستفهام البلاغي، كما في قوله:

"هل ستعود؟"، "وهل في جعبة العمر ما يكفي؟"

هذه الأسئلة لا تنتظر إجابة مباشرة، بل تعكس حالة الحيرة والانتظار المفتوح، مما يضفي على النص طابعاً وجدانياً يتماهى مع إحساس الغياب.

كذلك يوظف الشاعر التكرار كأداة لإبراز المشاعر، حيث يكرر عبارة "سأنتظرك"، مما يعزز الإحساس بالتشبث بالأمل، يضفي إيقاعاً داخلياً على النص يعكس الإصرار على الانتظار رغم مرور الزمن.

أما على مستوى الصورة الشعرية، فإن الشاعر يستخدم الاستعارة والتشبيه لخلق مشاهد حسية تعمق دلالة النص. فمثلاً، في قوله:

"لك منارة قلبي"

يستعير صورة المنارة ليجعل القلب مصدر هداية وانتظار، مما يعكس عمق العلاقة العاطفية بينه وبين الصديق الغائب.

وفي قوله: "سأنتظرك مع تضاريس دوكر"، يعتمد التصوير المكاني لإبراز الامتزاج بين العاطفة والمكان، حيث لا يكون "دوكر" مجرد موقع جغرافي، بل فضاءً مشحوناً بالحنين والذكريات. وهذا يتقاطع مع رؤية غاستون باشلار الذي يؤكد أن:

 "المكان الذي نحبه ليس مجرد موقع هندسي، بل هو فضاء مشبع بالذكريات والانفعالات."

فدوكر هنا يتحوّل إلى امتداد للذات والذاكرة، مما يكرس فكرة أن الأماكن ليست جامدة، بل تحمل في طياتها مشاعر وتجارب إنسانية تعيد تشكيلها عبر الزمن.

 المستوى التركيبي والإيقاعي في النص 

يمتاز النص بجمل قصيرة تحمل إيقاعاً داخلياً هادئاً يتناسب مع موضوعه العاطفي. كما يعتمد الكاتب على التنقل السلس بين الجمل، ما يمنح النص انسجاماً وترابطاً .

أما من حيث البناء، فإن النص يمزج بين الأسلوب الخبري والإنشائي، مما يمنحه طابعاً حيوياً ، حيث تبدأ الجملة الاستهلالية باستفهام، ثم تنتقل إلى تأمل وجداني، ثم إلى التوكيد والانتظار.

يتسم النص بجمالية أسلوبية ورهافة شعورية تجعله نصاً وجدانياً  صادقاً  يعكس تجربة إنسانية تتجاوز البعد الفردي إلى البعد الكوني للانتظار والفقد.  النص متماسك من حيث بنيته الدلالية والأسلوبية، ويعكس تجربة أدبية تعتمد على التكثيف اللغوي والتصويري لتحقيق أثر عاطفي عميق.

الناقدة  فاطمة عبدالله.

لنقرأ النص معاً:

إلى صديقي عارف

هل ستعود من سفرك الطويل؟!

وهل في جعبة العمر ما يكفي لأنتظرك؟

كي نلعب من جديد

ونسهر حتى مشارف الصباح

ولكي نبحث في ألبوم الذكريات..

عارف أيها البسيط مثل الماء.. لك منارة قلبي 

ذاكرتي مزدحمة بندى الذكريات..

سأنتظرك مع تضاريس دوكر

سأنتظرك يا صديقي 

حتى نهاية الغياب

محمّد مجيد حسين



جذب إلى الوراء. بقلم الأستاذ داود بوحوش

 (( جذب إلى الوراء))


في كل شارع إمام 

جامع هنا 

و هناك على الجامع

يتّكئ جامع

نجوم تتلألأ

في شتى البقاع صوامع

خطب 

تضجّ بها المسامع

لا شيء هنا 

سوى 

خرير سيول

تنهمر بها المدامع

هنا حنبليّة 

و هناك لا أحد

غير الحنفيّة بالمحراب قابع

و الشّبر فاصل

بين الشافعيّة و المالكيّة

و الفلول تسّابق تتلاحق

إلى التّشرذم توابع

جميل أن تكون

للفكر زوابع 

و أجمل من ذلك أن

تكون للفقه مجامع

لكن هيهات 

الكل يمجّد دينه 

و تفقأ عين الآخر الأصابع

جذب إلى الوراء

و القفز بالقرون قد

وصل له العالم

فشتّان بين من

تعلّق بما وراء العرش فناله

و بين من

في سُنن الوضوء 

لا يزال بعدُ يُقارع

بل و يدّعي أنّه الوحيد الضّالع

ذا الكون و إن بدا واسعا

فإلى الفناء راجع

فلم الإصرار على الخلاف

و القرآن أسٌّ

و نهج النبيّ وامض لامع

آه!...كم أخجل منك 

يا أمّة

سخرت من فرقتها العوالم

فلا تسلني برّبّك

لِمَ تكالبت علينا المطامع

و لا... أين نحن من

جينين و جباليا  

و غ.ز.ة التي

 بمفرها صهيون تُصارع

فأين الوازع الذي 

إليه نحتكم 

و العدوّ من أمام و من خلف 

كما يحلو له يُضاجع


بقلمي

     ابن الخضراء 

الأستاذ داود بوحوش

 الجمهورية التونسية


حين ينتصر الصائم على النفس والهوى والشيطان..في رمضان شهر المغفرة والعتق من النار.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حين ينتصر الصائم على النفس والهوى والشيطان..في رمضان  شهر المغفرة والعتق من النار..


تصدير :

الأزمنة في أنفسها متماثلة،وتفاضلها بما يظهر فيها من هداية وخير،وإلى هذا المعنى يشير الشاعر إذ يقول :

"وما فاقت الأيامُ أخرى بنفسها..ولكنَّ أيامَ الملاحِ ملاح"


-الصوم من العبادات التي لها أثرٌ عظيمٌ في حياة الفرد والمجتمع،فهو يعود الإنسان على الصبر وتحمل المشاق ويرقق المشاعر والأحاسيس،ويربط العبد بخالقه..


قد لا يحيد القول عن جادة الصواب إذا قلت أن  شهر رمضان الكريم،من الشهور التي لها مذاق خاص عند المسلمين،حيث إن فضل شهر رمضان عظيم إذا استطاع العبد أن يتجرد من كل مغريات وشهوات الدنيا.

فضل شهر رمضان :

وحرص علماء الإسلام على توضيح فضل شهر رمضان،حتى يتمكن الناس من معرفة فضله الكبير،حيث قالوا إن شهر رمضان فضله الله على سائر السَّنَة بنزول القرآن الكريم فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ط،قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (البقرة: 185).

وقد ميز الله هذا الشهر الكريم بأن أمر بصيام نهاره؛فقال: (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) (البقرة: 185).

ومن هنا،فإن الصوم من العبادات التي لها أثرٌ عظيمٌ في حياة الفرد والمجتمع،فهو يعود الإنسان على الصبر وتحمل المشاق ويرقق المشاعر والأحاسيس، ويربط العبد بربه وخالقه.

شهر البركة والمغفرة والعق من النار:

إن فيه خضوعٌ وطاعةٌ وحرمانٌ من ملذات الحياة وشهواتها طيلة النهار إيمانًا واحتسابًا لله، وهو انتصارٌ على النفس والهوى والشيطان.

كما أنه (رمضان) هو شهر المغفرة والعتق من النار،ويكفيه فضلًا أن الله سجّل فضله في القرآن الكريم، ليظل يُتلى على مَرِّ الأيام وكَرِّ الأعوام إلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومَن عليها؛ فهو الشهر الوحيد الذي ذُكر باسمه في القرآن الكريم.

و شهر رمضان،هو الشهر الذي جعل الله،صيامه أحد أركان الإسلام،فصامه المصطفى صلى الله عليه وسلم،وأمر الناس بصيامه،وأخبر عليه الصلاة والسلام أن من صامه إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه،ومن قامه إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه،فهو شهر فيه ليلة خير من ألف شهر.

في مثل شهر كريم كهذا :

تكثر الطاعات في رمضان،فيكثر الثواب،وتقل فيه المعاصي،فيقل العقاب،وإلى هذا يشير قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا جاء رمضان،فتحت أبواب الجنة،وغلقت أبواب النار،وصفدت الشياطين)،ففتح أبواب الجنة إشارة بطرق المجاز إلى كثرة الثواب،أو إلى ما يفتحه الله للناس في هذا الشهر من الطاعات،كما أن تغليق أبواب النار،وتصفيد الشياطين إشارة إلى قلة المخالفات وإغواء الشياطين،أو إلى ما يترتب عليها من قلة العقوبات.

فُضِّل شهر رمضان بما وصفناه من المزايا،فاستحق اليوم الذي يلي آخر يوم منه أن يتخذ عيداً،لأنه يوم تمتلئ فيه قلوب الناس ابتهاجاً بما عملوا في هذا الشهر من خير،وأيُّ نعمة يصيبها الإنسان في هذه الحياة تساوي نعمة أداء ركن من أركان الإسلام،محفوفاً بضروب من أجلِّ الطاعات،وأشرف الآداب؟! وأيُّ ارتياح يساوي في نظر أولي الألباب ارتياح النفس عندما تشعر بأنها اتقت الله ما استطاعت؛؟ وإنما ارتياحها لما ترجوه من رضا الخالق،وما يتبعه من عزة في الدنيا،وسعادة في الأخرى.

والصيام من العبادات التي لها أثرٌ عظيمٌ في حياة الفرد والمجتمع، فهو يعود الإنسان على الصبر وتحمل المشاق ويرقق المشاعر والأحاسيس،ويربط العبد بربه وخالقه،وفي الصوم خضوعٌ وطاعةٌ وحرمانٌ من ملذات الحياة وشهواتها طيلة النهار إيمانًا واحتسابًا لله، وهو انتصارٌ على النفس والهوى والشيطان،ورمضان هو شهر المغفرة والعتق من النار،ويكفيه فضلًا أن الله سجّل فضله في القرآن الكريم،ليظل يُتلى على مَرِّ الأيام وكَرِّ الأعوام إلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومَن عليها،فهو الشهر الوحيد الذي ذُكر باسمه في القرآن الكريم.

ومن صام فصان الصيام من الآثام رجي أن يحقق الإيمان والاحتساب في صيامه،ومن قام فأحسن القيام، ولم ينصرف حتى ينصرف الإمام من التراويح رجي أن يكون قام إيمانا واحتسابا،فلا تحرموا أنفسكم هذا الخير العظيم،وخذوا حظكم من عطايا الله تعالى لكم،فإن المحروم من حرم فضل الله تعالى ورحمته وعفوه ومغفرته.

‏اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.


اعداد محمد المحسن



اليوم مع يوم من اهم ايام التاريخ الاسلامي وهو يوم فتح مكة بقلم الكاتب صالح منصور

 اليوم مع يوم من اهم ايام التاريخ الاسلامي وهو يوم

فتح مكة 

بقلم صالح منصور 

عندما قرر الرسول محمدٌ السير لفتح مكة، حرص على كتمان هذا الأمر حتى لا يصل الخبر إلى قريش فتعد العدة لمجابهته فقد كَتَمَ أمرَه حتى عن أقرب الناس إليه فكَتَمَه عن صاحبه أبي بكر الصديق وزوجته عائشة فلم يعرف أحدٌ شيئًا عن أهدافه الحقيقية ولا باتجاه حركته ولا بالعدو الذي ينوي قتالَه وكان الرسولُ محمد قد أمر عائشة قبل أن يأتي إليه خبر نقض الميثاق بثلاثة أيام أن تجهزه ولا يعلم أحد فدخل عليها أبوها أبو بكر الصديق فقال يا بنية ما هذا الجهاز؟ قالت والله ما أدري فقال والله ما هذا زمان غزو بني الأصفر فأين يريد رسول الله؟ قالت والله لا علم لي

كما بعث الرسول محمد قبلَ مسيرة مكة سريةً مكونةً من ثمانية رجال إلى إضم وذلك لإسدال الستار على نياته الحقيقية وفي ذلك يقول ابن سعد لما همَّ رسول الله  بغزو أهل مكة بعث أبا قتادة بن ربعي في ثمانية نفر سرية إلى بطن إضم وهو وادي المدينة الذي يجتمع فيه الوديان الثلاثة بطحان وقناة والعقيق ليظن الظان أن رسول الله  توجه إلى تلك الناحية ولأن تذهب بذلك الأخبار فمضوا ولم يلقوا جمعًا فانصرفوا حتى انتهوا إلى ذي خُشُب وهو موضع على مرحلة من المدينة إلى الشام يبعد عن المدينة 56 كيلومتراً تقريباً فبلغهم أن رسول الله قد توجه إلى مكة فأخذوا على بيبين حتى لقوا النبي  بالسُّقيا وهي موضع يقع في وادي القرى

وأعد الرسولُ محمدٌ جيشًا وصلت عدته إلى عشرة آلاف رجل وبث رجالَ العسس بالدولة الإسلامية داخل المدينة وخارجها حتى لا تنتقل أخباره إلى قريش ثم دعا الله تعالى فقال اللهم خذ على أسماعهم وأبصارهم فلا يرونا إلا بغتة ولا يسمعوا بنا إلا فجأة وعندما أكمل الرسولُ محمد استعدَاده للسير إلى فتح مكة كتب الصحابيُّ حاطب بن أبي بلتعة اللخمي كتابًا إلى أهل مكة يخبرهم فيه نبأ تحرك الرسول إليهم وأرسله مع امرأة مسافرة إلى مكة ويؤمن المسلمون أن الله تعالى أطلع الرسولَ عن طريق الوحي على هذه الرسالة فقضى على هذه المحاولة وهي في مهدها فأرسل عليًّا والزبيرَ والمقدادَ فأمسكوا بالمرأة في روضة خاخ على بعد اثني عشر ميلاً من المدينة، وهددوها أن يفتشوها إن لم تُخرج الكتابَ فسلمته لهم ثم استدعي حاطب للتحقيق فقال يا رسول الله لا تعجل علي إني كنت امرأً ملصقًا أي حليفاً في قريش ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين من لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدًا يحمون قرابتي ولم أفعله ارتدادًا عن ديني ولا رضاً بالكفر بعد الإسلام فقال الرسول محمد أما إنه قد صدقكم فقال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال الرسول محمد إنه قد شهد بدرًا، وما يدريك لعل الله اطلع على من شهد بدرًا فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم فنزلت الآية:  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ 

مسير المسلمين من المدينة إلى مكة 

الاقتراب من مكة والتخطيط لفتحها 


عندما وصل الرسولُ محمدٌ إلى ذي طوى وزع المهام على النحو الآتي

جعل خالد بن الوليد على المجنبة اليمنى وفيها قبائل أسلم وسليم وغفار ومزينة وجهينة وقبائل من قبائل العرب فأمره أن يدخل مكة من أسفلها وقال إن عرض لكم أحد من قريش فاحصدوهم حصداً حتى توافوني على الصفا

جعل الزبير بن العوام على المجنبة اليسرى وبعثه على المهاجرين وخيلهم وأمره أن يدخل من كداء من أعلى مكة وأمره أن يغرز رايته بالحجون ولا يبرح حتى يأتيه

جعل أبا عبيدة على البياذقة الرجالة وبطن الوادي.

بعث سعد بن عبادة في كتيبة الأنصار في مقدمة الرسولِ محمدٍ، وأمرهم أن يكفوا أيديهم ولا يقاتلوا إلا من قاتلهم وبهذا كانت المسؤولياتُ واضحةً وكل قد عرف ما أسند إليه من مهام والطريق الذي ينبغي أن يسير فيه

وكانت راية الأنصار مع سعد بن عبادة فلما مرَّ بأبي سفيان قال له اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة اليوم أذل الله قريشاً فلما حاذى الرسولُ محمد أبا سفيان قال يا رسول الله ألم تسمع ما قال سعد؟ قال وما قال؟ فقال كذا كذا فقال عثمان وعبد الرحمن بن عوف يا رسول الله ما نأمن أن يكون له في قريش صولة فقال الرسولُ محمد بل اليوم يوم تعظم فيه الكعبة اليوم يوم أعز الله فيه قريشاً ثم أرسل إلى سعد فنزع منه اللواء ودفعه إلى ابنه قيس بن سعد بن عبادة وقيل أن اللواء لم يخرج عن سعد وقيل بل دفعه إلى الزبير


وقال الرسولُ محمد يا أبا هريرة ادع لي الأنصار فدعاهم فجاءوا يهرولون فقال 

يا معشر الأنصار هل ترون أوباش قريش؟ قالوا نعم قال انظروا إذا لقيتموهم غدًا أن تحصدوهم حصدًا وأخفى بيده ووضع يمينه على شماله وقال موعدكم الصفا

ودخل أبو سفيان إلى مكة مسرعًا ونادى بأعلى صوته يا معشر قريش هذا محمد جاءكم فيما لا قِبَل لكم به فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن فقامت إليه هند بنت عتبة فأخذت بشاربه فقالت اقتلوا الحميث الدسم الأحمس قبح من طليعة قوم قال ويلكم لا تغرنكم هذه من أنفسكم فإنه قد جاءكم ما لا قبل لكم به فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن قالوا قاتلك الله وما تغني عنا دارك؟ قال ومن أغلق عليه بابه فهو امن ومن دخل المسجد فهو امن

دخلت قواتُ المسلمين مكةَ من جهاتها الأربع في آنٍ واحدٍ، ولم تلق تلك القوات مقاومة تقريباً وكان في دخول جيش المسلمين من الجهات الأربع ضربةٌ قاضيةٌ لجنود قريش حيث عجزت عن التجمع وضاعت منها فرصةُ المقاومة وهذا من التدابير الحربية الحكيمة التي لجأ إليها الرسولُ محمدٌ عندما أصبح في مركز القوة في العدد والعتاد ونجحت خطة الرسول فلم يستطع المشركون المقاومة ولا الصمودَ أمام الجيش الزاحف إلى أم القرى فاحتل كل فيلق منطقته التي وُجّه إليها، في سلم واستسلام، إلا ما كان من المنطقة التي توجه إليها خالد بن الوليد فقد تجمع بعضُ رجال قريش ومنهم صفوان بن أمية، وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو وغيرهم مع بعض حلفائهم في مكان اسمه الخندمة وتصدوا للقوات المتقدمة بالسهام وصمموا على القتال فأصدر خالد بن الوليد أوامره بالانقضاض عليهم وما هي إلا لحظات حتى قضى على تلك القوة وشتت شمل أفرادها وبذلك أكمل الجيشُ السيطرةَ على مكة المكرمة

وقُتل من المسلمين كرز بن جابر الفهري القرشي وخنيس بن خالد الخزاعي، وكانا قد شذّا عن الجيش، فسلكا طريقاً غير طريقه فقتلا جميعاً، وأما المشركون فإن المسلمين قد أصابوا اثني عشر رجلاً منهم فانهزموا وفرّوا

ويُروى أن رجلاً من بني الدئل بن بكر من قبيلة كنانة اسمه حماس بن خالد الدئلي الكناني كان قد أعد سلاحًا لمقاتلة المسلمين وكانت امرأته إذا رأته يصلحه ويتعهده تسأله لماذا تعدُّ ما أرى؟ فيقول لمحمد وأصحابه وقالت امرأته له يومًا والله ما أرى أنه يقوم لمحمد وصحبه شيء فقال إني والله لأرجو أن أخدمك بعضهم ثم قال يرتجل

إن يـقـبـلـوا الـيـوم فـما لي عـلـة 

هـــذا ســـلــاح كـــامـــل وألَّـــة 

وذو غــراريـن ســريــع الـــســلــة 

فلما جاء يوم الفتح كان ممن قاتل مع عكرمة ثم حين انهزم جند عكرمة خرج منهزمًا حتى بلغ بيته فقال لامرأته أغلقي عليَّ الباب فقالت المرأة له فأين ما كنت تقول؟ فقال يعتذر لها

إنك لو شهدت يوم الخندمة إذ فـر صفـوان وفـر عكـرمـة

وأبو يزيد قائم كالمؤتمة واستقبلتهم بالسيوف المسلمة

يقطـعن كل سـاعد وجمـجمة ضـربًا فـلا تـسـمع إلا غمـغمة

لهم نهيتٌ خلفـنا وهمـهمة لم تنـطق باللوم أدنى كلمة

وأقبل خالدٌ بن الوليد يجوس مكة حتى وافى الرسولَ محمداً على الصفا. وأما الزبير بن العوام فقد تقدم حتى نصب راية الرسولِ محمد بالحجون عند مسجد الفتح، وضرب له هناك قبة فلم يبرح حتى جاءه الرسول

وحرص الرسولُ محمدٌ أن يدخل الكداء التي بأعلى مكة تحقيقًا لقول صاحبه الشاعر حسان بن ثابت، حين هجا قريشاً وأخبرهم بأن خيل الله تعالى ستدخل من كداء حيث قال

عدمنا خيلنا إن لم تروها تثير النقع موعـدها كـداءُ

يـنـازعـن الأعنـة مصغيات على أكتافها الأسل الظـماءُ

تـظـل جيـادنـا متمـطرات يلـطمهـن بالخُمُرِ النـسـاءُ

فإما تعرضوا عنا اعتمرنا وكان الفتح وانكشف الغطاءُ

وإلا فـاصبـروا لجـلاد يوم يعز اللـه فيـه مـن يشـاءُ

وجبـريـل رسـول الله فـيـنا وروح القـدس ليس له كفـاءُ

وقـال الله قد أرسـلت عبـداً يقول الحق إن نفـع البـلاءُ

شهـدت بـه فقومـوا صدقوه فقلـتـم لا نقـوم ولا نشـاءُ

وقال اللـه قد سيرت جندًا هم الأنصار عرصتها اللقـاءُ

لنا في كـل يـوم من معـد سبـاب أو قتـال أو هـجـاءُ

فنحكم بالقوافي من هجانا ونضرب حين تختـلط الدمـاءُ

ألا أبـلغ أبا سفيـان عني مغلـغلة فقد بـرح الخفـاءُ

بأن سيوفنا تركـتـك عبدًا وعبد الدار سادتها الإمـاءُ

هجوتَ محمدًا فأجـبـتُ عنـه وعند الـله في ذاك الجزاءُ

أتهجـوه ولست لـه بكـفء؟ فشركـمـا لخيركـما الفداءُ

هجوت مباركًا بـرًّا حنـيفًا أميـن الله شـيمـتـه الوفـاءُ

أمن يـهـجـو رسول الله منكم ويـحمـده ويـنـصـره سـواءُ

فإن أبي ووالـده وعـرضـي لـعـرض محـمد منـكم وقـاءُ

لسـاني صـارم لا عـيب فيه وبـحـري لا تـكـدره الـدلاءُ

ومما يؤيد حرص الرسولِ محمد على دخوله من كداء ما جاء عن عبد الله بن عمر إذ قال لما دخل رسول الله عام الفتح رأى النساء يلطمن وجوه الخيل بالخمر فتبسم إلى أبي بكر فقال يا أبا بكر كيف قال حسان؟ فأنشده قوله


تـظـل جيـادنـا متمـطرات يلـطمهـن بالخُمُرِ النـسـاءُ

ودخل الرسولُ محمدٌ مكةَ وعليه عمامة سوداء بغير إحرام وهو واضع رأسه تواضعًا لله، حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح، حتى إن ذقنه ليكاد يمس واسطة الرحل، ودخل وهو يقرأ سورة الفتح مستشعرًا بنعمة الفتح وغفران الذنوب، وإفاضة النصر العزيز،وعندما دخل مكة فاتحًا أردف أسامة بن زيد -وهو ابن زيد بن حارثة مولى الرسولِ محمدٍ- ولم يردف أحداً من أبناء بني هاشم وأبناء أشراف قريش وهم كثير، وكان ذلك صبح يوم الجمعة لعشرين ليلة خلت من رمضان، سنة ثمانٍ من الهجرة

ويقول الشيخ محمد الغزالي واصفاً دخول الرسولِ محمد مكةَ

   فتح مكة وأصبحت أم القرى وقد قيّد الرعب حركاتها، واسترخت تجاه القدر المنساق إليها، فاختفى الرجال وراء الأبواب الموصدة، أو اجتمعوا في المسجد الحرام يرقبون مصيرهم وهم واجمون، على حين كان الجيش الزاحف يتقدّم ورسول الله  على ناقته تتوّج هامتَه عمامةٌ دسماء، ورأسه خفيض من شدة التخشّع لله، لقد انحنى على رحله، وبدا عليه التواضع الجمّ، حتى كاد عثنونه يمسّ واسطة الرحل. إنّ الموكب الفخم المهيب الذي ينساب به حثيثاً إلى جوف الحرم، والفيلق الدارع الذي يحفّ به ينتظر إشارة منه، فلا يبقى بمكة شيء آمن، إنّ هذا الفتح المبين ليذكّره بماضٍ طويل الفصول: كيف خرج مطارداً؟ وكيف يعود اليوم منصوراً مؤيداً؟ وأيّ كرامة عظمى حفّه الله بها في هذا الصباح الميمون؟ وكلّما استشعر هذه النعماء ازداد لله على راحلته خشوعاً وانحناءً، ويبدو أنّ هناك عواطف أخرى كانت تجيش في بعض الصدور.    فتح مكة

المُسلمون يُحطمون الأوثان والأصنام.

ولما نزل الرسول محمدٌ بمكة واطمأن الناس خرج حتى جاء البيت فطاف به، وفي يده قوس، وحول البيت وعليه ثلاثمائة وستون صنمًا، فجعل يطعنها بالقوس ويقول: جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا وجَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ والأصنام تتساقط على وجوهها، ورأى في الكعبة الصور والتماثيل فأمر بالصور وبالتماثيل فكسرت، وأبى أن يدخل جوف الكعبة حتى أخرجت الصور، وكان فيها صورة يزعمون أنها صورة إبراهيم وإسماعيل وفي يديهما من الأزلام، فقال الرسولُ محمدٌ: قاتلهم الله لقد علموا ما استقسما بها قط

ثم دخل البيت وكبَّر في نواحيه ثم صلى فقد روى ابنُ عمر أن رسول الله دخل الكعبة هو وأسامة وبلال وعثمان بن طلحة، فأغلقها عليه ثم مكث فيها، قال ابن عمر: فسألت بلالاً حين خرج ما صنع رسول الله؟ قال: جعل عمودين عن يساره وعمودًا عن يمينه وثلاثة أعمدة وراءه وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة ثم صلى

وبعد أن صلى الرسول محمد هناك، دار في البيت، وكبّر في نواحيه، ووحّد الله، ثم فتح الباب، وقريش قد ملأت المسجد صفوفاً ينتظرون ماذا يصنع، فأخذ بعضادتي الباب، وهم تحته، فقال


   فتح مكة لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ألا كل مأثرة أو مال أو دم فهو تحت قدمي هاتين، إلا سدانة البيت وسقاية الحاج، ألا وقتيل الخطأ شبه العمد -السوطا والعصا- ففيه الدية مغلظة، مائة من الإبل، أربعون منها في بطونها أولادها. يا معشر قريش، إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء، الناس من آدم، وآدم من تراب، ثم تلا هذه الآية:  يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ    

وكان مفتاح الكعبة مع عثمان بن طلحة قبل أن يسلم، فأراد عليّ أن يكون المفتاح له مع السقاية، لكن الرسولَ دفعه إلى عثمان بعد أن خرج من الكعبة ورده إليه قائلاً: اليوم يوم بر ووفاء وكان الرسولُ قد طلب من عثمان بن طلحة المفتاحَ قبل أن يهاجر إلى المدينة، فأغلظ له القول ونال منه، فحلم عنه وقال: يا عثمان لعلك ترى هذا المفتاح يومًا بيدي أضعه حيث شئت فقال: لقد هلكت قريش يومئذ وذلت فقال بل عمرت وعزت يومئذ ووقعت كلمته من عثمان بن طلحة موقعًا، وظن أن الأمر سيصير إلى ما قال، إلا أن الرسول محمداً قد أعطاه مفاتيح الكعبة قائلاً له: هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم بر ووفاء، خذوها خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم فلم يُعْطِ الرسولُ المفتاحَ أحداً من بني هاشم، وقد تطاول لأخذه رجالٌ منهم، لما في ذلك من الإثارة، ولما به من مظاهر السيطرة وبسط النفوذ.

وحانت الصلاة، فأمر الرسولُ بلالاً أن يصعد فيؤذن على الكعبة، وأبو سفيان بن حرب وعتاب بن أسيد والحارث بن هشام جلوس بفناء الكعبة، فقال عتاب لقد أكرم الله أسيداً ألايكون سمع هذا فيسمع منه ما يغيظه فقال الحارث: أما والله لو أعلم أنه حق لاتبعته فقال أبو سفيان أما والله لا أقول شيئاً، لو تكلمات لأخبرت عني هذه الحصباء فخرج عليهم الرسولُ محمد فقال لهم: قد علمت الذي قلتم ثم ذكر ذلك لهم، فقال الحارث وعتاب: نشهد أنك رسولُ الله، والله ما اطلع على هذا أحد كان معنا فنقول أخبرك

وفي غداة الفتح بلغ النبيَّ أن خزاعةَ حلفاءَه عدت على رجل من هذيل فقتلوه وهو مشرك برجل قتل في الجاهلية فغضب وقام بين الناس خطيبًا فقال

  فتح مكة يا أيها الناس إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض، فهي حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دمًا، ولا يعضد فيها شجرًا، لم تحل لأحد كان قبلي، ولا تحل لأحد يكون بعدي، ولم تحل لي إلا هذه الساعة غضبًا على أهلها، ثم قد رجعت كحرمتها بالأمس، فليبلغ الشاهد منكم الغائب، فمن قال لكم إن رسول الله قد قاتل فيها فقولوا: إن الله قد أحلها لرسوله ولم يحلها لكم. يا معشر خزاعة، ارفعوا أيديكم عن القتل، فلقد كثر أن يقع، لقد قتلتم قتيلاً لأدينَّه، فمن قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين، إن شاءوا فدم قاتله، وإن شاءوا فعقله.    

ولما تم فتح مكة على الرسول محمد، قال الأنصار فيما بينهم: أترون رسول الله إذا فتح الله عليه أرضه وبلده أن يقيم بها وهو يدعو على الصفا رافعاً يديه، فلما فرغ من دعائه قال: ماذا قلتم؟ قالوا لا شيء يا رسول الله فلم يزل بهم حتى أخبروه، فقال: معاذ الله المحيا محياكم، والممات مماتكم

وأقام الرسولُ محمد بمكة تسعة عشر يوماً، يجدد معالم الإسلام، ويرشد الناس إلى الهدى والتقى، وخلال هذه الأيام أمر أبا أسيد الخزاعي، فجدد أنصاب الحرم، وبث سراياه للدعوة إلى الإسلام، ولكسر الأوثان التي كانت حول مكة، فكسرت كلها، ونادى مناديه بمكة: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع في بيته صنماً إلا كسره

النفر الذين أهدر الرسولُ محمد دمَهم 

أهدر الرسولُ محمد يومئذ دماء تسعة نفر من المشركين، وأمر بقتلهم وإن وُجدوا تحت أستار الكعبة، وهم: عبد العزى بن خطل التميمي، وعبد الله بن أبي سرح القرشي، وعكرمة بن أبي جهل القرشي، والحارث بن نفيل بن وهب، ومقيس بن صبابة الكناني، وهبار بن الأسود القرشي، وقينتان كانتا لابن خطل، كانتا تغنيان بهجو الرسول محمد، وسارة مولاة لبعض بني عبد المطلب بن هاشم، وهي التي وجد معها كتاب حاطب بن أبي بلتعة.

ومن هؤلاء من قُتل، ومنهم من جاء مسلمًا تائبًا فعفا عنه الرسول محمد، وحسُن إسلامه.فأما ابن خطل فكان متعلقاً بأستار الكعبة، فجاء رجل إلى الرسول محمد وأخبره فقال: اقتله فقتله، وأما ابن أبي سرح، فجاء به عثمان إلى الرسول محمد، وشفع فيه فحقن دمه، وقبل إسلامه، وأما عكرمة بن أبي جهل فأسلم وأمَّنه الرسول محمد، وأما الحارث فكان شديد الأذى للرسول بمكة، فقتله علي، وأما مقيس بن صبابة فقتله نميلة بن عبد الله، وكان مقيس قد أسلم قبل ذلك، ثم عدا على رجل من الأنصار فقتله، ثم ارتد ولحق بالمشركين، وأما هبار بن الأسود فهو الذي كان قد عرض لزينب بنت الرسول محمد حين هاجرت، فنخس بها حتى سقطت على صخرة وأسقطت جنينها، ففر هبار يوم مكة، ثم أسلم وحسن إسلامه، وأما القينتان فقتلت إحداهما، واستؤمن للآخرى فأسلمت، كما استؤمن لسارة وأسلمت.

إعلان العفو العام 

نال أهلُ مكة عفوًا عامًّا رغم أنواع الأذى التي ألحقوها بالرسول محمدٍ ودعوته، ومع قدرة الجيش الإسلامي على إبادتهم، وقد جاء إعلان العفو عنهم وهم مجتمعون قرب الكعبة ينتظرون حكم الرسول محمد فيهم، فقال ما تظنون أني فاعل بكم؟ فقالوا: خيرًا أخٌ كريمٌ وابن أخٍ كريمٍ فقال لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وقد ترتب على هذا العفو العام حفظ الأنفس من القتل أو السبي، وإبقاء الأموال المنقولة والأراضي بيد أصحابها، وعدم فرض الخراج عليها، فلم تُعامل مكة كما عوملت المناطق الأخرى المفتوحة عنوة؛ لقدسيتها وحرمتها عند المسلمين، فهم يؤمنون أنها دار النسك، ومتعبد الخلق، وحرم الرب تعالى.

كما أجار الرسولُ محمد رجلين من بني مخزوم، كانت أم هانئ بنت أبي طالب قد حمتهما، إذ قالت أم هانئ بنت أبي طالب: لما نزل رسول الله بأعلى مكة فر إليَّ رجلان من أحمائي، من بني مخزوم، وكانت عند هُبيرة بن أبي وهب المخزومي، قالت: فدخل عليٌّ بن أبي طالب أخي، فقال: والله لأقتلنهما فأغلقت عليهما باب بيتي، ثم جئت رسول الله وهو بأعلى مكة، فوجدته يغتسل من جفنة إن فيها لأثر العجين، وفاطمة ابنته تستره بثوبه، فلما اغتسل أخذ ثوبه فتوشح به، ثم صلى ثماني ركعات من الضحى، ثم انصرف إليَّ فقال: مرحبًا وأهلاً يا أم هانئ، ما جاء بك؟فأخبرته خبر الرجلين وخبر علي، فقال: قد أجرْنا من أجرتِ وأمنا من أمنت، فلا يقتلهم

    وصل اللهم على الرحمه المهداه 

            صالح منصور



العمل الصالح بقلم الأديب عبد الكريم احمد الزيدي

 العمل الصالح 

...........................


ارتبط العمل الصالح بالإيمان ولايكاد ان يخلو موضعا في آيات القران الكريم ترد فيها الإشارة الى الإيمان دون ان ترتبط بالعمل الصالح ، وهنا لابد للمؤمن ان يعي ويتدبر هذا البيان والأمر في كتاب الله ودعوته لما لهذا الفعل من أهمية وقدسية وفضل كبير .


وقبل ان نلج في هذا الموضوع لابد من تعريف ما المقصود بالعمل الصالح الذي ورد في كتاب الله تعالى ، فالعمل الصالح هو كل عمل او فعل او قول بالانصياع الى امر الله سبحانه وتعالى يقوم به العبد بقصد التقرب الى الله وما جاء في كتابه الكريم وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وجميع ما يوافق شريعة الله عز وجل .


وعلى هذا ، فان الايمان لا يكتمل في معناه وفعله مالم يلحقه العمل الصالح الذي يأتي موافقا لشرع الله وبنية التقرب الى الله وطمعا بالاجر والثواب ، لان الاول ( ونعني بِهِ الايمان )حسيّا بينه وبين الخالق سبحانه وتعالى وهو المكنون الذي لا يستشعر بِهِ ولا يعرف في كمه ونوعه وفحواه الا الله ، فيض من نورٍ وعلم ونقاء يكنّه العبد لخالقه لا يكاد يحسه الاخرين او يطلّعون عليه ، فيما يبقى العمل الصالح الذي اذا ما اقترن بالايمان ، المرآة التي تبين وتظهر كم ونوع ونقاء هذا الايمان فيلمسه الاخرين ويتطلعون بمكنونه ومعناه بالفعل فيتفاعل معهم اما بالمادة او الحركة او السلوك او الكلام حتى يصل فعله الى اعانة المحتاج والاحسان الى الغير ودفع الاذى عن الاخرين وقضاء الدّين وبسيط الفعل الذي لا يمس الاخرين مباشر كإماطة الاذى عن الطريق .


ومن العمل الصالح ما جاء في سيرة الرسول الاكرم صل الله عليه وسلم والحديث الشريف " يا ايها الناس افشوا السلام ، واطعموا الطعام ، وصِلوا الارحام ، وصّلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام " والعمل الصالح شكلا من اشكال الاحسان الذي جعله العلماء رتبة من مراتب الدين الاسلامي ( الاسلام ، الايمان ثم الاحسان ) ، ولربما يكون العمل الصالح كل ما امر بِهِ الله سبحانه وتعالى واختصر معناه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وان فصله بعض العلماء على اوجه عديدة منها :


العدل

وهو احقاق ما هو حق وابطال ماهو باطل ، ورد الظلم وانصاف المظلوم والاصلاح بين المتخاصمين .


التعاون

وهو التعاون على البر والتقوى والخير.


الكلمة الطيبة

وتعني ما يصل المستمع من أثَر حسن وتريح النفس وتفرح المهموم وتدفع عنه الكرب والحَزن .


المشي الى الصلاة

وهي دعوة الرسول صَل الله عليه وسلم والحرص على اداة الصلاة جماعة مع المسلمين .


إماطة الاذى عن الطريق

وهي ازالة ما يمكن ان يؤذي المار في الطريق ماديا ومعنوياً .


صيام التطوع

وهو ما نوى المسلم صيامه دون فرض من الله وانما تطوعا من عند نفسه ليتقي به غضب الله وعذابه ويتقرب اليه بما يرضيه ويتقبله.

وهناك وجوه اخرى للعمل الصالح ، ولكني ساعرج على اهم شروط قبول العمل الصالح ومنها الصواب والقبول ، والاخلاص لله تعالى وحده بعيدا عن الرياء والسمعة والشهرة ، والايمان التام والسعي لمرضاة الله وطاعته والايمان بالجزاء والمصير والحياة الاخرى ، وتجنب الاعمال الطالحة التي تَأتِي بالفحشاء والمنكر .


وان ما وددت ان اركز عليه وادعو له في هذا المقال الى جانب هام وخطر لا ينتبه له الكثيرين وهو ان البعض يأتي بالاعمال الصالحة دون رعاية شروطها ومواضع فعلها او يلحقها بالمنة والاذى قد تساوي في نتائجها الاعمال الطالحة والسيئة فلا يقيم الله لها وزنا ولا قيمة في ميزان عدله حتى وان كان اصحابها يظنون انهم يحسنون صنعا ..


فقهني الله واياكم بما ينفع ويفيد وجعلني واياكم في عباده الصالحين وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..


عبد الكريم احمد الزيدي

العراق / بغداد



الحب والفضيلة: قوة أخلاقية تشكل الأفراد والمجتمعات " بقلم الكاتبة دنيا صاحب - العراق

 "الحب والفضيلة: قوة أخلاقية تشكل الأفراد والمجتمعات "


دنيا صاحب - العراق 


1. الحب كميزان للعدالة الأخلاقية:

الحب الحقيقي لا ينفصل عن الأخلاق، بل هو مقياسٌ لنقاء السريرة وعدالة التعامل. فالإنسان الذي يحب بصدق لا يظلم، لأنه يرى في محبوبه انعكاسًا لإنسانيته.



2. الوفاء كصورة للحب العميق:

الحب ليس مجرد عاطفة مؤقتة، بل التزامٌ طويل الأمد يظهر في أوقات الشدة قبل الرخاء. الوفاء هو الدليل على أن الحب متجذر في الأخلاق، وليس مجرد انجذاب عابر.



3. العطاء دون انتظار المقابل:

الحب الأخلاقي هو عطاء نابع من القلب، لا يُقاس بالمردود، بل بالقيمة التي يضيفها لحياة الآخر. فكل حب يشترط العوض يتحول إلى معاملة تجارية تفقده طهره وجماله.



4. الحب كقوة مصلحة للمجتمعات:

عندما يكون الحب مبنيًا على الاحترام والصدق والرحمة، فإنه يصبح قوة حضارية تعكس هوية المجتمع. فالمجتمعات التي تحترم الحب كقيمة إنسانية تصبح أكثر عدلًا وتسامحًا.



5. الحب كاختبار للصدق الداخلي:

الحب لا يُختبر في لحظات الفرح، بل في أوقات النزاع والاختلاف. الإنسان الذي يظل وفيًا لقيم الحب في لحظات الغضب هو إنسان ناضج أخلاقيًا، قادر على حمل الحب كرسالة تتجاوز الأهواء الشخصية.



6. الصبر في الحب بوصفه خلقًا ساميًا:

الحب الذي لا يعرف الصبر ينطفئ سريعًا، أما الحب الذي يتغذى على الصبر فينضج ويترسخ. كما أن الأشجار القوية لا تنمو في يوم، فكذلك الحب الصادق يحتاج إلى وقت ليترجم نفسه في الأفعال.



7. الحب كصورة للإحسان:

الحب النبيل يتجلى في الإحسان، أن تحب الآخر بما يرضي الله، لا بما يستهوي النفس. فكل حب يخلو من مراعاة حق الآخر و احترامه و يتجاوز حدود الله هو انجذاب مشوه، لا يرتقي ليكون حبًا حقيقيًا.



8. الحب بين الضعف والقوة:

الحب ليس استسلامًا ولا ضعفًا، بل هو قوة ناعمة تقود الإنسان إلى سمو روحي والإرتقاء نحو المثالية. وحدهم الأقوياء هم القادرون على الحب بصدق واخلاص لأنهم يملكون الشجاعة ليكونوا صادقين وأوفياء دون خوف من الخسارة.



السبت، 22 مارس 2025

مقالات في رمضان ليلة القدر بقلم الأديب عبد الكريم احمد الزيدي

 مقالات في رمضان


ليلة القدر

..................


إنما ليلة القدر هي ليلة مميزة تأتي مرة واحدة في كل عام هجري في شهر رمضان المبارك وهو خير شهور الله التي فرض فيه الصيام كما فرضه على الذين من قبلنا ، وليلة القدر مباركة أنزل فيها القرآن ويقدّر الله تعالى فيها ماسيكون في العام ، بقوله تعالى " إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين ، فيها يفرّق كل أمر حكيم " ، وليلة القدر في ليالي العشرة الأخيرة من رمضان المبارك ولم يتحدد وقتها بليلة معينة كما ورد في الحديث الشريف " فألتمسوها في العشر الأواخر والتمسوها في كل وتر " ولها شأن عظيم إختصها الله تعالى فأنزل فيها القرآن الكريم في مرحلة من مراحل نزوله ، قال تعالى " إنا أنزلناه في ليلة القدر " وأجر العمل الصالح فيها أفضل من اجر العمل مدة ألف شهر ، فقال خير من قال " ليلة القدر خير من ألف شهر " .


ولقد كان الرسول صل الله عليه وسلم يتحرى ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان ويجتهد فيها بالعبادات والطاعات ما لا يجتهد في غيرها ، وقوله " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " ، وعلى هذا فإن ليلة القدر تقع في الثلث الأخير من رمضان وإن أختلفت الأقوال في تحديدها فقيل إنها في الليالي الفردية من العشر الأواخر وقيل إنها في السبع الأخيرة من رمضان لما ثبت من رواية البخاري عن عبد الله بن عمر ( رضي الله عنهما ) وفيها " فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر " وقيل إنها متنقلة دون تحديدها بالليالي الفردية أو الزوجية .


وعلى هذا يحرص المسلمون على تتبع ليلة القدر ومعرفة علاماتها التي تدل على وقوعها وإن كانت تظهر هذه العلامات الخاصة بها بعد وقوعها وانقضاء ليلتها ، ولعل أبرز هذه العلامات :

   • طلوع الشمس دون شعاع في صباح اليوم التالي ، كما روي عن أبيّ بن كعب ( رضي الله عنه ) وآية ذلك أن تطلع الشمس في صبيحتها مثل الطَّست ، لا شعاع لها حتى ترتفع .

   • اعتدال الجو فيها ، فلا يوصف بالحرارة أو البرودة ، وروي عن عبد الله بن عباس ( رضي الله عنهما ) ليلة القدر ليلة سمحة طلقة ، لا حارة ولا باردة تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حراء .

   • النقاء والصفاء وقد روي في أثر غريب من عبادة بن الصامت ( رضي الله عنه ) إمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة كأن فيها قمرا ساطعا ، ساكنة ساهية لابرد فيها ولا حر ولا يحل لكوكب يرمى به فيها حتى تصبح ، وإن إمارتها أن الشمس صبيحتها تخرج مستوية ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ .

   • نزول الملائكة أفواجا ، قال تعالى " تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر " وعن أبي هريرة ( رضي الله عنه ) وإن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى .


وأما الحكمة من إخفاء ليلة القدر وعدم تحديدها بغاية ترغيب وتحفيز العباد على التحري عنها والمداومة على العبادة والمثابرة عليها ، والمبالغة فيها طوال العشر الأخيرة من رمضان وألا يقتصروا على العبادات والطاعات في ليلة واحدة ، ولذلك كان حرياً بالمسلم التحري عنها في هذه الليالي العشر الأخيرة من الشهر المبارك كاملة وقيامها والمواظبة فيها على ذكر الله والدعاء والصلاة وقراءة القرآن وبهذا يشغل العبد نفسه ووقته كله في طاعة الله تعالى .


ومن الأعمال الصالحة في ليلة القدر التي يحبب القيام بها ، هو الدعاء والإكثار منه والذكر والتسبيح وسؤال الله تعالى العتق من النيران ، فالدعاء فيها مستجاب والإجتهاد فيه مرغوب والتسابق في التوبة والحرص بالفوز برضا الله ، وقيل أن الدعاء في ليلة القدر أحب فيه من الصلاة وأفضل الدعاء في ليلة القدر العفو والمغفرة من الله سبحانه وتعالى ، وعن أم المؤمنين سيدتنا عائشة ( رضي الله عنها ) انها قالت ( قلت يارسول الله أرايت إن علمت ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال: قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فأعفو عني ) .


ويستحب للمسلم تلاوة آيات القران الكريم وترتيلها في شهر رمضان ، ولا يشترط ختمه كاملاً في تلك الليلة ، إلا أنه ينال أجراً عظيما وفضلًا كبيرا إن ختمه ، فالقيام لا يقتصر على الصلاة ولكن يكون بأداء مختلف أنواع العبادات ، والصلاة في ليلة القدر تؤدى ركعتين ركعتين كما ثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر ( رضي الله عنهما ) أن رجلاً سأل رسول الله صل الله عليه وسلم عن صلاة الليل ، "فقال عليه الصلاة والسلام : صلاة الليل مثنى مثنى فأذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى " .


وقبل ختام مقالنا لابد لنا من ذكر فضل شهر رمضان وقدره وهو الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان ، وجاء في الحديث إن الرسول صل الله عليه وسلم ، قال " أنزلت صحف ابراهيم في أول ليلة من رمضان ، وأنزلت التوراة لستٍ مضين من رمضان ، والأنجيل لثمانِ عشرة خلت من رمضان وأنزل الله القران لأربع وعشرين خلت من رمضان " وروي عن حديث جابر بن عبد الله وفيه : إن الزبور أنزل لثنتي عشرة ليلة خلت من رمضان ، وروي أيضا عن أنس ( رضي الله عنه ) قال: أخبرني عبادة بن الصامت ( رضي الله عنه ) أن النبي خرج ليخبرنا بليلة القدر ، فتلاحى رجلان من المسلمين فقال : " إني خرجت لأخبركم بليلة القدر ، فتلاحى فلان وفلان ، فرفعت ، وعسى أن يكون خيراً لكم ، فألتمسوها في التسع والسبع والخمس " وهذا يعني إن الشجار والجدل سبباً في رفع البركة وفي رفع الخير في الأمة .


نفعنا الله وإياكم بما ينفعنا في لقاه  وهدانا إلى ما يشاء إنه لما يريد فعال والحمد لله رب العالمين .


.....................................................................


عبد الكريم احمد الزيدي

العراق / بَغداد



تحليل نقدي بقلم مشترك للاستاذ الشاعر محمد الوداني والأديبة غزلان البوادي حمدي في قصيدة الشاعر طاهر مشّي ألشِّعرُ قارِبُ نجاةِ المُحبّين

 تحليل نقدي بقلم مشترك للاستاذ الشاعر محمد الوداني  والأديبة غزلان البوادي حمدي في قصيدة  الشاعر طاهر مشّي ألشِّعرُ قارِبُ نجاةِ المُحبّين


في هذه القصيدة، ينطلق الشاعر طاهر مشّي بسلاسة في نهر العاطفة المتدفقة، حيث يتحول الشعر إلى سفينة تبحر في بحر الأشواق، وتجسد الكلمات شغفًا متقدًا لا ينطفئ. يربط الشاعر بين الحب والشعر في صورة إبداعية تجعلهما كيانًا واحدًا، إذ يصبح الشعر نفسه امرأةً تتغلغل في وجدانه، توقظ في روحه الحنين، وتحرك في قلبه براكين العشق.


تتسم القصيدة بجمالياتها الإيقاعية وتدفقها الموسيقي، حيث تتناغم الأبيات بانسيابية تثير في النفس إحساسًا عميقًا بالشوق والوجد. ويظهر في اختياره للألفاظ قدرة فنية على تصوير المشاعر بدقة، فنجد تعابير مثل "هذا الحب يغرقني في بحر شوقها طوفانًا وإحراقا" تعكس مدى الغرق في العاطفة والانجذاب الحسي، بينما يرمز الليل والبدر والصبح إلى التناقضات الشعورية التي يمر بها العاشق بين الأمل واللوعة.


في بنية القصيدة، يعتمد الشاعر على صور بلاغية نابضة بالحياة، مستفيدًا من الاستعارات والتشبيهات التي تضفي على النص بعدًا عاطفيًا غنيًا، حيث تتجسد المرأة ككيان يجمع بين الحضور والغياب، وبين الغموض والوضوح، فتارةً هي همسة تشعل الحنين، وتارةً أخرى هي فيض من النور يضيء دروب القلب.


لا يسعنا في النهاية إلا أن نشيد بهذه القدرة الأدبية الفذة التي يتمتع بها الشاعر طاهر مشّي، حيث استطاع أن يصوغ من الحروف سيمفونية وجدانية تخترق القلوب. قصيدته ليست مجرد بوح شعري، بل هي لوحة إبداعية تنبض بالمشاعر وتختزل فلسفة الحب والشعر في وحدة متكاملة، ليؤكد بذلك أن الشعر كان وسيبقى قارب نجاة العاشقين.


مع تحيات ادارة مجلة غزلان للأدب والشعر والابداع الفني العربي للنشر والتوثيق والقراءة النقدية التحليلية الثقافية العربية


ألشِّعرُ قارِبُ نجاةِ المُحبّين

ااااااااااااا ااااااااااااا ااااااااااااا 

ما أجملَ الشعرَ ... للمشتاق أشواقا

بين الضلوع التي في الصدر أطباقا!


حواءُ ... فالشعر أدركناهُ قارِبَنا 

مَن يسكنِ القلب ... طول الدّهر مشتاقا 


ما غاب ذهني ... فلا أسبابَ يحملها

هذا حنيني لكُم ... أهديه توّاقا 


والليلُ ... كمُ بان فيه البدرُ مكتملاً 

والصبحُ ... لاحتْ به الأشواق إشراقا! 


اليومَ أدركتُ ...  أن الشعرَ إمرأةٌ 

دقتْ حصوني فباتَ النّبضُ سبّاقا!


ما صِبتُ قولاً ...  وهذا الحبُّ يُغرِقُني

في بحر شَوْقِها ... طوفاناً وإحراقا!


قد عدتُ والسيل يُغريني بِلا سببٍ

من همْسِها الدُّرّ ِ... بات الدمعُ رقراقا!


عادتْ ... تناجي ضياءَ البدر في وَلَهٍ

ما همَّها الليلُ ... هذا البوْحُ إشفاقا!


حواءُ عودي ... فكمْ بيْتٍ وقافِيَةٍ

نجوى لِشكواكِ ... صُغْتُ الشعرَ إحقاقا!

ااااااااااااا ااااااااااااا ااااااااااااا ااااااااااااا 

طاهر مشّي



أوطانُنا تُغْتَالُ فِي رَمَضانِ بقلم الشاعرة سعیدة باش طبجي☆تونس

 《أوطانُنا تُغْتَالُ فِي رَمَضانِ》


1☆《رَمَضانُ هَلَّ》


 رَمَضانُ هَلَّ فأیْنَعَتْ أغْصَانِي

وتَضَمَّخَتْ بعُطُورِهِ أکْوانِي

وبِفَیْئهِ الرََیَّانِ هَبَّتْ نِسْمَةٌ

فتَوَسَّدَتْ رَبْعَ السَّلامِ جِنَانِي

واؔعشَوْشَبَ الرَّوْضُ الجَدیبُ بِمُهْجَتِي

وتَفتَّقَ النِّسْرینُ في شِریَانِي

وَغَفَا العَبیرُ بمَضْجَعِي و وَسَائِدي

وعَلی زُنُودِ النُّورِ نَامَ زَمَانِي 

وتَدَفَّقَتْ فِي خَافِقِي حُلَل السَّنَا

وَکَسَتْ شِغَافِي بُهْرَةُ الألْوَانِ  

سَکَبَتْ کؤوسَ النُّورِ في جوْفِ الدُّجَی

فَتَرشَّفَتْ خَمْرَ الصَّفاءِ دِناني 

وعَلَی جِدارِ الطُّهْرِ  طالَتْ نَبْتةٌ

حَتَّی غدَتْ کَخَمَائِل البُسْتَانِ

وزَهَتْ لَیَالي الأُنْسِ في حِضْنِ التُّقَی

ورَسَتْ بُحُورُ السِّلْمِ في الشُّطْاؔنِ

عِطراً وطُهْرًا..رَحمةً وبَداٸعًا

مَمْهُورَةً بالهَدْيِ والإِیمَانِ 

حَفَلَ الوُجُودُ بِنُورِها...فَتألَّقَتْ

کَسَبائِکٍ مِن عَسْجَدٍ  وجُمَانِ

والشِّعْرُ عَرَّشَ فَوقَ تَلِّ مَواجَعَي

فَزَهَا القَصَیدُ بِنَشْوةٍ و بَیانِ

یَشدُو باؔلاءِ الإلَهِ ومَجْدِهِ

ویُذِیبُ رُوحَ الکوْنِ في الألْحَانِ

ویَحُوکُ مِن نَسْجِ الکَلامِ قَوافِیًا

رَسَمَتْ بَدَائعَ خَالِقٍ فَنَّانِ 

شَهْرٌ سَبانِي بالنّسَائمِ هَبَّةً

مِغْدَاقةً مِن نفْحَةِ الغُفْرانِ

فِي خَافِقي..حَلَّتْ سَکینةُ نَشْوةٍ

وخَبَا لۭهِیبُ الحُزْنِ مِن نِیرَاني

فَتَحَوَّلتْ حِمَمُ اللَّظی مَعْزُوفةً

تَهْمِي کَما الأشْذَاءُ فِي البُسْتانِ

بَرْدًا..سَلامًا..نَفْحَةً من سُنْدُسٍ

مِن عِطْرِ ریحِ الخُلدِ والِإیمَانِ


2  ☆《أوطانُنا  تُغْتالُ في رَمَضانِ》

            

لَکنَّنِي مِنْ نَشوَتي فِي حَسرةٍ

أکرَی مِدَادِي...تَاهَ نبْضُ لِساني

ماذَا أقُولُ ورِیشَتي مَثْلُومةٌ

والقَهْرُ والخُذْلانُ مِلء جَنانِي

ما عُدتُ ألقَى للکلامِ بدایةً

في مَطلعٍ يشْفي غليلَ بَنَاني

ما عُدتُ ألقَى للکَلامِ نِهايةً

في قَفْلةٍ تُنْهِي مَخاضَ بَیَاني

دَلْوِي بِلا حَبْلٍ وبئْري ناشِفٌ

وبِداخِلي غَيْلٌ مِنَ الأحزانِ

خَرَسَ القصیدُ بمُهجَتِي وتَحَنّطتْ

أوزانُهُ مِنْ حُرقةِ الوِجْدَانِ


يَا إخْوَةَ الأوْجَاعِ في کَونِ اللَّظَی

أوطانُنا  تُغْتالُ في رَمَضانِ

صُهْیُونُ یَنْفُثُ سُمَّهُ في فَیْئِنا

ویَصُولُ في الأرْجاءِ کالثُّعبانِ

والجَوْرُ یَرْفُلُ زَاهِیًا مُتنَمِّرًا

في بِزَّةِ البَطلِ النّبِیلِ الحَانِي

ودَمُ الكَرَامةِ مُسْتَبَاحٌ مُهْدَرٌ

والجُرْحُ مَفْغُورٌ بِقَیْحٍ قَانِ

أضحَی الرَّدَی لَوْنَ الحَیاةِ بأرضِنا

وقَد اکتَسَتْ بالدّمِّ لونًا ثانِي

مَنْ لَمْ يَمُتْ بالقَصفِ مَاتَ بِجُوعِهِ

أو مِنْ جَوًى في مَهْمَهِ الأحْزَانِ

أو فَوْقَ أكْوامِ الرُّكَامِ مُهَشَّمًا

أو فِي هُوَی الإهْمالِ والخُذْلانِ

أو مِنْ فُلولِ الغَدرِ أو طَعْنِ 

الخَسَاسةِ ..أوْ بَراثِنِ صَوْلةِ الغِربَانِ

مَا بيْنَ فَكَّي حَاكِمٍ مُسْتَأسِدٍ

أوْ خَاٸِنٍ لِكَرامَةِ الأوْطانِ

حُکَّامُنَا في شَهْوةِ الأجْسادِ لا

مِنْ جَذْوةٍ أو نَخْوةِ الوِجْدانِ

لا نُورَ في أروَاحِهم غیْر الدُّجَی

عَتْمًا وعُقْمًا في مَدَی الأزْمانِ

مَاذَا أقُولُ وکِلْمَتي مَکْلُومَةٌ

والعَجْزُ والإحبَاطُ مِلْء کِیانِي؟

هَذِي أنَا فِي جُرفِ أوْجَاعِ الجَوَی

مَصدُومَةٌ والنّبْضُ کالبُرْکَانِ

قَد جِئْتُ أحْمِلُ حُرْقَتِي ومَواجِعي

فِي أحْرُفِي وبِأضْلُعِي ولِسَاني

أدْعُو الإلَهَ بِحُرْقةٍ مَحْمُومةٍ

تُدْمِي الوَریدَ ..تَمِیهُ في الشِّریَانِ

وتُذِیبُ صَخْرَ الحِقْد في قلْبِ الأذَی

هَل یَا تُرَی تَلْقَی سَمِیعَ أذَانِ؟


3☆《اِسْبلْ جَناحَكَ》


ﷲُ..یا ﷲُ.. أطفِيءْ حُرْقتِي

وبِشَهْدِ نَهْرِ الخُلدِ  فاؔرْوِ کِیاني

قَلْبِي بِِفَیْئِکَ مَرْتَعٌ وخَمائِلٌ

ومَرَابعٌ....یا رَوْعةَ الأکْوانِ

أنْتَ المَلاذُ وأنْتَ نَبْعُ صَبابَتِي

وهُوِیَّتِي..والمُنْتهَی عُنْوانِي

یارَبُّ.. هَذي أرْضُنا ثَمْلَی بِکَأس

الرُّعبِ والإرْهابِ والعِصْیَانِ

مَاهَتْ سُمُومُ الدّاءِ واؔنْتَحَرَ الوَفا

وغَدَا المَدَی نَهْرًا مِنَ الأَشْجَانِ

فَاؔسْبِلْ جَنَاحَکَ فَوْقَ قَوْمٍ عُزَّلٍ

قَد طَوَّقَتْهُم  لَوْثةُ  الغِرْبانِ

قَد أُجْهِضَتْ أوْطَانُهم بِیَدِ الأذَی

وتَمَنْطَقُوا بالذُّلِّ والخُذْلانِ

أَسْرِجْ قنَادِیلَ الهُدَی یَا خَالِقي

عَلََ القُلوبَ تُضِيءُ بالتِّحنانِ

وافْتَحْ مَغَالیقَ التُّقَی عَلَّ المَدَی

یَهْمِي عَلَی الاؔفاقِ بالإحْسَانِ


3☆《يَجْتاحُني أمَلٌ..》


هَذي حُرُوفي رُمْتُها أهْزُوجَتِي                                                                  نَجْوی ابْتِهالي لِلَّذي سَوَّاني

قَدْ صُغْتُها مِنْ خَافقي بأنَامِلي

قَدَّمتُها مِنْ مُهْجَتي قُرْبانِي

یَجْتَاحُني أمَلٌ بِکَوْنٍ مِنْ صَفَا

العَدْلُ شَرْعِي والسَّلامُ رِهَانِي

فلَعَلَّ هَذَا الشَّهْرَ یُزْهِرُ في دَمِي

أمَلًا یَفِیضُ عَلی رُبَی الطُّغْیانِ

فأرَاکِ یَا وَطنَ المَظَالمِ نَجْمةً

تَزْهُو بآلَاءِ السَّنَی.. وأرَانِي

فِي فَيْءِ شِعْري غَیْمةً مِغْداقةً

تَهْمِي بِشَهْدٍ مِن جَنَی الألْحانِ

وأرَى السَّلامَ بِدَفْقةٍ مِنْ مَوْجةٍ

فَوَّارَةٍ یَرسُو عَلَی الشُطاؔنِ

وأرَی الوُجُودَ حَمامةً رَفْرافةً

تَشْدُو السَّلامَ وَصَحوَةَ الإنْسانِ

فمتَى نَنَامُ عَلى فِراشٍ مِنْ رضًى؟

ومَتَى سَتَصحُو نَخْوةُ الوِجْدانِ؟


《سعیدة باش طبجي☆تونس》


إشراقة شمس = 33 = بقلم الكاتب يحيى محمد سمونة

 إشراقة شمس 


= 33 =


و إذن، لا شيء يستوجب توقيفي في هذا الفرع اللعين - فرع أمن الدولة - و إنما تم استدعائي إلى هنا للتفاوض عسى أن أكون عميلا لهم ! يا للعار، ما أقبح أن يكون المرء في وطنه عميلا { تموت الحرة ولا تأكل بثديها }  


قطع النقيب شرودي هذا و باغتني بسؤاله: هيه يا يحيى، فيم تفكر ؟ قلت: أفكر بالخروج من هاهنا، قال: ليس قبل أن نتفق، قلت: عفوا سيادة النقيب: هل هو إتفاق أم تراها إملاءات؟

قال: سمها بما شئت، ثم أردف قائلا: أنت شاب ذكي و مثقف و نشيط، و الفرع يطلب منك أن توظف نشاطك في خدمة الوطن، قلت: يكفي المواطن ألا يكون أعوج السلوك حتى يكون صالحا و في خدمة الوطن. قال: التقرير أمامي يقول أن لديك أنشطة دينية غير مسموح بها. قلت: و هل الأنشطة الدينية تعتبر سلوكا أعوجا ؟! قال: نعم، إذا كانت مصبوغة بصبغة سياسية و هذا ما أقصده بالقول غير مصرح بها، قلت: محور التحالفات في العالم كله تكتنفه مرجعية دينية، قال: هنا بيت القصيد، تكمن المشاكل برمتها إذ تتقاطع و تتضارب تحالفات المواطن مع تحالفات الدولة، قلت: و أين تكمن الديمقراطية في هذه الحالة ؟! قال: كأني بك تجاوزت خطوطا حمراء، فاحذر تقاطع تحالفاتك مع تحالفات الدولة، و لن تكون صالحا إلا أن يتوافق سلوكك و مقررات دولتك، قلت: و ما ضمانة صحة و سلامة و سداد مقررات الدولة و تحالفاتها؟!


- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا


عدت عيدي ‏‎ما أسرع الزمن! بقلم الكاتبة يسرى هاني

 عدت عيدي

‏‎ما أسرع الزمن!

‏‎تطوي الأيام أعمارنا، ويلتهمنا الوقت التهاما، وعلى غفلة منا نجدنا على رصيف النهاية شبه غرباء إلا من ذاكرة بالكاد تذكرنا بما تخبئه أرواحنا من ملامح كانت لنا وأمست تشبهنا.

‏‎التغيرات الخارجية، وإن كانت طفيفة تبقى مشاكسات الروح كبيرة ومفارقاتها شاسعة وعميقة.

‏‎عندما نكبر نستسلم كلياً لإرادة الروح يملؤنا يقيناً أنها الخلاص والسلوى، هي العقل الراجح، القرار والمقر.

‏‎لم أكن سابقاً أقف كثيرا عند ذكرى مولدي لأجدني اليوم أولية أهمية وحيزاً من تفكيري وتأملي.

‏‎فيما مضى كنت أضع أهدافاً بسيطة لإنجازها قبل عيدي المقبل. أما اليوم فإني متفاجئة بكمية الأهداف المأمول إنجازها.

‏‎فأنا لم أعد شخصاً بعد.

‏‎أنا أم عمري آفاق أحلام أولادي الأبدي وروحي خلية كل فص بها يحيا ببقايا أنفاسهم.

‏‎أن تتحول الأنثى من شخص إلى أم أن هذا يعني أنها كانت فرداً وأصبحت أسرة، مجموعة في واحد. لم تعد مستقلة أصبحت اشتراكية حتى في أحلامها، طموحاتها، مخططاتها المستقبلية رغم أنها متيقنة أنه في القريب العاجل سوف يستقل الجميع عنها لتعود أنثى فرد، وقد تقلص كل شيء، وانكمش وحتى الأحلام شاخت والأمنيات هرمت.

‏‎فكرت لما الآن بعد هذا العمر اهتم لعيد مولدي أكثر بكثير من ذي قبل. فوجدت أنه لعلي أحاول ترميم أحلامي الآفلة، وأسعف أمنياتي الغافية على متن نجم الصبا بقبلة الحياة.

‏‎ولما لا...

‏‎أستطيع أن أستل نفسي من كينونة الأم التقليدية، أن أتمرد على نظام اتبعته طواعية، بل سننته لنفسي بكامل قواي العقلية ومطلق إرادتي.

‏‎نعم سوف انسلخ هذا العام من أنا تلك لأكون أنا بهيئة جديدة تنسجم وتتجانس مع أحلام تستيقظ بعد سبات طويل، فأنا التي طالما قلت إن الأحلام لا تشيخ، وأن الأمنيات دوماً ترفرف في سماء الحالمين والحياة هبة يحق لنا عيشها كما يحلو لنا إذ نحن محاسبون عليها إلى آخر نفس فيها.

‏‎عدت يا يوم مولدي محملاً بالحب والحلم الجميل.

‏‎عدت وعدت أنا من رحلتي الأولى أخط أولى صفحات عمري الجديد.

‏‎عدت وها أنا كما كنت دوماً امتطى صهوة الصمت بوحاً بربرياً غجري التعبير لعلي أعبر عن ما يعتري تلك الساكنة ذاتي فرحاً وحزناً وجنون التفكير.

‏‎عدت وأنت العيد والهدية الفك بعبير روحي، وأقدمك إلى شرايني وملجأ روحي وسنيني أسرتي فرداً فردا.

يسرى هاني


تفاعلا مع مقال الكاتب السوري ومذيع قناة الجزيرة فيصل القاسم الموسم ب"هل تنجح الديمقراطية في بلادنا العربية..؟* بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 تفاعلا مع مقال الكاتب السوري ومذيع قناة الجزيرة فيصل القاسم الموسم ب"هل تنجح الديمقراطية في بلادنا العربية..؟*


لا حرية للوطن ولا تقدم للمجتمع..بغير الديمقراطية..


بين عامي 1967 و1979 اثنا عشر عاما وعدة حروب وهزائم عربية.

بين التاريخين أيضا حروب وانتصارات غير عربية. بين التاريخين كذلك عدة متغيرات عميقة شملت العرب وغير العرب المنتصرين والمنكسرين على السواء.

ولكن لماذا عام 1967 ولماذا عام 1979؟ ألأنهما بالنسبة لنا نحن العرب،هما على نحو ما تاريخ واحد؟ فالهزيمة العربية المدوية- وفي القلب منها كانت الهزيمة الناصرية-لم تثمر العلقم، إلا في معاهدة الصلح المنفرد،بمعنى أن العدو انتظر أكثر من عشر سنوات ليجني ثمار حرب الأيام الستة.

ألا يعني ذلك على نحو آخر أنّ مقومات الهزيمة،رغم حرب اكتوبر 1973،بقيت كما هي في الجوهر،حتى أنها حين تكرست بزيارة رئيس أكبر دولة عربية للقدس المحتلة، كانت تصرخ-تلك المقومات -بأنها الأقوى والأشمل والأعمق غورا في أرض العرب،من كافة المظاهر السطحية الأقرب إلى المظاهرات في مقدمة جنازة؟

وهل كان النموذج الناصري المهزوم عسكريا واقتصاديا واجتماعيا عام 1967 نمطا مصريا خاصا لا يقبل التعميم العربي،وهل كانت مصر- اكتوبر 1973 والخيمة 101 واتفاقــــية سيناء الثانية وزيارة العدو واتفاقيات كامب ديفيد ومعاهدة واشنطن- مصر مصرية،أم كانت مصر عربية شاملة،مجرد نموذج رائد في النهضة والسقوط للعرب جميعا..؟

والجواب أنّ الناصرية كانت نموذجا لا حالة فردية خاصة بمصر، فغياب الديمقراطية كهمزة وصل بين التحرير والتنمية كان أسلوب كافة الأنظمة «الإصلاحية» العربية.كما أن مصر-المعاهدة،هي النموذج المكثف لكافة الأنظمة السلفية.. فالهزيمة عام 1967 وتكريسها عام 1979 كانت إنجازا عربيا شاملا تحتل فيه مصر موقع الصدارة والمسؤولية بحكم قيادتها للنموذجين الإصلاحي والسلفي معا.عروبة الهزيمة تكاد ترادف بمعنى ما عروبة مصر، فأصل الأصول هو النمط الاقتصادي-الاجتماعي،وفرع الفروع هو زيارة «إسرائيل» وتوقيع المعاهدة.النمط الناصري الغالب على مختلف الأنظمة الوسطية، هو غياب الربط بين التحرّر الوطني والتحرر الاجتماعي،أي غياب الصيغة الديمقراطية القادرة وحدها- بمشاركة الجماهير المستفيدة من التحرر المزدوج-على صنع القرار وحماية تنفيذه.هذا النمط تحت أسماء مستعارة،هو الذي رسّخ الهزيمة ولا يزال،في كافة النظم التي لم يحكمها عبد الناصر،بل وبعد غياب الرجل بعشر سنوات.

إنّ القبول العربي التدريجي والشامل لما كان مرفوضا من البعض وعبد الناصر بعده حي،كقرار مجلس الأمن رقم 242،أصبح القاسم المشترك-أو الحد الأدن-بين العرب جميعا،الأمر الذي يعني أنّه الحد الأقصى لغالبية العرب.

مصر- السادات بدورها،ليست أكثر من «نمط»، فالانفتاح الاقتصادي والتحالف مع أمريكا واغتيال كافة أشكال الديمقراطية،ودعم الاتجاهات الثيوقراطية وضرب العلمنة،كلها عناوين رمزية لأسلوب حياة وموت الأنظمة السلفية.. التي ترفض علنا الصلح مع العدو،وتقبل علنا أيضا كل ما دعا إليه السادات في ذروة الحرب من مؤتمر جنيف إلى الدولة الفلسطينية. يقبلون كل المقدمات ويرفضون بعض البعض من جزئيات النتائج وتفاصيل النهايات، وحتى هذه لا يرفضونها سرا.

على طول المسافة بين الهزيمتين، كان النظامان-الإصلاحي والسلفي- يلتقيان في الارتباط البنيوي أخيرا،بالسلسلة الاستعمارية لدورة رأس المال العالمي..حيث القهر القومي والوطني والاجتماعي والفردي،هو المسلسل الحتمي التابع،الأمر الذي يكرّس «زحف الهزيمة الطويل» في التخلّف والديكتاتورية ونقصان السيادة الوطنية.وهو أيضا الأمر،الذي تتفرّع عنه حروب القبائل والعشائر والطوائف، وتغير اتجاه البنادق إلى حروب الإخوة.كما تتفرّع عنه مذابح الفقراء على موائد الأغنياء،ومجازر الحلفاء على موائد الأجنبي.يتدهور الاقتصاد ويتحلّل المجتمع وتزدهر الأمية الأبجدية والأمية الثقافية،وتنقلب بعض القيم الأساسية رأسا على عقب في زمن قياسي.

حرب لبنان، حرب مصر- ليبيا، حرب الصحراء الغربية، يكفي؟ خطف على الهوية الدينية والعرقية والسياسية،من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب.ومن الشمال إلى الجنوب تعذيب يفضي إلى موت. ومن قلب الكلية العسكرية في قلب العاصمة المصرية إلى الكلية الحربية في قلب حلب السورية، يستأنف المتطرفون الإرهاب الديني وحمل السلاح. والسجن العربي يضيق بسكانه من العرب، كالسجن الصهيوني تماما. ومن المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، تأتي علامة المهدي المنتظر الذي لا يأتي. ترتفع أسعار النفط في بلاد النفط، وأسعار القطن في مزارع القطن. وتغادر مياه النيل الوادي العطشان لتروي صحراء العدو، تماما كتحوّل النفط العربي الإسلامي في أنابيب أمريكا إلى قذائف إسرائيلية على جنوب لبنان.

إنّ خط الانكسار العربي، خلال تلك الفترة،كان يتناقض بصورة مأساوية مع صورة العالم من حولنا..فحين كانت تلتهب حرب لبنان عام 1975،كانت فيتنام تحصل على استقلالها من أعتى قوّة مسلّحة في التاريخ، وحين كان «أحدنا» ينحني من دون خجل أو وجل للعلم الصهيوني في مطار بن غوريون،كانت الوحدة القومية بين شمال فيتنام وجنوبها قيد الإنجاز. وحين كان العرب يقتتلون قبائل وعشائر وطوائف،ويحرفون اتجاه البنادق عن العدو الواحد، وحين كانوا يستنزفون دماء بعضهم بعضا في المنافي ومستشفيات الأمراض العقلية وأقبية التعذيب في السجون السرية والمعتقلات العلنية،وحين كانوا يخطفون أنفسهم ويذبحون رقابهم ذبح الشاة،ويلقون بها في الأنهر والصحارى والغابات، وحين كانوا يتناسلون بسرعة وحشية لتنسي الليالي ما يجري في النهار، فتصغر كسرة الخبز ويزيد عدد الذين لا يعرفون الألف من كوز الذرة،ويقل عدد المستشفيات والمدارس والبيوت،ويزيد عدد الكنائس والمساجد..حين كان يحدث ذلك كله كانت أنغولا تزيح عن كاهلها أركان امبراطورية دامت أربعة قرون،وكان البرتغاليون يزيحون عن كاهلهم سطوة ديكتاتورية دامت أربعة عقود.وكانت اسبانيا تتخلى عن صحراء المغرب، بعد أن تخلت عن شبح فرانكو. وكانت ايران بشعبها الأعزل تسقط أقوى قلعة مسلحة في الشرق الأوسط، وكانت نيكاراغوا تطيح بالديكتاتورية المتوارثة.

كان خط الانكسار العربي يتناقض بصورة مأسوية مع بقية خطوط العرض والطول في خريطة العالم..حيث يتلقى النمر الأمريكي- والقط الصهيوني بالتبعية-ضربات هائلة،بينما يقوم العرب دون غيرهم بتضميد جراح النمر الكسير والقط الهائج، بدموع أطفالهم ودماء شبابهم وماء الحياة لأجيالهم.

شهدت الاثنتا عشرة سنة بين الهزيمتين، متغيرات حثيثة في القيم الرئيسية لمسيرة التاريخ الاجتماعي- الثقافي للعرب..فقد تراجعت الفكرة القومية تراجعا واضحا أمام تيارين:الديني والمذهبي من ناحية،والإقليمي والقطري من ناحية أخرى.كذلك تراجعت قضية التنمية أمام فكرة التحديث التكنولوجي. كما برزت قضية الديمقراطية،وكأنها البديل عن «التحرير»الوطني والاجتماعي، وأحيانا أخرى بصفتها الطريق الوحيد إلى التحرير.

وربما كانت مصر-مرة أخرى وليست أخيرة-هي البلد الأكثر دويا بما جرى في حقيقة الأمر، للعرب جميعا.. فالإقليمية والطائفية التي أفرزتها حرب لبنان ليست أقل من الشوفينية والإرهاب الديني في مصر. وما ظهر بارزا على السطح المصري أو اللبناني كان مترادفات سرية وعلنية في كل أرض عربية.

أردت القول إنّ الرؤية الجديدة لهذا الجيل (جيل اليوم)، عليها أن تكون الرؤية المضادة لجيل الهزيمة..الرؤية التي تضع الديمقراطية في مكانها القابض على التحرير الوطني من ناحية،والتحرير الاجتماعي من الناحية الأخرى.يجب أن تكون- أولا وأخيرا- الاستيعاب التاريخي المر: لا حرية للوطن ولا تقدم للمجتمع بغير الديمقراطية،وأي إنجاز هنا أو هناك في غيابها يهدم المعبد بأكمله فوق جميع الرؤوس.

إنها رؤية «الثورة الثقافية الشاملة» في مواجهة «الإصلاح الوسطي» و»الصمود السلفي» معا،اللذين يلتقيان في خاتمة المطاف.


محمد المحسن


*لمزيد التوسع في هذا الموضوع أنظر مقاله الصادر بصحيفة-القدس العربي-بتاريخ 22مارس/آذار 2025



التهب الحشى بغيبته... بقلم الكاتبة هادية السالمي الدجبي.

 التهب الحشى بغيبته... 

أبلغْ أنيسا عزّ  مجلسه 

أنّ الربيع عزّ منبته 

و أنّ طوق الياسمين  ضنّ مبسمه 

فما زهت بالطيب مهجتي و لا طابت بطلّته 

و ما ترنّمت حساسين ببهجته


***************

قد هجر اليمامُ غصنا كان يألفه 

و ما شفى نفسا هديل كان يرسله 

و لا سخا بالنصح  حصن كنت أقربه 


ها أثقل النفس نشيج و لظى في القلب موقده 

و كلما قلت كفى يا نفس  هطلا  بعد نومته 

التهب الحشى بغيبته 

و هطلت بين الضلوع ظلمة الفقد و حرقته 

و لا رذاذ يصحب الليل بهمسته 

فما لذكر والدي نَسْيٌ ولا تُنسى مكارمه 

و بلسم قوله، مثل الفيء يغدقه 

أكرِمْ بقول هو قائله 

و بصنيع هو صانعه 


وها أهيم اليوم وحدي دون بسمته 

كأنني الطير ، تضيق به مهجته 

فما يجيش بين أضلعه بِشرٌ  أو تٌفيض البِشرَ أضلعُه 


******************


و إذ  أناجي الله، أسأله 

أقول يا ربّ سلاما للّذي كنت أحدّثه 

فما سواك يُرتجى جميل عفوه و رحمته... 


بقلمي. هادية السالمي الدجبي.

العشر الأواخر بقلم د. محفوظ فرج المدلل

 العشر الأواخر


ياقوافيَّ       سبِّحي      الرحمنا

واجعلي  ذكرَ   خالقي     عنوانا


وانحنِي  ياحروفُ في كلِّ صوتٍ

ساجداتٍ   لمن  برى    الأكوانا


الليالي العشر الأواخر      فيها

نعمةٌ   للدعاءِ     تجلو    أسانا


فاذكرْ    اللهَ    في خشوعٍ  وكَبِّر

رازقاً  منهُ   نرتجي        الغفرانا


إنَّ    قولي  ( أستغفرُ الله ) كنزٌ

كلَّ     حينٍ       يزيدُنا      إيمانا    


أنتَ       ياربنا    عَفُوٌّ       كريمٌ

فاعفُ   عَنّا  وأطفِئِ     النيرانا


وعلى الهاشميِّ   صلِّ    وسلم

مَنْ   به  الحقُّ      للبريةِ     بانا


وبهِ     زُلْزِلَتْ      دياجيرُ   ظلمٍ

 فأضاءَ    ببعثِهِ            الأوطانا


 

د.  محفوظ فرج المدلل