الثلاثاء، 10 ديسمبر 2024

حكايتي..مع مظفر النواب ذات زمن جميل. الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 ( حكايتي..مع مظفر النواب ذات زمن جميل..)

ما أحوجنا في-زمن الرصاص-إلى إستنهاض أدب المقاومة..ليسير كتفا إلى كتف مع البندقية..
-حين قابلته في دمشق،في مقهى"هافانا " الدمشقي العريق،منذ ربع قرن مضى،وكانت زمنئذ-عاصمة الأمويين الوارفة-أكثر ألقا وإشراقا،فوجئت بأن الشاعر الذي يتفجّر غضباً في قصائده هادئ هدوء الطفل ويقطر رقّة حين يتكلّم..( الكاتب )
٩
-سرت في اتجاهك العمر كله،وعندما وصلت،انتهى العمر”.(الشاعر الراحل مظفر النواب)
-المنفى يمشي في قلبي/في خطواتي في أيّامي/المنفى كالحبّ يسافر/في كلّ قطارٍ أركبهُ/في كلّ العرباتِ أراهُ/حتّى في نومي
يمشي كالطرقات أمامي/في هذا العصر/يكون الإنسان/ويُعرَفُ مِن منفاهُ»(مظفر النواب)
لكي نتعرف على خصوصية وجذور شعر مظفر النواب فاننا بحاجة للرجوع الى قصائده الأولى،وقد وجدنا ان احدى قصائده لم تنشر غير مرة واحدة،ولكنها رغم ذلك تحمل الكثير من هذه الخصائص والجذور فقد نشرت مجلة الطليعة الكويتية لسان حال حركة القوميين العرب بعددها الصادر في السابع والعشرين من نيسان/أفريل عام 1974 ولاول مرة قصيدة الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب التي تعتبر من ارقى قصائد الاستشراف الميداني للواقع العربي الذي سيحصل بعد سبعينات القرن الماضي اضافة الى اعتبارها احدى قصائد الشاعر القريبة من قصائد جيل الرواد في الشعر الحديث الذي برز من جيل بدر شاكر السياب والمغذى بجمال قصائد بلند الحيدري ..
وقد يرى الكثير ان ما بين مظفر وجيل الرواد بعدا زمنيا عدا ان احداث قصائد جيل الرواد لم تكن حادة وثورية كما هي في شعر مظفر،هنا لا بد من التنويه انني سوف لن ابحث في عموم شعر مظفر النواب حتى يتحتم على المقارنة بين ذاك الجيل وشاعرنا بقدر قصيدته عروس السفائن ..
وقد اهتم الشعراء بالتعبير عن واقع الامة العربية حتى اضحت القصائد تروي لنا قصة مملوءة بصورة الواقع السياسي والاجتماعي الذي يكتب فيه الشاعر قصيدته.
ويتميز النواب بحدة ومأساوية ذلك مركزا على دور السلطة في ذلك.
ووسط تردي واقع الامة وانتكاساتها التي تعاقبت بعد هزيمة حزيران /جوان 1967 وما ترتب عليه الوضع اهتزت مشاعر شاعرنا النواب…
ومن كان يظن ان اممية مبادئ مظفر النواب تبعده عن احساسه العروبي فتلك حسابات خاطئة واتهامات باطلة لذوق وخلق الشاعر الذي أعقب قصائده بعد عروس السفائن بالكثير من القصائد ذات البعد التعبوي لجماهير الشعوب العربية وتحفيزها ضد حكامها بإعتبار ان الملوك والرؤساء العرب هم المسؤولون عما جرى ويجري حتى الان ..
وهذا ما عنيته اول الامر بالقول ان هذه القصيدة استشرافية لولقع حدث وسيحدث..
ــ عروس السفائن الصقت ظهري الكسير على خشب الشمس فيك
حريصا على الصمت/مدمي من الناس في البر استنجد البحر
ان الحروف ــ المخالب في غيبتي/نهشت ما تبقى من الصبر في مضغة القلب/فلتقلعي يا عروس السفائن جهرا ../فما عدت احلم بين انتكاس الرؤوس ../اذن دارت الشمس دورتها،وارتأتني الرؤى ..نائما تحت ألف شراع …مجوسية قصتي معبد النار فيها .
وقلبي على عجل للرحيل..
اذا كان معتادا ان يبدأ اغلب الشعراء بقصائدهم بالتغني والتغزل بحبيبة القلب ثم تفتح قريحتهم على واقعة القصيدة..فإن مدخل النواب كان انينه وتعبه مما يجري حوله من احداث رغم ان مأساته الشخصية في ابتعاده القسري والذي صار فيما بعد اختياريا وبعدا عن الوطن كان يجب ان يهزه ويبكيه فيما هو عليه من الم الواقع العربي ..
واختيار الشاعر لأداته البحر والسفينة في الانطلاق بهذه القصيدة كان لغرض مصالحة نفسه لنفسه..ولان ذلك يبعد القصيدة عن المباشرة ويجعل صورها اكثر حسية واقرب للرمز والايحاء
اذ يقول ..
بعيدا عن الزمن المبتلى يا سفينة/ان قليلا من الوزر امتعتي المزدهاة/ولن تثقلي بالقليل../سابقي المصابح موقدة في بهاء الصباح،مصالحة بين صحو الصباح وصحوي/وابقي الرياح دليلي..
ويستمر مظفر في التغني بوحدانية احزانه وانينه على واقع يهز مواجعه حتى تستصرخه روحه الى صياح ومناداة اليمة ..
يستصرخ البحر الذي ركبه وسفينته المفترضة تخيلا او قد تكون حقيقة ذلك ان الشاعر قضى اغلب حياته متنقلا اثقلته انظمة الردة وجراحه منها..كما يقول في احدى قصائده ..
“واه من العمر بين المقاهي لا يستريح/ارحني قليلا فإني بدهري جريح..”
يتواصل انين الشاعر في عروس السفائن صارخا من الالم..
ــ ساصرخ يا بحر..يا بحر ! يا رقص ! يا رب !/يا عتمات/زحار بكل التقاليد،هذا هو الوقت ./فلتعصف الازمات/أم القوم ماتوا /هو الانفلات المدمر ات دويا يغذي دويا/كأن المقادير جاءت لها عجلات../سينتكس الكون مما ستلقي البراكين من حمم/او تكون الحياة..
واذ تحتدم أوجاع الشاعر في تحديد الانظمة التي اتخذت الثورية سلوكا مضاء لها..فنراه يبكي على واقعة جعلها مقدمة لمقطع الدخول الى تشخيص الانظمة المعنية بالصراع حيث ينطلق من سوريا ..
” في مدينة كذا القريبة من دمشق،وبتاريخ كذا..منع دفن طفلة من اللاجئين في مقبرة المدينة لأنها من اللاجئين ،ثم دفنت برشوة..
الا فلينهض المعدمون الصعاليك.قد أوغل الاغنياء ../لقد منعوا دفن طفلة من اللاجئين،لئلا تدنس بغريب ارض الشام ./فليسمع العرب النجباء/لقد كان في الفجر./في مطر الفجر./ في شجر الفجر/اذ منعوا دفنها/عرق الفجر ./فليعرق الفجر/شاهدة عرقت .
ينطق الطين لو ينطق الطين /لكنها الارض ملك لرب العباد ..
ــ وهذه الجنازة اصغر من اصبعي. ــ انما رفضوا/كلهم رفضوا/لا ليس عهدي باهلك يا شام هذا..
ويرحل شاعرنا المهاجر على اجنحة الضيم وحرمان الحنين للوطن,يرحل الى مصر باكيا ويخاطبها برمزها الالهي..فرعون..ذاك الذي عصى ربه وكان جبروتا واهرامه الشاخصة عبر العصور رمزا لحضارة مصر ..
افرعون اسرع/يا من تخلد اهرامك الموت/اسرع !/هناك من يبتني هرما للمخازي/تقزز وجه الالهة،ألهب ظهر الجياد/سياطا .. واقرصها/صمت/قف ايها السادن الابدي/فمن يملكون السدانة قد سرقوا شعب مصر/ زوروا شعب مصر/وقعوا باسم مصر،ومصر براء..
وحتى نأتي الى بنيوية القصيدة وموسيقاها وتفعيلتها لابد ان نتواصل في مسك ختامها حلم الشاعر الذي اختاره قسرا واختيارا ذاتيا..انه العراق،لقد امسك النواب بوابة العراق من نجومه وهو على ظهر سفينته وفي بحره اللجي
عروس السفائن ! ادعوا النجوم الى قمرتي،فأنا الان اولم نذرا/والبس ابهى ثيابي/فقد كنت عند نخيل العراق/وان كان حلما/وكان العراق على مهره عاريا مثلما ولدته السماء/وكان على عتبات العراق الفضاء/وبين ضلوعي،فضاء به نجمة لست ادري بماذا تضاء ..وفي نجمتي تلك يجتمع الله والانبياء ..
وفي فضاء جفاء الشاعر مع عشقه العراق تحتشد في صدره غيوم كثيفة سرعان ما تزيحها امال اي شاعر حالم,وما اجمل من حلم يحمله مظفر النواب لبلده بقوة الشاعر الثائر ../ايا وطني ضاق بي الاناء/كأن الجمال بليل الجزيرة سوف يطول عليها الحداء
كأن الذي قتل المتنبي , لشعري ابتداء/لأمر يهاجر هذا الذي اسمه المتنبي/وتعشقه بالعذاب النساء
وما قدر انه في الجزيرة يوما،في مصر يوما/وفي الشام يوما
فأرض مجزأة/والتجزء فيها جزاء/عروس السفائن كل على قدر الزيت فيه يضاء ..
مظفر النواب في عروس السفائن تعدى في صياغته الشعرية موضوعه المعتاد فباتت العناية باللغة الشعرية متلازمة لموضوعه السياسي وقد تقدم في استشرافه لواقع حال الامة في لغة ثورية لازمته طويلا وطويلا حتى في ما بعد قصيدته هذه اذ كانت هذه القصيدة بمثابة الأساس لقصائده اللاحقة،وكـــأنها قد زرعت نفسها في مسيرة النواب للعشر فضلا عن ذلك السفر في روح القصيدة فقد ظهرت تاثيرات احساسه القومي رغم ايمانه بأممية القضية التي ناضــــــل من اجلها عبر سنوات حياته.
ولم يكن ظاهرا في موسيقى القصيدة اي اضطراب الذي غالبا ما يقع فيه شعراء القصيدة الحرة الطويلة ..
مظفر النواب يكتب من خارج فلول الكتابة،إنه مهندس على المادة الورقية حيث يسور قصائده بقسوة التحدي والتمرد،والمواجهة، والثورة..إنّ الكم الكبير من الاستلاب المتماهي في قصائده يجعل القارئ يعيش ارهاصات وجدانية وتاريخية مجمعة في المادة الشعرية من صور وتشظي وانبناء وانسحاب..الشعر يشبه الوحي، هكذا تقول قصائده،فهو يصدر عن رؤية ورؤيا وكلاهما ضرب من ضروب الامتداد الانثروبولوجي.فجمالية الاستلاب في شعر مظفر النواب تتأصل في انغراس معطياتها وافرازاتها في أعماق تاريخ المعارضة السياسية والتاريخية العربية الرافضة للاستبداد والقاطعة مع القمع وحكم البوليس السري.
لقد سربل النواب ذاته بعباءة ظاهرها المبدع وباطنها الثائر المتمرد.
فالاستلاب ليس في واجهة قصائده فحسب بل في ذاته الفردية والجماعية،يعبر عنها من خلال فلسطين والعراق وليبيا واليمن.. إنها حالة عشق،يدافع فيها الشاعر العاشق لقضايا الناس عن المفقود والمنشود،لأنه تواق لبلوغ انسانية هذه الامة الممزقة. انسانية لا وازِع لها إلا الضمير،يسعى من خلالها لثورة عارِمة على العادات البالية والتقاليد الاجتماعية الساذجة والروح الهدامة. ويناضل لظهور كل شيء للعلن،فهو يعلن الهزيمة داخل النصر، ويعلن النصر من داخل الهزيمة،فلا حال مستقر عنده،وهنا تكمن حقيقة الاستلاب الذي يعيشه الشاعر انسانا ومواطنا وسياسيا وعسكريا..يعيشه طفلا ورجلا وامراة وشيخا..والاستلاب خوف ووجع ووطن في قصائده..
ختاما،لم يكن إعلان اسم مظفر النواب مرشحا لجائزة نوبل للآداب ثم فوز الكاتب البريطاني من أصل ياباني كازو ايشيغورو سوى مواصلة لحالة الاستلاب التي يعيشها الشاعر،ولو سنحت الفرصة بعيدا عن الموضوعية المطلوبة لقلت: مظفّر النواب لا يمكن أن يحيا دون استلاب.
لكنه سيعيش اليوم في قلوب مريديه..من البحر إلى البحر..
نَم بسلام أيها الشاعر العظيم..ولروحك السلام..
*مظفر عبد اللمجيد النوّاب،هو شاعر عراقي معارض سياسي بارز وناقد،(ولد في 1934 في بغداد ) لُقِب بـ«شاعر القصيدة المهرّبة».تعرّض للملاحقة وسجن في العراق،عاش بعدها في عدة عواصم منها بيروت ودمشق ومدن أوربية أخرى.وصف بأنه «أحد أشهر شعراء العراق في العصر الحديث».
قالوا عنه الشاعر المناضل،ووصفوه بمنشور سرّي تحول بسبب حب جماهيره إلى منشور علني،أما ألصقُ الألقاب به فكان “شاعر القصيدة المهرّبة”، إنه مظفر النواب،الشاعر المثير للجدل والدائم الخروج عن النص،ابن الناس الناطق بنبض قلوبهم وزفرات صدورهم.
بالأمس رحل عن الدنيا،لكن قصائده الصارخة الساخرة قد تعمر بيننا طويلا، ذلك أنها تحكي نكباتٍ ممتدة وخذلانا مستمرا وقهرا ما زال جاثما على الصدور.
قال عنه صديقه الشاعر عدنان الصائغ إنه شكل علامة مهمة في الشعر العراقي والعربي،استطاع من خلال تعبيره عن هموم الناس وتحدي السلطات،كسب قاعدة واسعة من الجماهير من خلال صوته المتميز.
أثار نبأ رحيله الجمعة 20 ماي 2022 عن 88 عاما إثر صراع مع المرض،في أحد مستشفيات مدينة الشارقة بدولة الإمارات،حزنا عبّر عنه وقتئذ عبر شبكات التواصل الاجتماعي العراقية والعربية.
**هذه القصيدة ألقاها على مسامعي في أحد لقاءاتي معه بدمشق بصوت خافت هادئ،وذلك عندما سألته،هل تكتب قصيدة النثر؟ أجابني كلا،كلّ شعري موزون،واستشهد بهذه القصيدة:
إلى الضابط الشهيد إبن مصر…
ليس بين الرصاص مسافة
أنت مصر التي تتحدى
وهذا هو الوعي حد الخرافة
تفيض وأنت من النيل
تخبره إن تأخر موسمه
والجفاف أتم اصطفافه
وأعلن فيك حساب الجماهير
ماذا سيسقط من طبقات
تسمي إحتلال البلاد ضيافه
ولس قتيل نظام يكشف عن عورتيه
فقط
بل قتيل الجميع
ولست أبرىء إلا الذي يحمل البندقية قلبا
ويطوي عليها شغافه
لقد قبضوا كلهم
وأحقهم من يدافع عن قبضة المال
مدعيا أنها الماركسية أم العرافة..
حين قابلته في دمشق،في مقهى"هافانا " الدمشقي العريق،منذ ربع قرن مضى،وكانت زمنئذ-عاصمة الأمويين الوارفة-أكثر ألقا وإشراقا،فوجئت بأن الشاعر الذي يتفجّر غضباً في قصائده هادئ هدوء الطفل ويقطر رقّة حين يتكلّم..
ما أحوجنا في مثل زمن عربي كهذا موغل في الدياجير،إلى إستنهاض أدب المقاومة ليسير كتفا إلى كتف مع البندقية.
رحم الله الشاعر العراقي العربي مظفر النواب.
وفي جنات الخلد نلتقي يا " أبو عادل"..
محمد المحسن


خوفي جمٌّ بقلم الأستاذ داود بوحوش

 (( خوفي جمٌّ ))


سؤال...

في الذّهن قد يبقى

فهل،

خُلقنا كي نشقى؟!

أم،

ذاك صنع أيدينا

فما عسانا قد نلقى


نحن الصّمّ لا نسمع

و نحن البُكم 

بالحقّ لا نصدع

لحومنا، 

نيّئة نأكلها فلا نشبع

نحن الرّعاع تُبّع

نبتاع القطيع الذي

مُناهٌ...في القعر نقبع

فأنّى لنا رؤوسنا نرفع

و إلى متى نركع

إلى متى 

إلى اللّامبالاة ننزع

وأنّى للشّفيع لنا يشفع


كرهت عروبتي التي تسكنني

و زمرة دمي 

تلك التي تلاحقني

أريد أن أبكي

و أنا الذي أكبو 

أبحث عن صدر إليه احنو

إليه أشكو

فكل الصدور معبّأة

إن شكوت إليها ضعفك

تنبري...إليك مصابها تشكو

فأكسُرني

إلى متى ذا الشرّ يلازمني

إلى متى ذا الإرث

 يلاحقني

أُلسع فأتناساني

فأعود و ثانية أُلسع 

و من جديد أُوجعني


هو الجسد ،

مبدؤه جرح فينتشر 

إن كان عنّي سأرتُقني

خوفي جمّ

 على الأجوار التي تُتاخمني

فلا خير فيّ إن شُفيتُ

و سابع جار بملء العين يرمُقُني

كل حلول الدّنيا ها نفذت

و لم يبق سوى.رجاء الربّ

 يزيح الكرب

فيراوغ الكلّ و يُنقذني


      ابن الخضراء 

الأستاذ داود بوحوش

 الجمهورية التونسية

أيتها الرياح* بقلم الشاعر المنصوري عبد اللطيف

 *****. أيتها الرياح*****

أيتها الرياح

الهوجاء

هلا نظفت ذاكرتنا

من خربشات الزمن

المر

من ثالوت

الفقر الظلم القهر

 أيتها الرياح

هلا مسحت دموع

شعب

تدفقت وديانا

سقت حقولا

جسدت معالم

جرح عميق

عجزت  على توزيع

ورود

على  أطفال

ظلوا الطريق

تاهوا في غياهب

الحرمان

افتقدوا الأمان

ود فء الصديق

المنصوري عبد اللطيف

ابن جرير 10/12/2024

المغرب



الجاسوس الأحول بقلم الكاتب رضوان ضمان النحات

 الجاسوس الأحول

تصلبت رقبتك غير مرتاح تلتفت هناك و تنساق مع التيه

قسما عظما بالتحديق سيصاب نظرك بالخداج

عينك زاغت تدور ،تجتاز و تبحث في المتيه 

يالمصاب مع جيرانك طبعك مراج هجهاج

بلية التحذيق تسود القلب و بالغل ترديه

الحسد و البغضاء سببها النميمة و قلب دراج

الشخص الذي لم تقدره دعه فهو بين قومه وجيه

تسترق السمع من بين الشقوق و النظر من وراء الزجاج

فمن أحبه الناس لا تبغضه و لا تلصق به التتفيه 

و دع عينك ترتاح فسيتكدس مكانها  الترى في الحجاج

و الذي لا تقدر على نفعه لا تسلط عينك عليه

حملقتك نقمة و مخك لا يدري أنه مصاب بارتجاج 

فكل جاسوس غير شريف مغتاب و كذاب سفيه

  تفعل الأفاعيل بعينيك تقض المضاجع و منك الإزعاج 

لم لا تبارك النعمة فمن وجهت له سهام عينك تأذيه 

دع عنك شؤون الناس و عد إلى الله فتم العلاج

حاول أن تتغير فزاعة أنت مرضك بالتقوى داويه

التجسس  ليس بشغل و إنما هو شغل فيه اهتياج 

الرجل مشغول بتجارته و أنت  همك تحاسب فيه

يا محملق حملق في كلماتي قد تخرج منها باستنتاج 

أنفك مكانه في وجهك فحشره في الغير يعد عتيه 


بقلم رضوان ضمان النحات

المغرب



سحر الناي بقلم الكاتب بلال هشهش بيلا

 سحر الناي 


لا تأمننَ لنايٍ سٍحره غَلب الرجال


 عذب القول لحنه وسقفه خَبال 


لو صدق الناي كذب  شدوه شجناً 


  جموح دمع العين خيل شق جبال


ما غيرت الفيافي يوما راعي حلال


وما تغير  بيت شعر لشاعر ضال


 بحر الصبر تاهت فيه  مراكبنا


نائت حباله شَداً فتمزقت أوصال


بقلم مولانا العارف بالله الضاحك الباكي بلال هشهش بيلا مصر .......  1/11/2024



أقبلت من الشام بقلم الكاتب عبد الكريم محمد الهتاري

 أقبلت من الشام 

أم من حجاز ونجد 

أقبلت بحسن بثينه وهند

لتطفى نار بى استبد 

يا خير زائرة 

ياخير عبدا لعبد

أقبلت بعطر وورد

حباها الله حسن فوق خد 

وجسم يختال فوق قد

فقلت حللت سهلا 

حللت سعد 

استبد بى شوقا ووجد

استبد بى بؤس ونكد

هدنى الشوق هد


عبد الكريم محمد الهتاري


يجور الزّمان .. بقلم الشاعرة رفا الأشعل

 يجور الزّمان ..


سُقِينَا كؤوسَ الأسى والألمْ

ودهرٌ علينَا قسا ما رحَمْ ..


يجور الزّمانُ على أمّتي 

وجارَ عدوٌّ  طغى وظلمْ


وأمجادّ قومي أراها تضيعُ

وكم بعضها تتمنّى الأممْ


أيا أمّة العربِ ماذا جرى

بعهدٍ مضى كنت خير الأممْ


زمانًا أيا عربُ سُدْنَا الورى

بعدلٍ حكمْنَا .. نشرنَا القيم


وماضٍ منَ المجدِ يجْمعُنَا

وتجمعنَا الضّادُ  منذ القدمْ


مذاهبُ في الدّين قَدْ فرّقَتْنَا 

فصرنَا شتاتًا وكمْ نختصمْ


جبين العروبة قدْ لطّختْه

مساوٍ .. وجهلٌ به نلتطمْ


وكنّا كموج الخضمّ اندفاعًا

فكيف احتملنَا العصَا واللّجُمْ


رعاةٌ مع الذّئبِ ضدّ القَطيعِ 

يخونونَ  ..  ما ردعَتْهُمْ نظُمْ


تجنّوا .. وعادوا بنا للوراء

فأينَ الوعودُ وأينَ القسمْ  


وصار الضّباعُ لَهُمْ سنَدًا 

وهم طامعون ببعض اللقمْ


نَجوعُ ويُأْكَلُ مِنْ لحمِنَا

وقدْ يلعقونَ عظامًا ودمْ


عليناَ تغير طيور الدّجى

تصبُّ علينَا اللظى والحممْ


ببعض البلاد شعوبٌ تباد 

وما من يجير ولا من دعمْ


ذوى الياسمين وزهر الرّبا

وغاب الضّيَا أطفأتْهُ الظّلُمْ


ويأبى لَنَا العزّ هذا الهوانَ

فعيشٌ بلا عزّةٍ كالعدمْ


جراحك يا أمّتي آلمتْنَا

سَيَفْنَى الزّمانُ ويبقى الألمْ


رفا الأشعل

على المتقارب

باريس(08/12/24 )

خماسيات بقلم الكاتب ( السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر )

 ( خماسيات )

نعم سأكتب أُغنيتي ضد اليأس 

و أخرج الحلم من عباءة البأس

أغازل طيف الحاضر و الأمس 

بين دروب العشق في همس 

كي تعلم قصتي دوامة النفس ٠٠!٠

( السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر )

أخي حارس الشعر بقلم الشاعر سليمـــــــان كاااامل

 أخي حارس الشعر

بقلم

سليمـــــــان كاااامل

*********************

أخي حارس.....الشعر رفقاً

من خولك الحكم والقضاء


وهل يعرف مسروق الشعر

إلا من كانوا بالشعر شعراء


أيفرق النحاس...من الذهب

إلا من كانوا بالمعادن خبراء


وهل يحكم... على سارق إلا

من ملك...القانون وله غطاء


لست سارقا.....ولست داعما

أنا سليمان وعطر حرفي دواء


وددت لو.... أرى منكم شاعراً

أمضى خلفه.....وهامتي علياء


أخط الحرف من وحي خيالي

أصوغ المعنى.... يحمله الهواء


أنشر القصيد..........بكل محبة

وأتلقى من........الأحباب الثناء


فليس كل من....حياني سارقا

ولست داعما لمن أحييه حياء


قد احتبس....الحرف في قلبي

تسممت بالخوف منكم الأجواء


لست أرى سبيلكم سبيل رشد

فهنا غابة.......يحكمها الأقوياء


وكل من راق....... لكم تغافلتم

وكل من..رفض انصياعا يُساء

************************

سليمان كاااامل..... الخميس

2024/12/5



شُوَاظُ الأَلَمِ. بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 شُوَاظُ الأَلَمِ.

حَـاذِرِي، آهٍ، فَـتَاتِي   

مِنْ سُـمُومِ الزَّفَـرَاتِ

واتَّقِي فِي الحِينِ رَسْمًا   

ظَاهِرًا يُبْدِي شَكَاتِي

لَا تَعِي صَـوْتًا مُـعَنَّـى   

مُسْتَجِـيـرَ الـنَّبَـرَاتِ

لَا تَقُولِي لِي سَلِمَتُمْ   

إِنَّ سُقْمِي، الآنَ، عَاتِ.


فِي الوَرَى أَشْدُو وَحِيدَا   

بَـيْـنَ آلَامِي شَـرِيدَا

لَيْسَ لِي فِي العَيْشِ صَوْتٌ   

يَبْعَثُ الحُبَّ نَشِيدَا

لَـيْـسَ لِي، آهٍ، خَـلِـيـلٌ   

يُلْـهِـمُ الوَزْنَ العَـمِـيدَا

لَيْسَ لِي أَصْحَابُ صِدْقٍ   

غَيْـرُ مَنْ أَلْـقَاهُ سِيدَا


قَدْ أُمِيتَ الصَّبْرُ مِنِّي   

وتَلَاشَى الـحُبُّ عَنِّي

وغَدَتْ صَـحْرَاءُ قَلْبِي  

 تَنْفُثُ الـنَّـارَ وتَـجْنِي

زَفْـرَةً تُذْرِي غَـرَامِي   

فَلِـمَ، الـيَـوْمَ، أُغَـنِّـي؟

فَاعْذِرِينِي إِنْ أَبَانَتْ   

هَذِهِ الأَبْـيَـاتُ حُزْنِي.


لَيْسَ أَنْ أُشْجِيكِ قَصْدِي  

 أَوْ أُنَاوِيـكِ لِـصَدِّ

إِنَّـمَـا، يَا رُوحَ نَـفْـسِـي   

قَلْبِيَ الـمَكْلُومُ يُبْدِي

صَـرْخَةً لِلْكَـوْنِ تَـرْمِي   

طَائِـرَ الصَّبـْرِ فَتُرْدِي

لَا تَلُـومِـينِـي، فَـإنِّـي   

قَبَسٌ فِي الدَّهْرِ وَحْدِي.

حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

"خواطر" ديوان الجدّ والهزل.




فُوهَةُ الوَردِ: بقلم الشاعر نعمه العزاوي.

 فُوهَةُ الوَردِ:

سَقطَ المُجسّمُ   واستَكَنَت الكِبرِياء

شِعَاراتٌ بِالمَدافِعِ    وفَرضِياتٌ فَراقِع


َيَا لَيتَها مَزارعُ    لِلسّكِينةِ مَراتِع

بُيوتَاتُ النّحلِ   وَالعَسلِ شَوَامِع


يَا لَيتَها مَصانِعُ   زَاخِرةُ البَضَائِع

تُوسّعُ المَخَادِعَ   وَتُبارِكَ المَراضِع


يَا لَيتَها مَكاتِبُ   تُحدِثُ المَراكِب

نَوابِغًا تُواكِبُ   كَينونةِ المَسَاجِع


فِلِلوَردِ فُوهَةٌ   عَاطِرةٌ مُجوقَلة

أَلوانٌ مُظلّلةٌ   لِلذوَائِقِ مَصامِع


تَرمِي القَزحَ   لشِفاهِ التّرحِ

تُفجّرُ الفَرحَ   أَرِيجَ الرّوائِع


يَا لَيتها مَناجِمُ   تَعدِين المَعَاجِم

تُرعرِعُ الجَماجِم   وَتعدّدُ المَنابِع


تُثبِّطُ الهَواجِسَ   بِتَناظُرٍ  تُنَافِسُ

تُخرِجُ النّفائِسُ   وَتُرفِدُ الوَدَائِع


حَرّرتَ القُيودَ   عَبرتَ الحُدُودَ  

 تَركتَ الجُنودَ   وَخَانتكَ الذّرائِع! 


هَا جَاء الأغَا   أَبَيتَ أم بالرّضا

مُزَحزِحًا مُبدّلًا   خَواءَ البَراقِع.

العراق. 

نعمه العزاوي.

** خبيئة روح وجداني ** بقلم / الأديب د. أحمد أمين عثمان

 ** خبيئة روح وجداني **


-=================-


أبحـــــــرت دروب ثنايا ربوعــــــها الخضراء... 


        جـــــــذابة تختال بهيام إنشـــطاري العصماء... 


عذبة الندى الرقراق برحيق ثغـــــــر الصفاء... 


        باسقة باسمة بكـــــــراً هى مراسيها بالسماء... 


يفــوح شـذى عبيرها بسدرة منتهى الأحباء...


      تعسعس قصيد ظلال أبياتي أتوارى بالخفاء... 


يشهـــد الله يا ملك روحـــي و هيام الحياء... 


    يابعد روحي ولهفي و ولهي لا تدري الشقاء... 


قـرأت المثاني السـبع تضرعا لله ليوم اللقاء... 


    خبئتك بحنايا الروح لا أخفـــي صبا الوفاء... 


حتى حـروفك حالت تغنت بعبيرها إكتفاء... 


    عُزري نبيل هو حبنا ملهم لنبض بلا أسماء... 


غرستك بوتين قلبي سقيتك غيثا بلا ماء... 


      حنيـــن و شجــن و ليل و ظمأ بلا إرتواء... 


هى عيون باحت بلاموعد قدرا بلا أنتقاء... 


   روحا لروح تلاقت لقاء أمل بات بلا إنتهاء.... 


-==========================-


بقلم / الأديب د. أحمد أمين عثمان



كهارب شعر / المستشار مضر سخيطه -

 _________         كهارب 


شعر   / المستشار  مضر  سخيطه  -   السويد 

__________________________________________________


ياللبلاهة حين لا أهتم بي 


طالت مكابدتي 


وطال تعجُّْبي 


ورجعتُ من حيث أبتدأت وربما 


أدنى بقامات ٍ


كحلمٍ خُلَّب 


وتطوف في رأسي خواطر جمَّة ٍ 


موشومة ٍ


رمداءَ قيدَ الغيهب 


العين تخدعها البروق فهل أنا كالسرخسيَّات الهلام ِ


بكوكب      ؟    ؟


أأفيق من نومي 


وأغفو ثانيا ً وليستمر تراجعي وتشقلبي   


وقبضت من رمل السراب ووهمه من بحر  رمل ٍ مالح ٍ


مترسِّب 


وركضت ُكالموتور خلف مزالق ٍ 


صِيغت ْبريشة ِغامض ٍ


محدودب


فإذا أتتك َرسالتي 


وقرأتها 


الضبع لايحظى بذكر ٍطيِّب 


من بعد طول الركض مافوق الثرى كانت نهاية قصّتي 


كمُرَكَّب 


حلّقت في الآفاق 


واستغفلتني وجعلتني أضحوكة ً


في الكوكب 


ليس الهوام من الخصوم 


وإنما تلك الأفاعي بالمظاهر تختبي 


سقط النصيف ُ ولم تُحَرِك ْساكنا ً


تسعى بناب ٍ مَرّة ً


وبجورب 


عيناي في غَشَش ٍوخلف ستائري كم سالب ٍمتربٍِّص ٍ


لا موجب 


المسرح المفتوح يُحصي نبضه إحصاءَ خدّاع ٍ


ظميءٍ  مُغْضَب


وبقية الحُلُم الذي اشتقنا له 


وله نذرنا 


عمرنا المعشوشب 


اوتارنا كقصيدة ٍمنسيَّة ٍإيقاعها من قبلُ لمّا  يُكْتَب 


إيقاع نجوانا ونبض حنيننا ترنيم ُناي ٍ هائم ٍ أو مُتعَب 


كالجمر هذا الوجد ُنيرانُ الجوى كم ْ يوجِعُ الأعماق َ 


فأس ُ مُغيّب 


وبكل أشواقي أنا ومخاوفي أدعوك دعوى عاشق ٍ مُتَكَسِّب


نطقت من الإيلام بعض جراحه من مركب ٍكانت تنطُّ لمركب 


راحت تسوق الشوق وهي حقيقة ًكادت تكون جديرة ً بالموكب


لجيمع أحلامي اعتذاري 


للرؤى 


والعفو من جدي الكبير إلى أبي 


__________________________________________________

شعر    /  المستشار  مضر  سخيطه   -   السويد 

__________________________________________________

مولود دقاتي بقلم الكاتبة راوية شعيبي

 مولود دقاتي

راوية شعيبي

بقلمي

___________

مازال وجهك يطالعني 

كلما تناولت فنجان الصبر

و  أرسم الوصول إليك

في مخيلة أوراقي

و مازلت خلف نافذة أحلامي

أرزق منك بمولود دقاتي

على هامش الصمت

أخط إليك وجعي و أدوّن معاناتي...

ما الغياب إلا تذكرة للحزن

و ما أنا إلا ذاكرة تتخبط في آهاتي...

يا نجما قاسم القمر بريق عيني

حين  أفل من لحظاتي

و شهد على عتمة شعور 

 تراقص دمعه في نظراتي

إن لم تخبرك عيني بما حلّ بي...

فكيف ستفك شفرات عباراتي؟؟؟

و إن لم ينبئك احساسك بي

فكيف خرجت من ضلعك روحا لحياتي؟؟؟ 

شوقا إليك تسوقني لوعتي

كرامة لي تمنعني كلماتي

ما أبحرت سفائن غربتي هربا

لكن الكبرياء دوما يلوذ بانتصاراتي

أعلنتك هزيمتي حين شارفت

خطواتك على مفارقة طرقاتي

فلا تظنّ أنّي في هدوئي

قد وصلت إلى مرحلة اللامبالاة

هو احساسي العميق

أنبأني برحيلك...

قبل أن تلامس شفاهك

كلمات الوداع...

فلا تظن أنّي بنسياني أنعم

أنا في حزني تمثال

لا تحركه انفعالاتي...

يا لهذا القلب... كم تحمّل من تعب

كثقل الجبال أكتمه في خلجاتي...



لكل البلاد بقلم الشاعر عبدالرحيم العسال

 لكل البلاد

======

لكل البلاد رجوت السلام

 ورمت النجاة لكل البشر

وأحلم دوما بأن الجميع

يكونون دوما بخير ويسر

وأن بلادي تعيش بأمن

وكل البلاد لكي تستقر

وأدعو الإله الكريم دواما

بحفظ البلاد جميعا بأمر

ويبعد عنها صنوف البلايا

ويصرف عنها العدا والغدر

ويرزق كل بلادي برزق

حلال ويرفع كل بلاء و عسر

 وعيشي بلادي بظل هناء

وكوني بلادي لعيني البصر

ويا رب انت الذي نرتجيه

وأنت الذي يرتجيه البشر

فيا كل أرضى العروبة عيشي

بعز وخير و أمن ونصر

ويبقى بدارك خير وفير

فيارب واقبل دعاد المقر


(عبدالرحيم العسال - مصر - سوهاج - أخميم)

تناثرت حروفي .. بقلم علي حسن

 تناثرت حروفي    .. بقلمي علي حسن


دائِماً نكتبُ ونَعزِفُ ونُنشِدُ الأرضَ مَهدَنا

وعِزَةً في تنهيدَتُها حياةً وشموخاً مُعلَنا


لِأرضي أكتُبُ من رسائِلَ الهوى شوقاً

مُطرَزَةً بِرائِحةِ الزيتونِ والزَعتَرَ مِثلَما


قد غفَت عيونَ عروبَتي حتى أضحَت

دمعاتٍ تساقَطَت من السماءِ تُرثيها علَنا


واليومُ كم أصبَحنا نُرثي معالِمُ الحياةِ

من عالمٍ أبكمُ الفاهِ لا يُدرِكُ من أكونُ أنا


فذاكَ جُرحي نازِفٌ من الشريانِ على

تجاعيدَ الوجهِ لعلّ يُرطِبَ خدودَ المُلهَما


فالشَوقُ باتَ في غفوَةٍ على أرصِفَةِ الزمانِ فَمَن

فَمَن بِرَبِكم يُوقِظَ الروحَ بينَ جُدرانٍ غَفَت مُرغَما


ولعلّ رسائِلُنا أصبَحَت بينَ السطورِ غُبارَ كلِماتٍ

وحروفَاً بين ركامِ الزَمانِ تبحَثُ عن مُرسِلا


فكَم كتَبنا وعزَفنا على جِدارَ الشَوقِ سِنينَ عمرِنا

لِتعزِفُنا الأيامُ حتى مَزّقَ الإعصارَ ستائِرَ ليلٍ مُبهَما


وقد تعتكِفُ أسِنَةَ الأقلامِ عن ترتيبَ السطورِ حتى

تناثَرَت حروفي وتاهَت كلِماتي وغابَ الشَوقُ والمُغرَما


في لحظَةٍ تجَوَلتُ بِلواحِظي على هامِشِ السطورِ

فمن يردَ لي من رسائِلَ الشَوقِ فما تجاوَزتُ الحلُما


فذاكَ قلَمي يَتجَوَلُ في مِساحاتِ الأرضِ يَعزِفُ

ويَكتُبُ من تنهيدَةٍ وُلِدَت تَحمِلُ الصَمتَ مُرغَما


وذاكَ أنا أقِفُ وسطَ الحضورِ مُتمَرِدَاً على حاضِرٍ

أحفظُ لُغَتي وأُرَتِلُ من حرائِرَ قصائِدي لِيَنطِقَ الأبكَما 


            .. علي حسن ..



وجع ضياع بقلم الكاتبة ربا رباعي

 وجع ضياع 


على ابواب نوح

همست حروف الوجع

باتت كلوحة صامته

أخرسها أنين حرف

تبرأ من رمق غيم

وأنكر طيات ضياع

لفؤاد انتظر ضم حنين

لأيام خاصمت وصل

أرحام لفصول هجرت

غصة أمان واكتست 

حرقة انتظار لزحام 

لقاء رحيل غادر بلون

رماد وزاحم خيبات 

رجاء ضريح بعلياء 

سماء رسم غضبا 

 أمطر منعرجا لمسير 

أوراق هوية طوت

بأوهام أجراس يقين

تطوير محابر ألم جفت

صحائفها ألما ونار

 الشوق اشتكى

 سطوة لوعة

 أذابت خفق روح

لبريق فؤاد كسرته

أكذوبة شغف لهلوسة

عشق أضحى رمادا

في جسد وطن آلمه 

جراح مشتاق وأرهقه

بكاء وطن ونار

 حنايا الشوق لعطر

 ريحانة ألم فراق 

ربا رباعي



موت الضمير بقلم الشاعر كمال الدين حسين القاضي

 موت الضمير                                                                ما عادَ في دنيا الحرامِ ضمائرٌ

أوْ ذرةٌ  من نفحةِ الأخلاقِ


اليومَ صرْنا كالوحوشِ بغابةٍ

والنابُ ينهشُ عندَ إيِّ تلاقِ


أتريدُ كسبًا بعد قتلِ ضحيةٍ

مثلُ الأسودِ بحالةِ الأملاقِ 


وتبيعُ أعضاءَ الخلائقِ رغبةً

في حصدِ مالٍ من دمِ الأزهاق


يامنْ بلغتَ من البشاعةِ جمرةً

 وجرائمًا منزوعةَ الأشفاقِ


هل صرت تملك بالجفاء بشاعة

في قتل كل نسائم الأشراق


يامن تجرَّد،َمنْ محاسن رحمةٍ

ونزعت أحشاءً من البرَّاقِ


من أجل كل زوائل وتفاهة

وسلكت دربًا بالغ الأحراق


وعقوبة الديان عند قيامة

فالله يعلم جرائم الفسَّاق


رب الوجود  على العباد مراقب

في كل منفعةٍ وكل نفاق 


بقلم كمال الدين حسين القاضي


على ادراج الأشرفية بقلم المفكر العربي عيسى نجيب حداد

 على ادراج الأشرفية


حافية القدمين

احبها الصعود بخزيها

تتسربل ثوبها الابيض بدمها

تتقاطر الظلمات عبر الفوارق هزات

تغازل اردافها بخجل ما شابه الا الوقاحة

تترذل الخطايا متصنعة مكوثها خلف هداية

البستها الساعات اثواب ترهلها لتستر بهوانها

زفت باثواب العرس مداجلة مداهنة بلا افراح

تتغازل بتشريح جسد منهوش من انياب ضاغن

يا سامع النداء انا حارس بستان التين من شمال

قرعت ابواب النداء حتى بح صوت مني بذبول

قرعت اجراس الفزعات لحوريات الصمت بنداء

لم يتمالكك عرق تقاطر فبت تخشى لفح الريح

على اسنة فضحك اسطر عهر سنين من مخلبي

ادفن جراحي بين كثبان خبايا خباتها في ستر

ابت نذالتك ان تراقصني بمثل في درب فرخ

كانت مساومة عنوان جهالتكم لبيت عنكبوت

يؤول لسقوط في فخاخ الدجل ديانة الامس

يعبرون في متاهات غباء ولا يدركون اسرار

كما دنت تدان يا هذا المواقف نوافذ مخادع

مر على شظايا وهنك واقطف تين الاباحات

تذوقت عجرها منذ عشرينيات العمر تسول

فتجرعت سموم المذاق في اواخر مشيبك

كل الاقوال تليق بزفتكم من انصاف القرن

مدموجة باحبال الذاكرة ضمن فوهة النسر

ترفرف جوانحه كلما مكث على زهرة شارب

لا يحمله غرور الا بافصاح لمستودع سنينك

غزولة كل اقوالي من محبرة الايام بالغوطة

حيث عاشرت الكلمات الحروف لتلد الارث

اسكب الان كأس سمي في مواصل شريان

عساه أن يسقيكم شهقة اليقظة في فعلكم

كل النوافذ مني هي فتحات لعبور تفاهتكم

من الان هذا تشكيل لن يتناضبه الا الحضور

على  وجوهكم ختم مرصوص البنيان للفهم

استقوا المرارة حتى تثملوا الاستفراغ مهزلة

موجوعة حاضنتي من صرف دين مياومتي

كانت مرهونة ببيادر السير سفراتي بجوعها

دهن بطني بلذع سندويش علقم لبرد قارص

اجتثثتم الشهور من العمر لتضيعون اهدافي

بحسن نوابا اسلكت اللحظات حتى اضيعت

هدرا على مفترقات دربكم بالنهب والضغينة

يا حفاة الخبايا انا صندوق اسراركم المميت

هذه الكوكبة استحقاقاتكم ترفل بالمنغصات

ازفها الى عرين موحش كيفما هزني سنوات

بطيبة احتضنت زغاليلكم  بالخباثة  عوملت

اسكنت عمري في سجنكم دفعت ثمن لقمي

دوارة دنيا ودائعي ما انسرق الا خاتم ذهبها

تذكروا ان المخفي عندي لا زال اعظم خبايا


                          المفكر العربي

                       عيسى نجيب حداد

                   موسوعة نورمنيات العشق



قصيدة بعنوان مرفأ دمع بقلم الشاعرة نجوى محجوبي

 قصيدة بعنوان مرفأ دمع 


قطعت بحورا 

ركبت موجا ثائرا 

عبرت شواطئ 

لكن لم اجد يوما 

بحرا يشبه بحرك 

وذهبا كرملك 

هلا سمحت لي 

بلوغ شاطئ جسدك 

الذي اشتهينا فيه 

جنوح سفننا 

دعنا نسافر 

ونكسر صمت صراخنا 

تعالى نشرب من سهولنا 

والحب اصداف بحرنا 

دع جسدي يدخل بيته 

نحرق شوق ليلنا 

فأنت لي صولات 

وزوارق وجولات 

فالحياة استعصت 

على حقن وجدك 

ألن أجد ضالتي فيك 

وكنوزي واصدافي 

اسرع الى قطف أفكاري 

بلغة المتلهف المحتار 

وسأبدأ رحلتي 

من براعم الحروف 

الى قطاف المعاني 

فكل مكان صار كلمة 

وارتسم النص غيمة 

ينسج للقيتار وصلة 

تفوق لحن الوجود 

وحبا قصيرا 

كشجرة لا تهوى 

تتهاوى اوراقها 

تذروها رياح صفراء 

على ماء كئيب 

لن أخاف أبدا 

ان كان الشوق مدثرا 

بالشوك والجراح 

سأغمض العيون لاراك 

حديقة حب شاسعة 


نجوى محجوبي



الاثنين، 9 ديسمبر 2024

نبض الكلمات رحلة في فضاء الروح. بقلم الأديبة غزلان البوادي حمدي

 نبض الكلمات رحلة في فضاء الروح

كل سطر نكتبه هو محاولة للنجاة من طوفان المشاعر، لإحياء ذواتنا المتعبة. فالكتابة ليست مجرد فن أو وسيلة تعبير، بل هي نافذة تطل منها الروح على العالم بشفافية، بلا أقنعة. هي الملاذ حين تضيق السبل، وحين تخذلنا الكلمات عن حمل همومنا.


الكاتب لا يرسم كلمات فحسب، بل يبني عوالم بديلة يتمنى أن يعيش فيها، حيث يتحقق العدل، وتظل الأحلام، ويذوب الألم في مساحات الأمل. الكتابة هي الحرية التي نملكها حين تُغلق الأبواب وتضيق بنا قيود المجتمع، هي الصمت الذي يتحول إلى صوت، والحزن الذي يتبدد لبريق من نور.


كل جملة نكتبها هي حوار مع الذات، محاولة لرتق جراح الماضي والتصالح مع النفس، مرآة تعكس عمق أرواحنا. الكتابة وسيلتنا للكشف عن ذواتنا الحقيقية، حين يعجز الكلام المنطوق، ويكون الصمت أبلغ من كل صوت. هي نبض قلوبنا الباحثة عن خلاص، عن لحظة سلام بين سطور الحياة.


 الأديبة غزلان البوادي حمدي



أجنحة الفتيل بقلم الشاعر عبدالرزاق البحري

 أجنحة الفتيل 


ركام... من أماني الميتين 

على صدري... على وتري الحزين 

وأجنحة ترفرف... لاتطير 

وذا شعري.....تلحفه الأنين 

بلا عطر...

تسفرني الرياح ____ إلى وطن الرياح

_____لفاتنة السنين 

بلا عطر..... إلى وطن الأنين 

ليحرسني الفراغ من الفراغ 

ويحرسني الأنين من الأنين

بلا عطر...

إلى جدب اليباب 

تقاذفني عذابي.... للخراب 

إلى مدن الغياب... فمن أكون..؟..؟

ومن أنا... في المدينة... في الرصيف 

وأحذيتي ممزقة... وأرديتي خريف...؟

ومن أنا... في المتاهة... في الظروف 

وقد يبس الرغيف.... ولا رغيف...؟

ومن أنا... في السراب فقد تعبت

وطيفك لا يزال الخبز والمطر الأخير

ولا زالت... شموع الحب فاتنتي الفتيل 

تؤججها... تؤججني...

فتحترق الشموع.... أنا أذوب...؟؟؟

أواهبتي النوارس من حروف 

ونرجسة الحياة من الرماد 

أملهمتي الورود من العذاب

وملهمتي الضياء من السواد

شذاك = أنا ... وعطرك ما أشيع 

فأنت =أنا... بمملكتي السراب 

وأنت.... أنا... 

يوحدنا الفراق إذا ارتحلنا 

فغربتنا لقاء ... بمملكة النشيد 

فأنت...هنا... وأجنحتي... هناك

ترفرف في سمائك كل فجر 

لتبتسم الفراشة من جديد 

أفاتنتي...

ركام... من أماني الميتين 

وأجنحة الفتيل ... أنا وأنت

حطام... ذي المدينة غربتنا...

في حطام الميتين

وأجنحة الرحيل... أنا وأنت

أفاتنتي...

ليالي الصيف باردة... هنا وحدي

وباردة... ليالي الصيف من بعدي 

هنا... وحدي... بذاكرة الدجى 

أتحسس خيط الرجاء الأخير

وحيدا...

فوق أسئلتي أطير

أحلق بي... بعيدا... بعيدا 

في ثنايا الذهول.... شريدا 

والفراشة أنت.... 

والشمس... ماء..../.


عبدالرزاق البحري 

تونس في 25/06/2002

فلما جاءه الحب بقلم الشاعر حامد الشاعر

 فلما

جاءه الحب
تسمى باسمه القلبُ ــــــــ فلما جاءه الحبُ
و مكتملا أتاه و ما ــــــــ اعتراه النقص و العيبُ
تداوى بالمحبة ما ــــــــ تهاوى بعده الطبُ
و طار بدون أجنحة ـــــــ فحلق حوله السربْ
له كشفت لواعجه ــــــــ هواه و ذلك الدربُ
،،،،،،
و يعلم سره لكن ـــــــ له لا يُعلم الغيبُ
تراءى لي سكورا من ــــــــ هواه و ذلك الدأبُ
على شرف الحبيب و من ــــــــ يحابي يُشرب النخبُ
و يبقى رسمه من قد ــــــــ تسمى باسمه القلبُ
و أخرجه فمن ضيق ــــــــ فضاء واسع رحبُ
،،،،،،،
و في عليائه بدر ــــــــ و ليس لشمسه حجبُ
تباهى بالهوى عبدا ــــــــ و ما أعطى له الربُ
و توبته فلم يعلن ــــــــ و يلزمه به الذنبُ
و منقلبا غدا قلبي ــــــــ و مال شغافه الرطبُ
و مفترسا يصير إذا ـــــــ بليلته عوى الذئبُ
،،،،،،
عجيبا صار يأتيه ــــــــ و فيه فما بدا العجْبُ
و أجرى الجر للمجرو ــــــــ ر بان الرفع و النصبُ
و طال الخافق الخافي ــــــــ لديه الخفق و الضربُ
و بان له و أطلعه ــــــــ على أسراره الرهبُ
يلمَّ به فمن يرمى ــــــــ على أعتابه الخطبُ
،،،،،،
و يبغي من رعى أشوا ــــــــ قه أن يدفع الكربُ
و ذكر فمن هوى باق ــــــــ و لا ينسى و لا يخبو
يقينا حبه أضحى ــــــــ و دون الريب لا يربو
و نال المبتغى و رأى ــــــــ مناه و ما له يصبو
و عادات الهوى فيها ــــــــ طباع الصب لا تنبو
،،،،،،
بداعي الحب قد شبت ــــــــ بعد سلامه الحربُ
قضى نحبا و منتحبا ـــــــ فما عنه عفا النحبُ
عروسا أبصر الدنيا ـــــــ و هام بحبها الصحبُ
تناءت عنه في بعد ــــــــ فمنها يُطلب القربُ
لديها عارفا أمسى ــــــــ بحضرتها جرى الجذبُ
،،،،،،
ليالي بعدها عنها ــــــــ سواد كلها رعبُ
عليها من بكى بالدم ـــــــ ع في كسب جرى السكبُ
لهذا الصب لوعته ـــــــ و طاب بكأسه الشربُ
و سكرته له بانت ـــــــ و بان المرتقى الصعبُ
و أكرهه على أشيا ــــــــ ئه حتى الردى الغصبُ
،،،،،،،
و يوقنه و ليس به ـــــــــ هواه الشك و الريبُ
و ما في أهله كذب ـــــــ و فيه المورد العذبُ
بتيه قال شعرا لا ــــــــ يطول معينه نضبُ
و لم يخسر به شيئا ـــــــ و من سكب جرى الكسبُ
به من صدقه يخفي ـــــــ فكل كلامه كذبُ
،،،،،،
تنبى الشعر ملحمة ـــــــ و حين هوى علا الكعبُ
تحابي غيضه ريح ـــــــ و تهوى فيضه السحبُ
بواقعه الهوى العذريّ ـــــــ سار خياله الخصبُ
تراءى وارفا فيه ـــــــ و يستر ظله الجيبُ
إلى دنياه مرتحلا ــــــــ غدا من بعده الركبُ
،،،،،،
فلما جاءه يسعى ــــــــ تلاقى الشرق و الغربٌ
و لاقى أعجميا لم ـــــــ يطق إعرابه العرْبُ
يرى إحساسه طفلا ــــــــ على أهدابه يحبو
و يأتي الصب للدنيا ــــــــ و يذهب كلما يكبو
بصبوته إذا ما ز ـــــــ ل يقبل عذره الصبُ
،،،،،،
بقلم الشاعر حامد الشاعر
Peut être une image de 1 personne et lunettes

بالفقد أوهنني بقلم الشاعرة هادية السالمي دجبي

 بالفقد أوهنني

بالفقد أوهنني

قل للّذي بالبين أوجعني
إن الصقيع بالنواجذ يجرّحني
والليل ألوانه تلهبني
وباللّظى قد ظل يصفعني
فأين مقلتاك تنجدني
وعن سياط الشوك تبعدني ؟
أوّاه يا أبتي
قد فزع الفؤاد والصفصاف أقعدني
مذ نمت نومك الّذي بالفقد أوهنني
ظللت أرتقب ظُلّتك يا أبتي
كيما تعشّش الحساسين على كتفي
فنبت العوسج في أفقي
وارتطمت بالنوء أغنيتي
وما شدت سحبي
*******
قل للّذي بالبين أوجعني
إني وإن جلّ مصابي أكتفي بطيب ذكرك فينعشني
وبه أستجدي لك الرضوان والسكن
وإنني لأتوسّل إلى ربي يدثّرك بالنعم...
هادية السالمي دجبي

**وهج_الروح** بقلم الشاعرة عائشة ساكري

 **وهج_الروح**

يتوهّج القلب،
يشتعل شرارًا
والروح ترقص،
من الضيمِ نّارًا
أي صمت يضجٌ
بالأصداء يا ألقي
هي ريح صرصر، تهب وتعصف
في تلال الركام وتمزق الأقدارَا
تنثر عبيراً بالرماد...
جمر شوق في غسق الليالي
بكت عليك عيني ونزفت
امطاراً واخمدت نيرانًا
حريق مدادي يلهمني
فلا وصلَ منكَ ينقذني
ولا سبيلَ يعود به لرشادي.
يستبدني، يحاصرني
وافكاري تقيدني
بأصفادٍ وتسجنني
ألملم شضايا شتاتي
من سراب الوهم
الذي استوطن في
العمق وأرهقني.....
عائشة ساكري_من تونس_17_1_2023
Peut être une image de 1 personne et texte