الخميس، 2 مايو 2024

استعادة تفاصيلي المحضورة * شعر: جلال باباي ( تونس)

 * استعادة تفاصيلي المحضورة

* شعر: جلال باباي ( تونس)
إلى الشاعرة الفيتنامية: في هوآنغ(*) (1954) ،شجيّة باللغة والإحساس، عانت شظف العيش.
بمقدوري أن أُعيدُ
ضوء الشمس إلى السماء،
باستطاعة الغيمة أن تلتصق بالجبل،
الذي كفكف دمعتها
تلوٌح الحياة بالعدم.
ولا مناص من الغبار
سأدعني ولو لبرهة أعيدُ
هذا العشق القديم
متهالكا إلى البيت الأوٌل
خاوِِ من تذاكر السفر
عارِِ من ذاكرة القُبل
بارداً مثل أصابعي العليلة
كان سرير عزلتي
منكسرا بالصمت مثل قمر أيار
و كُرهاً، يتلاشى جسدي
أمام كومة الوقت اللعين
قد ضيٌعني هذا الريح،
واستبدٌت يي الموجة الغادرة
ساعيد المصيدة إلى العراء
وما تبقّى من نصف هذا الجسد النائم
إلى سرير يقظته
سأعيدُها جميع التفاصيل المنسية
و صخب الباعة في الأسواق
سأدعو البجعات إلى ضفة النهر
أجلسُ إلى قبر أمٌي برهة الغروب
أبكيها، أحدٌثها عن ألمي
يتلاعب بكهولتي
بات بمقدوري ،
أن أعيد الماء
إلى مجرى الأرض العطشى
وأستدلٌ بالنجوم
حتى أطرٌز من تراب الطريق
ملحمة السفر الأخير
أريد أن أجمٌل الرٌحيل
واتحيٌل على تقدٌم العمر
قَدر شِبْرِِ لأستعيد الطفل
التائه بين أضلعي...
....أضحى بمقدوري الآن
أن أناديك يا وطني
كم مرٌ من الكفاح
حتٌى تستردٌ غزٌة
دمها المهدور في الأقاصي.!!!
*أيار ٢٠٢٤
-----------------------------------------
(*): مدرٌسة وشاعرة من فيتنام ،فقدت والديها واخوتها في الحرب الفيتنامية.

هارب من الايام بقلم الشاعر السيد الشهاوى

 هارب من الايام

الشاعر
السيد الشهاوى
من قسوه الايام
وظلم الناس
والهجر والخصام
اغمضت عيني وقلت انام
واغيب عن الوجود
والدنيا والزحام
يمكن اصحي في يوم
الاقي الناس اتغيرت
او حتي اعيش الامل
في دنيا الاحلام
بعد ما فاض بي وتعبت
من عشره الناس
وقلوب مالياها القسوة
عايشه من غير احساس
يا ما قولت وياما اتكلمت
وزهقت
وعشقت السكوت والصمت
في زمن التفاهه
اصبح المال هو الوسيله
وهو الغايه
وتعدي كل حاجه حلوه وتفوت
حتي الامل بيموت
حتي الامل بيموت
******
وصحيت من النوم
فاذا الارض غير الارض
واذا السماء سحب ملبده
وغيوم
واذا كل شئ سراب ودخان
هانت علي الكل نفسي
والكل خان
ما اعرفشي ليه الليالي اتغيرت
ليه القلوب اتبدلت
اين المبادئ والقيم
ضاعت في زمن العدم
حتي الهوي ضاع وانهزم
والذكريات والعشق والجمال
باتت وكانها اطلال
********
هناك شئ في صدري يغلي
كيف اضعت في الوهم عمري
اهب حياتي التمس الحب
ازرع الورد في حدائق غيري
وغير الشوك ما تري قط عيني
اين مني اليوم اهلي اين اهلي
اين اولادي واصحابي وخلي
اين عمري وقد ضاع مني
اين عشقي واحلام الصبا
لقد خاب في الكل ظني
فنحن في زمن الضياع
الكل يعيش بوجهين
ولكل وجه قناع واثنين
شفاه تبتسم وتضحك
تتمني لو امتصت دمك
زي التماسيح عيونها تبك
وهي فرحانه تنهش لحمك
********
افقت من غفوتي
بعثت من موتي
فاذا كل شئ سراب
اغلقت الدنيا في وجهي
كل الابواب
الا من باب واحد
ليس من دونه باب
باب ربي دعوته فاستجاب
هو الوهاب
يرزق من يشاء بغير حساب
يرزق من يشاء بغير حساب
الشاعر
السيد الشهاوى

ق ق ج "خارجُ الإطارِ" بقلم الكاتبة فاطمة حرفوش

 ق ق ج

"خارجُ الإطارِ"
بقلم فاطمة حرفوش
أضافَ ليلاً صورةً جميلةً جديدةً لمجموعته ، لوَّنها بألوانِ الشغفِ والهيامِ ، وأخذَ يرسمُ إطارًا
لها على مقاسِ هواه .
غطى شعرها الذهبيُ بوشاحٍ ، مسحَ أحمرَ شفاهها، أسدلَ نقابًا على وجهها المشعِ بالبهاءِ وألبسها عباءةً سوداءَ ، وعلقها على حائطِ غرفةِ نومه .
مشى مزهوًا ينظرُ لإنجاره بسعادةٍ غامرةٍ وقلبه يخفقُ فرحًا . نامَ ملء جفنيه يحلمُ بالليالي الحمراءِ التي سيقضيها بأحضانها .
استيقظَ صباحًا ونهضَ ليطلَ على وجه محبوبته ويداعب مفاتنها كما اعتادَ مع سابقاتها . تعثرَ بقطعِ الإطارِ المتناثرِ بكل اتجاهٍ في الغرفة . الريحُ تعبثُ بدرفتي النافذةِ وستائرها تتراقصُ على أنغامِ لحنها الأثيرِ .
أسرعَ الخطا وصوتَ الريحِ يصفرُ بأذنيه أغلقَ النافذةَ بقوةٍ وغضبٍ شديدٍ ، وحانت منه إلتفاتةٌ للسماءِ ، فوقفَ مذهولاً .. فاغرًا فاه !!.
كانت صورةُ محبوبته تتراقصُ بخفةٍ ورشاقةٍ مع أنسامَ الريحِ تحلقُ عاليًا لتعانقَ السماءَ . فراشاتٌ ترافقها وغيمةٌ تظللها وقوسُ قزحٍ يزهو بألوانه بقربها .
تمتمَ بسره وهو يكتمُ غيظه .. ناقصةُ عقلٍ ودينٍ .
* * * * * *
Peut être une image de 1 personne et bijoux

__رصيف وحكاية__ بقلم الأديبة فائزه بنمسعود

 __رصيف وحكاية__

امرأة على رصيف محطة
المحطة موحشة خالية
إلّا من غبار وأوراق جرائد قديمة
تراقصها الرياح
ترفعها عاليا
تمزق أطرافها
وتطرحها أرضا خائرة القوى
ويسمع للريح قهقهات
امرأة على رصيف محطة
تلتفت يمنة
تلتفت يسرة
تتحسس كتابا بين يديها
تتمسّك به
كشراع مهترئ لقارب
داهمته العاصفة
امرأة على رصيف محطة
المحطة داهمها الظلام
المحطة تحت وطأة العتمة ترتعش
الليل شراع الرذيلة
تتمسك أكثر فأكثر بالكتاب
تلتصق اكثر بصلابة الرصيف
الرصيف بارد لا روح فيه
برودته تذكرها بصمت القبور
ولحظة انفصال الروح عن الجسد
امراة على رصيف محطة
تراودها أفكار
يمزّقها الخوف
الذعر بلغ فيها منتهاه
تتساءل كيف سولت له نفسه
تركها وحيدة على رصيف محطة؟
وفي حيرة تتمتم تحدّث نفسها
قد يكون هذا الرصيف أرحم
قد يكون هذا الرصيف أصدق من البشر
قد يكون هذا الرصيف قدرا…
وتسقط في جب اليأس
ولحظة نهاية الاحتراق
ينتشها الصحو
مواء قط ، نباح كلب بعيد
طائر تأخر عن الموعد وباغته ضباب المساء
من فوق رأسها يصفق جناحيه يعبر
ونعيق بومة وحشتها تؤنس
تفزع ترتعد
ومن بين يديها الكتاب يسقط
ودرجة حمّى خوفها ترتفع
ريشة في مهب ّ زوبعة
بالفراغ تتشبّـث
وألف رجفة أوصالها تسكن
وعمق الخوف حوّلها إلى صنم
نور خافت منها يدنو يقترب
يد توضع على كتفها
وأخرى تناولها الكتاب
وتمضي فتتابعها تبتعد وتبتعد
وفي العتمة تتوغّــل
تمعن في الخوف
امرأة على رصيف محطة
كانت تعشق هذه المحطة وعفة الرصيف
كانت تلبي نداء قرع الأجـراس
في كنائس المحطات
كم كتبت قدماها من قصائد
على تيه هذا الرصيف
وكم من ستار أسدِل على قلب
دهسه رصيف قبل أن ينعم بالحياة..
وكم تمنت موت هذا الرصيف
حين ولّى وجهه قبلة أخرى…
فائزه بنمسعود
25/4/2024
تونس المعرض الدولي للكتاب
Peut être une image de 2 personnes et texte

. جنون امرأة قصة وقصيد بقلم د. غانم ع الخوري..

 . جنون امرأة

قصة وقصيد
في بيت من الريف السوري الجميل حيث المساحة الكبيرة وتعدد الأسر التي تسكنه أخوة وأعمام و أولاد عم
قصة هادي وزهرة بدأت منذ الطفولة
كان هادي وزهرة أقارب أولاد عم
ويكبرها حوالي ٦ سنوات
وقد اعتاد أن يلعب وحده لا أحد يأنسه او ينتبه إليه ولحظه العاثر كان يتسبب ببعض الأذى الغير مقصوداً ويتلقى اللوم والكلام غير اللطيف؟؟؟
زهرة كما هن البنات عادة بلطافتهن فتاة وديعة مدللة الجميع و الكل يسعى لإرضائها والبعض يقدم الحلوة أو الهدايا لها
أما هادي بطبعه المنعزل والخجول كان يغار أو ربما يستحي منها
وخصوصا عندما يتلقى اللوم والتعنيف بوصفه غليظ
أو بنهره ووصفه بالفاشل بمدرسته
فكان يبتعد عن الأخرين قليلاً يبكي وأحياناً يستشيط غضباً يفكر لماذا يحل بي هذا
البريئة زهرة ببساطتها وقلبها الطيب كانت تفرض نفسها عليه تجامله وتتكلم معه حتى ينسى الأسى ويضحك هو
ثم يضحكان طويلاً
مع مرور السنوات كانا قد كبرا
ودخل لقلبيهما الحب والعاطفة الجياشة ولأنهم بنفس المنزل كانوا يتواعدون تحت شجرة كبيرة وظلها يصنع خيمة تحجب الرؤية عن البعيد
تعاهدا على الحب كل العمر وعليه أن يطلبها من أهلها
ولكن الحظ العاثر يتبعه إذ علمت بالأمر أم البنت زوجة عمه وهي لاتحب أمه ولاتحبه فتكلمه سراً دون علم ابنتها زهرة أو أي أحد
ثم تقول قد علمت مابينك وبين زهرة وأنا غير راضية عن ذلك لأنك غير جدير بها
إنسان فاشل ولم تكمل دراستك
بينما زهرة متفوقة وينتظرها مستقبل جيد
إذا كنت تحبها ابتعد عنها وإلا أنا سأتصرف ؟
ماكان من هادي إلا أن ضعف تفكيره ورأى أن زوجة عمه ربما محقة فهو لا يملك شهادة أومال أوعمل
فقرر الإنسحاب
ويقدم لزهرة عذر عن الغياب وعدم اللقاء
إلى أن جاءته فكرة السفر من أجل أن يحسن وضعه /عمل و مال/
ويعود ليتزوج حبيبته
حزم حقيبته وسافر للمجهول
دون أخبار أوسابق إنذار...
ثم انقطعت عنه الأخبار
تخرجت زهرة من الجامعة
وبأمر أهلها تزوجت
ابن خالها العطار
لم تعترض عليه لأن قلبها قد كسر برحيل هادي
وهي لاتعلم الأسباب
وكيف توجب الغياب
وبعد أن عمل في الغربة بعدة مهن استقر بعمل ناجح وراتب جيد عاد إلى بلدته
عودة الظافر ورجل الأعمال الناجح بسيارة فاخرة
سأل عن زهرة وأخبروه ماحدث وأنها قد تزوجت من ابن خالها العطار
استعلم عن مكانها وسعى للقائها وبينما هي تنتظر الحافلة
وقف بسيارته وناداها باسمها يطلب منها الركوب بسيارته دون أن ينزل منها
ولكنها لم تعره اهتمام و صعدت الحافلة إلى مكان عملها وفي اليوم التالي أرسلت له خطاب عتاب على شكل قصيدة
محتواه
----------
ياظالم قلبي وحارقني بجفاك
ألا تذكر الأيام والحب انا وياك
يوم اللي كنا بأرض الديار
عصافير صغار تحكي وأسمعك
وقت ل عيونك تدمع حزن
أنا بيدي كنت أمسح دمعتك
أنير لك من أصابعي شمع
حتى تفرح و أسمع ضحكتك
كنت أتلهف للقائك وتتأخر
وقتها أعد الدقايق وأنطرك
لمَّا تواعدني وتقول مشتاق
ع جنح الليل ألاحق خطوتك
كيف للهجرة قررت ونويت
معقول أنت تقتل حبنا بيدك
أنكرتني ببرود وجفا صديت
صرت بالغدر ترمقني بنظرتك
اليوم جاي تا تنوح وتشتكي
وبالدمع تطلب سموحة لفعلتك
ما أنسى ظلمك والقهر دهر
ولا تغيب عني لحظة قسوتك
الأحسن ترجع مكان ماجيت
سافر خلي حب المال ينفعك
يأناني إنسَ ولاتذكر عنواني
سلمتك لله و لغيره ما شكيتك
بعد قراءة الخطاب أدرك أنه أخطأ حينما ذهب دون إخبارها وأنه لم يحاول أن يدافع عن حبه ولو حتى ان يخبرها بحقيقة الأمر وأنه لم يهجرها بل سافر من أجلها
وأرسل لها خطابه بعيون باكية :
يازهرة حبي و آمالي
عشت أتمناك حلالي
رصدتنا أمك المصون
سمعت من كلامها وبالِ
عانيت سهد الجفون
و أرقني سهر الليالي
عاهدتك حبي لا أخون
هجرتك لأغيّر من حالي
فضلت قلبك الحنون
و.قتلت قلبي لا أبال
شخصت إليك العيون
يطلبون جارية حلال
زوجوك بطيب دهون
و ذهب و حفنة مالِ
أعمت بصيرة القيمين
بفعل غدر من جهالِ
بعدك اعتزلت الكون
أسكن خربوش بعرزالِ .....
----------
ولمّا علمت فعلة والدتها ودورها في سفر حبيبها ذهبت إليها بفورة غضب وعصبية مفرطة
وما أن عاتبتها بعدة كلمات حتى انهارت وأصابها فالج نقلت على أثره للمشفى وصرح الأطباء أن علاجها سيحتاج وقت وربما تبقى مقعدة
ولم يمضِ شهر على مرضها حتى طلقها زوجها وأرسلها إلى ذويها يرفض رعايتها
وهنا الأم أدركت خطأها وأخذت تذرف دموع الندم وأنها كانت السبب بما حل بابنتها
ولكن لا ينفع الندم من سبق وظلم ولن يخفف الألم
ولكن الوقت فات
على كارثة سببها العند والكره وصراع السلفات
د. غانم ع الخوري..
Peut être une image de cœur