قصة هادي وزهرة بدأت منذ الطفولة كان هادي وزهرة أقارب أولاد عم
ويكبرها حوالي ٦ سنوات
وقد اعتاد أن يلعب وحده لا أحد يأنسه او ينتبه إليه ولحظه العاثر كان يتسبب ببعض الأذى الغير مقصوداً ويتلقى اللوم والكلام غير اللطيف؟؟؟
زهرة كما هن البنات عادة بلطافتهن فتاة وديعة مدللة الجميع و الكل يسعى لإرضائها والبعض يقدم الحلوة أو الهدايا لها
أما هادي بطبعه المنعزل والخجول كان يغار أو ربما يستحي منها
وخصوصا عندما يتلقى اللوم والتعنيف بوصفه غليظ
أو بنهره ووصفه بالفاشل بمدرسته
فكان يبتعد عن الأخرين قليلاً يبكي وأحياناً يستشيط غضباً يفكر لماذا يحل بي هذا
البريئة زهرة ببساطتها وقلبها الطيب كانت تفرض نفسها عليه تجامله وتتكلم معه حتى ينسى الأسى ويضحك هو
ثم يضحكان طويلاً
مع مرور السنوات كانا قد كبرا
ودخل لقلبيهما الحب والعاطفة الجياشة ولأنهم بنفس المنزل كانوا يتواعدون تحت شجرة كبيرة وظلها يصنع خيمة تحجب الرؤية عن البعيد
تعاهدا على الحب كل العمر وعليه أن يطلبها من أهلها
ولكن الحظ العاثر يتبعه إذ علمت بالأمر أم البنت زوجة عمه وهي لاتحب أمه ولاتحبه فتكلمه سراً دون علم ابنتها زهرة أو أي أحد
ثم تقول قد علمت مابينك وبين زهرة وأنا غير راضية عن ذلك لأنك غير جدير بها
إنسان فاشل ولم تكمل دراستك
بينما زهرة متفوقة وينتظرها مستقبل جيد
إذا كنت تحبها ابتعد عنها وإلا أنا سأتصرف ؟
ماكان من هادي إلا أن ضعف تفكيره ورأى أن زوجة عمه ربما محقة فهو لا يملك شهادة أومال أوعمل
فقرر الإنسحاب
ويقدم لزهرة عذر عن الغياب وعدم اللقاء
إلى أن جاءته فكرة السفر من أجل أن يحسن وضعه /عمل و مال/
ويعود ليتزوج حبيبته
حزم حقيبته وسافر للمجهول
دون أخبار أوسابق إنذار...
ثم انقطعت عنه الأخبار
تخرجت زهرة من الجامعة
وبأمر أهلها تزوجت
ابن خالها العطار
لم تعترض عليه لأن قلبها قد كسر برحيل هادي
وهي لاتعلم الأسباب
وكيف توجب الغياب
وبعد أن عمل في الغربة بعدة مهن استقر بعمل ناجح وراتب جيد عاد إلى بلدته
عودة الظافر ورجل الأعمال الناجح بسيارة فاخرة
سأل عن زهرة وأخبروه ماحدث وأنها قد تزوجت من ابن خالها العطار
استعلم عن مكانها وسعى للقائها وبينما هي تنتظر الحافلة
وقف بسيارته وناداها باسمها يطلب منها الركوب بسيارته دون أن ينزل منها
ولكنها لم تعره اهتمام و صعدت الحافلة إلى مكان عملها وفي اليوم التالي أرسلت له خطاب عتاب على شكل قصيدة
محتواه
----------
ياظالم قلبي وحارقني بجفاك
ألا تذكر الأيام والحب انا وياك
بعدك اعتزلت الكون
أسكن خربوش بعرزالِ .....
----------
ولمّا علمت فعلة والدتها ودورها في سفر حبيبها ذهبت إليها بفورة غضب وعصبية مفرطة
وما أن عاتبتها بعدة كلمات حتى انهارت وأصابها فالج نقلت على أثره للمشفى وصرح الأطباء أن علاجها سيحتاج وقت وربما تبقى مقعدة
ولم يمضِ شهر على مرضها حتى طلقها زوجها وأرسلها إلى ذويها يرفض رعايتها
وهنا الأم أدركت خطأها وأخذت تذرف دموع الندم وأنها كانت السبب بما حل بابنتها
ولكن لا ينفع الندم من سبق وظلم ولن يخفف الألم