الخميس، 2 فبراير 2023

مشتاق بقلم الشاعر السيد حسن....

                

مشتاق تجيني تاني
مشتاق يرجع زماني
مشتاق دي عينيك أماني
ولحبك أنا مشتاق
بلاش كده يا غالي
تنسى حب الليالي
تنسى قلبي وحناني
والقلب اللي هواك
في غيابك والله عينيا
تايهه منها الحنيه
معاك الدنيا هنيه
وليك انا قلبي أشتاق
مشتاقلك ليه ظلمني
حرام عليك ارحمني
تعالي وارحم ظني
وارحمني من الأشواق
مشتاق تجيني تاني
في إيديك فرح وأماني
ونعيد سوى الليالي
ونعيش على الوفاق
مشتاق تاني السنين
ترجعلي بالحنين
وياك يا ضي العين
عمري عرف الصفاء
مشتاق لمسة إيديك
مشتاق حب وأمان
مشتاق نظرة عينيك
مشتاق ود الزمان
مشتاق والشوق قتال
سهرني ليالي طوال
خلاني أبات رحال
ما بين أحلام وفراق
مشتاق مشتاق
الشاعر السيد حسن....



 


كل التفاعل
٣

فيروز بقلم الكاتبة زهراء كشان

 

لم أنته إلى الرواق الحزين حتى سمعت أنينا، رنين جرس ، اشتعلت أضواء إضافية ،أحسست بحركة غير عادية ممرضات يظهرن من كل اتجاه ،اهتز كياني ،تراجعت ،التفت إلى الوراء ،في اللحظة التي تحبس فيها الأنفاس التقطت مسامعي صوتا ينادي مرتفعا حكيمة ،الغرفة رقم.... تأكدت أنها زوجتي تغادر الحياة ،هرولت وسط ازدحام أطياف بمآزر بيضاء ، فيروز كأنها فراشة منهمكة في إعادة الحياة لشهرزاد بإذن الله ،ملاك رحمة تثابر بإتقان بأمر من الضمير المهني ، يحفها طاقم طبي من كل اتجاه، ملائكة الرحمة يحُمن حول المريضة بحذق و براعة ممزوجين مع القلق ، تصاعد في حالتها الصحية بسبب نزيف داخلي ،بقيت فيروز ساهرة إلى جانبها بمهارة و إتقان ،بحس إنساني و روح ينعشها الضمير،ليلة أسطورية ثقيلة الخطى .
قبل شروق الشمس حضرت إلى المستشفى ، دخلت غرفتها بين يأس و أمل ، وجدت شهرزاد ورقة نضرة مبللة بقطر الندى ،روحا مزهوة بالألوان تعبق عطرا ، توردت وجنتاها، ابتسمت ، قبلتها على جبينها ،دخلت فيروز سلمت لها صندوق فواكه و حزمة من مشروب بارد ابتسمت قائلة : المريضة لا تأكل و لا تشرب ، هذا الصباح لن تتناول غير منقوع أعشاب ساخن يحضر داخل المستشفى ، قلت مبتهجا : الحمد الله على سلامتها،الفضل لكنّ في نجاتها ،هذه هدية باقات ورد و زجاجات عطر لك أنت و زميلاتك ملائكة الرحمة ،وزعي الفواكه و المشروبات على المريضات ابتهاجا بعودة شهرزاد إلى الحياة .
قصة فيروز بتصرف
من المجموعة القصصية معابر دافئة القاهرة للكاتبة الجزائرية زهراء كشان



جنين القسام بقلم الشاعر شحدة خليل العالول

 جنين القسام

اللهُ أكبرُ يا جنينَ القسَّامِ
لن يقهروا شعباً أبيَّ الأعلامِ
للحقِّ قامَ بكلِّ ليثٍ مِقدامِ
مِنْ غيرِ خوفٍ في زمانِ الأقزامِ
هدَّ القيودَ وثارَ مثلَ الضِرغامِ
في وجهِ غازٍ مِنْ جنودِ الأوهامِ
ظنوا بأنَّ دواءَ أحلامي دامي
في لُجةِ الموتِ المُقفَّى الرسَّامِ
سرقوا الترابَ وطودَ مَجدٍ بسَّامِ
وتحصنوا خلفَ الدُّجى والإبهامِ
كي يصنعوا لوناً سخيَّ الأحلامِ
بالقتلِ صاغوا دربَّهمْ بالأصنامِ
بروايةٍ حيكتْ برسمِ الإعدامِ
لن يُفلتوا حتماً بوحيِ الأقلامِ
بتجارةٍ تهوي لتحتِ الأقدامِ
في أرضِ سيفٍ في شموخٍ مِقدامِ
قد صانها نبضُ القلوبِ العزامِ
في عِزَّةِ الحُرِّ العظيمِ الإسلامِ
فليرحلوا فالدَّمُّ نهرُ الإلهامِ
والسَّيلُ يجري كي يداوي آلامي
شحدة خليل العالول

قصة قصيرة القديس محمد بقلم الكاتب/ عصام سعد حامد

 قصة قصيرة

القديس محمد
لا سبب لكتابة هذه القصة. سوى أني تعبت.. من كثرة حكيها, لكل من سألني. لمّ أسميت ابنك بهذا الاسم..؟, ها هي بين أيديكم, كما حدثت.., لكم الخيرة في فهمها..
انتقل إلى إدارتنا زميل.. سمعنا عنه كثيراً, بناءاً على رغبته. أصبح بيننا, تأكدنا من أخلاقياته, التي يتحاكى بها الجميع, بعيداً عن الأساطير, سوف أعرفكم عليه, بداية اسمه ( محمد).. ملتزماً في عمله.. مواقفه, تصرفاته.. تصنفه كأحد كبار المحسنين, متفقهاً في دينه, صاحب مبدأ ورأي, مستمعاً راقياً, متحدثاً مقلاً, لكلماته مذاق بطعم اليقين, واثقاً من نفسه, ربه.. لا يتحدث.. إلا وقدم مشيئة الله, في أول حديثه وآخره,.. أسميناه الأستاذ ( محمد ـ إن شاء الله), أسعدته التسمية.. لم نقصده في خدمة. إلا وقضاها.., لا يفخر. أو يتباهى.., كل ما كان يذكره, عندما يقضي خدمة لأحدنا:
ــ اذهب لقضاء مصلحتك.. بمجرد أن تذكر اسمك, أنك من طرفي, سوف تقضى بإذن الله.. فقط. سبح بحمد ربك واستغفره..
إليكم. أثره الطيب في إدارتنا.. كنا نقدم خدماتنا برشوة.., طهرنا من رذيلتنا.. بحكمته, توجيهاته, مساندته.., أصبحنا عين العفاف في نزاهتنا، التزامنا.. ولأرباب الشر جبروتهم, بطشهم.., كان لنا درعاً.. يتصاغرون أمامه، يتساقطون.., الحق أقوله لكم, عندما يأتي أحدهم, يواجهه.. لا يبقى للزائر همٌ, سوى ثبات قدميه داخل حذائه, تزيغ أحرف كلماته, تتبعثر.., ينعقد لسانه, ينسى. لمّ جاء أصلاً؟, هذا عن بعض تأثيره..
أما عن ملاحظاتنا, التي على سبيل ديمومة وجوده.. حضوره مبكراً, يفتح حقيبته, يخرج مصحفاً, سجادة صلاة, أجندة صغيرة.. يتابع منها أوراده اليومية,.. ومسبحته.. كان الله في عونها. لا تهدأ بين أنامله, لا تقل حرارتها عن أربعين.., عندما تحين صلاة الظهر, يؤم الزملاء..
أما فيما يخصني. ناداني, أجلسني بجواره:
ــ لمّ لم تتزوج حتى الآن يا عطية..؟
ــ أريد أن أكون مسيحياً بحق.
ــ تستطيع.. وأنت متزوج
ــ.. المسيح لم يتزوج
ــ.., لم يطلب منك ذلك
ــ وهبت نفسي لأم النور, نورها قدوتي..
ــ ابن البتول له ظروفه النبوية, البنيوية, الكونية.., هو نفسه خلق بمعجزة..
ــ هو راعينا القائل ( تمثلوا بصفات الرب )
ــ.. قال.., لم يقل خصائص الرب
ــ أهناك فرق..؟
ــ طبعاً يا ولدي.. صفاته الرحمة, العدل, التسامح, حب الخير,.. كل ما يمكنك أن تقتدي به.. أما خصائصه فأنه الخالق, الأول, الأخر.., كل ما لا يمكنك فعله..
شذبت كلماته أفكاري, هذبت بصيرته بصيرتي, حاصرتها.., ضاق فكري بمعتقدي, شعرت بضيق نفسي, قشعريرة في منبت شعري, كادت عيناي. يتساقط لؤلؤها. فحقاً.. آلمني بما ذكرني.., خاصة وصية والديّ تقدست أرواحهما, اللذان دأبا على مطالبتي.., برؤية أحفادهما, أنا وحيدهما..
في نفس اليوم. ذهبت إلى الكنيسة للصلاة, استماع درس الأحد, أثناءه .. رأيت أبانا صاحب العظة. يتغير شكله, أحاطت به هالة نورانية, إذا به المخلّص..
ــ ( تزوج يا عطية.. أهبك محبتي, القديس معاً)
أكمل القس عظته, مفرقاً بين صفات الرب, خصائصه.. عجبت لاتفاقه مع الشيخ محمد,.. انصرفت إلى منزلي, نمت.. آتاني الراعي, حوله الملائكة, بصوت قدسي حنون.اهتزت له روحي, استعارته كل خلايا جسدي, رددت صداه.. :
ــ (تزوج يا عطية الله)
في اليوم التالي.. ذهبت لعملي, وجدته.., كأنه ينتظرني. بادرته:
ــ اقتنعت بكلامك..
ــ بل جاءك بنفسه يا عطية..
أذهلني بمعرفته.., التي تعدت حدود المألوف,.. كأني ألتمس إذنه, مباركته..:
ــ من أين أبدأ..؟
ــ بالمكتب المجاور ثلاث فتيات قبطيات, تعرفهم جيداً. تخير منهن..
كأنه قرأني. كنت أميل لإحداهن, لم أجرؤ على الإعلان.. شجعني.., خلال أيام.. مرت كالحلم. خطبتها.., سرعان ما تآلفنا.., تزوجتها, أصبحت قرة عيني.., لاحقتني أحلام الأبوة. ليلاً ونهاراً.. في صحوتي ومنامي, إذا بالآب ابن العذراء والسماء.. يحمل طفلاً رضيعاً:
ــ بوركت بمحبتي, هذا ما وعدتك به.. (القديس محمد)
استيقظت على تأوهاتها, أنينها..
ــ يبدو أن عذراءنا. وهبها الله الروح, تحركت في أحشائي..
ــ بل هو قديس, اسمه ( محمد عطية الله بشارة عيسى).
بقلمي
الكاتب/ عصام سعد حامد
مصر أسيوط ديروط