ديوان "زهر الخريف" للأديب المتميز عبد الكريم أحمد الزيدي
من بلاد الرافدين، بلد العراق بلد أولى المراكز الحضارية في العالم التي كانت تقع بين نهري دجلة والفرات وهي حضارة سومر، وامتدت حدود هذه الحضارة التي شغلتها بلاد الرافدين إلى سوريا وبلاد فارس وإلى منطقة جنوب شرق الأناضول في تركيا حالياً، كما وجدت آثار سومرية في دولة الكويت الحالية،
يطل الحرف مشعا، فيغمرنا ضياؤه المشهود، فيرود صفحاتنا ومكتبتنا، مستقرا في رف مصون، حيث يحدثني مع كل شروق، فتبوح المرايا بكل ما في جعبتها من أمل
حالم بغد أفضل، فيسافر الحرف دون قيود، عابرا كل القارات تاركا شذاه يفوح في المدى البعيد،
هنا وصلني عطر العراق، هي حروف من نور، ضمها ديوان "زهر الخريف" للأديب المتميز عبد الكريم أحمد الزيدي،
خريج جامعة بغداد،
هو كاتب وشاعر وناقد، وصاحب رؤية ثاقبة للحرف ومدون الكلمات الذهبية، وهذا المولود من إصدارات سنة 2022،
ولا سيما أنه جامعي متمرس وشغوف بالحرف والقلم، حيث يجهز عدة إصدارات قادمة على مهل منها بحوث في اللغة والنقد، إلى جانب مجموعة قصصية ودواوين شعر ونثر،
هذا المولود البكر، "زهر الخريف" هو مجموعة شعرية متميزة جدا تضمنت ( 65) نصا شعريا بالفصحى،
وقد اختار عنوانها من بين عناوين القصائد المتميزة التي استهل بها ديوانه وهي "زهر الخريف"
وقد اطلعت على جل محتوى هذا الديوان مما نشره في مجموعة الوجدان الثقافية،
متابعة طيبة لكل القراء، ديوان شعري متميز ورائع، فيه من زبد الكلم وروعة النظم وسلاسة التعبير ما يروي القريحة ويسعد القارئ،
شكري وتقديري للشاعرة هالة بن عمر وللأديبة جميلة بلطي عطوي على حمل الهدية.
الشاعر طاهر مشي
مما نشر في الديوان:
أحب الكل فيه
........................
أغُضُ الطَرفَ عَن وَجهٍ وَأدرِي
بَياضُ البَدرِ شَيئٌ مِن ضِيّاهُ
وَعندِي لَو أتَيتُ الوِّردَ صٰادٍ
شَرِبتُ الماءَ شَهداً مِن لُماهُ
ضِياهُ مِن بَعِـيدٍ نارُ حُسـنٍ
فَكَيفَ إذا دَنــا مِنا نَراهُ ؟
يَطِيبُ الدَربُ لَو جاسَت خُطاهُ
فَأنّـى الحالُ فِينا فِي لِقاهُ ؟
وَلَوْلا العَـينُ خَـوفاً أن تَنالَ
لَزِدتُ الوَصفَ مَعنىً فِي رِيّاهُ
لِحاظُ العَينِ تُسكِرُ فِي رِماها
وفِعـلُ الغَيثِ لَو مَنّت يَداهُ
اُحِبُ الكُلَّ فِيهِ نَقيُّ حُسنٍ
فَرِيدٌ ما حَلا خَلقٌ سِواهُ
يَزِيُدُ النّارَ لَو شَبَّت بِوادٍ
بَعِيداً لا تُرى تَرعَى شِيَاهُ
وَيَقصِدُ لَو بَدا مِنا حَصافٌ
يُعِيدُ مَكراً بِنَا عَضاً شِفاهُ
وَيمضِي لا يُبالِي الخَطوَ مِنا
قَرِيباً إن دَنَا تَجفُ خُطاهُ
نُساوِي الشارِي فِيهِ كُلُ غالٍ
وَيُرخِصُ لَو غَلا فِينا هَواهُ
........................................
عبد الكريم احمد الزيدي
العراق/ بغداد
اسْتَحلِف فِيك
. . . . . . . . . . . . .
اسْتَحلِفُ فِيكَ بِمَا أذكَت
هَذِي الأَيَّام وَمَا أَبَلَّت
استَحْلِفُ فِيك ثَرَى الدُّنيَا
وَبِحَارُ الكَونِ وَمَا أَثرَت
وَالصَّبرُ المَمدُودِ بِلَا حَدٍ
وقفارُ الأَرضِ بِمَا أحيَّت
وَالقَلبُ المسجورِ وَما أورَى
وَالنَّارُ وَفِيهِ إذٰا أزَّت
استَحلِفُ فِيكَ رِضَى نفسٍ
ويدَينِ إذَا مُدَّت أَوفَت
أَن تَسْأَلَ روحاً تَتَلَوَّى
مِن حَرّ لَظاها لَو أودَت
لِتَجودَ وَتَنظُرَ فِي بعدٍ
لِلرُّوح إذَا طُرِقَت أَرَدت
يَا أَوَّلُ أَوَّلُ ألوَانِي
وربيعاً مَا مَرَّ بِهَا أَفلَت
وسجينٌ مَا غُلَّ بِقَيدٍ
عَينَايَّ بِمَا بَصُرَت غُلَّت
استَحلِفُ أَن تَسقِيَ نفساً
مَا ظَنُّك لَو رُوِيَت أظمَت
سُبحَانَك رَبِّي مَتَى روحاً
مِن بَعدِ شَقاهَا وَتَغنَت
أَسأَلُ لَا أَعرِفُ لَهَا أجَلاً
أَيَّانَ إذَا سِيقَت أَوفَت
وِردَانِ وَمَن ذا نَاكِرُها
فِي البَينِ إذَا حَلَّت أَدنَت
. . . . . . . . . . . . .
عَبْدِ الْكَرِيمِ أَحْمَد الزَّيْدِيّ
العراق/ بَغْدَاد
قَالَت الأَعرَابُ
. . . . . . . . . . . . . .
قُل مِثلَمَا قَد قالَتِ الأَعرَابُ
أَحبَب وإن مَا رُدَّ مِنه جَوَابُ
واسألهُمُ فِي وصلِ صَبٍ نالَه
مِن حَملِ ماصَدت أ فِيكَ ثَوَابُ ؟
لَم تَدرِ كَم فِي الوُدِّ جُرمٌ لَهُ
إن جدَّ هزلٌ فِيه جدَّ صَوَابُ
قَالَت أحَبَّ وَما رَأَيْتُ أنا كما
كانَ الَّذِي يَبدُو عَليهِ شَرابُ
بكَفافِ ودٍ بانَ مِنهُ وَذا سَرَى
كدَبِيب نَملٍ لاَ يُكفُّ صَبابُ
لا اللَّيل يُمسِكُ ما أَفاءَ ضِياءه
بدراً وَلا لِلصُّبحِ فِيهِ إِيابُ
خافٍ عَليهِ إذا أنادِمُ خادِناً
لا سرَّ فِيهِ وَلا يُفَتَّحُ بَابُ
نُدماهُ يَجذُبنَ الحَدِيثَ تَحفُظاً
علَّ الَّذي أَخفَت شِفاهُ يُذَابُ
يَسمَعنَ طيباً مِن قَوافِ قَصيدِهِ
مِن غَير عودٍ عَزفُهنَّ عِتابُ
عَيناهُ إن ضَحِكت كَأنّ هِلالَها
أفراحُ عيدٍ هلَّ فِيه غِيَابُ
أنسَاه ما بَينَ الضُّلُوعِ وجَنبِها
حَتَّى يُظَنُ بِأَنَّهُ ليُشابُ
. . . . . . . . . . . . . . .
عَبْدِ الْكَرِيمِ أَحْمَد الزَّيْدِيّ
العراق/بغداد
لَوعَـةُ العُشَّاق
. . . . . . . . . . . . . . .
ولَمّا زادَني شَوقاً هَواهُ
وَقالوا ياتُرى مَن ذٰا يَكونُ
سَمِعنَا مَن لَهُ رأيٌّ ولُبٌ
إذا ما مَسّه وَجدٌ حَنونُ
وخِلٌ مَا عَرَفنا مِنه هَذياً
عزيزٌ لَو تَثنَّى لا يَهونُ
يُداري إن مَرَرن الغِيدُ مِنه
بِغَير الطَرفِ لَا تُدنى الجُفونُ
وَكنَّا كُلَّما لاحَت خِصالٌ
رَمَينا ما لَوى فيهِ الظُّنونُ
وَجَدنا لَوعةَ العُشَّاقِ لمَّا
يَجِيشُ الوَجدُ يَغشاهُ جُنونُ
وَتَبقى رَاحةُ الكَفَّين تَلهو
بضربٍ إن بَدت تَبدُو فُنونُ
حبيبٌ عزَّهُ والبُعد عَنّي
فراقٌ لا لهُ أَو لِي مُجونُ
وَأَنتُم مَن زَعَمتُم مَا بقَولٍ
فَإِنَّ الوَجدَ في مِثلي مُنونُ
وَإِنِّي ما وَدَدتُ الحَال مِثلي
لِمَن يَهوى وَلكِن لَو يَصُونُ
سَبَقنا مَن قَضى حُبّاً شَقاهُ
وَجِئنا بالَّذي عَجَزَت بُطونُ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عَبْدِ الْكَرِيمِ أَحْمَد الزَّيْدِيّ
العـراق/بَغداد