السبت، 17 سبتمبر 2022

  لا تَقْتَرِبْ   بقلم  محمد التوني

 لا تَقْتَرِبْ

قُلْتُ لَكَ "لا تَقْتَرِبْ" 

واسْلُكْ رُبُوعَ الزُّهْدِ لصُبْحٍ طُرِب

ذَلِكَ الصُّبْحُ الذي يَكْشِفُ الحُجُب

خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَرَاكَ - أَنَاكَ - لَيْلاً ثُقِب

حتى وإِنْ كَانَ ضَعْفُكَ لَمْ يَكُنْ إِلَّا بِهِ لا تَقْتَرِبْ

حتى وإِنْ كَانَ قُرْبُكَ لَمْ يَكُنْ إِلَّا لَهُ لا تَقْتَرِبْ

وحتى لا يَغِيبَ عَنْكَ أَنَاكَ لا تَقْتَرِبْ


                                              محمد التوني



 (أنشودة أخرى للمطر ) بقلم الكاتبة الإعلامية مريم خضراوي

 (أنشودة أخرى للمطر )


يدفع نافذتي بعنف 

يقتحم الغرفة حتى 

شمّر الستائر ولحاف السرير،  

الخريف يتشمّر 

وقد عانقته بعنفه، 

بعطش البساتين وحنين الشجر.

طار حرير اللّحاف

والسّتار المنسدل من زمن

يفسحان الطريق للمطر

مطر..مطر .........


لباد القطن أينع نباتا من ليل الوسادة  

كأنه حلم يتعافى

أوانُه الخريف،

والمسند الموجوع بي 

يرقص من خلفي رقصة نهر بلا مجرى معروفٍ،

والشراشف تموج فوق"الكومودينو" 

 تحلحله نحو 

جذع ضاع  في الغاب  ،

نحو الخريف .

ماجت وراء الشباك شجرتي تلعق جفاف الزجاج ،

والأشواقُ التي تختبئ وراء "الدولاب" لم تنكسر،

 رغم ارتعاشتها 

تدفع بخشب الوقت للمطر .

مطر مطر ......


كلُّ دَرَج في حلاّقي يهتز

والمرآةُ تُشمّر عن صباها

عن "إصبع الروج" فوق التّسْريحة

فيحتقن بأنشودة السياب :

مطر..مطر 

وثريّا الدّار في العلا 

تتمنّى المطرَ في الثّرى مسبحا لضياها ،

مطرٌ

سحّ طهورا على "الماربل" 

طاهرا يغمر "الموكيت" حيث تستلقي منذ عام وصيف

على برود الرخام ..

وشبشبي العجوز على جانب السرير 

سيّحته السواقي عاشقا ينشد للمطر

مطر مطر ..


يا رعشة الفرح ونشوة البكاء ، 

أكاد أسمع :

شَرْقَةَ الشعراء 

في صوّان الكتب بموسيقى الماء

وكأن "نجم" يغني ؛

(المطر ملاّح تايه سواح

لابيعرف شط ولا بيرتاح....)....

ودرويش 

 إذ يدخل فاتحا للفرح ينفجر بالماء..


يا "سياب" 

إذا جاءك المطر الشِّمْر مرة 

لا تذكر خيانة الصيف

أدخل المطر ماء وانفجر 

فرحا مُراقا  ومطرا 

      مطر ..مطر  .....


مريم خضراوي


(وإذا جاءك الفرح مرة أخرى ، فلا تذكر خيانته السابقة .. أدخل الفرح وانفجر. -)

محمود درويش..


(الليل ملاح) قصيدة الشاعر أحمد فؤاد نجم.



 * النجم سيريوس(الشّعرى) . بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.

 * النجم سيريوس(الشّعرى) .

عندما تدرس بعض المفاهيم المذكورة في القرآن دراسة في ضوء الاكتشافات العلمية للقرن 21 ، نجد أنفسنا أمام معجزات علمية أخرى. وإحدى هذه المعجزات هو نجم سيريوس ، وهو المذكور في سورة النجم ، الآية 49 : وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى (49) النجم.

حقيقة أن كلمة "الشّعرى" العربية ، أي النجم سيريوس ، والواردة فقط في سورة النجم ، الآية 49 ، تلفت النظر بشكل خاص. مع أخذ الاعتبار عدم انتظام نجم سيريوس في حركته ،ذلك النجم الأكثر لمعانا في السماء ، والمعتبر نقطة انطلاق ،فإنّ العلماء قد اكتشفوا في الحقيقة أنه نجم مزدوج. فسيريوس هو،في الواقع، زوجان من النجوم : سيريوس (أ) و سيريوس (ب). أكبرهما ، سيريوس (أ) ، كما أنّه الأقرب إلى الأرض والأشدّ لمعانا و يمكن رؤيته بالعين المجردة. أما بالنسبة لسيريوس( ب) ، فأنه لا يمكن أن يرى بدون تلسكوب.

كل من زوجي نجم سيريوس يقوم بدورة متّبعًا مسارًا في شكل بيضاوي(اهليلجي) حول مركز مشترك . فترة الدوران للنجمين سيريوس أ و ب المشتركة لهما حول مركز الثقل تقدّر بـ 49.9 عاما. هذه البيانات العلمية أصبحت الآن مقبولة عموما من الإدارات العلميّة لعلم الفلك في جامعة هارفارد ، وأوتاوا و لايسيستر.

هذه المعلومات واردة من مصادر مختلفة كما يلي :

سيريوس ، النجم الساطع ، هو في الواقع نجم مزدوج... ومداره يدوم49.9 عاما.

النقطة التي تسترعي انتباهنا هو شكل مدار النجمين البيضاوي(الإهليلجي). غير أن هذا الظاهرة العلميّة ، التي لم تثبت دقتها إلاّ في نهاية القرن ال 20 ، كانت قد ذكرت في القرآن،و يا للعجب، قبل 1400 سنة .

عندما نقرأ معا آياتين 49 و 9 من سورة النجم ، تصبح من المعجزة أوضح. 49،9.

"وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى"49

"فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى"9

هذا الوصف الوارد في الآية 9 من سورة النجم يصف أيضا كيفية اقتراب هذين النجمين من بعضها في مدارها (والله أعلم)

هذه الحقيقة العلمية التي لا يمكن لأحد أن يعرفها في زمن نزول الوحي و القرآن تثبت مرة أخرى أنه كلام الله تعالى.

بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117) البقرة.

حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.

من كتابي : القرآن والعلوم الحديثة



الجمعة 23 سبتمبر 2022 توقيع رواية ظل الله للكاتبة فتحية الهاشمي

 الجمعة 23 سبتمبر 2022 توقيع رواية ظل الله للكاتبة فتحية الهاشمي:

 يتواصل العطاء ويواصل الكتاب نضالهم الثوري في خضم هذا الركود  ليستمر الإبداع وترتوي القرائح من هطول الغيث، 

نستقبل في رحاب الحرف، مولودا جديدا ينير في ربوع الوطن، 

رواية جديدة للكاتبة القاصة الروائية فتحية الهاشمي

"ظل الله"

لتطالعنا هذه الأديبة بعمل مليء بالروعة والجمال، فكانت هذه الرواية  عمل مختلف عن إنتاجها المتنوع والمترع بالإبداع،

عمل متميز وقد مثل المولود الأول لدار البياتي للنشر والتوزيع التي يترأسها الشاعر الرسام والفنان العراقي التونسي سمير البياتي

سيكون يوم الجمعة 23 سبتمبر 2022 يوم احتفال بهذا المولود البهي،

مبارك للأديبة فتحية الهاشمي على هذا المولود

ومبارك لدار  البياتي للنشر والتوزيع على مولودها البكر.






الجمعة، 16 سبتمبر 2022

 (((لهاث هي الحياة)))  بقلم الاستاذ داود بوحوش

 (((لهاث هي الحياة)))


ذاك الغمر عدّاد

و أرقامه الأيّأم

و تلك السّنون 

أحداثها ...طيّ

أضغاث أحلام

لُهاث يعقبه لهاث 

و طبع المرء إقدام

دع الأيام تجري في فُلكها 

سيكفيكها ضُرّها العلّام

و خذها كما تأثيك مبتهجا 

تُفتّح لك الأبواب كما الأرحام

منّان هو ربُك رزّاق مِغداق 

حيّ قيّوم يسمعك و الكلّ نيام

فنجان هي الحياة ...قهوة

زوبعة ...صراع مذاق

على قدر السكّر يأتيك السّلام

سل فارسا رام الوغى

متى سيفه يستلّه من غمده 

و متى يٌطاوعه اللّجام ؟

مخيّر هو الإنسان 

فإما  حبور و رغد عيش 

و إما ركض خلف وهم فان 

و حكم باتّ و تعجيل بإعدام


     ابن الخضراء

 الاستاذ داود بوحوش

 الجمهورية التونسية


 *...دعني...*   بقلم الشاعر  حمدان بن الصغير 

 *...دعني...*

لا تقتحم صمتي

في غفلة مني

إني...إن نطقت

اسكنته غلي

دعك لما انت فيه

 الآن... بعضي... 

لا يحنو على بعضي

فما الذي يكون لك عندي

مقفرة  هي 

شوارع الندم

مالي و الفعل

في غمرة الغضب

ما صغت من الفرح وعدا

و لا  من الأحزان وعيدا

إذ كيف أعاند الأقدار

في غفلة الزمن

بعيدا  بعيدا

دعني أحب السماء

دعني لبعض الأماني

التي فيها أرى...

دعني احبك

كم هي رحبة معك 

روحي هذا المساء

حين...

يتوسد الليل هامتها  

تعتق كل الجواري 

وتهمس في اذني 

اكراما لك

               حمدان بن الصغير 

               الميدة نابل تونس


خاطرة ساحرة شقية بقلم ناصر رعد

  خاطرة  ساحرة شقية 


خاطبتُ من أحببتها غزلا ،


احمر وجهها ذابت خجلا


فأعرضتْ عني مفارقةً ، 


قالتْ : ما خُدعتُ قبلك من رجلا


فقلتُ: مهلكِ لستُ خادعكِ ، 


كيف لا أهوى من شهدها عسلا


فتبسمت متمتمة : كفاك كذبا ،


ورمشت بعينها أذهبتني ثملا


فقلتُ : ما كان الكذبُ من شيمي ،


ما أجمل القمرَ وهو مكتملا


فصمَتتْ ، 


وتهلل الوجه وأشرق ،


والثغر أطبق فغدى مذهلا


وحسبت أني نلت الرضى ، 


ورأيت بوجهها ما يبعث الأملا


وصَمتُ والدم يغلي بعروقي


ونبض فؤادي تسارع وعلا


سحرتني الشقية 


وقبلها كنتُ مغروراً صامداً جبلا


واستوطنت قلبي وتمددت

 

وفر من كان فيه وارتحلا


ورفعتُ رايتي مستسلماً 


ما عاد قلبي يبغي غيرها بدلا


ما أجمل أن تأسرك امرأة 


الكل حاول وصلها وما وصلا

بقلمي ناصر رعد



 ما إختلفنا  بقلم الشاعرة سعيدة شبّاح

 ما إختلفنا 


لا و لا أبقت الأيام في قلبينا حزنا

كنا في ذاك المكان نتلاقى

أترى ماذا سيحكي اليوم عنا

قدر قاس أراد كل هذا

قدر أهدانا قيدا ثم سجنا 

فانتهينا غرباء في الجحيم

بعد أن في نعيم العشق كنا

لم فارقت و تهت في الزحام؟

أولست الذي كان لقائي يتمنى؟

ما اختلفنا...

إنما شاء القضاء افتراقا

فافترقنا


سعيدة شبّاح



 "حرفة الشاعر" بقلم الشاعر التونسي محمد أحمدي 

 "حرفة الشاعر"

بقلم الشاعر التونسي محمد أحمدي 


لم أكن فارسا

لم أعد لذلك

و ما خالي خالد

أو جدي عنتر

" غير أن المهرة الجامحة

لا بد من فارس يركبها"

قيل لي 

قلت ذي حرفة الفرسان أجهلها...

لم أكن عاشقا 

لم أعد لذاك

و ما خالي قيس

أو جدي جميل

" غير أن الفتاة الجميلة

هذي الفاتنة

لم يزر لياليها القمر

و لم يكس قيس أو عمر

شفتيها حر القبل

و لم تكتحل عيونها

بفارس 

ينزل في أحضانها

يطفئ بعض الجمر في أشجانها

هذي الحسناء الظمأى 

هذي العاشقة ... اليانعة

لا بد من عاشق يعشقها "

قبل لي

قلت ذي حرفة العشاق أجهلها...

لم أكن ربانا

لم أعد لذاك

" غير أن السفينة العملاقة 

لا بد من ربان يقودها"

قيل لي.

قلت ذي حرفة الربان أجهلها.

لم أكن فارسا 

أو عاشقا.... أو ربانا

لم أعد لذا ... أو لذاك...

غير أن المدينة الفاضلة

هذي الشاسعة

لا بد من 

فارس في رباها

و عاشق في سماها

و ربان في بحارها...

قيل لي : كن. فكنت.

تعلمت...

ثم كنت الفارس

و العاشق....و الربان

و كنت الشاعر

في رباها...في بحارها...و بحورها

و كنت الشاعر 

في سماها

و كنت...حامي حماها...



 سدرة البوح  بقلم الشاعرة والقاصة الجزائرية خديجة بن عادل

 سدرة البوح 


أيها العابر في ملكوت الروح 

مهلاً  — رويداً

دع الصافنات في كفّي 

جيادَ عشقٍ ترفع صهيل صبابتي 

نبوءة قبس

وزمهريرُ الغيم فردوسٌ

يمطر في فم الليل 

براءةَ وقتٍ لا يجيءُ 

والذئب يردد أغنية ماضٍ سحيق

فصبرًا عليَّ من…

ملح دمعٍ إذا وقب  

و يراعُ القصيدة على شفاه الحكمة 

طائرٌ يرجو حظَّه أخضرَ

والآه موجٌ عالٍ يشق سبيله 

حيث — الخرس

اذكرني..

وتسلل إليَّ 

جناح صوفي يتبرَّج بالضوء 

يجوب المدى جنَّة.. ومــاء 

يلقن المجاز عدد التكوين 

واطو الحقيقة كطيّ السجل  

   بجهاتي الأربع

  وأسئلتي المالحة

تتوكأ الخطيئة خوفاً

من يوقظ شمس الحبّ طوع

كلمات ..

فصبرًا عليَّ، ترأف بحالي..

أيها الساكن دمي   

إنّي والسفينة والبحر 

في  سدرة البوح 

كتاب شاعر تخنقه أنفاس الحروف 

 

الشاعرة والقاصة الجزائرية خديجة بن عادل



وقعت *كنت غبيٌا* بقلم الأديبة حبيبة محرزي 

 وقعت 

     *كنت غبيٌا*

تتخبّط ،تموء ،تقترب مني، أزيح الغطاء. أدعوها إلى أحضاني ككلّ ليلة. أصمٌ أذنيّ عن تقريع والدي:

_ابعدها عنك. هي تتسكّع في الشارع كامل النهار. ستنقل لك الأمراض..

 تنتفض. تتملّص منّي. تقفز إلى الأرض. تبتعد عنّي.  تجري في الرّواق الطّويل. أغرق  في النٌوم من جديد. تعود إليً .تهرش الغطاء. تريد أن تعرّي وجهي، أن تكلّمني. أتقلب في الفراش أشيح عنها يبدي غيضا. أتوسّل إليها :

_أرجوك اتركيني ميمي ...ارجوك...

  تموء مواء مرعبا.. آمرها بالخروج.

 أطنان تجثم على جسمي المرهق. الامتحانات قريبة و لم أستوف المراجعة بعد. أدفعها خارج الغرفة. ارتمي في الفراش أضع رأسي تحت الوسادة كي لا يهرش سمعي مواؤها وخدشها الباب بضراوة.

أكاد أجزم أنّ أبي كان على حقّ حين وضعك ذات يوم في كيس وألقى بك بعيدا عن الحي.. يومها لم أنم .امي بكتك بحرقة. تخاصمت معه. أضربت عن الطّعام..

لو تدرين كيف قفزت حافية لما سمعت صوتك في الشارع .

كم فرحت حين تسرّب مواؤك إلى سمعي .

تركت الكتب والأوراق وجريت اليك حافيا، كنت مرهقة جائعة عطشى. لكن الان دعيني أنم. بعد الامتحانات سالاعبك كامل النهار والليل.

المواء يتحوّل عويلا ونواحا. لا بدّ من إجلائها بعيدا. صرخت:

_أمّي ..أخرجيها ..أريد أن أنام... أخرجي هذه المجنونة ..

لكن لا أمّ تحضر ولا احد يجيب. 

أكرّر الصّراخ بنبرة بكاء معجون بغضب شديد. أقرٌر الصٌعود إلى الطابق العلويٌ. أجرّ غطائي محتضنا وسادتي. 

تنطّ أمامي. تدور حول نفسها في حركات هستيرية. ترتمي في بيت الاستحمام وبصرها يراوح النّظر بيني وبين  أمّي الملقاة على الأرض  دون حراك ولا حياة.

حبيبة محرزي 

تونس



الوفاء بالعهد بقلم الشاعر: السفير د. علي محمد الهادي رجب

 **** الوفاء بالعهد

جاء الحقّ وزهق الباطل

إنّ الباطل كان زهوقا

قالها الله من أعلى سماء

وتلقّاها ابن آدم بها خلوقا

العهد أوصى الله بحفظه

فما كان قوله لنا مسبوقا

وعرفنا أنّ الوفاء بعهد الله

جبلّة فيمن كان مخلوقا

وسعى لرضاء الله مكرمة

فكان من جحيم النار معتوقا

أوف إذن بعهد الله وطاعته

تكن بحبيب الله مرفوقا

الشاعر: السفير د. علي محمد الهادي رجب



 قصيدة بعنوان //  أنا لا أنام وحدى بقلم الشاعر /// محمد الليثي محمد

 قصيدة بعنوان //  أنا لا أنام وحدى

سقط الجدار الاخير

فظهرت عيوب حبي

لم نعرف ذاكرة الخوف

كنا نرى بهجة الحياة 

ولم نصدق شىء 

فى اللاشىء

لا أحد يسلم على قلبي

وقفت على جسدي

فألم أري شعوري

وظلي يفكر في ظلي

مالي لا أرى الغمام

وطريقة غيابي

في الكلام

كيف أنام ؟

وحولي صخب الذكريات

بهدوء أحلم

في منامي

أتأمل غدى

وغدى يتأمل أجنحتى

في حلم الاغاني

بدون موسيقي

فى ظلمات الفجر

لم أنتظر .. ها هنا

بجوار الوقت

حين تبتسم البدايات

فى أشجار سقوط الاقنعة

لم أبكي 

في هذا الصباح

ولم تسقط دموعي 

لم أفرح

بضياع ذاتي

فى بئر ذاتي

الى أين تأخذني 

أيه القلب

أني نجوت من كرهيتي

لترتيب المساء

 حولي .. وأنا أسعي

فى لحن أحزاني

نوافذى تغلق جدراني

ويأتي الليل من عقب الباب

هي في المساء

وأنا أبحث عن كرامتي

في غيابك

لا أنام وحدي

وحولي صورتك

في غياب الوقت

تراني وأري زراعي

يدنوا من عش سعادتي

أتحملني

 ورسائلى تمزقني

خلف السياج

محاصر يدركني

الموت

وأنا أدرك وحدتي

لدى ما يكفي 

من الاحزان

فلبي حزين

أري للمرة الاخيرة

موتي

فوق جزع شجرة

ترأني 

أكتب لا قصيدة 

عن موت الحب

في قليلا من الكلمات

بأسمي أعلن 

موت الحب 

حين تركت كرامتي 

فى عشق الكلمات 

—————————

بقلم الشاعر /// محمد الليثي محمد



 قراءة في رواية فيضان الثلوج للروائي التونسي عامر بشة بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 قراءة في رواية فيضان الثلوج للروائي التونسي عامر بشة


"لماذا نكتب.. لكي لا نهلك.. "(دوسارتو)


إذا كان الأدب انعكاسا للواقع على الإحساس فإننا بدخولنا عوالم المبدع عامر بشة نطل على فضاءات تكون مسرحا لإتجاهات قرائية يكونها قضاء اللغة والشخوص والرؤى والحدث وفضاء السّرد.

النصوص الروائية –لعامر بشة– تلتمس تعدديتها بإختلاف القراءات وتنوعها، فتظهر مستويات كتابية جديدة، تضفي على النصوص آفاقا تأويليّة حسب استعداد الملتقي ومرجعيّته، غير ناسين حقيقة أنّ النصوص تحتوي على دوال تساعد على تفكيك النّص واستنطاقه يمكّن للقراءة الواعية استحضار ما خلف النص من إحالات، وإستثارة مرجعيات تثري النصوص وتحفّز المتلقي…

يواصل عامر بشة في روايته الثانية (فيضان الثلوج*) تلك الرحلة السّردية الشيقة التي قدّمها في روايته السابقة (البعيد**) أو بالأحرى يواصل بعدا سرديا من أبعاد هذه الرحلة وهو هذا البعد الذي يمزج الذاكرة بالتاريخ، ويستقطر من أبعاد هذا المزيج نوعا من السّرد الشعري الشفيف الذي تتميز به كتابته الروائية، فقد إستطاع عامر بشة أن يبلور لنفسه أسلوبا سرديا له خصائصه الشعرية ومذاقه السردي الخاص في الوقت نفسه، لأنّ شعر –عامر– السردي لا ينبع من معضلات اللغة، ولا من الجري وراء المفردات القاموسية، ولا حتى من الولع بالإستعارات والصور الشعرية، كما يحاول غيره من الكتاب، وإنما من الحساسية الرهيفة للتفاصيل الواقعية البسيطة والقدرة على استنطاقها بأقصى ما في طاقتها على البوح والتغيير فتبدو التفاصيل الواقعيّة عنده للوهلة الأولى وكأنها تقول الكثير وكأنها تفاصيل بالغة البساطة لا تخفي شيئا، ولكنك ما إن تتأمّلها قليلا حتى تجد أنّها في حقيقة الأمر التقطير المصفّى لعالم ثري من الرؤى والدلالات…

تمظهرات اللغة الإيحائية في المتن السردي :

يعتمد المؤلف لغة ذات طبيعة إيحائية ورمزيّة تعتمد المجاز مثل قول السّارد في الصفحة 55 : ”.. وأخشى أن تسقط الأرض في الفضاء المظلم.. بمتاهاته المجهولة، فقد ثقلت بما عليها.. وتلوثت.. وأوشكت على الإنهيار..”

و يتأكّد لدينا ذلك من خلال حضور معاجم للغة التشبيه والإستعارة كلغات ذاتية تتيح التوغّل (والإيغال) في الذات وإختراق عوالم الباطن، ويتحقق ذلك من خلال الصوغ الذاتي للغة Le subjectivation وهي تسترفد من شحنة الذاتيّة، وهذا ما تتميز به بعض المقاطع في الرواية تجعلها قريبة من لغة التأملات والخواطر والإيحاء الشعري مثل:

“وترفع رأسك.. لترسل بصرك إلى قمم الأشجار.. وإلى هالة الشمس المتسلسلة أشعّتها من خلال الأغصان الكثيفة وكأنها تراقبك أيّها القادم الغريب “الرواية ص 54.

– ”.. وسترى الشمس، بعد هذا، تختفي في عمق مظلم.. كالحزن.. كالتأزّم النفسي الذي يشمل روحك..” الرواية ص96.

– “..وتعب ثقيل يتعمّق في روحي.. وفي نفسي.. كما تتعمق الاحداث الماضية في الإدراك الباطني لدى الإنسان..” الرواية ص 22.

– “..وكنت في طفولتك تتأمل زبد الأمواج القادمة.. فيخيل إليك أنّها قطع من الثلج تطفو على سطح اليم.. متجمّدة.. كتجمّد عواطفك.. وباردة كبرودة مشاعرك ” ص91.

– “... والأعماق في النفس البشرية.. تجدها دائما مليئة بالأصوات المختلفة، المعبرّة عن كل ما يختلج داخلها.. تجاه الواقع بصراعاته.. وتجاه الموت بغموضه وتجاه الغيب بمفاجآته..“الرواية ص 20.

نجد أنفسنا من خلال هذه المقاطع إزاء لغة تحمل هواجس الذات وتنزاح نحو بنية لغة الشعر من خلال اقتصاد لفظي يضمن للخطاب الروائي شروط ودافعية الإنتقال نحو لغة تجعل من الحلم والإستيهام مرجعية أساسية في استبطان أغوار الذات السحيقة.. إنّه من شأن المقوّمات أن تكشف لنا عن حضور صوت المؤلّف كملفوظ لغوي وأدبي يحتفظ بإستقلاليته داخل الخطاب الروائي.

و يمكن أن تثار على ضوء هذه الإستقلاليّة إشكالية العلاقات النصية التلفظيّة التي تتأسس على ثنائيات: المؤلف السارد، المؤلف/ الشخصيّة، السارد/ الشخصية وذلك من حيث كونها لا تعرف استقرارا ثابتا ونمطيا داخل نص “فيضان الثلوج ” في ظل تنوع ملفوظه الروائي بين أصوات ولغات مختلفة إلى الحد الذي نتساءل فيه “من المتكّلم داخل النص (الملفوظ) ؟ “

فالمتلفظ في النص أحيانا هو السارد العليم وكأنّه راوي الرواة، أحيانا يتلببس صوت البطل الشخصية وكأنّه على دراية كاملة بالأحداث تسمح له بالتحكم فيها. فيأتي صوته أحيانا منصهرا مع صوت السارد الشيء الذي يعطي لحضور الزّمن الماضي الغالب على الافعال الحكائية الموظّفة تبريره النصي. وهكذا تحضر عبر هذا المكوّن لغة الذات المتكلمة تأتي لإدراج ملفوظاتها التثمينيّة هادفة إلى تحفيز ذهن القارىء واجتذابه لعوالمها الروائيّة وفضاءاتها التخييلية ولو عبر خطاب مونولوجي داخلي مباشر، يطلق فيه المتكلّم العنان لخياله وإحساساته كي تتداعى.

تقنيات السرد و الوصف في المتن الروائي:

عمد –عامر بشة– في نسج أحداث متن الرواية إلى طريقتين: طريقة السرد الكلاسيكي التي تأتي على لسان الراوي المتحكّم في تحريك مسارات الشخصيات

و توجيهها (الراوي يعرف أكثر من الشخصيات) وهي تقنية لم يلتجئ إليها السارد إلا في حالات نادرة. وطريقة السرد الحديثة التي يتخفى فيها الراوي و يترك الشخصيات تتحرك وفق حريتها ، فترسم مساراتها و تبوح عن مواقفها، أو تبتكر حوارات مع غيرها، إلى أن تصل إلى نهايتها الموضوعية تبعا لحمولتها الفكرية والنفسية والاديولوجية (الراوي لا يعرف الأعماق الداخلية للشخصيّات). وينطبق هذا التوجه في السرد على أكثر شخصيات هذه الرواية، وبخاصة شخصيّة حياة التي ظهرت كشخصية حرّة تلقائيّة، تعبّر عمّا يعتمل في وجدانها دون “رقابة“ من الراوي أو المؤلف، وقد ظهرت براعة القاصّ في هذا التقنية واضحة، فبدت شخصية بطل الرواية بعيدة عن كلّ وصاية، في تمثل نوازعها الفردية وطموحاتها الشخصية وعلاقتها بالآخرين، أو كما يقول جورج لوكاتش (الفنان هو الذي يبدع أوضاعا ووسائل تعبير يمكن بواسطتها أن يظهر حيّا كيف تشق هذه النوازع الفرديّة أطر العالم الفردي المحض.. وهنا يكمن سرّ نهوض الشخصية الفرديّة إلى مستوى النموذجي)(1). ويلاحظ أنّ السّرد يحتلّ مساحة كبيرة من نسيج الرواية على حساب الوصف، نظرا لما تتميز به الرواية من سمة استرجاعية، وتكثيف للأحداث، فيتلاحق السّرد في جمل فعليّة لا تكاد تترك للوصف أو الحوار حيزا وتعمل هذه التقنية على تأكيد المواقفوالرؤى ومحاولة تبريرها فنيا.

ومن هذه الرؤية السردية لا يكاد يلتجئ عامر بشة إلى تقنية الحوار إلاّ في مواقف محدودة، حين يتأزم السرد لتقريب وجهات نظرالشخصيات وعلاقاتهم المتصارعة.. كما يستعين السارد بالحوار أيضا في بعض الحالات لإظهار التباين الثقافي والفكري والأديولوجي، واختلاف وجهات النظر المتناقضة أو المتباينة.

أمّا الوصف، فلا مناص من أهميته في أي نص سردي، إذ يظل تقنية ضرورية لتجسيد المواقف، وتقريب ملامح الشخصيات وتحليل نفسياتها وتشيء الدلالات، في علاقة تواصلية بين الأشياء والطبيعة والنفس البشرية.

ويبدو أنّ عامر بشة في هذه الرواية، حاول أن يوفق بين السرد والوصف، فيضفي أوصافا على كائنات للطبيعة (بعد قليل.. ستنحرف الشمس بالتدريج لتغوص في الأفق، وسيتحول نورها في الأصيل إلى صورة شبيهة بحريق هائل..ص96).

وسرعان ما تنسحب إلى كائنات بشرية، وقد تأتي هذه الأوصاف في شكل تشبيهات واستعارات، تجسد عملية السرد، وتخدم مواقف السارد وتبرز الرؤيا التي يريد أن يثبتها أو يبثها في أفق انتظار المتلقي.

ومهما يكن، فإنّ الوصف في رواية – فيضان الثلوج– لا يتخذ مقاطع منفصلة بل يتداخل مع السرد، فالسارد وهو يصف، نراه فجأة يستنجد بالسرد لتطوير الحدث وما يكاد ينتهي من الصورة حتى يزاوج بين السّرد والوصف أو يهرع إلى الحوار والمفاجأة وتكاد تنطبق المقولة الشهيرة للناقد الفرنسي نيكولا بوالوNicolas Boileau (إنّنا نطنب إذا سردنا ونوجز إذا وصفنا) على تقنيات السرد في رواية-فيضان الثلوج– …

وعلى ما تميّزت به هذه الرواية من تقنيات حديثة وأساليب فنية راقية في تشكيل المتن السردي مما يلحق صاحبها بقائمة نخبة الأقلام، من كتّاب الرواية التونسية المعاصرة- تبقى أقرب إلى السيرة الذاتية، والإسترجاع التاريخي، منها إلى الرواية الفنية التي تجسد البعد الإنساني في مقوماته الحضاريّة والنفسية والإجتماعية، وترسم آلام البشر وآمالهم المشتركة في خضم الواقع وأطياف الصراع ومهما يكن من أمر هذا العمل، فإنّ الكاتب قد توسّل في الخطاب السردي بتقنيات خلقت تقاليد قصصية واعدة تمتاز بتكثيف الدال واللجوء إلى التكرار وتهشيم الزّمن وتقطيع السرد و الإتكاء على معجم حسي يطمح إلى احتواء غليان الداخل وتأججه..

محمد المحسن




 كيف أسلبك لثوان؟! بقلم الكاتب منال بركة

 كيف أسلبك لثوان؟! ____


 حين بعدك أنا لست أنا

حتى ظلي  المُكابر يصبح أنت

والأمل حبات رمل تلهو بها دومات بحر

البعد نيران شرسة تلتهم صوت الصباح

تغتال التفتح والرواء

الزمن يعاقبني يشعلني شيبًا من رماد

 ساعاته سخيفة تنقر  رأس الوسائد

لا أبصر إلا زوابع ظنوني

صوت السيارة

صوت المفاتيح

رنين اسمي والخطوات 

اليقين هو ما تسلمته من ساعي البريد

خطابات ذكية

زهور محنطة

ووعود واهية 

 ليت اللقاء هو اليقين

حتى لا تبحث النبضات عن نبضة

والنبضة تبحث عن قلب 

هذا قلمي صار وترًا في كمنجات خرساء

وأوراقي وأفكاري وأنا خصوم

نتشاجر فأمزقها وأطيرها في الهواء

فتهوى على ركود وجمود 

يا تائهًا فيَّ كيف أسلبك لثوان؟!

قل لي كيف توهتني فيك

والتيه فيك تائهًا يرميني في اللامدى؟

أتقطر هشاشة

أناجي الدمعة في أحداق الحيرة

أنادي الطيف من الصورة

أستنطق جماد الحاضر 

وأعتذر للشرفات الساهرات 

والسؤال ضج متسائلًا

أين صوت الشمس 

لماذ مات غناء العنادل

لماذا ابتلعت السماء قمرها 

وابتلعت الأرض الحياة ؟!


بقلمي منال بركة ١٥ /سبتمبر /٢٠٢٢



 طوق عشق بقلم الشاعرة .هدى الشرجبي

 طوق عشق .....

طوقت حبك. 

        طوقين.....

  طوق عقل ..

     وطوق هذيان ..

 و الف طوق من عشق

 خطه البنان .

       بحسن بيان ...

.هدى الشرجبي



 تعلّمت بقلم الشاعرة  حميدة بن ساسي

 تعلّمت 


تسلّمت  عرض أمجاد كيف مقام

تعلّمت  هاذي سوالفي مهرين


كي جريت  عمري ريتو  منام 

وما زال ثما  ع اليمين صفّين


وصل المطر  اليوم كيف ملام

في الواد كنت  نرى كان حجرين


قاع البحر اليوم لونو غمام

كيف البشر قلبو خاب عندو سنين


لا عاد في المذموم  خير كلام

عاموا في الأبحار عل الوجهين


غريق  المحبة اليوم ليلو سلام 

وفي البرّ طريق السّلامة قلّي وين ؟


تعلّمت كيف نطير كيف الحمام

وما نبدّل اليوم خطوتي بخمسين


نشري الشّهامة من برور الشّام 

ومانبيع الودّ في سوق الاثنين


سبّاح صاحبي في الدّنيا عوّام

وفي الودّ كنت  واخذ راحتين


زور البشر اليوم حيطو زمام

وضاعت حبال المودّة في يومين


   حميدة بن ساسي



 رسالةُ أيلولٍ  بقلم.  نضال الدليمي

 رسالةُ أيلولٍ 


يؤلمني ذلكَ الغيابُ 

أحتاجُ لنظرةٍ مِن عينيكَ

تُغدِقُ خافقي بذراتِ الأملِ

تملأُ روحي بريقًا

ينفضُ غبارَ الذكرياتِ

يصبُّ جمرَ أشواقكَ

في موقدِ الوجدِ

مع بدايةِ أيلولٍ

متمردٌ ذاكَ الشوقُ 

يمتزجُ بمذاقِ الأمنياتِ

 وألمِ الغربةِ 

أمسى كأساً معتقةً

يرتشفُ الحنينَ  

من حنايا روحي

يُشعلُ فتيلَ اللظى

بلهيبٍ يذيبُ الجوى 

أسترخي على أريكةِ الزمانِ

أتأملُ زوايا المكانِ 

هنا كان أولُ لقاءٍ

هنا نفثتَّ دخانَ سيجارتِكَ

هنا ارتشفتَ فنجانَ قهوتِكَ 

يأخذني الحنينُ خَجِلاً

وتحمرُّ وجنةُ الشمسِ 

لإطلالةِ الفجرِ 

يستفيقُ شذى الوردِ

وتنتشي الفراشاتُ

 برحيقِ الزهرِ 

نسمعُ المنادي..

 لصلاةِ الفجرِ 

 هوت الروحُ 

كورقةِ خريفٍ

تودّعُ غصنَ الشجرِ

تتوقُ  لربيعٍ قادمٍ

لتعانقَ الغصنَ الأخضرَ

والصبحُ يرفعُ ستارَ الليلِ 

وبدأ ضجيجُ قلبينا

بنبضٍ  يخفقُ

هل حقًا سنفترق ؟!

ألوذُ بدموعِ الوداعِ

خلفَ بسمةِ ثغري

والفؤادُ ينزفُ...يحترقُ 

 أيا أيلولَ عُد بنا

لليلةٍ كان بها لقاؤنا

تُحسَب..لنا

بألفِ ليلةٍ..... وليلةٍ من عمرِنا

تعالَ.....

 إني مازلتُ هنا

لنجددَ ميثاقَ عهدِنا

أو سافر  بلا وداعٍ

وعد إليَّ في بردِ تشرينِ

لأدثركَ بالأشواقِ والحنينِ

لم أهوَ وداعكَ...

بتلويحةِ كفّي

 ودعتكَ بقلبي 

بصرخةٍ صامتةٍ

اختَرقتْ الجدرانَ 

وفَتِحت لها الأبوابَ 

شلت يدايَ

 ولم تطاوعني قدمايَ

 لأنظرَ من الشرفةِ

لأنَّ شيئاً حدثني

أن كلَّ مَن ودعتهُ 

بتلويحةٍ أخيرةٍ

غادرَ خلفَ الأزمنةِ

ولم يعد لأروقةِ الوطن

اقطع تذكرةَ المسافاتِ

 برسائلٍ تعزفُ بين الحروفِ

 لحنَ البقاءِ

ترسمُ لي لوحةَ فرحٍ

لأعيشَ على أملِ اللقاءِ


بقلم.  نضال الدليمي

 العراق الأنبار 

١١/9

أيلول



 حافظة الشعر العربي بقلم الأديب عبد الكريم احمد الزيدي

 حافظة الشعر العربي

.........................................

ولدت الفنون مع خليقة الإنسان ووجوده فكانت الرسوم والنحت والكتابة اول صورها ، ثم جاءت الموسيقى والغناء التي تلتها ملبية لحاجة الروح الإنسانية مع بداية تعلم الإنسان اللغة والتخاطب مع افراد جنسه من البشر .


ولا نكاد نرى حضارة في تاريخ البشرية منذ قدمها الا وكانت هذه الفنون صورا ومعاني لوجودها وبناءها وان غابت عنا فنونًا لم تستطع هذه الحضارات توثيقها وحفاظها مثل الرسم والنحت والخطوط والكتابة التي بقيت ما بقت الحياة على الأرض .


ولا يعرف تاريخًا قاطعًا لولادة الأدب العربي وفنون الخطابة والشعر وتوثيقه الا في عصور متاخرة حين تناقلت الالسن شيئا من تاريخها ووثقت مخطوطة لابرز واهم أصحابها ، كما جاءنا في مخطوطات المعلقات شعرا اختلف في عددها بين سبع وعشر لفحول الشعراء الذين أجادوا الخطابة وحسن الحديث وربما لمآثر أخرى فيهم فضلتهم عمن سواهم كالإمارة والملك وفصل الكلام والوجاهة والشجاعة والنسب وغيرها ، فيما غابت عنا مآثر غيرهم وفصاحة خطبائهم الذين غيبتهم الحياة دون ان يذكرهم لنا التاريخ .


ان هذه المقدمة المتواضعة اردتها مدخلا للحديث عن الأدب فحسب والشعر العربي بالذات ، لاهمية هذا الفن الذي التبس فيه كثيرًا وخاصة في أيامنا هذه التي غيبته عن شرائح كبيرة من المجتمع مشاغل الحياة وروتينها المعيشي وضيق الوقت وابتعاد الناس كثيرا الى برامج الترفيه ومباهج الزينة وصور الحياة المتجددة في استغلال فراغ وقتها الى سواه من الامور .


لقد وجد الشعر العربي مع باقي الآداب تعبيرًا عن ذات النفس ومعتركها في الحياة ، ولم يكن لغاية مادية او شهرة ووجاهة فردية ، وأخذت صورًا جمالية معبرة عن الفطرة السليمة وبلاغة لغتها وعظمة تأثيرها التي دعت الالسن لتناقلها الى من سواها حفاظا على أصالتها وتبريرا لائقًا بأحقيتها وتوثيقها للغير .


والأدب العربي الأصيل الذي تفرد في خصائصه عن سواه من اداب الخليقة ، هو الآخر مثله وباقي الفنون تأثر بتطور حياة الإنسان وحاجته ليتكيف بشفافية وصورة تجدده ليحاكي العصر والوقت وينفر عن قالب الجمود والركود ، فالمتابع لحركة وانتقال مناخ وأطوار حضارة العصور التي تلت الحقبة الأولى لولادتها يستطيع ان يميز انتقال صور الأدب ولغته وحتى بناءه تماشيًا طبيعيًا كلما مر به الزمن .


ولكي ادخل مباشرة في موضوع حديثنا ، كان لابد من هذه المقدمة البسيطة لأجد بابا نستطيع الولوج من خلاله ونضع بين ايدي الجميع حقيقة جانبها ورفضها كثير من أدبائنا وتمسك بقالب الشكل واللون الذي اصبح لا يخدم واقعنا وحياتنا بحجة المحافظة على الأصل وضرورة استمرارية الوليد بصناعة أبيه واتقان حرفته .


تلك الحجة التي دفعت بكثير من الأدباء والفنانين وسواهم ان يبتدعوا سبلا وطرائق في الكتابة والصيغ اضاعت لهذا السبب الكثير من جمال وعذوبة وطراوة الأصل الذي كان بالإمكان تطويعه وتشذيبه ما أمكن ليظل محافظا على الصورة واللون والشكل ويقاوم بتهذيبه كل محاولات هدمه واستنساخ هجين بعيد تمام البعد عن الأصل والبنية .


ولهذا السبب ولغيره  ،  وجدت من المفيد ان اتعرض للشعر العربي منذ بداياته وولادته كما وصلنا وان استعرض في حلقات موجزة البيئة والظروف التي انتقل فيها من ولادته الى وقتنا الحالي مرورا بكل عصور تطوره ومناخات تغيير بناءه بما ينسجم ويتلائم والحياة الاجتماعية لمعاصريه وما طرأ عليه من تهذيب وتشذيب لمفردات كتابته وتقربه الى لغة ومفهوم كل فترة زمنية وحركة انتقالاته مع متطلبات كل فترة يمر بها ، وما يتأثر به من اختلاط بلهجات ومفردات تتلائم والبيئة التي يوثق فيها اضافة الى ظروف الاجتماع والسياسة والحياة التي يتأثر بها. .


وهنا سأكتفي بهذا القدر من الإسهاب لكي امضي معكم الى متن وختام الموضوع ان شاء الله في منشور اخر .


تقبلوا مني كل آيات الود والامتنان ولنا لقاء متجدد باذن الله تعالى.


.................................................

عبد الكريم احمد الزيدي

العراق / بغداد



 ~ حنين ...ونيف ~ ~ بقلم الشاعرة روضة بوسليمي / تونس

 ~ حنين ...ونيف ~


إلى حضن كحضن أمّي أحنّ

إلى كسرة فرح

ككسرة خبز حارّ من يديها اتوق

وعلى بركة الصّبر

أفتتح مواسم شوق لا تنتهي

وأقيم ، للوله مخيّمات  ...

وأُعلنُني كاهنة جديدة

تحرس فجاج الغابات 

وتحرقُ كلّ النّوايا الدّاعيات

لقبول القهر فائزا محتملا

إلى هدهدة دافئة منك أرنو

ملوّحة لمماليك تزهر ببراعم الرّضا

ولبركات التّأويل أنشد ...

ولحكايات ألف ليلة في رحابك

وحدك بالي يطرب 

يا من لا شيء يعلو فوق ذكره

غير يقيني بأنّك هديّة الرّبّ لي

آه ...!! يا قوافل الحنين ...!!

لي الله من سابحة في الشّجن

ونعم الدّليل ، قلبي 

وبوصلة خرساء تمسك الرّاية

وزورقي إلى رحاب ربّي 

يؤمّم دفّتيه في كلّ حين 


~~~~~~~~~~~~~ روضة بوسليمي / تونس



 بيني وبين الغياب بقلم الشاعرة نجوى النوي 

 بيني وبين الغياب خواء مخيف

وشعرة مُدّت 

فحالت بيني وبين السّقوط

فأسرعت الى الباب 

قبل أن يعمَّ الظلام 

وتطوى صفحة عمري

فأموت 


نجوى النوي 

تونس



 قراءة في قصيدة الشاعرة التونسية  منيرة الحاج يوسف في وطني .بقلم الدكتور حمزه علاوي مسربت .العراق. 

 قصيدة الشاعرة التونسية  منيرة الحاج يوسف #في وطني#. 

بقلم الدكتور حمزه علاوي مسربت .العراق.


 في وطني 

السارق والمارق والغارق 

في أوحال جرائمه

يطغى ويعيش

في وطني  

الناطق

بالزيف والناعق بالزور 

يخشاه الناس ،يعيش

في وطني 

يحيا

السفهاء 

ومن غير سيادتهم يحظى بالعيش بلا خوف؟!

يعيشون يا للعجب !

بكل وقاحه ...وبكل دهاء 

يمتصون دماء المحرومين 

يقتاتون على أرغفة الفقراء 

يحترفون العهر 

دون حياء 

في وطني 

فاضت عين المظلومين 

بجرائمكم يا ...ساستنا يا وجهاء

في وطني 

تصب الغيمة فيروسا يرعبنا

 بدل أن يهمي الماء 

والأرض في وطني

 تنبت بدل الزهر  وباء

في وطني 

 النجمة صارت نارا 

وسنابلنا أضحت يا للأحزان ! هباء

الفن في وطني سقط 

من يرفع عنا الأرزاء ؟

والأمة صارت كالغمه

كالغصة في حلق الشرفاء 

تطبيع ،تمييع 

تطبيل ،تجويع 

وفي خير الحالات فراق دون توديع

 في وطني العربي 

أنت تحتار ...و تختار 

إما الموت على المبدإ

أو أنت تضيع 

هذا يفوق الوصف ، فظيع ..

ليس أمامك  إلا سياسي دون أخلاق ...

إما تتبعه أوفليثقلك الإملاق 

يا وطني ثر

في وجه السارق والمارق   

أضنانا الضر وفاضت دنيانا رياء 

العالم يمشي نحو الآفاق 

وشباب بلادي

 الى كل أنواع الموت يساق


تستهل الشاعرة قصيدها بجناس بلاغي يتسم بالرنين الصوتي والتناغم الايقاعي : وزنا ، وتقفية ؛ عملت هذا لاذابة الحدود مابين القارىء والنص ، والظفر بالتفاعل العاطفي وتأجيج الحس الوطني للقارىء . انشدت هذه الالفاظ من ثغر اشجاه الفاجرين ؛ صالوا ، جالوا .. نهبوا ، دنسوا  وزرعوا السقم في عيون الفقراء .. يقولون ما لا يفعلون ، جفت ضمائرهم وساقتهم اهوائم وفق ما يشاؤون ، ركبوا الموج ، وتسلقوا ظهور اضناها الزمن والانتظار والوعيد المختال ؛ هذه كلها تعبر عن البعد النفسي والنوح على اطلال وطن مسروق . تستخدم الشاعرة الترادف اللفظي لمغازلة احاسيس القارىء والكشف عن المستور ، وما ينطق به قاموسهم من زيف ، زور ، نعيق ؛ كلها تحمل دلالة الوهم ، الابتداع ، الارذال والموت بحق وطن منهوب ومنكوب عند وضح النهار وغربة الديار . تكرر الشاعرة عبارة _ يعيش في وطني_ للتوكيد على فكرة النص الشعري ؛ وربط الصور الشعرية بما لحق بها وسيلحق من اجل الحفاظ على البناء النسقي للقصيدة ، فضلا عن ايقاظ من كان يعيش سباته ويظلله المارقون ، يخيفون ويرعبون الفقراء . تعتمد الشاعرة اداة التعجب_!_كدلالة لسطوة الاندهاش والاستغراب لما جرى ويجري لشعب ارهبه الخوف . يمتصون دماء الفقراء بكل سفاهة ، ومكر ، ويقتاتون على خبز الفقراء انهم عثة السياسة . تخلت الشاعرة عن  مساحة تخللت النص ليتفاعل معها المتلقي ويملؤها . يتغنون بالاباحية دون خجل ؛ انهم بلا ضمائر تحرك وجدانهم . ارادت الشاعرة ان تكشف الزيف ولعبة السياسة للمحرومين ، وترسم خارطة وطن بلمسة الثائرين ، وتعيد الجرف لشاطئه ، ويعود النورس يغازل الموج المتلألأ من انعكاس خيوط الشمس المشرقة وينساب الموج كسلم موسيقي يعزف عليه الولهان والثغر الظمآن . غصت ضمائرهم وفاضت جرائمهم ؛ تعود الشاعرة وتستخدم النداء _يا _  للساسة ، وتترك مساحة بيضاء للمتلقي يتغنى بها وفق احاسسه وعواطفه الوطنية. تستخدم الغيمة تعبير مجازي ؛ تصب عيونكم فيروسا يرعب بدلا من ان يروي الارض بدمع لايكفكف . تبكي الشاعرة على وطن سكنه نعيق الغربان عند طلوع الفجر . جعلت الثنائية التضادية بين _ الزهر والوباء _ بين حياة وموت ،  محركا ديناميكيا للنص الشعري . اعطت القصيدة تحولات مادية ما بين النجمة والسنبلة ، مابين الضياء ورمق العيش ، وتحويلهما الى نار ورماد _ غبار . استخدمت النداء التعجبي للدلالة عن الحزن والحسرة . اشارت الشاعرة الى سقوط الفن ، رمز الحضارة ، الثقافة  والبناء الذهني في رسم صورة الوطن ؛ استبدلوا الوجود _ الفن _  بالجهل . ارتحلت الشاعرة من التعجب الى الاستفهام والسؤال عن من يرفع الاستخفاف عن الفقراء . استخدمت الجناس اللفظي مردوفا بكاف التشبيه ، من اجل ولادة دلالة جديدة ترمز الى ما اصاب الامة من مصائب ، فضلا عن زيادة الافق الموسيقي للنص الشعري ، والتأكيد على فكرة النص . تتخذ من الترادف اللفظي وحسن التقسيم والتوازن دلالات رمزية تشير الى واقع الحال ، فضلا عن الرنين الصوتي اللفظي  للكلمات . تكثر من توظيف الفعل المضارع من اجل ادامة هيكل النص الشعري واستمرار  توالي الصور الشعرية. استخدمت الشاعرة لفظتين مختلفتين في الشكل وتتقارب في المعنى _ الفراق والتوديع _ ما بين النهاية واللقاء ، كي تعطي ايقاع لفظي للجملة الشعرية ، وتترك للقارىء ما يرى في اختياره من النص . تعاود الشاعره في اختيارها للجناس الخطي والمصحف من اجل اظهار القيمة الجمالية لهذا التناغم اللفظي ، والعمل على ترطيب ذهنية القارىء ، ومنحه فرصة الاختيار بين الموت والضياع . تنوع الشاعرة في توظيف ادوات الاختيار التي تحمل دلالة الشك والتخيير ، كي تعطي نغمات لفظية للنسق الشعري ، اضافة الى التقفية التي اضفت الاسترخاء الحسي لقراءة القارىء. تخاطب الشاعرة القارىء ،،ليس امامك الا السياسي،، المجرد من الضمير ، فاما تتبعه او  يثقلك الفقر . تعاود الشاعرة استخدام النداء للتنبيه ؛ فتناولت الخطاب العام وتنادي بالثورة ، والتحول من_ الانا_ الى _نحن _ باستخدامها الضمير المتكلم _نا_ من اجل شحذ الهمم والوقوف بوجة السياسي السارق المارق . تستخدم التوازن اللفظي في بعض الالفاظ للحفاظ على التوازن الايقاعي الموسيقي  للنص الشعري . تلمح الشاعرة الى طفح الكيل ضرا وفيض الدنيا رياءا ؛ فمن خلال ذلك عملت الى اثارة ما كان سابتا وهاربا من الخوف ، واشهار الدعوة الى التغيير ، لانقاذ الوطن من الطوفان . تشير الشاعرة من خلال الترادف اللفظي ما بين _يمشي ، يساق _ الى وجود صورتين : السير نحو الآفاق _ العالم _ وشباب بلادها يساقون نحو الموت : اي استخدامها الثنائية : الحياة _للعالم _ والموت _ لبلادها . هذه الثنائية تعزز من قيمة فكرة القصيدة ، وتضع القارىء والسامع على جادة الصواب . عبرت القصيدة عن صراعات ذاتية باحت بها لتظهر المستور وتوقظ الانسان المقهور والمسلوب ، وكشف الحقيقة امام الوهم المصنوع سياسيا .




 قراءة لبعض أشعار أبي القاسم الشابي عدد 2 بقلم الكاتبة رفيقة بن زينب    *** 

 قراءتي لبعض أشعار أبي القاسم الشابي عدد 2


لقد أجال الشابي بصره في الطبيعة الساحرة من حوله فأيقن فتنتها التي لا تدركها  الأبصار ولكن قومه لم يحفلوا  بحديثه مما ضاعف ألمه وغربته فنضد لهم باقة من أزهار  الشعر النابض بالحياة  لعل شذاها يفتح شهيتهم المغلقة فتستهويها أذواقهم

العليلة  لكنهم  ظلوا أشد رفضا  فأدرك أنه غريب بينهم وكاد يعصف بهم في قصيدة النبي المجهول ثم ثاب الى رشده وعزم على  سلوك منهج اخر في حياته بعيدا عن قومه وبلاده كما حتم عليه مرضه ذلك وفي أحضان الغابات المحببة الى نفسه سكنت جراحه لينصهر في الجمال السرمدي الخالد  و السكون الدائم حيث امتطى مركبة خياله السحري الى مدينته الفاضلة .

لم تكن جراح الشابي الغائرة سوى جراح شعب برمته حملتها نفس واحدة ذات  قلب إنساني فاضت أحاسيسه بحرارة منقطعة النظير ولم يكن ذلك الألم سوى ينبوع النبوغ  لشاعرنا صاحب الضمير الحساس المرهف لاصطدامه بالواقع المرير  لبيئته المتعفنة لتتفجر من شعره أعذب الأغاني المعبرة عن أسمى الأماني لعمق  الشعور  بأسرار الحياة وعيوب المجتمع 

رغبة في حياة أفضل لقوم خائري القوى منهوكي الأجساد تافهي الأرواح ساذجي الأحلام لا يفقهون من معاني الحياة وجمال الوجود وطهارة الحب ونبل الحق وشرف الكفاح ومجد الشباب وروعة الحقيقة و قيمة الثورة ..... سوى النزر القليل .

وقد استهل أبو القاسم الشابي  عدة قصائد بأبيات تتغنى بقيمة القلب منها : قصيدة " كل قلب " و " يا قلبي الدامي " و " الى  قلبي التائه " الى آخره  .


رفيقة بن زينب    ***   رفيقة بن  زينب


 اللغة العربية لغة الضاد بقلم الأديب عبد الكريم احمد الزيدي

 اللغة العربية

لغة الضاد

...............................

تعود اللغة العربية الى اصل العرب الذين انحدروا من قبيلة يمنية قحطانية هاجرت عند انهيار سد مأرب واستقرت بمكة يطلق عليها جرهم ، وعلمت هذه القبيلة سيدنا اسماعيل ( عليه السلام) وامه هاجر العربية حتى اتقنها وتعلمها ببيانها وفصاحتها .


والعربية لغة مقدسة نزل القران الكريم بلسانها وعرفتها اقوام الجزيرة العربية و  هي قبائل عربية بائدة وتحدثوا بها ، وعلى هذا فان العربية في الاصل ليست لغة العرب التي ياتي معناها اللسان المبين الواضح كما ورد في قوله تعالى ( لسان الذي يلحدون اليه اعجمي وهذا لسان عربي مبين )وقوله تعالى ( انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون)وعلى هذا فقد اطلقت تسمية العرب على الاقوام الذين تحدثوا العربية بلسانها الواضح المبين ، وهذه حقيقة وردت في الحديث الشريف ( انما العربية اللسان).


ولو سلمنا لهذا المفهوم فان العربية ليست عرقا او عنصرا ولا انتماءا اقليميا او محليا ، انما العربية اللسان المبين وكل من يتحدث بها فهو عربي.


وما يؤكد حديثنا هذا قول الله سبحانه وتعالى ( وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ) وهذا معناه ان الرسالة الاسلامية كانت لسان الانسانية بمفهوم هذه الاية الكريمة ، ولو اخذنا بنظريات المفكرين والعلماء على ان الانسان يولد بنظام فطري وهو القول الامثل فاللغة موجودة بولادة الانسان وبلسان العربية الذي يتغير لسانها عند تعرض المولود الى مجتمعات لغوية مغايرة فيتحدث بعد تعلمه بلغتها ، وهذا مصداق لقوله تعالى ( واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم وذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين ) ، والسؤال هنا ان الله سبحانه وتعالى انطق كل ذرية ادم واشهدهم بوحدانيته قبل خلقهم سبحانه وانه هو ربهم ، فبأي لسان كانت شهادة ذرية بني ادم ( عليه السلام ) ؟.


والعربية لغة خالدة لاتموت كما حال اللغات الاخرى بالرغم من ضعف العرب ووهنهم حاليا بين الامم ، بل تظل هذه اللغة حية طرية محفوظة تؤدي احتياج ومتطلبات الدهر والحاضر بخلاف غيرها التي عجزت في ادائها في المعاني والمفاهيم بصورة جلية ، والعربية لغة غزيرة جزيلة في مادتها اللغوية وبناءها في (٢٨) حرفا مكتوبًا ولربما يضاف اليها حرف الهمزة يوماً لتصبح اللغة الاكثر حروفا بين اللغات.


ولمعرفة لغة الضاد بما افاضت به على حياة العرب ومجتمعهم وتميزت بعلومها ، لابد لنا ان نبين هنا ما اجاز لعلماء اللغة وعلماء مفكريها تقسيم علومها الى ما يلي:

- علم النحو : وهو العلم الذي يبحث في اصل تكوين الجمل وقواعد اعرابها.

- علم البلاغة : وهو علم قوة التاثير وحسن البيان وله اقسامه،

          •علم البيان

          •علم المعاني

          •علم البديع

  - علم العروض والقوافي : وهو العلم الباحث في حال التوازنات الميزان الشعري وبما يعرف على انه موسيقى الشعر او علم ميزان الشعر.

 - علم الاشتقاق

 - علم التصريف

-علم الاعراب

-علم الترادف والتضاد

 ولربما يتعرض علماء لغتنا والنحويين الى استنباط المزيد من جواهر ودرر هذه اللغة البليغة مستقبلا والتي اختارها الله سبحانه وتعالى مادة لايصال تعاليم دينه وعباداته .


ولرب سائل يسأل عن معاني اللغة واللهجات السائدة بين العرب التي ظهرت بعد هجرات اهل اليمن الى الجزيرة العربية واعالي الفرات والعراق وبادية الشام وان كانت بحدود ضيقة في الاختلاف الذي بان واضحا وجليا في لهجات عرب الجزيرة الذين استوطنوا بلاد الفتح الاسلامي وتأثروا بلغات اهلها وتعاملهم وكذلك تعلم اهل هذه البلاد اللغة العربية التي كانت اساسا لفهم وتعلم معاني القران الكريم والحديث الشريف ، فصار مصطلح اللغة العربية الفصحى(اللغة الام) الذي يعني لغة العرب الاصل الذي نزل بها القران الكريم وعرفها اهلها في ادب وشعر اقوامها تمييزا عن باقي اللهجات السائدة في السن العرب وكلامهم والتي حددها المستشرقون بان مكان العربية الفصحى هي لهجة اعراب نجد واليمامة وان اللغة العربية لهجة خاصة فنية قائمة فوق اللهجات وان للشعراء الفضل في وضع قواعد هذه اللهجة ، ومن المفيد ان نتعرف الى ان لغتنا الخالدة ربما تزيد مفرداتها عن ١٢ اثني عشر مليون مفردة مما جعلها اثرى لغات العالم واغزرها معنىً ودلالة ، ولعل مثالنا في ( رأى ، نظر ، شاهد ، بص، عاين وأبصر ) دليلا على الترادف الناتج من لغة القبائل العربية مع كل ما يوحدها من ترادف وهمي لان لكل واحدة منها خاصية للدلالة تختلف عن معنى الاخرى .


وقبل ان نختم موضوعنا عن لغة الضاد ، لابد ان نشير الى ان معنى الفصاحة في تسمية اللغة بالفصحى مأخوذًا اصلا من اللَّبن باعتبار الفصح هو ( خلوص الشيء مما يشوبه وأصله في اللبن ، اذا تعرى من الرغوة) واما ما جاء في قوله تعالى ( قرآنا عربيا) فالمقصود به صفة البيان والوضوح واللسان المبين وليس ما يظنه الكثيرين لعرق ونسب او لانتماءه للعرب حيث نزل فيهم وانما جاء بلسانهم وهم الاصل من بطون البوادي ( اهل الوبر ) واصحاب اللسان الفصيح الواضح  المبين  .


اتمنى ان اكون قد وفقت في بيان مفهوم اللغة العربية ودلالاتها والمقصود من تسميتها ، ومن الله التوفيق .

.....................................................

عبد الكريم احمد الزيدي

العراق / بَغداد



حديث الحُزن و الألق بقلم الشاعرة سعيدة باشطبجي

 الى روح محمد البدوي Mohamed Bedoui : صديق زمن الصّبا والشباب وزمن  الفكر و الثقافة والعطاء  من صَرَفَ عمره في خدمة الادب الجميل و الفكر النبيل و حرف الضاد الاصيل..أهْدي هذه الأبيات تكريما لروحه نشرتها على علّاتها..لم أصقلها كعادتي ولم ابغ لها شهرة ولا خلودا وإنما جعلتها نفحة ودّ و وفاء وصدق و ألم....  و كفى

            《حديث الحُزن و الألق》

مُحمدُ البَدَوِيُّ اليوْمَ في عَبقِ

            في مَرج نُورٍ مِنَ الأشْذاءِ مُؤتَلقِ

أرسَتْ سَفينتُهُ في شاطىءٍ أرِجٍ

         على ضِفافِ السّنَى والخُلدِ مُنْعتِقِ

اليوْمَ لا شَيْءَ منْ سُقْمٍ  سَيقْهرُهُ

    مهْما تنامَى القذَي في القلْبِ و الحَدَقِ

ِمنْ سِدرةِ  الخُلدِ عُشْبُ البُرءِ يَحضنُهُ

                 لا الدّاءُ ينْخرُهُ لا حمّةُ الأرَقِ

ابَعثْ لنَا منهُ بعضًا علَّ عالَمَنا 

  في حَمْأة الشّرّ  يُشْفَى منْ لظَى الحُرَقِ


كمْ قلتُ في لحظةٍ منْ وهْمِ شاعرةٍ :

             لنْ يدحَرَ الدّاءُ قلْبا قُدّ منْ فَلَقِ

و كُلّما جاءَ ذِكرُ الموْتِ أصفُعُهُ

               أصُدّهُ بحديثِ الشّعر و الألقِ

لكنّما هادم اللّذاتِ سفَّهَني

         و أغْتالَ أخْيِلَتي بالحُزْنِ و الفَرَقِ

و اقْتاتَ مِنْ مُهجَةٍ وَرقاءَ يانِعةٍ

        لم يبْقَ منْها سوَى ذكْرَى منَ العبَقِ

أرداكَ وَحشٌ مَقيتٌ..جَائرٌ..عَجلٌ

           و خَانكَ الجَسدُ الفانِي و لم يِفِقِ

لكنّ رُوحًا مِنَ الاَلاء جَذْوتُها

               لا يَسْتَبِيها قَتامُ القبْرِ و النّفَقِ☆


ما متَّ ..انْت انْسَحبْتَ اليوْمَ مُؤْتلقًا

           و رفَّ ريشُك خَفْقًا منْ جَناحِ نَقِي

ما مَاتَ منْك سِوَى تُرْب و أنْسِجَة

            أزْرَى بكَ الدّاءُ لكن فُزْتَ بالسَّبَقِ

ذِكْراك يانِعةٌ جَذْلى بِجَذْوتِها

       مَوْشُومةٌ في شِغاف القلْبِ و الخَفَقِ

هذا يَراعُك مَمْهُورٌ بصبْوتهِ

        باقٍ على الدّهْر  يفْري صوْلة الغسَقِ

لسَوف يَحيا كأنْداءٍ  بمُزْنتِنا

          ثمْلى  تُواعِدُنا  بالخِصبِ و الغَدَقِ☆


             ☆☆☆


عَليْكَ رَحمةُ ربِّي ما انْتشَى كَلِمِي

          وماتَجَلّتْ عَرُوسُ الشّعرِ في رَشَقِ

مَا غرَّدَتْ فِي لَيالي الشّوقِ سَاجِعةٌ

     في صَحوَة الفجْرِ او في غفْوةِ الشّفقِ

و ما هَمتْ نِسْمةٌ تخْتالُ سَابِحةً 

            في خَاطِري بأريجِ الفُلِّ و الحَبَقِ

و ماتَوسَّدتُ ذِكْرَى منْ جَميل صِبًا

            مَا كدَّرتْها غُيُومُ الطيْشِ و النّزقِ☆


هذي حُروفُ الأسَى مُذْ جاءَنِي خَبرٌ

          سَبَكْتُها منْ نَجيعِ القلْبِ و الحَدَقِ

خَبَّأتُها في شغافِ الرُّوحِ يَانِعةً

                سَكَبْتُها آهَةً في مُهْجةِ الوَرَقِ 

لمَ أسْعَ فِيها لتَنْميقٍ و زَخْرفةٍ

                نَشَرتُها مثْلما رَفّتْ على أُفُقِي

و سَوْف تَبْقى علَى الأمْداءِ نابِضةً

             مِنْ اوّلِ الحُزْن حتّى آخِرِ الرَّمَقِ

مَهْما اهْترتْ بمُدَى النِّسْيانِ ذاكِرتي

       مهْما تَشظّى الأسَى فِي زَحمةِ الطُّرُقِ ☆☆☆


(بقلمي) الشاعرة سعيدة باشطبجي





 سلطان العشق بقلم الشاعر التونسي  الحبيب المبروك الزيطاري

 سلطان العشق

(و الحبًُ إن طرق الفؤاد فمرحبا)

سلطان عشقٍ كيف لي أن أمنَعَهْ  


يَسعى رقيقا بين نبضَة خافِقي

يَسري  حثيثا صامتا ما أسرَعهْ  


يحتل فكرى ثم يُلهب مُهجتي

للّه درُّه عِشقكم ما أبْرَعهْ  


و تَرنَّحتْ سُفُني تَتُوهُ ببحْرِه

مَن تاه في بحر الهوى ما أضيَعَهْ  


فالموجُ يكسِر  بالعُباب مَراكبي

و الرِّيح مَدَّتْ في اتِّجاهيَ أذرُعَهْ  


يا ويْح قلبي كالمَتاهة  عِشقُها

فيضُ الشََقاوة و السَّعادة جَمَّعَهْ 


في قُربها يزدادُ شوقيَ لَهفة

و بِعادُها وَجْدٌ و سُهدٌ أتبَعَهْ  


إن قلتُ وصفا خِفتُ أهضمُ حقَّها

و إذا كتمتُهُ رجَّ صدرِيَ أوجعَهْ  


يا مَن تَريَّع كالملاك بأضلُعي

و جَفَا مَكانَهُ بالسَّلامة ودَّعَهْ  


لكِ جفنُ عَيني يا نديمةُ مَجْلِسًا

لِنُصِيبَ مِن كأس المَحَبَّة مُتْرَعَهْ  


يُجري لِساني بالصَّبابة مُنشدا

إن قلتُ  شِعرا للحبيبةِ أرْوَعَهْ  


الشاعر التونسي 

الحبيب المبروك الزيطاري



ذكرياتي بقلم راوية شعيبي

 ذكرياتي

_______________

راوية شعيبي


"و عدنا إلى شرفتنا القديمة...مكان اللامكان

على حافة شاهقة جلسنا و فتحنا حقائب ذاكرتنا...

هنا طاولتنا البيضاء تحمل أثار فناجيننا

و تلك قنينة الماء نصف ممتلئة

تراقب غيابنا الطويل عنها

لكن من حطّم نصف الأعمدة التي كانت تمنع عنا الخطر

بيننا و بين السقوط صخب عارم 

و أضواء السيارات تكسر شفافية نهارنا

صوت قادم من المذياع ينبئ عن سفر جديد في أثير اللحظات

أنا بجسدي الآثم و أنت بثوبك الذي قد من إيمان

و بين النقيضين ينطفئ جمر الكلمات ...

أنا أعلمك عريّ الحروف و أنت تخمر كنه الإعتراف

هنا تبادلنا سكوتا أحرق شفاهنا و أغرقنا دمعه الأسود في سيل من التأويلات ...

في شرفتنا المحلقة ذاكرة ورقية تشطب سنين مكوثنا فيها و تضيء عمر غيابنا عنها... المكان مازال يرددنا أناشيدا متصاعدة ...و غبائره تؤكد أن ظلنا ممتد على كله منذ رحلنا...

نحن ولدنا فيه يوم التقينا و متنا حين تعالى الصمت فينا ...

تلك الوجوه العابرة تراها تراقبنا و تسكب الخطيئة في نقاء فناجيننا ...

و الخطى العرجاء التي تدعي لامبالاة تعودنا كلما باعدت المسافة بيننا و بين ثناياها...

الصمت اتسع بيننا و مسوّدة هاتفي امتلأت حروفا لست أفهمها ...

و عمّت الأرجاء بالفراغ يصغي لصدى أسئلة تحيرني ...

ما الذي غيّرك و ليس في أرجاء الشرفة سواك؟

ما الذي نفى تفكيرك إلى مسافة خارج قلبينا 

و كيف غرّبتني عنك و أنت في عيني ظلال أشواق ...

ربما ثنائية فناجيننا سببا في فراقنا ...

كان علينا أن نجمع شمل أخبارنا في فنجان واحد لنغرق سويا في حرارة العناق ...

في صمتنا بوح فوضويّ تلتحم فيه بداية عتيقة مع قديم جديد... 

وحده برد اللقاء مرتب و يعي معنى الإنعتاق ...

نحن لا نملك كتابا يأخذنا إلى قاعة حوار مغلقة ...

و لا جريدة نتصفح فيها وجوه المشاهير ...

هنا أنا و أنت ...متشابهان في غربتنا ...

شهيران في ذاكرة الغياب ...

وعود منتهية آوانها ...تلاحق آمالا استنفذت كل صلوحيتها في بداية وهميّة لشعور قويّ...



 ... لِبَاسُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ( الجزء الأوّل )... بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف  ... تونس.

 ... لِبَاسُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ( الجزء الأوّل )...

*فِي الحَدِيثِ: فَنَظَرْنَا فَإِذَا رَسُولُ اللهِ،صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَصْحَابُهُ مُبَيِّضِينَ، أَيْ لَابِسِينَ ثِيَابًا بِيضًا.

*وَحَدَّثَ مَسْرُوقٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي المُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، قَالَ: اِنْطَلَقَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِحَاجَتِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ، فَتَلَقَّيْتُهُ بِمَاءٍ، فَتَوَضَّأَ، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَأْمِيَّةٌ، فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ، فَذَهَبَ يُخْرِجُ يَدَيْهِ مِنْ كُمَّيْهِ، فَكَانَا ضَيِّقَيْنِ، فَأَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنْ تَحْتِ الجُبَّةِ فَغَسَلَهُمَا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَعَلَى خُفَّيْهِ.

*وَحَدَّثَ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَ اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ المَسْرُورِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَقْبِيَةً وَلَمْ يُعْطِ مَخْرَمةَ شَيْئًا، فَقَالَ مَخْرَمَةُ: يَا بُنَيَّ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَقَالَ: اُدْخُلْ فَادْعُهُ لِي، قَالَ: فَدَعَوْتُهُ لَهُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ مِنْهَا، فَقَالَ: خَبَّأْتُ هَذَا لَكَ. والقَبَاءُ مِنَ الثِّيَابِ: الّذِي يُلْبَسُ، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ لِاجْتِمَاعِ أَطْرَافِهِ. وَالجَمْعُ : أَقْبِيَةٌ.

*وَفِي حَدِيثِ أَنَسٍ: جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ حَوْتَكِيَّةٌ.

*وَحَدَّثَ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا عَبْدِ العَزِيزِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزْيَةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ زَيْدٍ قَالَ: اسْتَسْقَى رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ لَهُ سَوْدَاءُ.

*وَفِي الخَبَرِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ اشْتَرَى رِجْلَ سَرَاوِيلَ، ثُمَّ قَالَ لِلْوَزَّانِ: زِنْ وَأَرْجِحْ. وَالرِّجْلُ: السَّرَاوِيلُ الطَّاقُ.

*وَفِي الحَدِيثِ: أَنَّ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ. المُرَحَّلُ: الّذِي قَدْ نُقِشَ فِيهِ تَصَاوِيرُ الرِّحَالِ.

*وَحَدَّثَ سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ أَبِيهِ وَحَدَّثَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَحَدَّثَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا: أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: خَرَجَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَاتَ غَدَاةٍ وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ مِنْ شَعَرٍ أَسْوَدَ. وَالمِرْطُ : كُلُّ ثَوْبٍ عَيْرِ مَخِيطٍ.

*وَفِي الحَدِيثِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يُصَلِّي وَعَلَيْهِ مِنْ هَذِهِ المُرَحَّلَاتِ، يَعْنِي المُرُوطَ المُرَحَّلَةَ.

*وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: وَلَنَا سَمَلُ قَطِيفَةٍ. وَالسَّمَلُ: الخَلَقُ مِنَ الثِّيَابِ.

*وَعَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلَامٌ، فَقَالَ: شَغَلَتْنِي أَعْلَامُ هَذِهِ، اِذْهَبُوا بِهَا إِلَى أَبِي جَهْمٍ وَائْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّتِهِ.

*وَفِي حَدِيثِ قَيْلةَ: أَنَّها رَأَتِ النَّبِيَّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَيْهِ أَسْمَالُ مُلَيَّتَيْنِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الأَسْمَالُ: الأَخْلَاقُ، وَالوَاحِدُ مِنْهَا: سَمَلٌ. وَيُقَالُ: قَدْ سَمِلَ الثَّوْبُ وَأَسْمَلَ: إِذَا أَخْلَقَ.

*وَفِي الحَدِيثِ عَنْ مُطَرِّفٍ أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ائْتَزَرَ بِبُرْدَةٍ سَوْدَاءَ، فَجَعَلَ سَوَادُهَا يَشُبُّ بَيَاضَهُ، وَجَعَلَ بَيَاضُهُ يَشُبُّ سَوَادَهَا.

*وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا رَأَى التَّصْلِيبَ فِي ثَوْبٍ قَضَبَهُ، أَيْ قَطَعَ مَوْضِعَ التَّصْلِيبِ مِنْهُ.

*وَفِي الحَدِيثِ: أَنَّهُ أُهْدِيَ لَهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثَوْبٌ سِيَرَاءُ مُضَلَّعٌ بِقَزٍّ، وَالمُضَلَّعُ: الّذِي فيه سُيُورٌ وَخُطُوطٌ مِنَ الإبْرِيسَمِ أَوْ غَيْرِهِ شِبْهُ الأَضْلَاعِ، وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ: وَقِيلَ لَهُ مَا القِسِيَّةُ؟ قَالَ: ثِيَابٌ مُضَلَّعَةٌ فِيهَا حَرِيرٌ. أَيْ فِيهَا خُطُوطٌ عَرِيضَةٌ كَالأَضْلَاعِ.

*وَفِي الحَدِيثِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَهْدَى اُكَيْدِرُ دُومَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حُلَّةً سِيَرَاءَ، فَأَعْطَاهَا عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَتُعْطِنِيهَا وَقَدْ قُلْتَ أَمْسِ فِي حُلَّةِ عُطَارِدٍ مَا قُلْتَ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمْ أُعْطِكَهَا لِتَلْبَسَهَا، وَإِنَّمَا أَعْطَيْتُكَهَا لِتُعْطِيَهَا بَعْضَ نِسَائِكَ يَتَّخِذْنَهَا طُرَّاتٍ بَيْنَهُنَّ، أَرَادَ يُقَطِّعْنَهَا وَيَتَّخِذْنَها سُيُورًا.

*وَحَدَّثَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي خَمِيصَةٍ لَهُ لَهَا أَعْلَامٌ، فَنَظَرَ إِلَى أَعْلَامِهَا نَظْرَةً، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: اذْهَبُوا بِخَمِيصَتِي هَذِهِ إِلَى أَبِي جَهْمٍ، فَإِنَّهَا أَلْهَتْنِي آنِفًا عَنْ صَلَاتِي، وَائْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةِ أَبِي جَهْمٍ. وَالعَلَمُ: رَسْمُ الثَّوْبِ ورَقْمُهُ في أَطْرَافِهِ.

*وَحَدَّثَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ وَحَدَّثَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَنْبَارِيُّ ثَنَا وَكِيعٍ عَنْ سُفْيَانَ جَمِيعًا، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمَكَّةَ وَهْوَ فِي قُبَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ أَدَمٍ، فَخَرَجَ بِلَالٌ فَأَذَّنَ فَكُنْتُ أَتَتَبَّعُ فَمَهُ هَاهُنَا وَهَاهُنَا، قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَيْهِ حُلّةٌ حَمْرَاءُ.

*وَحَدَّثَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ إِسْحَقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ البُرْدِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللهِ الّذِي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ ضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ.

... يتبع ...

حمدان حمّودة الوصيّف  ... تونس.

من كتابي : مع الحبيب المصطفى.



 قراءة تأملية في قصة : السفير للروائي والقاص التونسي المحسن بن هنية بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 قراءة تأملية في قصة : السفير للروائي والقاص التونسي المحسن بن هنية


من المعروف أن السيطرة الفنية على أبعاد الشكل فى الفن مسألة فى غاية الأهمية والصعوبة لا يستطيعها غير فنان قادر على السيطرة على أدوات فنه خاصة فى فن مرهف مراوغ كفن القصة القصيرة، ومن الطبيعى أن ثمة أعمالا قصصية يحتل فيها الشكل البنائى حيزا يخل بالعلاقة بين الشكل والمضمون أوـ بتعبير أدق يخل بالنسب الدلالية لمكونات الشكل الفنى غير أن هذا الخلل لا يجعل العمل الفنى شكليا فقط، وإنما يخل بأحد مقومات بنية الشكل، وهو الانسجام الجمالى لمكونات الشكل، وهذا الخلل هو دليل حسى على اضطراب المضمون لدى القاص أو قل اضطراب التجربة لديه فهى مشوشة لم تتبلور وضبابية لم تتحدد، وهذا يؤكد أن (شكل القصة أو القصيدة مرتبط أصلا بالوظيفة التى تشكل من أجلها مادام قد كتب لقارىءفى مجتمع قائم الآن أو سيقوم فى المستقبل، وهذا التواشج بين الشكل والوظيفة يؤكد على أن الاهتمام بالشكل ليس مجانيا وإنما هو تعبير عن مدى الاهتمام بمدى قدرة المبدع على تحقيق أغراضه) (1)

هنا أريد أن أشير إلى أن مفهوم الشكل ليس على معنى الوعاء المجرد الذى ينصب فيه المضمون بل الشكل هو التعبير والبناء معا والقدرة على ـ توتير الجدل ـ إن صح التعبير بين العناصر الجمالية الشكلية لخلق الدلالات الإنسانية للقصة وذلك من خلال الاستجابة سواء ـ لدى الكاتب أو القارئ ـ لمفاهيم التوازن والوحدة والاستمرار فى بنية الشكل نفسه بمعنى أن يتحقق فى النص هذا التوازن بين العناصر الجمالية التى تتفاعل من خلال وحدة انطباع إنسانى ما فى كافة مكونات الشكل القصصى، وعندما يتجادل الرمز وما له من محددات فنية مع الشكل القصصى وما له من محددات جمالية، يصير الشكل الرمزى للقصة ذا دلالة خاصة (فالشكل ليس الرموز وإنما هو التعبير الكلى بالرموز.. فليس المخطط الهندسى للقصيدة ـ أو القصة ـ هو شكل القصيدة أو القصة ـ بل الشكل فى العمل الأدبى التعبير البنائى وليس المخطط الهندسى)(2)

فإذا انتقلنا إلى المجموعة القصصية (أحوال) للروائي والقاص التونسي المحسن بن هنية وجدنا القاص فى قصة (السفير) يدخلنا إلى عالم الطفولة العذبة الذى يظل أفق ابتسام على مدى عمرنا كله،والكاتب يبنى قصته من مواد الواقع الحسية من حكايا الجدة:” “حضرت الجدّة لم تتغيّر كما هي تحنو على حفيدتها. أنا الذي تغيّر.. فأصبحت طفلا يتوسّد ركبة الجدّة. أصابعها تبحث عن فريسة تختبئ في شعري.

وهي تقول: ”علّي إسمو بالصّاد و مشى يصطاد لقاها هي… لحقوا خوه جابوها حيّة..”

هكذا تفعل معنا قبل كلّ حكاية. تختبر مدى قدرتنا على الفهم والتأويل. فتطرح لغزا كهذا. فإن توصّلنا إلى حلّه حكت لنا حكاية. أو تحجم عن الحكي ولكن قليلا ما تفعل”. جميع هذه المفردات التى تشكل أفق الطفولة تنير وتسطع لدى الكاتب الذي يتركنا منفتحين على إيحاءات جمة ودلالات خصبة، أو هو يتركنا فى مفترق طرق جمالى ـ إن صح التعبير ـ ولنا أن نسلك طريقنا الجمالى حيث شئنا فى الفهم والإدراك ، وهذا من ميزات الرمز الكبرى التى يختلف بها عن كافة صور المجاز فى التشبيه والاستعارة والكناية، وإذا رجعنا إلى المنهجيات اللسانية فى تحليل الخطاب الأدبى وجدنا ما يساعد على التمييز بين بنائية الرمز وبنائية الصور الجمالية الجمالية الأخرى (فالفارق الأساسى بين الرمز والاستعارة يكمن فى الوظيفة التى يسبغها كل منها على التمثل الذهنى الذى يطابق المدلول الشائع للكلمة المستعملة وهذا يمكن أن ندعوه بلفظة (صورة) ففى البناء الرمزى، يكون إدراك الصورة ضروريا لفهم المعلومة المنطقية التى تتضمنها المقولة .على العكس من ذلك البته انتقال المعلومة وفهمها فى الاستعارة وجود هذا الوسيط… وفى حين يتوجب فهم الصورة الرمزية فهما عقلانيا لكى يتم تفسير المرسلة، لاتدخل الصورة الاستعارية فى البناء العقلانى للمقولة ذلك لأن المضمون الإعلامى لهذه الأخيرة يستخرج دون اللجوء إلى التمثل العقلانى (3)

وهذا يعنى أن علمنا المسبق بالمواضعات اللغوية والاجتماعية لرمز (البراءة) له توجيه أساسى فى مدى وعينا بالدلالات الحسية التى جسدها السرد فى القصة، حيث تتجسد البراءة فىالعذوبة والطلاقة والبساطة، ويدفع بنا الكاتب (المحسن بن هنية) إلى أعماق إنسانية أخرى للبراءة لينتقل الرمز إلى أبعاد كونية أكثر عمقا واتساعا، فتصير البراءة بذلك اتحاد المخلوقات بالمخلوقات، واستدماج الذات الإنساية الصافية..”حضرت الجدّة لم تتغيّر كما هي تحنو على حفيدتها. أنا الذي تغيّر.. فأصبحت طفلا يتوسّد ركبة الجدّة. أصابعها تبحث عن فريسة تختبئ في شعري. وهي تقول: ”علّي إسمو بالصّاد و مشى يصطاد لقاها هي… لحقوا خوه جابوها حيّة..”

هكذا تفعل معنا قبل كلّ حكاية. تختبر مدى قدرتنا على الفهم والتأويل. فتطرح لغزا كهذا. فإن توصّلنا إلى حلّه حكت لنا حكاية. أو تحجم عن الحكي ولكن قليلا ما تفعل.

” كان سلطان برّ العرب من سلالة سلاطين هذا يخلف هذا الابن يخلف الأب. أمّا إذا كان للسّلطان أكثر من ولد.

-إمّا أن يقتل الأخ أخاه حتى ينفرد بالسّلطة بعد حرب ظروس أو تقسّم البلاد والعباد والمدن والمواني والمطارات فتصبح السّلطة ذا حريم واسع وأمّا إذا أنجب أكثر من اثنين فبلاد العرب واسعة وقابلة للتّقسيم فما العيب وهم أمة واحدة أن يصبح فوق كل ّبيت علم، فيحتلّون كراسي في مجلس الأمم.

توقّفت جدّتي لعلّها تستردّ أنفاسها أو توشّي الحكاية بالتّشويق لتزيد بذلك لهفتنا ورغبتنا في معرفة تطوّرات الأحداث…”

مأ أرغب فيه..؟

أرغب قبل الحديث عن الشّخصيّة في المنجز القصصيّ السّياسيّ العربيّ (قصة-السفير-للروائي والقاص التونسي المحسن بن هنية-نموذجا)، في توضيح مرادي بإيجاز من ثلاثة مصطلحات أساسيّة، هي: السّياسة والشّخصيّة والقصّة.

مصطلح (السّياسة) مصطلح واسع في الواقع الحقيقيّ غير الفنّيّ، يشمل القرارات المتحكِّمة بقضايا المجتمع، من الطّعام والزّواج والتّعليم إلى الصِّناعة والاقتصاد. فأمور المجتمع تخضع كلّها للقرار السّياسيّ الذي يصنعه الحاكم لضبط حياة المحكومين. وهذا ما أشار إليه بأسلوب فني الكاتب-بن هنية- ولكنّني، في التّحليل الفنّيّ للنّصوص المتخيَّلة، سأكتفي بقضيّة واحدة، هي قضيّة العلاقة بين المحكوم والحاكم، وخصوصاً أسلوب الحاكم العربيّ، صانع القرار، ومُنفِّذه، وعلاقات أعوانه بالنّاس. وليس المقصود بالسّياسة هنا وفي الواقع الخارجيّ الحقيقيّ (علم السّياسة)، ولا (الفلسفة السّياسيّة)؛ لأنّ علم السّياسة يعني النُّظم السّياسيّة الهادفة إلى تحديد المبادئ العامّة، والمناهج العلميّة المستخدمة في الوصول إلى التّعميمات الخاصّة بالحياة السّياسيّة. في حين تعني الفلسفة السياسيّة دراسة الأفكار السّياسية، وتأمُّل منظومة قيمها وأبعادها الزّمنيّة.

أمّا مصطلح القصّة فأقصد به النّصوص الإبداعيّة التّخييليّة الحكائيّة التي رصدت علاقة المحكوم بالحاكم وأعوانه، ولن أهتمّ بالقصص الوعظيّة غير التّخييليّة؛ لأنّ الإبداع القصصيّ شرط لتجسيد الإمتاع والإقناع والتّأثير؛ أي أنّ السّياسة في المنجز القصصيّ السّياسيّ، في حدود الحديث الرّاهن، هي التّعبير الأدبيّ الإبداعيّ عن طبيعة الحُكْم وأسلوبه وتجلّياته كلّها في المجتمع العربيّ.

أمّا الشّخصيّة فأقصد بها ما صنعته لغة القاص على هيئة الإنسان القادر على ابتداع الحدث القصصيّ والتّفاعل معه، وتجسيد فكرته، وقد أبدع (للأمانة) المحسن بن هنية في هكذا أسلوب فني سردي. هذه الشخصيّة الفنّيّة التي صنعها القاصّ-بن هنية- باللّغة تختلف عن الإنسان في الواقع الخارجيّ الحقيقيّ في أنّها معروضة من جانب واحد ضيِّق مناسب للحدث أو الفكرة التي يرغب القاصّ في التّعبير عنها، وليست معروضة من جوانبها كلّها. أمّا متعلّقاتها، كالاسم والصِّفات الجسديّة والأخلاقيّة، التي تحاكي الإنسان في الواقع الخارجيّ المحيط بالقاصّ وقرّائه فالغرض منها إيهام المتلقّي بأنّه يقرأ شيئاً حقيقيّاً عن إنسان حقيقيّ…

في هذا السياق نقرأ شذرات من قصة-السفير- للمحسن بن هنية”رأيت أنّ الأمر تجاوز مجرّد الحكاية وتجاوز ذهنية النّائم فاستفقت غاضبا مذعورا أدرت زرّ جهاز التلفزيون فهجم الظّلام على الغرفة فتطايرت الصّور والخيالات. فلا سفير ولا سلطان ولا حتى أنفاس جدّتي أو صوت أنديرة غاندي إلا ّبعض الدّفء في أحضان السّرير وأفكار شاردة تدور في ذهني أدفعها حينا فتعاودني آخر لتنفجّر في شكل أسئلة حارقة ومحيّرة. فاستنجت بمنجد الطلاّب حتى أحدّد جذور و مصدر كلمة “سلطة” فقرأت:

"السُّلطَةُ” هي “المُلك والقُدرة” ثم بحثت عن الجذر فلم أجد جذرا واضحا فاكتفيت بهذا النّعت “سَلطَ”..كان سليطا. وفي أُخرى أسلّطُ، سلّط عليه و أطلق له القدرةَ و القهرَ” و أرى أيضا، “تسلّط”أي صار مُسلّطا عليه.

و عند الصّباح مررت بالمقهى ووددت أن أسرد على مسامعي بعض ممن أعرف كوابيس حكاية السّفير والسّلطان فكانت دهشتي أكبر عندما رأيت هؤلاء المعارف كل يبتعد عنّي ويُشيح بوجهه مدبر وعندما أمسكت أحدهم من كتفه تأفّف منّي و ردّ عليّ وكأنّه لا يعرفني من قبل.

-.. تجنّبني يا هذا…إنّ للجدران مسامع وعيون.”

ما أريد أن أقول؟

أردت القول:

لقد جابهت الشّخصيّات في المنجز القصصيّ السّياسيّ السّلطة مكتفيةً بالإيحاء الرّمزيّ بأنّها ظالمة قاهرة مستبدّة (يتجلى هذا الأمر في قصة السفير لبن هنية)، وكأنّها كانت تدعو بشكل غير مباشر إلى سلطة ديمقراطيّة يعيش النّاس فيها بحرّيّة، ويتمتَّعون بالكرامة الإنسانيّة. وهذه هي الحدود التي تقف الشّخصيّة القصصيّة عندها، ولا تجاوزها إلى تحديد ماهيّة السّلطة بدلاً من تعميم شخصيّتها الاعتباريّة التي تمسّ كلّ سلطة ولا تحدِّد سلطة معيَّنة، أو تُحدِّد المكان والزّمان القصصيّين بدلاً من تجريدهما، هرباً من التّخصيص الذي يقود إلى المساءلة.

أعتقد، أيضاً، (وهذا الرأي يخصني) أنّ القاصّين العرب لم يتّعظوا من إخفاق تجاربهم في زعزعة السّلطة في ثمانينيّات القرن العشرين وتسعينيّاته، أو قيادتها إلى سياسة حكيمة عمادها الحرّيّة وحقوق الإنسان. وليس السّبب في ذلك أنّ صوت منجزهم القصصيّ السّياسيّ كان ضعيفاً، ولكنّ السّبب هو أنّ بنية السّلطة كانت من الصَّوَّان، بحيث تكسرت عليها الرّموز الشَّفيفة وغير الشّفيفة، والتّفصيلات القصصيّة السّاخرة وغير السَّاخرة. أو قُلْ إنّ السّلطة العربيّة لم تكترث بالنّقد الرّمزيّ مادام بعيداً عن تسميتها، وعن الإشارة إليها مباشرة. وعلى الرّغم من أنّ الاقتراب الرّوائيّ العربيّ كان أكثر غزارة وتفصيلاً وإيلاماً للسّلطة بتقديمه ما أصبح يُعرَف في الدّراسات النّقديّة بروايات السّجن السّياسي(4)، فإنّ الاقتراب الرّمزيّ التّعبيريّ بقي العلامة البارزة للمنجز القصصيّ السّياسيّ العربيّ. ويُخيَّل إليَّ أنّ القصّة القصيرة جدّاً التي ازدهرت في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين (القاص التونسي المحسن بن هنية أبرز روادها)، كانت أكثر بلاغة في أثناء اقترابها من قضايا السّياسة، وفي أثناء ترسيخها الرّمز على أنّه الوسيلة الفضلى في نقد العلاقة السّياسيّة الشّائكة داخل المجتمع العربيّ. يُضاف إلى ذلك كلّه أنّ المرء يدعو لعبد اللّه العروي بالخير؛ لأنّه طرح في وقت مبكِّر من حياته الفكريّة مسألة (هويّة الحاكم)، دون أن يسمعه أحد؛ لأنّ العرب كانوا في خمسينيّات القرن العشرين وستينياته مشغولين بالدّعوة إلى التّحرُّر من التّبعيّة للغرب، فقبلوا حُكْم العسكر دون أن يفكِّروا بأبعاد هذا القبول وتبعاته. وللسّبب نفسه يتساءل بعض المفكِّرين العرب الآن عمّا إذا كان الحاضر، حاضر الثّورات العربيّة، الذي يُهدَّم بكلّ هذا العنف والقسوة، قادراً على أن يُحرِّرنا من أغلال التّقديس للبطل والعسكر والغرب..

قبعتي.. أيها المبدع التونسي المحسن بن هنية..

ولنا عودة إلى قصتك-اللذيذة-عبر مقاربة أخرى مستفيضة..


 

محمد المحسن


المصادر والمراجع:


1) فؤاد دوّارة: نجيب محفوظ من القومية إلى العالمية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1989، ص 243

2) فاضل السباعي: حزن حتى الموت، الأهلية للنشر والتوزيع، بيروت، 1975.

3) عبد الرحمن مجيد الربيعي: الشاطئ الآخر، قراءة في كتاب القصة العربية، الدار العربية للكتاب، ليبيا/ تونس، 1983، ص 167

4). انظر حول هذا الموضوع:

– نزيه أبو نضال: أدب السجون، دار الحداثة، بيروت 1981

– سمر روحي الفيصل (د): السجن السياسي في الرواية العربية، اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1983 (صدرت الطبعة الثانية عام 1994 عن دار جروس برس، طرابلس/ لبنان)

– طه وادي (د): الرواية السياسية، دار النشر للجامعات المصرية، القاهرة 1996