الخميس، 13 يناير 2022

سنفونية العاشقين بقلم الشاعر جلول الكبداني

 

مضت ألف سنة وانا
أتعلم السجود والركوع والقيام
ألف سنة ناسكا كنت..
متعبدا والناس. نيام..
أقدم روحي قربانا.. لله
للمعبود.. للواحد السلام
صليت خلف القديسين. خلف
الرهبان.. خلف كل إمام…
ألف سنة وأنا المدتر في..
دالك البياض.. أراقص الموتى
وتداعبني… أنامل الهيام
ألف سنة كل سنة.. تتلوها
سنين وسنة ونصف عام
حينما أتوه في عينيك..
أنسىى أنني ولدت قبل
ألف عام..
قبل ابجدية.. حروف الكلام
قبل وجود بابل. وقبل..
أن يوضع للقديسة داك المقام
فيهما. سأتوه بسلام.. وأنام
بسلام… وألقي على الموتى
ألف تحية.. وألف سلام
حينما تلامس.. يدي خصلات
شعرك البني..
أغمض عيناي.. لأبدأ رحلتي
الأبدية.. نحو الصمت..
نحو الكلام…
فدنبي الوحيد أنني أحببتك
قبل ألف عام. وبعد ألف عام
وبين كل عام. وعام…
يولد لك ألف حب. وشئ
من غرام…
فأنت أول حب.. وأخر حب
كيف لا وأنت سيدة المقام
حب كهدا سيدتي.. لاتسعه
الدنيا..
حب سرمدي.. على الدوام
فلتنامي.. قريرة العين..
فأنا قادم إليك.. كي ننام
بسلام…
وليكن الصمت حديتنا
فالموتى لايكترون الكلام
ألف سنة وأنا عاشقك..
وألف سنة سأعشقك حد الهيام
حبيتي لدمعك النازل السلام
ولروحك الجميلة ألف ألف سلام
بقلمي جلول الكبداني



يسألني القمر بقلم الشاعرة التونسية أم الخير السالمي

يسألني القمر

 يسألني القمر في

ردهة من زمني
المتناقض...
عن فصول العشق
المتاخمة لسرمد
الروح....
يسألني عن
مخرجات التيه،
بين نواميس القدر
وخلجات الصراع
بين انات الحروف...
يسألني...؟
عن صمود الصبر
في وجه التعرجات
العاتية..
وعن مفعول اللامبالاة
يسألني عن
جوقة وتخوم
المشاعر المتصاهرة،
ولفحة البوح....
يسألني ويسألني
عن كوثر الروح
والتواءات المسار
وانكسار المدار
في فلك التحدي ،
والمجازفة ،
وترهل الجروح..
يسألني القمر....؟
متوهجا يتقصى
كل مداراتي
يناورني ويأجج
لفحات النور ،
يضيء عتمة السكون
ويكسر جدار
الصمت المورق على
عتبات أناي المتسولة
في فيافي الضياع
وفلك الجموح....
يسألني ويسألني...؟
ليستجلي كل أعماقي
يطوف بي في
غياهب ذاتي،
ويخوض غمار
كنهي وانطواءاتي...
يسألني القمر
عن عمق الجروح
على سفوح المشاعر
يسألني عن البوح
وعن مواطن
العشق .. والصفح....
أم الخير السالمي
تونس



الى أحبائي بقلم الشاعر دخان لحسن الجزائر

 باسم الكتابة احب الورق

واكره من سرق
وباسم الورق احب القلم
وبه اخط الحرف
وادوّنُ في الكتب
تاريخ مَن احَبَّ ومَن احترق
وبه انقش اسم احبابي على مقلتي
واعارض مَن بهم تسَوّق
وبه ارسم لهم ياسمينة
لو بيدي لجعلت
من نفسي لها روحا
ولانها تسقى بشرايين قلبي
فتعطرهم دون رحيق
اسأل عنهم
وأقرأ لهم سورة الفلق
وأحيلُ قلبي على نبضِهم
وبه لا بالأذنِ السمعَ استرق
أعبُرُ اليهم قربَ الغيوم
عزّتهم رفعتهم فوق الافق
وسماحتهم ضوء يشرق
أناديهم بنبل الخُلُق
واشعل لهم مصباح الترحاب
نوره ضوء النجوم بعد الشفق
وضحكاتهم سَمرٌ
يجعلُ كلّ الجراحِ تحتَضِر
لنسَماتِ الصباح استبق
أعود وبكفِي قطراتُ الندى
اكلّل بها كل مَن نادته الحياة:
هيّا أفِق
ومَن بجادة الطريق ينتظر
إذا نشرتها أطفأت كل الجَمر
واذا بللتُ بها الارض
سَقت النبات كالمطر
واذا اغتسلتُ بها رقّت أناملي
أدقدقُ بها صُدورَ أحبتي
فتبادلني صدورُهم صدق المشاعر
فاسرع لَلَمسها بنفس النسق
وأقول انهم طراز للشهامة أوفق
أما اذا قرأت في دفاترهم
وجدتها سبحتهم طول العمر
واذ بكيت هي دموعي تهرق
على صحبة هم ضيوف القبر
فلا أجاري كلَّ كاسِرٍ لهم
ولو جعل الامان يُدَرُّ من الصواعق
هاذي خصالي وليدةَ خصالهم
فإذا أثنوا عليها
سمحت لثنائها بوصالي



غيمة ماطرة بقلم الشاعر عبدالكريم الخالقي تونس

 لا تقرأ بنصف معنى.. هذا النصّ رافقني إلى علياء المجازات وارهقني وهو يورّطني في طقوس الجناس...لا تقرأه قراءة تاكل الحروف وتشرب من عصير المغزى.. وتبول على أطراف الجمل...

لا تذيّله بعلامة إعجاب او ما شابه ذلك...هذا النصّ يحمل وجه امرأه أنجبت مني سبعة وستين هزيمه.. وثلاثة وسبعين أمنيه... امرأة يشحب وجهها في الشهر السادس... ويتورّد في أكتوبر... لا تذيّله بوردة.. ولا علامه نصر... ايّها الأعمى. هذا النص شهوانيّ جدّا.. يخاتلك ليدخلك مدخل سوء فيورطك في الكبائر الجديدة.. ويخرج معتوها تبحث عن تاريخيّه الالتحام..
ايّها الجميل الجميل... لا تغضب فلنص مقاصله وسكاكينه.. ومقاصده ومكائده ....
لا تنظر إلى الامضاء أبدا... واقرأ...
غدا تتغيّر الأسماء....
هذا النصّ.. أحرش.. لا يرضى بقراءة ملساء...حوافره تدك ّ... أصحاب..( "١ابدعتي" .. "على العام")
كتسبقة لجملةناشزة على الخاص ("١صورتكي زادت نسكي ّ ابداعن")
وفتح النص...
لم تكن واهمة وهي تدير الحرف باتجاه الخراب..
ما فكّت ضفائرها المغمّسه في مداد الندى..
اوهمتها الريح بانّها طاولت النخل.. فرمت بحبل الارض في وجه الغيوم..
هطولا كان ليله
ومختنقا كان حلمها في جراب صيّاد الافاعي..
. وهو يحلّ عقدة الحبل المنسيّ على توابيت العاشقآت .. انتبه إلى أنين خافت... وتمتمات.. وردة دفلى.. سهوا.. أو عمدا.. اوجدوها ضمن جثامين القرنفل والنرجس والياسمين...
غمر التراب وغنّى...
وهو يعود من عطش المنفى كان بلا بوصله يحدّد بها
اتجاه الخطاف علّه يلحق بالربيع..
كان يثق بالرّيح..
لذلك رافقها في كلّ اتّجاهاته..
كان يثق بها مع انه يعرف معرفة لا شك فيها... بل منها.. انّها.. قادت اعاصير وعواصف للتدمير َ.. وانّها المتّهمة بتهديم جدار الخطيئه..
ومع ذلك وثق بها ورمى البوصله..
هيّأ البساط... واتّخذ مكانه..
كانت الرّيح وهو ينتظر تفتح بابا كانت اغلقته بنفسها.. وكي لا تبدو ذلولا فاجأته.. لماذا انغلقت دوني..
الباب كان حكيما... لم يطل الجدال..
صيّاد الأفاعي...حرّك الصندوق... وعاد الى حبل التراب.. آن أوان المقصله...
عدد الإجنّة.. كثر.. مشاريع الإجنّة اكثر...
الرّيح.. أخطأت اتّجاهها...
صيّاد الافاعي.. رمى الصندوق..
مضت الرّيح... تحرّرت الافاعي.. وانغلق الباب...
وظلْ الحبل على جثامين العاشقات..
وقول الملتاع
ليس الذي يجري من العين ماؤها
ولكنّها نفس تذوي فتقطر.
لم تمطر غيمة المعنى ولا اينعت في الحروف المعاني... صدى لصوت بعيد....
خذني إليك وخل.ّ
يمناي تجتاح صدركْ
ويسراي فيها حناني
وهي تنام بشعركْ
ضم ّ الحرير بعنف
فحين تضمّ اضمّكٰ
وارخي الحروف بفيك
وحين التماهي اعضّكْ.
جفاف الشفاه نبيذ
والنهد يشتاق سُكْركْ
لك الوجد والشوق مني
قليل عليك... أحبّكْ
يا سراب الفجر... هاقد تلحّف بالبياض... ومضى...
عبدالكريم الخالقي تونس
Peut être une image de ‎1 personne et ‎texte qui dit ’‎تو 7 ALEST‎’‎‎

كلامُ النّاس شعر فؤاد زاديكى

 كلامُ النّاس

شعر فؤاد زاديكى
مُنذُ ابتداءِ الكونِ تبدو حالةٌ ... مِنْ بُؤسِ فِكْرٍ أتعبَ الإنسانَ
جاءَ ابتداعَ الهَمسِ في ما لم يَكُنْ ... شيءٌ مُفيدٌ أجّجَ البُركانَ
فيهِ حديثُ النّاسِ لَمزٌ مُوجِعٌ ... واللمسُ مِنْ أطرافِهِ ما لانَ
أشقى قُلوبًا بانتهاكٍ فاضِحِ ... لم يَتَّعِظْ يومًا وقد أردَانَا
كالسّيفِ في حَدٍّ تراءى قاطِعًا ... لا قلبَ يَرعى حُرمةً أو جَانَا
إنّ اختِلاقَ الشّرِّ في آفاقِهِ ... أدمَى قُلوبًا, فَجّرَ الأحزانَ
ماذا يَفيدُ المرءُ مِنْ قولٍ بهِ ... سوءٌ رديءٌ حطَّمَ الأوزانَ؟
هذا سبيلُ الخُبثِ في مشوارِهِ ... لا تجعلوا مفْعُولَهُ عُنوانَا
يبدو (كلامُ النّاسِ) حينًا نافِعًا ... إنْ جاءَ يسعى الخيرَ والإحسانَ
لكنَّ نهجَ البعضِ في إيصالِهِ ... يأتي ثقيلًا مُتْعِبًا أحْيانَا
لا تَخْتَلِقْ لِلوهمِ سَهمًا جارِحًا ... تَسعاهُ ظُلمًا ساعِيًا إدْمَانَا
هذا السّبيلُ المُرُّ حرفٌ مارِدٌ ... قد أتبعَ الأهواءَ والشّيطانَ.
Peut être une image de ‎une personne ou plus et ‎texte qui dit ’‎كلا س الناس‎’‎‎

حتى نبني الجمهورية الثانية بعزيمة فذّة..وإرادة لا تلين.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حتى نبني الجمهورية الثانية بعزيمة فذّة..وإرادة لا تلين..

"مازال لم يفهم الأغبياء أنّ النضال طريق الخلاص..كلا..يا تونس..أنت المحال الذي لا يباع..وأنت التراب الذي لا يباع..وأنت السماء..وأنت القصاص.."
قد لا أجانب الصواب إذا قلت أنّ الديمقراطية بتونس انتصرت،وأنّ الأجواء بهذا البلد الإستثنائي غدت تعبق برائحة الوليد القادم:الحرية،لا سيما في ظل الرياح العاتية التي عصفت-بالربيع العربي-ببعض الأقطار العربية الأخرى..
وما علينا والحال هذه،إلا أن نحتفي جميعا بإنتصار الديمقراطية ببلدنا،ونواصل مسيرة الثورة بثبات حتى تنتقل بلادنا-تونس-من النظام الجمهوري المزيّف إلى النظام الجمهوري الديمقراطي.
ومن هنا،فإنّ أهم انجاز حققناه كتونسيين بعد الإنتخابات التشريعية/الرئاسية هو أنّ تونس بقيت شامخة،كما قال زعيم حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي”الشجرة الوحيدة الشامخة في غابة الربيع العربي التي احترقت أشجارها في ليبيا ومصر واليمن وصولا إلى العراق”
الإحتراق الذي تحدّث عنه الغنوشي حدث بفعل التصدعات الداخلية داخل البيت العربي الذي هبّت عليه-بالأمس-نسائم الثورة،لكنه لم يصمد في وجه قوى الردة،وغدا بالتالي مسرحا للإحتراب حيث السلاح اللغة الوحيدة السائدة بين الفرقاء السياسيين الذين غلّبوا النقل عن العقل فخسروا الإثنين معا: الحرية والديمقراطية..
والنتيجة الحتمية لتلك التداعيات الدراماتيكية هي أنّ تلك الثورات غدت رهينة لدى قوى خارجية،لا هم لها سوى اجهاض جنين الحرية داخل أحشاء الثورة،ومن ثم خنق كل نفس ديمقراطي أو مشروع وطني تحرري من شأنه أن يخلّص الأمة العربية من عقال الترجرج والتخلّف..
إنّ أهمية التجربة الديمقراطية في تونس،تتجلى أساسا في حملها لبذور الإنتشار في المنطقة، كما سبق لإنتفاضتها أن كانت الشرارة الأولى التي أشعلت الربيع العربي.
فمنذ نشوبها،أوحت الثورة التونسية بإمكانية التغيير،الذي طال انتظاره،كما أوحت بأن عملية التغيير في أوضاع معقدة ومتراكمة الرواسب،كما هو الحال في المنطقة العربية،يمكن أن تحصل،بصورة تدريجية انتقالية وسلمية،يجري الاحتكام فيها إلى عملية الاقتراع التي تفسح للمواطن فرصة للمشاركة في الحياة السياسية،طالما افتقدها،مع ما ترتب على هذا الفقدان من عواقب تدفع اليوم العديد من الشعوب العربية ثمنها..
أقول هذا لأني على يقين بأنّ قوة التجربة التونسية في الأفق الديمقراطي تكمن في أنها السبّاقة،التي حافظت على الأمل بالتغيير السليم،على الرغم من العقبات المتراكمة.
ولا شك في أن وعي الشعب التونسي،وتنوّع ثقافته وممارسته وانفتاحه،كان له الدور الأساسي في هذه النقلة النوعية المفصلية،التي يبدو أنها تمتلك طاقات للتطوير والترسخ،حيث تصبح عصية على مناخات العنف والإرهاب السائدة راهناً في عالمنا العربي..
ولكن..بغض النظر عن المنطق الحسابي،ورهانات الربح والخسارة،لايزال المشهد السياسي في تونس يفتقر إلى الإستقرار بصورة نهائية،بالنظر إلى حالة التشتت الحزبي وغياب القواعد الثابتة للأحزاب،مما سيفضي مستقبلاً-في تقديري-إلى تجمع القوى المتقاربة،إذا أزمعت تأكيد حضورها السياسي.
كما أن تجربة الحكم التي بدأت تظهر مؤشراتها بعد أن تخطت-حكومة الحبيب الصيد-عتبة المائة يوم على تشكيلها،لن تكون سهلة بالنظر إلى الإستحقاقات التي ينبغي التعامل معها،خصوصاً في الملف الاقتصادي وكذا الملف الأمني وعلى رأسه موضوع الإرهاب وتداعياته الدراماتيكية على الإستقرار السياسي المنشود..
هذه الملفات الشائكة تستدعي وعي عميق بجسامتها ومقاربة شاملة تبحث في الأسباب وتسخلص النتائج عبر رؤية ثاقبة،وهو ما يقتضي نمطاً من التوافق الضروري بين القوى المختلفة،إذا أرادت-حكومة الصيد-أن تحقّق استقراراً ونجاحاً ممكناً في إدارة ملفات المرحلة المقبلة..
لكن في جميع الأحوال،فإن الحكومة أمام تحدّي إقناع التونسيين بأدائها،فالخطاب الإعلامي للحكومة ضعيف ويتم بنسق بطيء في مرحلة حرجة،لا تقبل التسويف أو التواصل المتقطع بين صاحب القرار من جهة،وبين المتلقي وهو المواطن الواقف على الجمر،من جهة ثانية.
مع ذلك،فإن معضلة الحكومة لا تقف عند إشكالية التواصل مع الرأي العام،وإنما أيضاً في ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر جرأة في عديد القطاعات الحيوية.
على هذا الأساس،علينا أن ندرك جميعا أنّ الديمقراطيات إنما قامت على نمط من الإكراهات،وعلى صراعات سلمية بين القوى المختلفة،لتستقر في النهاية على نمط حكم قائم على توازي السلط وتقابلها ومراقبتها بعضها بعضاً،و كل هذا مشروط بتجنب العنف سبيلاً لحل النزاعات،ذلك أنّ ديمقراطية ما بعد الثورة في تونس قائمة على تعايش مفروض،وتوازن قوى واضح،سيدفع كل الأطراف،وبغض النظر عن أحجامها الانتخابية،إلى الإقرار بحق الجميع في المساهمة في بناء المشهد السياسي المقبل،ضمن الخيارات الكبرى للمجتمع التي تم التنصيص عليها في الدستور التونسي الجديد..
ويكفي أن نتذكّر ما ترتّب عن الحوار بين الفرقاء السياسيين من خيارات سياسية كبرى،تمثلت بالأساس في الإسراع بإكمال إعداد دستور جديد،على الرغم من أن الأمر لم يكن سهلاً،ولا متيسراً.كما ترتب عنه قبول أجندة تقضي بإنجاز الانتخابات التشريعية،ثم الرئاسية،في آجال محددة،وإطلاق الجمهورية الثانية في تونس بصورة لا رجعة فيها الأمر الذي ساعد على تخطي عتبة الانسداد الذي حصل
ما أريد أن أقول..؟
أردت القول أن تونس في حاجة إلى تكاتف كافة مكونات المجتمع المدني وكل القوى السياسية لتثبيت أركان الجمهورية الثانية،ومن ثم انجاز مشروع مجتمعي طموح ينآى بالبلاد والعباد عن مستنقعات الفتن،الإثارة المسمومة والإنفلات الذي يتناقض مع قيم العدالة والحرية،وهذا يستدعي منا جميعا هبّة وعي تكون سدا منيعا أمام كافة المخاطر التي تهدّدنا وتسعى إلى تحويلنا إلى نماذج مرعبة ومخيفة لما يجري في العراق وسوريا وليبيا..
أقول تونس اليوم دولة وسلطة ومؤسسات،أمام امتحان جديد على درب الديمقراطية،ومع على الفاعلين في المشهد السياسي التونسي إلا القطع مع-النهم المصلحي والإنتفاعي-المسيطر عليهم ومن ثم تخطي الطور الإنتقالي الجاري بنجاح،ووضع المساطر المناسبة لبنية مجتمعهم السياسية والحزبية،من دون إغفال تطلعات مجتمعهم والشروط العامة التي تؤطرها،وذلك تطبيقا لشروط والتزامات وقيم الممارسة الديموقراطية السليمة والسلوك الحضاري القويم.
لقد أنجز الجانب النظري من إمتحان الديمقراطية بكتابة دستور توافقي ضامن للحقوق والحريات في بعدها الشمولي،ونحن اليوم-كما أسلفت-على أبواب مرحلة جديدة أشد عسرا وأكثر صعوبة وهي مرحلة تنزيل النظري إلى أرض الواقع وتطبيقه بشكل موضوعي وخلاّق..بمنآى عن الأيادي المرتعشة..والألسن المتلعثمة..
وهنا أختم:إن تونس اليوم،وعلى الرغم مما تخلل مسيرتها من شوائب،إلا أنها باتت تشكّل بستان الأمل في وسط دياجير مكبلة لحالات عربية عديدة.وبذلك،هي جديرة بالدراسة المعمقة والمستفيضة،لعلها تساهم في العثور على مكامن التصحيح والتصويب اللازمَيْن والمُلِحَّيْن-
ولينشغل-في الأخير-أهل الربيع العربي-بأمورهم وأحوالهم،ويتركوا تونس تكمل تجربتها، لأنها-ببساطة-خارج المقارنة و المنافسة..
محمد المحسن
Peut être une image de 1 personne

رَجْعُ الصَّدَى...( من غزل الشّباب) بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف

 رَجْعُ الصَّدَى...( من غزل الشّباب)

أَرَى لِيَ دَمْعًا دَائِـمَ الـدَّفْقِ، قَانِيَا
وَطَرْفًا ذَلِيلًا، مِنْ هَوَاكِ، وفَانِيَا
ووَجْهًا، كَلَوْنِ الوَرْسِ، جَهْمًا مُقَطَّبًا
وقَلْبًا مُعَنَّى، يَنْزِفُ الصَّبْرَ، وَاجِيَا
وجِسْمًا لَحَاهُ الغَمُّ ، فَهْوَ بَقِيَّةٌ
لِجِسْمِي، وجِرْمًا فَارِغًا لِدِمَائِيَا
أَرَى النَّصْلَ،بَعْدَ النَّصْلِ،يَمْخُرُ مُهْجَتِي
يُـقَطِّـعُ أَوْصَالِي، ويُنْئِـي رَجَائِيَا
حَرَامٌ عَلَى زُرْقِ العُيُونِ إِبَادَتِي
فَإِنِّـي سَقَيْتُ الـحُبَّ دَمْـعًا لَآلِـيَا
وإِنِّي، إِذَا مَا اللَّيْلُ جَنَّ، وَجَدْتُنِي
أَطِيرُ، بِجِنْحِ اللَّيْلِ، فِي الهَمِّ، شَاكِيَا
وأَزْفِرُ، حَتَّى أَحْسَبَ اللَّيْلَ شُعْلَةً
ونَـجْــمَهُ مِنْ إِرْجَاعَتِي وشَكَاتِيَا
حَـرَامٌ عَذَابِي، يَاخَرِيدَةُ، إِنَّنِي
بَرِيءٌ، وسَهْمُ اللَّحْظِ، مِنْكِ، رَمَانِيَا
حَرَامٌ هَوَانِي فِي الهَوَى وتَذَلُّلِي
حَرَامٌ دُمُوعِي تَسْتَجِيرُ دِمَائِيَا
حَرَامٌ، جِبَالُ الصَّبْرِ تَنْفَضُّ، مَرَّةً
ويَـخْلُبُ غَيْمِي، بَعْدَ ذَاكَ، رَجَائِيَا
أَنَا طَالِبٌ، يَا عَذْبَةَ الرُّوحِ، عَاشِقٌ
أَسَالَ رَحِيقَ القَلْبِ، فِيكِ، قَوَافِيَا
وطَالِبُ وَصْلٍ مِنْ فُؤَادِكِ، يَشْتَفِي
بِــهِ قَلْبُهُ المَكْــلُومُ، إِنْ كَانَ صَـافِيَا
ويُجْلِي غِلَافَ القَلْبِ، مِنْ صَدَإٍ بِهِ
أَقَــامَ سُهُولًا، فَــوْقَهُ، ورَوَابِيَا
ويُرْجِعُ كَنْزًا مِنْ نُهَاهُ، مُـمَـيَّزًا
أَبَادَهُ سَهْمُ العَيْنِ مِنْكِ، وزَاكِيَا...
حمدان حمّودة الوصيّف
خواطر : ديوان الجدّ والهزل


الجزائر تتحدث بقلم الأديبة زهراء كشان

 الجزائر تتحدث

أضرموا النار في قممي في سفوحي
في اخضراري في نضارتي في طموحي
أجَجُوا لهيب فتنة في ضلوعي
رغم أوجاعي رغم شروخي
لم أبال لم تتصدع صروحي
في زورق الرَّدَى بين غيمات الدُّجَى
أبناء شعبي هبوا في وحدة من كل ربوعي
كزخات المطر تنمو في تلابيب روحي
كأكمام ريحان تلوذ بكبرياء في سماء شموخي
أبناء شعبي هبوا في وحدة من كل ربوعي
يتناثرون كالورد كالعطر
في أحواض جموحي
أبناء شعبي هم حماتي هم دروعي
هم قوتي و سلاحي
شعبي أسكنته في رونقي
في دمي بين ضلوعي
في أمسي و غدي و أمسياتي و صباحي
هم أملي في اكتئابي و انشراحي.
بقلمي: زهراء كشان
Peut être une image de 1 personne et texte