السبت، 25 ديسمبر 2021

حدّثت الرواية فقالت بقلم الكاتبة هادية آمنة تونس

 حدّثت الرواية فقالت

ما أعجز النوم على هزم اليقظة الماكرة التي استعرت تنهشه. ندم عندما فرّط فيها . ما كانت تكره النزاع وما كانت تُمسك أفكارها بل تُطلقها مجنونة ثائرة متحرّرة .شحذا جُهديهما بالتباهي بمغامرتهما السالفة وقود نزقهما المخبوء تحت ركام حطام نفسيهما المزاجيّة المتقلبة
دونها ودون الوفاء مراحل . لم تغفل للحظة على أنها صاحبة هذا الجسد الممحون المشحون بذلك التاريخ الآبق الغامض الذي علق بها لذلك كان حلو المعشر معها متصاغرا لدلالها .
تنزلق من الفراش على أرض الحجرة في ضجّة متعمدة. كانت الخلوة على عنفها خانقة لهما. سجيّة متشابهة مولعة بالانطلاق والتهام الطرقات
أحسّ أنها أصبحت تتلقى غيابه عنها بارتياح غير منكور.فزعت لأخذ دوشها وقبله عرّجت على النافذة تنظر من خصاصها لتقلّص مساحة ضوء الشمس .
من المغطس مّررت يدها على تعاريج الفسيفساء حيث نتوء تفاحة آدم المغروسة في رقبة صاحب الصورة ذو الملامح الأوروبية تأملت تلك الغمّازة في ذقنه متحسسة بظفر إصبعها الصغير الخط الرفيع أسفل ذقنها ثمّ رفعت يدها تحيّة لتشابه الغمّازات وللكوب المرفوع أمامها .
مدّت يدها تروم تسريح شعرها بالمشط المركون قرب المرآة.جذبت الشعيرات العالقة فوجدتها صفراء فاقعة
هل لمثلها أن تحاسب من كان على شاكلته. ركنت لمشاعرها واستعذبت أن يحكي لها فدغدغت نفسه المطواعة وما طال انتظارها . حدّثها عن خضرة جارته المطلقة و كيف أنه حرّم على أخته مقابلتها لما عرفت به من سوء السيرة و السلوك..
هادية آمنة تونس
Peut être une image de 1 personne

أُغْنِيَةُ الحُبِّ ... (مِنْ غَزَلِ الشَّبَابِ) بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف ... (تونس)

 أُغْنِيَةُ الحُبِّ ... (مِنْ غَزَلِ الشَّبَابِ)

لِأَنِّـي أُحِـبُّـك فَـوْقَ الـحُــــدُودِ
لِأَنّ الـمَـحَـبَّـةَ سِـرُّ الـوُجُـــودِ
لِأَنَّكَ في القَلْبِ مَعْنَى النَّشِيدِ
سَـأُقْسِمُ أَنْ لا أَبُـوحَ بِـحُبِّــي.
لِأَنِّـي أرَاكَ عـلــى كُـلِّ دَرْبِ
ورَسْـمُ مُحَيَّـاكَ دَاخِـلَ قَلْبِي
فَسِيَّانِ عِنْدِيَ بُعْدِي وقُرْبِي
لِأَنَّـكَ فِـيَّ، لِأَنَّـكَ نَـخْــبِـي...
لِأَنَّ الحَدِيثَ يُمِيتُ الـغَـرَامْ
لِأَنِّـيَ أجْـهَـلُ فَــنَّ الـكَــــلامْ
وحُبُّـكَ يَسْكُنُ بَيْنَ العِـظَامْ
سَأكْتُبُ لِلْفَجْـرِ قِـصَّـةَ حُبِّي.
لِأَنَّ خَيَالَكَ تَحْتَ الـجُـفُـونِ
يُذَكِّرُنـي فِيكَ في كُلِّ حِيـنِ
لِأَنَّكَ رَمْزُ الهَوَى والـحَنِينِ
فَإِنَّ نَشِيدَ الطُّيُـورِ لِحُـبِّي
وإِنَّ خَرِيرَ الـمِـيَـاهِ لِحُـبِّـي
وعَصْفُ الزَّوَابِـعِ، أيْضًا، لِحُبِّـي...
حمدان حمّودة الوصيّف ... (تونس)
خواطر : ديوان الجدّ والهزل
Peut être une représentation artistique de une personne ou plus

مَنَازِلُ الغَرَامْ بقلم الشاعر محمد طارق مليشو

 مَنَازِلُ الغَرَامْ

"" "" "" "" "" "" "" ""
هَلْ لِيْ بِقَلْبِكَ يا غَرَامُ مَنَازِلُ؟
أَمْ أَنَّ حُبَّكَ فِيْ الفُؤَادِ يُخَاتِلُ؟
قُلْ لِيْ بِرَبِّكَ يا غَرَامُ فَإِنَّنِيْ
مِنْ فَرْطِ حُبٍّ بِالعُيُوْنِ أُغَازِلُ
إنْ شِئْتَ أَبْقَىْ يا حَبِيْبُ مُقَيَّدَاً
إِنِّيْ لِأَجْلِكَ لا أَزَالُ أُقَاتِلُ
إِنِّيْ بِسِحْرٍ فِيْ العُيُوْنِ مُعَلَّقٌ
حَتَّىْ كَأَنِّيْ فِيْ هَوَاكِ أُنَاضِلُ
وَتَرَىْ الجُمُوْعَ بِحَسْرَةٍ قَدْ جُمِّعُوْا
مِنْهُمْ حَسُوْدٌ بِالعُيُوْنِ يُسَائِلُ؟
إِنِّيْ كَتَبْتُ أَيَا حَبِيْبِيْ حِيْنَهَا
قَلْبِيْ كَطَيْرٍ فِيْ الهَوَىْ يَتَنَاقَلُ
حَتَّىْ بَدَا لِيْ فِيْ الكَرَىْ وَكَأَنَّهُ
ضَوْءُ النُّجُوْمِ خَيَالَهُ مُتَفَائِلُ
وَالقَلْبُ أَضْحَىْ بِالعُيُوْنِ مُتَيَّمَاً
وَالنَّارُ فِيْ صَدْرِ الفَتَىْ تَتَحَايَلُ
مَا إِنْ تَرَانِيْ أَسْتَجِيْرُ مِنَ الهَوَىْ
فَالحُّبُ يَفْعَلُ مَا تَرَاهُ الفَاعِلُ
قَدْ ذُقْتُ طَعْمَاً كَاللُّمَىْ فِيْ سَكْرَةٍ
وَكَأَنَّنِيْ فِيْ طَعْمِهِنَّ أُقَاتِلُ
مَا ظَنِّ أَنِّيْ بِالهَوَىْ قَدْ أَلْتَوِيْ؟
لازِلْتُ فِيْ سَاحِ الغَرَامِ أُنَازِلُ
مَاذَا أَقُوْلُ وَحُبَّهُ لا يَرْعَوِيْ؟
تِلْكَ الجُّفُوْنُ بِعِشْقِهِ تَتَمَايَلُ
مَاذَا أَقُوْلُ وَقَدْ تَخَبَّطَ خَافِقِيْ؟
وَكَأَنَّهُ نَحْوَ الخَلاصِ يُحَاوِلُ
فَالدُّرُ يَطْفُوْ فَوْقَ صَفْحَةِ أَبْحُرٍ
وَحَبِيْبُ قَلْبِيْ فَوْقَ قَلْبِيَ بَاسِلُ
الشاعر محمد طارق مليشو
المنية ٢٣ ديسمبر ٢٠٢١

شدوُ الحياة بقلم الأديبة سميرة بن نصر

 شدوُ الحياة

...
تشدو الحياة بداخلي ألوانا
شدوا عجيبا ينبت الريحانا
شدوا غريبا لم يزل متدفقا
نهرا يواري سيله الطوفانا
تشدو كما الطير الوحيد بربوة
يفشي النحيب ، يعذٌب الألحانا
وأجيبها شدوا وهمسا رائقا
وبداخلي أهواؤها بركانا
فتزفني پأنين أغنية علت
لحنا بلحن لا يعي ميزانا
اني وبي أهزوجة لا تنتهي
عزف وعزف زلزل الأركانا
إني وبي أحوالها في هدئة
فرح يؤاخي بعضه الأحزانا
تشدو ولكن شدوها متفرد
ينثال حينا..يختفي أحيانا
ويتوه في موج الصدى متلاحقا
وأتوه وشما يربك الأزمانا
وأتوه ظلا في الفراغ يقودني
طيف شريد ينشد النسيانا
هل يا ترى أحيا هنا أم أنني
محض افتراضا عنه ما أغنانا
أم صدفة قذفت خطاي بلحظة
حين المدار برجعه أحيانا
إني هنا لا ادعي كينونتي
رقم غريب عاقر الأكوانا
وأضاعني ملء الحياة بطولها
وبعرضها،كم شتت العنوانا
إني أنا لا أدعي كينونتي
طين ولكن ينفث النيرانا
.....
سميرة بن نصر
Peut être une image de 1 personne, bandes et intérieur

جحيم الصمت بقلم الشاعرة كريمة الحسيني

 جحيم الصمت

____________
قاسية هي القلوب
حولي
تُشبه الموت الذي
يزج بك في الجحيم
أنهض كل يوم
على العدم
لا عناق يذيب
الثلج المتراكم
على كتفي
لا شمس تطرق
نافذتي
أرتب صمتي
وصدري المبعثر
على السرير...
رواية ساذجة..
بعض المذكرات..
أقلام قديمة
تجمد حبرها
ذات شتاء...
وشقفة مرآة أراقب بها
خطوطا جديدة تعبر
وجهي دون استأذان
تتحكم في رسمي
وكأنني لست لي..
أخط من الكلمات
قصيدة تشبه الثرثرة
تسبقني إلى الجنون
كريمة الحسيني
Peut être une image de 1 personne, position debout, lunettes_soleil et plein air

عندما_تبكي_السماء بقلم الشاعرة ماجدة رجب

  عندما_تبكي_السماء

عندما تبكي السماء
أسائلُها
لم الكدر
لم الكدر وأنت
السلام
والبرد
وفرحة
وسط الزحام
لم يخيبها قدر
فلم الكدر
وأنت
ضمادة الغصن الجريح
والأرض الساكنة
بترتيلة وتر
فلم الكدر
واعلمي حبيبتي
انك ممحاة الذنوب
ذنوب الطير والجبال
والشجر والبعض من البشر
وانّك
من جعلتني
أطوي الطين اللازب
أعرج كراهبة فارّة
من صعقة ضالة
في عزّ السحر
عندما تبكي السماء
أرفع رأسي
أناجي الطير الجافل
أدسّه بين أكتافي
أرمم خوفه
رغم خوفي
أواسيه
كما أواسي
نملة ضيّعت المسار
عن نديم ،تاه بين الحفر
عندما تبكي السماء
أبحث عن سبل النجاة
في ذاكرتي
عن فرحة مرتقبة
قد تأتيني فجأة
عن أرض تسترجع أنفاسها
فتخضرّ ويضوع عطرها البرّيّ
على براريّ
عندما تبكي السماء
أبكي ،أضحك
أبتأهج ،أدندن
أصرخ ،أصمت
كطفل غرير
غاب وتاه عن النظر....
ماجدة رجب
Peut être une image de 1 personne, position debout, nature et cascade

وجَع منبجس..من شقوق المرايا.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 وجَع منبجس..من شقوق المرايا..

الإهداء: إلى تلك التي أطلقتني نورسا للعناق الوجيع..
(1)
بين جرحَين كنّا معا في التشظــــي..
كنّا..وإذ نال الحزن من أضلعي،فلبثت
وأنتِ تضوّع عطرك بين الثنـــايـــــــــا..
وظللت وحيدا..ومنهمرا في الفصــول.
في ليل مدينتي حيث لا شيء يشبهني
غير نجمة أراها تضيئ وتخبــو
أراني أرنو إليها،علّها تفتح لي دربا إليــــــــــــكِ
فما زلت أخشى عليكِ من شائك الضــــــــــوء..
ومازلت..أحيل أيّامي إلى نرجس اعتراه الأفول..
(2)
مرّ عطر مسرّاتنا..ومرير هو الوقــت
لكنّ طيفك أدخلني في ضياء الثمار
وقد فتح الوجد أبوابه للرؤى
ولاح نجم يضيئ على عاتق الليل
فظللت أنتظر.ثقيل هو الإنتـــــظار.
طائر الصحو لا يحتفي بضيائي
يطارد ضوئي..يوغل في المدى..
ثمّ يحطّ على وجع بأصل الرّو ح
فتلمّ الحدائق أورادها..ويذبل ورد النهار..
(3)
مـــــــذ تخيّلتكِ..وأنت تعبرين بساط الخزامى..
تلجين فلوات الرّوح في مُترف الثوب..
وتمدّين أصابعك في خيوط الحرير المذهّب..
لكِ هذا الحمام-الجنوبيّ-
علّمته الهديلَ..في زمن للبكاء
وعلّمتكِ كيف يرشح من الحلم عشق وماء..
صرخت بملء الرّوح علّ يجيء طيفُك
-فأنا أولم الليل نذرا..وألبس أبهى ثيابي-
ولكنّي وجدتكِ في برزخ الوجع..
بين البكاء..وبين الغناء
ومن معجزات الزمان.. يتجانس فيكِ الثرى والفضاء..
(4)
آن للوجع العتيق أن يتفادى دروبي
ويعود بي الزّمن إلى حقل صباي
يوم كان اليمام ينام بحضني.. وبقربي تدنو القطوف
وأراك كما كنت أرسمكِ على دفتري المدرسي..
يتهودج طيفُكِ في ثوب شفوف..
وأراكِ ثانية وقد لا مس عطرُك نرجسَ الرّوح..
ثم..ألتقيكِ وقد نضج النهد قبل الأوان..
(5)
..كانت لي أمنية..أن أراكِ كما كنتُ..قبل البكاء
أن لا أرى،في شهقة الرّيح،عاصفتي
لا أرى في دفتر عمري
ما كنت خبّأته من شجن ومواجع..
..سلاما على ما تبقّى
..سلاما -على تعتعة الخمر-
..سلاما على أمّي التي أحنو على طيفها ما استطعت
..سلاما على كلّ الرّمال التي احتضنت حيرتي
..سلاما على غيمة ترتحل
عبر ثنايا المدى..
***
ها هنا.. أرتّق الموج،وقد أبحرت روحي
دون أشرعة
ترى..
هل أقول للزبد إذا ساح إليّ :
دَعني "أقرأ روح العواصف"
فأنتَ لست في حاجة للبكاء..؟!
دَعيني أطرّز عمري وشاحا للتي سوف تأتي
عل ّ يجيء الموج بما وعدته الرؤى
فليس سوى غامضات البحار،تقرأ الغيـــــم
وتنبئ بما خبّأته المقاديـر
وفاض منـــــه الإنـــــــــــاء..
محمد المحسن
Peut être une image de 1 personne


***أعالي الكلام•• بقلم الشاعر عمار عوني

 ***أعالي الكلام••

أسمّيكِ العمر..
وأهبكِ القلبَ والرّوح
وما أخفيتُ من ألواحي لخمسين عاما
وأنير للعالمين..
لأجلكِ القمرَ.
ها ..ألواحي يا آمرأة القلب على مرآى من الله مشرعة..
وها..روحي تهفو إلى أمدائك دونما حذر..
أسميتكِ العمر..
وأرهن درعي عند زيّوسَ
آخذ البرق والرعد كي أقتني بالنوم السهر.
أسميتك العمر..
و أعلّل النّفسَ بالأماني
ثم أرقبها..
يا "رندحة" القلب إذ يسري به ظليمي
في واد من الجمر.
أسميتك ِ ما خطّ الجنون على جبيني..
وأولّيكِ أنفاس الإنس
وهمس الجان
وحفيف الشجر..
أنا الإنسيّ الذي طاف بكعبته في عينيك
وجاب براريك دونما رهق
فحكّمي لحظيْكِ في نزقي ..
وسَجّري الأرض والبحرَ..
أعدّي لي في غيابك نارا
وقودها آهاتي
وحبّك
يا مُورِيَة اللّظَى في الصدر.
**عمار عوني**
**24كانون الأول