الجمعة، 3 ديسمبر 2021

الملهمة والشاعر /سامية خليفة-لبنان/جريدة الوجدان الثقافية


 الملهمة والشاعر

تهتَ عن محطّةِ اليقينِ حتّى أمسيتَ الشّاعرَ الأعزلَ
ها هي ملهمتك تذوي
فكيف ستستعيد منها قصائدَكَ المؤجلةَ؟
اركض خلفها سترحلُ بلا قطارٍ
فالمحطة بلا سكة والصدأ يأكل الحديد
والصّدأُ يتلفُ في قلبِها الوتينَ
صدأ النُّكرانِ والهروبِ والهجرانِ كم هو أدردُ !
قميءٌ كما مستنقعٌ غطّتهُ الطّحالبُ والعفونة
لا تسلْ لِمَ قدماها المقيدتان تمردتا
حتّى أخذتا معهما المسافة
لمَ الزمن تبرأ منْ روزنامتكَ
لا تنظرْ بعد الآن إلى عقاربِ السّاعة
الزمنُ حتْمًا سيتوقَّفُ مع رحيلِها
فاركضْ خلفها
أيا ملهمةَ الشّاعرِ
أتحملين الحقيبةَ بكفِّ العنادِ أتأخذين معكِ العطرَ والأنفاسَ
أتتركينَ خلفَكِ غبار الذكرى
وترحلينَ ممتلئةً بُعدًا
تتركُينَ البصماتِ في كلِّ ركنٍ
يا لنقاء آثاركِ المائيَّة
فرحيلُكِ وُلدَ مع زخّاتِ المطرِ
هيّا اجمعْ يا شاعرُ باقةَ الحنينِ
ومنها استنشقِ الحلمَ
هيّا اجمعْ شتاتَ أحلامِك
ومعها أذبْ حرارةَ الأشواقِ
استنشقْ بخورَ العشقِ
اصرخْ بقلبِكَ فلسوفَ تسمعُ منهُ النّداءَ
هيّا يا شاعر أعدْها إلى صومعةِ الوجدِ
عرِّ جبالَ المستحيلِ من ثلوجِها
واحيِ دفءَ الإصرارِ
دعِ المحرَّمَ يفقد رشدَهُ
ليميتَ في النّايِ الأنينَ
قلْ أنَّكَ لن تحوكَ بعد اليومِ قصيدتَك وهي مصفّدةٌ بالسّلاسل
بلْ ستحوكُها مطرّزةً بخيطانٍ من حريرِ
قل أنّكَ لن تستطيعَ أن تنامَ وديوانكَ خاويَ الوفاضِ منَ القصائدِ
بل قلْ أنَّك سترسمُ لوحاتِ قصائدِكَ بأهدابِ السّهرِ
وأنّ معَ ملهمتِكَ سيغدو الحبّ خيّالاً
جوادهُ سيسابقُ الرّيحَ ليصهلَ عشقًا
إنْ شاكسْتَه مزَّقَهُ الجموحُ
إنْ زرعتَهُ أملاً في جسدِ الصّباحِ
قطفْتَهُ وردةً في آخرِ اللَّيلِ
ها أنّ طيفا آتيا في السَّحرِ
المحُهُ ينثرُ البتلاتِ يجرجِرُ خلفَهُ الكلماتٍ
هو طيفُ ملهمتِكَ يدنو من منضدتِكَ
قمْ ورتِّلْ معها أناشيدَ الفجرِ
اغرسا في روحيكما أملاً جديداً
يزهرُ حبّاً يحيي روحاً
ليمسي حنانُك فجرًا لأيّام تنتظرُ الفرحَ
المتسرّبَ قسْرًا من خوابي السّنين
ليشرقَ مع الحلمِ الأملَ
ليمسيَ حنانُك دفئًا عاريًا من جسدِ اليأسِ
ملهمتُكَ عادتْ رغمَ أنّها أحكمتْ إغلاقَ أبوابِ الرحيلِ
أنت يا شاعرُ ما اعتزلتَ الشّعرَ
بل كاد أن يموتَ فيكَ الشِّعرُ
عادتْ ملهمتُكَ فاحيِ تجلياتكَ
تجلّياتٌ كانتْ في انبعاثاتِها
كلمسةِ الأرواحِ للأرواحِ كدفقِ شلّالات
يا للدموعٍ التي كنتَ ترتشفُها
وأنتَ أعزلُ من أبجديَّةِ القصيدِ
ملهمتك حينَ رحلتْ رحلَ معها وجهُ الحياةِ تلبَّدَ خدُّ السّماءِ
حينَ ورود الحقولِ خلَتْ من النَّدى
اقشعرّ بياضُ الرُّوحِ هامَ على وجهِهِ
ينثر نقاطَ البياضِ على صفحاتٍ سوداءَ
لا تقنطْ أيُّها الشاعرُ تخيّل فقط
لو مزّقتِ الشَّمسُ سوادَ اللّعنةِ فماتَ السَّوادُ غيظاً
وأمطرتِ السّماءُ قبلاتٍ
تخيّلْ لو أنّ الدمعةَ العذراءَ ما تزالُ تتمايسُ على الخدِّ الأسيلِ تنتظرُ لمسةً من يدِكَ.
سامية خليفة-لبنان

الخميس، 2 ديسمبر 2021

الانتظار بقلم الكاتبة ناريمان همامي

 الانتظار

أعماني الانتظار
و أفقدني صوابي

أرفق بحالي وأعف حتى أرمم ما ما تبقى من ذاتي
أرجوك أعفني من مساومتك

ودعني أستعيد هدوئي وسكينتي

وأداوي علتي

لعل نسيانهم يضمد جرحي

لطالما كنت سببا في وجعي

اتركني أرجوك
علني أعود إلى نفسي.

ناريمان همامي


جزء من معارضة الأديبة ناعمة النعمان لقصيدة الحصري القيرواني ، التي مطلعها يا ليل الصب متى غده .. أقيام الساعة موعده

 جزء من معارضتي لقصيدة الحصري القيرواني ، التي مطلعها :

يا ليل الصب متى غده .. أقيام الساعة موعده
** مفتاح القلب **
مفتاح القلب و موصدُه
سجّان فؤادي و سيّده
قد جُرتَ على قلبي دوما
والقلب ضلوعُكَ مرقدُه
ورميتَ بظلمك في وجهي
يبرِقُ في الصّدر و يُرعِدُه
و ظللتَ تُراوح في عَمدِِ
تُحيي البُركانَ و تُخمِدُه
تقتات دماؤك من كبدي
تستعمر دمعي وتجحده
وأعاتب روحي فتهتف لي
فَليَخنُقني بَرِئَت يدُه
أرجوكَ فلا تَخبَر صَبري
إنّي و الله لأفقدُه
مفتاح القلب وموصده
أغبِطه الحُصَري وأحسدُه
مَرَّ التاريخُ يردّدُه
"يا ليل الصبّ متى غده"
بقلمي :
ناعمة نعمان
تونس⁦
أشكركم
Peut être une image de 1 personne, position debout et intérieur

يا حبيبي هل تذكر /الشاعر سمير شيّا/جريدة الوجدان الثقافية


 يا حبيبي هل تذكر

يا حبيبي هل تذكر ذاك المكان حيث إلتقينا
وتكلمنا طويلاًعن حب صادق وتكلمت عينينا
آه وتكرر هناك اللقاء وتشابكت ببعض ايدينا
ونمى الحب داخل الصدور والأقفاص بقلبينا
كم تمنينا لو سقف بيت يجمعنا كم وكم تمنينا
كم ليلة المطر والريح والعواصف فرقت بيننا
عن قصص الحب بالليالي كم قصة إحناحكينا
يا حبيبي آه كم مرة ومرة بذاك المكان إلتقينا
الشاعر سمير شيّا

إستراحة محارب/عزاوي مصطفى/جريدة الوجدان الثقافية


 --إستراحة محارب----

أنخ براحلتك مقربة الغدير
واغسل الأقلام من مداد سال دمعا
وصاح مخز لتجريح وتعكير
دع الأقلام تستريح فقد أرهقها الضجيج
لكم تحملت آهات القلب الكبير
ورياحا تعصف بها بين الأنامل
وأوامرا من السيد والغفير
الأقلام تكتب دائما في صمت
والقرطاس يفضح ويثير
والعابرون معادن من درر ومن حديد
أسكب مدادك بالغدير ليزكو
فلايزال في الجراب الكثير
عزاوي مصطفى

انا هنا/ مهدي الساعدي/جريدة الوجدان الثقافية


 انا هنا

اضع راسي
على وسادتي
واسرح بفكري
في عيون حبيبتي
مااجمل ملامح
وجهها الجميل
بتلك العيون
تتسارع دقات
قلبي
لهفى لك
ياحب
ويااجمل شجون
تصيغ احلامي
لي؟
كل مرتسمك
خيال شوق
اتصورها
قصة حب
اكتبها
اي انسان
تدخلين طياة
قلبي المتعب
من نظراتك
القاتلة
سهمك اخترق
جسدي
ومزق احشائي
وانت حالمة
بي؟
مخيلاتك المبهمة
راودي قلبي
بحروف
اوكلام
يجعل بصيص
لقاء..............
بقلمي
مهدي الساعدي

ماذنبك يا فؤادي/السيد الحتاني/جريدة الوجدان الثقافية


 ماذنبك يا فؤادي

تنبض ُ حائرا" في هواك َ؟
باحثا" عن من ْ تهواه ُ
وحي ٌ تأم ُ إليه عيناك َ
في كل مكان ِ هو يراك َ
تهواه ُ ويهواك َ
ذنبك َ يافؤادي
إن لم تحيا من أجل ِ هواك َ
السيد الحتاني

نوري أنت/هيام_الشوربجي /جريدة الوجدان الثقافية


 نوري أنت

نوري أنت نورت عتمتي
جعلت لي حياه بعد ممات
لقيت طريقي بعد متاها
تهت فيها لم أجد خلاص
نفق كبير مظلم مشيت فيه
فوجدتك طاقة نور
سعيت إليها لامستها
فأنارت كل ما هو مظلم
فهل لي بحياة أخرى
أعيشها كما يجب
دون خداع و غدر
حياة كلها نور و صراحة
لأسترجع كل ما هو جميل
نوري أنت
هيام_الشوربجي ✏️

همسة الجمعة/اروى سمرين/جريدة الوجدان الثقافية


 (همسة الجمعة)

ورغم السحاب وان كان مركوما ..
فضياءالروح يشدو بالأمل كطيور هرولت قدوما ...
وان بكينا والدمع رغم حبسه في المقل عزة وشموخا ...
فالقلب منظومته للرحمن سراجا من صبرا بدا للعين منيرا ...
فراغا من نداء للبشر مناله صعيبا ..
واتصالا في الله أكيدا وحتما هو المرجوّ دوما وللعطاء مجيبا ...
ففرقة فرّقت قلوبا وأضاعت وصلا كان جميلا ..
وليتهم دروا بأنّ الرحل من الدنا ليس بعيدا ...
فيا زمان تمهّل بنا لو قليلا ..
عسى النفوس تعرف مواطنها ....
وتكون في لقاءا من الأرواح لبعضها نفائسا من طهر وطيبا...
اروى سمرين

الناس أصناف/الشاعر: يوسف مباركية / الجزائر/جريدة الوجدان الثقافية


 *** الناس أصناف ***

فيه ناس تتمتع بالثلوج
و فيه ناس تتعذب ببردها
و فيه ناس عاشت قصص
و فيه ناس بتهوى سردها
و فيه ناس باعوا غزالهم
و فيه ناس متمسكة بقردها
وفيه ناس تكسب من الخيرات
و فيه ناس جالسة و تعدها
و فيه ناس بيض تدل للخير
و فيه ناس سود واقفة ضدها
و فيه ناس تحفر حفر
و فيه ناس بالطيبة تسدها
و فيه ناس بجمعهم ما فلحوا
و فيه ناس نجحت وحدها
و فيه ناس للعيب مدوا ايديهم
و فيه ناس سيوفهم في غمدها
و فيه ناس لبسوا ثوب الخيانة
و فيه ناس ماتت عند وعدها
و فيه ناس ذلت عافها التاريخ
و فيه ناس بالدم كتبت مجدها
*************************
الشاعر: يوسف مباركية / الجزائر
Poet: Youcef Mebarkia / Algeria

معاركُ الخَمَاد/مصطفى الحاج حسين


 */// معاركُ الخَمَاد ..*

شعر : مصطفى الحاج حسين .
مَنْ ينتصر ُ
حينَ يتبارزُ الجائعُ
مع الظامئِ .. ؟!
الجفافُ
مع السّرابِ ..؟!
النارُ
مع القشِّ .. ؟!
الميتُ
مع الفوضى ..؟!
مَنْ ينتصر ُ
حينَ يتقابلُ
الخوفُ معَ التَّرددِ ..؟!
الظَّلامُ
مع الضَّغينةِ ؟!
الحزنُ
معَ الهزيمةِ ؟!
مَن يحمي السِّيادةَ للبلادِ
الفاسدُ
أمِ الخائنُ ؟!
الحاكمُ المغرورُ
أمِ الطَّاغيةُ الأحمقُ ؟!
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول

قراءة-متعجلة-في قصيدة مذهلة للشاعر التونسي الكبير جلال باباي بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 قراءة-متعجلة-في قصيدة مذهلة للشاعر التونسي الكبير جلال باباي

على التخوم الفاصلة بين البسمة والدمعة،ألقى الشاعر التونسي القدير جلال باباي بذور تفاعله الوجداني مع-جزء-من تجاربه الحياتية المفعمة بالوَد،العشق،الوَجَع،الغربة والإغتراب..،وسقاها بعاطفة الأديب الملهَم،وعزف بقيثارة الشعر الشجية على تلك الضفاف، فكان موعد الحصاد سخيا لنقطف ثمرات ذلك الحصاد من خلال قصيدته الشعرية الموسومة بالمطبوع (من يكتبني اليوم ؟)
فالقارئ في هذه القصيدة المعطاء،وإن يبدأ رحلته بأبيات فياضة بالألم والحزن والتوجع وكذا الحنين التي برع فيها شاعرنا الفذ في فرض الخطاب التواصلي بين الشاعر والقارئ،من خلال التعبير عن العاطفة والدّقة في اختيار الألفاظ والصور الشعرية والبلاغية والدلالات اللفظية، فالشاعر الحق يدرك أبعاد الكلمة وسحرها،وهو إذ يتخيّرها يسكب عليها من وجدانه وعاطفته وذاته،ما يولّد فيها طاقة جديدة،فيها شيء من إحساسه ونبضه،فتصل إلى القارئ تضج بالحياة، وكأنها تتحدّث بلسانه وفكره..
وهذا ما كان حاضرا في هذه القصيدة الباضخة.فما أن يبدأ القارئ بها حتى لا يملك في نفسه إلا متابعة الرحلة في حنايا -سطورها-وسبر غورها واكتشاف دررها.
فالقصيدة يعتصرها الألم والحرقة والتوجّع،ذلك الألم الممزوج بأصدق عاطفة قد يختبرها الإنسان في حياته.وجع مستوطن-قسر الإرادة-في تضاعيف الرّوح،فنجد القاريء يستشعر تلك العاطفة النقية الصادقة الفيّاضة بالشوق والحنين والتأوّه والحزن،فالشاعر شيـّد مدينة للحزن يرقد ويوتصحو في أرجائها مذ -نالت منه المواجع في نخاع العظم-(اللهم رب الناس أذهب عن-شاعرنا الفذ-الباس اشفه وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما) ونقش في رقّ الزمان وجعه بيراع الحزن :
.. يا لجمال الصورة والتعبير :
من يكتبني اليوم ؟
إليٌَ قبل أن يغمرني الفرح
سوف يحين الوقت
لأحيي سعادة الوصول إلى باب الغريب
سوف أعشق للمرة الالف
لأني فاشل في الحب دائما
سأعيد قلبي لذاك الغريب
الذي اتعبه الترحال
سوف انزل رسائل الحب من فوق رفٌ الكتب ،
سأقشٌر جميع الصور من المرآة ،
واخفي نهائيا تلك الملاحظات البائسة ،
فمن يكتبني اليوم؟
من يرغب في تحرير موتي؟
من يرسل بريد النوم هذا الصباح؟
هذا فمي أثقله اليباس
وتلك الشجرة لم تكترث بشحٌ السماء
فمن يغازل قحط الأرض ؟
من يعزل إلى الأبد هذه الشمس الحارقة ؟
بكلٌ ضراوته سيحين الوقت،
حتى تهبٌ رائحةُ الغيمة الماطرة
واروي عطش شِمالي المتكلٌسة
سيحلٌ منتصفَ النهار الغامض
وتتهالك الاحزان على جدران
القصيدة العجيبة.
جلال باباي (تونس)
14 رمضان 2021
ويستمرّ القارئ بالانتقال من ضفة لأخرى،يتنشق عبق القصيدة وأريجها،دون كلل أو ملل، وذلك لتنوّع معانيها وأغراضها،وتنوّع موسيقاها وقوافيها،وصدق عواطفها دون صنعة أو تكلف،من خلال نسيج محكم يحوّل الفكرة من خطرات في الذهن الى عالم يدرك حدوده ومعالمه عبر دلالات لفظية واضحة المعنى،جزلة التركيب،يتوافر فيها الإيقاع الداخليّ متمثّلا بالحركة الداخلية في بناء القصيدة،والإيقاع الخارجي متمثّلا بالوزن والقافية،فتتلقفه الأذن وتترنّم النفس مع نغماته .
وبين هذا وذاك،نجد بعض الومضات الشعرية الجميلة المفعمة بالموسيقى والتراكيب اللغوية العذبة،ورغم قصرها إلا أنها تتمتع بكثافة المعنى ورصانة الأداء،وهذا إن دلّ فإنما يدل على براعة الشاعر في إجادة هذا الفن الادبيّ،والقدرة على إعطاء المعنى المراد بأبيات قليلة موزونة،فكانت بمثابة السكريات اللذيذة بين تلك الوجبات الدسمة من القصائد .
إن‭ ‬الشعرية،‭ ‬هنا-في هذه القصيدة بالأساس، ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬شعرية‭ ‬التركيب‭ ‬والإسناد‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬الدلالات‭ ‬والرؤى، ‬إنما‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬شعرية‭ ‬يانعة،‭ ‬تشبه‭ ‬الرفيف،‭ ‬أو‭ ‬النسيم‭ ‬الرقيق‭ ‬عندما‭ ‬يلامس‭ ‬أرواحنا،‭ ‬فهذا‭ ‬التساؤل‭ ‬الشاعري‭ ‬يفتح‭ ‬الباب‭ ‬على‭ ‬أشده‭ ‬لنعيش‭ ‬اللحظة‭ ‬الشعرية‭ ‬مجسدة‭ ‬في‭ ‬كلمات‭ ‬مبهرة‭ ‬في‭ ‬ملمسها‭ ‬وصداها‭ ‬الجمالي‭:
فمن يكتبني اليوم/من يرغب في تحرير موتي؟/من يرسل بريد النوم هذا الصباح؟..
وهذه‭ ‬الشعرية‭ ‬لا‭ ‬يستطيعها‭ ‬بهذه‭ ‬الهدهدة‭ ‬والتناغم،‭ ‬إلا‭ ‬شاعر‭ ‬جمالي‭ ‬يمتلك‭ ‬الرؤية‭ ‬العميقة‭ ‬بكل‭ ‬تحولاتها‭ .‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬عبّر‭ ‬عنه‭ ‬بهذه‭ ‬الصورة‭ ‬المترفة‭ ‬التي‭ ‬تفيض‭ ‬بشعريتها‭:
سوف انزل رسائل الحب من فوق رفٌ الكتب/سأقشٌر جميع الصور من المرآة /واخفي نهائيا تلك الملاحظات البائسة ..
‬ثم‭ ‬إحداث‭ ‬هزة‭ ‬جمالية‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الكله‭ ‬بتساؤله‭ ‬المثير : من يعزل إلى الأبد هذه الشمس الحارقة ؟
وهكذا‭ ‬يدهشنا-جلال باباي-‬في‭ ‬تنقلاته‭ ‬الشعرية الخلابة،‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬فنية‭ ‬إلى‭ ‬أخرى،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أنه‭ ‬شاعر‭ ‬جمالي‭ ‬بفكر‭ ‬جمالي‭ ‬وحساسية‭ ‬عالية‭ ‬في‭ ‬توليف‭ ‬الكلمات‭ ‬والجمل‭ ‬والصور،‭ ‬التي‭ ‬تلتقط‭ ‬اللحظات‭ ‬الرومانسية‭ ‬وتعيد‭ ‬تشكيلها‭ ‬بكل‭ ‬حيوية‭ ‬واتقاد‭ .‬
يلحظ‭ ‬القارئ‭ ‬هنا‭ ‬اغتراب‭ ‬الشاعر‭ ‬في‭ ‬لغته‭ ‬الشعرية‭ ‬وإحساسه‭ ‬المتوتر‭ ‬بالعالم‭ ‬المحيط‭ ‬ليخلق‭ ‬معادلته‭ ‬الانزياحية‭ ‬الصادمة‭ (‬فلماذا‭ ‬تتهالك الأحزان على جدران قصيدته؟‬
وهكذا‭ ‬يثيرنا‭ ‬جلال-‬بلغته‭ ‬التي‭ ‬تفيض‭ ‬على‭ ‬القارئ‭ ‬بحساسيتها‭ ‬العالية‭ ‬وطاقتها‭ ‬الخلاقة،‭ ‬وكأنه‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬أساه‭ ‬عبر‭ ‬لغة‭ ‬انزياحية‭ ‬جمالية‭ ‬حافلة‭ ‬بالذكرى‭ ‬والحنين‭ ‬تارة‭ ‬واسترجاع‭ ‬اللحظات‭ ‬الماضية‭ ‬تارة‭ ‬أخرى‭.‬
على سبيل الخاتمة:
قد لا أجانب الصواب إذا قلت أن الشاعر الكبير جلال باباي يسوق لنا قصائده التي اطلعت على الكثير منها،في بوح فطري،نابع من تجارب حياتية وخواطر وأفكار ذاتية،ويرصّع-ببراعة واقتدار-قصائده بعناصر مستوحاة في كثير منها من الواقع المعيش كالغربة والوجع والشوق والعشق والحنين.. وغير ذلك مما يضفي على النص الحركة والحياة وإحساسا شاعريّا ساحرا، ويوظف مخزونه الثقافي والديني ويتصرف بأدوات اللغة تصرف المتمكن المُلمّ ليبرز ذلك كله في قالب شعري يخلو من الصنعة والتكلف ،بأسلوب مرن،سلس وممتع يداعب الذائقة الفنية للمتلقي..
وختاما نجد أن الشّاعرالمتميز جلال باباي صاحب الكلمات الجميلة قد دخل من خلال هذه القصيدة-العذبة-الشعرية الجديدة (من يكتبني اليوم ) مرحلة أخرى من مسيرته الشعرية،مرحلة تتّسمُ بكثير من الحيرة والشكّ والتساؤل ..
مرحلة تأخذ مسارا دائريا بحيث لا يمكننا أن نعرف من أين بدأت ولا يمكننا أن نتنبأ إلى أين ستنتهي هذه المرحلة بالشّاعر رحيمة على قيثارة الحيرة،الشوق والحنين..؟!
محمد المحسن
Peut être une image de 1 personne, position assise et étendue d’eau


راحت ايام الهناء / غانم ابوثيلي ==الاردن /جريدة الوجدان الثقافية


 (( راحت ايام الهناء ))

💘💘
راحت ايام الهناء والسعادة
وجتنا ايام الشقى واتعاسة
والنوم خاصمي وحارب وسادة
اسهر مع الهجوس والفكر حاسة
وحسبتها بالعقل ياسيد سادة
ناقص و زايد ما عليها فراسة
غانم ابوثيلي ==الاردن
2 ديسمبر 2021

دمشقية ياسمينتي/ عيسى نجيب حداد/جريدة الوجدان الثقافية


 دمشقية ياسمينتي

امجادي من القصص
الثم السوسنة بطيبي
بكل فخر وكبرياء حره
بين الامم انا ازهو هنا
شموخي القاسيون عز
منذ الاف الاعوام رابضة
على حدود الحرية وجودي
وطن لا يمانع البقاء بالمطلق ابدا
بستان للاحرار مغروس بسنابل الرصاص
على كل شبر كتب هوية شهيد بالدم الساخن
اتذكر كيف انه لا زال يثور بارود الامس بالرفض
لن يتوه النرجس عن احضان امومتي سيبقى عروبيا
يعانق امجاد الاوطان كلما خفقها الحنين بين الموج الهائج
ان تراكم الغادرين بين ودياني سيجرفهم عاصف هادر بالعمد
ايها الغرباء بين شجيراتي انا المركبة بالفستق الحلبي الناضج
لي اشتهاء ان اكرر مضغ ارواح اعدائي اذا تناثروا باجتماعاتهم
ليس بين قواشيني وطن مسلوب ملغي عن الخريطة العظمى
تلك هي خرافة الاولين اذا لم يصدقوا اني اقدم عاصمة للبناء
كراسة الحضارة والتدوين انا منذ الالف ونهاية الياء بالباقيات
صولجني عز وان تقلبني الخبثاء بزيفهم فان غربالي واسع لهم
الان سجلاتي تهيمن عليها دورات التصحيح وتنتفض تكراركم
يا حفنات الجهال هذا روضي اليانع بين المرابع ينمو بكل شتله
فيض لندى طاهر كعطر من فجر يفج على القاسيون بالحريات
مدرار ينبوع عشقي الازلي احن على نسلي فلا اقطع المفاصل
بين الاحراش تسرح غزالتي وليس من مجفل ولا من يروعها
انا سكينة المحبين كلما تدفقت القوافل من بني الغسانيات عز
شامية الهوى زواياي تعشعش فيها سنانير الحسون والسنونو
كل يوم اغتسل بماء الورود ولا اخشى جفاف لتستقي زهوري
حاضرة الامم انا كلما تغربهم الضياع فياتون ليمكثون بترحال
هذه اقتطافات من مفكرتي اسردها على عرين شمس للتوازن
هنا سترفرف راية ذريتي بلا منازع وشعوبي ستتكاثر للنهضة
وطن جامع سابقى بعرين الفلك ولن يجتاحني الفيضان العارم
هي انا الفيحاء التي تساقطت تحت عرشها كل الاعداء بالقهر
ادوس تحت ركابي كل العصاة حين يتمردون لهزيمتي بالجهر
المفكر العربي
عيسى نجيب حداد
موسوعة رحلة العمر