الخميس، 5 أغسطس 2021

هي ذي تونس تتهودج في ثوب المجد والحرية بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 هي ذي تونس تتهودج في ثوب المجد والحرية:

حين تتغلّب أنانية السياسيين على وطنيتهم..ويتسع الفتق رغم الرتق..يتخذ-الرئيس-قرارا مؤلما وصارما..!
قد لا أجانب الصواب إذا قلت أن تونس تمكنت،وحدها بين ما صار يعرف بدول "الربيع العربي"،من مواصلة مسار الانتقال الديموقراطي،بينما دخلت الدول الأخرى إما في فوضى وغياب للأمن،أو عادت الى أنظمة دكتاتورية تحكم فيها السلطة بقبضة من حديد..
ولكن..
تونس كان لها أن تسلك طريقا،غير الذي أُريد لها أن تسلكه،وأن تكون الاستثناء فعلا لو توفرت الإرادة القوية لسياسييها خدمة لشعار "تونس أولا"،لكن أنانيتهم غلبت وطنيتهم وظلت تونس ثانيا وربما أخيرا..
والسؤال الذي ينبت على حواشي الواقع:
بعد عشر سنوات ونيف من عمر الثورة،التي ضجّت بها هتافات المحتجين في كل الولايات التونسية يجوز لنا أن نسأل : تونس..إلى أين ؟
وكمحاولة للإجابة أقول : تونس اليوم في مفترق طرق.لا هي قادرة على الصمود في وجه العنتريات،التي يخوضها رجال السياسة،ولا باستطاعتها لملمة جراحها للنهوض من شبح الأزمة الاقتصادية الساكنة،ولم تتزحزح من فرط المهادنة وتعطيل الإنتاج في أكثر من مكان..
وإذن؟
تراكمات أخطاء الحكام الجدد ونخب الصدفة إذا،في ظل عقلية الغنيمة التي أنهكت البلاد والعباد ودفعت إلى تراجع دولة القانون، وهو سبب كاف لفهم الانهيار الحاصل في مختلف المؤسسات العمومية،وفي مختلف القطاعات الحيوية من اقتصاد وتعليم وصحة وثقافة وغيرها..
ولعل في هذه الأسباب وغيرها ما يفترض تصحيح مفهوم الثورة في عقدها الثاني،للاستثمار في مسار ومناخ الحريات بإحياء القيم والمبادئ،الكفيلة بتحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية المنشودة والمصالحة الوطنية،وهو ما لا يمكن أن يتحقق بدون إخراج العقليات من الجمود والركود والإحباط الذي يلازمها..
وهنا أقول: لم يعد ممكناً بأي حال من الأحوال أن تستمر الأوضاع على حالها بعد أن بلغ السيل الزُبى ولم يعد للتونسيين ما يخسرونه،فكان لا بد من أن يحصل شيء ما بحسب توقعات أطراف محلية وخارجية.وكانت البداية بانطلاق حراك شعبي جديد شمل أغلب مدن الجمهورية (حراك 25 جويلية 2021) حمل مطالب اجتماعية،وصبّ جام غضبه على “حركة النهضة” مقتحماً مقراتها،ثم تبعته قرارات الرئيس قيس سعيّد التي وصفه البعض ب”الإنقلاب”!
ولعل في خروج تونسيين بكثافة إلى الشارع للاحتفال بقرارات رئيس الجمهورية-كما أشرت- رغم حظر التجول،دليل على ما في قلوب الكثير من التونسسين من غلّ،وسخط على “حركة النهضة” التي يحملونها المسؤولية عن تردي أوضاعهم المعيشية وعلى الكارثة الصحية التي طالت البلاد وأفقدتهم الكثير من الأقارب والأصدقاء والأحباء.
ويرى هؤلاء في قيس سعيّد المنقذ للبلاد من براثن من عبثوا بالدولة طيلة العشرية الماضية وهو ما يبدو أنه دفع “الأستاذ قيس” إلى اتخاذ هذه الخطوة الجريئة التي كانت منتظرة داخلياً وخارجياً.
إنّ الأزمة التونسية هي أزمة مجتمعية “بنيوية” وهي تتجاوز-في تقديري-مؤسسة رئاسة الجمهورية،بل تفيض على مجمل الحقل السياسي.ولا يمكن بأي حال إعفاء كل الفاعلين الجماعيين-في المستوى السياسي وغيره -من مسؤولية تعميق تلك الأزمة أو الدفع بها نحو ممكنات كارثية.
وقد لا يكون الحل في ضرب “الديمقراطية التمثيلية” بقدر ما هو في تغيير آليات/ منطق إدارتها (وهذا ما يسعى إليه-دوما في تقديري-الرئيس قيس سعيّد)،وهو أمر لا يمكن أن يحصل في المدى المنظور أو المتوسط إلا بظهور”كتلة تاريخية” تعيد تشكيل الحقل السياسي،بل تعيد بناء “المشترك المواطني” أو “الكلمة السواء” بعيدا عن الأطروحات الحالية التي لم تورّث البلاد إلا مزيدا من الفساد والتبعية رغم كل اداعاءاتها ومزايداتها.
وإن كانت تونس تواجه الآن مستقبلا غامضا من الانقسامات فإن الرئيس “سي قيس”يحاول إنقاذ البلاد والعباد من فتنة قد تأتي على الأخضر واليابس سيما أن أطرافا سياسية تحاول-عبثا-سكب البنزين على نار هي ملتهبة أصلا،وقد ينجح-في تقديري-فى الخروج من هذا المأزق التاريخى لتبقى وحدة تونس ويستمر إشعاعها الديموقراطي..علما أنها (تونس)من أكثر الشعوب العربية تقدما واستنارة وستظل واحة ثقافية وحضارية مضيئة في ظل الدياجير العربية..
الوضع الإقتصادي المتردي:
تعاني تونس أزمة مالية واقتصادية خانقة زادت من حدتها أزمة كورونا التي تسببت في وفاة أكثر من عشرين ألف شخص. وويتوقع أن يظل العجز في موزانة 2021 نحو 8 مليار دينار (نحو 3 مليار دولار) في وقت تستمر فيه المفاوضات مع صندوق النقد الدولي لمنح تونس قرضا جديدا. ومن المنتظر أن يبلغ الدين العام مستوى قياسيا وفق قانون المالية لعام 2021 والذي توقع أن يصل إلى 100 مليار دينار (35,3 مليار دولار) وهو ما يمثل 90 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.
واللافت للانتباه في تحركات سعيّد بعد تفعيله "الإجراءات الاستثنائية"،عدم استقباله أي شخصية سياسية محلية واكتفى بلقاء منظمات مهنية وقطاعية على علاقة بالشأن الاقتصادي والاجتماعي.وهو ما يبقي الغموض حول خطته لاستئناف المسار الديمقراطي في البلاد خصوصا أن أستاذ القانون المستقل لم يخف في مواقف سابقة عدم رضاه عن الطبقة السياسية معارضة وحكما رافضا ما يسميه بسياسة "الصفقات.
ما المطلوب ؟
لا بد-في تقديري دوما-من مراجعة مسار ما بعد الثورة،وإدخال إصلاحاتٍ على ما استجدّ من مؤسسات وسياسات وقوانين وممارسات... ولكن في الوقت نفسه،يتعين الإنتباه إلى حالة الخلط والاختلاط بين قوى الثورة وأعداء الثورة تحت عباءة سخط واحدة راهنة، وكذلك إلى المخاطر في هذه الحالة. كذلك يستحق الملاحظة الزخم الذي يحيط بدعوات إعادة إنتاج الأوضاع السلطوية،التي قامت عليها الثورة.
ختاما أقول :
الأجواء الملبّدة الآن في تونس توحي بمخاض آتٍ إن لم يع الفاعلون السياسيون أن مهمتهم تبدأ الآن بترميم ما فات ودونه يبقى لتونس والتونسيين أن ينهضوا لكسر تلك المغالبة التي يعيشونها منذ عشر سنوات من ثورة بزغت ذات ربيع ولم تحقق أهدافها إلى الآن.
والصورة ليست وردية بأي حال،إذ لا تزال الملفات التي تحتاج إلى حلول عديدة ومتعدّدة،منها الملف الأمني،أو الإرهاب،والاضطرابات الاجتماعية والإنماء غير المتوازن بين المناطق، والصعوبات الاقتصادية الكبيرة..إلخ
لكن..
ما يتفق عليه مهتمون عديدون بالشأن السياسي التونسي أنّ تونس تتجه إلى أن تصبح رائدة الديمقراطية في العالم العربي،لكنها،كما أسلفت،لا تزال تواجه تحديات ضخمة وفعلية.فالبلاد في أشد الحاجة للاستقرار السياسي،الذي يُعدّ الاستقرار المؤسساتي من أهم مرتكزاته..
وتبقى في الأخير الأسئلة المطروحة : ما نھاية ھذه المتاھة السیاسیة وسط كم ھائل من الأحزاب المتصارعة والمتناحرة حول كرسي السلطة؟
هل من مستقبل زاھر لتونس يلوح بنور كنور صباح الربیع المشرق،أم مستقبل مظلم كالظلمة الحالكة لیلة الشتاء..البارد؟..
وهل بإمكان-قيس سعيد-انتشال البلاد من هوة الإنهيار التي غدت منها على الشفير..؟
..وتظل هذه الأسئلة حافية..عارية تنخر شفيف الروح..
محمد المحسن


رقصة من زمن اخر… بقلم الكاتبة والإعلامية فدوى المؤدب

 رقصة من زمن اخر…

اشتقنا لزمن تصمت فيه الكلمات
تتكلم فيه العيون و الاختلاجات
أقدام ترقص على سجّاد الدقات
أيادي خجولة تعانق الخيالات
وكذا تبدا قصة و تنتهي روايات
تجاعيد ترتسم على الذكريات
ولكن بالقلب حنين و ابتسامات
هو
لا يرى في حبيبته سوى النجمات
لا ينزع عينه عن تلك الترهلات
كم تحكي له عن أسرار الفتيات
هي
لا ترى في الشيب غير أسوة الرجالات
لا تسأم من رقة غابت عنها العضلات
كم تحكي يداه المتشققة من تضحيات
هو
حبيبتي
كأسي بالشاي بدون سكريات
هي
حبيبي
حضنك يغنيني عن الوسادات
صخب بالبيت
أحلام وردية لأحفاد و حفيدات
لعل التاريخ يستنسخ العبارات
لعلّ العيون تستعير الدمعات
حب عميق لا يحتاج للاشهارات
فلا تضع وقتك في جمع الحماقات
عش بقلبك و لا تحتسب السنوات
هيّا إذن…
ساحة الرقص تنتظر الخطوات…
فدوى المؤدب
Peut être un gros plan de Fadoua Meddeb et rose

طين بطعم الشفق...! بقلم الكاتبة ناهد الغزالي/تونس

 طين بطعم الشفق...!

و أنا أكنس فناء الذكرى،
انهمرت دموع الدالية!
أوراق جافة تتلاقفها الرياح،
من سحب طاولة الحب منا!
ورمانا في تنور الغربة
حطب شقاء!
فطموني عنك بلادي،
تاركا حماماتي تطير وتحط حول رحى الجوع!
غرفتي الصغيرة،
وكتبي المؤجلة!
قصصنا المعجونة بطين الفرح
لاتزال فتية،
راعي القرية الذي باع الزمن
لحقل القصب
يملأ قٍرب الصباح حبورا!
لم تكن لمنازلنا أسوار رقابة،
كانت الشمس تغني لنا
ويرقص معتوه الحي طربا،
بائعة الصوف شجاعة
ولا تحلم بسيارة
يروق لها إزدحام الحافلات!
زرعت قلبي هناك،
فتيل وفاء لأرض كلما حرثوها ملحا عاندتهم و أزهرت ريحانا!
ها أنا أهجرك كي لا أشهد ذبول الحالمين
على سكك التأجيل!
ونواح الحمام على أنقاض الراحلين،
كي لا أخجل وبائع زجاجات العطر الرخيصة يفرض بضاعته ولا أملك قرشا!
هجرتك حتى لا تتجرأ الريح على صفع
خد صغيرتي وهي نائمة قبالة النافذة المهشمة!
عديني أن تحفظي صورنا،
وتبحثي عنا لاحقا في سجل
بؤساء الوطن...!
ناهد الغزالي/تونس
Peut être une représentation artistique de 1 personne et feu


الأربعاء، 4 أغسطس 2021

تَــذَكَّرْ كَيْفَ كُنْتَ..؟[المقطع 11] بقلم الأديب عبد المجيد زين العابدين

 تَــذَكَّرْ كَيْفَ كُنْتَ..؟[المقطع 11]

*الْمُهَنْدِسُ أَحْمدُ :يَبْدُو مُبْتَسِمًا مُنْشَرِحًا وَمُتَهَلِّلًا :
يُقَبِّلُ أُمَّهُ فِي كُلِّ حُــــــــــبٍّ**فَقَدْ نَصَرَتْهُ وَلَمْ تُغْضِبْ بِخَذْلِ
وَقَابَلَتِ الْبُنَيَّةَ بِاِحْتِـــــــــرَامٍ **وَمَدَّتْ أُذْنَهَا لِسَمَاعِ قَـــــــوْلِ
وَعِنْدَ غِيَابِ شَمْسِ الْيَوْمِ يُومِي**أُحَيْمِدُ بِالرُّجُوعِ إِلَى الْمَحَلِّ
لِذَا وَقَفَتْ تُعَالِجُ مِنْ ثَنَايَـــــــا **لِبَاسٍ تَرْتَدِيهِ بِلَا تَعَالِـــــــي
*************************
*الْمُهَنْدِسَةُ تِيرِيزُ :
لَأَنْتِ الْأُمُّ عِنْدِي بَعْدَ فَقْدِي ** لِأُمِّي ثُمَّ إِنِّي دُونَ وَالِــــــي
فَكَمْ مَلَأَتْ عَلَيَّ الدَّهْرَ حِينًا **وَكَمْ نَصَحَتْ وَكَمْ رَأَفَتْ بِحَالِي
وَتَلْتَفِتُ الْهُوَيْنَى فِي اِنْشِرَاحٍ **وَتَسْأَلُ أَحْمَدًا: عَمَّا جَرَى لِي؟
تُقَبِّلُ أُمَّهُ وَكَأَنَّ بِنْتًـــــــــــــا **تُقَبِّلُ أُمَّهَا فِي كُـــــــــــلِّ حَالِ
********************
*بَيْنَ الْمُهَنْدِسِ أَحْمَدَ وَأُمِّهِ:
يَقُولُ أُحَيْمِدٌ: تِيرِيزُ هَيَّا **فَإِنَّ الشَّمْسَ غَابَتْ لَمْ تَبَــــــــنْ لِي
وَيَخْتِمُ قَوْلَهُ فِي وَجْهِ أُمٍّ **أَمَا أَحْبَبْتِهَا صِدقْاً فَقُـــــــــــــولِي؟
وَتَبْقَى الْأُمُّ لَا تُبْدِي حَرَاكًا **تُفَكِّــــــرُ فِي الْإِجَابَةِ وَالْسُّؤَالِ
تَقُولُ لَهُ: أَيَاكَبِدِي بِلُطْفٍ ** إِذَا لَكَ قَدْ حَلَتْ حَتْمًا حَلَتْ لِـــي
************************
*خُرُوجُ الْمُهَنْدِسَةِ تِيرِيزَ بَعْدَ تَوْدِيعِهَا لِأُمِّهِ بِحَرَارَةٍ:
أَيَامَامَا وَدَاعًا ثُمَّ صَبْــــــرًا **عَلَى هَذَا الْوَدَاعِ وَمَا حَلَا لِي
وَتُحْنِي رَأْسَهَا فِي كُلِّ لُطْفٍ**تُقَبِّلُ ذَا الْجَبِينَ بِدُونِ مَـــــــــلِّ
وَمَا اِنْقَلَعَتْ وَمَا اِبْتَعَدَتْ لِحِينٍ **سِوَى إِثْرِ النِّدَاءِ مِنَ الْمُــدِلِّ
أَجَابَتْ حِينَهَا هَذَا الْمُنَــــــــادِي **إِلَى بَيْتِي نَسِيرُ الْآنَ خِلِّــي
**********************
*الْمُهَنْدِسَةُ تِيرِيزُ :
سَرِيعًا مَا قَدِ اِنْحَازَتْ لِـــ"حَمُّو "**إِذَا سُئِلَتْ أَجَابَتْ ذَاكَ خِلِّي
هُوَ الْمَحْبُوبُ دَوْمًا فِي فُؤَادِي **وَحُبُّهُ دَائِمًا فِي الْقَلْبِ يَغْلِـــي
كَذَا قَدْ عَبَّرَتْ تِيرِيزُ بَــــــــدْءً**وَكَانَتْ حُرَّةً فِـــــــي كُلِّ قَوْلِ
تَقُولُهُ فِي صَرَاحَتِهَا كَمَا لَـــوْ ** تَقُولُ تَفَاهَةً قَدْ لَا تُبَالِــــــــي
*الْمُهَنْدِسُ أَحْمَدُ :
يُشَيِّعُهَا أُحَيْمِدُ حَيْــــــثُ تَحْيَى **بِمَنْزِلِهَــــــــا الْمُرَفَّهِ فَوْقَ تَــــلِّ
وَقَدْ يَبْقَى يُسَائِلُهَا لِحِيـــــــــنٍ ** لِمَاذَا تَفْعَلِينَ كَـــــــــــذَا فَقُولِي؟
فَعُرْبٌ نَحْنُ لَسْنَا مِثْلَ غَرْبٍ **وَلَــــــــــوْ فِينَا التَّقَارُبُ وَالتَّحَلِّي
بِحُكْمِ الْعَصْرِ وَالتَّغْيِيرِ فِيـــــهِ **وَلَكِنْ كُــــــــــلُّ شَأْنٍ فِي مَحَلِّ.
عبد المجيد زين العابدين
تُونِسُ فِي يَوْمِ الأربعاء الخامس والعشرين (25) مِنْ ذِي
الْحِجَّةِ سَنَة َثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ وَأَلْفٍ هِجْرِيًّا الْمُوَافِقِ
للرابع(04) مِنْ أُوت (=أُغُسْطُسَ ) سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ
وَأَلْفَينِ (2021)

صمت الحملان بقلم الشاعرة فاتن حسين

 صمت الحملان

قد أطل الليل مني
على ثريا الهجر مبتسما
يبحث عن قمر كان يضوي
يطوي ساعات السهر مشتعلا
أحاطتني الكواكب وليس بينهم قمري
يهاجر ليالي ويأتي بدرا
فاض الوداد والحب مطلبي
اذا هل زادت نبضاتي نبضا
آه يافؤاد بالهوى تسري
يأجج الشوق ويظل ملتهبا
يتعاقب الليل والقلب يشقى
يهوى بصمت الحملان ينتظروا
بقلم
فاتن حسين
Peut être une image de une personne ou plus et texte

سأضمك بقلم حنان بن عامر

 سأضمك

أسمتني الأغنيات
أبنة القمر
لكنني لم أستطع
أن أطال ضياء
نجمك
حواسي الخمس تتحرق
لتتحسس تفاصيل
وجهك
قلبي هذا اذا دق
ينبض من
قلبك
أتمنى أن أكون شاطئا
يتكسر. عليه
موجك
إذا كتبتُ شعرا
لا وزن لي سوى وزن
بحرك
ٱنضممت لعلامات الإعراب
لأنتصب ضمة على
حرفك
إذا تعطرت سأتفشى
في عطرك
إذا كان الهلاك على ضفافك
سأرتادها طواعية كي
أهلَك
غيمتي الحبلى
تهاجر بثقلها فوق
برك
سألبس ضحكتك
فورائي دهر من
البكا
سأسري خبرا يحقق
بشرك
سأكون يقينا في
شكك
سينضم صوتي لصوتك
إذا الصوت منك
شكا
أطوي المسافات
لأقترب من
حنانبن
بعدك
إذا حزنت
أنا الحضن الفسيح
الذي يضمك
حنان بن عامر

ماض بقلم الشاعرة منيرة الحاج يوسف/ تونس

 ماض

منيرة الحاج يوسف/ تونس
أصيخ بسمعي
فإذا بهفيف روحك
يعانق ذاكرتي
اتتبع همس خطاك
على جدار فؤاد منهك
مازالت الآثار واضحة
وكيف لما حفر في الوجدان
أن تمحوه السنون؟
يطلع لي وجهك
مع طلة القمر كل ليلة
أراك تسابق الموج
وهو يسرع نحوي لعناقي
عيناك
شبابيكي التي أتنفس منهما هواء الفرح
أما قلبك فناياتي
التي أرقص على أنغامها
تزورني مع الفصول
ففي ربيع سعادتي
يملأ عبيرك رئتي
وتحلق بي مع فراش الحرية
يأخذني الصيف إلى بيادر عشقك
فما أحلى أن أختبئ في حقول هواك أراقص هفيف سنابلك
تظللني شموسك
اما إذا أتى الخريف
ونقرت أولى نسيماته
على سطح مشاعري
تيقظت
استعدادا لموسم مشاعرك الدافقة
فسيلك قد يكبر منسوب سدودي
احتواءً
و تفيض في شتاءات الخير
لما تدمع مزن القلب
فتبتسم أثلام الذاكرة
هكذا تحملك كل فصول العمر
وتغني الذكريات حضورك .
Peut être une illustration de 1 personne et texte

أرى الجُهَّالَ فوقَ العلْم بالوا بقلم الشاعر محمد الدبلي الفاطمي

 أرى الجُهَّالَ فوقَ العلْم بالوا

مهانٌ أنت في وطن العرب***كأنّك قد غدوْتَ من الحـــــــطبْ
تعيشُ مع القبور وأنت حيٌّ***وقد ضاع اللّسان مع النّــــــسبَْ
قضيت العمر في قبْو التّمنّي***وترغبُ في النّهوض بلا سببْ
ألم تر كيف أنّ العلم رقّى***شعوبا بالتّـــــــــــــــــعلّم والأدب؟
وألقى الجهل بالأوباش خلفا***وذلك ما تجـــــــسّد في العـرب
////
نعيش كما اليتامى في بلادي***ونكْرهُ أن نعـــــودَ إلى الرّشاد
نرى التّغْيير شرّا مستطيراً***ونقنع بالتّســــــــــــــلّط والفساد
ونحلم بالتّقدّم دون جدْوى***وقد غرق النّواطر في الكــــــساد
وبالتّسويف نختم كلّ أمر***كأنّ النّهب أفضــــــــــــــل للعباد
تغيّر كلّ شيئ في بلادي***إلى نحو يقود إلى السّــــــــــــواد
////
أضعنا بيت قدس المسلمينا***وصادرنا الحقـــــــــيقة أجمعينا
رضينا بالمــــــذلّة في زمان***به الإنسان قد صنـــــع الثّمينا
نراوغ كالثّعــــــالب كلّ يوم***ونكذب كي نســوس الكادحينا
وما بعث التّقدّم بالتّمنّي***ولا التّغــــــــــــــيير درب القانعينا
فقاوم ما استطعت رغاغ عصر***أرادوا مســــخنا أدبا ودينا
////
صهاينة اليهود طغوا كثيرا***وما تركوا الكبير ولا الصـغيرا
يعاملنا اليهــــــــود بكل عنف***كأنّ النّاس قد أضحوا حميرا
ونخشى أن نواجهـــهم لكيلا***نكون لنارهم حطــــــــبا يسيرا
وكم من هجمة تركت وراها***ضحايا جلّهم لمسوا السّــــعيرا
فيا عرب العمائم أين أنتم؟***فبيت القدس قد أضــــحى أسيرا
////
أرى الأقصى يصول به اليهود***كأنّهم الأشاوس والأســـــود
ونحن نسالم الطّاغوت دوما***لأنّ الرّعب تحمــــــــله الرّدود
تعبنا من مهادنة الأعادي***وقهــــــــــــــقرنا التّوهّم والجحود
وليس لعقـــمنا والله حلّ***وقد نقضــــــــــــــــت بأمّتنا العهود
سقطنا كالبهائم في كمين***فشاب الرأس واخـــــــــتنق الولود
////
نسير مع الخراب إلى الخطر***ونتّهم القضـــــــــاء مع القدر
ألم تر كيف أصبحنا جمادا***كأنّ رؤوسـنا أضحـــت حـجر؟
نبيع نفوسنا بيـــعا رخيصا***ونزعـم أنّنا خــــير البـــــــــشر
ومن خلف القناع نسوس شعبا***تدجّن فاستبدّ به الغـــــــجر
وأسقطنا التّخلّف في حضيض***فأصبــــــــحنا أمّة مثل البقر
///
أرى الجهّال فوق العلم بالوا***وفـــــــي أوطاننا صالوا وجالوا
تجاوز غيّهم ســقف التّدنّي***وجهل النّاس غــــــــشّ واحتيال
كأنّ الغشّ أرضعنا ســـموما***من التّزوير فانتـــــــشر الوبال
أسائل عنه منــــتظرا جوابا***وتحت النّير قد ســــقط السّـؤال
وهذا أشرس الأغــوال فتكا***بشرّه سوف يحـــــصدنا الزّوال
محمد الدبلي الفاطمي