الخميس، 6 مايو 2021

حبك إدمان بقلم عبدالباسط عبدالسلام قاسم الصمدي

 حبك إدمان

عبدالباسط الصمدي أبوأميمه
اليمن
أحيانا أكتب وأنا أركض
ولعيونك على عجل أنشر
أكتب سطرا في الحب
وفي حبك تتوالى الأسطر
وكلما مررت بتلك الطرقات
التي شهدت أولى خطوات حبنا
شارات المرور على الأخضر
وحبك يهز القلب ويرعد
أعرف أن حبك إدمان
معذور أنا لوقلت يسكر
ومهما هربت سهام عيونك
مثل سحاب عكس
عقارب الساعة تمطر
فتصيب أطراف قلبي
أنا ياسيدتي
أحبك حبا محال ينضب
من أخر مكانا في قلبي يبدأ
يتدفق لايعرف إلا أن يسقي
أحبك حبا ماله حل
حتي في أقسى الأحجار يتغلغل
عبدالباسط عبدالسلام قاسم الصمدي
أبوأميمه _ اليمن
Peut être une image de 2 personnes et personnes debout


قلبي بقلم يونان هومه

 قلبي

محفوف بالمخاطر
لكنَّ عينيَّ
لا زالتا في الطريق الصحيح
وأنا أكتب قصيدة الحياة
أتلوّى من العشق
وأنفث روحي
كدخان سيكارة في الهواء
لعلّ مطر الفرح
يغمر جذور قلبي الموجوع
وتنام قصيدتي المدلّلة
على وسادة الأمل
بارتياح شديد
يونان هومه

ليلة القدر*..أفضالها وروائع الدعاء (ج-1) بقلم الناقدوالكاتب الصحفي محمد المحسن

 ليلة القدر*..أفضالها وروائع الدعاء (ج-1)

لَيْلَةُ الْقَدْرِ الَّتِي شَرَّفَهَا اللهُ تَعَالَى عَلَى غَيْرِهَا، وَمَنَّ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ بِهَا، وَأَنْعَمَ عَلَيْهَا بِجَزِيلِ خَيْرِهَا، وَأَشَادَ اللهُ تَعَالَى بِفَضْلِهَا؛ فَقَالَ -جَلَّ وَعَلَا-: ﴿إِنَّا أَنْزَلنَاهُ فِي لَيلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان: 3-4].
مِنْ بَرَكَةِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ: أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ الْمُبَارَكَ أُنْزِلَ فِيهَا، وَقَدْ وَصَفَهَا اللهُ تَعَالَى بِأَنَّهُ يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ مِنْ أَوَامِرِ اللهِ الْمُحْكَمَةِ الْعَظِيمَةِ الْمُتْقَنَةِ، الَّتِي لَيْسَ فِيهَا خَلَلٌ وَلَا نَقْصٌ وَلَا بَاطِلٌ ﴿ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ﴾ [الأنعام: 96].
قَالَ تَعالَى فِي بَيَانِ فَضْلِ لَيلَةِ الْقَدْرِ: ﴿إِنَّا أَنْزَلنَاهُ فِي لَيلَةِ القَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيلَةُ القَدْرِ * لَيلَةُ القَدْرِ خَيرٌ مِنْ أَلفِ شَهْرٍ* تَنَزَّلُ المَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ﴾ [القدر: 1-5].
الْقَدْرُ: بِمَعْنَى الشَّرَفِ وَالتَّعْظِيمِ، أَوْ بِمَعْنَى التَّقْدِيرِ وَالْقَضَاءِ؛ لِأَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ يُفْصَلُ فِيهَا مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ إِلَى الْكَتَبَةِ مَا هُوَ كَائِنٌ مِنْ أَمْرِ اللهِ سُبْحَانَهُ فِي تِلْكَ السَّنَةِ مِنَ الْأَرْزَاقِ، وَالْآجَالِ، وَالْخَيْرِ وَالشَّرِّ.
وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى عَظِيمِ قَدْرِهَا،وَرِفْعَةِ شَأْنِها،وَجَلِيلِ قَدْرِهَا: أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ فِيهَا سُورَةً بِرَأْسِهَا؛ تُتْلَى،يُتَعَبَّدُ للهِ بِتِلَاوَتِهَا إِلَى أَنْ يَرْفَعَ اللهُ الْكِتَابَ الْمَجِيدَ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ مِنَ الصُّدُورِ وَالسُّطُورِ.
يقول العلامة عبدالحميد ابن باديس :
ليلة القدر تراد للدين لا للدنيا، وكثير من العوام يتمنى لو يعلم ليلة القدر ليطلب بها دنياه فليتب إلى الله من وقع له هذا الخاطر السيء.فإن الله يقول في كتابه العريز: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ}
ولسنا ننكر على من يطلب الدنيا بأسبابها التي جعلها الله تعالى وإنما ننكر على من يكون همه الدنيا دون الآخرة حتى أنه يترصد ليلة القدر ليطلب فيها الدنيا غافلا عن الآخرة.آثار ابن باديس 2/329
على سبيل الخاتمة:
سميت بليلة القدر بمعنى "القدر والشرف"، تُكتب فيها المقادير،وهي الليلة التي أنزل الله بها القرآن على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، ويترقب أن تصادف في الليالي 21 و23 و25 و27 و29 من شهر رمضان.
وصفها الله عز وجل بأنها ليلة مباركة في قوله تعالى "إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين"، وأنه يُقضى فيها ما يكون خلال العام "فيها يٌفرق كل أمر حكيم".
عن فضلها،أخبرنا الله تعالى في اللوح المحفوظ أن "ليلة القدر خير من ألف شهر"، أي ما يعادل نحو 84 عامًا،ومن أدركها فهو ذو حظ عظيم، فكم من سعيد في هذه الدنيا قد نال سعادته بفضل دعائه في هذه الليلة المباركة،التي تعد أفضل الليالي.
يجب الإكثار من أدعية ليلة القدر، وكان أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، والسلف، يعظمون هذه العشر الأواخر من رمضان ويجتهدون فيها بأنواع الخير.
سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالت: يا رسول الله "إن وافقت ليلة القدر فما أقول فيها"، قال: قولي "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني".
الرسول علّم السيدة عائشة كيفية الدعاء، فقال لها: يا عائشة عليك بالجوامع والكوامل، قولي "اللهم إني أسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله،ما علمت منه وما لم أعلم".
وتابع صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل،اللهم إني أسألك مما سألك منه محمد صلى الله عليه وسلم،وأعوذ بك مما استعاذ منه محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم ما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقبته لي رشدًا.
في نهاية حديثنا عن فضائل وعظيم قدر ليلة القدر نختم بأبيات شعرية تتناسب وسياق قولنا:
يا رب عبدك قد أتاك وقد أساء وقد هفا
يكفيه منك حياؤه من سوء ما قد أسلفا
حَمَل الذنوب على الذنوب الموبقات وأسرفا
وقد استجار بذيل عفوك من عقابك ملحفا
رب اعف عنه وعافه فلأنت أولى من عفا
*سميت الليلة بهذا الاسم؛ لأن الله تعالى يُقدّر فيها الأرزاق والآجال، وحوادث العالم كلها، فيكتب فيها الأحياء والأموات، والناجون والهالكون، والسعداء والأشقياء، والعزيز والذليل، وكل ما أراده الله تعالى في تلك السنة، ثم يدفع ذلك إلى الملائكة لتتمثله، كما قال تعالى: "فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ". وهو التقدير السنوي، والتقدير الخاص، أما التقدير العام فهو متقدم على خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة كما صحت بقوله الأحاديث.
**ملحوظة : تعرّض -كاتب هذه السطور-إلى محن،شدائد ونوائب خلال السنوات القليلة الماضية،وبمناسبة هذه الليلة المباركة (ليلة القدر) يتوجّه بجزيل الشكر وعميق الإمتنان إلى كل من شدّ أزره ومسح دمعه بمنديل الرحمة..يقول تعالى: « لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمً » (النساء: 114).
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل وصحب سيدنا محمد، صلاة مباركة من قلوب محبة عاشقة لجماله وكماله،وببركة الصلاة عليه،اغفر لنا ما انطوت عليه نفوسنا من قبائح الضمائر،وسواد البصائر،وغطنا برداء سترك الجميل،يوم تبلى السرائر.
محمد المحسن

تعليق انطباعي على قصيدة الشاعر طاهر مشي "في حضرة عينيك "إلقاء وتصميم الشاعرة الفراشة سليمى السرايري بقلم الكاتب محمود البقلوطي

 محمود البقلوطي

تعليق انطباعي على قصيدة الشاعر طاهر مشي "في حضرة عينيك "إلقاء وتصميم الشاعرة الفراشة سليمى السرايري
حن الفؤاد إلى عينيها واشتاق
وكم كوى الشوق احباباوعشاقا
القلب ينهل من اهاته ظمأ
وفي حناياه يجري الشوق دفاقا
غرامك احتل منك كل جارحة
وراح يشعلك وجدا واشواقا
(راقت لي) وبدأت بها كمدخل للتعليق
امتزج عشق العيون بكلمات القصيد فولد عزفا جميلا على أوتار الحروف العاشقة لتصنع لحنا جميلا رقصت له الأجساد ووصلت ترانيمه للشاعرةالفنانة سليمى السرايري فرسمت لنا تصميما لفيديو جميلا تغنت فيه بصوتها الدافئ، الساحر وخرجت من. فمها الكلمات لتكشف لنا جمال الحروف التي خطها شاعرنا المميزالاستاذ طاهر مشي في قصيدته الرائعة" في حضرة عينيك"
حين يمتزج الشعر الجميل مع الالقاء
الساحر والتصميم الجيد يعطينا ابداعا رائعا تنتشي له الارواح وتهتز
له الأجساد... دام روعكم وبراعكم
والق ابداعكم.. كل التحايا والورد للشاعرين المبدعين الصديقين. طاهر المشي وسليمي السرايري
محمود البقلوطي


تعليق على ديوان سليمى السرايري "حين اشتهانا الغرق" بقلم محمود البقلوطي.

 محمود البقلوطي. تعليق على ديوان سليمى السرايري

"حين اشتهانا الغرق"

حين تكون الأبجدية تترنح على ظهر السطور تتراقص الحروف بين كفيك تغرد الطيور وتهطل السمأء شذى العطورفاي كلمات تدونها اقلامك وبأي الفصول تنبض ومضاتك الشعرية.. بين جحافل الحروف ربيع مزهر بورد الإبداع وسواقي تسيل من ماء حبرك تداعب جداول الكلمات العاشقة، يتساقط الوجد على ارصفة السطور ويتراقص الهمس بين كفيك ينهل من حروفك ومحطاتك المتعددة صبوة الذهول،لقد اختطفت من ومضاتك نفسا من عطر الفصول.

محمود البقلوطي. تعليق على ديوان سليمى السرايري
"حين اشتهانا الغرق"
Peut être une image de ‎une personne ou plus et ‎texte qui dit ’‎الفرق اشتهانا حين LORSQUE LE NAUFRAGE NOUS DESIRE Recuell de lash fictions السرايري سليمى وديوانها السليمي الشاعرة‎’‎‎

هوامش على دفتر النكسة. ج4. للشاعر نزار قباني

 هوامش على دفتر النكسة. ج4. نزار قباني

جلودنا ميتة الاحساس... ارواحنا تشكو من الإفلاس.. ايامناتدوربين الزار، والشطرنج، والناس..
هل نحن "خيرامة أخرجت للناس؟..
كان بوسع نفطناالدافق بالصحاري.. إن يستحيل خنجرا
من لهب ونار.. لكنه.. وا خجلة الإشراف من قريش وخجلة
الابحار من اوس ونزار..يدق تحت ارجل الجوري.. نركض في الشوارع.. نحمل تحت ابطنا الحب إلا.. نماس السحل بلاتبصر
نحطم الزجاج والاقفالا.. جعل من اشرافناانذالا.. نرتجل البطولة ارتجال... نقعد في الجوامع.. تنابلا كسالى
نشطر الأبيات اونؤلف الأمثال..ونشحذ النصرعلي عدونا من
عنده تعالى...
يتبع.... نزار قباني
Peut être une représentation artistique de 1 personne

تعليق على قصيدة "كتاب العيون" لشاعرة حسناء حفظوني بقلم الأديب محمود البقلوطي

 سألت عيونك فاجابتني على كل الاسئلة. عن الحروف الممنوعة من السطر، عن جرات قلم مسكوبة بلا حبر، عن المعدمين وكيف تسرق لقمة العيش من الإنسان الفقير وكيف تساقط الفقر والموت من النخيل.. قرأت كتاب عيونك المفتوح صفحة صفحة على هذا الوطن ففهمت ان الفرج آت من رئيس البرلمان المتسول من قطر ومن حركات المسلمين الاخوان مثل تركيا بني عثمان..

مقدمة القصيد العيون المراوغة مثل الشهد والعسل كانت تبيع الأوهام وكانت مدخلا لما اتي بعدها من ابيات القصيد.. رغم مافيها من وجع ومرارة فاهي كاشفة فاضحة للحكام والبرلمان
وتوضح الوضع الماساوي لشعب الذي قمت بتشريح بعض الأوضاع بكلمات واسلوب جلي وعميق
دام القك وابداعك الراقي وكلماتك الرقراقة السامقة العبقة بالمعنى الجميل. تحياتي ومودتي.. دام عزك وحبك لوطنك تونس العزيزة محمود البقلوطي
تعليق على قصيد للشاعرةHasna Hafdhouni
Mahmoud Baklouti
تعليق على قصيدة"كتاب العيون" لشاعرة حسناء حفظوني
سلمت يمناك على هذه القراءة الدلالية العميقة وعلى رفعة
الذوق صديقي الراقي. دائما يكتسب النص من رؤية قارئ متبصر مبدع مثلكم.. تحياتي وكل الامتنان والتقدير
الشاعرة حسناء حفظوني
Peut être une image de 1 personne et cheveux longs


حين يذهب الفلسطينيّون بطرائقهم الخاصة وطرقهم هم..إلى فلسطين العجيبة.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حين يذهب الفلسطينيّون بطرائقهم الخاصة وطرقهم هم..إلى فلسطين العجيبة..

"بوصلة لا تشير إلى القدس..مشبوهة" (مظفر النواب)
كيف يمكن للغة أن تنجو من لغوها،وهي يحك بعضها بعضا،في محاولة -بائسة-للتعبير عما انطبع وينطبع في الذات من مشاعر وخواطر،يثيرها ويركض أمامها حدث الرّوح الفلسطيني الأعظم: المقاومة؟!
كان صمودها الشامخ زلزالا،خلخل حالة الإستنفاع السياسي والإجتماعي وحتى الثقافي في الوطن العربي،وبالرغم من الإنحسار الذي أصاب”الظهير” إلا أنّ المقاومة كدينامية كاشفة وفاضحة أسقطت جملة أوهام دفعة واحدة،وهْم الشقيق اللدود،والحليف غير المأمون والإركان إلى سلام أنكى من أية حرب.
وإذن..؟
أعترف إذا بأنّ المقاومة جردتني من أدواتي اللغوية والبلاغية جميعها،ومسحت بممحاة واقعيتها كل ما حفظته من كلمات وتعابير،وما خزنته من أسماء وتشبيهات،وأوقفتني هكذا مذهولا مبهوتا،أما حقائقها العارية!
ولكن..
النّاس ينتظرون من الشاعر مثلا،أن يقول ويكتب!وهو في داخله يحس أنّ مهمته هو،دون غيره! وكأنّه راسخ في وهمه أنّ حركة التاريخ،وسيرورة الواقع،ورياح التغيير مرهونة بما سيسيل به قلمه على لوح الأقدار المكشوف،هذه المرة،لا المحفوظ ! وكأننا ما نزال ننظر إلى صراع وجودنا نظرة شاعرية،تستبدل الحركة والفعل الناتجين عن الدرس والتحليل والرصد الموضوعي،بإنثيالات عاطفية،وتهويمات مدغدغة،وبلاغات لفظية،لا تعمل على تحويل الدّم إلى حبر فحسب،بل أيضا على تحويل الشهادة إلى رمز،والألم البشري إلى مجاز،والفجائع اليومية إلى استعارات وتوريات..!
والسؤال الذي ينبت على حواشي الواقع: هل تعدّ قصائد الشعراء وكتابات الكتّاب وخطابات الخطباء مشاركة في المقاومة،أم أنّها ليست سوى تعويض مرض عن العجز عن المشاركة الحقيقية فيها ؟
وبسؤال مغاير أقول: هل من شأن هذه الكتابات أن تسهم في تحرير الأرض وإنقاذ الإنسان،أم أنّ جدواها تقتصر على تحرير ضمير كاتبها من وطأة الإحساس باللانفع،وإراحة ضمائر متلقيه من الرهق الذين يرين عليها،بسبب ما تعانيه من شلل شامل..؟!
وحين يستعمل أحدهم لغته لتصوير انطلاقة صاروخ أو نظرة غضب أو مصرع طفل أو نواح أم…هل يكون في روعه أنّ صوره أصدق وأبلغ وأبعد أثرا من صورة الحقيقة التي رآها عيانا،أو عبر ما تبثه أجهزة الإعلام صبح مساء ؟!
إنّ مقاومة”متلفزة” لهي محظوظة بمقياس ما بالنسبة إلى سابقاتها،منذ عشرينات القرن الماضي.لكن”التلفزة” أيضا لها أعراضها وأخطارها الجانبية،فبدا الإعلان للحظة يقتسم الجنازة على شاشة واحدة.
وبدت الندوة بديلا عن أية مشاركة،وهكذا تحوّلت فروض العين إلى سلسلة لا نهائية من الإنابات والترميز،والإراحة من شر القتال !
وكأنّ الترميز تحديدا في بعده الإقتصادي كالتبرّع وتوائمه قد اختزل التراجيديا كلّها إلى مجرّد حادث سير كبير،أو نكبة طبيعية،وكأنّ الفلسطيني قد اندلع من القمقم،وطفا على دمه من أجل الخبز أو إعادة بناء بيت منسوف.
إنّها حرب استقلال ،تعرضت إلى تحريف،وأصبحت الآن في حاجة إلى إعادة (تعريف) كي لا تغتسل الذاكرة الآثمة بحفنة دولارات،وتحقّق التوازن الوهمي في لحظة أصبح الدّم فيها يحدّد منسوب كل شيء !
ما أريد أن أقول ؟
أردت القول أنّ الوجدان الأدبي حوّل المقاومة الفلسطينية الباسلة إلى (ممدوح) جديد،فتشابهت المدائح حتى الشحوب،ولم ترتق إلى مرتفعات هذه المقاومة الفذّة،وفي غياب الجدل الحيوي بين المكتوب عنه والكاتب،تكون الخسارة محتمة للمكتوب عنه،لأنّه يتعرّض إلى تنميط،واختزال،وبالتالي لا يقرأ من البحر كلّه إلا سطحه الأزرق المتموّج.
فالمقاومة مبثوثة في الأنساغ كلّها،وعلى من يبحث عن موقع بجوارها،أو في مدى توهّجها أن يعثر على مقاومته،لغة ورؤى،وأن يستغيث بها للتحرّر من المديح الذي تورّطت به الثورات العربية كلّها خلال نصف قرن !
وسيبقى السؤال مفتوحا على آفاق لا آخر لها،تنبعث فيها المقاومة كالعنقاء وهو..أيهما أنجز الآخر؟ أيهما سينجز الآخر،الوطن أم مقاومته.؟
أم كلا الإثنين،سينجزان عربيا حرّا خطوته الأولى على هذه الأرض..فلسطينية..؟؟
لهذا ولذاك نتطلّع جميعا إلى ملحمة البطولة التي تمثّلت على الأرض بالمقاومة،والتي ستتجلّى في تصحيح التاريخ بأمثولة تكتب لكل الشعوب ملحمة خالدة تقاوم الموت المتعسّف وتكشف زيف قوّة الذراع والسلاح،لتمجد ألق الرّوح الشعبية التي تكتب الشعر بإيقاع الإنفتاح على الخلود.
..حين أوشك الشهيد ياسر عرفات أن يغادر بيروت المحاصرة،سأله أحد الصحافيّين من غير العرب:إلى أين أنت ذاهب ؟
أجابه الرجل:إلى أين؟ طبعا إلى فلسطين.
اليوم،وفي كل موضع من الأرض المقدّسة،من البحر إلى الغور،يذهب الفلسطينيّون،بطرائقهم الخاصة،وطرقهم هم،إلى فلسطين العجيبة..
سلام هي فلسطين .
مخزية أنت-يا صفقة القرن-وحتما ستسقطين مضرّجة بالعار..
محمد المحسن