الخميس، 18 فبراير 2021

" ليلة عيد حب " بقلم نونا محمد

  " ليلة عيد حب "

فلتدعني
ألبس ظلالك
لغةً
ولهفةً
شغفاً يأسرني
مابين أضلاعك
همسةً
أكن بك مجنونة
فمن عناقك
سيدي
كيف أشفى
ولمَ أشفى.. !!
أنثى أنا
بلا منافي وطن
ولا أفق سماء
ولا حدود لثورتي
مابين يديك
بهسيس
شهقة
أنثاك انا
أهطل على جبينك
حباً
مطراً
عطراً
حبات قطّر
تنبتُ على خديك
وردة
برحيق شذى
الأقدار
أتساقطُ على
جفنيك
غيمة
معزوفة حب
ثلج
ونار
موجة
هاربة من أعماق
البحار
تتراقصُ على
شفتيك بهمجيةٍ
كالإعصار
فأنا أنفاس الحياة
أعبر كل الفصول
وأسافر مابين
شرايينك
منذ بدء الخليقة
وما بعد التاريخ
كنسمةٍ
في البراري
والسهول
وصمت التلال
كليلةِ عيد حب
أطوف بوجدانك
كتنهيدةٍ
تتراعش على ثغر
شهرزاد
كألف ليلة وليلة
قصيدة
تغفو على جفن
المساء
قبلة
قبل ولادة الكلمات
كتميمةِ الساحرات
كأيقونةِ الحكايات
كإرتعاشةِ النجمات
على عنق هواك
نداءاً
ودعاء .
بقلمي نونا محمد

أمثلة تدعم الترابط بين الكلمة او اللفظة كدال والجملة او سياق التركيب والمقام بقلم الدكتورة الناقدة مفيدة الجلاصي

 كما وعدنا في الجزء السابق سنقدم أمثلة ندعم بها الترابط بين الكلمة او اللفظة كدال والجملة او سياق التركيب والمقام

وتدعيما لهذا الترابط اعتمدنا هذه الأمثلة
1_وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى
2_ان الدين عند الله الإسلام
3_لقد عظم سلطانه حتى دانت له الرقاب
4_اشتدت بي الفاقة فتداينت حتى كدت أغرق دينا
5_ان زيارة المدينة وإن لم تكن ركنا من أركان الحج فقلما يحج الحاج إلا ويزور، قبر الرسول،
6_كانت المدائن من عواصم التجارة في القرون الغابرة
في كل ما قدمناه من أمثلة هناك مادة خفية أو جذر، من جذور، الدلالة تشكل بأشكال مختلفة لم يخل منها أي مثال وهذه المادة هي ثلاثية (د/ي/ن) ولكنها استعملت في قوالب لغوية مختلفة وارتقت بدرجات من الاشتقاق والتصرف بحيث :
_أ_اختفى أصلها عن الحس اللغوي _ب_اختفت الرابطة الواضحة البديهية بينها
فاصل هذه المادة (الدال والياء والنون) يعود في دلالته إلى معنى الربط او الوثاق بالمعنى الحسي:
(دان)
ففي المثال 1 المدينة على وزن
"مفعلة" وسميت المدينة مدينة انطلاقا من هذه المادة على اعتبار أن المدينة في اصل تصورها التاريخي هي الرابطة التي تحمي الجماعة داخل سور
وفي، المثال 2 ورد لفظ الدين، والدين هو التزام برابطة أو ميثاق روحاني
وفي المثال 3 يأتي العقل على حالته : دانت الرقاب ودان يدين بمعنى ارتبط ارتباط خضوع،
وفي المثال 4 جاء الفعل تداين والاسم دين والدين هو، القيد المادي النقدي بين طرفين
ثم في المثال 5 جاءت كلمة المدينة وقد تحول فيها الإسم المشترك العام إلى اسم علم ( ربط الاسم العام بالاسم. الخاص)
وفي المثال 6 يتحول الاسم العام إلى اسم علم الجموع (مدائن)
النتيجة : هو ان ادراكنا للدلالة يتحدد بورود الكلمة في سياق ولكن إدراكنا لدلالة الألفاظ في سياقها التركيبي ينبني على احتجاب روابطها الأخرى
وتبقى الفوارق الدلالية الحاصلة بين مختلف أوجه التصور يدل على ان سياق المقام أو الظروف العينية الخاصة بلحظة الأداء اللغوي هي وحدها الكفيلة بتدقيق المعنى بل حتى في تصور المقامات التي تؤدى فيها العبارة الواحدة قد لا نصل إلى المقصود الحقيقي إلا بتبين النبرة التي تنطق بها الكلمة الواحدة
(الدكتورة الناقدة مفيدة الجلاصي)
Peut être une image de 2 personnes, y compris Moufida Jelassi, personnes assises, personnes debout et intérieur

العراق بقلم \علي شريم

 \\\ العراق

\=-
يا شاهد عليَّ
وعلى التاريخ
العراق بث في الوجود صلاح
حكم أمة
والكون في مداه
والوجود له مباح
حتى مدى القطبين
جني خراج السحاب
على لجام صهيل الخيل
ف تراقص العُجاب
عُقل الإبل
وشب وسط الدجى
شعلة الأنجاب
يا كاتب التاريخ
أنتَ من أحفاد
من سفك الدماء واستباح
أم من أحفاد بني صهيون
أم من وهب ما يباح
في زمن من مد العرب
والعجم بالسلاح
يا كاتب التاريخ
هارون ما كان ماجناً
ولا صلاح الدين مستعمراً
يا كاتب التاريخ
سيشهد عليك النوق
وكل غُثاء
ولن يطوى بيان السجل
في طي زمن الرعاع
بغداد في مسمى الوجود
شهب ونيازك على شياطين
ومَنْ صُم أُذُنهُ وراوغ
ملل الكفر
في فلك من تقزم
اليوم جنى العار
وعار العار
ولن يكون زماننا مستعار
سيحيا العراق
رغم أنف
من جار
من العرب والعجم
وضح النهار
------ بقلم \علي شريم
----- 17 \ 2 \ 2021م
Peut être une image de texte

ارفع راسك بقلم الشاعر جمال زكي عينر

 ( ارفع راسك ) :

ارفع راسك بص لفوق
عينك مش مكسورة لحد
ايوه اتواضع خليك ذوق
لكن اوعى تبص لتحت
اوعى تبيت مرة جريح
اوعى تطاطي لأي عدو
خليك ثابت ضد الريح
مهما يشد عليك الجو
اوعى تفرط يوم في كرامتك
مهما تضيق بيك الأحوال
ارفع راسك وارفع رايتك
مهما يقل معاك المال
المال عمره ما يصنع راجل
ولا عمره يكون لك معيار
واجه ازماتك ومشاكلك
واصمد لو يرموك في النار
ارفع راسك واحفظ ناسك
اوعى تهون يوم في العرض
لو حد ف يوم هان احساسك
هد الدنيا وشق الأرض
بقلمي الشاعر جمال زكي عينر
Peut être une image de 1 personne et position debout


رواية :على تخوم البرزخ لمحسن بن هنية: (مساءلة للذات في تطوافها..عبر مدارات الكينونة..) بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 رواية :على تخوم البرزخ لمحسن بن هنية: (مساءلة للذات في تطوافها..عبر مدارات الكينونة..)

تصدير:قد يكون عالمنا الحقيقي بعد أن نزيل عنه أقنعته ونزيح عنه أصباغه.
*عالم تسقط فيه الجدران الوهمية بين الزمان والمكان،فإذا بالماضي يصير بصيغة الحاضر،والحاضر يتلبّس صيغة المستقبل
*الرواية تعطي قارئها رؤية “من أعلى”على هذا العالم بكل ما فيه،وكيف أننا نسير-كما سار قوم نوح-نحو الطوفان،ستجد الأمراض الاجتماعية المنتشرة،ستجد الحيف الإجتماعي..وستجد أيضا-الأسطورة-بأسلوب بارع،لكنه أيضا مخاتل..إلخ ستجد الانغماس في الماديات وكيف يؤدي بالمجتمع إلى الغرق ..
*هذه الرواية بمثابة ” صعقة كهربائية ” تصيب عقلك وتجعله يعيد التفكير مرة أخرى.. ..
*الله لايقول لنا أبداً إن هذا العالم مكان جيد..لكن اسألني أنت سؤالاً..قل لي: لِم لم َيجعله هو أفضل؟ لإ أنه جعل هذا هو امتحاننا،جعل إصلاح العالم الاختبار الذي علينا أن نجتازه..
الله لايزيف لنا الواقع كي يجعلنا نرضى به..بل إنه يجعل إعادة بنائه،هي المهمة التي كلفنا بها..
عندما تلج –عتبة روايته- يتجلى أمامك ذلك الحس الوجودي الشفيف الذي يخترق عطره سجوف الواقع عبر ذات متأملة، ترنو إلى ما وراء التخوم لاستبصار مناطق مخبوءة في الوجود .. ورغم ذلك لا يظل أبدا في مناطق تجريدية، بل يتقاطع مع الواقع ليصوغه من جديد بطريقة تكشف شروخه وتناقضاته ..
إنه الروائي:المحسن بن هنية الذي أطل علينا من شرفة الابداع بروايته الموسومة بـ: (على تخوم البرزخ) وهو نص مغر يرتحل عبر ثناياه الراوي إلى الآفاق القصية يؤسس في رحمها المختلف، ليدهش ويباده،وهو كذلك رحلة وجودية تمزج بين اللذة والألم لتجعل من المتن الحكائي فضاء لمساءلة الكينونة بحثا عن "الجوهر الضائع" في زمن لم نعد نعرف فيه الطريق إلى الحكمة ..
وقع تصدير الرواية ببيتين للشاعر المتصوف ابن الفارض،الأمر الذي سهل علينا ولوج عالمها المتشابك ذلك أنها تنبني في بعض أجزائها على حقيقة باطنية هي الحق والحقيقة، مفردتان من المرجع الصوفي،كما أنها توظف كذلك فكرة التوحد والحلول مثلما أشار إلى ذلك الدكتور بوشوشة بن جمعة في تقديمه المستفيض لهذا الجنس الابداعي المتألق ..
إن المتأمل في هذا البناء الروائي المتماسك يلاحظ دون جهد ملول،انخراط الكاتب في الأسلوب السردي التتابعي الذي يقوم على تناقضات عديدة يحكمها سياق بلاغي استعاري تنصهر فيه، وتتحول تبعا له من تحدّ أنطولوجي –أمام الكائن ومسألة وجودية تنخر شفيف الروح إلى تجليات إنسانية يتأثث بها فضاء النص بصور صوفية تمنح الاحساس رحابة تتسع للذات في رؤاها..
إلا أن السؤال الذي لا مفر منه أثناء عملية التلقي لهذا العمل الإبداعي وأثناء ولوجه وبعد الاستمتاع بسحريته هو:هل يروم الكاتب مجابهة فوضى الكون وتداعيات الجسد، بممارسة فعل الكتابة الذي مثل منذ البداية وحتى النهاية مركز الإبداع والأمل، والوعي بالذات والقدرة على تفعيل العالم،أم أنه يؤسس إلى لملمة ما تبعثر من شتات الكينونة وقشع الحيرة التي تساكنها في الصميم؟
ومهما كان الجواب فإن الروائي يظل طفلا كبيرا لم يفرط بأحلام طفولته،وشاهدا متميزا على استمرار التخيل الأول في الحياة الانسانية،وبما أن الكتابة الروائية تنوس بين الحلم والخيال والاستيهام، فإنها حرة في حركتها وطليقة في اختيارها وفي هذه الحرية قد تختلط الأزمنة وتتشابك،فما كان قديما يرحل إلى أرض الراهن، وما يبدو راهنا وقد خرج من رحم الأمس، يهاجر إلى جزر لم ترها العين أبدا.
وهذه المفارقات المذهلة تنعكس بوضوح في تضاعيف هذه الرواية من خلال "شكلها الفني وأنساق خطابها السردي ومستويات لغتها" .عندما استنهضوا مطاياهم وركبوها فسارت .. وجذبتك من ماض فقدته .. يحضرك في الحاضر .. متى استحضرته خوى حاضرك .. ولكن حاضرك يزعق فيك (ص 50/51).
إلا أنه يبدو من الواضح أن النواة الدلالية لهذا النص تقوم بالأساس على جدلية محورية هي: جدلية السقوط أو المواجهة،وما استدعاء نص السد لمحمود المسعدي واستضافة غيلان الى متخيل الرواية،سوى برهان جلي على اعتبار الكتابة أو فعل القص تحديا للفشل ودحضا للاستكانة وتجاوزا للصمت والغياب،وما اعتماد الكاتب كذلك في بعض فصول روايته على الرموز( رموز الشخصيات والامكنة والاشياء) إلا توظيف بارع للغة، واستخدام متقن لإحدى وظائفها : ] وظيفة الإيحاء والترميز التي تجعل المتقبل طرفا فاعلا ينتج مع المبدع دلالة الأثر ويكتشف معه لذة المعاني البكر وهو يتعاطى فعل القراءة ويبحر في ثناياها محاولا الوقوف على كثافتها الايحائية..
تموقعات السارد في المتن الحكائي :
إن حالة التشظي التي تعيشها الذات الساردة منحها القدرة على توظيف نظام الضمائر توظيفا ابداعيا راوح بالاساس بين ضميري المتكلم المفرد (أنا) وضمير المخاطب المفرد (أنت) في سياق من التداعي الحر والمنولوج الذاتي، وهذا يعني اعتماد الكاتب وببراعة فائقة طريقة في القص ونمطا من السرد بما قد أدى وظيفة سماها جيرار جينات " المطابقة بين المروي له والبطل" (1).
ولا عجب في ذلك طالما ان للسارد في فن القص شأنا اي شأن فهو –ليس مجرد صوت ينهض بالسرد فحسب بقدر ما هو شكل وراءه مداليل (2) والسارد في هذه الرواية يحيلنا الى الصراع الاعمق وهو صراع – البطل مع نفسه- وسعيه الحثيث الى ايجاد نوع من التصالح والسلام الداخلي، وهذا مؤشر على على رؤية الكاتب التي تنطلق من ادراك أن الانسان رغم صراعاته وتركيبه يظل باحثا عن الوحدة وقادرا على الوصول اليها في النهاية، وهو ما يعطي أملا في الانسان وفي مستقبله .
وإذن؟
نحن هنا إذا إزاء شخصية مركبة متصارعة، تعيش صراعها مع نفسها ومع الأخرين بصدق وبقوة، تستطيع من خلالها – في النهاية-أن تصل الى نوع من الوفاق الباطني عبر فعل الكتابة وتنوع دلالتها: ارتعشت الجثة،قد تدب عوامل الحس فيها للجهود ثمرة حان حصادها . مزيد من الحرث ..يأتي الزرع ثماره كل حين(ص91)
وهذا يعني أن الراوي يؤسس لوعي التجاوز،وينجح في تجاوز الذات والمحيط عبر انخراطه في صراع عنيف مع الذات وطرقه لابواب الخلاص أملا في في الانفلات من كل قيد يشد الى أوتاد الوراء،ولئن توسل بالحلم سبيلا لمساءلة الكينونة والصيرورة فذلك بسبب لحظة الشتات التي يعيشها، شتات الذات الموزع بين الوعي واللاوعي، وشتات الراهن بكل تداعياته المفجعة،الأمرالذي أتاح له القدرة على توظيف"تقنيات" إبداعية راقية تبدأ بالتكثيف والانزياح والإنابة وتصل الى كل ما يتعين فيه الإستيهام في تضاعيف النص،ومن ثمة يجوز القول إن قراءة هذا-العمل الروائي-قد تكون من خلال اللغة التي شكلته أي وراء مقاصد المؤلف، أو وراء الوعي الذي يعتقد أنه يختار اللغة ويسيطر عليها، ذلك أن السارد هنا -أب للنص الذي أبدعه وليس سيدا عليه،طالما أن اللغة تأتي من اللاوعي،لا من الوعي الذي يعتقد أنه يرسلها، كما لو كان المبدع "الحقيقي" للنص مبدعا اخر، يقتفي اثاره المبدع المفترض و لا يلتقي به أبدا ..
لكن يبدو من غير الوجيه ومن خلال هذه-القراءة المتعجلة- مقاربة نص روائي باعتماد المجال اللغوي فحسب، سيما وأنه قابل للعديد من المقاربات بتوظيف علم السرد والمناهج الشكلانية والإنشائية والسيميائية لتحليله ونقده .
إلا أن تركيزنا على الجانب اللغوي في هذه الاسطر،يحيل إلى أهمية اللغة باعتبارها من المداخل المباشرة في النص الأدبي وما ينفتح عليه من آفاق دلالية ورؤياوية شاسعة.
على سبيل الخلاصة :
لم يكن الكاتب حريصا على أن يكتب في آخر روايته تلك العبارة التقليدية التي تشير إلى أن الشخصيات الواردة في النص محض خيال نظرا لما تضمنته من شخصيات واقعية أو بالاحرى مقدمة بمنهج واقعي (ميشال –كلارا– هاماتا...رفيقة..اسمهان)
مثلما هناك شخوص خارجة من ضباب الاسطورة (رحمائيل...عقبائيل) وهاتان الشخصيتان تحيلان إلى المرجع العجائبي الذي يمتح من الخرافة والأسطورة وهو بذلك-ونعني الكاتب- يتماس مع تخوم العالم السحري لأبراهيم الكوني الروائي الليبي الذي إستفاد كثيرا من أصوله التي تعود الى الطوارق (قبائل تعيش في الصحراء الجنوبية) لينتجَ تخيلات ثرية لا تنسى عن عالم الصحراء،زاخرة بالإشارات إلى عالم الاسطورة والحكايات الفولكلورية والمعتقدات الأرواحية (الإعتقاد بأن لكل ما في الكون وحتى للكون ذاته روحا أو نفسا،وبأن هذه الروح المبدأ المنظم للكون).
الأمر الذي أثرى الرواية العربية وأضاف مستوى لغويا آخر إلى عملية القراءة.
وهذه الإشراقات الإبداعية تتجلى بوضوح في هذا - العمل الروائي- للكاتب المحسن بن هنية -الذي إشتغل في "تشكيل عوالم روايته على الميثاقين الروائي والسيرذاتي دون أن يترك المجال لأحدهما كي يهيمن على الآخر"
إلإ أنني لا أعرف هل من حقي أن أتساءل ما مدى الترجمة الذاتية في هذا النص ؟..وما مدى المستحيل السردي فيه ؟..
سأترك هذا السؤال جانبا تماهيا مع ما قاله فلوبير-عندما أكد أنه يكتب عن حياته الخاصة بحرية عندما تكون هذه الكتابة من خلال الآخرين،و أنه لا يحصل على هذه الحرية عندما يكتب عن نفسه مباشرة- ..
ومع ذلك في هذه الرواية لغة طازجة يشعر الإنسان أثناء القراءة بدفئها وحضورها وتوهجها،وقد نجح –الراوي–في الهروب من فخ الخطابة و تمكن من اللعب في المنطقة بين الواقعية وبين الخيالية، ذلك أن في النص بعض مناهج كلاسيكية تبرز من خلال تصوير الأحداث ووصف الشخصيات عبر راو مستقل يستخدم لغة تقريرية هادئة،بينما تتكفل مقاطع من السرد بالإيهام بالجو الفانتاستيكي والحلمي بإعتماد شعرية اللغة،وهذه اللغة هى إحدى ميزات الرواية وأهم مآزقها،فهي رفعت من قيمة السرد وكانت في الوقت نفسه كابحا ومعوقا لتفاعل القارئ مع الحدث وبخاصة في المفتتح الشعري الموحي بالغموض في البداية والذي ما أن يتجاوزه القارئ حتى ينفتح له عالم الرواية وتتجلى له آفاقه.
ملاحظات أخيرة :
قد قدم لنا محسن بن هنية في هذه الرواية تجربة تتسم بالخصوبة والعمق وأفلح عبر لغته الدقيقة والمتماوجة وعبر المواقف المتنوعة بين الحلم والشعر والوصف والحوار وعبر البناء الدقيق والمتتابع مع الإسترجاعات الزمنية التي تغني اللحظة الراهنة، في أن يقدم لنا إبداعا روائيا صادقا وعميقا يعكس بأسلوب بارع صراع الإنسان وبحثه الدؤوب عن معنى الحياة الضائع ويترجم في ذات الآن مساءلة الذات في تطوافها المضني عبر تجاويف الكينونة وتصادمها المحموم بين رغبة البقاء وحتمية العدم ..
وهو بذلك ضمن لنا متعة الإبحار في عالم إبداعي لا ضفاف له رغم ماتضمنته بعض مقاطع الرواية من أبعاد رمزية يتتطلب فهمها من القارئ مجهودا تأويليا كبيرا ..
محمد المحسن
الإحـالات:
1 - أبحاث في النص الروائي العربي : سامي سويدان ص 146.
2 – الراوي في السرد العربي المعاصر:محمد نجيب العمامي ص15 (بتصرف طفيف)
*نشرت(هذه المقاربة) بمجلة الحياة الثقافية عدد 98 أكتوبر1998 ص 125 (وأعدت مقاربتها بأسلوب مغاير وفقا لمناهج النقد الحديثة--حصريا لمؤسسة الوجدان الثقافية-..بعد أن أربكتني..مرارا..)

__ لابعد بيننا __ بقلم الطاهر خشانة

 __ لابعد بيننا __

لابُعْدَ بيننا
مادام هذا الفضاء يجمعنا
كما تجمع السماء نجومها
لابعد بيننا
مادام نور البدر يمحو الظلمة حولنا
لننطلق محلقين في أحلامنا
لابعد بيننا
مادمنا نطل من وراء غيمة
كما يطل هلال عيدنا
لابعد بيننا
مادام عطر الحرف ينعشنا
ويوقظ فينا نبضاتنا
لابعد بيننا
مادمنا نحلم باللقاء
ونشدو في كل روض بالحاء والباء
لابعد بيننا
إني أراك وأسمع نبضك دون عناء
فكل حرف منك يزيدني انتشاء
لابعد بيننا
فالحرف قد حطم كل أسوارنا
وفك القيود التي كانت تكبلنا
لابعد بيننا
لابعد بيننا
لابعد بيننا
________________________
الطاهر خشانة

*...الوجع...* بقلم حمدان بن الصغير

 *...الوجع...*

أنا الوجع إن طفى
جرف أحلامك سيله
و أضجر المهجع
كف العتاب
أما آن لك
صمت الخرفان
من الهزيج الآخر
أشرع للريح بابا
و تنفث لي
من ثقب النسيان
مهملة أحلامك انت
بغدير الكآبة
قطف الجمال
غاية الطغاة
تسلى بالوجع
قبل الممات
حمدان بن الصغير
الميدة نابل تونس

همسة بقلم ملاك نور حمادي

 ليتني أعزف لك وجعي نغمة على ناي حزين ...عندما تصلك ربت عليها

فإني ورب هذه السماء أحس بيدك حتى و إن لم ألمسها
ملاك نور حمادي

Peut être une image en noir et blanc de 1 personne