قصة قصيرة
(( الوهم و الحقيقة ))
جلس في محبسه و أسند رأسه على الحائط الذي خلفه، وقع نظره على قضبان النافذة التي أمامه ودقق نفذ بصره إلي السماء التي لم يراها منذ أعوام إلا من خلال أسوار القضبان وسرح بفكره وتعدي كل الحواجز والأسوار. فكر بعمق في حاله وما آل إليه وتذكر زوجته وأولاده مثل كل المساجين ، لكنه هذه المرة لم ينشغل بأهله الذين في بلده لأنه يعرف أخبارهم من خلال الزيارات من حين لأخر .
ولكن ما أهمه هذه المرة هي زوجته المغربية التي تركها منذ أكثر من أربع سنوات ولم يعرف عنها أي شئ بعد عودته إلي بلده بعد أن استقرت الأوضاع وظن أنه لم يسجن بعد هدوء الأحوال ولكنه قد اعتقل بعد عودته بعدة شهور لأنه ينتمي إلي إحدى الحركات الإسلامية ومكث في سجنه بضعة أعوام من غير أن يعرف شئ عن زوجته المغربية الجميلة التي تزوجها منذ عدة أعوام وهي التي وقفت بجانبه حين كان وحيداً غريباً هناك لأن أولاده وزوجته لم يرحلوا معه حين ترك بلاده لينجو بنفسه من المعتقلات المتتالية التي كانت تلاحقه كل عام فكانت بلاد المغرب هي مقره، وهناك تعرف على جميلة و أراد الزواج منها حتي لا تقع في الرذيلة ولأنه لم يستطع إحضار زوجته و أولاده إلي بلاد المغرب فتركهم ورحل إلي هناك وحال بينه وبين الزواج من جميلة بعض الأسباب القانونية مثل قانون عدم تعدد الزوجات فكان ذلك مانعاً لإعلان زواجه من جميلة فتزوجها زواجاً شرعياً غير أنه لم يعلن عنه للأسباب القانونية فتزوجها ولم يكن لديه أي أسباب لزواجه منها ولذلك لم يستطع أن يعود بها إلي بلده فتركها هناك على أن يعود ليأخذها بعد عودته ولكن قبض عليه قبل أن يعود ليأخذها ولم يخرج من السجن حتي تلك اللحظة
تذكر أحمد كل ذلك وتلك الأيام الجميلة وأخذ يلعن تلك القوانين الوضيعة التي حالت بينه وبين زوجته.
فأخذ أحمد يطرح عدة افتراضات على نفسه ويحاول أن يجد إجابات فهل يا تري ماذا يكون حال زوجته جميلة لأنه وبعد تلك السنوات الطويلة هل مازالت حية أم أنها ماتت ؟ هل تزوجت أم تنتظره ؟ أ هل كذا أ هل كذا ؟ وجاءت في ذهنه هذه الاسئلة كثيرة لم يحصل على إجابات لها ولكن تصور أحد الافتراضات و خرج بذهنه يفكر في هذه الافتراضات وتصور كأنه خرج من سجنه فكان أول ما فكر فيه أنه سافر إلي بلاد المغرب ليعرف أخبار زوجته ومحاولة إحضارها ليعود بها إلي بلده فذهب إلي مزرعة أبيها الذي لم يكن يعلم بأمر زواجه من ابنته وذلك لتفادي المسئولية القانونية على والدها والتي من الممكن أن تعرضه للسجن والغرامة إذا كان يعلم بزواج ابنته من رجل متزوج فذهب أحمد إلي بيت والد جميلة فوجده هو وأمها و أخواتها فاستقبلوه بحفاوة لأنهم كانوا يعرفونه مهندساً زراعياً في المزرعة المجاورة وكان له بهم علاقة صداقة قوية فرحبوا به وأحسنوا ضيافته وأخذ أحمد ينظر يميناً
وشمالاًً في محاولة منه أن يري جميلة لكنه لم يرها وبعد أن جلس بعض الوقت أخذ يسأل عن باقي أفراد الأسرة وعن أحوالهم حتى سأل عن جميلة أين هي ؟ وما حالها ؟ فكانت المفاجأة القاصمة له عندما أخبروه أنها ماتت فاسترجع ولم يظهر اضطرابه وشدة حزنه أمامهم ثم استأذن وخرج من دارهم وهو مغموم مهموم في حالة متردية في أصعب ما يكون لأنه ظن أن من الممكن أن يكون هو السبب في موتها فلم يسامح نفسه ومكث في الفندق عدة أيام لا يخرج وهو حزين وقبل أن يرجع إلي بلاده بعد فشل مهمته التي سافر من أجلها أخذ يتردد على تلك الأماكن التي كانا يجتمعان فيها وتلك الذكريات السعيدة على شواطئ البحر وبين أشجار الغابات وعلى سفوح الجبال وتلك الصخرة التي بين الرمال بجوار الشاطئ يجلسون عليها طوال النهار، وأخذ أحمد يتردد على تلك الأماكن ويسترجع الذكريات وهو يراها وكأنها قادمة إليه، وكان يقوم من مكانه ليستقبلها ويأخذها بين ذراعيه فلم يجدها ولم يجد إلا الهواء والأمواج تطرح على الرمال تحت قدميه، ويأتي في اليوم التالي يجلس فوق تلك الصخرة فيراها تجري حوله مثل الفراشة وهو يسمع ضحكاتها و صوتها يتردد في أذنيه فيهمس بكلمات و كأنه يرد عليها ويحدثها و كأنه ينظر إلي الأمواج وهي تتبعثر على قدميه فوق الرمال الدافئة، كان يتوهم كل ذلك وهو يجلس بمفرده يسترجع الذكريات الجميلة مع زوجته الجميلة وكان كل ذلك نتيجة حالته النفسية المتردية منذ معرفة خبر وفاتها ومكث أسبوعاً بأكمله وهو في تلك الحالة وفي اليوم السابع وكان يوم الأحد وهو يوم العطلة الأسبوعية هناك ، كان يجلس مع نفسه كعادته يتوهم حضورها إليه وحديثها معه وكان قد قرر أن يسافر إلي بلاده في اليوم التالي ، وفجأة رأى شبحاً قادما من بعيد ولكنه لم يعبأ به وظل في ذكرياته وأوهامه الجميلة التي كان سعيداً بها ويقترب ذلك الشبح شيئاًُ فشيئاُ ، فيراه أحمد وكأنها امرأة بجوارها طفل يسيران على الشاطئ من بعيد ، وظل ذلك الشبح يقترب حتي رآها و كأنها في ملامح زوجته جميلة ولكنه ظن ان هذا من نوع الأوهام التي يراها كل يوم نتيجة حالته النفسية السيئة ، ولكن المرأة تقترب حتي لم يكن بينهم مسافة ، فيستطيع الواحد منهم أن يري ملامح الأخر بوضوح ، ولكن احمد لم يصدق عينه فهي في نفس الملامح ونفس القوام ، ولكنه ظن ان تلك الأوهام مازالت تعاوده ، وفجأة رآها تقف مكانها وتنظر إليه وهي لم تصدق عينها فوقف فى مكانه وأخذ يفرك عينيه ليستفيق من أوهامه و يقظته وفجأة يسمع صوتها تناديه وتقول ( أحمد ) فلم يشعر بنفسه ووجد قدميه تنطلقان بغير إرادته ، وتركت المرأة ولدها الصغير وانطلقت نحوه وما هي إلا خطوات قليلة وانطلق الحبيبان وكلاهما لم يصدق الأخر يتحسسه بيده ليتأكد أنه ليس في وهم وأنهما في الحقيقة فتعانقا طويلا غير مصدقين ما هم فيه حتى جاء الطفل و أمسك بهما ليستفيقا على صوته ومكان يده وهو يقول ماما ، ماما ، ده زى صورة بابا التي كنت أراها فحملته أمه بين ذراعيها وهي تقول نعم يا أحمد ؛ هذا هو أبوك أحمد .
فنظر إليها زوجها غير مصدق ما سمعه وقال لها من هذا قالت إنه ابنك أحمد يا أحمد ، فأخذه في حضنه ويقبله في كل وجهه وهو غير مصدق ما حدث فأخذهما و جلسا على نفس الصخرة التي تعرفهم و شهدت حبهما ، فقال أحمد لزوجته جميلة اخبريني كيف حدث ذلك لقد عرفت من والدك انك مت فماذا حدث أحكي لي كل شئ ، فقالت جميلة – بعد أن سافرت بشهور قليلة ظهرت عليً علامات الحمل و أرسلت لك بذلك ولكنك ظننتني أدعي ذلك لكي تعود و كتبت لي أنك لم تستطيع العودة ولظروف قهرية ، وبعدها بدأت أمي تكتشف ذلك الحمل فأخبرتها بقصة زواجنا ولكنها لم تصدق ذلك واتهمتني بالفاحشة وأخذت تعاملني معاملة سيئة وهي تهددني بأنها ستخبر والدي وأخواتي ولم تصدق أسباب عدم إعلان زواجنا ولم تقتنع بها وإننا لم نخبرهم هي ووالدي حتي لا يتحملون المسائلة القانونية ، فخفت على نفسي وحملي فتركت دار والدي و تركت لهم ورقة مكتوب إنكم عند قراءة هذه الورقة سأكون قد انتحرت من فوق جبل كذا و ألقيت بنفسي في البحر من على الجبل ، وذهبت إلي هناك وسول لي الشيطان أن ألقي بنفسي حتي أتخلص من الفضيحة ولكن هناك تذكرت الجنين الذي في بطني و أنه من أحب الناس إلي وكان ذلك أملي الذي عشت من أجله فأبقيت على نفسي من أجله وتركت على ذلك الجبل حقيبة يدي و تطاير إيشاربي من على رأسي ليستقر بين بعض الصخور و رجعت إلي ابنة عمى المتزوجة في إحدى المدن البعيدة و التي كانت صديقة لي وتعلم بأمر زواجنا من قبل و أخبرتها بما كنت سأفعله وما حدث بيني وبين أهلي ، فأخذتني ووجدت لكي سكناُ بجوار سكنها وبقيت فيه حتي وضعت حملي .
وكان من أمر أهلي أن قرءوا الرسالة فذهبوا إلي الجبل فوجدوا حقيبتي فوق الصخرة و رأوا الأيشارب مطروح بين الصخور فظنوا اننى ألقيت بنفسي في البحر كما أخبرتهم .
ووضعت هذا الطفل الجميل الذي سميته أحمد باسمك حتى يذكرني بك إلي الأبد بعد أن فقدت الأمل في عودتك، ثم التحقت بعمل في مصنع خاص بالنساء وعشت أنا وولدي أحمد و أثناء العمل كنت أبعث أحمد إلي ابنة عمي حتي أعود، وهكذا مرت الأيام وتلك السنون وكل يوم أحد في عطلة الأسبوع آتي إلي هنا أنا و أحمد لأعيش علي ذكري تلك الأيام السعيدة وجئت اليوم لأقضيه مع ذكرياتك الجميلة و لم أتوقع أن أجدك و أرك مرة أخرى، فأمسك أحمد يدها و كأنه يطمئنها وهو آخذ ولده في حضنه ولم يتركه من بين ذراعيه وقال لها: لقد تحملتي الكثير من أجلي ولكن لن يكون بعد اليوم فراق أبداً وقبل ولده وقبلها وهو يقول: سآخذكم معي لنعيش معاً في سعادة وهناء إلي آخر العمر وسأعوضكم عن كل شئ...............
ثم سمع صوت أفزعه و أعاده من فكره ، وكان صوت أجش خشن يطرق الباب الحديد وهو يقول .............................................
حضر حاجة للتعين .............. يا مسجون أنت وهو
ووجد أحمد نفسه مازال في زنزانته لم يخرج منها .
ليفيق من وهمه ويعود إلي الحقيقة و الواقع المرير الذي يعيشه داخل المعتقل.
أ.هــ
________________________
من مجموعة القصص القصيره
تاليف/محمود عبد المتجلى عبد الله .
عام 1994 سجن أبو زعبل
الاثنين، 13 نوفمبر 2017
الوهم و الحقيقة ،،،،،، بقلم الشاعر/محمود عبد المتجلي
الوهم و الحقيقة ،،،،،، بقلم الشاعر/محمود عبد المتجلي
قصة قصيرة
(( الوهم و الحقيقة ))
جلس في محبسه و أسند رأسه على الحائط الذي خلفه، وقع نظره على قضبان النافذة التي أمامه ودقق نفذ بصره إلي السماء التي لم يراها منذ أعوام إلا من خلال أسوار القضبان وسرح بفكره وتعدي كل الحواجز والأسوار. فكر بعمق في حاله وما آل إليه وتذكر زوجته وأولاده مثل كل المساجين ، لكنه هذه المرة لم ينشغل بأهله الذين في بلده لأنه يعرف أخبارهم من خلال الزيارات من حين لأخر .
ولكن ما أهمه هذه المرة هي زوجته المغربية التي تركها منذ أكثر من أربع سنوات ولم يعرف عنها أي شئ بعد عودته إلي بلده بعد أن استقرت الأوضاع وظن أنه لم يسجن بعد هدوء الأحوال ولكنه قد اعتقل بعد عودته بعدة شهور لأنه ينتمي إلي إحدى الحركات الإسلامية ومكث في سجنه بضعة أعوام من غير أن يعرف شئ عن زوجته المغربية الجميلة التي تزوجها منذ عدة أعوام وهي التي وقفت بجانبه حين كان وحيداً غريباً هناك لأن أولاده وزوجته لم يرحلوا معه حين ترك بلاده لينجو بنفسه من المعتقلات المتتالية التي كانت تلاحقه كل عام فكانت بلاد المغرب هي مقره، وهناك تعرف على جميلة و أراد الزواج منها حتي لا تقع في الرذيلة ولأنه لم يستطع إحضار زوجته و أولاده إلي بلاد المغرب فتركهم ورحل إلي هناك وحال بينه وبين الزواج من جميلة بعض الأسباب القانونية مثل قانون عدم تعدد الزوجات فكان ذلك مانعاً لإعلان زواجه من جميلة فتزوجها زواجاً شرعياً غير أنه لم يعلن عنه للأسباب القانونية فتزوجها ولم يكن لديه أي أسباب لزواجه منها ولذلك لم يستطع أن يعود بها إلي بلده فتركها هناك على أن يعود ليأخذها بعد عودته ولكن قبض عليه قبل أن يعود ليأخذها ولم يخرج من السجن حتي تلك اللحظة
تذكر أحمد كل ذلك وتلك الأيام الجميلة وأخذ يلعن تلك القوانين الوضيعة التي حالت بينه وبين زوجته.
فأخذ أحمد يطرح عدة افتراضات على نفسه ويحاول أن يجد إجابات فهل يا تري ماذا يكون حال زوجته جميلة لأنه وبعد تلك السنوات الطويلة هل مازالت حية أم أنها ماتت ؟ هل تزوجت أم تنتظره ؟ أ هل كذا أ هل كذا ؟ وجاءت في ذهنه هذه الاسئلة كثيرة لم يحصل على إجابات لها ولكن تصور أحد الافتراضات و خرج بذهنه يفكر في هذه الافتراضات وتصور كأنه خرج من سجنه فكان أول ما فكر فيه أنه سافر إلي بلاد المغرب ليعرف أخبار زوجته ومحاولة إحضارها ليعود بها إلي بلده فذهب إلي مزرعة أبيها الذي لم يكن يعلم بأمر زواجه من ابنته وذلك لتفادي المسئولية القانونية على والدها والتي من الممكن أن تعرضه للسجن والغرامة إذا كان يعلم بزواج ابنته من رجل متزوج فذهب أحمد إلي بيت والد جميلة فوجده هو وأمها و أخواتها فاستقبلوه بحفاوة لأنهم كانوا يعرفونه مهندساً زراعياً في المزرعة المجاورة وكان له بهم علاقة صداقة قوية فرحبوا به وأحسنوا ضيافته وأخذ أحمد ينظر يميناً
وشمالاًً في محاولة منه أن يري جميلة لكنه لم يرها وبعد أن جلس بعض الوقت أخذ يسأل عن باقي أفراد الأسرة وعن أحوالهم حتى سأل عن جميلة أين هي ؟ وما حالها ؟ فكانت المفاجأة القاصمة له عندما أخبروه أنها ماتت فاسترجع ولم يظهر اضطرابه وشدة حزنه أمامهم ثم استأذن وخرج من دارهم وهو مغموم مهموم في حالة متردية في أصعب ما يكون لأنه ظن أن من الممكن أن يكون هو السبب في موتها فلم يسامح نفسه ومكث في الفندق عدة أيام لا يخرج وهو حزين وقبل أن يرجع إلي بلاده بعد فشل مهمته التي سافر من أجلها أخذ يتردد على تلك الأماكن التي كانا يجتمعان فيها وتلك الذكريات السعيدة على شواطئ البحر وبين أشجار الغابات وعلى سفوح الجبال وتلك الصخرة التي بين الرمال بجوار الشاطئ يجلسون عليها طوال النهار، وأخذ أحمد يتردد على تلك الأماكن ويسترجع الذكريات وهو يراها وكأنها قادمة إليه، وكان يقوم من مكانه ليستقبلها ويأخذها بين ذراعيه فلم يجدها ولم يجد إلا الهواء والأمواج تطرح على الرمال تحت قدميه، ويأتي في اليوم التالي يجلس فوق تلك الصخرة فيراها تجري حوله مثل الفراشة وهو يسمع ضحكاتها و صوتها يتردد في أذنيه فيهمس بكلمات و كأنه يرد عليها ويحدثها و كأنه ينظر إلي الأمواج وهي تتبعثر على قدميه فوق الرمال الدافئة، كان يتوهم كل ذلك وهو يجلس بمفرده يسترجع الذكريات الجميلة مع زوجته الجميلة وكان كل ذلك نتيجة حالته النفسية المتردية منذ معرفة خبر وفاتها ومكث أسبوعاً بأكمله وهو في تلك الحالة وفي اليوم السابع وكان يوم الأحد وهو يوم العطلة الأسبوعية هناك ، كان يجلس مع نفسه كعادته يتوهم حضورها إليه وحديثها معه وكان قد قرر أن يسافر إلي بلاده في اليوم التالي ، وفجأة رأى شبحاً قادما من بعيد ولكنه لم يعبأ به وظل في ذكرياته وأوهامه الجميلة التي كان سعيداً بها ويقترب ذلك الشبح شيئاًُ فشيئاُ ، فيراه أحمد وكأنها امرأة بجوارها طفل يسيران على الشاطئ من بعيد ، وظل ذلك الشبح يقترب حتي رآها و كأنها في ملامح زوجته جميلة ولكنه ظن ان هذا من نوع الأوهام التي يراها كل يوم نتيجة حالته النفسية السيئة ، ولكن المرأة تقترب حتي لم يكن بينهم مسافة ، فيستطيع الواحد منهم أن يري ملامح الأخر بوضوح ، ولكن احمد لم يصدق عينه فهي في نفس الملامح ونفس القوام ، ولكنه ظن ان تلك الأوهام مازالت تعاوده ، وفجأة رآها تقف مكانها وتنظر إليه وهي لم تصدق عينها فوقف فى مكانه وأخذ يفرك عينيه ليستفيق من أوهامه و يقظته وفجأة يسمع صوتها تناديه وتقول ( أحمد ) فلم يشعر بنفسه ووجد قدميه تنطلقان بغير إرادته ، وتركت المرأة ولدها الصغير وانطلقت نحوه وما هي إلا خطوات قليلة وانطلق الحبيبان وكلاهما لم يصدق الأخر يتحسسه بيده ليتأكد أنه ليس في وهم وأنهما في الحقيقة فتعانقا طويلا غير مصدقين ما هم فيه حتى جاء الطفل و أمسك بهما ليستفيقا على صوته ومكان يده وهو يقول ماما ، ماما ، ده زى صورة بابا التي كنت أراها فحملته أمه بين ذراعيها وهي تقول نعم يا أحمد ؛ هذا هو أبوك أحمد .
فنظر إليها زوجها غير مصدق ما سمعه وقال لها من هذا قالت إنه ابنك أحمد يا أحمد ، فأخذه في حضنه ويقبله في كل وجهه وهو غير مصدق ما حدث فأخذهما و جلسا على نفس الصخرة التي تعرفهم و شهدت حبهما ، فقال أحمد لزوجته جميلة اخبريني كيف حدث ذلك لقد عرفت من والدك انك مت فماذا حدث أحكي لي كل شئ ، فقالت جميلة – بعد أن سافرت بشهور قليلة ظهرت عليً علامات الحمل و أرسلت لك بذلك ولكنك ظننتني أدعي ذلك لكي تعود و كتبت لي أنك لم تستطيع العودة ولظروف قهرية ، وبعدها بدأت أمي تكتشف ذلك الحمل فأخبرتها بقصة زواجنا ولكنها لم تصدق ذلك واتهمتني بالفاحشة وأخذت تعاملني معاملة سيئة وهي تهددني بأنها ستخبر والدي وأخواتي ولم تصدق أسباب عدم إعلان زواجنا ولم تقتنع بها وإننا لم نخبرهم هي ووالدي حتي لا يتحملون المسائلة القانونية ، فخفت على نفسي وحملي فتركت دار والدي و تركت لهم ورقة مكتوب إنكم عند قراءة هذه الورقة سأكون قد انتحرت من فوق جبل كذا و ألقيت بنفسي في البحر من على الجبل ، وذهبت إلي هناك وسول لي الشيطان أن ألقي بنفسي حتي أتخلص من الفضيحة ولكن هناك تذكرت الجنين الذي في بطني و أنه من أحب الناس إلي وكان ذلك أملي الذي عشت من أجله فأبقيت على نفسي من أجله وتركت على ذلك الجبل حقيبة يدي و تطاير إيشاربي من على رأسي ليستقر بين بعض الصخور و رجعت إلي ابنة عمى المتزوجة في إحدى المدن البعيدة و التي كانت صديقة لي وتعلم بأمر زواجنا من قبل و أخبرتها بما كنت سأفعله وما حدث بيني وبين أهلي ، فأخذتني ووجدت لكي سكناُ بجوار سكنها وبقيت فيه حتي وضعت حملي .
وكان من أمر أهلي أن قرءوا الرسالة فذهبوا إلي الجبل فوجدوا حقيبتي فوق الصخرة و رأوا الأيشارب مطروح بين الصخور فظنوا اننى ألقيت بنفسي في البحر كما أخبرتهم .
ووضعت هذا الطفل الجميل الذي سميته أحمد باسمك حتى يذكرني بك إلي الأبد بعد أن فقدت الأمل في عودتك، ثم التحقت بعمل في مصنع خاص بالنساء وعشت أنا وولدي أحمد و أثناء العمل كنت أبعث أحمد إلي ابنة عمي حتي أعود، وهكذا مرت الأيام وتلك السنون وكل يوم أحد في عطلة الأسبوع آتي إلي هنا أنا و أحمد لأعيش علي ذكري تلك الأيام السعيدة وجئت اليوم لأقضيه مع ذكرياتك الجميلة و لم أتوقع أن أجدك و أرك مرة أخرى، فأمسك أحمد يدها و كأنه يطمئنها وهو آخذ ولده في حضنه ولم يتركه من بين ذراعيه وقال لها: لقد تحملتي الكثير من أجلي ولكن لن يكون بعد اليوم فراق أبداً وقبل ولده وقبلها وهو يقول: سآخذكم معي لنعيش معاً في سعادة وهناء إلي آخر العمر وسأعوضكم عن كل شئ...............
ثم سمع صوت أفزعه و أعاده من فكره ، وكان صوت أجش خشن يطرق الباب الحديد وهو يقول .............................................
حضر حاجة للتعين .............. يا مسجون أنت وهو
ووجد أحمد نفسه مازال في زنزانته لم يخرج منها .
ليفيق من وهمه ويعود إلي الحقيقة و الواقع المرير الذي يعيشه داخل المعتقل.
أ.هــ
________________________
من مجموعة القصص القصيره
تاليف/محمود عبد المتجلى عبد الله .
عام 1994 سجن أبو زعبل
أنت ،،،، بقلم الشاعر/محمد العلي
*أنت*
قالت حبيبي من الهروب أما إكتفيت
أناديك أما سمعت أو رأيت
صدقا من تجاهلك أنا تعبت وعجبت
عندما قلت لي أحبك بلهفة أصغيت
والآه هجرتها والقلب تحديت
فعلا الحب أحجية لا يفك رموزها كل أهل الأرض
فماذا تفعل يا هذا أأحمق أنت أجننت
فلتعلم إن لم يكن من الحب بد
فلن أحب أو أعشق إلا أنت
* محمد العلي *
عيناكي أغنيتي ،،،، بقلم الشاعر/رندة سلهب
عيناك اغنيتي
وسوادهما معزوفتي
لاجلهما اغني
ولبريقهما الحاني
من دونك حبيبي
ينكسر شراعي
فانت المرسى بجزيرة احلامي
يا ساكن بين اضلعي
احرقت بلمساتك جسدي
غريبة انا ان ابتعدت عني
وحورية انا ان غفوت بأحضاني
يا بداية عمري
ونهاية احزاني
انت دليلي
ورفيق دربي
عيونك ملهمتي
لكتابة اشعاري
يا ربيع عمري
وزهرة شبابي
لأجلك اصلي
واتلو دعائي
ستتحقق امنيتي
وتتجسد روحك بروحي
رندة سلهب
ورأيتها سبحان خالقها ،،،،، بقلم الشاعر/نبيل الصالحي
ورأيتُها سبحانَ خالِقِها الذي
جعلَ الجَمالَ بوجهِها وضَّاحا
فتَنَقَّبَتْ ياويحَ قلبي سَهمها
زادتْ جمالاً يُثمِلُ الأَقداحَ
فكأنها قَمَرٌ تَجَلَّى وانزَوَى
بدراً هِلالاً يَشرحُ الأَرواحَ
✍ نبيل الصالحي
لست أدري ،،،،، بقلم الشاعر/ أسامه مصاروه
لست أدري
لست أدري كيف تغفو في الليالي
دون وجدٍ أو حنينٍ للوصالِ
لست أدري كيف تصحو في الصباحِ
راغباً في العيش بلْ هاوي المزاحِ
لست أدري كيف تقضي الْوقتَ هدرا
في أُمُورٍ لنْ تزيدنَّكَ قدْرا
لست ادري كيف تلهو وتُسامرْ
ثمّ تغفو مثلَ طفلٍ وتُفاخرْ
لستُ أدري ما الذي تبغيهِ مني
ما الذي قد بلّغوكَ اليومَ عني
لستُ أدري هل غرامي صار جُرْما
أمْ هيامي باتَ في الأسفار إثْما
لستُ أدري إنْ دعوتَ اليومَ قلبي
بعدَ هجرٍ أن يوافيكَ بِحُبَي
أيُّ عهدٍ خنْتُهُ حتى أُعاني
من عذابٍ دونَ حقٍّ أو هوانِ؟
-------------------
د. أسامه مصاروه
لست أدري ،،،،، بقلم الشاعر/ أسامه مصاروه
لست أدري
لست أدري كيف تغفو في الليالي
دون وجدٍ أو حنينٍ للوصالِ
لست أدري كيف تصحو في الصباحِ
راغباً في العيش بلْ هاوي المزاحِ
لست أدري كيف تقضي الْوقتَ هدرا
في أُمُورٍ لنْ تزيدنَّكَ قدْرا
لست ادري كيف تلهو وتُسامرْ
ثمّ تغفو مثلَ طفلٍ وتُفاخرْ
لستُ أدري ما الذي تبغيهِ مني
ما الذي قد بلّغوكَ اليومَ عني
لستُ أدري هل غرامي صار جُرْما
أمْ هيامي باتَ في الأسفار إثْما
لستُ أدري إنْ دعوتَ اليومَ قلبي
بعدَ هجرٍ أن يوافيكَ بِحُبَي
أيُّ عهدٍ خنْتُهُ حتى أُعاني
من عذابٍ دونَ حقٍّ أو هوانِ؟
-------------------
د. أسامه مصاروه
أحزاني لا تشبه احزانك ،،،،، بقلم الشاعر/جمال إبراهيم
احزاني لا تشبه احزانك
فالهيبي من رحيق ورودك
اضناني حبك
فانا اجل جمالك
فاصبحت مرهون لكِ
رفعت اشرعتي الابحر الى عينيكِ
ويكون مرساتي بين رياحين يديك
يزيل ضمأي وانهل من شفتيك
رضاب الشوق لديك
في سكون اليل احن إليك
ياخميله يفوح عطرك
على انفاسي وسحرك
يزيدني اشواقا إليك
اترك احزاني واعود إليك
واعزف اجمل الحاني وكلامي اهديه إليك
يشبه وجنتيك
ويغمرنا الفرح والسرور على ضفافك
وهنا المرسى طول العمر معاك
معاك معاك
جمال ابراهيم
يزيد علوي إسماعيلي
( تحية مني لك أستاذ )
أقولها دوما إحياءا لذكراه
عن ذكر اسمه انا معتاد
فما اعذبه من إسم و أحلاه
فما بالكم بأصحاب الكرم
العميد و الأستاذ و من والاه
و في مقدمتهم ذاك المعلم
الدي زرع فينا الحب و أعطاه
هو من علمني حمل القلم
وما أضناه جهلي وما أعياه
هو من أخرج حرفي من عدم
له الفضل أكيد ... بعد الله
إنه الأب الروحي منذ القدم
و في كل الساحات تلقاه
إنه على لساني لحن و نغم
و حب الناس كفاه و أغناه
إني احبه
كيف لا ... و هو من علمني القيم
و قضى عمره لاجلنا ... و افناه
لقنني حب الوطن و تحية العلم
سأترك بقية كلامي ... لحين ألقاه
يزيد علوي اسماعيلي
الأحد، 12 نوفمبر 2017
إهداء إلى ملهمتي ،،،، بقلم الشاعر/محمود سليم
إهداء الي ملهمتي
من ديوان رسائل الاشواق
.............................................
تعالي نرشف َ الحب َ
ونروي روحنا عشقا
تعالي نرسم َ البسمة
يفيض عطرها سحرا
تعالي نسمةُ أنتِ
أهيم بلثمها دهرا
تعالي روحي العطشي
تملُ الصبر والوجدا
تعالي بين أحضاني
يناجي نبضك نبضي
وأدرك ما مضي مني
فأنتِ فجر ميلادي
أتيتك أحمل الزهرا
وشوقي هز أوصالي
أعانق طيفك صحوا
أروم نومي لألقاك
أيا امرأة أعانقها
فتزهر كل أشجاري
تدفق نهري جماً
فغدت كالورد شفتاكِ
تعالي نرشف َ الحب َ
ونروي روحنا عشقا
.................
بقلمي العربي محمود سليم.