الثلاثاء، 4 فبراير 2025

و تَسْألُنِي بقلم الشاعر سعيدة باش طبجي

 إلى منْ سَخِرَ منَ العُمْرِ و ربَط الشِّعرَ بالشَّعرِ :


             ☆《و تَسْألُنِي....》☆


و تَسْألُنِي : "كيْفَ شَابَ القَذَالُ؟

"وأكْرَى الدَّلالُ وغَاضَ الجَمَالُ؟

"و كَيْفَ غَزا الجَدبُ وَردَ الخُدُودِ

وأهْوَتْ على النَّاظِرَينِ الظِّلَالُ؟"

تقُولُ :" أشَابَ لدَيْكِ القَصِیدُ

كما شَابَ شَعرٌ و حَطّتْ رِحَالُ؟

“لمَاذَا الحُرُوفُ لَدَیْکِ ثُلوجٌ

عَلَی سَفْحِهَا قَدْ تَهاوَی الخَيَالُ؟

“و شَحّتْ هُطُولُ  مُزُونِ القَوافي 

 كَنبْعٍ جَدِيبٍ جَفَتْهُ القِلالُ؟ "


فَأصمُتُ وَلْهَى و يَهْفُو حَنِيني

و يَذْبَحُنِي مِنْكَ هَذا السُّؤالُ

وأجْمَعُ أشْتَاتَ سُقْمِي وَ شَيْبِي

و يَخْفقِ مِنْ جُرفِ صَمْتِي المَقَالُ

ٍلِیَسْکُبَ فِي شَفَتَيَّ کَلامًا

حَزینًا و لَكنْ كَسَاهُ الجَلَالُ :

"سُؤالُك سُخْرٌ و قَهْرٌ وجَوْرٌ

وغَدرٌ لِعهْدِ الوَفاءِ اغْتِيالُ

وشَيْبي نُضَارٌ  و شَيْبُكَ زَيْفٌ

تَشظّتْ عَلَى قَدَميْهِ الخِصَالُ

أشِبْتُ ولا زِلْتَ أنْتَ شَبابًا؟

ومَا زالَ يَنْدَى لَدَيْك الدَّلالُ؟

أهَلَّ شِتَائِي و مَازِلْتَ تزْهُو 

رَبيعًا قَرَاهُ الهَوَى والوِصَالُ؟

و شَحَّتْ هُطُولِي عَلَى حَقْلِ شِعْري

و مَا زَالَ يَروِيكِ نَهْرٌ زُلالُ ؟

أتًمُّوزُ انْتَ هَجَعتَ زَمَانًا

ومَا فَتَّ فِي عَضُدَيْكَ العِقَالُ؟

أَفَقْتَ بِحِضْنِ الهَوَى والأمَانِي

وأوْرَقَ فِي مُقْلتيْكَ النّوَالُ؟

أجَاءَتْكَ قُبْلَةُ عَشْتَارَ تَسْعَى

بعِشْقٍ جَفاهُ الوَنَی وَالكَلَالُ؟

فأوْرَفْتَ طَلْعًا  وطَلًّا وفُلًّا  

و مَاهَ مِنَ الغُصنِ شَهْدٌ حَلَالُ؟


تَأمّلْ  بِسِفْرِ السّجَايَا و قُلْ لِي

هلْ الحُسْنّ شَعرٌ هَفَا أمْ فِعالُ؟

هَلْ الحُسْنُ عنْدَك ثَغْرٌ و قَدٌّ

وَ وَردٌ زَها فَوْقَ خَدٍّ..و خَالُ؟

أشَعرُكَ لَيْلٌ و شَعري رَمَادٌ؟

وَ عَيْناكَ نُورٌ و عَيْناي اَلُ؟

أَشَيبُكَ دُرٌّ وشَيْبِي صَدِيدٌ؟

وهَذِي غُضُونِي سَقامٌ عُضَالُ؟

وهَذِي أخَادِيدُك الزُّهرُ حَرثٌ

سَينْبُتُ فِيها الجَنَی والجَمَالُ؟

فأنْتَ بِعيْنِ التَّجَافِي تَرانِي

سِنِینًا عِجَافًا رُؤاَهَا اعتِلَالُ

تَأمّْلْ غُضُوني.. فَفِي كُلِّ خَطٍّ

و تَجْعِيدةٍ قِصّةٌ واكْتِمَالُ

ومَادامَ في النَّبضِ جَذْوَةُ جَمْرٍ

فَلَا ضَیْرَ انْ شَابَ مِنِّي القَذالُ


              ☆☆☆


كَلامِيَ فَي حَضْرةِ الحُمْقِ حُمْقٌ

وصَمْتِي مِنَ الإْنحِدَارِ انْتِشَالُ

سَأصمُتُ... لْنْ ينْفعَ اليَوْمَ فِينَا

علَى طَاوِلاتِ الغَبَاءِ  جِدَالُ

وهَذا شُعُورِي  تِجَاهَكَ حَقْرٌ

وهَذا قَصِيدِي إليْكَ اَرتِجَالُ

فَلنْ أعصِرَ النّبْضَ شَهْدًا زُلَالًا

لِمَنْ ذَوْقُهُ قَدْ قَلَاهُ الزُّلَالُ

وكَيْفَ أصُوغُ لَكَ اللّوْمَ شِعرًا 

وفْهْمُك لِي وَالقَوِافِي  مُحَالُ؟


قَصَائدُنا الزُّهْرُ تَسْمُو شُمُوخًا

عَلَى عَالمٍ جَالَ فيهِ الهُزَالُ

و عُمْرٍ تَعَمَّدَ  شَيْبًا ولَكِنْ

عَلَى جَانِبَيْهِ تَصَابَى رِجَالُ

وشِعرٍ علَى عَرشِهِ جَالَ سُخْفٌ

فَدُكَّتْ رُؤوسٌ و صَالتْ نِعَالُ 

و حُكَّامِ أمْرِ بأهْوائهُم حَيْ▪

ثُ مَا مَالتْ الرّيحُ ضَجُّوا و مَالُوا.


        《 سعيدة باش طبجي☆تونس》

                     أفريل 2022


*سيمفونية" الحياة"* بقلم الشاعر كمال العرفاوي

 *سيمفونية" الحياة"* 

مطر.. مطر.. مطر

على الأرض

بدأ يتساقط و ينهمر

عازفا "سيمفونية" الحياة

على الوتر

بعد طول انتظار

يوشك بالخطر 

باعثا في القلوب البهجة

و في النّفوس الأمل

فاستبشر بنزوله

النّبات و الشّجر

و كلّ الكائنات الحيّة و البشر

و تزيّنت بقطرات الدُّرَر

جميع الورود و الزّهر

و ارتوت منه الأرض

و تغذّى به الثَّمر

فرفع الفلّاح كفّيه

إلى السّماء حامدا

ربّه العزيز المقتدر

على نعمه الكثيرة

وخيره المتدفّق المستمر

فسبحان اللّه

الّذي أنزل من السّحاب

البَرَد و الثّلج و القَطر

كمال العرفاوي


*...لن أمنحك...* بقلم الكاتب حمدان بن الصغير

 *...لن أمنحك...*

لن نَتَّفِقْ

كلّ الذّي كان

من الأقدار بَابٌ

من قبضتي الآن يَنْفَلِتْ

مُرِّي و اشْغَليِ البال 

كي لا يَلْتَفِتْ

كي لاتكوني 

مثل التي من خلف تَحْتَرِقْ

وَضَعْتُ في نصف الطّريق

للعراة منّي قميص 

و أهديت نعلي

كي يُكْمِل عنّي الطريق إِبْلِيسْ

و تركت في حرّ الشمس

لهم منّي قِدِّيسْ

فتحت لك في الصخر 

من المستحيل ألف باب 

حتى أنّ الفحولة

صارت بين يديك ألعاب

لن أمنحكِ شرف إهتمامي

لٍتُقِيمِ ذات يوم في مقامي

                حمدان بن الصغير 

                الميدة نابل تونس


ردًّا على البرغوثي ونزار وتميم... بقلم الأديب عبد المرضي منصور

 ردًّا على البرغوثي ونزار وتميم...


 

عفوًا شعراءُ أُمّتنــــا

فاليومَ ولَدِي يتقطَّعْ.


اليومَ كُسِرت قامتُنا

وذكـورُ الأَمَةِ تتنطّعْ.


يهـــودُ العالمِ تتعالى

لطُوخٌ بالمقْدِسِ تقبعْ.


وأُنُوفُ العُربِ قد ذُلَّتْ

وكــأنَّ قــادتـنـا كُـتَّـعْ.

  

يا ليـت فيروزًا سُـمِعَت

ما حقَّ لرجُلٍ أنْ يخْضَعْ.


عبد المرضي منصور

أديب مصري



القنابلُ في حَشايا بقلم الأديب محمد عبد المرضي منصور

 القنابلُ في حَشايا


إنْ سَمِعْتَ صَوْتَ مِدْفَعٍ

والقَنـابِلُ في حَشـايــــا


أو رَأيْـتَ سُـفُـنَ حَـرْبٍ

أو صَوَارِيـخَ البَـلايـــــا


قُـلْ لِـمَنْ يَسْمَـعكَ قَـوْلًا

للقُلُوبِ كَما الشَّظـايــــا


إنَّ قَــلْـبًا بَــاتَ يُـدْمِـي

والشُّعُوبُ كَما المَطَـايا


كـان جِـيـلُ السَّـابِقِـيـنِ

لِلعِدَا مِـثْل الـرَّحَـايَـــــا


إنَّــكُـم جِيِـلُ الـخُـنُـوعِ

شَرَفُنا عُظْمَى القَضَايـا


فارفعـوا الهاماتِ هيّــا

واظهِرُوا كُـلَّ الـخَبَايــا


جَــرَّعُــوهُـــمْ كُــلَّ ذلٍّ

حَـاصِـرُوهُـمْ بالسَّرَايـا


وارْتَقُـوا بالـطَّــائــرَاتِ

واجْعَلُوا الغَوْثَ المَنَايا


محمد عبد المرضي منصور

أديب مصري



قصيده (الرحاية) شعر...سعيد حمدي محمد

 قصيده (الرحاية)

شعر...سعيد حمدي محمد 

**********

دوري يارحاية الزمن دوري 

واطحني سنين الفراق وشهوري 

دوري وزودي من لفاتك 

وفتشي بين السنين وحياتك 

يمكن تﻻقي يوم هنايا وسروري

دوري يارحاية الزمن دوري 

***********

أصرخ يارحى بوجه اﻷسي ودش 

وكسر بذور الجفا والخداع والغش 

اللي بدرتها بأرض الحنان خابت 

بكل قساوه في توب العناد نامت 

ورويتها بدموعي لما جفت بحوري 

دوري يارحاية الزمن دوري 

*************

هالف وياك يارحى لحد ماتعبك 

وبتحداك ياقاسي يمكن اغلبك 

وأصون الوداد مهما ذاد اﻷنين 

عشمان يرق الصخر وينضح حنين 

وأﻻقي يوم سعدي وسروري 

دوري يارحاية الزمن دوري 

*************

شعر /سعيد حمدي محمد 

13/7/2023



خواطر طبية القدوة«(★)» بقلم : د/علوي القاضي

 «(★)»خواطر طبية القدوة«(★)»

بقلمي : د/علوي القاضي.

... كثيرا ماأختلف مع المرضى كبار السن لافرق بين الرجال والنساء وحتى الزملاء (أصعب من المرضى خارج المهنة) وبالذات الذين تعدوا الستين ، ودائما يكون الخلاف حول نمط الحياة (Life style) ، والإلتزام بنصائحى والنظام الغذائي ، دائما تكون الردود يحكمها معان غريبة وإستفزازية مثل : يعنى هتحطونا فى النار مش هنستوى ، مين عاش ، راح الكتير مابقاش غير القليل ، هناخد زمانا وزمن غيرنا ، إديني عمر وإرميني البحر

... إجابات محبطة لي كطبيب وتعكس إحباط صاحبها وتلاشي الأمل عنده وعدم الإكتراث بصحته وسلامته مما يدعوني لتكثيف الحوار والتأكيد على ماسيصيبه من مضاعفات المرض مع الإهمال والٱثار جانبية للأدوية مع عدم التنظيم ولاأكتفي بل وأعطيه أمثلة حية يحتذى بها من المرضى الملتزمين

... الطبيب الياباني (شيجياكي هينوهارا) نموذج يحتذى به من الأطباء ، أطلقت عليه اليابان لقب (كنز اليابان الحي) ، وضع أنظمة صحية جعلت اليابانيين من بين الشعوب الأطول عمرا في العالم 

... وكان هو نفسه يتبع أسلوب حياة نشطة ، فقد ألف بعد عمر الـ 75 ، حوالى 150 كتابا ، وبعد أن بلغ 100 عام ظل يعالج الناس ويقرأ المحاضرات

... وتوفي (هينوهارا) عن 105 أعوام عام 2017 ، وقد كان ليس فقط مديرا لمستشفى عالمي (سانت لوكس) ، ولكن أصبح مايسترو عندما بلغ التسعين من عمره ، وقد أدى أمسيات موسيقية لمرضاه ، وكان يذهب إلى العمل حتى اليوم الأخير من حياته ، ودفتر سجلاته كان يحتوي على مواعيد لخمسة أشهر قادمين ، حسب ما نقلته صحيفة (تريندي رو)

... وقد نظم الطبيب قواعد لطول العمر يقول ناصحا :

★ يتلقى الإنسان الطاقة من المرح ، لا من الطعام أو النوم ، فتذكروا كيف كنتم تنسون في مرحلة الطفولة ، أثناء اللعب ، تناول الطعام ، ولم تحتاجوا إلى النوم ، لذلك لا تجهدوا أجسامكم بأنظمة غذائية أو جداول نوم صارمة

★ يمكن للناس من أي عرق أو جنسية أن يعيشوا طويلا ، فلديهم شيء مشترك وهو أنه ليس هناك شخصا سمينا بين الذين يعيشون طويلا ، على سبيل المثال ، أنا أشرب القهوة أو الحليب أو عصير البرتقال مع ملعقة من زيت الزيتون لتناول الفطور (وهو مفيد للشرايين والجلد) ، وعلى الغداء أتناول الحليب مع البسكويت ، أو لا شيء ، إذا كنت مشغولاً للغاية ، وعندما أعمل ، لا أشعر بالجوع على الإطلاق ، وعلى العشاء آكل الخضار وبعض السمك مع الأرز ، وأتناول مرتين في الأسبوع 100 غرام من اللحم الخالي من الدهون

★ خططوا للمستقبل البعيد ، فدفتر سجلاتي ، مثلا ، مليء بالمواعيد حتى العام المقبل

★ التقاعد لاضرورة له

★ تقاسموا خبراتكم ومعلوماتكم مع الآخرين ، وأنا أعطي 150 محاضرة في السنة ، تستمر محاضراتي من ساعة إلى ساعة ونصف ، وأنا أقرأها واقفا

★ عندما يوصي الطبيب بإجراء أي فحوص أو إجراء جراحة ، إسأله : هل ينصح بنفس الشيء لأبنائه أو زوجاته أو أقاربه الآخرين ؟! لا يمكن للأطباء علاج كل شيء

★ للبقاء في صحة جيدة ، إصعدوا على الدرج بأنفسكم

★ تعجبني قصيدة (روبرت براوننغ) ، (أبوت فوغلر) ، وتقول أنك تحتاج إلى وضع أهداف كبيرة لنفسك ، في الفن والحياة ، إذا كنت ستقوم برسم دائرة ، فيجب أن تكون ضخمة جدًا بحيث لن تلحق برسمها في حياتك كلها ، فنحن لا نرى سوى جزءا من هذه الدائرة ، ترى قوسا ، والباقي هو أبعد من نظرنا وحياتنا

★ الألم هو شيء غامض ، وأفضل طريقة للتعامل معه هو العثور على شيء مثير للإهتمام ، عندما يكون الطفل يعاني من ألم في الأسنان ، فمن الضروري إشراكه في لعبة ، فينسى الألم على الفور ، يجب على المستشفيات رعاية هذا ، لدينا الكثير من المرح في مستشفى (سانت لوكس) ، الموسيقى ، والحيوانات ، والعلاج بالفن ، كل هذا يساعد كثيرا

★ تخلوا عن الأشياء المادية قدر الإمكان ، تذكر أنه لا أحد يعرف متى يقضي نحبه ، فإلى أين ستحمل كل أغراضك

★ يجب إعداد المستشفيات لمواجهة الكوارث الكبرى ، ويجب أن تقبل بكل من يقرع الباب ، تم تصميم مستشفانا بحيث يمكنك ، إجراء عملية جراحية ، إذا لزم الأمر ، في أي مكان ، في الطابق السفلي ، في الممرات ، في الكنيسة

★ العلم وحده لايمكن أن يساعد الناس ، فترتبط الأمراض إرتباطًا وثيقًا بروحنا ، ولفهم المرض ومساعدة الناس ، لانحتاج إلى العلم فحسب ، بل أيضًا إلى الفن

★ الحياة مليئة بالمفاجآت ، فعندما كان عمري 59 في  1970 ، سافرت من طوكيو إلى فوكوكا ، وتم خطف الطائرة من قبل أعضاء الخلية الشيوعية للجيش الأحمر ، وفي الأيام الأربعة التالية قضيت مكبلاً بالأصفاد على كرسي ، في درجة حرارة 40 درجة ، وبما أنني طبيب ، راقبت نفسي وأدهشتني قدرة الجسم على التكيف مع الأزمات

★ إبحثوا عن (قدوة) مثالية لكم في الحياة ، وحاولوا أن تنجزوا أكثر منها ، وغادر والدي في عام 1900 ، إلى الولايات المتحدة للدراسة في جامعة ديوك في نورث كارولينا ، وكان بطلا بالنسبة لي

★ العيش طويلا هو شيء رائع ، فنحن نعتني بعائلتنا حتى سن 60 ، وبعد ذلك علينا العمل من أجل خير المجتمع بأكمله ، فمنذ أن بلغت 65 سنة ، أعمل مجانًا ، 18 ساعة في اليوم ، سبعة أيام في الأسبوع ، وأستمتع بكل دقيقة

... وعرف (هيموهارا)  بـ (كنز اليابان الحي) ويوصف بأنه الطبيب (الخارج عن المألوف)

... تحياتي ...



الجنّــــة المفقـــــودة بقلم الشاعر التونسي الحبيب المبروك الزيطاري

 .           الجنّــــة  المفقـــــودة 

محاولتي في مجاراة قصيدة 

الشاعر الكبير نزار قباني

في مدخل الحمــــراء كان لقاؤنـــــا

ما اجمـــــل اللُّقيا بــــــــلا ميعـــــادِ فقلت :♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

.           الجنـــة المفقــــودة 

يا حسرة  بالقلب طـــــال عِنـــادها

فدعوتُ حرف الضَّـــــاد  للإمــــدادِ


ناشدت شِعري فانبـــــرت أبياتـــــه 

يجري بها قلمـــــي  بـــــلا  إعــــدادِ


 فضبطت إيقاعـي و صــار مِـــدادي

دمـــعا يدوِّّن  دونــــما استعــــــدادٍ


أمِنَ الهوى فاض الحنيــن بمهجتـي

أم من لهيب الشّــــوق  للأجــــــوادِ


أيام كنّــا و الـــدُّنى طــــوعٌ لنــــــا

و جيوشنـــا تقضــي على الأوغـادِ


كنّا و كانـــــت هاهنـــــا أوطاننــــا

و الحكـــــم  فينــا ثابــت الأوتـــادِ


و اليوم صـارت ماضيـا يحكي بــه

 التاريــــخ   للـــــزوّار و الــــــرّوّادِ


نُقشت على الأسوار  بصمة ملكنــا

فانظر ، تراها  في الجدار البــــادي


غرناطـة ، أشبيليـه و قصورهــــــا

مسبيّـة  تشكــو  إلى  الأحفــــــــادِ 


و نقوشها  العربية الفصحى حكـت

و أذاننـا  وقـت الصّــــلاة  ينــــادي


فوقفت بالأطلال أبــــكي مجــــدنا

و هواننـــا بعد الخريــــف النّــــادي


ألا يا ابن زيــدون أمــــــــــــا  ولّادة

قد واعدتـك بحضــن هــذا الــوادى


إذ ارسلـت رســـل المحبّــــة ههـــنا

فكتبتَ شعــــرا واضـــــح  الأبعـــادِ


ماذا تقــــول و قــد أتـــى عرّابـــــها 

يتوعّـــــد  الطّيـــر الجميــل الشّادي


و يٓذوده و يصــــده  عــــن وكـــــره

بصريــح صـــوت الكفـــر و الإلــحادِ

يتبع ..... 

الشاعر التونسي

 الحبيب المبروك الزيطاري 


2فيفري 2025


صباحُ الخيرْ بقلم الشاعرة ملك محمود الأصفر

 صباحُ الخيرْ

........................................

صباحْ الخيرِ يا وطني

وملؤكَ الحريّةْ

دمُ الشهيدِ قدْ سقى

ورودَنا النديّةْ

وهذهِ راياتنا 

خفاقةٌ عليّةْ

إذْ تعلو في سمائكَ

مرفوعةٌ أبيةْ

................

صباحُ الخيرِ للذي 

أطاحَ بالطغيانْ

ونشرَ عدلاً بيننا

وبدّدَ الأحزانْ

صباحُ الخيرِ للذي

قدْ حطّمَ الأوثانْ

أنارَ دربنا ضحىً

وحقّقَ الأمانْ

...............

صباحُ الخيرِ للذي

عادَ إلى الديارْ

أهلاً وسهلاً إخوتي 

يا أيّها الأحرارْ

هيّا بما نمشي معاً

كيْ نبدأَ الإعمارْ

نعلي صروحَ مجدِنا

في الليلِ والنهارْ

..........................................

ملك محمود الأصفر

بقلمي

النزوح خارج اللغة في رواية (طوفان من الحلوى في معبد الجماجم) لأمّ الزين بن شيخة المسكيني. بقلم الأديب محمّد مجيد حسين

 النزوح خارج اللغة في رواية

 (طوفان من الحلوى في معبد الجماجم) لأمّ الزين بن شيخة المسكيني.


 (لم يعد في مقدورنا في هذا العصر إنتاج قيمنا الأخلاقية وصقلها بسبب غياب التربية الإنسانية وتغول العلم بتجريده وعمومياته، أصبحنا مجرد مستهلكين للرصيد الأخلاقي الذي كونه أسلافنا، فالفضيلة الآن كلمة بلا معنى يضحك المرء منها، وويل لمن لا يضحك).  فريديك نيتشه  

 

 استهلال

لننحت بحواسنا الهاربة من دلالة النار 

 لنُفكك ماهية اللغة عبر صدى صرخات الجياع 

 ولنرسم بدموعنا الساهرة خلف متاريس الضباب 

ولنبكي خلسة ولنبتسم حتى تحت أعواد مشانق الفيروسات.

ولنسمع الموسيقا بأرواحنا المُتعبة 

ولنسترسل بعمق لنُعانق حبيباتنا خارج منظومة الملموس

ولنسكب ماء الورد على مُحيا الإيقونة أمّ الزين بن شيخة 

ولنذوب في طوفان  من الحلوى 

ولندرس جماليات العبثية في معبد الجماجم. 

 الخلاصة

استدعاء مركزية اللوغوس عبر التشارك ما بين جذور المنطوق والمكتوب من خلال مونولوج كثيف الدلالة رغم حيز الإشكالية في نواته الضامنة للعبور الآمن لرؤى الروح والمُتمثلة بالكائن التاريخي من جهة والكائن الحداثي المُنتمي لقيم العصر عبر العقل القادر على تفكيك رمزية الحروف وماهية اللقاءات فيما بينها والمنبثقة من مزج عالي التركيب ما بين الإيقاع وجمالية الشكل, هذه الوجبة النادرة تنجح في تحقيقه الروائية أم الزين بن شيخة عبر روايتها طوفان من الحلوى في معبد الجماجم وبمهنية رفيعة خاضعة لجُل مفاهيم علم الكتابة وفقاً (لجاك دريدا).


إرهاصات

أطفال اليوم في العالم الإسلامي عندما يكبرون هم مشاريع للموت إما قتلة أو ضحايا أو سيتباعدون خوفاً من الفيروسات أو سيُقمعون من حكامهم. 

والفتيات انحسرت مساحة الجمال في مُخيلتهن, حتى ذاك الحلم العميق والمُتمثل بارتداء الفستان الأبيض وهو الحلم المتفق عليه بين معظم الفتيات في العالم وتحديداً في العالم الإسلامي بات صعب المنال.

هذه الويلات أدخلت الضبابية إلى عالم معظم الشرائح الاجتماعية ..

عودة الأصولية , انتشار فيروس كورونا , ظلم الحكام , الظلم الاجتماعي المُتأصل والمُتوارث وأزمة العقل هذه المنظومة الفظيعة غيرت الموازين وبشكل مُدمر ..

رسائل إلى القتلة:

( نخيل تدمر لا ينحني ) قالها بشموخ عالم الآثار السوري خالد الأسعد وهو مُحاصر برشاشات القتلة فرحل بشموخ.

لهؤلاء المستوطنين  في جبلي مغيلة والشعانبي أشجار الزيتون لا ولن تركع للقتلة.

هذه أنفاس أمّ الزين بن شيخة الناطقة باسم الحياة والعقل  هناك في بلاد قرطاج.

وصوت الكلمة سيعلو على صوت الرصاص, المجد للإنسانية.

وهناك في كوباني وقفت آرين ميركان الكردية  بعزيمة الجبال وتحدت القتلة والموت واستشهدت مُنتصرة.


الرواية والروائية

 الروائية التونسية  أم الزين بن شيخة نموذجاً: 

من خلال روايتها طوفان من الحلوى في معبد الجماجم, قال جبران خليل جبران: 

(المرأة التي يتحسن مزاجها من كتاب، قصيدة، أغنية أو فنجان قهوة.. لن ينتصر عليها أحد؛ حتى الحياة تخسر أمامها)

سأمنح نفسي تذكرة سفر في العوالم النفسية للروائية أمّ الزين فهي كتبت هذه الرواية من منظور عقلاني يرتكز على منظومة من الطمأنينة والتصالح الداخلي, أي أنها نظمت علاقتها مع ذاتها ومع الحياة من خلال التوافق الانسيابي ما بين المشاعر والعقل, وهو بدوره يعمل عبر المشاعر.

 هنا يُمكننا أن نستنتج بأن التفاعل ما بين العواطف والعقل قد يمنح الكائن البشري بوابة لفضاءات قد تؤسس لكينونة حقيقية.

العقل في ضيافة العاطفة, والعاطفة في حضرة العقل  من أجل خلق الأجواء الأكثر ملاءمة للإنسان المُعاصر.

ميّارى

هل تنتهي الهجرة باللغة أم تُساق إليه بغفلة من الله ,

وهل تحرير الأنوثة من التوحش الذكوري بحاجة إلى النزوح خارج اللغة,

وهل التربص هناك بمحاذاة زبدة الذكريات الممكنة في عالم يخوض معارك من الافتراس بدوافع وجودية, في خضم هذا العويل هل يُمكننا رصد جغرافية آمنة للجمال؟ 

ميّارى هي روح أمّ الزين ورمز الحياة التي تعاملنا بلطف وعفوية, وأحياناً بأنانية بيضاء  في ظل تعطل ولو مؤقت للعقول, وهي تُمثل عالم المرأة الداخلي أيضاً في ظل تضخم حجم الأنا في اللاوعي في عالم شاسع تم اختزاله في قرية صغيرة.

مُغامرة في عمق الطوفان:

حلوى حياتنا تُغرق سيوف القتلة, وماء الزهور النابعة من قلوبنا العاشقة للحياة تُنعّم حتى أشواك الكراهية في قلوب القتلة, حيث ستسود ثقافة انتصار البياض على السواد.

فجماليات المساحة تختلف من خلال الأشكال الهندسية ,وكينونة الطيور في السماء تختلف من زمنٍ إلى آخر, وأحمر الشفاه يتباين على شفاه الروائيات بحسب انسجام الملامح.

 ومشاهد القتل تختلف من مكان إلى آخر وفقاً لمنسوب التماهي مع الموروث الثقافي وضعف الانتماء لقيم العصر وعجرفة القائمين على إدارة الآخر.

ثمة اشتغال  تحفيزي في اللاشعور على مواجهة منطق العقل عبر منظومة التخويف والترهيب وباستراتيجية مؤلمة تستهلك طاقاتنا وتشغل تفكرينا أي أنها تُحجّم مساحة البياض في أعمارنا. 

ثنائية الموت والحياة تم التطرق إليها منذ القِدم كما هو شائع في النص الأقدم تاريخياً  ملحمة جلجامش فما كانت رحلة جلجامش وأنكيدو إلى  غابة الأرز حيث الخلود المزعوم  إلا محاولة للهروب من جبروت الموت ومن ثم عودتهم بخُفّي حنين, وفي السياق التاريخي تناولت شريحة واسعة من الكتاب هذا الصراع ما بين الحياة والموت, وهنا تتناول المُبدعة أم الزين بن شيخة المسكيني أبعاد الصراع عبر مزج الدوافع الذاتية المُنبثقة من الموروث الثقافي والتربية المنزلية وكذلك المجتمعية من جهة, وكذلك مصالح الدول العظمى التي تُساهم في خلق الأجواء العدائية ذات البُعد الوجودي. 

هنا لنقبض على شهد الكلمات من رابية التاريخ ومن خلال عفاف ذاكرتنا العميقة التي تمنحنا جملة من السرديات في فضاء العزف المُنفرد وفي أصداء المواعيد التي تتظلّل في غياب شبه تام للظل الموضوعي في عالم يتغذى على العدائية الخالدة.

رواية طوفان من الحلوى والتي تجري أحداثها في تونس تطرح إشكالية الحياة المُعاصرة وتحديداً منذ 2011 وما يسمى بالربيع العربي وما تلا ذلك المُنعرج من تحولات مؤلمة كظهور الجماعات الأصولية  كداعش والتي كانت أكثر الجماعات انتشاراً وسفكاً للدماء والتي نشطت في سوريا, والعراق, وليبيا, وتونس, وجماعة الحوثين في اليمن وجبهة النصرة في سوريا ولبنان و.. 

هذه المنظومة التي تتشارك في اتخاذ القتل وترهيب الناس كمنهج لعملها اللاإنساني واكتمل المشهد الظلامي بانتشار فيروس كورونا وباتت الحياة كمنظومة قاتمة وانحسرت الحياة الاجتماعية, هنا أعلن الموت تفوقه العميق على الحياة.

وبالعودة إلى ينابيع الرواية التي تطرحها أمّ الزين بن شيخة في روايتها طوفان من الحلوى في معبد الجماجم, عندما تقول: ( وأشجار احمرت أوراقها من شدّة كرهها للون الأخضر .. ) هنا نستطيع أن نستشفي جملة من الأفكار من هذه الكلمات: فأوراق الأشجار تم تشبيهها بشكل مُعاكس, فهي خضراء وباتت تُعادي ذاتها, هنا ثمة انزلاق مؤلم في النظرة إلى ماهية الحياة, الأخضر وهو رمز الحياة يتحول إلى الأحمر وهو رمز الموت, ثمة انتقال من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين, فتخلخل المجتمع نتيجة ظهور هذا التيار الدموي,  واستقطابهِ المُهمّشين والبسطاء و تجنيدهم لقتل الرعاة والأبرياء حيث بات القتل مصدر عيشهم.

لنقطف زهرة أخرى من حديقة الإيقونة أمّ الزين بن شيخة

(الصيف على الأبواب.. وكل البيوت مُقفلة تواجه الفيروس وحيدة.. والمدينة تسقط ببطء شديد وتتظاهر أحيانا بالنعاس.. بين الموت والنوم لا فرق يُذكر)

هنا ثمة تسليط للضوء على العتمة التي خلقتها كورونا فلا يُمكننا عبور الصيف من وراء الأبواب والنوافذ, تتضاءل الفوارق ما بين موتنا وراء الأبواب المغلقة والموت التام, فالمكوث الإجباري يُمكننا مقارنته بالموت السريري, فأجواء الحظر أنتجت مساحات مُخيفة في اللاوعي من الخوف, وسلطت الضوء على جغرافية الهزيمة الداخلية.

هنا ومن خلال النموذجين السابقين من هذا النص المُذهل نستطيع أن نستسيغ جملة من حديقة الفيلسوفة أمّ الزين بن شيخة وهي قدرتها المُتشعبة في رصد فائق الدقة لمنغصات الحياة وجمالياتها, أي أنها تختزل المنحى الظلامي في مشاهد تكعيبية صارمة التأثير, فهي تستهل برفع الستار عن كامل مكامن الجمود والجبن في عقولنا مروراً بالضياع نتيجة إيماننا الهش بالعلم ووصولاً إلى المساحات الضائعة والضبابية في ذواتنا كانعكاس للجانب المظلم للحداثة.

وفي سياق الرواية التي تأتينا ملفوفة بحنان ورُقي لغوي مُنقطع النظير, 

الروائية تُجيد الحنكة اللغوية من خلال الربط ما بين إيقاع الكلمات ومدلولاتها المؤثرة والمُتبرعمة, ثمة طرح يكشف للقارئ الحصيف أهمية دراسة تاريخ الأفكار عبر تقسيمات موسيقية, أي أن عملية الانتقال تُحدث ارتباكاً يترافق بمسحة من نبيذ الكينونة التي تمنح الكائن البشري نشاطاً وطاقة لمواجهة تخبطات الحياة.

هنا سنتطرق إلى مفهوم الجمال والفن في مواجهة القتلة, وسنبدأ بتشريح معبد الجماجم,  ثمة تشفير لماهية الدلالة, فالمعبد هو مكان للعبادة كيف بات مأوى للجماجم, هنا تُحفزنا الروائية على تعميق منبع التساؤلات للوصول إلى الضوء الكافي لرؤية التفاصيل التي تُساهم في بلورة مفاهيم مُختلفة قد تنسجم مع آلية الحياة الحديثة المُتداخلة ومن مسافات مُتباينة من خلال جملة من التساؤلات المؤثرة ما بين المرء وذاته, فالأطفال حائرون وقلقون, فهم في المستقبل وفي ظل الظلامية السائدة هم مشاريع للقتل إما أن يُقتلوا أو يَقتلوا, أي أنهمُ محكومون بالانزلاق صوب منظومة القتلة لطالما نواة الخطاب السائد تُغذي هذه المنظومة.  

 لنضع أسس المعادلة من خلال الرسام كوشيمار وحبيبته ميّارى رمزي الحياة في عالم أمّ الزين, حيث تُسلّمهما مشعل الحياة في مواجهة القتلة في جبل مغيلة, أي الفن في مواجهة الكراهية المقدسة وفقاً لمحمّد أركون, هنا يتبرعم الصراع ما بين طوفان الحلوى ومعبد الجماجم, وفي نهاية المطاف يقتحم طوفان الحلوى أركان المعبد, هنا ارتكزت أمّ الزين على المدلول التاريخي لمفردة الطوفان الذي يعني القوة المُتفوقة وفقاً للأسطورة الغيبية ميلاد البشرية الثاني الذي جاء نتيجة طوفان النبي نوح الذي جاء بتعاليم جديدة, هنا تسعى الروائية أن تصل بنا إلى منعطف الحلوى التي تُغرق معبد الجماجم, لن نغوص في تفاصيل الأحداث فقد نالت مُبتغاها في هذا الرواق لكثرة القراءات التي تناولت النص ومن مختلف الزوايا, لكننا هنا نسعى أن نتطرق لبعض الجوانب الفكرية العميقة التي نجحت أمّ الزين بن شيخة في تقديمها لنا على شكل موائد مُتلاحقة مُتناغمة عبر التفاعل الصارخ ما بين خصوصية اللغة وتفكيك بنى الأفكار.

والجانب الآخر الذي يحضر في أجندات الرواية وبدفء ممزوج عبر منظومة الجمال, فالروائية من أنصار الانتماء للعالم جمالياً ونبذ الانتماءات الضيقة التي لا تنسجم مع قيم العصر.

طوفان من الحلوى في معبد الجماجم رواية ذات بصمة منفلتة لا يُمكننا اختزالها إلا عبر وضعها في مواجهة حقيقية مع لب المرايا المقعرة والمحدبة التي تعكس ما وراء نبضات القلوب الباحثة عن الحياة الدافئة.

هذا العمل الروائي الشاهق أنجز جُل مهامه بانسيابية وسيميائية وأستيقية، تتصارع في متنها أريج الزهور المتهافتة لمعانقة بذور المحبة والقيم في أعماقنا, هذه صرخات أمّ الزين وقد اجتازت الحدود واخترقت التابوهات وأتتنا حاملة ثورةً من القناديل وبقايا مرسم  كوشيمار بصحبة زقزقات العصافير التي أسهبت في بث السكينة في السكون, وعزفت ألحان العبور رغم وعورة الدروب المؤدية لكسر العجرفة الذكورية على الفضاءات الإبداعية, فطوفان من الحلوى تجاوز معبد الجماجم وانتشر في معظم الجهات يُناشد عشاق المعرفة والحياة الآمنة.   

 محمّد مجيد حسين – كردي سوري



لقاء بعد البلاء بقلم الكاتبة رفيقة بن زينب *** تونس الخضراء

 لقاء بعد البلاء


سلام على جواد  رمز للجهاد

هدية من الله الجواد

سلامي على من شوقي له يزداد 

كشوقي للعباد

و لاسيما بعد فراق القواد

لمقاومة مشهورة في البلاد

بالإخلاص للوطن المبتلى بجلاد

من أقسى الجلادين  منذ قرن زاد

فيه القمع و التهجير لعباد 

ذنبهم حب الأرض التي اعتاد 

أحدهم فيها  هواء تغنى به القصاد


سلام رغم الجراح

و فقدان الأملاك و السلاح 

و الأمل في بعض الارتياح

و ذكرى أيام  الانشراح

مع الأتراب من أجوار راح

أغلبهم أيام الإبادة و خلفوا جراح

لا تندمل مهما كان السماح


إلى الله أشكو التطبيع و انبطاح 

المسؤولين العملاء و الصمت المباح

على جرائم  تجاه شعب أعزل لا يرتاح

أطفاله و  مسنوه الذين صاروا كسياح

في عقر  دارهم بعلم الفتاح

بعد استباحة دورهم دون طلب مفتاح

و أملاكهم ليلا و صباح

أيام الأعاصير و الرياح


وسؤالي عن أخبار

صاحبك  المجاهد المغوار 

الذي يلقب بالسنوار

و عما حف به من أخطار 

و أصاب عائلته من إخطار 

قبل اغتياله في إحدى الديار

و تعس عبد الدينار

زمن الفتن التي حدثنا عنها المختار

عليه و على آله وصحبه باستمرار 

سلام و صلاة يعظم بها الغفار 

أجره و أجر كل جبار

لكسور من انهار

أمام جيوش عالم في حالة استنفار

لسلوك التهور و الاستهتار

و نسأله الشفاعة في هذه الدار

و الدار الدائمة دار  القرار

يوم العرض على النار


حسبنا الله الخبير الستار

في كل ظالم لمسلم في كل الأقطار 

آمين يا  ستار يا مجيب يا  قهار


رفيقة بن زينب   ***   تونس الخضراء


لحظات لترميم الروح : بقلم المستشار الدكتور إبن عزوز فرح الإدريسي

 لحظات لترميم الروح :


المشهد طبيعي ويبعث على الهدوء والسكينة. فالطبيعة بالفعل لها القدرة المذهلة على منحنا مساحة للتأمل والاسترخاء، حيث تساعدنا على الابتعاد عن ضغوط الحياة اليومية والعودة إلى جوهرنا الداخلي. عندما نتأمل في جمال الطبيعة، سواء كان ذلك مشهدًا لغابة هادئة، أو شاطئ هادر، أو جبل شامخ، فإننا نشعر بارتباط عميق يتجاوز المادية. هذا الاتصال الروحاني يمنحنا فرصة للتنفس بعمق، وإعادة شحن طاقتنا العاطفية والذهنية. التأمل في الطبيعة يذكرنا بأننا جزء من نظام أكبر وأعمق، وأن هناك سلامًا وتناغمًا يمكننا استرجاعه في لحظات الصفاء والهدوء. إنها فرصة للتحرر من القلق والتوتر، والانغماس في لحظة حاضرة مليئة بالسكينة والاستقرار الداخلي.


المستشار الدكتور 

إبن عزوز فرح الإدريسي

لوحة الشرف النبوية صلى الله عليه وسلم بقلم الكاتب عبدالرحيم العسال

 لوحة الشرف النبوية

صلى الله عليه وسلم

============

إنها لوحة الشرف الرباني التي سجل فيها ربنا تبارك وتعالى اسم نبيه صلى الله عليه وسلم  وجعل فيها كل شيئ جميل وما اقصده من جمال هنا هو جمال الأسماء. فان القارئ لاسم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وأسماء كل من إرتبط به كان جميلا وهو هبة وهبها الله نبيه صلى الله عليه وسلم.

   فإسمه صلى الله عليه وسلم ( محمد) مشتق من الحمد وهو أجمل اسم تسمى به بشر منذ بدء الخليقة الي قيام الساعة ولم يتسم به قبله الا ستة نفر سماهم أباؤهم طمعا في نيل هذا الشرف وهذه المكرمة ولكن الله تعالى يمن بفضله على من يشاء وربما شاء الله ذلك حتى يلتبس على اليهود أيهم سيكون النبي ولا يدبروا له السوء. والأب ( عبدالله) ولم يكن عبداللاة مع انه كان منتشرا ولكن اختيار الله له سبحانه.  وكان أبوه هو الذبيح الذي فداه جده بمائة من الإبل والام ( آمنة) وهو ما يشعرك بالامن والأمان والسكينة والراحة والطمأنينة وأمها برة من البر من بني زهرة يوحي بالزهور والخضرة والسعادة .

    أما القابلة فهي ( بركة)(ام أيمن) الحبشية جارية أبيه عبدالله و(الشفاء) ام عبدالرحمن بن عوف   وكلاهما جميل والمرضعة ثويبة مرضعة حمزة بن عبدالمطلب والحاضنة ( حليمة السعدية) وفيها من الحلم والسعد. ثم انظر البادية التي تربى فيها ( بادية بني سعد) فيها من الخير والسعد والسعادة. 

   إن القارئ لجميع الأسماء التي تخص النبي صلى الله عليه وسلم منذ مولده و حتى وفاته وأبنائه وآل بيته كلها اسماء تحمل الشرف والفخر ولم يقترن اسمه او احد من آل بيته باسم فيه ما يعيب وهي لوحة الشرف التي وهبها الله تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم.

        وكذلك ولد النبي صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول (ومهما اختلف المؤرخون وهو نفس شهر وفاته صلى الله عليه وسلم) وكان ذلك في مكة أم القرى أفضل بقاع الأرض في عام الفيل وهو العام الذي هزم فيه جيش أبرهة واندحر وجر أذيال الخيبة من اليمن ثم من جزيرة العرب جميعا وعودة الملك لاهل اليمن على يد سيف بن ذي يزن بشارة وتفاؤلا بهذا المولود السعيد كما كان فيما بعد هزيمة الفرس لأول مرة في التاريخ على يد هانئء بن مسعود وقبيلته في معركة ذي قار. 

       ولاستكمال لوحة الشرف فإننا نجد الموطن وبلد المولد هي (مكة) ام القرى وحاضرة العرب في ذلك الوقت و ملتقى الحضارات والأجناس وقومه (بنو هاشم) هم سادتهم والقائمين على البيت الحرام والذي يعظمه العرب. والبلد الذي هاجر إليه هي (يثرب) ذات الموقع الحسن والذي سكنه اليهود واستوطنوه بعد رحيلهم قديما من اليمن ثم صارت  فيما بعد ( المدينة المنورة). 

  وانظر معي إلى تكملة اللوحة لتجد ان صاحبه كان ( أبوبكر الصديق) وهو المشهود له بكل خلق حسن واختار الله له سيدة نساء العالمين السيدة ( خديجة بنت خويلد) ذات الحسب والنسب والجاه لتكون شريكة حياته الأولى واختار له ربه آل بيته الأطهار فما رأينا فيهم من شخصية الا لها ما لها من الذكر الحسن وكذلك كل أصحابه رضي الله عنهم في حين رأينا من أعدائه وخصومه أبو جهل وأبو لهب ولم يوفقوا للدخول في الدعوة. 

    فهل اجتمعت لاحد من البشر منذ آدم عليه السلام وحتى قيام الساعة من كانت له تلك اللوحة من الشرف غير نبينا وسيدنا محمد صل الله عليه وسلم؟ 


الفقير الي الله تعالى وراجي عفوه :

(عبدالرحيم العسال مصر سوهاج أخميم)


سؤال منطقي بقلم الكاتب نقموش معمر الجزائر

 سؤال منطقي

//////////////


وقالت ماذا تريد مني 

ولست  راقصة  أمشي على حبل 

من قلبك 

او حبل من رموشك 

 ولست طبيبة حين تقول : 

-  الآه .

أقول لبيك …نبضك فاق المستحيل 

 ولست قارئة الكف 

أخلط حظك معي حظي 

كي يستوي الفنجان

ولست مجنونة حين أرى في عينيك

أحلامًا أكبر من السماء.

أنا امرأةٌ، تراهن على قلبها،

ولا تنتظر من أحدٍ أن يملي

 عليها مصيرها.

لن أكون جسراً لتصل إليه،

ولا ظلًا يمشي في زحامك.

أنا الأفق الذي لا يحدّه زمان،

أنا النور الذي لا يغرب.

فماذا تريد مني؟

وأنا، أنا!

  ماذا تريد مني ؟!

أنا التي لا تشبه أحدًا

 ولا تسير على دروبهم

 أريد فقط أن أكون نفسي

وفي نفسي يكمن كل الكون

لن أكون ظلًا في عتمتك

ولا قصة تُكتب في دفترٍك قديم

أنا نسمةٌ عابرة

 لا تُحاصرها الجدران

 أنا امرأةٌ تعيش في زمنٍ مختلف

 أحلامي تفوق ما تراه عيونك

فماذا تريد مني؟ 

وأنا، أنا، لا أحتاج سوى أن أكون 

أو أكون .....

 نقموش معمر  الجزائر


لافِتَاتُ " هَايكُو " بقلم الكاتب صاحِب ساچِت/العِرَاق

 لافِتَاتُ " هَايكُو " حَرِصْنَـــــا أنْ تَحْكِي لَحَظَاتٍ زَمَنِيَّةٍ تَضَخَّمَتْ عَلَـىٰ حِسَـابِ المَكَانِ، فَتَوَلَّدَ مِنْهَـــا مَوَاقِفُ جَدِيــرَةٌ بِالذِكْرِ وَ التَّأَمُّلِ.


فِي لَحْظَةٍ مَــاــ. 

يَلْتَهَمُ ٱلأسَىٰ...

أَبْعَاضَنَـا!


فِي لَحْظَةٍ مَــاــ

تُسَاورُنِي ٱلظُّنُونُ...

أَنْتَ.. أَمْ أَنَــا!


فِي لَحْظَةٍ مَــاــ

تَبْكِي ٱلشُّمُــوعُ...

عَلَـىٰ مَضَضْ!


فِي لَحْظَةٍ مَــاــ

غَرِيبٌ يَتَلَفَّتُ...

قَلْبُــهْ!


فِي لَحْظَةٍ مَــاــ

يُصَافِحُهَــا بِوَقَاحَةٍ...

جَارٌ لَئِيــمْ!


فِي لَحْظَةٍ مَــاــ

يَتَسَرْبَلُ بِٱلعِــزَّةِ...

عُتُلٌّ زَنِيــمْ!


فِي لَحْظَةٍ مَــاــ

جَزَّارُ ٱلحَــيِّ...

يَتُوبُ تَوْبَةً نَصُوحَةْ!


فِي لَحْظَةٍ مَــاــ

جَنِينُ عَاهِــرَةٍ...

يَتَسَنَّمُ ٱلنِّظَامْ!


فِي لَحْظَةٍ مَــاــ

تُحَلِّقُ مَعَ الغُيُــومِ...

نَوَارِسُ الغِيَابْ!


فِي لَحْظَةٍ مَــاــ

تَائِهٌ، لَا يَعْرِفُ البِدَايَةَ...

ظِلُّهُ شَمْسُ السَّمَا!


فِي لَحْظَةٍ مَــاــ

تُكْمِلُ شَخْصِيَّتُهَــا...

عَرُوسُ الغَـدْ!


فِي لَحْظَةٍ مَــاــ

يَصْطَادُ وَجْهُ القَمَــرِ...

فَيْرُوزَةً يَتِيمَـةْ!


فِي لَحْظَةٍ مَــاــ

تَتَنَاثَرُ الأَشْعَــارُ...

جُثَثًا هَامِدَةْ!


فِي لَحْظَةٍ مَــاــ

يَحُطُّ عَلَـىٰ رِمْشِهَــا...

طَيْفُ فَرَاشَةٍ مُلَوَّنَةْ!


فِي لَحْظَةٍ مَــاــ

حَقْلٌ بِلَا نَاطُــورٍ...

أَشْجَارُهُ خُنْثَىٰ!


   (صاحِب ساچِت/العِرَاق)


عاتبتني فقلت لها: بقلم الكاتب/ محمد حسان

 عاتبتني فقلت لها:


لا تظنيني فتى 

بل أعي ما أقول

ولست أصدع بلساني

لكن للقلوب أمور

وأرى عيبي واحدا

أني للفؤاد مطيع

كيف أنهاه ولا حيلة

فخذي بيدي لعلي أتوب

فاكسبي مني أجرا

يوم اللقا فعله مردود

بقلمي/ محمد حسان



الاثنين، 3 فبراير 2025

قراءة نقدية: " القصيدة ومتعة البوح بالحب" لقصيدة الشاعر طاهر مشي "أيتها المزن" بقلم الناقدة جليلة المازني(تونس)

قراءة نقدية: " القصيدة ومتعة البوح بالحب"

القصيدة "أيتها المزن"

الشاعر: طاهر مشي(تونس)

الناقدة جليلة المازني(تونس)

القراءة النقدية: " القصيدة ومتعة البوح بالحب"

1- العنوان "أيتها المزن"

أسند الشاعر طاهر مشي عنوانا لقصيدته "أيتها المزن" مستخدما النداء والكناية فكنّى عن المخاطبة وهي الحبيبة بالمزن .

والمزن  كما ورد في معجم المعاني الجامع هو "سحاب يمطر أو يمكن أن يؤدي الى سقوط مطر"

وقد ورد في الاية 69 من سورة الواقعة قوله تعالى" أفرَأيْتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المُزْن أم نحن المنزلون"

ويقول أحد الشعراء:

ونحن كماء المزن ما في نصابنا // كهام ولا فينا يُعدّ بخيل

وبالتالي لماذا كنى الشاعر عن حبيبته بالمزن؟

- هل ان حبيبته هي الماء الذي يروي ظمأه كما ورد بالآية الكريمة؟

- هل ان حبيبته هي حياته كالماء الذي جعل الله به كل شيء حيّ ؟

2- التحليل للقصيدة:

يتوجه الشاعر لحبيبته مستخدما أسلوبا انزياحيا تركيبيا قائما على الأمر الدال على الالتماس.

انه يلتمس منها أن تغزوَ حقوله والحقول عادة في حاجة الى الماء الذي يرويها ويحييها .و"حقولي "  هي استعارة لكل كيانه .انه بكل كيانه في حاجة الى هذا الغزو من طرفها. والغزو هو احتلال وفرض سيطرة فيقول:

أيتها المزن

اغزي حقولي

وبالتالي فهو يُبيح لها احتلال كيانه والسيطرة عليه دون مقاومة لها باعتبارها هي الماء الذي ينعشه ويحييه.

وهل أكثر من أنه يلتمس منها أن تجعل منه إنسانا فيقول:

واجعلي من الثرى طينا. 

والطين كما هو معلوم مكوّن من عنصرين هما الماء والتراب..

والثرى هو التراب النديّ المبتل.

انه يدعوها باعتبارها مُزنا أن تختلط بالثرى لتجعل منه طينا والطين كناية عن آدم أبي البشر. ان آدميةالشاعر بيد الحبيبة.

ولعله كنى عن نفسه بالثرى الذي هو مكوّن مع الماء لينتج عن اختلاطهما الطين:

ثرى (الشاعر)+ مزن (الحبيبة)= الطين (الانسان).

ان الشاعر بهكذا صورة شعرية يدعوها الى التماهي مع بعض.

إنه الحب بالتماهي.

والشاعر هنا يتناص مع القرآن وهو يستحضر النص القرآني الذي يذكران الله خلق آدم من طين كما ورد في الآية من سورة ص" اذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين"

انه يلتمس منها باعتبارها ماء ان تسقي ما تشقق من ملامحه التي تأثرت  سلبا بغيابها وان تضمّد جروحه التي اصابته بسبب غيابها .فيقول:

واسقي ما تشقق من ملامحي

وضمدي جراحي.

وكل ما التمسه منها هو من أجل ان يستمرّ حلمه.فيقول: "ودعي الحلم يستمرّ"

فاي حلم يريد تحقيقه؟ يقول:

فالوحدة أوجست نبضي

 والدفء تشتاق له أوردتي

انه بات يخشى الوحدة القاتلة وباتت أوردته تشتاق الدفء .

انها الحرارة التي تمنحه الحياة فهو يخشى برودة الموت في نبضه وأوردته .

انه يحلم بالأنس والدفء معها وبالتالي لا حياة بدونها ..انها  نبضه وحياته.

وفي نبرة مشحونة بالرجاء وهو بين نهي وأمر يتوسلها ان تكون ملاذه ليعزف سيمفونية الانتصارفيقول:

فلا تتركي الشتاء يمرّ

ودعي السيول ترجني

كلما تاق قلبي لملامحك الحبلى 

سأعزف على نافذتي

سيمفونية الانتصار

فكوني لي ملاذا 

انه ينهاها باعتبارها مزْنا أن تترك الشتاء يمرّ حتى يستمتع بسيولها كلما تاق قلبه

لملامحها الملهمة له ليعزف سيمفونية الانتصار فتكون ملاذه .

و ملاذ الانسان هو الملجأ والحصن  حسب القاموس عربي عربي.

هل ان الشاعر يلجأ اليها ويتحصن بها ولا انتصار له الا وهو يلوذ بها؟

انه يدعوها ان تكون ملاذه لتحتكر وحدها بوحه بحبه لها ولتكون قبسا يضيء

ظلامه وهو يعاني بين شوق وانتظار فيقول:

فكوني ملاذا

ينقذ بوحي من شتات الحكايات 

وقبسا من نور

يضيء عتمة الشوق المصلوب

على عتبة الانتظار

وخلاصة القول فان الشاعر طاهر مشي وباستخدام أسلوب انزياحي دلالي قائم على الاستعارة والكناية تارة وتركيبي قائم على النهي والامر تارة اخرى قد استطاع ان يبوح  بحب يتماهى فيه مع الحبيبة لتكون ملاذه والضياء الذي ينقذه من معاناة الشوق والانتظار.

سلم قلم المبدع المتميز الذي جعله لا يشبه الانفسه.

بتاريخ 03/ 02/ 2025.

القصيدة 

ااااااااااااا ااااااااااااا

أيتها المزن

ااااااااااااا 

أيتها المزن 

اُغزي حقولي 

واجعلي من الثرى طينا 

واسقي ما تشقق من ملامحي 

وضمدي جراحي 

ودعي الحلم يستمر

فالوحدة أوجست نبضي 

والدفء تشتاق له أوردتي 

فلا تتركي الشتاء يمر 

ودعي السيول ترجني 

كلما تاق قلبي لملامحك الحبلى 

سأعزف على نافذتي 

سيمفونية الإنتصار 

فكوني لي ملاذا 

ينقذ بوحي من شتات الحكايات

وقبسا من نور 

يضيء عتمة الشوق المصلوب 

على عتبة الإنتظار 

ااااااااااااا 

طاهر مشي



فَضَائِلُ مُعَلِّمِي بقلم الشاعر محمد جعيجع

 فَضَائِلُ مُعَلِّمِي :

ــــــــــــــــــــــــــــــ

أُحِبُّ مُعَلِّمِي حُبَّ الصِّغَارِ ... وَتَوقِيرِي وَكِيعِي فِي الكِبَارِ

وَحُبُّ مُعَلِّمِي بِالقَلبِ رَاسِي ... بِأَعمَاقِي كَمَرجَانِ البِحَارِ

وَذِكرُ مُعَلِّمِي بِالخَيرِ دَومًا ... كَفَضلِ البَحرِ تَذكُرُهُ الجَوَارِ

. . . . . .

عَرَفتُ مُعَلِّمِي وَالصُّغرُ أَعمَى ... وَمَا مِزتُ اليَمِينَ مِنَ اليَسَارِ

فَرَبَّانِي وَعَلَّمَنِي صَغِيرًا ... وَبَيَّنَ لِي يَمِينِي مِن يَسَارِي

وَمِن خُلُقٍ عَظِيمٍ قَد سَقَانِي ... وَأَطعَمَنِي الفَضِيلَةَ بِاصطِبَارِ

. . . . . . .

صَحِبتُ مُعَلِّمِي فِي كُلِّ دَربٍ ... فَشَدَّ يَدِي وَنَوَّرَ لِي مَسَارِي

وَقَوَّمَ لِي لِسَانِي مِنهُ نُطقِي ... وَشَرَّبَنِي أَسَالِيبَ الحِوَارِ

وَأَطعَمَنِي مِنَ الأَخلَاقِ حُسنًا ... وَآدَابِ المَجَالِسِ وَالتَّبَارِي

. . . . . .

مَنَحتُ مُعَلِّمِي حُبِّي صَغِيرًا ... وَتَوقِيرِي كَبِيرًا مِن كِبَارِي

يُشَجِّعُنِي وَيَمنَحُنِي الهَدَايَا ... يَشُدُّ عَلَى يَدِي بَينَ الذَّرَارِي

وَيَمسَحُ مِن عَلَى خَدِّي دُمُوعِي ... وَمِندِيلُ الحَنَانِ لَهَا يُوَارِي

. . . . . .

تَبِعتُ مُعَلِّمِي قَولًا وَفِعلًا ... لَهُ أُذنِي وَعَينِي بِالجِوَارِ

فَمَا نَطَقَ الكَلَامَ بِغَيرِ وَزنٍ ... وَمَا فَعَلَ الفِعَالَ بِلَا احتِذَارِ

يُرَاعِي فِي اقتِدَائِي كُلَّ شَيءٍ ... بِصِدقٍ وَالأَمَانَةُ بِاقتِدَارِ

. . . . . .

وَجَدتُ مُعَلِّمِي خِلًّا خَلِيلًا ... أَخًا وَأَبًا وَأُمًّا بِانتِظَارِي

وَلَقَّنَنِي القِرَاءَةَ كُلَّ يَومٍ ... وَعَلَّمَنِي الكِتَابَةَ بِاصطِبَارِ

وَأَدَّبَنِي إِذَا انحَرَفَت طَرِيقِي ... وَوَجَّهَنِي إِلَى الخَيرِ الكُثَارِ

. . . . . . .

عَذَرتُ مُعَلِّمِي سَبعِينَ عُذرًا ... وَأَزيَدَ عَن يَدٍ جَبَرَت كُسَارِي

بِضَربٍ بِالكُفُوفِ وَبِالعَصَا فِي ... بِنَا نَفسِي وَعَقلِي مِن مَنَارِ

فَلَولَاهَا لَمَا حُزتُ الثُّرَيَّا ... وَلَا مُستَقبَلِي بِالخَيرِ سَارِي

. . . . . . .

رَأَيتُ العَدلَ عِندَ مُعَلِّمِي فِي ... حَرِيرٍ مُرفَلٍ وَالظُّلمُ عَارِي

فَيَسمَعُنِي إِذَا مَا قُلتُ حَقًّا ... وَيَردَعُنِي كَذُوبًا بِالحِصَارِ

وَيُنصِفُ مَن شَكَا ظُلمِي بِعَدلٍ ... وَيَأخُذُ لِي حُقُوقِي مِن ضِرَارِي

. . . . . .

ذَكَرتُ مُعَلِّمِي لَيلًا نَهَارًا ... بِمَدحِهِ شَاكِرًا بَينَ الخِيَارِ

بِذِكرِ الفَضلِ مِنهُ عَلَيَّ دَومًا ... وَيَذكُرُهُ مَعَي لَيلِي نَهَارِي

فَلَو كَانَ الرُّكُوعُ لِغَيرِ رَبِّي ... رَكَعتُ بِرَكعَةٍ لَهُ فِي وَقَارِ

. . . . . .

شَكَرتُ مُعَلِّمِي عَن كُلِّ حَرفٍ ... أَخَذتُهُ عَنهُ فِي سِنِّ الصِّغَارِ

كَتَبتُهُ أَو قَرَأتُ بِهِ كِتَابًا ... وَسِنِّي بَالِغٌ سِنَّ الكِبَارِ

وَشُكرِي مَا حَيِيتُ وَبَعدَ مَوتِي ... سَتَشكُرُهُ حُرُوفِي فِي الدِّيَارِ

. . . . . .

شَكَوتُ مُعَلِّمِي سُوءَ اختِيَارِي ... فَأَرشَدَنِي إِلَى حُسنِ القَرَارِ

وَقَالَ: عَلَيكَ أَن تَختَارَ صَحبًا ... بِأَخلَاقٍ وَفِي اللهِ اختِيَارِي

قَلِيلُ الصَّحبِ خَيرٌ مِن كَثِيرٍ ... مِثَالُ المَاءِ نَفعًا لِلخُضَارِ

. . . . . .

سَأَلتُ مُعَلِّمِي عَن فَرزِ صَحبِي ... فَقَالَ: ثَلَاثَةٌ لَكَ بِالخِيَارِ

تُصَاهِرُ أَو تُصَاهَرُ فِي نِسَاءٍ ... وَفِي مَالٍ كَقَرضٍ وَاتِّجَارِ

وَفِي سَفَرٍ لِأَيَّامٍ طِوَالٍ ... ثَلَاثَتُهُم بِصَبرٍ وَاصطِبَارِ

. . . . . .

سَأَلتُ مُعَلِّمِي أَركَانَ دِينِي ... فَقَالَ: مِثَالُهَا مِثلُ السَّوَارِي

فَهُنَّ: شَهَادَةُ التَّوحِيدِ حَتمًا ... وَذِكرُ مُحَمَّدٍ فِيهَا يُجَارِي

صَلَاةٌ زِد زَكَاةً زِد صِيَامًا ... وَحَجَّ المُستَطِيعِ مَعَ اقتِدَارِ

. . . . . .

سَأَلتُ مُعَلِّمِي وَصفِي صَلَاتِي ... فَقَالَ: صَلَاةُ فَرضٍ فِيكَ سَارِي

صَلَاةٌ بِاغتِسَالٍ طُهرُ مَاءٍ ... وُضُوءٌ وَالتَّيَمُّمُ بِاضطِرَارِ

وَلِبسُ طَهَارَةٍ فَرضٌ وَنَفلٌ ... خُشُوعٌ بِالجَوَارِحِ مِن خِيَارِ

. . . . . .

سَأَلتُ مُعَلِّمِي فِي مَن زَكَاتِي ... فَقَالَ: طَهَارَةٌ وَالخَيرُ جَارِي

زَكَاةُ الحَولِ مِن كَسبٍ لِمَالٍ ... وَمَاشِيَةٍ وَزَرعٍ أَو ثِمَارِ

بُلُوغُ نِصَابِهَا وَمَدَارُ حَولٍ ... زَكَاةُ الصَّومِ مِن بَعدِ الفِطَارِ

. . . . . .

سَأَلتُ مُعَلِّمِي وَصفِي صِيَامِي ... فَقَالَ: صِيَامُ فَرضٍ فِي النَّهَارِ

بِتَركِ الأَكلِ أَطعِمَةٍ وَمَاءٍ ... صِيَامٌ بِالجَوَارِحِ لِلخِيَارِ

صِيَامُ تَطَوُّعٍ فِي سُنَّةِ المُصـ ... طَفَى نَفلًا.. صِيَامٌ بِاقتِدَارِ

. . . . . .

سَأَلتُ مُعَلِّمِي عَن فَرضِ حِجِّي ... فَقَالَ: الحَجُّ لِلبَيتِ المُزَارِ

بِإِحرَامٍ طَوَافٍ ثُمَّ سَعيٍّ ... وَتَروِيَةٍ وُقُوفٍ بِاغتِفَارِ

مَبِيتٍ وَالتَّحَلُّلِ بَعدَ هَديٍّ ... طَوَافٍ قَبلَهُ رَميِّ الجِمَارِ

. . . . . .

سَأَلتُ مُعَلِّمِي عَن عُمرَةٍ لِي ... فَقَالَ: تَزُورُ بَكَّةَ لِاعتِمَارِ

بِإِحرَامٍ مِنَ المِيقَاتِ ثُمَّ الط ... طَوَافِ بِبَيتِ بَكَّةَ عَن يَسَارِ

بِمَروَةَ وَالصَّفَا سَعيٌّ لِسَبعٍ ... وَتَختِمُهَا بِحَلقٍ وَاقتِصَارِ

. . . . . .

سَأَلتُ مُعَلِّمِي عَن حَقِّ جَارِي ... فَقَالَ: ثَلَاثَةٌ حَقُّ الجِوَارِ

فَإِحسَانٌ إِلَيهِ بِغَيرِ مَنٍّ ... وَدُونَ تَكَبُّرٍ لِلوُدِّ شَارِي

وَكَفٌّ عَن أَذِيَّتِهِ وَصَبرٌ ... عَلَيهِ إِذَا أَذَى صَبرَ الكِبَارِ

. . . . . .

سَأَلتُ مُعَلِّمِي عَن خَيرِ عِلمٍ ... فَقَالَ: عُلُومُ دُنيَا لِلعَمَارِ

لِنَفسِكَ اِنتِفَاعًا ثُمَّ لِلآ ... خَرِينَ وَأَجرُهَا لَكَ بِانتِظَارِ

عُلُومٌ نَافِعَاتٌ بَاقِيَاتٌ ... لِنَفعِكَ يَومَ بَعثٍ بِادِّخَارِ

. . . . . .

سَأَلتُ مُعَلِّمِي عَن خَيرِ زَادٍ ... فَقَالَ: دُعَاءُ جَوفِ اللَّيلِ سَارِي

وَبِرُّ الوَالِدَينِ وَكَفلُ يُتمٍ ... وَكَفُّ أَذًى وَإِحسَانٌ لِجَارِ

صِيَامُ الحَرِّ وَالقُرآنُ يُتلَى ... مَعَ الصَّدَقَاتِ مِن خَلفِ السِّتَارِ

. . . . . .

سَأَلتُ مُعَلِّمِي عَن خَيرِ إِرثٍ ... فَقَالَ: تَصَدُّقٌ كَالمَاءِ جَارِي

وَعِلمٌ نَافِعٌ وَلَدٌ صَلُوحٌ ... سَيَحمِي وَالِدَيهِ مِنَ الضِّرَارِ

ثَلَاثٌ جَارِيَاتٌ نَافِعَاتٌ ... لِصَاحِبِهَا وَمِن غَيرِ اندِثَارِ

. . . . . .

سَأَلتُ مُعَلِّمِي عَن خَيرِ دَارٍ ... فَأَرشَدَنِي إِلَى دَارِ القَرَارِ

وَقَالَ: عَلَيكَ هِجرَانُ المَعَاصِي ... عَلَيكَ بِتَوبَةٍ وَضحَ النَّهَارِ

عَلَيكَ بِأَوبَةٍ سُحرَ اللَّيَالِي ... إِلَى اللهِ وَدمعُ العَينِ جَارِي

. . . . . .

سَأَلتُ مُعَلِّمِي وَعظِي وَنُصحِي ... فَقَالَ: إِذَا ظَلَمتَ الغَيرَ دَارِي

فِعَالَكَ فِي الحُقُوقِ بِرَدِّهَا عَن ... قَرِيبٍ ثَمَّ صَفحٌ بِاعتِذَارِ

فَقَد يَأتِيهِ أَو يَأتِيكَ مَوتٌ ... وَقَبلَ المَوتِ بَادِر بِاغتِفَارِ

. . . . . .

وَصَفتُ مُعَلِّمِي نَثرًا وَشِعرًا ... فَمَا وَفَّيتُ حَقَّهُ مِن نُضَارِ

فَلَا نَثرِي وَشِعرِي فِيهِ يَكفِي ... وَلَا شِعرِي وَنَثرِي بِالسِّوَارِ

يُحِيطُ بِكُلِّ وَصفٍ غَيرَ أَنِّي ... فَرَشتُ لَهُ الأَرَاضِي بِالبَهَارِ

. . . . . .

رَجَوتُ اللهَ فِي عَلَنِي وَسِرِّي ... لَهُ سَكَنٌ بِفِردَوسِ الدِّيَارِ

وَشَربَةُ كَوثَرٍ وَشَفَاعَةٌ مِن ... رَسُولِ اللهِ فِي يَومِ الافتِقَارِ

وَيُرزَقُ نَظرَةً للهِ يَحظَى ... بِهَا وَمُحَمَّدٌ خَيرُ الجِوَارِ

ـــــــــــــــــ

محمد جعيجع من الجزائر –  27 جانفي 2025م



🔹 الملتقى الوطني للأدباء الناشئين بالرديف - الدورة 16 🔹

 🔹 الملتقى الوطني للأدباء الناشئين بالرديف - الدورة 16 🔹

تتشرف دار الثقافة بالرديف بدعوتكم لحضور الملتقى الوطني للأدباء الناشئين في دورته السادسة عشرة، وذلك يومي 03 و 04 فيفري 2025.


📖 برنامج الملتقى يتضمن:

✨ لقاءات أدبية ونقدية

🎙️ قراءات شعرية وسردية

📚 ورشات وحوارات مع أدباء ومبدعين


نرحب بجميع المبدعين، القرّاء، والمهتمين بالأدب للحضور والمشاركة في هذا الحدث الثقافي المميز. كل الدعم للمنظمين والمشاركين في هذا الفضاء الإبداعي الهادف.

اعداد وتقديم 

عبدالسلام بوكردوغة

كونوا في الموعد! 🌿✍️



كفّ المومياء بقلم الشاعرة منجية الحاجي

 كفّ المومياء

حين تضيق بي الثُّقوب

 ألوك حزني.. والشّوق

 أغزل برُموشِ قلبي حرير

 الوجد  ..

أنفثه في هراء حبري 

فيخطّني  حروفا 

أوتارها ريحان

 ينبتُ  في تخوم الضّلوع

الحروف من نار

 والرّقص على أطرافها 

تَطَارٌ


يا أيّتها النّار المقدّسة

خضّبي بالحنّاء كفّ المومياء

صُبّي على  رموشها الزّيت

 كي يزداد اللّهيب

فأنا لا أخاف الإحتراق .


منجية الحاجي


فرحة ووطن بقلم الشاعر رشيد بن حميدةـ تونس

 فرحة ووطن

******************

إن عزّت البسمات

بهذي الرّبوع

فلن أسهب في العضّ

على البنان

فبعد القضاء لا ندم


إن انطفأت 

بهذي الدًروب 

لألأة الأماني

ففي الأفق البعيد

يشعّ الأمل


سأمضي قدما

نحو الشّهب المضيئة

وخلفي تئنّ

مجرّد خربشات

لزلًات قدم


سأمضي ثابتا

بكلّ فخار

وأعصف دهسا

بصبر لا يني

وخزات الألم


خبرت الأيّام

وخبرتني

كالنّسور الشّامخة

لا تسع أمانيّ

غير القمم


إن عزّت البسمة

بمواطئ أقدامي

ففي كلّ حرف في قصائدي

وردة عطرة

وفرحة ووطن

******************

رشيد بن حميدةـ تونس 

في2ـ2ـ2025



بمقهى البوزار بباب بلد قليبية، نظّم مساء السّبت غرّة فيفري 2025 صالون باروليتا للإبداع الأدبي حفل تقديم وتوقيع رواية "رجل الغمام البعيد" للأديب لطفي الشّابّي

 بمقهى البوزار بباب بلد قليبية، نظّم مساء  السّبت غرّة فيفري 2025 صالون باروليتا للإبداع الأدبي حفل تقديم وتوقيع رواية "رجل الغمام البعيد" للأديب لطفي الشّابّي، نشّطت اللّقاء الشّاعرة سلوى القلعي وقدّمته للحضور الأستاذة الفاضلة بيّة الأنقليز. واختتم الحفل بقراءات شعريّة للشّعراء الحاضرين. 

تصوير وتوثيق مراسل مؤسّسة الوجدان الثّقافيّة ومجلّة حوريّة الأدب فاروق بن حوريّة





لي أمنية..أن لا أرى في شهقة الرّيح عاصفتي..! بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 لي أمنية..أن لا أرى في شهقة الرّيح عاصفتي..!


الإهداء: إلى تلك التي آتتني من غربة الصحو..ألبستني وجعي..ثم توارت في ازدحام الصباح..


-يظن البعض أن سماع كلمة أحبك..هي أجمل ما في الحياة..ولكن الأجمل من هذا..أن ترى تلك الكلمة في عيون من تحب..لأن العيون لا تكذب..بينما اللسان يمكنه المخاتلة و الكذب..


-أعدّي لِيَ الأرضَ كي أستريحَ..فإني أحُّبّك حتى التَعَبْ (محمود درويش)


(1)


بين جرحَين كنّا معا في التشظــــي..

كنّا..

وإذ نال الحزن من أضلعي،فلبثت

وأنتِ تضوّع عطرك 

    بين الثنـــايـــــــــا..

وظللت وحيدا..

ومنهمرا في الفصــول.

في ليل مدينتي حيث لا شيء يشبهني

      غير نجمة أراها تضيئ وتخبــو

أراني أرنو إليها..

علّها تفتح لي دربا إليــــــــــــكِ

فما زلت أخشى عليكِ من شائك الضــــــــــوء..

ومازلت..

         أحيل أيّامي إلى نرجس اعتراه الأفول..

(2)

مرّ عطر مسرّاتنا..

                ومرير هو الوقــت

لكنّ طيفك أدخلني 

في ضياء الثمار

      وقد فتح الوجد أبوابه للرؤى

ولاح نجم يضيئ على عاتق الليل

فظللت أنتظر..

               ثقيل هو الإنتـــــظار..

طائر الصحو لا يحتفي بضيائي

يطارد ضوئي..

                        يوغل في المدى..

ثمّ يحطّ على وجع بأصل الرّو ح

             فتلمّ الحدائق أورادها..

ويذبل ورد النهار..

(3)

مـــــــذ تخيّلتكِ..

وأنت تعبرين بساط الخزامى..

            تلجين فلوات الرّوح

 في مُترف الثوب..

وتمدّين أصابعك

        في خيوط الحرير المذهّب..

لكِ هذا الحمام-الجنوبيّ-

علّمته الهديلَ..

                       في زمن للبكاء

وعلّمتكِ كيف يرشح من الحلم 

عشق

 وماء..

صرخت بملء الرّوح 

علّ يجيء طيفُك

-فأنا أولم الليل نذرا..وألبس أبهى ثيابي-

          ولكنّي وجدتكِ في برزخ الوجع..

بين البكاء..

وبين الغناء

ومن معجزات الزمان..

        يتجانس فيكِ الثرى

 والفضاء..

(4)

آن للوجع العتيق أن يتفادى دروبي

       ويعود بي الزّمن 

إلى حقل صباي

         يوم كان اليمام ينام بحضني.. 

                    وبقربي تدنو القطوف

وأراك كما كنت 

          أرسمكِ على دفتري المدرسي..

يتهودج طيفُكِ 

                         في ثوب شفوف..

وأراكِ ثانية..

       وقد لا مس عطرُك نرجسَ الرّوح..

ثم..ألتقيكِ وقد نضج النهد 

                    قبل الأوان..!

(5)

..كانت لي أمنية..

                     أن أراكِ كما كنتُ..

قبل البكاء

أن لا أرى،في شهقة الرّيح،عاصفتي

لا أرى في دفتر عمري

ما كنت خبّأته من شجن ومواجع..

..سلاما على ما تبقّى

..سلاما -على تعتعة الخمر-

..سلاما على أمّي التي أحنو

      على طيفها ما استطعت

..سلاما على كلّ الرّمال التي احتضنت حيرتي

..سلاما على غيمة ترتحل

            عبر ثنايا المدى..

ها هنا..

أرتّق الموج،وقد أبحرت روحي

دون أشرعة

ترى..

هل أقول للزبد إذا ساح إليّ :

دَعني "أقرأ روح العواصف"

                    فأنتَ لست في حاجة للبكاء

دَعيني أطرّز عمري

وشاحا للتي سوف تأتي

           عل ّ يجيء الموج بما وعدته الرؤى

فليس سوى غامضات البحار،تقرأ الغيـــــم

وتنبئ بما خبّأته المقاديـر

                 وفاض منـــــه الإنـــــــــــاء..


محمد المحسن



الأحد، 2 فبراير 2025

**رسالة في مهب الريح** بقلم الكاتبة عائشة ساكري من تونس

 **رسالة في مهب الريح**


سلام سلام لطوق الياسمين 

لمن يدق ذاكرتي الملتهبة...

لمن استوطن كهف القلب

أياماً وليالٍ عجاف

تعُدّ  بعددِ السنين...


سلام الله لمن رافق

 دربي الطويل 

فأصبح قلبي

مرافق تفاصيلهُ....


فرفقًا بي رفقاً..

أنا الممسوسة من

رأسي حتى قدميَّ

والقلب  هائم....


سلامُُ لمن كتبت 

مدونتي على ضوء 

الشموع الخافتة....

التي طالما رسمت بها  

طريقا  للأحلام الضائعة 

في متاهات المدى....


وها أنا  أرسم كلماتي

 لمن يستهويه لين 

الحنين لخافقي......

هي، حروف متقاطعة 

رسمتها ببراعة وباشكال 

هندسية بديعة متناسقة..

وكأنها لوحة فسيفساء 

بألوان بنفسجية مذهلة 


قد أرسلتها لأجل عينيْكَ 

لروحك التي كلما مددتُ يديَّ

إليك تلسعني الأشواق 

التي تهطل على القلب 

كشُهُبٍ ذهبية..... 

من خلف الأكوان

في ليلة قمرية....

في انتظار رد بريدك

 أيها الجاحد المنسي.....


عائشة ساكري من تونس 🇹🇳

1 جانفي  2024



أانا ولغة الغربة بقلم د. انعام احمد رشيد

 أانا ولغة الغربة                                                                                                                                   

تعاتبني الوردة في عتمة الغابات

ودفء الشمس تجذبه  جديلةُ 

شجرةٍ عبرتْ أثير الضوء

واتحدتْ بظلِ النخلةِ الشرقيةِ الخضراء

فتوارتْ في رؤى الأشواقِ

تعاتبني في المٍ بين ضبابةِ الآفاقِ

كيفَ لا أزورها والحزنُ يأكلها 

والشوقُ يُذبِل جُفونها

كيفَ يظلُ بحرُ الدمعِ مُصطخباً

بقلبي 

والاشجارُ هنا تَضُمُ وجودي   الظمآنُ 

لأنسامِ الوطنِ الصافية 

ودموعُ الانتظارِ

هَدَها الأعصارُ

تُعاتبني السماءُ هنا 

على حُزني

على ألمي

لاَتدْري بأني بِنْتُ حُزْنِ الشرقِ

بِنْتُ الجُرحِ الذي مازال يَنزِفُ

وإلى مَوْعِدٍ مَجهولٍ

لاتدري بأني بِنْتُ وَعْدٍ 

لمْ يزلْ في الحُلمِ

والنيرانُ تَحْجُبُ رؤية الأحْلام

وَجِئتُ هنا لكي أنسى 

جَبانَةً أنا أرِيدُ أن أنسى

لا لنْ أنسى رَغْمَ  كل

 ما أعطتني الغربة

مِنْ أمان لكنني شَعَرْتُ بها

عندما مَدَدتُ لها يدي

كَيْ اسَلِمْ

أجابَتْ  * هاي *

أحْسَسْتُ بِصداها على أذني كانهُ 

قُنْبِلةً تَفَجَرَتْ في الكونِ 

لِتُنسيني وَتُواسيني 

لِتُعطيني الأمان

!!!

د. انعام احمد رشيد



شَجْوُ النَّوَى بقلم الشاعر: عبد المجيد علي ،،،

 شَجْوُ النَّوَى

=======

أَيُّ تَيمٍٍ في الهَوى ما اكـتُشِفـا

أَيُّ شجـوٍ بِالنَـوى مـا انْكَشَفــا


رِمشـهُ السَّـاحِــرُ فـي نَظـرتــهِ

لــوَّعَ الـقَـلــب إِلــى أَن دَنِـفـــا


هَجرهُ أَوجَــب لـي نَـوم ضُحىً

أَصْحَبُ الحُزنَ وَأَنسى الشَّغَفـا


صَفو عَيشي كَـدِرَ بالهجرِ وَهَـل

حســن شيءٍ بَعـدَه مــا كَـلِـفــا


جانَـفَ الوَجـدُ فـؤادي وَمَضـى

وَأَرى وَجــدي بِـٕــهِ مــا جَـنِـفــا


نَـكَــفَ الحِـلـــمَ بِـعـــادٌ وَهَــوىً

وَأَرى الشَّجْو بــهِ مــا انـتـكَـفــا


كَنَـفَ الـصَّـبْـٕــرُ شُــمُـــوخٌ وَرفٌ

يسلبُ الهـائِــم مــا قـــد كـنِـفـا


كُـلمــا يَـرتَـشِـفُ النُضْــجُ هــوىً

بـــدأ  الغــيُّ بـــــهِ فَـارتـشــفـــا


يـا لَـــهُ عَـهــد شـبــابٍ وَصِـبـــاً

نَــوّلا الصّـبَّ مُنَـى مـا احـتـرفـا


حَيـثـمــا الـحُـــبُّ رَفـيـقٌ عَـلِــقٌ

وَخَـــوَافِـيــه تَــفِــــزّ اللّــهِــفــــا


وَبــذيــــاك الـحِـمـى سيـرتُـنــــا

وَكـــلانـــــا بـهُــيــــامٍ سَــرفــــا


نَـتـصـابــى فــي سُــرورٍ فَـرحــاً

نـتـسـلَّـى فــي رُبـاهـــا تَــرفـــــا


رَشَــأٌ مــا خِـلـــتُ تِـهــيـامـي بــهِ

بـالـــنَّـــــوَى إِلا أَراه شَـــــرُفــــــا


كــم  تَـرانــي هـائِـمــاً ذا شَـجــنٍ

عـنــدَ تِـرحــالـي خَـيـالاً وَصَـفـــا


لَـيــسَ مِثـلـي وَحــدَه فـــي وِدّه

فـــي  جَــــواه  زلَّ لــمّــا زَلَــفـــا


كُـلَّـمــا يَـذكـــر ذا الـعَـهــد تــــرى

أَكَّــــدَ الصَّـــبُّ هَــــواهُ وَغــفــــا


يَـنـهــرُ الـدَمــعَ بِـأشـجــانِ دُجًـى

كُـلّـمــا خَـــال الخَــلا وَالسَّــدَفــا


يَـكـشِـــفُ الـسِّـــرّ وَإِن أكـنَــنــــه

حُـجُــبٌ لَيــسَ لصَبري خِـسـفـــا


إِن مـــن خَــــالَ صِـبـــاهُ بـهــوىً

وَلـئــن شَـــفَّ بِــــهِ مــــا عَـزفـــا


بقلم : عبد المجيد علي ،،،



بردُ الشتاء بقلم الأستاذ فراس ريسان سلمان العلي

 بردُ الشتاء 

*************


           بردُ الشتاءِ كم لك  من  وحشةٍ

                          ردت  إليَّ جراحي   المنسية


           في ليلك النفسُ تهيمُ   وحالها

                         وهام في روحي  هوىً لصبية


          فأستقي من غدق النسيم مودتي

                           والخلُ  من  بعد يقول هنية


          ليت  الأماني     برهة   تتحقق

                       ويكون معي خلي كأحلى  هدية


          ليلُ   الشتآءِ  كم  بك من لوعة

                         بالنفسِ تخدش والجراح أذية


          ليلُ   الشتاءِ  يا لك  من  عابثٍ

                        على الذكريات  وبالجرائرِ  تحيا


           بددكَ   اللهُ    بفجرٍ     دافئٍ

                          وبأصباح تفوح بإشراقةٍ حمية

الأستاذ

فراس ريسان سلمان العلي

          العراق



الأمل الضائع *** بقلم الشاعر علي مباركي

 الأمل الضائع *** بقلم علي مباركي 


أمر  من  الصبر،  إنتظار  أمل  ضائع 

قيل الهوى عقد بوعد والوفاء شافع

كم من عهود عذبة ظلت بقفر شاسع 

لا  صيغة  للعهد من. صبر ممل فاجع

ظلت سنين العمر تمشي في ممر مانع 

صد  منيع  في سلام  الحلم  بور  رائع 

خلفي شواظ  من جحيم  لللظى منازع 

بين الجبال حائرا  في أمر  قلب  شافع 

إن غاض يوما  للراية  في  مساء  رافع

يحدوه  رجاء  مقيت   لن  يفي  للواقع 

 إلا  هباء   بالقبور  كائدا   المنافع 

عجفاء أمنيات قلب عاري المطامع

صبري  ضريرا  لا  يجافي  المدامع 

صم البصيرة  لا  يساجي  المسامع

 هامت به العنقاء في ظل قهر شانع

قالت وقول الصدق من فيها ضارع

قول نفاق لا مناص من  رواج  فارع

مؤذ لأمال تظل لها  نفسي  تصارع

لا خير في صبر جدواه بؤس جامع

 

علي مباركي 

02 فيفري


أيها الحاضر في عوالم النشأة الأولى، بقلم الكاتب سلام السيد

 أيها الحاضر في عوالم النشأة الأولى، 

منذ الذرِّ إلى ما أنا فيه، 

الناطقُ بفم السكون، 

وجُمهرَةِ الحديثِ المترددِ على إناءِ اليقظةِ والشرود، 

بين حلمٍ لنورٍ يتلاشى في أبدية الصمت، 

وبقاءٍ يلوحُ كطيفٍ خفي.


أفكلّما حادثتُكَ، ترميني بشُهبِكَ الثاقبة؟

 فيسقطُ مني ما أبصرتهُ كالشهبِ المنطفئة، 

ويبقى صدى أنفاسي رجعًا لما يصلني منك، 

أتوقدُ بها كوميضٍ يغورُ في لجّةِ الصمت.


بالآهَةِ والأنين، أيّ سرٍّ فيك؟

 إن كان وقعُ كُلّي في فلاةِ العطشِ لرؤياك، 

فاسقني من نبعك العذب، 

حتى أفنى في الارتواء.


أم أنّكَ احترفتَ لعبةَ الترصُّدِ في مفازةِ الارتقاء؟

 كظلِّ الظلِّ لظلكَ، 

كلّما لامسني ضياءُ عينيكَ، 

أرسمُ طيفي على طيفك، 

حتى يتّحد النبض بالنبض.


هل وصلك شيء؟ هل أدركتَ؟ 

هذا بعضُ ما أقطفهُ من المناجاة...


سلام السيد


لا للإعتقال السياسي بقلم الشاعر محمد علقم

 لا للإعتقال السياسي

............................

القيـد لا يـوهـن عــزم الرجـال

والسجــن والسجّـان إلـى زوال

فصبـرا علـى البلـوى والابتلاء

فلـــن تستمــر ســـود الليـالــي

دع الأيـام تضحـك لكـل ظـالـم

فــــدوام الحــال مـــن المحــال

غريب الطير يشـدو فـي بلادي

ولا تصـدح بلابلنـا في الخمائل

والخيل الغريبة تسـبق الريـاح

ويكبـح جمـاح خيلنـا الاصـايل

نبعنـا جـفّ ولـم نـر فيـه مــاء

عدونا يرتوي من ماء الجداول

فهل نحن حماة أرض وعرض

أم نــزج الشبـاب في المعـاقـل

عـــلام نكتــم صــوتـا ينـــادي

بعـودة اللاجئيــن الى المنـازل

ويناضـل أنْ يحيا حرا عزيـزا

ويرفـض ضيما من كل جـاهل

شكـوانـا الى الله نـرفعـه لعــل

أن ينتقـم من كـل ظالم وسافـل

محمد علقم/3/2/2021

اوراق الصمت بقلم المفكر العربي عيسى نجيب حداد

 اوراق الصمت


كلماتي

كالنجوم

بهية طلاتها

عزيزة مقاماتها

لن يسقطها الخريف

ستعانق بساتين الربيع

على ضفاف الحروف تنهض

مكتملة يانعة مزهوة التواجد هناك

ضيفة الديوان عروسي عزيز صانع مجدها

جميلة القصاىد تعلو مسارح التشريف بالمحافل

رونقها من زهور تتفتح على منافذ الضاد حرية

عشقها اختمر كالنبيذ بالخوابي يراقص الخيلاء

تساكر الارواح طربا وتسر النفوس في الابتهاج

انغامها تباهج الافئدة كلما رنها الحنين باجراس

اعراسها لصبية عشقوا التباهي بميلاد اراضيها

اليوم ميلادها مسبوغة بفرحها على عمر الايام

تعلن الانفتاح بلا اغلاق على سطورها امجادها

مكرمة بنياشين التميز والابتكار للمفخرة بنهج

كالنسيم تتمايل الحضور مسترسلة في زهوها

مباركة الميراث على بوابات الاعمار من اجيال

تحاكيها سنين التجارب على دروب الاغترابات

ازمنتها تسود بكل احتياج لتعلو منابر الانفتاح

هي الان لذة مشتهاة للشفاه كالشهد بمنحل البر

تماكث كنكود النحل العتيق لتعمر في ديمومتها

زوارها اكارم بهجي الترحاب في باحة الديوان

مقدر كل من صنع  عباءة التغليف في تكريمات

قلادتها للزهو كعنقود كرمتي على صدر الميراث

ازفها وتزفني في مواسم الخضرة كسنبلة ذهبية

تراقص تلال وهدانيتي في دفء حنينها بعشقها

لانها بوطن قد يفوحه عطره في تعايشه وكرامته

من بحر ميت قد اختمرت ملحتها لتغتمر بالاردن


                           المفكر العربي

                       عيسى نجيب حداد

                     موسوعة اوراق الصمت



عواصف رقصة بقلم الكاتبة والشاعرة حنان فاروق العجمي

 عواصف رقصة 

بقلم الكاتبة والشاعرة 

حنان فاروق العجمي 

دعنا نلتقط أنفاسنا قليلًا

ننصت لوشوشة قطراتٍ تتهامس

تُرى ماذا تقول عنَّا؟

إنها يا عِشقيَ الأبدي تحكي قصَّتنا

أتدري! إنها تحفظ إيقاع الخطوات!

وكيف لا وعيونها ترمقنا 

تتعجب كل العجب كيف أصبحنا!

تتساءل ألهذا الحُب خُلقنا؟

وتُجيب النغمات ممزوجة بزخَّات

وروحي وروحُك كفراشات 

تجذب لآلئ السماء 

وترتسم على وجهينا البسمات 

باستمرار في وضع تأهُّبٍ 

حتى لو كانت سعادتُنا لِلحظات 

هذه خطوتي تَتبَّعني

هيا لا تتباطأ عزيزي

سِر خلف القطرات 

المطر يغرقني

وتغمرني فرحة الأميرات

في موكب عُرس قلبي

تسبقني الدَّقات

أتسمعها؟

أهي أسرع أم بأوردتي النبضات؟

دقَّة ونبضة تتسابقان

أيهما ستفوز بقلبك تتراهنان 

يال هذه الليلة الساهرة!

أتعلم سنظل نذكرها طيلة عُمرنا

سنحكي عنها لصغارنا

أودُّ أن أمرح قليلًا

لا بل كثيرًا وكثيرًا

كآدم وحواء ببداية الحكايات

لكننا سنروي شجرتنا 

لتُثمر وتزدهر مظلَّتنا

هنا تحتها سيُكتب عهدنا

ستهيم ارواحنا في عذوبة أشواقنا 

وتبوح بالحب نظراتنا

تحت المطر سأقص لك قصة

وتجتاحني عواصف رقصة

هذه واحتنا بالعشق مختَصَّة

سنقود سفينة أيامنا اللصة

نعم سرَقَت العُمر بلحظة 

عركتنا الحياة تلك الفظة 

ولكنَّا على الوعد أقسمنا وقلنا محافظة

كم بذلنا من تضحيات باهظة 

كم تسامحنا كم التقت انهارنا 

كم مشينا مشاوير أرهقتنا 

كم احترقنا وبنار الحب تألمنا 

واقتربنا وبنينا صروح مودتنا 

يا حبيبي من الحب ما اكتفينا 

أبدًا ... أبدًا ما اكتفينا



القصيدة عنوانها : ــ هـــو .. وستكون محورا للحوار الذي سيدور حول جدلية بين الوحي المحاصر والوعي المعاصر وعنوانها : ــ من هو الله؟

 القصيدة عنوانها : ــ هـــو .. وستكون محورا للحوار الذي سيدور يوم الأحد 9 \ 02 \ 2025 في التاسعة صباحا بإذاعة  cap plus بمدينة  سليمان ولاية نابل حول جدلية بين الوحي المحاصر والوعي المعاصر وعنوانها : ــ من هو الله؟ || من ديوان عنوانه : هروبا من الهروب نشر في تونس سنة 1984 في الأخلاء مجلة المجتمع المدني عدد 48 ــ س 7 . فمن يريد أن يشاركنا في الحوار من المستمعين الأعزاء والعزيزات مرحبا به وبها ونفتح له المجال بمجرد الإتصال بنا على الهاتف رقم : ــ 55.20.12.83 ـ أو رقم : ــ 20.34.99.00 .. وسلام السلام.

ـــــــــــــــــــــــ " هُـــــــوَ؟! " ــــــــــــــــــــــــ

المطلق من المحدود لولا الظلام لكانْ .. ولكان النور أتفه ما يكونْ حين يثبتُه ظلّ شيء .. ومن الظلال ينطلق في الارتفاع الجدارُ بلا انقطاع حتى بلوغ الحقيقة "  ــ توهما ....

*

أ‌) عن الطفل ــ الفارس والحب ..

أنا ما فكرتُ يوما في سواهُ و.. 

وهو ما فكّر من منّا الإلاهُ و؟

نسخةٌ منّي أضاءتْ ذاتها في ذاتها 

فالطفلُ صار أباهً و.. 

ويدي امتدت له تبحث عني .. 

مثلما امتدت إلى بحثي يداهً و

أشرفَ النورُ على أشباح ظلّي 

كيف يبقى بعدُ شيء لا أراه و؟

تشرقُ الأرضُ وينفيني ترابي 

أينما أوهِمتُ أنّي منتهاهُ و..

ما قبستُ النّورَ من إيمانِ أمّي 

مثلما يفعلُ بالطفل صباهُ و..

ليس كالأطفالِ هذا الطفلُ أصفى 

من شعاعٍ جَلّ مَنْ كان اجتلاهُ و!

في ربيع البعثِ، مِنْ خلجةِ حبٍّ .. 

أطلق الفرسان جيلا مِنْ رؤاهُ و

أنا ما سفّهتُ في الفارس عيني 

لكنِ الفارسٌُ نُورٌ مُقلتاهُ و..

كان نورًا ، كنتُ عينًا ، 

عـبثًا أن تدركَ العينُ من النّور مداهُ و..

        مَنْ يُضيّعُ بعدَ هذا الفتحِ يومًا 

خلفَ عينيه إلى أن تفقآهُ و..

        سيقولُ البحرُ عنهُ : " ذاك أعمى ! 

كان أعمى ! عينه أعمتْ عصاهُ و! "

*

ب ) أجدني ذات سهو ..

فانتفي أيتها العينُ فإنّا نسمعُ الصوتَ نهارًا 

وهو أصفى في الدّجى مِنْ أن نراهُ و ..

لو رأيناهُ لصارَ الجفنُ فينا 

كفمٍ قد أخرستْهُ شفتاهُ و..

شفتي قد أخرستْني ولساني خبرٌ 

لو ضاعَ منّي .. ضاعَ عنّي مبتداهُ و..

وضياعُ الشيء منّي هو بدْء لانغراسي 

نخلةً فرعاءَ في عمقِ هواهُ و..

فإذا عيني وما تحويه عيني حيرةٌ 

تُثبتُ ما تنفي الشفاهُ و..

يا شفاهَ الر ّيب ما ردّدتِ إلاّ : لا ! 

وفي نفيِك يمتدّ ثباتي في مداهُ و

كيف تنفين ؟ ونفيُ النفي قالوا : 

ــ " هو إثباتٌ .." وإثباتي نفاهُ و..

ضاعَ منّي بعضُ شيء ذات سهوٍ

 فجأةً تعثُر ساقي فإذا هُوَ ...

مُدّ لي كفّيك يا أنت، وخذْهُ 

ضاعَ منكَ الأخذُ ، إنّي آخذُ منكَ سواه و

خذْهُ منّي ، سوف لن تسطيع ، لكن 

سوف أرميه أنا عرضَ جداري 

فلتقل لي : ما صداهُ و؟

رنّ في سمعكَ صوتٌ .. 

فلتقلْ لي ما مدارَ الرّفض : ـ هل أنتَ إلاه و؟ 

أم هوَ الرفضُ الإلَهُ و؟

*

ج) عن الخيط وانتفاء الإبرهْ ..

قد تفلسفتَ كثيرًا ، وأخيرًا ، 

أنتَ طفلٌ باعَ في السوقِ رداهُ و

واشترى خيطا لترقيع رداهُ و،

فإذا الرّتقُ هو الخيطُ الذي كان اشتراهُ و..

ثمّ لما فطنَ الأهلُ إليهِ ، أرجعَ الطفلُ لإرجاع كساهُ و 

أثبتَ الشاري الذي كان نفاهُ و..

أنت مَن باع ، ومنْ منك اشترى ، 

بل أنتَ من تبحثُ عنه لتراهُ و..

انتظِرْ ! فالبحرُ قد لجّ رهيبا ، 

هل يفيضُ البحرُ لولا شاطئاهُ و؟

هل تقولُ : النهرُ قد فاضَ .. إذا ما اقتحمتُهُ ضفّتاهُ و؟؟

هاكَ غربالاً ، وصبَّ الماء فيه ، 

سوف يبقى فيه .. لو تبقى المياهُ و..

جفَّ ثوبي بعدما ابتُلّ بماءٍ 

تُرجُ الشمسُ إلى الغيمِ سَماهُ و

إنّها الشمس، وهل تنشرُ نورًا

 في وجودٍ دامسٍ دون سواهُ و..؟

مِنّةُ الخلدِ على الإنسانِ شمسٌ 

شعّ من عقله منها ما اصطفاهُ و..

شرعة الخلد : مساواةٌ وعدلٌ ، ونظامٌ 

تستوي فيه الجباهُ و

هلْ ترى الإنسانَ من وجهه ؟ كلاّ ! 

بل ترى قلبهُ ، كفيْهِ وفاهُ و

بيتُ الاستقبالِ: " لبيكَ " تنادي

طافَ بي في عرفاتٍ كم تسامتْ مرُوتاهُ ؟ !

أذّن الغفرانُ في غرفة روحي .. 

إنّها الرّوحُ التي قد أرجعتْ لي الصّوتَ في عزّ صفاهُ و

إنّهُ صوت وجودي هو قطعًا 

ويقولُ الغيرُ لي : ــ "ّ ذاك صداهُ و"

قد تفاهمنا .. ولكنْ ما فهمنا 

بعض من نسألُ عن بعضِه : ما هُو ؟

كيف لا أدري مجالَ البدءِ فيه ؟ 

ثم أرجو الغوصَ بي في محتواهُ و!

بدؤه يمتدّ في سفح جبالٍ من رمادٍ ، 

سوفَ أمشيه .. لتبقى خطواتي فيه

إذ أمحو أنا منّي خطاهُ و..

تاه بي البدءُ على خذّيْ نقيض .. 

فمتى يُرجعني ذاك المتاهُ و؟ !

*

د) وجهت وجهي للاستحمام ..

منبرُ الغفران فحمٌ واقفٌ ، 

هذا براقٌ واقفٌ يبكي ، فما سرّ بكاهُ و؟

أيّنا لم يبكِ يوما ؟ 

أيُّنا لن يتركَ الأرضَ الّتي تبكي وراهُ و؟

أيُّنا لم تزرع الأيامُ فيه شوكةً ؟ 

لم يحرثِ الهمّ رُباه و؟

ربّ دمع كان نورًا .. وسفحناهُ و، 

فلم نُبقِ إلى الإبصارِ شرقا منْ ضياهُ و

ستعود الشمسُ للإشراق حتمًا ، 

كلّما نمحو من الليل دجاهُ و..

واستحمّ النورُ في حوضِ وجودي ، 

وتجلّى لي وقد كدت أراهُ و..

ظلّ كالمطلقِ من مرآةِ ذهني 

عندما لاحقهُ منّي انتباه و..

يختفي شكلهُ لكنْ هو يبقى حيثُ أسْكنتهُ مني 

كلّ جزء، وتجليتُ لنفسي من وراهُ و

*

هـ) عن الشعاع والعري وأنا منك

أشرقَ الجوهر فالليلُ سلامٌ لك أسلمتُ فؤادي

 يا شعاعًا طارد الليلَ احتواهُ و

سوف لن يسلّمَ من دنيايَ شيءٌ ، 

لو تعرّى الجسمُ ، والبردُ اعتراهُ و..

غيرُ ثوب أبيض الظاهرِ ، رعبٌ ..

وجوازٌ أنتَ تدري ـ يا شعاعي ـ محتواهُ و

أيّنا لن يلبسَ العريَ قميصًا ؟ 

عندما تخدعُهُ يوما قُواهُ و !

إنّهُ العُريُ ويكسونا ، ومًنْ لمْ يكسُهُ العُرْيُ سينْسى 

ـ بعد حين ـ من كَساهُ و.

إنّه العريُ كبابٍ في جداري ،

وانفتاحي وانغلاقي مصرعَاهُ و..

قد تصارعنا طويلا ، وأخيرا 

تنحني منّا إلى العريِ الجباهُ و..

نحنُ عنْدَ العريِ شيءٌ وهو شيءٌ ، 

تستوي الأشياءُ لولا الإشتباهُ و

ثغرةُ الأرضِ كأذْنٍ في دماغي ، 

أرجعت لي الصوتَ في غير صفاهُ و..

ورجوعُ الصوتِ يبقى ، سوف يبقى 

عندما الآذانُ تفنى في اقتفاهُ و..

ورجوعُ الصوتِ قطعًا ظلّ صوتي ، 

سوف يبقى خالدًا في ما احتواهُ و!

حيْرتي في الليل بعضٌ من سنَائي 

هذه الأرضُ عليها أمْ علينا هيَ تمشي ؟

غبرَ درب لا نراهُ و..

لو رأيناهُ لما كنا مشيناهُ و

عذابات وأحزانا حملناهُ و 

فُرادى قد تساقطنا على حذّيْ خُطاهُ و!

وتهرّى الدّربُ ، هرّاهُ حذائي .. 

أينَ من لا تتهرّى قدماهُ و؟ !

أين مَنْ يسطيعُ أن يمشي 

إذا ما وقفَ الدّربُ بنا في منتهاهُ و!

وتوقّفنا .. ودار الدرب فينا دورة 

فيها قضّى منّا جميعا ما ابتغاهُ و..

فإذا أنتَ الذي منّي انطفاءٌ، 

وإذا هذا أنا منك اشتعالٌ ، 

وكلانا واقفٌ منْ غيره في مستواهُ و..

نسخةٌ مني أضاءتْ ذاتها .. في ذاتها ، 

فالطفلُ قد صار أباهُ و!

   الإمضاء : أبو وجدان شرف صادق




داحس و الغبراء بقلم الكاتب أبو سلمى مصطفى حدادي.

 داحس و الغبراء 

             صراع الأحباب لأتفه الأسباب، أشرس حروب الجاهلية و أطولها.

من حروب الجاهلية ، اندلعت بين قبيلتين عربيتين ،قبيلة  بنو عبس بن بغيض، وقبيلة بنو ذبيان بن بغيض و حلفاؤها بني هوزان بن منصور و بني طيئ .و من سادة بني عبس ، قيس بن زهير و الربيع بن زياد العبسي، و عنثرة بن شداد ، و من سادة بني ذبيان ، حذيفة بن بدر و سنان بن أبي حارثة المري، هي من أطول الحروب خاضها العرب قبل الإسلام، إلى جانب حرب البسوس و حرب الفجار و حرب بعاث، تركت أثرا كبيرا في تاريخ العرب ، و أصبحت مضربا للمثل في طول النزاعات و ضررها، ولقد دامت لأكثر من أربعين سنة ، هذه الحرب تعكس طبيعة الحياة القبلية في الجاهلية، حيث كانت الصراعات تندلع لأسباب بسيطة و تافهة في معظم الأحيان، لكنها تستمر لفترات طويلة بسبب الثأر و الكرامة و الشرف.

ترجع تسميتها إلى فرسين من أجود الخيول في الجاهلية، لا يشق لهما غبار، و هما  داحس من خيول قيس بن زهير العبسي الغضفاني ، و قيل الغبراء كانت لحذيفة بن بدر الذبياني الغضفاني ، راهن أصحاب الفرسين عليهما لحماية قوافل ملك المناذرة، النعمان بن المنذر ، حين سلبت قافلة حجاج المناذرة و كانت تحت حماية الذبيانيين، غضب النعمان بن المنذر، و أوعز بحماية القوافل إلى بني عبس مقابل عطايا و شروط وضعها ملكهم قيس بن زهير، و وافق عليها النعمان بن المنذر ، وهو ما أوعز صدور بني ذبيان.

خرج حذيفة مع مستشاره حمل بن بدر و بعض أتباعه لمقابلة بن زهير، و تصادف أن كان يوم سباق الفرس، فاتفق قيس و حذيفة على أن تكون حراسة قوافل النعمان لمن يسبق من الفرسين، كانت المسافة طويلة تستغرق أياما عديدة، خطط سادة ذبيان للتأثير على نتيجة السباق رغبة منهم في الحفاظ على مكانتهم، و حماية قافلة النعمان بن المنذر ، فأعدوا كمينا في طريق فرس خصمهم العبسي داحس لينحرف عن طريقه، و تتقدم الغبراء.

في بداية السباق تقدمت داحس ولم يشك أحد في فوزها، إلى ان وصلت الكمين و انحرف مسارها و تقدمت الغبراء، طالب أصحابها بحق الحماية و لكن اكتشف الأمر سريعا، و اتهمت قبيلة عبس قبيلة ذبيان بالغش، طعن عبسي  شقيق زعيم ذبيان، و رد ذبيان على ذلك بأن طعن شقيق زعيم عبس، فاشتعلت الحرب نتيجة ذلك، بل توسع نطاقها ليشمل الكثير من قبائل الجزيرة العربية وقتها 

و من أشهرها أسد و غطفان و فزازة، وبعد أن ضاقت الأرض بقبيلة عبس و هي تنتقل من مكان إلى مكان آخر ، و تعبت كثيرا من الحرب عادت إلى أرضها ، وقد قتل خلال هذه الحرب داحس والغبراء، نخبة من الأبطال منهم عنثرة بن شداد و عروة بن الورد، و بعد كل الخسائر تدخل بعض الحكماء الذين حاولوا إصلاح ذات البين، من شرفاء ذبيان و دفعوا ديات القتلى ، فانتهت بذلك حرب طويلة و شرسة، قضت على الأخضر و اليابس.

مدح الشعراء الجاهليون في قصائد خالدة ذلك الصلح الجليل، أهمها المعلقة الشهيرة لزهير بن أبي سلمى 

أبو سلمى 

مصطفى حدادي.