بريد غير مقروء
طالعتُ وجهكَ في مرآة أحداقي
يا غائباً بين نيراني وأشواقي
طالعتُ وجهكَ حتى فاض في مُقَلي
واستنزف الحب في لقياك إغداقي
ورحتُ أرسمُ ثغراً كدتُ ألثمه
لولا تربّعَ في جمرات أعماقي
أرسلتُ روحيَ تشكو بعضَ مظلَمة
فأوصد الحبّ قلباً دون إشفاقِ
إن كان حبّكَ هجراً قد خُلِقتَ له
فالحبّ عندي سيلٌ يعشقُ الساقي
قرأتُ سطراً يُحاكي الليلَ منتشياً
ويرتجي الوصلَ إيذاناً بإحراقي
كانت عيونك تتلو ألف خاتمةٍ
ونور وجهكَ وضّاءٌ بأحداقي
وشامةُ الخدّ تغفو مثل نرجسةٍ
ومبسمُ الصّبح يدعو كل ذوّاقِ
إنّ كنتَ للعهد تسلو ،ثمّ تتبعُني
فلتترك الخيطَ، وليرضيك إطلاقي
تاهت دروبٌ وكأسّ الهمّ أترعهُ
وأحصد البعدَ من أنّات إشراقي
لَكَم كتبتُ قصيداً نابضاً بدمي
وكم تراقصَ قلبي فوق أوراقي
وكم قطفتُ نجوماً من ذرى ألمي
وكم عجنُتك من وردٍ ودرّاقِ
طالعتُ عينيك والأشواق تأخذني
إلى البعيد إلى ماخلف آفاقي
ماتت حروف بريدي في أعنّته
وأرمدَ القلبُ يشكو ظلمك الباقي
ماقيمة الورد لم يزهر بكفّ هوىً
ولا يداني ولا يُهدى لعشّاقِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق