حين ترتعش الكلمات..ترتجف وتعتصر بين أنامل الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي
يقول الشاعر الروسي،الكاتب المسرحي،والروائي في الحقبة الرومانسية الكسندر بوشكين:" أبدا لن يموت شيء مني..وسأبقى ممجدا على الأرض ما ظلّ يتنفّس فيها شاعر واحد.."
وأنا أضيف: الشعر ينبع من الذات ليصوغَ العالمَ موضوعيا..ولعلّ أجمل القصائد هي تلك التي سبر فيها الشاعر التونسي القدير -د-طاهر مشي أغوار ذاته،فجاءت صورة للذات،مختزلا ونيابة عن القارئ ما يعتمل في نفسه من مشاهد التمزّق والتشظي..
ومن هنا تكون خصوبة النص الشعري-كما يقول شاعرنا الفذ د-طاهر مشي-منطلقة من الذات لتؤسّسَ الكون أكثر إنفتاحا وعمقا..
وتبقى هذه الكلمات الطافحة بالمحبة والإنسانية العنوان الصحيح للدرب الإبداعي المضيء الذي نحته-د-طاهر مشي-ببراعة واقتدار،فقد قال عني ما أربكني وأفحمني في ذات الآن:
"كم أنا سعيد بتواجدك معنا استاذي الجليل وقد غمرنا فيضك
وعبير قلمك الفواح فكنت زهرة تضوع من بتلاتها الرياحين
فننتشي بالحرف ويطربنا عزفك بين السطور
هنا يا سيدي رتقت الآه بين أناملك لتسحرنا بدلالاتك المفعمة
بالحياة.هنا يا سيدي ازحت الضباب على عنان الكلمات
تبهرجت أجدالها وسرى النور في عمق السطور
كتبت فأبدعت
أجزت فأوجبت تقديرنا حياء
لكي نسمو برفعة بوحك ونعانق الأبجدية من دون عناء
فمذا سأكتب فيك؟
وأنت على عرش الوجدان تبوح بالمكنون وتغمرنا بيان
فكم ستسائلني عنك الحروف
وكم ستحاكيني الشطآن
فعزفك يهما دروبي
يكبلني أنا ما رحلت..
ويسلب مني حرية الكلام
فلم يبقى لي غير أن أرفع لك قبعتي
تكريما واحتراما وإجلالا
دمت بخير سيدي الغالي.."
طاهر مشي
أكتفي بالقول: هذه تجليات الإبداع حيث ترتجف الكلمات،ترتبك وتعتصر بين أنامل شاعر تونس الكبير -د-طاهر مشي..
وليس لديَّ ما أضيف..إلى أن يختمرَ عشب الكلام..
محمد المحسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق