كنا كلما حزن القلب و أثقله الحنين
نذهب لجدارنا
نقف أو نجلس في ظله
نتكئ على حجارته القوية
نسند كتفينا إليه
فنحس بالأمان
هذا الجدار قوي و متين
وكبير و عظيم
ظل و أمن و صبر و سكون
وهدوء ،
كالوطن ...
يسع قلبه كل الواقفين
والجالسين
والعابرين
يسمع كل الحكايا
والشكاوى
والدموع
يمسح عن خفقاتنا كل الأنين
واقف كالجبال في وجه المحن
صامد لا يشتكي
لا ينثني
لا يرفض من
لجأ لظله كل حين
وقفت اليوم أمام الجدار طويلا
أراقب هذا الوطن الكبير
والقلب الرحيم
وأتمعن النظر لسند الجميع
هذا المطيع
البصير
لهواجسنا سميع
فرأيت فيه
شقوقا وتصدعا
و ترابا متسربا
كيف لم ألاحظ دموعه التي جفت و تصلبت و تسربت
هل سيسقط ؟
ونحن كل يوم نأتي
نستند إليه و نبكي
وبالساعات نبوح له بخبايانا و نحكي ؟
لماذا يصمت ؟
يكاد يهوي
يكاد يسقط
هل يبكي الجدار ؟
هل يحس الجدار ؟
هل يشكو أيضا مثلنا ؟
هل لديه قلب مثلنا ؟
هل لديه أحزان و أسرار ؟
يااااه !!!
كم هو حزين
و وحيد
وكئيب
وصامت
وكم نحن لا نرى
سوى انعكاس صورنا
نعشق النظر
لتفاصيلنا
نحن البشر
قصيري البصر
نحن محور الكون
وضوء القمر
نقود الحوار
فنحن المدار
ونحن من نرسم هذا المسار
بكل اقتدار
وعند الشقاء
ووقت البكاء
نتذكر الجدار
نجلس في ظله
وننسى أنه
يحتاجنا
يحتاج أيدينا تمتد إليه بمنديل صغير
وقلب كبير
يحتاج كلماتنا ترمم شقوقه
و نظراتنا تشفي ندوبه
و بسماتنا تبني من حوله بيوتا و قصورا وتزرع ورودا و زهورا
فالجدار يحب الربيع
وقوس قزح
وضوء الصباح
و ليلا يفوح بعطر اللقاء
لماذا إذن أخذنا الربيع
و غرسنا بضلعه برد الشتاء ؟!!!!
الدكتورة زهيرة بن عيشاوية
DrZouhaira Ben Aichaouia
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق