الأربعاء، 20 مارس 2024

لهذا نحن طائفيُّون ــــــــــــ علي مازح


 لهذا نحن طائفيُّون..

علي مازح:
حسَناً دعونا نتركْ كلَّ هذه الملفاتِ حتّى تهترئَ ونتقاسَمِ السَّرقاتِ فيما بينَنا ونُرضِ هذا الشعبَ المغلوبَ على تفكيرِهِ وإرادتِهِ ببعضِ الفتاتِ ونسلّطْ عليه رجالَ الدّين المأجورينَ لدينا، والّذين يعتاشونَ على أموالِهِ (أي على أموالِ الشّعب) لإقناعِهِ بأنّ اللهَ قد قسَّمَ الأرزاقَ لعبادِهِ وَفقَ إرادتِهِ وحُكْمِهِ وحِكْمتِهِ، فلا يجوزُ الإعتراضُ على حُكْمِ اللهِ وقدَرِهِ، وإنّ أوّلَ مَن سيدخُلُ الجنّةَ همُ الفقراءُ.
كلُّنا متورّطٌ حتّى العظمِ في الفسَادِ، فملفّاتُ الفسَادِ شائكةٌ ومتداخِلةٌ، وهي أشبَهُ ببيتِ العنكبوت، ومَن ينجُو من بعضِها سيَعلَقُ في ملفّاتٍ أُخرى متداخلةٍ أيضاً كملفّ الكهرباءِ، الّذي كلّفَ الدولةَ خسائرَ ماليّةً قُدِّرت بحوالَي 40 مليارَ دولارٍ، فيما حلُّ المشكلةِ كان يحتاجُ إلى حوالَي مليارٍ ونصفِ مليارِ دولار، وقد تسلّمت حركةُ أمل وحزبُ اللهِ والتّيّارُ العونيُّ هذا المِلَفِّ لسنواتٍ طويلةٍ.
وهكذا تَكِرُّ السُّبْحةُ بالنسبةِ إلى العديدِ من الملفّاتِ المُهمّةِ والخطيرةِ الأُخرى، الّتي تسبّبَ الفسادُ فيها بخسائرَ كبيرةٍ جدّاً، مُنِيَت بها خزينةُ الدّولةِ لصالحِ مافيَاتِ السّلطةِ وأزلامِها، منها ملفّاتُ الفيول والأملاكِ البحريّةِ والإتصالاتِ ومِلفّاتُ البواخرِ التركيّةِ والأشغالِ والجماركِ والمرفأ والتّجنيسِ والصّحّةِ والمصارفِ وغيرُها وغيرُها الكثيرُ الكثيرُ من الملفّاتِ الكبيرةِ والشّائكةِ والمتداخلةِ، الّتي لو تمّت محاسبَةُ المتورِّطينَ فيها (لامتلأتِ السّجونُ بهم عن بَكرة أبيها)، ولذلك يجهدُ السّياسيّون في الّلعبِ على المشاعرِ الطّائفيّةِ والمذهبيّةِ واختلاقِ المشكلاتِ الّتي تحمِلُ طابعاً طائفيّاً ومذهبيّاً، فهو السّلاحُ الأمضى للحفاظ على مدّخراتِهم وعروشِهم (ما استطاعُوا إلى ذلك سَبيلاً).
وفي هذا السّياقِ نُقِلَ عن رئيسِ مجلسِ النّوّابِ اللبنانيّ نبيه برّي قولُه: (لولا الطّائفيّةُ لَشَحَطُونا من بيوتنا): وذلك تعليقاً على مَوجةِ الإحتجاجاتِ الّتي اندلعت في لبنان في العامِ 2015 على خلفيّةِ ملفّاتِ الفسادِ المتعدّدةِ، سيّما ملفَّ النّفاياتِ المكدّسَةِ في الشّوارعِ وعلى جوانبِ الطّرق.
12 / 5 / 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق