الأحد، 3 سبتمبر 2023

وردة أيلول بقلم د. محفوظ فرج

 وردة أيلول

كَسَرَتْ قلبَ الشّعرِ
فصارَ نداها الدمعُ الذارفُ
مِنْ أحرِفِه
فوق حواشيها
حينَ يُحدِّقُ حرفُ العينِ مَلِيًّا فيها
يلقى طعناتٍ متواليةٍ تركتْ أثراً
في الكأسِ
أعمقَ من مَخرَجِ صوتِه
أضحتْ مثلَ الغانيةِ الحسناء
إذا خَطَّتْ فوقَ
مُحيّاها الايامُ غصونَ الكِبَر
والأوراقُ التفَّتْ حولَ
منابتِها من سَقَمٍ
كالعاشقةِ المهمومةِ لم يَصنِ
المعشوقُ عهودَ العشرةِ
بالغَ في الهجرانِ
أحمرُها امتَدتْ فيه خطوطُ الصفْرةِ
سبحانَ الخالقِ
تبدو أصغرَ بكثيرٍ مما نعهدُهُ
في الوردِ الجوريِّ
أكانَ لدجلةَ سَبَبٌ في ذلك ؟
ما مرَّ خريفٌ في أيلول قديماً
وامتدَّ إلى الأخضرِ واليابسِ ؟
لا أتصوَّرُ ذلك فهي حياةٌ خالدةٌ
لا تَفْتكُ بالعشّاقِ
أشرِبَ صفوُ الماءِ الجاري في حبِّ
محبيها
وتَخلَّل في قاعِ مشاعرِهِمْ
لكنَّ (جويريدَ)
ولاهبَ تموزَ وآب
واهمالَ الموبوئين
بأمراضٍ العصرِ
خَنَقوها
غابَ الماءُ
وعاثتْ في تربتِها الخصبةِ
الديدانُ المسمومة
د. محفوظ فرج
Aucune description de photo disponible.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق