الاثنين، 10 يوليو 2023

من وصاياي ــــــــــ رفيقة بن زينب


 من وصاياي

إن أتى يوم المنية
و غدت أشعاري ذكرى
فاجمعوا ميراث قلمي
الذي أشهدت عليه ربي
و أقوال الحق تشهد
أنني بلغت بما في وسعي
علمي و مبادئي و بعد
الحقيقة راسخة للأبد
لا تتقيد بمكان أو أمد
ترجموا وصاياي بخورا
عطروا بها مسالكي زهورا
على أقوالي و أقدامي تشهد
كم قطعت من خطوة لأسدد
سهام علمي و أعدد
سبع سنوات وثلاثة عقود
تجدد فيها عزمي المتفرد
و مبادراتي التي تتمرد
على الجهل دون تردد
قصد إصابة أهداف تسدد
كم من مرب مات في الدنيا !
ثم يحيا بعد الموت سرمدا
و كم من يراع قبلت لحسن المقصد
و كم من دواة أفرغت حتى لم تعد
بها قطرة واحدة لتشهد
على تبليغ ما في الوتين يتردد
رافضا الركود و التجمد
و التقليد و التقيد
لإرضاء الضمير المنشد
للراحة من المهد إلى اللحد
طوبى لسدنة الحروف بعظم الأجر
على اعتصار الأفكار ولو بغير قصد
و إن خفيت عن رؤيانا بقلب تجلد
فطاقة الفكر ليست بالأمر الهين
هي كالنهر أو البحر و إن تجمد
لتغذية برعم عقل يتصيد
فرصا للنور ليبرز كالفرقد
و يحقق آمالا كلها تنشد
صلاح الفرد والوطن المخلد
أفكار المربي هي المداد و المدد
لكل الأجيال في درب العلم و المجد
هي التي تتجلى في عرق يتصبب
و صوت يتعثر متى تعذر
فهمه لما الشرح يتعسر
أو حين تعتل الصحة و تتعكر
ولا يهدأ حتى يتسنى الفهم
لكل الحاضرين و يتيسر
أفكار المربي هي الياسمين المعطر
و الشهد المتقاطر الذي يقطر
لري عقول تتعطش لعلم شبيه بالكوثر
جعلنا الله من وارديه مع نبي يستغفر
لنا ولأمته يوميا ويكثر
لنا من الدعاء عليه ألف صلاة و أكثر
كلما أذن المؤذن و صلى الإمام و كبر
رفيقة بن زينب /// تونس الخضراء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق