الاثنين، 27 فبراير 2023

لوحة من ماضيها بقلم الأديب سعيد الشابي

 لوحة من ماضيها

هي ذكرى...
و لا كالذكريات...حبيبتي.
تلك التي...
أورثتنيها...
كلما فات يوم
أدركت جحودك...فيها
و المظالم...في
سوء...معانيها...
* * *
مرت شهور...
و أنت...وأنا...
صور فيها...
وحلم, زائف...
خداعك الأطياف فيه
و النفاق يبنيها.
* * *
التخطيط,مكر....
تصميمه خيانة...
بدهاء جد لئيم...
حفــرت تـــوشيها
نقم كل النساء من الرجال
جمعتها.
وفي حقد مرير,جرعتنيها...
تخمرت مع الزمان جراحا...
وآلام أحزان...بلا علاج
ولا طبيب , يداويها.
* * *
لماذا اخترتني أن...
أكون الفريسة...و تكوني،
أنت الجائحة التي،
تنهيها
* * *
أهلا سألت غرفة نومك؟..
كم خدرت؟..كم أسلمت...؟
لاحتساء سموم،
أنت تعنيها...
لارتداء شباك،شائكات
في كيد خبيث،
ألبستنيها...
* * *
هلا سألت الحافظات؟...
بما فيها ،...
عن حكايا... قصصناها ،
وعشناها...
عن زفرات ، في غصص...
غدت تخفيها...
* * *
هلا سألت فراشك ليلا ،
حين تأوين اليه ...
عن عيون ، طالما تلاعبت...
وتشابك الحاضر فيها ،
بماضيها؟...
عن عيــــون...
تطارد عيونا ،...
تشلها ...تمتصها...
لتذيـــــب ،
جميع من توغل فيها...
عن عيـون ، طالما...
أنت وحــــدك ،
من أقذيت مـــآقيها...
* * *
سليــــــــها ؟...
كم تمتمات ، في حماقات...
بين وعي... ولا وعي
ضــاعت معانيها...
سلي الأماكن التي زرنا
من أحـــياها ؟...
من جعل الحب نورا فيها؟...
وسليها ؟...
من كساها دخــــانا؟
من أحرق ربيع روابيها؟
* * *
اسألي الذكرى ؟...
عن دنــيا ،... كنا ،
أغـــــلى أمــــانيها
كنا الفرقدين ، في لياليها
وكــنا ،... لحون أغانيها
غدت أخيلة ...
نراها ، ولا نناجيـــها .
غدت أطلالا ...
وبقايا حــياة ... كانت
وكنت ،... ربة فيها...
منك تنّزل أوامرها...
وعنك تصدر نــواهيها.
* * *
أين أنت الآن منها ، صغيرتي
وليس لك الا أن تقولي...
بنفسي ، أفنيت دنــياي ،
بـــما فـــيها...
بنفسي أغرقت المراكب..
حطمت رواســــيها...
ولا من منقـــــذ ،
أو سائــل ،...يحـوم...
أو يطــــير ،....
فوق أعـــــاليها
* * *
اياك حبيبـــتاه ، أن
تذرفي الدمــوع يـوما.
ولم يبق لك فـــيها...
غـــير مآســــيها.
يوم يموت سحر الصيد
في مقلتــــيك...
يوم يكسر سهم القنص ،
في بــــؤبؤيك...
وتجمد النظـرات فيها ،
مهـــما حاولت...
أن تـــرسليها.
وأنى لك يا أنتياه...
أن تحــــيي...
مــا قتلت فيــــها...
* * *
حينــها ، بلا ريب...
ترفعين يدا مثلــوجة ،
لتصيحي...
وداعا وجــــوداه...
وتــــعال...
ناولني كأس سمي...
بيديك أسقنــــيها...
حتى أرتاح،
من عذابي...وجنوني...
من ضميري...و نفسي...
بآنها،
بماضيها...وآتيها.
فالقلب...
أعمته غطرسة الأنا
و الروح...
مات الأيمان فيها.
سعيد الشابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق