السبت، 28 يناير 2023

*عودة طائر النار..** بقلم الأديب (المنير وسلاتي)

 من مخطوطتي الجديدة


***عودة طائر النار..***

قال صاحبي ما تلك بيمينك يافينيكس؟
قلت: سكين قسوتي أستله من نبضي..
أهشًّ به على وجعي...
ولست بقاتل أحد حولي،..
ولا أكلأ في سري صوت منتحري ...
لكني أهمُّ بقطع يد تشبه يدي.. وليست يدي..
تسرق عمري من دبُرٍ..ثم في الدموع تختفي...
*

الحق الحق..اقول يحتاج جناحً مني للبتر...
حين تؤذي جانحي مطرقة اليأس...
فأعوذ بمخيلة الطير، أستعصم من الحزن،
وأعضُّ على ذاكرة السّرب بالنواجذ...
وأسْرِجُ الخَفَقَانَ على ظهر لغتي...
أهمُّ على وجعي بالحسم...
ثمّ ألعقُ بعد البتر جُرحي...
وأجعل الصبر جناحي ومُلتَأمِي..
كلَّما رَامَ الطَّيْرُ داخلي التحليقَ الى غَدِي...
فلا تحدثني عن العَجْز والظَنَكِ
ولا تتعب رأسك بالتفتيش في جرحي...
قلبي يوعك شديد الوعك.. يا صاحبي..
وانّي طائر اللهب أمرُّ فوق الفصول...
يتفاقمُ على الجباه ظلي..
فلا تمعن في السؤال حتى لا يؤذيك نزفي...
لا تعكر صفوك بي إن اشتبه عليكَ أمري..
أخْشَى أن يَلْفَحَ رُوحَكَ هَبِيبُ النَكَدِ...

*
وحدي لا حولَ لي، أغرقُ في وحدتي،لا حول لي..
كأنه لا شيء حولي...كانه لاشيء يعني...
أداعبُ وحْدَتِي،،أسمّيها حبيبتي...
أستدني العزلة مني، أهمسُ في أذنها :
"أنت كل ما تبقى من أسرتي"..!
تعثَّرَ قلبي في وعْثَاء التعب...
ولا حول لي.. لا حول لي..
كم مشيت اتوكَّأ على العهد الذي بيني وبيني..
حتى باغتني افلاسي من الابتهاج
حين ادخلت يدي افتش في جيوب الأيَّام
لم أجد ضحكة واحدة أدفعها للفرح...
أنفقَتُ أقدَامي سُدًى في وعد الخطا...
وبئسَ خطأ مغموسةٌ ابدا في الوعد...!
*

في موتتي الصغرى على معابر الخمود..
في هدأة الرماد، وأنا اتأمَّلُ الحريقَ
يحتفلُ في جُثَّتي...
ألملم ما بقي مني..
واسْتخف بحماقة النهايات....
أتربّص عودتي هازئا بتوحّش النار...
أغمز للوميض بطرف قلبي..خذ بيدي
سألتُ روحَ اللَّهبِ:
كم ستظل بقلب طير،
تُطعِمُ الحُلم جُوع الصَّمت والتريّث
وعقلك المشروخ شاردٌ في حساب الخُطَا...
يَشُجّكَ الخَوفُ ورُهَابُ الخَسَارَات يا"فيناكس"
في الرّمادِ تُخاتُل قواعِدَ المَوتِ
وتشرق بغتةُ من حضيض رمادك..!
*

معجون انت يا طائري بماء السموات...
فاياك ان تَخْذلَ سماءك البعيدة...!
قال : لكنك بجناحٍ وحيدٍ" وآخرَ مهيض..!
كيف السبيل لرحلتك العنيدة...!؟
قلت: الطيرُ الحرُّ يُحلّقُ في اعالي جراحه...
الطير الحر اكبر من عربدة الاحزان....
"فيناكس" ..طائر الرب، معجون بماء السموات...
قد يطير الى حلمه بمكسورا وبجناح وحيد...
لكن ربّ الرياح بنفث سرّهُ في الأجنحة العنيدة...!
(المنير وسلاتي)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق