لماذا ينجحون ونفشل نحن؟
ينجحون دائما وحتّى إذا فشلوا فهم ناجحون إذ هم يتعلّمون من أخطائهم، كيف وأين يضعون أقدامهم في الخطوات الموالية كي لا يخطئوا السّير مرّة أخرى. ينجحون دائما وفي نجاحهم انتصار لمنظوريهم سواء كان ذلك بصفة مباشرة أو غير مباشرة فهم ينصفون من قدّم عملا مفيدا ويصاحبون من أخطأ حتّى يستقيم وتستقيم أعماله فينجحون جميعا. ونفشل نحن دائما حتّى في نجاحنا، فنحن لم ننجح بعد دراسة بل يكون ذلك عادة صدفة جميلة ساقها لنا القدر. وفي فشلنا انهيار وتدهور لمنظورينا. فنحن لا نعرف أو قل لم نحدّد سبب فشلنا بذلك نحبط كلّ من كان يسعى للنّجاح. نحن نؤلّه الغرب ونرى أنّهم الأقدر والأسمى ولم نحاول حتّى مجرّد محاولة النّسج على منوال ما فعلوا ولو في بعض ما وصلوا إليه. نحن نقزّم النّاجحين ولا نقدّر نجاحهم أمّا الفاشل أو المخطئ فنتجاوزه ولا نحاول أبدا أن نسنده لكي يصلح ويستقيم. ويستمرّ الفرق والبون شاسعا فيما بيننا وبينهم. فلماذا تستمرّ هذه الوضعيّة والحال أنّنا أحياء مثلما هم أحياء؟ يستمرّ هذا الواقع المرير في حين أنّ لهم أجساد تعمل وعقول تخطّط مثلما هو المفروض حالنا. فأين المشكل ؟ وما هو الحلّ إن كنّا نريد حلاّ؟ يكفي بادئ ذي بدء أن نعترف أنّ المسألة في مجملها وملخّصها هي مسألة خيار. اختاروا أن ينهموا من إمكانيّاتهم وإمكانيّات غيرهم ليتطوّروا فنجحوا وتطوّروا. واخترنا أن نكون تابعين ونرى إمكانيّاتنا ولا نستغلّها فبقينا نراوح مكاننا ولم نتقدّم قيد أنملة بل ربّما تراجعنا . يجب أن نعترف ونقرّ أنّه بقدر ما نستغني عن إمكانيّاتنا ولا نستغلّها كما يجب أن نفعل، بقدر ما نتراجع وتتراجع إمكانيّة التّطوّر. يجب أن نعي أنّ العلم والثّقافة مهمّان جدّا وهما سلاحان خطيران للتّطوّر. يجب أيضا أن نفهم أنّ الوقوف عند أخطائنا سببا كاف لنعرف كيف نتطوّر ثمّ معرفة إمكانيّاتنا وتحديدها تحديدا علميّا بعيدا عن العاطفة وبعيدا عن الإرتجاليّة والتّكهّنات المرتعشة أسلوب علميّ للتّقدّم. فهل اخترنا هذا السّبيل؟ نحن ظاهرة كلاميّة أبعدت كلّ البعد الفعل الميدانيّ المبنيّ على أسس. نحن نصادر الطّاقات ونستنزفها في ترّاهات "لا تسمن ولا تغني عن جوع". نحن نضع العصيّ في العجلات فلا تتمكّن من الدّوران والتّقدّم. هم تعلّموا من أخطائهم وأخطاء من حولهم وضربوا موعدا متواصلا ولا محدودا بالزّمان والمكان مع العقل، وانتبهوا إلى أنّ العجلات لا بدّ أن تترّك حرّة حتّى تدور بل فعلوا أكثر من ذلك، دفعوا العجلات وظلّوا وراءها يمنعونها من السّقوط تحت أيّ تأثير ويمنحونها القدرة على مواصلة الدّوران لتواصل التّقدّم . لسنا أغبياء، ولا ينقصنا الذّكاء، ولا تنقصنا القدرات البشريّة ولا الماديّة، ما ينقصنا هو الاختيار الصّحيح وتوجيه إمكانيّاتنا وجهة تتلاءم مع خياراتنا الصّحية.
رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق