السبت، 14 مايو 2022

ورود ماطرة بقلم الشاعرة سيدرا الأسعد

   ورود ماطرة

في الساحِ قد حفرَ الشهيدُ سبيلا
فترابُنا يزهو به مجبولا
رَسَمَ الحياةَ بفوهةٍ لا تنثني
فغدا السّديمُ بفضلهِ قنديلا
أيّارُ عرسُ الفخر كمْ ذخرتْ به
محنٌ تدورُ،،،، وكم أنار عقولا!
شهرٌ به دَرَجَ الكرامُ لشمسهم
وبعينها سكَنَ الأصيلُ أصيلا
والله من عليائه رفقاً بنا
قد أنزلَ الفرقان والإنجيلا
وأخصّ ركناً للشهيد تكرّماً
فدَعاهُ حيّاً باقياً ونبيلا
كالبرق تعصفُ في الوغى نيرانُه
يوم الحقيقةِ ،،، ثائراً مأمولا
ومحاوراً جعل السلاحَ خطابه
وغضنفراً خلّى العدوّ هزيلا
بدم الشهيد تباركتْ أرواحُنا
ماعادَ قلبٌ بعده ممحولا
فالأرضُ تعشق عطره ومقامه
وغدا الترابُ بتبرهِ مشغولا
وبِعِيدهِ نفخ الضّحى زغرودةً
للمجدِ باتتْ رايةً ودليلا
صدق العهود مقدّماً ريّانه
ومسافراً بين النجوم خليلا
للخيرِ بابٌ مشرَعٌ حَثَّ الخطا
صوبَ الجنانِ مطرَّزاً مصقولا
كان اتّحادٌ منذ أعوام خلتْ
بعروبةٍ صارت لنا إكليلا
فتلاحمتْ بين الديار مدامعٌ
يوم الخلاص رسالةً ورسولا
وتمزّقتْ صورُ الغزاة تمرّغاً
تحت النعال وقد شفينا غليلا
عودوا لرجس جحوركم وتقهقروا
فالفارسُ المغوارُ ليس مَهُولا
من جاءنا يبغي الجحودَ بأرضنا
لورودنا الحمراء كان جهولا
لولا الشهيدُ لما ترنّم جيلنا
حتّى غدا بسخائه مذهولا
وبعرسهِ رقصَ اللواءُ مرفرفاً
غطّى الفرات ودجلةً والنيلا
كم وشوشتْ للفجر بعد ترجّلٍ
أمّ العريس وكم أباح رحيلا!
لسعَ الهجيرُ فؤادها وعيونها
وبصبرها باتَ السكونُ جميلا
أمّا أنا فلقد وقفتُ تضرّعاً
كنْ يا إلهي حارساً وكفيلا
لصقيع روحي لم أزلْ مشكولةً
والحبرُ يشكو العجزَ مهما قيلا
أنّى لحرفٍ أن يضاهي عوسجاً
مهما تعالى لن يكون مثيلا
فحروفنا خجلى أمام عطائهم
والوصفُ يحلمُ لو ينال قليلا
.................................................................
Peut être une image de 1 personne, cheveux longs, position debout et intérieur

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق