الاثنين، 8 نوفمبر 2021

وإن غابت/د محروس فرحات/جريدة الوجدان الثقافية


 .... وإن غابت......

روت أشجارنا الخضر
أقاصيصا لنا كانت
حكت للطائر الغادي
وكل فراشة حامت
روايات لنا تحكي
من القدم وكم دامت
وكل الماضي يحملها
صدى ناياتي كم عادت
يضج الروض لو تدري
بسر الشوق كم باحت
أيا روضي أتذكرها
ونفس عندي كم زادت
من الوجد الذي سكن
بقلب عندي قد زارت
وذي الأزهار تذكرها
وذي الأغصان كم نادت
وعشب الأرض يذكرنا
بأقدام لنا داست
وأحلام لنا تصفو
فهل أحلامي قد غاضت
وهل نقص الذي عندي
وكل جداولي بانت
وجف الشوق لا أدري
وهل تفتيني إن ضاعت
تدور عندي أسئلة
وكل إجابة غامت
وإن كنت كما أنت
فهل أشواقنا هانت
وإن أنت تغيرت
ونفس منك قد بانت
لما تعذيبك قلبي
ودمعات هنا زادت
ألم يأن لك قربا
فنفس عندي قد ذابت
وتنتظر لك قطرا
وعينا منك لي راعت
فكم حفظت لنا ودا
وكل الماضي ما باعت
وبين ربوعنا الخضرا
لنا أشواق كم هاجت
تناديك فما عدت
ولا أحلامنا عادت
روت أشجارنا الخضرا
أقاصيصا لنا دارت
فهل يأتي لنا خبر
لما غبت وقد زالت
وقد قالوا وقد قيل
بأن عيوننا زاغت
عن الشوق الذي كمن
عن الأحلام إذ بادت
عن الأيام نسكنها
ولم تسكنا إن قامت
وفي الترحال مشيتنا
وكم قدم لنا سارت
وبين الطرق ترتاد
لها صمت وما قالت
وما نظرت لك وعدا
وكيف وعودك غارت
وها نحن لنفترق
ودمعة منا قد سالت
وما عدنا وما عادت
ليالي فيها كم راجت
أقاصيص لك تحكى
ونحكيها وما مالت
ستبقى العمر نذكرها
ونحكيها وإن غابت
..د محروس فرحات..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق