السبت، 18 سبتمبر 2021

ديوان "نبض وأوتار" يسافر لمصر العريقة ليصل أحضان الأديب شعبان محمد البنا

 ديوان "نبض وأوتار"

يسافر لمصر العريقة ليصل أحضان الأديب شعبان محمد البنا
"""""""""""""""""""""""
مابين الشوق والأنتظار
يقدم الدكتور والصديق التونسى الشاعر ديوانه الجديد
( نبض وأوتار) عن دار الاتحاد فى مدينة أريانة التونسية.
.......................
يبدأ شاعرنا ديوانه بقصيدة (اشتياق لحضنك يا سيدتى)
وينتهى بقصيدة الأنتظار حيث يقطع بنا رحلة السير فى روضة الشعر. حيث يقول من قصيدة خيانة فى المساء
حين يبلغ الهوى منتهاه
يتسلق زراعى أرجاءك
فتزهو الحياة
أشرب من قطرات نداك
شهدا
ويتملق الحنين والرجاء
ويعوم بسيلك الجارف
ليروى العروق
كل مساء
فقد بات الحظ بودنك عاثرا.
والسحب
شاردة فى كبد السماء
وبرق يقصف فى الوريد
والقلب
يناجى سيدة النساء...
ولقد استطاع شاعرنا أن يسيطر على فكرته التى سارت فى خط متعرج ولكنها حددت الطريق الى نهاية الفقرة فلم تشذ
ويعتبر الوضوح عند شاعرنا قيمة تتجلى فى جل ديوانه.
حيث لم نعثر له على أثر للغموض فى الديوان. ذلك الغموض الذى يعد مثلبة تجور على الشعر وتسحب من رصيد الشاعر
كقول أحدهم :
الى متى
تنتظر الحيوانات الصغيرة
حتى أسقط
فتبدأ الحفر فى رأسى.
ويقول أخر :
ياحامل مقصلتى
كان لقائى بحد السيف
وشجر الناس.
فنحن أمام تهويمات يصعب أن تفضى الى نتائج. وهذا الغموض المستقبح يطغى على مساحة كبيرة من نتاج قرائح كثير من أنصار قصيدة الشعر المطلق.
يقول طاهر مشى من قصيدة عنود وقد جاءت على بحر البسيط الذى أكد قدرة شاعرنا على ركوب البحر واعتلاء صهوته.
مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن
مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن
وهذا البحر له ستة أعاريض. وستة أضرب
يقول الشاعر:
يامن تناجى بحرف الشعر بارقة
مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن
تهد القوافى ورسم الشعر أضنانى
أن الحبيبة فى الأوهام غارقة
مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن
وكم أكافح دون الحب أحزانى..
فهل رأيت بنور البدر شارقة
تغفو بها ومع الأموات أكفانى
مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن
نعرف من هذه القصيدة أن شاعرة قد تصالح مع القصيدة الكلاسيكية منذ بدايات معرفته بالشعر وقرضه له. وهذا شأن كل شاعر يكتب من أجل الفن..
وعلى الرغم من أن بعض الشعراء لم يستطيعون حماية مواهبهم من ألوقوع فى أسر القصيدة المرسلة الا أن شاعرنا
وضع هذه القصيدة فى الديوان ليشير لنا بأنه قادر على اعتلاء صهوة البحر .
والشاعر صاحب البحر أى الملتزم بالبحور الفراهيدية يستطيع القيام على أنتاج أى نص. وليس العكس. حيث أن الموسيقى هى صنو القصيدة.
يقول الشاعر طاهر مشى من قصيدة (سأعشقك كما أشاء)
هذه الليلة...
سأحطم كل قيود جنونى
وأعشقك
كما يشاء قلبى
سأنثر حنينى وعذب أشواقى
بين أهداب عينيك
أتنفس من نسائم جدائلك
يا أميرتى
ونداء حلمى
أحبك بجنونى وعنفوانى
لن أبالى بما مضى من الليالى
وسأحطم كل القيود والأسرار
ولا أهتم
لأقوال الرواة.
الى أن يقول:
سألامس لب الأشواق هذه الليلة
وأمتطى تغاريد المساء
بلهفة مشتاق لحلم ينادى
وسأرسم
ولن أبوح
وأسعد
وأضرم
لأنهى.........!؟
وهكذا يمضى فى المضارع متمنيا تارة ومهددا حبيبته تارة بأنه سوف ينهى لذة الحلم الجميل.
يعتبر ديوان نبض وأوتار على رغم أنه لم يتجاوز المأة وثلاثون صفحة الا أن الشاعر أستطاع ان يتنفس فيه على رسله وهو يعرض حلقة من قصته الطويلة مع الشعر وحبه له
وتعاطيه أياه بالكثير من القرب الحب.
أنا على يقين بأن شاعرنا بما يمتلك من امكانيات مؤهلا للدخول فى معترك الحياة الأدبية من أوسع أبوابها بما لديه من معطيات كثيرة تتيح له الكثير والرحيب من الحركة والأبداع.
..........
صافى مودتنا
شعبان البنا
مصر
سبتمبر
١٨/٩/٢٠٢١


Peut être une image de 1 personne, livre et texte

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق