الثلاثاء، 15 يونيو 2021

الفواصل الواهية/ بقلم الشاعر إبراهيم العمر /جريدة الوجدان الثقافية



 الفواصل الواهية*

بقلم الشاعر إبراهيم العمر .
--------------------------
عندما أتكلم عن الحياة والحب والجمال ...
تغيب عن فكري الفواصل ،
تمتزج المعاني والمفاهيم ...
ولا أعود أميزّ المكوّنات ،
حتى تلك المسافة التي تفصل الرأس عن القلب .. تتلاشى ،
تختلط الأفكار بالأحاسيس ...
وتعانق الروح الجسد ،
وأشعر بنوع من الانسجام والتناسق .. بين كل الحواس ،
أشعر بولادة الروعة والسحر والكمال ...
تتمخض في شراييني ،
وأنّ قشعريرة حالمة ...
تتلّمس كل تلك الشعيرات المترامية على جسدي .
من اللحظة الأولى للحياة ...
يولد الحب,
ويولد الجمال ،
تولد الصرخة ،
تولد الدمعة ،
تولد الفرحة ،
يولد العطف ،
يولد الحنان ،
تولد الأمومة ،
تولد الأبوّة ،
تولد الأخوة ،
تولد المشاعر والأحاسيس ،
تولد التضحية ،
يولد التحدّي ،
يولد نكران الذات ،
تولد الأفكار والأحلام والأنوار ،
تولد التأملاّت والشردات ،
يولد السحر ،
تولد الطفولة والبراءة ،
تولد الفطرة والعفوية ،
تولد النسخة الخام الأصلية ،
تولد الصفحة البيضاء .
تلك هي اللحظة التي يسوح فيها الدماغ ،
ويتنهّد فيها الفؤاد .
وبين لزوجة الدماغ وسيلانه ..
وبين دفء القلب وارتقاء التنهيدة ،
يلتقي الدماغ مع القلب ،
يحتضنه ، يتعشقّه ، ينصهر فيه .
يمنحه القوة والحماية ،
يفرش له الأيام بالأمل ،
يمهّد له الطرقات بالوعود ،
يزرع له كل مجالات الرؤيا بالورود،
يطلق طيور النورس على الشواطئ
وطيورالدوري على الشرفات ،
يغمره بالبهجة والمسّرات ،
يرسم على خدوده خيوط النور،
يترقب على جبينه انبلاج الفجر وولادة النهار ،
يلفّه بقوس الألوان ،
يغرس في روحه بذور الإبداع والنبوغ والعبقرية ،
يظهره بأبهى معالم الروعة والسحر والجمال كاستحقاقات طبيعية ،
وكلمسة من الإله منحته البركة والقدسية .
إبراهيم العمر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق