الأربعاء، 13 نوفمبر 2024

قراءة نصية في قصيدة " اميرة الريحان " للشاعرة المصرية ، " منى فتحي حامد " بقلم الناقد هاشم خليل عبدالغني - الأردن

قراءة نصية في قصيدة " اميرة الريحان "
للشاعرة المصرية ، " منى فتحي حامد "
هاشم خليل عبدالغني - الأردن
قصيدة " أميرة الريحان " للشاعرة المصرية منى فتحي حامد غنية بالورود والزهور وجمال الطبيعة ،تحمل بسمة الطبيعة والوجد وتحفل بحب الحياة والأمل الدائم ،تجسد مفاتن الجمال والحس الراقي ، القصيدة عنوان لقلوب تبحث عن الفرح والهدوء ، عن عالم من الورد بعيدا عن اشواك الحياة ، إنها رمز للحب والنقاء وراحة القلوب . فالورود والازهار تهذب النفس والروح ، قال احد الحكماء : ( إذا كان معك قرشان فأشترِ بواحد رغيفا للبطن ،وبالآخر وردة للروح ) فأجمل ما في الكون الأشياء البسيطة .
( أميرة الريحان) إذا توقفنا عند هذا العنوان ندرك أن الشاعرة تنفث آلامها من خلال الأنات الشعرية ،أميرة الريحان انثى تحمل مشاعر واحاسيس مختلفة ،مزيج من الحنان والامان والحب والدفء، أميرة اسم جميل وخفيف يحمل الفرحة والبشارة والسرور.
( أميرة الريحان) نص يشير إلى أن الـمرأة والزهــرة توأمان يضيفان البهجة والسعادة للكون ، كما قال أحدهم .
كما يتبين من النص أن الشاعرة تشير الى تأثرها بالمدرسة النزارية الشعرية " الرسم بالكلمات " لعل مرد اعجابها وافتتانـها بنزار يـــعود ،لأنه اولى في شــعره أهمية كبيرة ، للحــب والمرأة وقضاياها وأوضاعها ،ويركز عـلى تمردها وثورتها على التقاليــد الاجتماعيــة. . إلــى جـانب أنـه( حالة شعرية فريدة من نوعها، لا يشبــه غيره مــن شعراء جــيله بطريقته الخــاصة، التي لم يسبقه إليهــا أحد ، و ثراء تجربته المتنوعة ،ولاستحـداثه اليات جديدة فــي الكتابة ، وخلقــه لــغة ثالثــة لا هــي عامية ولا هي فصيحة معجمية، وإنما هي لغة بسيطة بعيدة عن السطحية ) .
تبدأ الشاعرة القصيدة بتحية أمان وطمأنينة وسكينة ،لمن تحبه بشغــف وتتــودد إليـه بلــطف ورقــة ،وتحــادثه بكــلام عذب رقيق فــالأمن النفسي مـــن اعظم النعم التي يستشعرها الإنسان ، فيزول عنـــه هــاجس الخـوف فيحس بالرضا والسعادة ...ورغم أن الرقة والأنوثة من الأسلحة الفتاكة للمــرأة ،الا أن الشــاعرة قرنت رقــة المـــرأة الأنيقــة المتــذوقة للجمال ، بالإباء والعراقة والترفع عـما يشين النفس العزيزة التي لا تقبل الذل ، فالشموخ والعراقة تتجـلى بأبهى صورها في كتابات الشاعرة ، التي تخترق القلب بما تحــمله مـــن العواطـــف الرقيقة الشفــافة ، وبما تشيعه حـولـها من مـرح والحنان الدافئ .
كما أن الشاعرة كثيرة الرغبة والشـوق، للحــصول على عــلاج مضاد للهموم والاحزان ولكل معاناة تواجهها بحيث يكون علاجاً شافياً دائماً لا ينقطع .
السلامُ على من يهواه قلبي
قلمي يتغزل بك بالقصيدِ و بالشِعر
أبية شامخة بدواوين
مراقصة لِلرواية بنسائم
القُبُلِ
متوقة ترياق ربيع
سرمدي
وتتوسل الشاعرة وتتضرع لله مبتهلة ، أن يمكنها من التعبير عن ذاتها مــن خـلال الكتابة ، معتمدة على المشاعر الحقيقية تجاه المــوقف الــذي تمر بــه ، من خلال التركيز على الشعور الداخلي وفهمه وصياغته على شكل كلمات مؤثرة منمقة،وتطرح الشاعرة اسئلــة مفتوحــة بـلاغية ، ذات نزعــة تــرمي إلــى تحــكيم الذات وتكوين انطباعات موضوعية ، وتتساءل أين أنا مــن التواصل مع مـــن أحب ؟ وصال الاجتمــاع وتبــادل الحب مـع من تعلق قلبي به وأحبه حباً شديداً ، وتتابع الشاعرة تساؤلـها بحيرة وارتباك ، كيف استطيع أن أنعم بذلك ؟وانا مشرفــــة على الانهـــيار وقريبــة مــن الضياع .
راجية ارتواء من
محبرتي
أين ذاتي من وصال
عشقي
كيف أغفو بين شتاء
غرقي
وبنبرة أثقلها الحزن والهم ، تبحث الشاعرة عن الأمن الروحي والاطمئنــان النفسي، دون ملــل ،حــتى انتفــاء الحــزن والشــجن المهيمن على حياتها .
فالشاعرة تبحث عن السعادة وراحة البال ، ولا تستطيع التعايش مع حمى الروح ( الأحزان والبغضاء ) في ظـل هذه الحالة البائسة تقرر الشاعـرة الــرحيل، رغــم حجــم مـــأساة الرحــيل وهــولهــا ومردودها النفسي المدمر على الذات الشاعرة... وتضيف الشاعرة لــن ألــومــك ولــن أعـــاتبك بعد اليوم ، يــا مـن قيدت وأدت أماني وأحـــلامــي ، (كـــل مـــا سأفعله أني سأسير باتجـاهي و لن أسير باتجـــاهك بعد اليــوم ) فـــلم يعد لك في داخل القلب معزة او مودة وتعـــود الشـــاعرة لتذكير حبيبها ، كــم كابدت الهموم بسببك ،وكم تـــوددت لـــك بأجــمل وأعــذب عبارات الـحب والعشق الرومانسي الساحر.
السلام حتى نهايات
شجني
صار الرحيل عنواناً
لِسقمي
لا عتاب يا مٓن وأدت
حلمي
لا حياة بين محراب
شغفي
أناجيك بذكرى شهد
محبتي
في محاولة لتجاوز الألم النفسي الناتج عن انفصال عاطفي (فــالعاشقون ليسوا دائــما فـــي نعيم ).. كما يقال، تناجي الشاعرة حــبيبها ، أناديــك بـكل ذرة في كياني ، اناديك بأرق وأعذب كلمات الحـــب ، الــذي لا يخــالطه ولا يدنسه شيء ، وتتساءل الشاعـرة بــحسرة إلى متى سيستــمر ذلــك ؟ تتجــاهل عـواطفي واحاسيسي النبيلة وتدير ظهرك لي ، متلهف ومتشوق للابتعاد والفراق ،كــي اراك املا راحــلاً من حياتي ، ألم تسمع شهيقي وانيني أما عــلمت أني ارتشفت عبير وعطر رحيلك اريجا عطراً واملاُ واعداً .
أناديك غراما لا غسق
أسود
إلى متى
متناسي مشاعري
متلهف الغياب عن
أراك حُلمآ راحلا عن
دنيتي
ارتشفه أريجاُ و مُنى
وسادتي
تنتقل الشاعرة بعد الرحيل لوصف حالة الحب والعشق التي تــحس بهــا بكلمات أنيقة جــــداً ، تعبر عن ذلك الشعور الذي يثير الـــقلب ويضعــــه فــــي خيالات واسعة ،ويفسر كل معانيه المليئة بالأشواق ،
فبعد الرحيل انكمشت وانطوت الشاعرة في عزلة ذاتية متوسدة همــومها الذاتيــة ، استنشق مــن الاوهام ضحكة خفيفة وابتسامة لـطيفة ، يرافقها انبعاث نــور مـــن عــالم غير محسوس، مخلــوط برائحة طيبة زكية ، تملأ المكان أخلاطا من الطيب ، مكللة بعلامات تظهر على ملامحي .
متكأه تحت ظلال
أغصاني
أستنشق من الخيالِ
بٓسمتي
من جديد تعود لي
ضحكتي
اشراقة عبير
متوجة ملامحي
تلاحــظ الشاعرة من قلـب الطبيعة ..الفراشـات ترفرف بأجنحتها المزركشة مما يمنح الشاعرة الاحساس بالحياة من قــلب الطــبيعة ،إنها بتلات حــكاية ورد من دفتر الأمل والألم متـــوجة بكـــثرة الخـــلاف والآهـــات ، إنها عواطف شتوية عاصـــفة ، ممزوجـــة بالعذاب والألم والأسف، ووهم الحب وآثاره وتداعياته .
الفراشات مداعبة
رياحيني
الياسمين مكلل
بالعطر نبضي
حكاية مغمورة بآلام
و شجن
متوجة بِالمِلح و عناد
الزمن
قُبلات شتاء آهات مع
ندم رسالة غرام من فوهة
وهم
نيروز المحبة و
النغم
مرسى سفينة لِعناق
عشق
تنتقل الشاعرة للحديث عن صفاء النفس ونقاء الروح ، وتشابكها مع البدن بشفافية ، في حلو المشاعر ومرها ، كما أن الشاعرة تشـير إلى أنهــا تلميذة وفية لنهـــج وفكر الشاعر الكبير نزار قباني ، لتفرده وجــــديد افـــكاره وموضوعـــاته ، وثــورته على الظواهر الاجتماعية المــــعتلة، وخـــاصة مشــــكلات المرأة العربية والعلاقة بين الرجل والمرأة .
وتتحدث الشاعرة عن دلالات الحب وأثرها ، والتغيرات الذهنية للمـــحب ومـا يولده من شعور صفاء القلب وسلامته، وما حكم به الـــقدر، مــــن خــسارة الحبيب وفقده ،وما يتركه وراءه من فراغ ومشاعر سلبية وذكريات ضبابية وضياع وألم وانفصال عاطفي .
صفاء أنهار من غيمات
قدر
ضباب قنديل شموعه
عدم
حكاية قصيدة انتظار
زجل
من مُهرة أصيلة لِنزار
العُمر
عنقود ريحان بِخريف
دجل
قمر الوسادة مع
جفاء سمر
بصوت خفي هامس ،تعلن الشاعرة عن شغفها وشوقــها لنزار قبـــاني ونهجه واسـلوبه وقيمه ،وجمالية لغته ، وارتبــاط اسلوب نزار الــنفسي فـــي التعــبير عـــن ذات المرأة ، فأشعار نزار تبعث الــعافية والســـلامة والـــقوة ، واصـــابت قلب الشاعرة بحب قوي ،وتملكت كل جارحة من جوارحها، وحاصرتها واحاطت بها من كل جانب، بكل رقة وحنان ورحمة .
أشتاق إليك نزار
همساتي
نزار روحي بِجنات
بستاني
أشتاق حُلما مكللا
همساتي
معافي شغفي مداوي
آلامي
مطوق وسادة حنين
أوقاتي
ربيع أمواج بصحراء
بلداني
تنتقل الشاعرة لتعلن الولاء والانتماء لبلدها مصر، ولتعلن أن الحب اكلــيل يزين اشعارها ،إكـليل يزين كما تتمنى الشاعرة ارض مصر أرض الحب والسلام ،ولـكن كما يقول المثل :(لا تبلغ الغايات بالأمـاني ) مـــن مصريتها تستــمــد الشاعـــرة ،رقـــة وعـــذوبــة وجمالية اشعارها، وتلقائيتها في الحديث مع الرفاق الذين تقابلــهم في ليالي السمرً .
بعد حديث الشاعرة عن مصريتها ، تنتقل للحديث عن البعد العـــربي ،وارتباطها به روحــيا ووجدانيا وتاريخيا ، مــؤكدة على أن هـــــذا الارتبـــاط ، يمــتد من مصر لتونس ،فالشاعرة تتحدث بصدق وصراحة وشفافية عــــن مشاعرها ونبل عواطفها ، فذلك يبعث على زيادة أواصر المحبة وتعزيز الثقة بين المتحابين .
مصرية والشوق تاج
أشعاري
تاج محبة بِفردوس
الأماني
منك غزل الكروان
بأغصاني
بكٓ عفوية سمر بِشغف
اللقاءِ
وردة ببساتين الربيع
العربي
من مصر إلى تونس
الخضراءِ
ولأن الشاعرة نقية القلب والسريرة، تنتقل لتحديد مجموعة من آمالها وأحلامها ، متمثلة في أن ينعــم الــوطن الــعــربي بالــحب والتطور والنمو، ويتمدد هذا الحب ليعم الخير جميع البشر، فحب الخير للناس ، لا يعـرفه سوى أنقيــاء القلــوب .. حالمة ... يزين آمــالها وتطــلعاتها واشوقهـــا ،رجــاء قــوي وتفاؤل شديد وأمل وطيد ، بأن يتحقق كل ما ترجوه وترغب به .
هاوية النعيم بِجميع
أوطانِي
عاشقة البسمة بأفئدة
الأنام
حالمة تعانقني برحيق
أشجارِ ورود وريحان مزينة
احساسي
في المقطع التالي، تبحث الشاعرة عن الاطمئنان ،والانسجام الذاتي والتوازن الحياتي ، فتشير إلــى أنها تعيش عـــلى أمل لقاء الحبيب ، سابحة بحديقة احلامها بهمس خفي، متحركة إليه ببطء ودلع فيه من الرقة واللـطف الكثير، وشوق يشدها للحبيب وحنـين ورغبة في لقياه .
أحيا بِأحضان نظراتِ
التلاقي
وردة سابحة ببستان
همساتي
إليك أحبو مدللة
بالاشتياقِ
تعود الشاعرة لمخاطبة نزار قباني شاعر المحبين والورد والطبيــعة ، شاعــر ترافـــع عـــن قضية الجمال والشــعر وتغــنى بالحب والمرأة ، فتخاطـبه قائلة أنت حدقة عيني ، لا بل عيني كلها وانشـــودة قلــمي المغناة ، التي فــاحت بأخــلاط من عــبير الطيب المضطرب حياءً ، كــي اسمــح لمشــاعري واحاسيسي أن تنطــلق حيث تشاء ،وتتـأمل اشعارك ملياً ، التي احتوتني بشــوق وحنين وأمـــل بغـــد أتمناه أكثــر إشراقاُ ، فأشعارك تنثر الفـــرح بقــلبي بهــمس خفــي لا يكــاد يــفهم ، وهــذا يؤكد انسجامي مع الــواقع والحقيقة، استثناء عن بقية البشر .
نزار مقلتي يا ترنيمة
أقلامي
و قد تملك من مقلتي
عبير الخجل
كي استبيح بمشاعري
إطالة النظر
إلى عينين عانقتني
بحنين الأمل
تنثر الفرح بقلبي
بهمسات الشعر
ما أنا بواقعي من
دون البشر
تنتقل الشاعرة للحديث عن متاهاتها بين اروقة العشق ،فتروي لحظة من حياتها متواضعة ارتبطت بنسيج من وهن الخيال والوهم امرأة يانعة معتقلة داخــل جدران حروف سجينة ، تبوح بما يجـول بخاطرها من احاسيس مرهــفة ،ومعاناة وآلام أنثى بائسة ،حـيرها عشق تنتظر حدوثه .
عن السعادة والأمل والتفاؤل تقول الشاعرة: أنها اميرة مهــذبة برقتها وخلقها ،تعامل كل من يحيط بها بغـاية اللطـــف والاحــترام ،احلــق فـــي سمــاء الكــون كطائر بجـمال الحياة والسعادة، بعيدة عـــن نبض القـــلب وضرباتــه ، حـــالمة بالسعادة ، حالمة بالحياة بالراحة والاطمئنان ، بعيــداً عــن الخــوف والضيق .
كل لحظة ماره
بِجليس القلم
سجينة الرواية
حبيسة الزجل
تأخذني متاهة ..
العشق المرتقب
أميرة بابتسامة يم
الروح و العسل
محلقة بالسحاب بعيدة
عن النبض
حالمة بنبيذي ترياق
من السحر
تحلم وتأمل الشاعرة أن تجد حلولا ابداعية في التعامل مع معضلات مشاكلهــا الذاتية ، باحتسائها كــأس نبيذ يخــلصها مـــن سمـــوم الحــياة والعـــشق، بقـبــــلات تنبـت في انفاسها ، تجعـلها تتذوق لــذة همساته في شفتيها ، بكل صراحة تعلن الشــاعرة أنها زليخية الهـــوى ، للتعبير عـــن عمق بصيرتها المتقدة بنار العشق التي تحرق قلبها ،هـــنا نرى اشــارة لقــصة(هيــام وعشـق السيدة زليخة لنبي الله يوسف ) فقد غلـب عليها طابع الحـــب والهوى من جــانب واحد، رغم أن زوجها عــزيز مصر كــان صادق الوعد ولم يخـــلف لهــا ميعاد ، فالــرجل صـــادق فـــي مشاعرة النبيلة ولكن .. العشق كــــما هـــو معــلوم يتــركب مــن آمـــرين : (استحسان المعـــشوق ، وطـــمع الـــوصـول إليه ، ومتى انتفى احدهما انتفى العشق ، وقد أعيت علة العشق كثيراً من العقلاء )، لأن الحب كمـا هــــو معلــوم ليس كـلمات بــل افعـــال تنطـــبق عـلى ارض الواقع وتواصل الشــاعرة حديثها، عن معاناة المحب والمحبوب لا يدري ولا يهتم لأمرها ، بـل اشد من ذلك أن الحبيب بجوارك ولا تستطيع وصلــه ، "كــالعيس في البَيداء يَقتُلها الظمأ والماء فوق ظهورها مَحمول."
ونستذكر في هذا المقام ابياتاً لأبن سهل الأندلسي :
تاقت إليك عجافٌ أنت يوسفها .. هلّا رميتَ على العُميان قُمصانا
وكم سقاني في سجن عاشقها .. زليخي الهوى والشـوق هذيــانا
سهوبُ عينيكَ جُبٌّ إذ رُميتُ بهِ .. أبيــتُ إلّا بــقــاءً فــيه ولهـانـا
قصصتَ ثوبي بسِحر اللحظِ مـن دُبُرٍ .. فأوثقونِي سجيــناً فيكَ سـكرانا
هلّا عفوتَ على المَحبوسِ تُرهِقُهُ .. خزائنُ الأرضِ إذ ما صار سُلطانا
يطوق كؤوسي
بقبلات الخمر
زليخة الهوى
بمملكة الحب
و العزيز معي
صادق الوعد
وحدتي دامت و إلى
ربي الأمر
و من قصيدتي
مداواة القلب
فإن لمحت
رومانسيتي عن جد
توجني بنسمات ربيعها العشق
لمحة موجزة عن حياة الشاعرة :
محررة صحافية واعلامية بجريدة شاطئ الفرات ، منسقة قسم الأدب والشعر، بجريدة الصوت السياسي الـــعربي، أمــينة الــمرأة بمـــدينة المنصــورة، وعضو نقابــة الفــلاحين، عضو ومستشارة إعلام، بالاتحاد الدولي بمؤسسة الأدباء و الشعراء العرب .
من أهم مؤلفاتها مقالتها الأدبية ، الهوية في زمن العولمة
صـــدر لهــا عـــدد مــن الدواوين الشعرية منها ،( شغف المنى --- فــرات المشاعــر- من عينيها الابتسامة - أفر وديت المنصورة - سيدة القصيدة) .
نالت العديد من الجوائز والشهادات من هيئات رسمية وأهليــة عن نشاطي الأدبي و الاجتماعي و الإنساني بما يهتم بحقـــوق الإنسان والمــرأة و مــراعاة ذوي الاحتياجات الــخاصة ...كما تم تــكريمها من مؤسسات ثقافية واجتماعية محلية وعربية .


أفقُ البسمةِ.. أحاسيس: مصطفى الحاج حسين

 * أفقُ البسمةِ..

أحاسيس: مصطفى الحاج حسين.
تتبعُني خطواتي إليكِ
ويركضٌ خلفي الطّريقٌ
تسابقُني لهفتي
ويتعلّقُ بيَ النّدى
وأنا أجرُّ لهاثي
وأحملُ حنيني
أعاركُ أثقالَ نبضي
أقاومُ احتراقَ روحي
تبكيني الصّحارى
يشفقُ عليّ السّرابُ
الشّمسٌ ترزحُ فوق وهني
والتّعبُ يأكلُ جموحي
الأرضُ تنتفضُ بأجنحتي
والسّماءُ تنكبُّ على دمعتي
البحرُ يموجٌ بصٌراخي
والشطآنٌ تتلألَأٌ بصدى دمي
إنّي أنحَرُ هواجسي
أبقُرُ صدر نيراني
أشدُّ وثاقَ اضطرابي
وأعلنُ انتصارَ احتضاري
عن أفقٍ قادمٍ
من بسمةِ ترابِك.*
مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول
Peut être une image de 1 personne et lunettes


صحْو الضّمير بقلم عماد فاضل(س . ح)

 صحْو الضّمير

رسمْتُ غدي وواجهْتُ انْكساري
وقابلْتُ الأسى حيَّ الضّميرِ
سقاني وابل الأيّام مُرّا
وعلّمني الرّضا حسْم الأمورِ
خبرْتُ منَ الأنامِ رفاقَ درْبٍ
فكان الغدْر في الدّنْيا مصيرِي
وصادقْتُ الكثيرَ منَ البرايا
فأدْركْتُ المحِبّ منَ الغيورِ
ولمْ أرَ للْوفاءِ قليل شكْرٍ
ولمْ أر في الورى صحْو الضّميرِ
فصنْتُ كرامتي واخْترْتُ درْبي
وصنْتُ النّفْس منْ دنْيا الغرورِ
فما الدّنْيا سوى دار اخْتبارٍ
وما الأحْياءُ إلّا للْقبورِ
بقلمي : عماد فاضل(س . ح)
البلد : الجزائر
Peut être une image de 1 personne, brogues et lunettes

عودة حنظلة * للكاتب الأستاذ نورالدين المباركي تقديم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 تقديم محمد المحسن

تنويه : أدعو قراء الوجدان الأكارم قراءة هذه اللوحة الإبداعية الموغلة في الوجع والتفاعل معها وفقا لسياقها السردي الإبداعي.
أما أنا،ومن خلال كاتبها الأستاذ نورالدين المباركي ( مراسل فرنسا 24 France ) فإني أوجه تحية من خلف الشغاف إلى " الفتى حنظلة" الذي رافقنا في الأزمنة المفروشة بالرحيل،وواكب هزائمنا ونكباتنا،وكل خيباتنا،وكل ثوراتنا،واحتجاجاتنا الصارخة،وكلماتنا المخنوقة في قمقم السلطة..
حنظلة الطفل الذي لن يكبر،لأنه استثناء كما هو فقْد الوطن..
حنظلة الفتى الذي لن يستطيع مواكبة الزمن طالما كان خارج حدود أرضه.ومن لا يكون على أرض بلاده لا يمكنه أن يشعر بمرور الزمن،ويظل أسيراً لذكرياته التي تكونت حين كان يشم عطر الأرض..
شكرا ناجي العلي..وشكرا نورالدين المباركي.الأول رسم بالريشة والثاني بالكلمات وكلاهما أيقظ فينا جراحا لن تندمل..
نورالدين المباركي الذي أبدع في التصريع،بمعنى اثخان الجرح ورش الملح عليه كأني به يدعونا إلى لملمته وتضميده ( الجرح) في زمن مثخن بالجراح..
نورالدين المباركي الذي لم يكتب هذه الكلمات من عبث عاد بنا-قسر الإرادة-إلى زمن جميل يوم كانت للبطولة معانٍ وقيم، ليلى خالد،وبندقية،فيروز وأغاني زهرة المدائن،ويا جبل ما يهزك ريح..
الآن ألف ريح وريح تعصف بنا وبالحكام العرب..عاد من جديد بحنظلة كي نخبره عن عذاب الأسرى الفلسطينيين في سجون المحتل،وعن الجوع الحافي والقهر الدامي والظلم السافر في غزة..عن أمهات الشهداء الثكالى،عن الموت الذي يتجول-دون خجل أو وجل-في فلسطين في هيئة قطيع من غربان..وعن الجدار العازل وعن أطفالٍ بلا منازل..
عاد بحنظلة من جديد كي نخبره كيف يتحول اسم المقاومة إلى إرهاب،ونعلمه موع عاصفة أن القدس لم تعد عربية،وربما الأقصى والعصافير والشجن..!
عاد حنظلة من جديد،فأفرشوا له أرض فلسطين دموعا كي يستريح..
شكرا نورالدين..وكفى..
عودة حنظلة *
من تحت الركام الثقيل نهض،حافي القدمين، مكشوف الرأس ..
همٌ أن يعقد يديه خلف ظهره لكنه تراجع ، بحث عن عصا بين الركام ،مسكها بيده اليمنى ثم حولها إلى اليسرى وتقدم يستكشف الطريق..
37 عاما وهو غائب بالحضور ، تعرفه المخيمات من غزة و الضفة إلى لبنان و الاردن وسوريا و العراق .
تعرفه جدران العاصمة تونس و الجزائر و الرباط ..تعرفه لندن التي سال فيها دم من كتب شهادة ميلاده ..
تعرفه البلاد وصفحات جرائدها ...
تقدم بين الركام حذرا وليس خائفا من قذيفة قد تسقط أو رصاصة تأتي من خلف ظهره أو عبوة تنفجر تحت قدميه الحافيتين..
أمامه ركام وعلي يمينه و يساره ركام والطريق مازال يحمل آثار الدبابات و الشاحنات و أقدام الأحذية العسكرية ...أين يتجه ؟
اتكأ على عصاه،أطلق عيناه للنظر بعيدا..ثم تقدم في اتجاه أصوات آدمية بعيدة..كاشفا وجهه..
قال : ما عدت طفل العشر سنوات،لماذا أدير ظهري من جديد؟ ..كبرت ولن يعرفونني ..
اقترب من الأصوات الأدمية وبدأ يميز بينها ، أطفال يبكون ، نسوة يتضرعن إلى رب السماء ورجال يتوعودن...ثم بانت له خيام اللاجئين ...
توقف ...
_ يا الله ، بعد غياب 37 سنة ،أعود لأرى اللاجئين في الخيام والاطفال حفاة عراة ...
تذكر شهادة ميلاده قبل أكثر من 60 عاما " اسمي حنظلة.اسم أبوي: مش ضروري. أمي اسمها نكبة،وأختي اسمها فاطمة.،نمرة رجلي: ما بعرف لإني دايما حافي" .
مسح بهدوء دمعة نزلت من عينيه وتقدم الى عمق الخيام المنتصبة ..
ألقى التحية على سيدة،ردت دون أن ترفع رأسها
مسح بكف يده على رأس طفل صغير،فأجابه : عندك أكل يا عم ..
واجه كهلا ،يحمل خبزا قليلا ، سأله :
- ألم تعرفني ؟
- لا ، والله ..بس يمكن أن اقتسم معك الخبز ..
- أنا حنظلة ، عدت
رفع الكهل رأسه أكثر وتأمل الوجه الذي أمامه ...
- متى غاب حنظلة ليعود ...كلنا هنا حنظلة..
نورالدين المباركي
* حنظلة : أيقونة فلسطينية وهي أشهر الشخصيات التي رسمها ناجي العلي في كاريكاتيراته،وقدمها سنة 1969 بجريدة "السياسة الكويتية". ويمثل حنظلة صبياً في العاشرة من عمره. أصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي كما أصبح رمزاً للهوية الفلسطينية،حتى بعد موت مؤلف الشخصية. ظلت شخصية حنظلة باقية لأنها تجاوزت قضية محدودة إلى دلالات إنسانية أوسع. ولم يقتصر في انتقاداته على إسرائيل وأمريكا، لكنه انتقد العرب بل حتى بعض الفلسطينيين.

قصيدة لن تنتهي بقلم الكاتب لطفي الستي/ تونس

 قصيدة لن تنتهي

لطفي الستي/ تونس
أطفئ سيجا تي الثانية فالثالثة
لا أقدر على الكتابة ...
الكلمات تفر مني و الأفكار لا تطاوعني
لا شيء يستحق الإهتمام...
كلها صدى آهات راجعة
هل الكتابة عن الحرب ستوقف الحروب
هل الكتابة عن الفقر ستنقذ البطون الجائعة
هل صحافتنا ...بجرائدها و مجلاتها
ما زالت سلطة...سلطة رابعة ...
وهذا القلم الذي أمسك
أما زال سيفا باترا
أم مجرد خرقة تافهة بالية ...
هل الثقافة ما تزال تؤثر...تغير
أم مجرد سحابة انفعالية عابرة ...
و ذاك المثقف
يعيش غربة على غربة
يعد اللحظة ...الدقيقة اليوم
ينزوي بين القطعان الرابضة...
ما عاد يشعر بالزمن...بالوطن
لا يختلف عن الأقوام الصابرة ...
سجون...سجون...سجون حياتنا
كل سجن تحكمه سلالة ...طائفة ...
قبور ...قبور ...قبور أوطاننا
كل قبر كتبت عليه لافتة
تحمل تواريخ ملفقة ...مزورة
مصائر الأيام القادمة ...
لا فرق بين السجان والسجين
لا فرق بين ميت و حي
كل لايدري...لا يعرف ما العاقبة ...
قد لا تكتمل القصيدة
قد تكتمل بحبر ...بدم ...
بدمع عين تائهة ...
بقلمي : لطفي الستي/ تونس
03/11/2024