الاثنين، 6 يونيو 2022

..... بهجةُ الغناء وَ فتنةُ التّخييل في ( ظلال النّخيل) : آخر ما صدر حديثًا (لأبي القاسم الشَّابّي) في نشاط ( نادي طائر البحر) ..... بقلم الأديب عبد العزيز الحاجّي

 ..... بهجةُ الغناء وَ فتنةُ

التّخييل في ( ظلال
النّخيل) :
آخر ما صدر حديثًا (لأبي
القاسم الشَّابّي) في نشاط ( نادي طائر البحر) .....
لم يكن نشاط نادي ( طائر البحر) الاخبر استثنائيّا في موعده و توقيته فقط ( صببحة السّبت 4 جوان 2022 عوضا عن مساء يوم الجمعة 3 جوان 2022) ، بل كان استثنائيّا في مضمون برنامجه أيضا بما انّ الاسم المُحتفى به هو الخالد ( ابو القاسم الشّابّيّ) الذي مايزال حضوره ساطعا بيننا ، لا بما حمل اسمه من إصدارات سابقة اوّلها ( اغاني الحياة) فقط ، بل كذلك بما تخرج به علينا عائلته باستمرار من عناوين اجدّ تكشف غنى إرثه الإبداعيٍ كما يظهر ذلك من تصفّح القارئ لآخر ما اصدرته ( جمعيّة ابي القاسم الشّابّيّ للتّنمية الثّقافيّة و الاجتماعيّة) تحت عنوان ( ظِلال النّخيل) سنة 2020....
و قد تولّت تقديم هذا الكتاب لاعضاء النّادي و جمهوره، مشكورة، عضو الهيئة التّسييريّة استاذة اللّغة و الآداب العربيّة المبدعة ( علياء علولو الكشو) في مُداخلة سلسة و شيّقة نوّهت فيها بجُهد الجمعيّة التي تحمل اسم شاعرنا الخالد في التّنسيق مع عائلته من اجل الخروج للقرّاء كلٍ مرّة بما يُعْثر عليه من كتاباته التي لا تزال مجهولة. كما توقّفت المقدّمة عند خصوصيّات طبعة الكتاب الانيقة التي يليق شكلها بمضمون إبداع شاعرنا الفذّ. و إذ تطرّقت إلى الجهد المبذول في التّحقيق و التّقديم، فقد ابرزت الخدمة الجليلة التي قدّمها الدّكتور ( علي الشّابّيّ) محقّق ( ظِلال النّخيل) في تدبّره لنصوص المخطوط و تجميعها تحت عنوان واحد هو ( ظِلال النّخيل) كعبارة تردّدت كثيرا في نصوص شاعرنا هذه.. كما لم تُفوّت الاستاذة ( علياء) الفرصة لتثمين جهد الدّكتور ( علي الشّابّي) في تبويبه لاقسام الكتاب الخمسة و التي ذكر انّه استقى مضامينها جميعا من مصدرين هما : الرّواية اوّلا و الوثيقة العائليّة ثانيا.
و إذ تخلّصت الاستاذة ( علياء) إلى ما سمّته ( التّعقيبات) على ما قرات في ( ظِلال النّخيل) فقد ساقت الشّكر ثانية لعائلة شاعرنا الخالد ( ابنه جلال خاصّة) و ل(جمعيّة أبي القاسم الشّابّي للتنمية الثقافية و الاجتماعيّة) ،ثمٍ لمُحقّق الكتاب الدّكتور ( علي الشّابّيّ) على هذه الخِدمة الجلبلة التي قدّموها ، و لا يزالون ، لتراث( ابي القاسم) و للإبداع التّونسيّ و العربيّ عامّة... كما لم يفتها في هذا الإطار تحسّس شعريّة القصائد الرّومانسيّة في هذا الاثر و إبداعيّة النٍصوص الاخرى و خاصّة منها تلك التي اثبتها المحقّق تحت عنوان ( القول الشّعريّ) مستضيئا بتسمية (الفارابي) الاثيلة لهذا النّوع الذي يُكتب خارج الاوزان الخليليّة. و لعلّ اهمّ ما خلصت إليه المقدّمة في خاتمة عُجالتها هذه هو انّ (الشّابّيّ) يظلّ كما عهدناه منذ صدور ( اغاني الحياة) مبدعا و مقنعا في نثره كما في شعره حتّى و إن كانت بعض نصوصه في (ظِلال النّخيل) تقليديّة مناسباتيّة لا تنسجم مع نصوصه الاخرى المُنتظمة بعنفوان التّجديد الرّومنسيّ و الذي يظلّ الشّابّيّ احد ابرز اعلامه في الادب العربيّ الحديث...
إثر الحوار الذي كان ثريّا بفضل ما اوحت به للحاضرين مداخلة صديقتنا الاديبة الاستاذة ( علياء علولو الكشو) انشد خمسة من الاصدقاء نصوصا من الكتاب المُحتفى به ( ظلال النّخيل) كهديّة إلى روح شاعرنا الخالد.
عبد العزيز الحاجّي

يا هودجًا حَمَلَ عَرَائٍسَهُ بقلم الأديبة أحلام بن حورية

 يا هودجًا حَمَلَ عَرَائٍسَهُ

حتّى ٱختَفَى فيه قلبي وارتحلَ
وهذا الوقتُ على عتبات حَدَائقه
يمدّ أذرُعَهُ مُرتخيًا
مثل هِزَبرٍ جائع
يرشُقُ سِكّينَهُ في أثباج فَرِيسَتِهِ
ويَنامُ في صَمتٍ فصٍيح
وأنا العينايَ الأوسعُ من فوهة بُركان
لا أبكي ولا أصيح
تُغذمِرُ أبوابي
فألتهب
من تحت سحاباتي العنيدة
وتغفو شطآني
ويختفي عنواني
وذاك الغيم في قلبي يطاردُ قهقهاتي
فأبتسم
لينتشيَ عمري ووجداني ...
أحلام بن حورية


الأحد، 5 يونيو 2022

سأشتكي إلى رب السماء بقلم الشاعرة نهلة دحمان الرقيق

 سأشتكي إلى رب السماء

سأشتكي إلى رب السماء
كل من ظلمني و لي أساء
ساشكوه من باعوا ضلوعي
من للود ما صانوا
من هان عليهم طهر دموعي
من أهديتهم عبق روحي
و شبق حروفي
فاهدوني الغدر
الكسر
و القهر
سأشتكي إلى رب السماء
كل من ظلمني و لي أساء
ساشكوه
من غزلت لهم من عبير شوقي احلى الكلم
و أسكنتهم الروح
قبل البدن
من افترشت لهم من ضلوعي مستقرا و سكن
و شاركتهم الفرح
الهم
و الحزن
فحاكوا لي قميصا من الأشوك
و ألبسوني رداء الذل و الخيبات
و رقصوا على نحيب جنازتي
و سكرات موتي
سأشتكي إلى رب السماء
كل من ظلمني و لي أساء
ساشكوه وجع سنيني
و مدامع الشوق و الحنين
سأشكوه حبيبا خلته وطني
فإذا به جلادي و سجاني
نهلة دحمان الرقيق
14/03/2022

قليبية ملتقى الثّقافات/تقديم كتاب الدّكتورة هزار الغربي تعطية الفنان الفوتوغرافي الأستاذ فاروق بن حورية مراسل الوجدان الثقافية

 قليبية ملتقى الثّقافات/تقديم كتاب الدّكتورة هزار الغربي

في إطار تظاهرة "قليبية ملتقى الثّقافات" تمّ مساء أمس السّبت 04 جوان 2022 برواق الفنون بدار الثّقافة بقليبية تقديم كتاب الدّكتورة هزار الغربي "Ethos et Ecriture Fragmentaire" Les papiers collés de Georges Perros. تقديم الأستاذ مصطفى الطّرابلسي والأستاذ جمال الجلاصي. تصوير فاروق بن حوريّة مراسل الوجدان الثّقافيّة.




دائما أنسى بقلم د. زهيرة بن عيشاوية

 سبعين مرة في الدقيقة

يذكّرني قلبي
أني مازلت على قيد الحياة ،
و دائما أنسى ...
د. زهيرة بن عيشاوية

حوار راضي المترفي مع الشاعرة التونسية مريم خضراوي

 /في ضيافة المرأة التي أعلنت عن مولد القمر بعد أن أخبرنا دنڨل عن مقتله /

حوار راضي المترفي
مريم خضراوي
" هؤلاء عميان تقودهم غريزتهم إلى جنة متأرجحة بين السماء والأرض"
"قمرنا ورث إنكساراتنا نحن الإخوة المفلسون من وحدتنا "
" ما بيني وبين دنڨل ودرويش هو حلم عربي يزرع قهوته بيده ويحرس قمره"
" حين تكون الكتابة وعيا وفكرا تكون السياسة يدا تحقق"
" أعجب كيف لا يقرأ شعرا من يحمل همّا"
"حيث كان العسل
يُذرف مباركا ..
نحو الزيتون الأسمر
في عينيك
صوبت قصيدتي وكتبت
إسمَ بلدي وإسمي حبيبتَك
لينمو بماء وجهك
الشعرُ ويصلّي
ليحفظ الربُّ بلدي ويحفظني
في سُوَر الزيتون بعينيك
ويحفظ العيون العسلية "(مريم خضراوي)
_أعلنت الشاعرة التونسية ( مريم الخضراوي ) بعد سنوات طويلة من إعلان الراحل امل دنقل عن مقتل القمر في مصر ما يلي:
"قتل القمر في "مدينة" أمل دنڨل (مقتل القمر)لكنه يولد كل يوم في تونس."
ومن هذا الإعلان المبارك والبشارة الكبيرة اسرج خيولي من عاصمة الرشيد وارض الف ليلة وليلة مستصحبا حماسة أبي تمام وعذوبة البحتري وعشق ابن الأحنف وطموح المتنبي واحل ضيفا على تونس الخضراء وشاعرتها مريم خضراوي التي حملت ضمادات بنت الأزور وتفاؤل الشابي واستحكمت أدواتها الشعرية لاقضي سويعات في محاورة صحفية ومنادمة شاعرة ترسخت جذورها في ربى الشعر في زمن غاب فيه الندماء فهلا تشاركونني هذا اللقاء وقبل أن نبحر مع شاعرة القمر تعالوا لنطلع على جزء من سيرتها ..
مريم خضراوي
من تونس الخضراء
-أخصائية علاج فيزيائي وتقويم الأعضاء موظفة بوزارة الصحة ..
-ناشطة ثقافية واعلامية ..
-كاتبة ..صدر لها ديوان شعر
( أحاول أن أكتب عن السنابل)
لها مخطوط قيد الطبع
- تنشر في صحف عربية ورقية شعرا ومقالات..
- شاركت في لقاءات تونسية وعربية ..وكرمت من جهات رسمية ...وفي لقاءات افتراضية في تونس وعربيا ...
س / "ولد القمر" تكاد تكون بانوراما ولا يهم إن كانت تونسية او عربية وتثير هذه القصيدة الكثير من التساؤلات اولها .. من هو ( يوسف ) في "ولد القمر "؟ الشعب التونسي وتوجهين الدعوة للعرب لمساندته؟ او تقصدين الرئيس التونسي ( سعيد ) في صراعه مع الأحزاب ؟ وربما غيرهما
والأمر الثاني .. تقولين :
"حين فتح الله باب السماء واندلق القمر
قمطت وليدي برموش الحلم ومسحت جسمه الطري
بعرق إخوته حتى يتعمد بحبهم
وخرجت على الناس
من هو الوليد .. الثورة .." التصحيح ..الحلم .. النبوءة ؟
وفي النهاية تعلنين..
"حولي دماء ولا قتلة .فوقي سماء ولا قمر! "
لا أدري اهي صرخة احتجاج او ضياع او يأس؟
ج/ طلع علينا القمر أمل دنڨل ب(مقتل القمر) في مطلع الستينات بعد النكسة وخروج الأمة العربية من تجربة الوحدة مهزومة سياسيا وقوميا ..ثم توالت الهزائم وتضاءل الحلم العربي وصار أبعد ما يكون من تحقيقه ...حتى أننا نعيش اليوم الفرقة في عقر ديارنا...تلاشت وحدة أبناء الوطن الواحد تتناوشها نزعات ونزاعات عمقت الأزمة العربية خاصة بعد ثورات الربيع العربي التي صدرتها تونس كدولة عربية، ربما كان للشعب التونسي العريق تطلعا قوميا من خلال رغبته في التخلص من النظام الواحد و تقرير مصيره...لكن يبدو قمرنا قد ورث إنكساراتنا نحن الإخوة المفلسون من وحدتنا ....
يوسف هو أنا وأنت والآخرون الذين وهبهم قدرهم حب هذا الوطن المصاب في هويته...هو شعب تونس الذي لايسقط مهما توالت الأنظمة وتعددت ....
"ولد القمر" هو محاولة مني للمقاومة ودعوة للمثقف أن يتحمل وزر دوره في مجتمعه ...أردت أن أعلن من خلاله أن القمر حلمنا في الوحدة بيننا ما يزال رغم القتلة والظلاميين يولد ويلد أحلاما ....
س / بينك وبين دنقل مولد قمر وبينك وبين درويش قهوة وبينك وبين الجرحى والمعلولين مواساة وضماد وبينك وبين القراء قوافي فما بينك وبين السياسة ؟
ج/ ما بيني وبين دنڨل ودرويش هو حلم عربي يزرع قهوته بيده ويحرس قمره بعين العقل والقلب ....ما بيننا جميعا (من تجمعنا الضّاد) وعي الكاتب بأن لديه قضية شعب و أن كل كلمة هي إبداع من أجل أمة و أمانة....هذا ما بيني وبين السياسة بيننا وطن يدين به السياسي للشاعر والمزارع للجندي والفنان ....للطفل والمرأة ....
س/ كيف تحصل المساندة بين السياسي والأديب؟ ومتى ؟
ج/ حين تكون الكتابة وعيا وفكرا تكون السياسة يدا تحقق ... باعتبار الأديب لسان مجتمعه الموجه للسياسي..الأديب والسياسي كلاهما لا يستغني عن اللغة يلتقيان عليها وبها وهي وحدها تفرقهما ويتشتت بينهما الوطن ....
س/ لكل زليخا يوسف لكن الفارق بوجود زليخا تملك شجاعة الإعلان وزليخا تخاف البوح.. ايا زليخا انت ؟
ج/ من يكتب يبوح بالضرورة ومن تختار الكتابة ترجمانا عنها وعمن حولها فهي تناضل في مجتمع ينبذ من يبوح ويعبر بجسارة....
"يوسف مريم خضراوي" لم يتحقق بعد ،ربما كان سببا فيما أضمر وأعلن لكنه ليس سبب بوحي الوحيد.. الأسباب من حولي تتعدى تجربتي الشخصية إلى الأعم . عندما تتكتل ترسانة مجتمع بكلكله لتقتل امرأة أو طفلا فأي زليخة وأي يوسفها أو يوسفي !!
س/ لمن تكتبين ؟ ومن هو ملهمك؟
ج/ أكتب لمن يجيد القراءة ملهمي في ذلك كل ما من شأنه أن يستفز عقلي وقلبي.
س/ يحدد العرب مكان ولادة الشاعر في ساحة الوغى أو بين جدران السجن .. هلا حددت مكان ولادتك كشاعرة وفق هذا المنطق ؟
ج/ الكتابة حرب على إرهاب العقل والقلب ومن اختار أن يكتب فهو في حرب دائمة في ساحة الوغى أو من خارجها وحتى وهو بين القضبان هذه التي صنعها العرب الرازح تحت وطأة هذا المنطق نفسه الذي يحددون من خلاله ولادة الشاعر من عدمها ...
س/ بماذا يختلف أو يمتاز شعر المرأة عن شعر الرجل ؟
ج/ طالما كتبنا فنحن أرفع من أن نقع في هذا التناقض ...الكتابة نتاج روحي قد يمتاز فيها الرجل أو المرأة ...المقياس الوحيد هو الإبداع على إختلاف المادة وطريقة تقديمها..
س/ أغلب الشعراء الرجال ينفون وجود المرأة الشاعرة وينظرون لها ملهمة فقط .. ماهو ردك ؟
ج/ يحتاج ضعيف البصيرة دائما لمن يرشده لعيوبه ...
وهؤلاء عميان تقودهم غريزتهم إلى جنة متأرجحة بين السماء والأرض ...الشاعر إنسان متفاعل مع المحيط من حوله ومع الآخر لا حدود في تفاعله وتواصله إلا مايسيء للآخر ولنفسه بالتالي ..
س/في الطب التشخيص اساس كل علاج .. ماذا عن الشعر ؟ وكيف يتم التشخيص ؟ وهل يغلب البتر او المعالجة ؟
ج/ (وحال الشاعر كحال الطبيب، على كل منهما أن يكون عارفا جيدا بأدواته وإلا كان وبالا على نفسه وأهله (الجاحظ).
على قدر عمق الذات الإنسانية وتعقيد تركيبته الفيزيولوجية على قدر بساطة الانسان ؛ قد نشفى ونحن نقرأ أو نكتب من تجاربنا عندما نطلع على تجارب الاخرين ونتمكن من آليات التشخيص والعلاج من خلالهم..نعم إن في الشعر والادب بشكل عام علاج كما الحال في الطب..
الشعر علاج لقارئه وكاتبه ،فالنص يأخذ موضع الطبيب نسقط عليه حالتنا ونشكوه همومنا...وكم من أعراض سريرية أسبابها نفسية (وأعجب كيف لا يقرأ شعرا من يحمل همّا)....لكن في تقديري الشخصي أن الطب قد يشفينا لكنه لا يخلدنا كما يخلد الشعر كاتبه ويلهم قارئه.بل قد يبتر عضوا وينقص فردا متكاملا نفسيا وجسديا.....
س/ اعتادت الأنثى على إخفاء عمرها الحقيقي ويوم سالك شاعر متصابي كما وصفته أعلنت أن عمرك ( ديوان شعر وعشرات القصائد ) .. لماذا تخاف المرأة التقدم في السن ؟ وماذا ياخذ منها غير تغير الظاهر ؟
ج/ الإنسان عموما يخاف من تقدم السن. لأنه يعني الإقتراب من الموت ...
ولا أظن أن السؤال عن العمر خفيف وقعه على نفس المرأة أو الرجل على حد سواء....
جميعنا ندرك هذا ومن يتعمد هذا السؤال فإن نواياه غير محمودة ولذلك نرد بما يليق على ما يضمره السائل عن العمر..
لقد أجبته كصديق افتراضي في صفحتي على الفيس ..المفروض أن تواصلنا من خلال صفحاتنا لا يتعدى القصائد والنصوص التي نحاول أن نترجم بها ذواتنا وانتماءاتنا
أما العمر الحقيقي فهو أمر شخصي....
س/ وصم الأدباء عموما والشعراء خصوصا بالنرجسية .. هل عانيت منها ؟ وهل سببت لك بعض الإشكالات مع الآخرين؟
ج/الكتابة فن وإعلاء من شأنه أن يرتقي بالكاتب الى درجة من الصفاء الذهني والروحي بحيث يعيش سلاما داخليا مع نفسه ومع الآخر لا مجال بعده للنرجسية والتعالي ..للأسف عانيت من نرجسية الآخر الذين يختزلون دور المرأة كثيرا.. أُجلت خطواتي بسببهم وأنكروا علي أن أفرض صوتي بينهم لاني رفضت دائما أن أكبر في ظلهم...و ربما أنا أنجح منهم لأني تجاوزتهم بوعيي أشواطا....
_في نهاية الحوار لايسعني الا الاعتراف بأني مارست الجلوس في حضرة امراة عربية اجادت الامساك بمبضع الطبيب وتعاملت بواقعية مع العلل والامراض سواء بالمعالجة او الاستئصال وفي نفس الوقت امسكت بزمام مهرة الشعر وقارعت فرسانه القافية بالقافية والابهار بابهار وسجلت نصر هنا وسبقا هناك وحفرت اسمها ضمن شاعرات جيلها على لوحة الشرف ..
تحية تبجيل وشكرا وامتنان للشاعرة العربية التونسية مريم خضراوي .

كم السّاعة الآن ؟ بقلم الشاعر - حسن ماكني

 - كم السّاعة الآن ؟

- حسن ماكني
****************
ويسألني عن السّاعة الآن
قلت: الآن
الآن يا صاحبي
الزّمان
هو الزّمان
والمكان
هو المكان
لا شيء تغّير
سوى ... "إنسانيّة الإنسان"
كلّ الأشياء جميلة جدّا
وما كلّ الأشياء
تسير إلى النّسيان
أنظر ..... ترى
الأرض ملكك
والبحر
والسّماء
فمن يخبر العميان ؟
مليون فجر مَرّ
مليون صبر مُرّ
مليون قَمر
وأنا من سفر
إلى سفر
وحدي أصدّق قارئة الفنجان
وحدي أواسي وجع الأوطان
وحدي أحذّر الياسمين من عقوق الماء
ففي الأفق مخاض عاصفة
وبوادر طوفان
ليت لي نصيب من فراسة الموت
لكي أُخبر العالقين في أوهامهم
عن موعد الفناء
وأرسم للغرباء خارطة اللقاء
وأجعل من الحبّ - لكلّ الدّروب -
عنوانا
ولكي
"أحيا" .... نصيبي من الحياة
في صمت
في صمت
ولكي لا أبكي
على العمر الذي سرقه الوقت
ولكي أعبر .... في أمان
"غابة الإنسان"
السّاعة الآن
الآن
الآن يا صاحبي
كلّ الأشياء حزينة جدّا
جميلة جدّا جدّا جدّا
وكلّ الأشياء
تسير إلى النّسيان.

عروبيّة بقلم الشاعرة سيدرا الأسعد

عروبيّة

يمضي الوجود بهديهِ وضلالهِ
نحو الثريّا يحتفي بمآله
سوريتي اعتصمتْ بها كل الدّنى
من كفّها بزغ الهدى بكماله
فيها المنارةُ دارَ شعبٌ حولها
وبجفنها نبضُ الحبيبِ الواله
كلُّ اتّجاهاتِ الكرامة عندنا
في موطنٍ ، ،بجنوبه وشماله
قلبُ العروبةِ قِبلةٌ ولها اغتدى
كلٌّ يضيءُ المجدُ في آماله
أنا مثلهم أهوى الحبيبة كلّما
يحنو لطيّ الرمشِ بعض خياله
قلبي عروبيٌّ ونبضيَ واحةٌ
وبها يلوذُ الفخرُ في ترحاله
من شامة الدنيا سلامٌ عاطرٌ
ياموطن العرْبِ النقيّ بآلهِ
.... .... ....
أرض الكنانةِ كم أتوق إلى اللقا
وبها الربيعُ الثّرّ في آكاله
فبمصرنا اختبأ القصيدُ بنشوةٍ
في نيلها بجماله ودلاله
.... .... ....
أمّا عُمانُ فترتدي زيّ الهوى
وبحبها عجبَ الزمان بحاله
اسمٌ تشكل من لجين سمائنا
قد خطّهُ حبر الغرام ببالهِ
.... .... ....
في الرافدين أحبةٌ ،، بوداعةٍ
سكنوا السحابَ بنخلهِ وتلاله
وغزوا النجوم بفكرهم وسخائهم
ففعالهم في الصبح من أفعاله
.... .... ....
من وارفِ الأردنّ صغتُ قلائداً
ظَفَرَتْ بجيد الشمس في إجلالهِ
وإذا الشموخُ أضاعَ برقَ حليّه
برز العقيقُ يضجّ من خلخاله
.... .... ....
وصبابتي في أرضِ لبنانٍ بدتْ
في مهجتي أرزٌ بكلّ جماله
وبها سلافٌ من عتيق مواردٍ
عذبٌ بفيضِ سهولهِ وجبالهِ
.... .... ....
من برقة السّيفِ اليمانيّ اهتدت
شمسُ العروبة للصباح الواله
وبكلّ نجمٍ في عرى أثوابه
عُقِدَ الربيع بإزرةٍ من شاله
.... .... ....
أمّا الجزائر فالخلودُ بأرضها
كَسَرَ العدوّ الصلبَ في أهواله
ويقرّ ماضيها بديدنِ سحرها
وثرى الشهادةٍ مورقٌ برجالهِ
.... .... ....
صوب الخليج يميل نجمٌ شاهقٌ
فيُجيرُ ملهوفاً وقبلَ سؤالهِ
وبأهلها اتّقدت صروحُ محبّةٍ
فغدا الوجود متوجاً بعقالهِ
.... .... ....
من تونسَ الخضراء تسألُ وردةٌ
فيجيبُ نهرٌ عابقٌ بوصاله
فتلامسُ الروحَ الشفيفة ضحكةٌ
فرّتْ من الوديانِ خلفَ تلالهِ
.... .... ....
والقدسُ تغفو رغم كل جراحها
في ثائرٍ شغَلَ الدّنى بمحالهِ
مازالَ يزأرُ ضارباً كفَّ الوغى
حتى يلوح النصرُ من أوصالهِ
.... .... ....
والمغرب العربيّ بحرُ عيوننا
قلبٌ وما انفصمت عرى أبطاله
وكأنّما تحنو على شرفاته
كلّ الأيائل من صدى رئباله
.... .... ....
سوداننا ولديه ماء قلوبنا
سكن الفؤاد بسحره ومقالهِ
وتموسقت كل الكواكب عنده
فارتدَّ نورٌ من سنا إفضاله
.... .... ....
وعلى كمال البحر تشدو مهجتي
ليصيبَ سهمُ الشعر كبدَ مناله
هذي بلادي أزهرت في خافقي
سيزول عشقٌ في الحشا بزوالهِ
وطنٌ يخرّ المجدُ معتصماً به
قمرٌ سخيُّ النور في أشكالهِ
فالصيف يهرب حين يأخذه الطّوَى
ليعبّ من عينيه بعض سلالهِ
...........................................................

Peut être une image de 1 personne